أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة ، كيف تفرّدَ الإسلامُ في العنايةِ بالبيئةِ وصونِ مكوّناتِها وتحقيقِ استدامتِها؟ للدكتور أحمد علي سليمان

كيف تفرّدَ الإسلامُ في العنايةِ بالبيئةِ وصونِ مكوّناتِها وتحقيقِ استدامتِها؟

خطبة الجمعة ، كيف تفرّدَ الإسلامُ في العنايةِ بالبيئةِ وصونِ مكوّناتِها وتحقيقِ استدامتِها؟ بقلم: المفكر الإسلامي الدكتور أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية  الجمعة: 2 جمادي الأولي 1447هـ، الموافق 24 أكتوبر 2025م
 
 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 24 أكتوبر 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان : كيف تفرّدَ الإسلامُ في العنايةِ بالبيئةِ وصونِ مكوّناتِها وتحقيقِ استدامتِها؟ :

لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 24 أكتوبر 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان: كيف تفرّدَ الإسلامُ في العنايةِ بالبيئةِ وصونِ مكوّناتِها وتحقيقِ استدامتِها؟  ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 24 أكتوبر 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان ، بعنوان : كيف تفرّدَ الإسلامُ في العنايةِ بالبيئةِ وصونِ مكوّناتِها وتحقيقِ استدامتِها؟ : كما يلي:

 

خطبة، بعنوان: البيئة هي الرَّحم الثاني والأم الكبرَى

 
كيف تفرد الإسلام في العنايةِ بالبيئة وصونِ مكوناتها وتحقيقِ استدامتها؟
الكون كتابٌ مفتوحٌ يبوح بآيات الله وقدرته
التحديات البيئية المشتركة: ميدان للتكامل والتعاون بدلًا من الصراع والدمار
بقلم المفكر الإسلامي الدكتور/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
 
 

الجمعة: 2 جمادى الأولى 1447هـ، الموافق 24 أكتوبر 2025م

 
 
 
الحمد لله الذي خلق الإنسان من تراب، وأسكنه في رحاب هذا الكون العجيب، وجعل له فيه قرارًا ومعاشًا، وأسبغ عليه من نعمه الظاهرة والباطنة ما لا يُعد ولا يُحصى.
نحمده سبحانه حمدًا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، رب كل شيء ومليكه، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، وصفيُّه من خلقه وخليله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان، الأشرفان الأنوران، الأعطران الأزهران، المزهران المثمران، على مَن جُمعت كلّ الكمالات فيه.. وعلى آله وصحبه وتابعيه.. اللهم صلِّ أفضل صلاة، على أسعد مخلوقاتك، سَيِّدِنَا محمد (ﷺ)، وعلى آله وصحبه؛ عدد معلوماتك، ومداد كلماتك، كلما ذكرك الذاكرون، وغفل عن ذكرك الغافلون، ورضي الله عن مشايخنا ووالدينا وأولادنا وأزواجنا، والصالحين من عبادك، وأولياء الله أجمعين.
اللهم صلِّ صلاة كاملة، وسلم سلامًا تامًّا، على نبىٍ تنحلُ به العُقد، وتنفرج به الكُرب، وتقضى به الحوائج، وتُنالُ به الرغائب، وحُسنُ الخواتيم، ويستسقى الغمامُ بوجه الكريم. ﻭﻋَﻠَﻰ ﺁﻟِﻪِ الطاهرين، وصحبِه الطيبين، ﻭسلِّم تسليمًا كثيرًا… اللهم آمين يا رب العالمين.
فَمَبْلَغُ العِلْــمِ فِيهِ أَنَّهُ بَشَرٌ… وَأَنَّهُ خَيْــرُ خَلْقِ اللهِ كُلِّهِــمِ
مولاي صلِّ وسلم دائما أبدًا… على حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم رضِّه عنَّا، وارض عنَّا، برضاه عنَّا.. ووضئنا بأخلاقه العظيمة، وحقق أمانينا بزيارته، وافتح لنا أبواب رؤيته، ونيل شفاعته، اللهم آمين يا رب العالمين…
أيها المسلمون: أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، فإنها وصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى: (…وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ…) (النساء: 131)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102)، وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) (الأحزاب: 70-71)، وقال تعالى: (…وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (البقرة: 223)… أما بعد…
البيئة مسرح استخلاف الإنسان
أيها المؤمنون: جاء بنا ربنا الحكيم إلى الدنيا؛ لكي:
• يُكمِلَ بعضُنا بعضًا، 
• ويُعينَ بعضُنا بعضًا،
• ويعاون بعضُنا بعضًا،
• ويُساعدَ بعضُنا بعضًا، 
• ويُسعِدَ بعضُنا بعضًا، 
• ويَجبرَ خاطرَ بعضِنا بعضًا، 
• ويَحترمَ بعضُنا بعضًا، 
• ويَحافظَ بعضُنا على بعضٍ،
• ويَعذرَ بعضُنا بعضًا،
• ويَرحمَ بعضُنا بعضًا، 
• ويَسترَ بعضُنا عيبَ بعضٍ،
• ويَنصحَ بعضُنا بعضًا،
• ويُعلِّمَ بعضُنا بعضًا، 
• ويَغفِرَ بعضُنا لبعضٍ،
• ويَدعوَ بعضُنا لبعضٍ،
• ويُخفِّفَ بعضُنا عن بعضٍ،
• ويُؤثِرَ بعضُنا بعضًا،
• ويَدعوَ بعضُنا لبعضٍ بالخيرِ والرضا، 
• ونتكاتفَ جميعًا بعضُنا مع بعضٍ لحمايةِ البيئة، فنحافظ على سلامة هوائها، ونَصونَ ماءَها، ونُنمِّي خيرَ أرضِها، ونَرحمَ كائناتِها، ونُحافِظَ على توازنِها، ونَزرعَ فيها الجمالَ بدلَ الإفساد، ونَعمُرَها بما يُرضي اللهَ عنا، لتظلَّ الأرضُ طيبةً ناميةً كما أرادها الخالقُ سبحانه. 
خلقنا اللهُ (عز وجل) لنتكاملَ في بناءِ الإنسان، وإعمارِ البيئة والكون، وإسعادِ الحياة بمنهجِ الله، فكلُّنا شركاءُ في المسؤولية، وفي عمارةِ الأرض وبناءِ الأوطان.
وحدد الغاية من وجودنا في هذه الحياة، وتتمثل في:
1- عبادةِ الرحمن وهي الغاية الكبرى
2- عمارةِ الأكوان
3- رعايةِ الإنسان
ولكي تتحقق هذه الغايات، فلا بد من بيئة سليمة صالحة مزهرة مثمرة بازغة باذخة وبشكل مستقر ودائم ومستدام، تعيننا على أداء رسالتنا، والقيام بمسؤوليتنا في عبادة الله، وعمارة الكون، ورعاية الإنسان.
عناصر البيئة ومكوناتها
عناصر البيئة يمكن تقسيمها إلى عناصر طبيعية وعناصر بشرية، ويتفاعل الاثنان في تشكيل النظام البيئي الذي نعيش فيه. وفيما يلي أبرز هذه العناصر:
أولًا: العناصر الطبيعية
وهي التي خلقها الله تعالى دون تدخل الإنسان، وتشمل:
1. الماء: وهو أساس الحياة لكل الكائنات، يوجد في البحار والأنهار والمحيطات والبحيرات والمياه الجوفية والقطبين (الشمالي والجنوبي).
2. الهواء: وهو يحتوي على الأكسجين اللازم للتنفس، وثاني أكسيد الكربون اللازم لعملية البناء الضوئي.
3. التربة: وهي مصدر النمو للنباتات والأشجار والمزروعات، ومأوى للكائنات الحية الدقيقة، وعنصر أساسي في استقرار النظام البيئي، فضلا عما تحتويه من كنوز وخيرات الله من البترول والمعادن وغيرها.
4. النباتات: وهي تمتص ثاني أكسيد الكربون وتُنتج الأكسجين، وتُسهم في توازن المناخ، وحماية التربة من الانجراف، وتوفير الغذاء والمأوى للكائنات.
5. الحيوانات: وهي تمثل جزءًا أساسيًّا من السلسلة الغذائية، تحفظ التوازن البيئي بالتغذي والتكاثر، وتُسهم في استدامة التنوع الحيوي.
6. المناخ: ويشمل درجة الحرارة، والرياح، والرطوبة، والأمطار، وهو عامل حاسم في توزيع الكائنات الحية وتنوع النظم البيئية.
7. الجبال: وهي تعمل كمخازن طبيعية للمياه والمعادن، وتؤثر في حركة الرياح وتوزيع الأمطار، وتُسهم في استقرار التربة وتنوع الحياة البرية.
8. البحار والمحيطات: وهي تغطي معظم سطح الأرض، وتُعد مصدرًا رئيسًا للغذاء والأكسجين، وتؤدي دورًا محوريًّا في تنظيم المناخ وامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون، ومنها تنطلق الدورة المائية.
9. الأنهار: وهي شرايين الحياة على اليابسة، تنقل المياه العذبة، وتُسهم في الزراعة وتوليد الطاقة والحفاظ على التنوع الحيوي.
10. السماء: وهي مظلة الكون، تحتوي على الغلاف الجوي الذي يحمي الأرض من الأشعة الضارة، وينظم الحرارة، ويهيئ الظروف المناسبة للحياة.
ثانيًا: العناصر البشرية
وهي المكونات التي تنشأ نتيجة نشاط الإنسان وتدخله المباشر في البيئة، وتمثل جانب التفاعل بين الإنسان والطبيعة، وقد تكون آثارها إيجابية إذا اتسمت بالوعي والاعتدال، أو سلبية إذا غابت عنها القيم الأخلاقية والضوابط الشرعية، وتشمل:
1. السكان: يمثل البشر العنصر الأكثر تأثيرًا في البيئة، من خلال أنماط الاستهلاك والإنتاج والسكن والتنقل،  وكلما قلَّ وعي السكان البيئي، تفاقمت المشكلات البيئية مثل التلوث واستنزاف الموارد، وإهلاك الأراضي، والتصحر، وقطع الغابات، واستخدام المبيدات الضارة، والزحف العمراني على الرقعة الزراعية…إلخ.
2. الأنشطة الاقتصادية: وتشمل الزراعة، والصناعة، والتجارة، والسياحة، وغيرها من مجالات الإنتاج والتنمية. 
وهي -إن أُديرت بحكمة- تُسهم في إعمار الأرض وتحقيق التنمية المستدامة، أما إذا أسيء توظيفها فتؤدي إلى تلوث البيئة وتدمير مواردها الطبيعية.
3. العمران والبنية التحتية: مثل الطرق والمباني والمواصلات وشبكات الخدمات. وهي تمثل مظهرًا من مظاهر التقدم الإنساني، إلا أن توسعها غير المنظم قد يؤدي إلى تدهور البيئة الطبيعية، بينما يحقق تخطيطها الرشيد توازنًا بين التنمية وحماية البيئة.
4. الثقافة والتشريعات البيئية: وتشمل الوعي البيئي لدى الأفراد والمجتمعات، والقوانين والأنظمة التي تنظم العلاقة بين الإنسان وبيئته. فكلما زاد الوعي بأهمية البيئة والتزم الناس بالتشريعات الرشيدة، تحقق الأمن البيئي واستدامة الموارد.
الإسلام والبيئة
فقد جاء الإسلام الحنيف رحمةً من الله للعالمين، بمنهاج شامل وصالح لكل زمان ومكان، يتضمن تشريعاتٍ إلهيةٍ، من شأنها حال التمسك بها أن:
• تُنظِّم أمور الحياة على اختلاف مجالاتها وأحوالها وأزمانها وأماكنها وبيئاتها المختلفة.
• تُنظِّم شؤون الناس الدينية والدنيوية، وتضبط علاقاتهم الإنسانية على أسسٍ سليمةٍ رشيدةٍ بانية.
• تضبط حركة الإنسان وسلوكه في هذه الحياة.
• تؤسس للسلام بين الإنسان ومختلف مفردات البيئة والطبيعة والكون.
• إعدادًا للناس للقاء ربهم يوم القيامة.
التنكر للإسلام وعواقبه:
وعلى الرغم مما سبق، فقد تَنَكّر بعضُ الناس لهذا المنهاج الإلهي الشامل الكامل، وأوصد البعض الآخر أبواب عقله وقلبه ونوافذ آذانه أمام تعاليم الحق (سبحانه وتعالى) المُنَظِمة لهذه الحياة…
وقد نتج عن ذلك ظهور كثير من المشكلات العالمية وتفشيها في العالم.
أهم المشكلات البيئية:
 تعد مشكلة التلوث البيئي من أبرز التحديات التي يعاني منها المجتمع المعاصر، وقد انتشرت آثارها السلبية في شتى أرجاء المعمورة، وقد نتج عن ذلك أيضًا ظهور أمراض مزمنة وخطيرة، مثل الأمراض السرطانية وغيرها من الأمراض التي عجز الأطباء حتى الآن عن إيجاد علاج ناجعٍ لها.
 كما برزت مشكلات عالمية خطيرة، من أبرزها:
• التغير المناخي.
• التصحر.
• الاحتباس الحراري.
• ارتفاع درجة حرارة الأرض وما ينجم عنه من إخلال بالتوازن الطبيعي في الكون، وإذابة الجليد في القطب الشمالي، الأمر الذي يهدد بغرق العديد من المدن وتلاشيها في عدد من دول العالم.
أسباب المخاطر البيئية:
إنَّ المخاطر البيئية التي نعاني منها اليوم، وما تُخلِّفه من آثارٍ وخيمةٍ، ما كانت لتحدث لو أنَّ الإنسان التزم بمنهاج الله تعالى في التعامل مع الكون ومكوناته.
ولكن عندما
– يشتد طمع الإنسان وأنانيته
– ويعجز عن ضبط غرائزه
– ويسعى جاهدًا إلى السيطرة على الموارد الطبيعية واستغلالها لصالحه -فردًا كان أو مجتمعًا- دون مراعاةٍ لحقوق الآخرين، أو وعيٍ بمحدودية الموارد، تكون الكارثة البيئية المحققة، التي تهدد استقرار الحياة وتوازنها على كوكب الأرض ( ) .
شمولية المنهج الإسلامي في حماية البيئة ومكوناتها:
ولما كان الإسلام هو الدستور الذي ارتضاه الله (عز وجل) دستورًا نهائيًّا للبشرية عامة، فقد اهتم بموضوع البيئة، وأكد على المحافظة على كل مكوناتها؛ ذلك أن نهائية هذه الرسالة وعموميتها صفتان ضمنتا للإسلام شموليته لكل مناحي الحياة مادية ومعنوية، وشموليته لكل ما يؤدي به إلى السعادة الأخروية.
ولا شك أن البيئة بكل جوانبها تقع ضمن هذه الشمولية إن لم نقل إنها المرتكز فيها، وذلك لأن البيئة هي مسرح تحقيق الخلافة التي خلق الله الإنسان من أجلها، فما لم تتحقق شروط السلامة الكاملة للبيئة لا تتحقق الخلافة التي دعي الإنسان لتحقيقها.
القرآن الكريم والبيئة:
• المتمعن في آيات القرآن الكريم يجد أن موضوع البيئة يتردد صداه فيما يقترب من مائتي آية في سور كثيرة.
• تتناول هذه الآيات عناصر البيئة المختلفة من:
o الأرض وما تضمه من مكونات حية وغير حية.
o السماء والغلاف الجوي وما يحيط بها.
o البحار وما تحتويه من عوالم يصعب إدراك عظمتها.
o الأشجار والنباتات والمزروعات…إلخ
• كلها تــــدل على قدرة الله وعظيم صنعـه، وإحكامه خلق هذا الكون البديع على نحو معجز حير الألباب والعقول في دقته وتوازنه منذ آلاف السنين.
• اهتمام الإسلام بالبيئة من حيث ذكر مكوناتها ودقة صنعها وتنوعها وبيان سحرها وروعتها يرتقي إلى أعلى الدرجات، حتى يستخدمها القرآن كأحد الوسائل الموصلة إلى متانة البناء العقدي للإنسان المسلم، حين طالب الإنسان بالنظر فيها والتفكر في صنعها والوصول من خلال ذلك إلى إدراك عظمة الخالق، ومن ثم الإيمان به، والتسليم بقدرته وتفرده في صنع هذا الكون ( ).
أمثلة من القرآن الكريم:
قال تعالى: (قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ) (يونس: 101).
وقوله: ( أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ . وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ . تَبْصِرَةً وَذِكْرَىٰ لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ . وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ . وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ . رِّزْقًا لِّلْعِبَادِ ۖ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا ۚ كَذَٰلِكَ الْخُرُوجُ ) (ق: 6-11).
 وقوله: (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ . أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا . ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا . فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا . وَعِنَبًا وَقَضْبًا . وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا . وَحَدَائِقَ غُلْبًا . وَفَاكِهَةً وَأَبًّا . مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) (عبس: 24-32).
السنة النبوية والعناية بالبيئة:
ولقد قاسمت السنةُ النبويةُ المشرفةُ القرآنَ الكريمَ اهتمامَه بموضوع البيئة (شرحًا، وتفصيلا، وتقنينًا، وتأصيلا)، وتردد صداها في كثير من الأحاديث والتطبيقات النبوية التي حثت المسلمين على احترام الكائن الحي، وبيئته ، وما يحيط به من نباتات وأشجار وجبال ومصادر مياه متنوعة… إلخ.
 وركزت السنة القولية والفعلية على مجموعة من القضايا التي تحقق السلام بين الإنسان وأخيه الإنسان، وبين الإنسان والبيئة التي تحيط به بمفوهمها الشامل، حيث ركزت على:
• المسؤولية الجماعية والمشتركة في حماية البيئة المحافظة على توازنها
• وعدم العبث بالموارد الطبيعية وحفظ حق الأجيال في استغلالها
• واعتبار أن الحياة مسؤولية عامة إذا أخل بها نفر سار ضرره على الباقين.
• وحثت على الغرس والزراعة واستغلال الأرض التي سخرها الله للإنسان والكائنات الحية.
• والاهتمام بموارد المياه وعدم احتكارها.
• والمحافظة على الحيوان ومراعاة حقوقه والرفق به.
• والعناية بالنظافة العامة والخاصة.
• الدعوة إلى الوقاية من الأمراض قبل وقوعها، (من خلال ما يعرف بالطب الوقائي في الإسلام)، والسعي للعلاج منها عندما تحل بالإنسان… 
وجعل ذلك كله من المقاصد الكلية للشريعة الإسلامية.
التحديات البيئية العالمية المشتركة: مواطنُ للتلاقي والتعاون
وإزاء هذه التحديات البيئية العالمية التي تتجاوز حدود الأوطان، وتنعكس آثارها على الجميع دون استثناء، يبرز بوضوح أن حماية البيئة والمحافظة على توازنها مسؤولية مشتركة بين الأفراد والمجتمعات والدول. 
فالإضرار بجزء من البيئة في أي بقعة من الأرض قد تمتد آثاره إلى سائر المعمورة، والعكس صحيح؛ إذ إن التعاون في حمايتها ينعكس خيره على الجميع.
وقد سبق الإسلام ورسوله الكريم (ﷺ) إلى تأصيل هذا المبدأ الإنساني العظيم، فجعل مسؤولية الإصلاح مسؤوليةً جماعية، وحذَّر من التهاون في منع الفساد أو السكوت على الخطأ الذي يهدد سلام المجتمع والكون واستقراره، كما حث على التعاون في الخير ودفع الضرر.
وفي هذا المعنى العميق، يجسد الحديث النبوي الشريف تصويرًا بليغًا للمسؤولية المشتركة في صون سفينة العالم من الغرق، تمامًا كما يجب أن تتضافر الجهود لحماية البيئة من الانهيار والفساد.
يقول النبي (ﷺ): (مَثَلُ القائِمِ علَى حُدُودِ اللَّهِ والواقِعِ فيها، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا [أي أجروْا قرعة] علَى سَفِينَةٍ، فأصابَ بَعْضُهُمْ أعلاها وبَعْضُهُمْ أسْفَلَها، فَكانَ الَّذِينَ في أسْفَلِها (أي السفينة) إذا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ (أي ذهبوا ليأتوا بالماء) مَرُّوا علَى مَن فَوْقَهُمْ، فقالوا: لو أنَّا خَرَقْنا في نَصِيبِنا [أي في أسفل السفينة] خَرْقًا [حتى نحصل منه على الماء] ولَمْ نُؤْذِ مَن فَوْقَنا [بكثرة الصعود والنزول والمرور عليهم]، فإنْ يَتْرُكُوهُمْ وما أرادُوا [من إحداث الخرق في أسفل السفينة] هَلَكُوا جَمِيعًا، وإنْ أخَذُوا علَى أيْدِيهِمْ [أي منعوهم من هذه الفكرة التي في ظاهرها الرأفة والإحسان الخُلُقي والرقي الإنساني، في حين أن في باطنها الهلاك] نَجَوْا، ونَجَوْا جَمِيعًا) ( ).
وفي هذا الحديث الشريف يوجز النبي ﷺ معالمَ المسؤولية الفردية والجماعية، ويؤكد أن النجاة لا تتحقق إلا بتكاتف الجميع في مواجهة الخطر. فكما أن خرق السفينة يُغرِق أهلها جميعًا، فإن الإضرار بالبيئة يهدد بقاء الإنسان وسائر المخلوقات. ومن ثم، فإن حماية البيئة والمحافظة على توازنها واجبٌ إنسانيٌّ وشرعيٌّ مشترك، يضمن استدامة الحياة وسلامة الأرض للأجيال القادمة، كما أرادها الخالق سبحانه.
خصائص البيئة في المنظور الإسلامي
ينظر الإسلام إلى البيئة بوصفها آيةً من آيات الله وميدانًا للعبادة والعمارة، وموطنا للتسخير، فجعل إصلاحها عبادةً وإفسادها خطيئةً، كما يلي:
1- البيئة خلقٌ إلهي بديع
2- البيئة نعمةً ومسؤوليةً وأمانة
3- البيئة سخرها الله وذللها لخدمة الإنسان 
4- البيئة مصونة في التشريعات الإسلامية ويحرم إفسادها أو ممارسة الإفساد فيها أو عليها
5- البيئة آيةٌ من آيات الله ودليلٌ على عظمته
6- مفردات البيئة جميعها تسبّح لله، والكون خاضع لله
7- خيرات البيئة دائمة ومتجددة برحمة الله وقدرته
8- البيئة مصدرٌ للعِبَر والعِظات
9- استدامة الموارد والمحافظة عليها
10- القصد والاعتدال في استهلاك موارد البيئة
11- الصبر على تعمير الأرض
12- إحياء الأرض الموات
13- الوقف على البيئة ومصالحها
14- عدم إفناء السلالات الحيوانية والنباتية
15- النفقة على الحيوانات وسائر عناصر البيئة
16- مراعاة نفسية الحيوان
17- تحريم إيذاء البهائم
18- المحافظة على نوع الحيوان والبعد عن التهجين الضار
19- تحريم قطع الأشجار المثمرة وإماطة الأذى عن الطريق
وهكذا يتبين أن الشريعة الإسلامية قد وضعت للبيئة نظامًا فريدًا يربط بين العبادة والعمران، وبين الرحمة والمسؤولية، وبين الاستهلاك والاعتدال، فجعلت من رعاية الكون عبادةً، ومن الحفاظ عليه طاعةً، ومن الإحسان إلى مكوناته طريقًا إلى مرضاة الله تعالى.
** البيئة طريق إلى معرفة الله
رمي القمامة – مهما كانت صغيرة – في الطريق سلوكٌ مرفوضٌ تمامًا، يُنقِص من قدر فاعله، ويعرّض حياة رجال النظافة الأبرياء للخطر وربما للموت، فكيف بمن يُلوِّث البيئة بتلويث المياه، أو بتلويث الهواء، أو بالتلوث البيئي العام وتغير المناخ، أو بالتلوث الإشعاعي والكيميائي، ويعرّض بذلك حياة الملايين للخطر! د/ أحمد علي سليمان
صور ومظاهر الإفساد في البيئة 
والآثار المترتبة عليه
الإفساد في الهواء
الإفساد في الماء
الإفساد في التربة
الإفساد في الغابات والنباتات
الإفساد في الحيوان
الإفساد بالضوضاء والتلوث السمعي والبصري
الإفساد بالاستغلال الجائر للموارد الطبيعية
الإفساد الأخلاقي والفكري المؤدي إلى فساد البيئة
الآثار المترتبة على الإفساد في البيئة
كيف نحافظ على عناصر البيئة 
 
الخطبة الثانية
واجب المسلمين لمواجهة تحديات المياه (أفكار إبداعية جديدة)
أطروحات جديدة: ومن أهمها: 
 التوسع في أنظمة الغسيل الجاف للملابس، بدلا من الغسيل العادي الذي يستهلك كميات كبيرة جدًّا جدًّا من المياه الصالحة، وتوطين صناعتها في بلادنا العربية والإسلامية، وتوجيه الاستثمارات في هذا المجال.
 رصف الشوارع والطرق بحيث يكون الميل على جانبي الطريق وينتهي بقنوات تصب مياه الأمطار في بالوعات تجميع خاصة، والتي تنتهي بدورها إلى خزانات تجميع المطر والسيول. ويمكن البدء بذلك في المدن الجديدة. وإقامة السدود الترابية وغيرها لتجميع مياه المطر –في أماكن سقوطة بدلا من انسيابه في البحر أو الخليج- وتعظيم الاستفادة منها بإعادة تدويرها بسهولة، ومن ثم الاستفادة منها في الشرب والزراعة..إلخ..
 استخدام أنواع حديثة من صنابير المياه تعمل بالأشعة، وإلزام الناس بتركيبها، كأن تكون شرطًا للحصول على رخصة البناء مثلا، وإصلاح وتحديث صنابير المياه في المساجد والمدارس والمصالح الحكومية وغيرها.
 تصغير حجم صندوق صرف الحمام “السيفون”، أو وضع زجاجتين مملوءتين ومغلقتين فيه لتقليل حجمه وبما لا يخل بكفاءته على الطرد.
 تحويل صرف مياه أحواض غسيل الوجه –بعد ترشيحها بواسطة فلتر بسيط- إلى صرف سيفونات الحمامات (صناديق الطرد)، لتكون بديلا عن مياه الشرب المستخدمة في ذلك.
 تعميم أجهزة الطرد بالضغط في سيفونات الحمامات، حيث تستهلك كميات أقل من المياه.
 عزل الصرف الصحي الخفيف عن الصرف الثقيل. وفصل وتقسيم المياه إلى البيوت وغيرها إلى مياه صالحة للاستخدام الآدمي، وأخرى لإزاحة الصرف الثقيل، وغسيل السيارات، وري الحدائق.. ويمكن البدء بذلك في المدن الجديدة.
 إعادة تدوير مياه الصرف بالأساليب الحديثة، والتوسع في استخدام الموارد المائية غير التقليدية والاستفادة منها.
 تعظيم الاستفادة من المياه الجوفية، بحسن إدارتها، واستخدام الأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار عن بعد؛ للكشف عن أماكنها، والاستفادة من تراث العرب والمسلمين الأقدمين في الكشف عن أماكن وجود المياه الجوفية، بوجود أحجار معينة، أو نباتات معينة، أو حيوانات معينة.. وهذا الأمر مفصل في كتابنا (منهج الإسلام في مواجهة مشكلات المياه). 
 توجيه الأبحاث للاستفادة من شتى النعم والمنح الربانية التي مَنَّ الله بها على بلادنا، ومن بينها الطاقة الشمسية ذات السطوع العالي جدًّا، لاستغلالها في مجالات عديدة، ومنها: تعقيم المياه وتحلية المياه المالحة.. فمن عظيم رحمة الله بعباده أنه ادخر لكل البشر، مخزونًا استراتيجيًّا ضخمًا من المياه المالحة في البحار والمحيطات، بحيث يمكن الاستفادة منها، من خلال التوسع في برامج تحليتها، والاستفادة من ثروات البحار والمحيطات الغذائية الهائلة، التي يمكن أن تسهم بشكل كبير جدا في سد الحاجات الغذائية لملايين الناس. 
وغيرها من الأفكار التي لو طبقت بصورة تكاملية وجماعية لحققت الأمن المائي لمصر، ولأجيالها المقبلة.. كما يجب ألا نقلل من أية أطروحة لعلاج المشكلة مهما كان حجم توفيرها للمياه، طالما اتسمت بالعلمية والموضوعية..
 
اللهم اكتُب أسماءنا في سجلات المؤمنين الموحدين، وفي ديوان المرحومين، وارفع أقدارنا في علّيين، وأنزل علينا السكينة والطمأنينة، ونور اليقين
نسأل الله أن يبارك في أوطاننا ويحفظها من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللَّهُمَّ احفظها من كل سوء، وبارك لنا فيها، واجعلها دار أمنٍ وإيمان، وسلامٍ وإسلام. اللَّهُمَّ من أرادها بسوء فاجعل تدبيره تدميره، وردّ كيده إلى نحره.
 اللهم احفظ مصر شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، طولها وعرضها وعمقها، بحارها وسماءها ونيلها، ووفق يا ربنا قيادتها وجيشها وأمنها وأزهرها الشريف، وعلماءها، واحفظ شعبها، وبلاد المحبين يا رب العالمين.
 اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا اللهم طهّر قلوبنا من الكبر، وزيّنها بالتواضع،اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(…رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) (النمل: 19)، (..الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ…) (الأعراف: 43)… اللهم تقبل هذا العمل من الجميع… وبالله تعالى التوفيق
خادم الدعوة والدعاة د/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
 والحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في خدمة الفقه والدعوة (وقف الفنجري 2022م)
المدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية- عضو نقابة اتحاد كُتَّاب مصر
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: drsoliman55555@gmail.com
تم تدشين صفحة #معارج_الدعاة لللدكتور أحمد علي سليمان، للإسهام في إثراء العمل الدعوي والدعاة يرجى متابعتها ونشرها
 
 
https: //www.facebook.com/share/16u6EDacEw/?mibextid=LQQJ4d

https://www.facebook.com/drahmedalisoliman/

 

لقراءة الخطبة أو تحميلها كاملا يرجي تحميل الخطبة من ملف pdf بالأعلي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: ahmed_dr.ahmed@yahoo.com رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى