خطبة الجمعة القادمة بعنوان : فتراحموا ، لـ صوت الدعاة
فتراحموا.. قيمة التراحم بين الزوجين ، بتاريخ 25 ذو القعدة 1446هـ ، الموافق 23 مايو 2025م

خطبة الجمعة القادمة 23 مايو 2025 م بعنوان : فتراحموا.. قيمة التراحم بين الزوجين ، لـ صوت الدعاة ، بتاريخ 25 ذو القعدة 1446هـ ، الموافق 23 مايو 2025م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة لصوت الدعاة 23 مايو 2025 بصيغة word بعنوان: فتراحموا.. قيمة التراحم بين الزوجين ، بصيغة word
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة لصوت الدعاة 23 مايو 2025 بصيغة pdf بعنوان : فتراحموا.. قيمة التراحم بين الزوجين pdf
عناصر خطبة الجمعة القادمة لصوت الدعاة 23 مايو 2025 بعنوان : فتراحموا.. قيمة التراحم بين الزوجين ، كما يلي:
أولاً : الزوجان يكمل بعضهما بعضا.
ثانيـًا : أهمية الرحمة في الحياة الزوجية
ثالثـًا : العنف الأسري وأضراره علي الأسرة والمجتمع
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 23 مايو 2025 بعنوان : فتراحموا.. قيمة التراحم بين الزوجين ، كما يلي:
فتراحمُوا.. قيمةُ التراحمِ بينَ الزوجينِ
25 ذو القعدة 1446هـ – 23 مايو 2025م
صوت الدعاة
المـــوضــــــــــوع
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في محكمِ التنزيلِ: ﴿هُوَ الَّذِى خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا﴾ (الأعراف:189)، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وليُّ الصالحينَ، القائلُ في محكمِ التنزيلِ: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾، وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وصفيُّهُ مِن خلقِهِ وخليلُهُ القائلُ كما في حديثِ معاذِ بنِ جبلٍ – رَضِيَ اللهُ عَنْه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: (لَا تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ لَا تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللَّهُ فَإِنَّمَا هُوَ دَخِيلٌ يُوشِكَ أَنْ يُفَارِقَ إِلَيْنَا) (رواه الترمذيُّ)
فاللهُمَّ صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِّ المختارِ وعلى آلهِ وأصحابِهِ الأطهارِ الأخيارِ وسلمْ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ.
عناصرُ الخطبةِ:
أولًا: الزوجانِ يكملُ بعضهُمَا بعضًا.
ثانيـًا: أهميةُ الرحمةِ في الحياةِ الزوجيةِ.
ثالثًا: العنفُ الأسرِيُّ، وأضرارُهُ علي الأسرةِ والمجتمعِ.
أيُّها الأحبابُ يقولُ اللهُ تعالًى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) الروم /21.
قال ابنُ كثيرٍ رحمَهُ اللهُ: ” المودةُ هي: المحبةُ، والرحمةُ هي: الرأفةُ، فإنَّ الرجلَ يمسكُ المرأةَ إمَّا لمحبتِهِ لهَا، أو لرحمةٍ بهَا بأنْ يكونَ لهَا منهُ ولد “.
وهذه الآيةُ مِن الآياتِ الدالَّةِ على عظمةِ اللهِ وكمالِ قدرتِهِ، أنْ خَلَقَ لأجلِكُم أيُّها الرجالُ أزواجًا لتطمئنَّ نفوسُكُم إليهَا وتسكن، والسكنُ هو الميلُ والأُلْفةُ، وجعلَ بينَ المرأةِ وزوجِهَا محبةً ورحمةً.
فاللهُ خَلق كلًّا مِن الجنسينِ على نحوٍ يجعلُهُ موافقًا للآخرِ ملبيًا لحاجتِهِ الفطريةِ، يجدُ عندَهُ الراحةَ والطُّمَأْنينةَ والاستقرارَ.
ويجدانِ في اجتماعِهِمَا السكنَ والاكتفاءَ والمودَّة والرحمةَ… وائتلافهُمَا وامتزاجهَمَا في النهايةِ لإنشاءِ حياةٍ جديدةٍ تتمثلُ في جيلٍ جديدٍ.
تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : فتراحموا ، لـ صوت الدعاة
أولاً: الزوجانِ يكملُ بعضهُمَا بعضًا.
فالزّوجان، الذّكرُ والأنثَى، مردّهُمَا إلى نفسٍ واحدةٍ، ومرجعهُمَا إلى أصـلٍ واحدٍ، يكملُ بعضُهُمَا بعضًا، وقد خلقهُمَا اللهُ بهذهِ الصّـفةِ ليكونَ لهمَا الغايةُ الّتي أرادَهَا لهمَا سبحانَهُ إذ يقولُ: (لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا)، فيفضِي كلٌّ منهمَا إلى الآخرِ، ليجدَ فيهِ السّكنَى والرّاحةَ والطّمأنينةَ، فالرّجلُ يجدُ في زوجتهِ مؤنسًا لوحشتهِ، ومواسيًا في كربتِهِ، وراحةً مِن تعبهِ ومشقّتهِ، والمرأةُ تجدُ في زوجِهَا الرّاعيَ الحانيَ، والحافظَ الحاميَ، فيكونَ لطمأنينتِهَا وراحتِهَا معينًا.
حيثُ يقولُ عزَّ وجلَّ بعدَ ذلكَ: (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَة)، هذه المودّةُ والرحمةُ مبعثُهَا اتّصالُ النّفوسِ، واختلاطُ الأرواحِ، والاجتماعُ لبناءِ عشِّ الزّوجيّةِ على أسسٍ قويمةٍ، ومبادئَ كريمةٍ.
بالإضافة إلي إنّ المودّةَ في حدِّ ذاتِهَا تقومُ عليهَا الصّداقةُ والصّحبةُ والأخوّةُ، والرّحمةُ تقومُ عليهَا روابطٌ كريمةٌ كالأبوّةِ والبنوّةِ، فما ظنُّكُم بعلاقةٍ اجتمعت فيها المودةُ والرحمةُ، قالَ عزَّ وجلَّ: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
إنَّ الدعائمَ التي أقَرَّهَا الإسلامُ لبناءِ البيوتِ الصحيةِ السليمةِ:
هي: المودةُ، والرحمةُ، والسكينةُ. يتفاعلُ بعضُهَا مع بعض، المودةُ والرحمةُ متلازمتانِ؛ لأنَّ وجودَ الرحمةِ يجعلُ أحدَ الزوجينِ يغضُّ الطرفَ عن مساوئ وعيوبِ الآخرِ، ويجعلُ القدرةَ على التحمُّلِ وقتَ مواجهةِ الصعوباتِ والمشاكلِ أكبر، والسكينةُ هي حصيلةُ المودةِ والرحمةِ.
تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : فتراحموا ، لـ صوت الدعاة
فالرحمةُ تُليِّنُ القلبَ، وتنظرُ إلى الضعيفِ أو المخطئِ بعطفٍ ورقةٍ، وتُمكِّنُ صاحبهَا مِن التروِّي والتفكيرِ قبلَ اتخاذِ أيِّ موقفٍ أو تصرُّفٍ، وتعطي قدرةً أكثرَ على معالجةِ الموقفِ، فمِن الرحمةِ التغاضِي عن بعضِ الأخطاءِ والهفواتِ، والتركيزُ على الإيجابياتِ التي يتمتعُ بها الآخرُ، والتغافلُ عن الأخطاءِ، ففي الصحيحينِ عن النبيِّ ﷺ مِن حديثِ أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه، قال ﷺ: “واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا؛ فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا “، وفي الحديثِ عن حكيمِ بنِ معاويةَ عن أبيهِ قال: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، أَوْ اكْتَسَبْتَ، وَلَا تَضْرِبْ الْوَجْهَ، وَلَا تُقَبِّحْ، وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ) رواه أبو داود، مِن أجلِ ذلكَ قالَ اللهُ تعالَى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19].
بالانسجامِ والتوافقِ تنمُو المودةُ
وإذا غابَ الانسجامُ والتوافقُ تحوّلَ الاحتكاكُ الاجتماعِيُّ إلى خلافاتٍ واختلافاتٍ
قد تقودُ لمشاحناتٍ ومصادماتٍ غيرِ مرغوبةٍ.
فلا يوجدُ كمالٌ مِن الإنسانِ
لأنَّ الإنسانَ مِن شأنهِ القصور
فليصفحْ كلٌّ مِن الزوجينِ عن الزلاتِ والهفواتِ
وليكنْ التسامحُ والعفوُ عن الهفواتِ.
ثانيـًا: أهميةُ الرحمةِ في الحياةِ الزوجيةِ.
الرحمةُ بينَ الزوجينِ هي جوهرُ العلاقةِ الزوجيةِ الناجحةِ، وهي التي تجعلُ الحياةَ بينهما مليئةً بالمودةِ والتفاهمِ والتسامحِ، فالرحمةُ ليست مجردَ شعورٍ، بل هي سلوكٌ يوميٌّ يعكسُ الاحترامَ والتقديرَ المتبادلَ، ويظهرُ في المواقفِ المختلفةِ التي يمرُّ بهَا الزوجانِ، والرحمةُ بينَ الزوجينِ لهَا فوائد:
1-تعزيزُ الاستقرارِ العاطفِي: عندمَا يكونُ الزوجانِ رحيمينِ ببعضهِمَا، يشعرُ كلٌّ منهمَا بالأمانِ والراحةِ النفسيةِ.
2-التغلبُ على الصعوباتِ: الرحمةُ تساعدُ في تجاوزِ المشكلاتِ والخلافاتِ بطريقةٍ هادئةٍ وبناءةٍ.
3-تقويةُ الروابطِ الأسريةِ: عندمَا يرَى الأبناءُ نموذجًا مِن الرحمةِ بينَ والديهِم، يتعلمونَ قيمَ الحبِّ والتسامحِ.
أيُّها الأزواجُ وأيّتُها الزوجةُ كلُّ واحدٍ لهُ حقوقٌ وعليهِ واجباتٌ، فليعرفْ كلُّ واحدٍ منكُم حقوقَهُ وواجباتِهِ، جاء في الحديثِ أنَّ النبيَّ ﷺ قالَ: (أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهُم خُلقًا وخيارُكُم خيارُكُم لأهلِهِ) رواه أحمد، وعن أمِّ المؤمنينَ عائشةَ – رضي اللهُ تعالَى عنهَا – قالت: قال رسولُ اللهِ ﷺ: (خيرُكُم خيرُكُم لِأهْلِهِ، وَأَنَا خيرُكُم لِأَهْلِي) أخرجه الترمذي.
تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : فتراحموا ، لـ صوت الدعاة
أيّتُها الزوجةُ أينَ أنتِ مِن زوجِكَ، فإنّمَا هو جنتُكِ ونارُكِ، ففِي الحديثِ (عن أمِّ سلمةَ رضي اللهُ عنها قالت: قال رسولُ اللهِ ﷺ: (أَيُّمَا امرأةٍ ماتتْ و زوجُهَا عنها راضٍ دَخَلَتِ الجنةَ)، وفي الحديثِ قال رسولُ اللهِ ﷺ فيمَا رواهُ عنهُ أبو هريرةَ: (إذا صلَّتْ المرأةُ خمسَها وصامتْ شهرَها وحفِظتْ فرجَها وأطاعتْ زوجَها قِيلَ لهَا ادخُلِي الجنَّةَ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شئتِ)، وفي الحديث عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَال: ” لَا تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا، إِلَّا قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ: لَا تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللَّهُ، فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكِ دَخِيلٌ يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا”، وفي الحديثِ (عنْ أبي هُرَيْرَةَ عنِ النبيِّ ﷺ، قالَ «لَوْ كُنْتُ آمراً أحَداً أنْ يَسْجُدَ لأِحَدٍ، لأمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا) رواه الترمذي وأبو داود.
فما أجملَ الحياةَ عندما تكونُ لكَ زوجةٌ صالحةٌ، تنتظرُ قدومَكَ بفارغِ الصَّبرِ، ولسانُ حالِهَا يقولُ:
شوقِي إليكَ وأنتَ تَدخُلُ عُشَّنَا *** شوقٌ يَدومُ على مَدَى الآمادِ
قلبِي الذي يُملِي السُّطورَ بنبضِهِ *** والروحُ قد سَعِدتْ بذَا التِّردادِ
بالشَّوقِ والحُبِّ الذي فاضتْ بهِ *** صارتْ تُبينُ عن الهوى الوقَّادِ
علي العكس من ذلك تخيَّلْ لو أنَّ رجلاً رجعَ إلى بيتِه وقد أنهكَهُ العملُ، فلم يجدْ بيتَهُ فجلسَ في العَراءِ، فلا مأوىَ ولا راحةَ ولا أمانَ، كيفَ يكونُ حالُهُ؟! ومتى يذهبُ تعبُهُ؟! .. وكذلكَ مَن رجعَ إلى بيتِهِ فلم يجدْ زوجتَهُ، فجلسَ في العراءِ النَّفسي؛ فلا حُبَّ ولا عطفَ ولا حنانَ، فهذا أعظمُ خسارةً، وأشدُّ تَعباً، لذلكَ فإنَّ مَن دعَا إلى إخراجِ المرأةِ مِن بيتِهَا فقد ارتكبَ جريمةً كبيرةً في حقِّ الأزواجِ والأبناءِ؛ فهي عمادُ البيتِ الذي يسكنُ إليهِ الزَّوجُ، ويأويِ إليهِ الأولادُ؛ فكيفَ سيكونُ البيتُ لو أُخرِجَ العِمادُ.
تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : فتراحموا ، لـ صوت الدعاة
حيث يجبُ على الزوجِ أنْ يتقِيَ اللهَ في زوجتِهِ، وأنْ يعاشرَهَا معاشرةً بالمعروفِ، وأنْ يعلمَ أنّهَا ستكونُ خصمَهُ يومَ القيامةِ إذا فرّطَ فيمَا يجبُ عليهِ لهَا، فإنَّ النبيَّ ﷺ قالَ في حجةِ الوداعِ وهو يخطبُ الناسَ في أعظمِ مجمعٍ: (اتَّقُوا اللهَ في النساءِ؛ فإنَّكُم أخذتُموهنَّ بأمانةِ اللهِ، واستحلَلْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ اللهِ)، فيجبُ على الإنسانِ أنْ يكونَ خيرَ الناسِ لأهلِهِ؛ لقولِهِ ﷺ: (خيرُكُم خيرُكُم لِأهْلِهِ، وَأَنَا خيرُكُم لِأَهْلِي) .
بالإضافة إلي ذلك حديث عائشةَ رضي اللهُ عنها زوجِ النبيِّ ﷺ، قالت: (خَرَجْنَا مع رَسولِ اللَّهِ ﷺ في بَعْضِ أسْفَارِهِ، حتَّى إذَا كُنَّا بالبَيْدَاءِ، أوْ بذَاتِ الجَيْشِ، انْقَطَعَ عِقْدٌ لِي، فأقَامَ رَسولُ اللَّهِ ﷺ علَى التِمَاسِهِ، وأَقَامَ النَّاسُ معهُ، ولَيْسُوا علَى مَاءٍ، وليسَ معهُمْ مَاءٌ، فأتَى النَّاسُ إلى أبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، فَقالوا: ألَا تَرَى ما صَنَعَتْ عَائِشَةُ، أقَامَتْ برَسولِ اللَّهِ ﷺ وبِالنَّاسِ، ولَيْسُوا علَى مَاءٍ، وليسَ معهُمْ مَاءٌ؟ فَجَاءَ أبو بَكْرٍ ورَسولُ اللَّهِ ﷺ واضِعٌ رَأْسَهُ علَى فَخِذِي قدْ نَامَ).
ثالثـًا: العنفُ الأسرِيُّ، وأضرارُهُ علي الأسرةِ والمجتمعِ
روى البخاريُّ ومسلمٌ رحمهُمَا اللهُ أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ كان يُقبِّلُ الحَسَنَ بنَ علِيٍّ، فقال الأقرَعُ بنُ حابِسٍ: إنَّ لي عَشَرةً مِن الوَلَدِ، ما قبَّلتُ منهم أحَدًا. فقال رسولُ اللهِ ﷺ: مَن لا يَرحَمْ، لا يُرحَمْ). هذه الرحمةُ النبويةُ، وهذا الهديُ النبويُّ الشريفُ، افتقدتْهُ بعضُ الأسرِ في ظروفِ ضغوطِ الحياةِ وتزايدِ أعباءِ المعيشةِ، أضفْ إلى هذا قلةَ العلمِ وضعفَ الروابطِ الأسريةِ – لتجد أنَّ العنفَ في التربيةِ باتَ ظاهرةً تهددُ استقرارَ المجتمعِ وترابطَ الأسرِ.
حيثُ يلجأُ بعضُ الرجالِ إلى الشدةِ والعنفِ ظنًّا منهُم أنّهُم بذلكَ يحكمونَ السيطرةَ ويسيّرونَ أمورَ بيوتِهِم وحياتِهِم بالطريقةِ المُثلَى، التي مِن شأنِهَا أنْ تنشئَ جيلاً مهذبًا ومثقفًا، والحصولُ على زوجةٍ مطيعةٍ تحفظُ البيتَ والأولادَ، لكن هذا السلوكُ ليس مِن شأنِهِ إلّا أنْ يهدمَ بيوتًا ويشرّدَ نساءً وأطفالاً، كمَا أنّهُ يتسببُ في انتشارِ الكثيرِ مِن الحالاتِ النفسيةِ والاضطراباتِ السلوكيةِ لدَى النساءِ والأطفالِ الذينَ يعيشونَ في وسطٍ ينتشرُ فيهِ العنفُ وتسيِّرُ حياتَهُ العصَا.
إذا كان العنفُ يَطَالُ النساءَ مِن الزوجاتِ ويَطَالُ البناتِ والأولادَ مِن المراهقينَ والمراهقاتِ، فإنّهُ يَطَالُ الأطفالَ أيضًا، فبعضُ الآباءِ يرتكبُ حماقةً مع الأطفالِ فيرتكبُ ألوانًا مِن العقابِ غريبةً وعجيبةً تفضِي إلى حوادثَ مؤلمةٍ دونَ مراعاةٍ واعتبارٍ لرقةِ الطفولةِ وبراءتِهَا.
تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : فتراحموا ، لـ صوت الدعاة
أيُّها المسلمون:
العنفُ الأسرِيُّ الموجهُ ضدَّ النساءِ والأطفالِ أثرُهُ كبيرٌ على الحياةِ الاجتماعيةِ.
فالأطفالُ تنتابُهُم الانطوائيةُ أو العدوانيةُ، وفي حالِ الانطوائيةِ يصبحُ الطفلُ بعدَ بلوغِهِ وزواجِهِ ضعيفَ الشخصيةِ أمامَ زوجتِهِ وأولادِهِ.
أمَّا العدوانيةُ فينتجُ عنهَا أشخاصٌ ذوو طبيعةٍ حادةٍ وسلوكياتٍ عدوانيةٍ ضدَّ مدرسيهِم وزملائهِم ووالديهِم تميلُ للعنفُ والحصولِ على مرادهِم بالقوةِ، حتى لو كان في ذلكَ ضررٌ على الجميعِ.
فالطفلُ الذي يتعرضُ للضربِ المبرحِ والشتمِ والسبِّ:
بقدر ما ينشأُ معقدًا نفسيًّا وذا عدوانيةٍ بغيضةٍ
بل ويبدأُ عندهُ الكرهُ للوالدينِ، فيصبحُ عاقًّا لوالديهِ.
وفي الختام: الأسرُ تُقامُ علي المودةِ والرحمةِ
لا تقامُ علي الغلظةِ والأنانيةِ مِن كِلا الزوجينِ
علاوة علي ذلك يجبُ علي الزوجِ والزوجةِ أنْ يُراعِيَ كلاً منهما حقوقَ الآخرِ
محافظًا علي أسرتِه وأولادِه، منتهجًا سلوكَ الرحمةِ في تعاملاتِه
علاوة علي المودةِ في تصرفاتِه حتي تعيشَ الأسرةُ في حبٍّ ومودةٍ لا في شقاقٍ ونزاعٍ.
اللهُمَّ احفظْ بيوتَنَا وأهلَنَا وأولادَنَا
خُطبةُ صوتِ الدعاةِ
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف