أخبار عاجلة
خطبة الجمعة القادمة 24 نوفمبر 2023م بعنوان : القوة والثبات في مواجهة التحديات ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 10 جماد أول 1445هـ ، الموافق 24 نوفمبر 2023م
خطبة الجمعة القادمة 24 نوفمبر 2023م بعنوان : القوة والثبات في مواجهة التحديات ، للشيخ عمر مصطفي

خطبة الجمعة القادمة 24 نوفمبر : القوة والثبات في مواجهة التحديات ، للشيخ عمر مصطفي

شارك الخبر علي صفحات التواصل الإجتماعي

خطبة الجمعة القادمة 24 نوفمبر 2023م بعنوان : القوة والثبات في مواجهة التحديات ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 10 جماد أول 1445هـ ، الموافق 24 نوفمبر 2023م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 24 نوفمبر 2023م بصيغة word بعنوان : القوة والثبات في مواجهة التحديات ، للشيخ عمر مصطفي

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 24 نوفمبر 2023م بصيغة pdf بعنوان : القوة والثبات في مواجهة التحديات ، للشيخ عمر مصطفي

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 24 نوفمبر 2023م ، بعنوان : القوة والثبات في مواجهة التحديات ، للشيخ عمر مصطفي.

أولًا: الدنيَــــا دارُ ابتـــــلاءٍ.

ثانيًا: عواملُ القوةِ والثباتِ.

ثالثًا: الثباتُ صورٌ ونمــاذجُ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 24 نوفمبر 2023م ، بعنوان : القوة والثبات في مواجهة التحديات ، للشيخ عمر مصطفي ، كما يلي:

 

القوةُ والثباتُ في مواجهةِ التحدياتِ

10 جمادي الأولي 1445 هـ – 24 نوفمبر 2023 م

الموضوع

الحمدُ للهِ أرشدَ الخلقَ إلي أكملِ الآدابِ، وفتحَ لهُم مِن خزائنِ رحمتِهِ وجودِهِ كلَّ بابٍ، أنارَ بصائرَ المؤمنين فأدركوا الحقائقَ ونالُوا الثوابَ وأعمي بصائرَ المعرضين عن طاعتِه فصارَ بينهم وبينَ نورِهِ حجاب، هدَي أولئِكَ بفضلِه وأضلَّ أولئِكَ بحكمتِهِ وعدلِهِ، إنَّ في ذلك لذكري لأولِي الألباب، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ الملكُ العزيزُ الوهابُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ المبعوثُ بأجلِّ العباداتِ وأكملِ الآدابِ صلَّي اللهُ عليهِ وعلي جميعِ الآلِ والأصحابِ وعلي التابعينَ لهُم بإحسانٍ إلي يومِ المآبِ وسلمْ تسليمًا . أمَّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 24 نوفمبر : القوة والثبات في مواجهة التحديات

أولًا: الدنيـــا دارُ ابتـــــلاءٍ.

*عبادَ الله : إنَّ البلاءَ سنةٌ مِن سننِ اللهِ تعالي لا تتبدلُ ولا تتغيرُ ، قال تعالي : { الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)}(العنكبوت)، و الدنيا دارُ ابتلاءٍ، قال تعالي:  {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)}(البلد)، في نصبٍ وتعبٍ لا يفارقهُ منذُ خلقهِ في بطنِ أمّهِ إلى وفاتِهِ بانقضاءِ عمرِهِ .

* والبلاءُ يكونُ بالنعمةِ ويكونُ بالمصيبةِ ، قال تعالي :{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35)}(الأنبياء) ، وقال تعالي { فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)}(الفجر)، وعَنْ صُهَيْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» (صحيح مسلم).

*والبلاءُ يكونُ علي قدرِ الإيمانِ: عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: «الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ البَلَاءُ بِالعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ»(سنن الترمذي).

فعلي المؤمنِ أنْ يوطنَ نفسَهُ علي هذا ، أنَّه مُبتلَي علي كلِّ حالٍ ، قال تعالي :{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}(البقرة)

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 24 نوفمبر : القوة والثبات في مواجهة التحديات

ثانيًا: عواملُ القوةِ والثباتِ.

عبادَ الله: إذا تأملنَا في كتابِ اللهِ تعالي، وسنةِ النبيِّ ﷺ، وسيرِ الصالحين لو جدنَا أنَّ عواملَ القوةِ والثباتِ كثيرةٌ، منها:

** تدبرُ كتابِ اللهِ تعالي وتلاوتُهُ: إنَّ القرآنَ الكريمَ هو حبلُ اللهِ المتينُ، والنورُ المبينُ، مَن تمسّكَ بهِ عصمَهُ اللهُ، ومَن اتبعَهُ أنجاهُ اللهُ، ومَن دعَا إليهِ هُدِيَ إلي صراطٍ مستقيمٍ، ذكرَ اللهُ أنَّ الغايةَ مِن إنزالِ القرآنِ مُنجمًا مفصلًا هو التثبيتُ { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (32)}(الفرقان)،فالقرآنُ يزكِّي النفسَ ، ويطهرُ القلبَ، ويقوِّي الإيمانَ، ويردُّ علي الشبهاتِ التي يثيرُهَا أعداءُ الإسلامِ.

** الاستقامةُ والعملُ الصالحُ: قال تعالي:{ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27)}(إبراهيم)، قال قتادةُ وغيرُهُ: أمَّا في الحياةِ الدنيا فيثبتَهُم بالخيرِ والعملِ الصالحِ، وفي الآخرةِ في القبرِ.

قال تعالي { وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66)}(النساء)،  فالمؤمنُ يجددُ إيمانَهُ دائمًا بالعملِ الصالحِ.

فالمداومةُ على العملِ الصالحِ مِن أعظمِ أسبابِ الثباتِ والقوةِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ ثَابَرَ عَلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ دَخَلَ الْجَنَّةَ، أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ»(سنن النسائي).

ويقولُ اللهُ تباركَ وتعالى في الحديثِ القدسِي: (وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ)(صحيح البخاري)

، ومَن أحبَّهُ اللهُ تباركَ وتعالَى ثبتَهُ على دينِهِ.

**تدبرُ قصصِ الأنبياءِ والصالحين و التأسِّي بهِم، قال تعالى: { وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120)}(هود)، فالإنسانُ حين ينظرُ في قصصِ السابقين مِن الأنبياءِ والصالحين ، يثبتُ قلبُهُ، حينما يري هلاكَ الظالمين ، وما أعدَّهُ اللهُ لعبادِهِ الصابرين الصادقين، مِن أتباعِ الأنبياءِ والمرسلين .

**الدعاءُ بتثبيتِ القلبِ : عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ)(سنن الترمذي)،ومِن دعاءِ عبادِ اللهِ المؤمنين { رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8)}(آل عمران)، وقال تعالي { رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250)}(البقرة)،  وإذا أرادَ الدعاءَ يتخيرُ أوقاتِ الإجابةِ ، يدعو في جوفِ الليلِ الآخرِ، وعندَ السجودِ، فإنَّ أقربَ ما يكونُ العبدُ مِن ربِّهِ وهو ساجدٌ، فالمؤمنُ يدعُو اللهَ تباركَ وتعالى أنْ يثبتَهُ على الإسلامِ حتى يلقَاهُ عليهِ، ويدعُو اللهَ تباركَ وتعالى لنفسِهِ ولإخوانِهِ وللمسلمينَ أنْ يفرجَ اللهُ تبارك وتعالى عنهُم الكربات.

**ذكرُ اللهِ تبارَك وتعالى :  فهو البابُ الموصلُ للولايةِ العُظمَى، قال اللهُ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (الأنفال)، وذكرُ اللهِ تبارك وتعالى مطلوبٌ وخاصةً في مواطنِ الفزعِ، وعندَ اشتدادِ الأمرِ.

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 24 نوفمبر : القوة والثبات في مواجهة التحديات

ثالثًا: الثباتُ صورٌ ونمــاذجُ.

*عبادَ الله: مِن النماذجِ التي نذكرُهَا للقوةِ والثباتِ نموذجُ ثباتِ الراهبِ وجليسِ الملكِ والغلامِ والمؤمنين.

عَنْ صُهَيْبٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ : كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ ، فَلَمَّا كَبِرَ ، قَالَ لِلْمَلِكِ : إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ ، فَابْعَثْ إِلَيَّ غُلاَمًا أُعَلِّمْهُ السِّحْرَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ غُلاَمًا يُعَلِّمُهُ ، فَكَانَ فِي طَرِيقِهِ ، إِذَا سَلَكَ رَاهِبٌ فَقَعَدَ إِلَيْهِ وَسَمِعَ كَلاَمَهُ ، فَأَعْجَبَهُ فَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ مَرَّ بِالرَّاهِبِ وَقَعَدَ إِلَيْهِ ، فَإِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ ، فَقَالَ : إِذَا خَشِيتَ السَّاحِرَ ، فَقُلْ : حَبَسَنِي أَهْلِي ، وَإِذَا خَشِيتَ أَهْلَكَ فَقُلْ : حَبَسَنِي السَّاحِرُ ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى عَلَى دَابَّةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ ، فَقَالَ : الْيَوْمَ أَعْلَمُ آلسَّاحِرُ أَفْضَلُ أَمِ الرَّاهِبُ أَفْضَلُ ؟ فَأَخَذَ حَجَرًا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ ، حَتَّى يَمْضِيَ النَّاسُ ، فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا ، وَمَضَى النَّاسُ ، فَأَتَى الرَّاهِبَ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ : أَيْ بُنَيَّ أَنْتَ الْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنِّي ، قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ مَا أَرَى ، وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى ، فَإِنِ ابْتُلِيتَ فَلاَ تَدُلَّ عَلَيَّ ، وَكَانَ الْغُلاَمُ يُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ ، وَيُدَاوِي النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الأَدْوَاءِ ، فَسَمِعَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ كَانَ قَدْ عَمِيَ ، فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ ، فَقَالَ : مَا هَاهُنَا لَكَ أَجْمَعُ ، إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي ، فَقَالَ : إِنِّي لاَ أَشْفِي أَحَدًا إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ ، فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِاللَّهِ دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ ، فَآمَنَ بِاللَّهِ فَشَفَاهُ اللَّهُ ، فَأَتَى الْمَلِكَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ كَمَا كَانَ يَجْلِسُ ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ ؟ قَالَ : رَبِّي ، قَالَ : وَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي ؟ قَالَ : رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ ، فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الْغُلاَمِ ، فَجِيءَ بِالْغُلاَمِ ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : أَيْ بُنَيَّ قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ مَا تُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ ، وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ ، فَقَالَ : إِنِّي لاَ أَشْفِي أَحَدًا ، إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ ، فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ ، فَجِيءَ بِالرَّاهِبِ ، فَقِيلَ لَهُ : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ ، فَأَبَى ، فَدَعَا بِالْمِئْشَارِ ، فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ ، فَشَقَّهُ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ ، ثُمَّ جِيءَ بِجَلِيسِ الْمَلِكِ فَقِيلَ لَهُ : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ ، فَأَبَى فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ ، فَشَقَّهُ بِهِ حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ ، ثُمَّ جِيءَ بِالْغُلاَمِ فَقِيلَ لَهُ ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ ، فَأَبَى فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : اذْهَبُوا بِهِ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا ، فَاصْعَدُوا بِهِ الْجَبَلَ ، فَإِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ ، وَإِلاَّ فَاطْرَحُوهُ ، فَذَهَبُوا بِهِ فَصَعِدُوا بِهِ الْجَبَلَ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ ، فَرَجَفَ بِهِمِ الْجَبَلُ فَسَقَطُوا ، وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ ؟ قَالَ : كَفَانِيهِمُ اللَّهُ ، فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : اذْهَبُوا بِهِ فَاحْمِلُوهُ فِي قُرْقُورٍ ، فَتَوَسَّطُوا بِهِ الْبَحْرَ ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلاَّ فَاقْذِفُوهُ ، فَذَهَبُوا بِهِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ ، فَانْكَفَأَتْ بِهِمِ السَّفِينَةُ فَغَرِقُوا ، وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ ؟ قَالَ : كَفَانِيهِمُ اللَّهُ ، فَقَالَ لِلْمَلِكِ : إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ ، قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، وَتَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ ، ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي ، ثُمَّ ضَعِ السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ ، ثُمَّ قُلْ : بِاسْمِ اللهِ رَبِّ الْغُلاَمِ ، ثُمَّ ارْمِنِي ، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي ، فَجَمَعَ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، وَصَلَبَهُ عَلَى جِذْعٍ ، ثُمَّ أَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ ، ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبْدِ الْقَوْسِ ، ثُمَّ قَالَ : بِاسْمِ اللهِ ، رَبِّ الْغُلاَمِ ، ثُمَّ رَمَاهُ فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي صُدْغِهِ فِي مَوْضِعِ السَّهْمِ فَمَاتَ ، فَقَالَ النَّاسُ : آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلاَمِ ، آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلاَمِ ، آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلاَمِ ، فَأُتِيَ الْمَلِكُ فَقِيلَ لَهُ : أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ ؟ قَدْ وَاللَّهِ نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ ، قَدْ آمَنَ النَّاسُ ، فَأَمَرَ بِالأُخْدُودِ فِي أَفْوَاهِ السِّكَكِ ، فَخُدَّتْ وَأَضْرَمَ النِّيرَانَ ، وَقَالَ : مَنْ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ دِينِهِ فَأَحْمُوهُ فِيهَا ، أَوْ قِيلَ لَهُ : اقْتَحِمْ ، فَفَعَلُوا حَتَّى جَاءَتِ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا ، فَقَالَ لَهَا الْغُلاَمُ : يَا أُمَّهْ اصْبِرِي فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ.(صحيح مسلم).

اللهُمَّ يا مقلبَ القلوبِ ثبتْ قلوبَنَا علي دينِكَ، اللهُمَّ يا مصرفَ القلوبِ اصرفْ قلوبَنَا إلي طاعتِكَ، اللهُمَّ اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا سلمًا سلامًا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين، اللهُمَّ احفظهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ، برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين،  وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

كتبه راجي عفو ربه عمر مصطفي

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

عن كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

شاهد أيضاً

وزارة الأوقاف

الأوقاف : 35 مجلس فقه ، تحت عنوان: ” أحكام الوساطة والشفاعة في قضاء الحوائج

الأوقاف : 35 مجلس فقه ، تحت عنوان: ” أحكام الوساطة والشفاعة في قضاء الحوائج …

وزارة الأوقاف

الأوقاف تعقد الأسبوع الثقافي بجميع المديريات: بأسماء المحاضرين والقراء والمواضيع والأماكن

في إطار دور وزارة الأوقاف العلمي لتحقيق مقاصد الشريعة وتقديم خطاب ديني وسطي رشيد ، …

وزارة الأوقاف

بأسماء الواعطات : 5 قوافل دعوية للواعظات بـمديريات أوقاف: (القاهرة – أسيوط – سوهاج – بني سويف – الإسكندرية)

في إطار عناية الأوقاف بالمرأة عمومًا والواعظات على جهة الخصوص، وضمن جهودها في نشر الفكر …

خطبة الجمعة القادمة 11 أكتوبر 2024م لوزارة الأوقاف pdf و word : رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا ، بتاريخ 8 ربيع الآخر 1446 هـ ، الموافق 11 أكتوبر 2024م

خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف pdf و word : رحم اللَّه رجلًا سمحًا

خطبة الجمعة القادمة 11 أكتوبر 2024م لوزارة الأوقاف pdf و word : رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Translate »