خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة 26 مايو 2023 م بعنوان : فضائل الصلاة والسلام على النبي (صلى الله عليه وسلم) ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ 6 ذو القعدة 1444هـ ، الموافق 26 مايو 2023م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 مايو 2023 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : فضائل الصلاة والسلام على النبي (صلى الله عليه وسلم).
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 مايو 2023 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : فضائل الصلاة والسلام على النبي (صلى الله عليه وسلم)، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 مايو 2023 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : فضائل الصلاة والسلام على النبي (صلى الله عليه وسلم) ، بصيغة pdf أضغط هنا.
___________________________________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
عناصر خطبة الجمعة القادمة 26 مايو 2023 م بعنوان : فضائل الصلاة والسلام على النبي (صلى الله عليه وسلم)، للدكتور محروس حفظي :
(1) اختصاصُ النبيُّ ﷺ بالصلاةِ عليهِ دونَ سائرِ أنبيائهِ ورسلهِ.
(2) فضائلُ الصلاةِ على النبيِّ ﷺ .
(3) مواطنُ الصلاةِ على النبيِّ ﷺ .
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 26 مايو 2023 م بعنوان : فضائل الصلاة والسلام على النبي (صلى الله عليه وسلم) ، للدكتور محروس حفظي : كما يلي:
خطبة بعنوان: « فضائلُ الصلاةِ والسلامِ على النبيِّ ﷺ»
بتاريخ 6 ذو القعدة 1444 هـ = الموافق 26 مايو 2023 م
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 26 مايو 2023 م بعنوان : فضائل الصلاة والسلام على النبي ، للدكتور محروس حفظي
(1) اختصاصُ النبيِّ ﷺ بالصلاةِ عليهِ دونَ سائرِ أنبيائهِ ورسلهِ:
لقد أرسلَ اللهُ تعالى نبيَّنَا ﷺ رحمةً للعالمينَ، وهو صاحبُ المقامِ المحمودِ، والحوضِ المورودِ، أعلَى اللهُ مقامَهُ، وشرَحَ صدرَهُ، ووضَعَ وِزرَهُ، ورفَعَ ذِكرَهُ، فَضْلُهُ ﷺ على البشريةِ عظيمٌ، فبهِ هُدوا إلى الصراطِ المستقيمِ، وأنقَذَهُم بهِ مِن عذابِ الجحيمِ قالَ ربُّنَا: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾، قال ابنُ عباسٍ – رضي اللهُ عنهما-: “ما خلَق اللهُ وما ذرَأ وما برَأ نفسًا أكرمَ عليه مِن سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ، وما سمعتُ اللهَ أقسَم بحياةِ أحدٍ غيرِه” يريدُ قولَهُ تعالى:﴿لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ ولفضلِهِ ﷺ، وعلوِّ منزلتهِ اختصَّهُ اللهُ – عزّ وجلّ – بالصلاةِ عليهِ دونَ سائرِ أنبيائهِ ورسلهِ، قالَ تعالى:﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾، فالصلاةُ على النبيِّ ﷺ أداءٌ لبعضِ حقهِ، وتذكيرٌ بواجبِ محبتِهِ، ومتابعةِ شريعتِه، وامتثالٌ لأمرِ ربِّنَا يقولُ ابنُ عطيةَ الأندلسِي:«والصلاةُ على رسولِ اللهِ في كلِّ حينٍ مِن الواجباتِ، وجوبَ السننِ المؤكدةِ التي لا يسعُ تركهَا ولا يغفلهَا إلّا مَن لا خيرَ فيه» أ.ه.
يقولُ الإمامُ الْحَلِيمِيُّ: (الْمَقْصُودُ بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ: التَّقَرُّبُ إِلَى اللَّهِ بِامْتِثَالِ أَمْرِهِ، وَقَضَاءِ حَقِّ النَّبِيِّ ﷺ عَلَيْنَا وَتَبعهُ ابن عَبْدِ السَّلَامِ فَقَالَ: لَيْسَتْ صَلَاتُنَا عَلَى النَّبِيِّ ﷺ شَفَاعَةً لَهُ فَإِنَّ مِثْلَنَا لَا يَشْفَعُ لِمِثْلِهِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَمَرَنَا بِمُكَافَأَةِ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْنَا، فَإِنْ عَجَزْنَا عَنْهَا كَافَأْنَاهُ بِالدُّعَاءِ، فَأَرْشَدَنَا اللَّهُ لِمَا عَلِمَ عَجْزَنَا عَنْ مُكَافَأَةِ نَبِيِّنَا إِلَى الصَّلَاةِ عَلَيْهِ، وَقَالَ ابن الْعَرَبِيِّ فَائِدَةُ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ تَرْجِعُ إِلَى الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْهِ لِدَلَالَةِ ذَلِكَ عَلَى نُصُوعِ الْعَقِيدَةِ، وَخُلُوصِ النِّيَّةِ، وَإِظْهَارِ الْمَحَبَّةِ، وَالْمُدَاوَمَةِ عَلَى الطَّاعَةِ، وَالِاحْتِرَامِ لِلْوَاسِطَةِ الْكَرِيمَةِ ﷺ) أ.ه فتح الباري 11 / 168 .
وقد وردَ عن النبيِّ ﷺ أنَّهُ قد عَلمَ أصحابَهُ كيفيةَ الصلاةِ عليهِ، فعَنِ الْحَكَمِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ: لَقِيَنِي كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ، فَقَالَ: أَلَا أُهْدِي لَكَ هَدِيَّةً خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ فَقُلْنَا: قَدْ عَرَفْنَا كَيْفَ نُسَلِّمُ عَلَيْكَ فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: «قُولُوا اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» (متفق عليه) .
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 26 مايو 2023 م بعنوان : فضائل الصلاة والسلام على النبي ، للدكتور محروس حفظي
(2) فضائلُ الصلاةِ على النبيِّ ﷺ:
لقد عدَّ العلماءُ فضائلَ الصلاةِ على رسولِ اللهِ ﷺ وفوائدَهَا أكثرَ مِن أربعين فائدةً، وقد جدتْ مفرقةً في كتابِ: “فضلُ الصلاةِ على النبيِّ ﷺ” لإسماعيل بنِ إسحاق المالكي (المتوفى: 282هـ)، و”الصلاةُ على النبيِّ ﷺ” لأبي بكرِ بنِ أبي عاصم (المتوفى: 287هـ)، و”فضلُ الصلاةِ على النبيِّ ﷺ” للقاضِي عياض اليحصبي (ت 544ه)، وكتابِ: “القَولُ البَدِيعُ في الصَّلاةِ عَلَى الحَبِيبِ الشَّفِيعِ” لشمس الدين السخاوي (المتوفى:902هـ) وغيرها، وفيما يلِي إشارةٌ إلى جانبٍ مِن تلك الفضائلِ:
*كفايةُ الهمومِ، ومغفرةُ الذنوبِ: عن أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ»، قَالَ أُبَيٌّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: «مَا شِئْتَ»، قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ، قَالَ: «مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قُلْتُ: النِّصْفَ، قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ، قَالَ: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ»، قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا قَالَ: «إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ» (الترمذي وحسنه) .
يقولُ الإمامُ الشوكانِي:«في هاتين الخصلتين جماعُ خيرِ الدنيا والآخرةِ، فإنَّ مَن كفاهُ اللهُ تعالى همَّهُ سلمَ مِن محنِ الدنيا وعوارضِهَا؛ لأنّ كلّ محنةٍ لا بُدّ لها مِن تأثيرِ الهمِّ وإنْ كانت يسيرةً. ومَن غفرَ اللهُ سبحانه ذنبَهُ سلمَ مِن محنِ الآخرةِ؛ لأنّه لا يوبقُ العبدُ فيهَا إلّا ذنوبَهُ» أ.ه .
*القربُ منهُ ﷺ يومَ القيامةِ: عن أنسِ بنِ مالكٍ قال: قال النبيُّ ﷺ: “إنّ أقربَكُم منِّي يومَ القيامةِ في كلِّ موطنٍ أكثرُكُم عليَّ صلاةً في الدنيا، مَن صلّى عليّ في يومِ الجمعةِ وليلةِ الجمعةِ، قضَى اللهُ لهُ مائةُ حاجةٍ، سبعين مِن حوائجِ الآخرةِ، وثلاثين مِن حوائجِ الدنيا، ثم يُوكّلُ اللهُ بذلك ملكُا يدخلُهُ في قبرهِ كما يدخلُ عليكم الهدايا، يُخبرنِي مًن صلّى عليّ باسمهِ ونسبهِ إلى عشيرتهِ فأثبتهُ عندِي في صحيفةٍ بيضاءَ” (شعب الإيمان، وسنده ضعيف) .
*نفيُ صفةِ البخلِ عن العبدِ، وإثباتُ الكرمِ والجودِ لهُ: إنّ مِن الجَفَاءِ، وقِلَّةِ الوفاءِ، ومِن التقصيرِ وقِلَّةِ التوقيرِ أنْ يُذكَرَ سيدُ البشَرِﷺ، فتُحجِمَ الألسُنُ عن الصلاةِ والسلامِ عليهِ ﷺ، فعَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «إِنَّ الْبَخِيلَ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ، فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ» (ابن حبان)، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقَى الْمِنْبَرَ فَقَالَ: «آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ» ، قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كُنْتَ تَصْنَعُ هَذَا؟ فَقَالَ: ” قَالَ لِي جِبْرِيلُ: رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا لَمْ يُدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، قُلْتُ: آمِينَ. ثُمَّ قَالَ: رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَقُلْتُ: آمِينَ. ثُمَّ قَالَ: رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَقُلْتُ: آمِينَ” (الأدب المفرد) .
*سببٌ لطيبِ المجلسِ، وزكاةِ المصلّي، والطهارةِ له: عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ ثُمَّ تَفَرَّقُوا عَنْ غَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ، وَصَلَاةٍ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ إِلَّا قَامُوا عَنْ أَنْتَنِ جِيفَةٍ» (النسائي) .
*رفعُ درجةِ المصلّي عليه: عن عميرِ الأنصاري قال: قال رسولُ اللهِ ﷺ: «مَن صلّى عليّ مِن أمتِي صلاةً مخلصًا مِن قلبهِ، صلّى اللهُ عليهِ بهَا عشرَ صلواتِ، ورفعَهُ بهَا عشرَ درجاتٍ، وكتبَ لهُ بهَا عشرَ حسناتٍ، ومحَا عنهُ عشرَ سيئاتٍ» (السنن الكبرى للنسائي، وسنده صحيح) .
*ردُّ السلامِ مِن النبيِّ ﷺ، وعرضُ اسمِ المصلِّي عليهِ، ومحبتهُ لهُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ، إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ» (أبو داود، وسنده حسن)، لقد سخَّرَ ملائكةً سياحين في الأرضِ، فلا يُصلِّي ويُسلِّم على النبيِّ ﷺ أحدٌ مِن أمتهِ إلّا بلغوهُ ﷺ صلاتَهُ وسلامَهُ، وإِنْ بَعُدَ مكانُهُ، وتباعَدَ زمانُهُ قالَ ﷺ: «وَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُمَا كُنْتُمْ» (ابن أبي شيبة) وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ» (النسائي، وابن حبان) .
*أولَى الناسِ بالرسولِ ﷺ مَن يكثرُ الصلاةَ عليهِ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ القِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً» (الترمذي وحسنه) .
*سببٌ لدوامِ محبةِ المسلمِ للرسولِ ﷺ، وزيادتِهَا وتضاعفِهَا: وذلك عقدٌ مِن عقودُ الإيمانِ الذي لا يتمُّ إلّا به؛إذ العبدُ كلمَا أكثرَ مِن ذكرِ المحبوبِ، واستحضارهِ في قلبهِ، واستحضارِ محاسنهِ، ومعانيهِ الجالبةِ لحبِّهِ، تضاعفَ حبُّهُ لهُ، وتزايدَ شوقُهُ إليهِ، واستولَى على جميعِ قلبهِ، وإذا أعرضَ عن ذكرهِ، وإحضارِ محاسنهِ بقلبهِ، نقصَ حبُّهُ مِن قلبهِ، ولا شيءَ أقرّ لعينِ المحبِّ مِن رؤيةِ محبوبهِ، ولا أقرَّ لقلبهِ مِن ذكرهِ، وذكرِ محاسنهِ، وتكونُ زيادةُ ذلك ونقصانُهُ بحسبِ زيادةِ الحبِّ، ونقصانهِ في قلبهِ، والحسُّ والتجربةُ خيرُ شاهدٍ بذلك، عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: “ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ مَنْ كَانَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ” (متفق عليه) .
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 26 مايو 2023 م بعنوان : فضائل الصلاة والسلام على النبي ، للدكتور محروس حفظي
(3) مواطنُ الصلاةِ على النبيِّ ﷺ:
يُستحبُ الإكثارُ مِن الصلاةِ على رسولِ اللهِ ﷺ في المواطنِ الآتيةِ:
– بعدَ الآذانِ: إنّ الآذانَ مِن شعائرِ الإسلامِ، ومعالمِهِ الظاهِرةِ، وعلاماتهِ البارِزَةِ، فكان مِن تشريفِ اللهُ لنبيِّهِ ﷺ أنْ شُرِعَتْ الصلاةُ عليهِ عقِبَه؛ لأنّها سببٌ لاستحقاقِ الشفاعةِ، فعن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي قال سَمِعت رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ:«إِذَا سَمِعْتُمْ مُؤَذِّنًا فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ، حَلَّتْ عَلَيْهِ الشَّفَاعَةُ» (أحمد) .
– في يومِ الجمعةِ: عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ» فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ – يَعْنِي – بَلِيتَ، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ» (أبو داود وابن ماجه) .
– عندَ الدعاءِ: إذا أرجَى لقبولهِ، فعَنْ عَلِيٍّ بْن أَبِي طَالِبٍ قَالَ: “كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ ﷺ وَآلِ مُحَمَّدٍ” (الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ)، يقولُ الإمامُ المناوي: (أي محجوبٌ عن القبولِ حتى يُصَلِّي الداعِي على النبيِّ ﷺ، فلا يرفعُ إلى اللهِ حتى يستصحبَ الرافعُ معه الصلاةَ عليه؛ إذ هي الوسيلةُ إلى الإجابةِ) أ.ه، وقد فهمَ الصحابةُ رضوانُ اللهِ تعالى عليهم أثرَ الصلاةِ على رسولِ اللهِ ﷺ في إجابةِ الدعاءِ، فقالَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، قَالَ:«إِنَّ الدُّعَاءَ مَوْقُوفٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَا يَصْعَدُ مِنْهُ شَيْءٌ، حَتَّى تُصَلِّيَ عَلَى نَبِيِّكَ ﷺ» (الترمذي، سنده حسن)، وله مراتبٌ: إحداهَا: أنْ يُصلّي قبلَ الدعاءِ وبعدَ حمدِ اللهِ، فعَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ رَأَى رَجُلًا صَلَّى لَمْ يَحْمَدِ اللَّهَ، وَلَمْ يُمَجَّدْهُ، وَلَمْ يُصَلِّ عَلَى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْصَرَفَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «عَجِلَ هَذَا» فَدَعَاهُ، فَقَالَ لَهُ وَلِغَيْرِهِ: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ رَبِّهِ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ لِيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ ثُمَّ يَدْعُو بِمَا شَاءَ» (الحاكم وصححه ووافقه الذهبي) .
الثانية: أنْ يُصلّي عليهِ في أولِ الدعاءِ وأوسطهِ وآخرهِ، فعَنْ جَابِرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا تَجْعَلُونِي كَقَدَحِ الرَّاكِبِ …، فَاجْعَلُونِي فِي وَسَطِ الدُّعَاءِ وَفِي أَوَّلِهِ وَفِي آخِرِهِ» (الطبراني) .
– عندَ كتابةِ اسمهِ ﷺ: قال الإمامُ سفيانُ الثوري: «لو لم يكنْ لصاحبِ الحديثِ فائدةٌ إلّا الصلاةُ على رسولِ اللهِ ﷺ فإنّه يصلّي عليه ما دامَ في ذلك الكتاب» أ.ه .
وقد نصَّ أهلُ العلمِ أنّه يستحبُّ أنْ تُكتبَ ﷺ كاملةً دونَ اختصارٍ، وغيرُ لائقٍ بحقِّهِ ﷺ أنْ تُكتبَ: (ص)، أو (صلم)، أو (صلعم) قال الحافظُ العراقيُّ:
واجتنِبِ الرَّمزَ لها والحَذْفَا *** منها صلاةً أو سلامًا تُكفَى
– عندَ إطالةِ المجلسِ، أو اجتماعِ قومٍ وتفرقهِم: ليكونَ جبرًا لِمَا وقعَ فيهِ مِن الخللِ والذنوبِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ «عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: مَا قَعَدَ قَوْمٌ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ اللَّهَ وَيُصَلُّوا عَلَى النَّبِيِّ ﷺ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنْ دَخَلُوا الْجَنَّةَ لِلثَّوَابِ»(أَحْمَدُ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ).
– عندَ زيارةِ قبرهِ الشريفِ ﷺ: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ أَنَّهُ قَالَ:«رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقِفُ عَلَى قَبْرِ النَّبِيِّ، وَيُصَلِّي عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا» (الموطأ، وسنده حسن) .
– عِندَ وُرُودِ وَصْفِهِ أَوْ اسْمِهِ ﷺ فِي القُرْآنِ: عِنْدَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ خَارِجَ الصَّلَاةِ، أَوْ عِنْدَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ فِي صَلَاةِ النَّفْلِ كمن سمع أو قرأ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾ وَقَوْلِهُ تَعَالَى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾ .
نسألُ اللهَ أنْ يرزقنَا حسنَ العملِ، وفضلَ القبولِ، إنَّه أكرمُ مسؤولٍ، وأعظمُ مأمولٍ، الَّلهُمَّ أَوْرِدْنَا حَوْضَهُ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهُ، وَأَنِلْنَا شَفَاعَتَهُ، وَاجْعَلْنَا فِي الجَنَّةِ بِجِوَارِهِ ﷺ، واجعل بلدنا مِصْرَ سخاءً رخاءً، أمنًا أمانًا، سلمًا سلامًا وسائرَ بلادِ العالمين، ووفقْ ولاةَ أُمورِنَا لِمَا فيهِ نفعُ البلادِ والعبادِ.
كتبه: د / محروس رمضان حفظي عبد العال
عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر بأسيوط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف