خطبة الجمعة بعنوان : الشعب المصري … بنيان مرصوص يشد بعضه بعضاً (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ)

خطبة الجمعة بعنوان : الشعب المصري … بنيان مرصوص يشد بعضه بعضاً (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) ، بتاريخ 23 محرم 1447هـ ، الموافق 18 يوليو 2025م.
لتحميل خطبة جمعة استرشادية بعنوان : الشعب المصري … بنيان مرصوص يشد بعضه بعضاً (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) بتاريخ 18 يوليو 2025 ، بصيغة word
ولتحميل خطبة جمعة استرشادية بعنوان : الشعب المصري … بنيان مرصوص يشد بعضه بعضاً (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) بتاريخ 18 يوليو 2025 بصيغة pdf
عناصر خطبة جمعة استرشادية بعنوان : الشعب المصري … بنيان مرصوص يشد بعضه بعضاً (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) ، كما يلي:
طبيعةُ الشَّعبِ المصريِّ
الوِحدةُ في القرآنِ والسُّنَّة
نماذجُ من وحدةِ الشعبِ المصريِّ
ثورةُ يونيو نموذجٌ للوِحدةِ الوطنيَّة
حبُّ الوطنِ سرُّ وَحدةِ الشعبِ المصريِّ
الخُلاصة
ولقراءة خطبة جمعة استرشادية بعنوان : الشعب المصري … بنيان مرصوص يشد بعضه بعضاً (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) ، بتاريخ 18 يوليو 2025 بعنوان، كما يلي:
خُطْبَةٌ بِعُنْوَانِ: الشَّعْبُ الْمِصْرِيُّ… بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا
(الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ)
بتاريخ 23 محرم 1447هـ 18 يوليو 2025م
إِنَّ مِصْرَ لَمْ تَكُنْ يَوْمًا مُجَرَّدَ وَطَنٍ نَسْكُنُهُ، بَلْ كَانَتْ -وَلَا تَزَالُ- وَطَنًا يَسْكُنُ فِينَا، وَيُوقِظُ فِي نُفُوسِنَا مَعَانِيَ الْعَطَاءِ وَالْـبَذْلِ وَالْوَحْدَةِ. فَمُنْذُ فَجْرِ التَّارِيخِ، وَعَلَى مَرِّ الْعُصُورِ وَفِي أَحْلَاكِ الْأَزَمَاتِ الَّتِي عَصَفَتْ بِالْعَالَمِ، وَقَفَ هٰذَا الشَّعْبُ الْأَبِيُّ وَاحِدًا، كَالْـجَسَدِ الْـمُتَرَابِطِ، وَكَالْـبُنْيَانِ الْـمَرْصُوصِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، لَا تُفَرِّقُهُ الْـمِحَنُ، وَلَا تَضْعُفُ لَهُ الْعَزِيمَةُ، فَإِذَا اشْتَدَّتِ الْـأَزَمَاتُ، نَهَضَ الْـمِصْرِيُّونَ بِقُلُوبٍ مُؤْمِنَةٍ، وَصُفُوفٍ مُتَمَاسِكَةٍ، يَضْرِبُونَ أَرْوَعَ الْـأَمْثِلَةِ فِي التَّكَاتُفِ وَالتَّعَاوُنِ.
وَإِنَّ هٰذَا التَّلَاحُمَ الْـفَرِيدَ لَمْ يَأْتِ مِنْ فُجَاءَةٍ، وَلَا كَانَ صُدْفَةً عَابِرَةً، بَلْ هُوَ نَتِيجَةُ هُوِيَّةٍ عَرِيقَةٍ، وَقِيَمٍ رَاسِخَةٍ، نَسَجَتْهَا آلَافُ السِّنِينَ مِنَ الْـعَيْشِ الْـمُشْتَرَكِ، وَالْـمِحَنِ الَّتِي صَقَلَتِ الْـأَرْوَاحَ، وَزَادَتِ الْقُلُوبَ صَبْرًا وَقُوَّةً، فَكَانَ الْـمِصْرِيُّ دَائِمًا أَقْوَى فِي وَجْهِ أَعْدَائِهِ، وَأَثْبَتَ أَنَّ الْـوَطَنَ فِي دَاخِلِهِ أَعَزُّ وَأَسْمَى مِنْ كُلِّ مُغَرِيَاتِ الدُّنْيَا.
العناصر:
طبيعةُ الشَّعبِ المصريِّ
الوِحدةُ في القرآنِ والسُّنَّة
نماذجُ من وحدةِ الشعبِ المصريِّ
ثورةُ يونيو نموذجٌ للوِحدةِ الوطنيَّة
حبُّ الوطنِ سرُّ وَحدةِ الشعبِ المصريِّ
الخُلاصة
طبيعةُ الشَّعبِ المصريِّ
إِنَّ حكايةَ شعبِ مصرَ العظيمِ تتجلَّى في كونهِ شعبًا لا يُمكنُ أن يُنظَرَ إليهِ إِلَّا كَبُنيانٍ مَرصوصٍ، وكجسدٍ واحدٍ، إِذا اشتكى منه عضوٌ، تَداعى له سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمَّى. ولَيْسَ هذا وَصْفًا مجازيًّا، بل حقيقةٌ راسخةٌ في وِجدانِ كلِّ مصريٍّ، تظهرُ في لحظاتِ الشِّدَّةِ قبل الرَّخاءِ، وفي الفَرَحِ كما في الحُزنِ.
فالشَّعبُ المصريُّ نسيجٌ اجتماعيٌّ فريدٌ، تَوَحَّدَتْ مكوناتهُ عبرَ آلافِ السنينَ، وتصاهرتْ عروقهُ عبرَ العصورِ، ليُصبِحَ نموذجًا حيًّا للتَّلاحمِ والوِحدةِ والتَّكافلِ.
الوِحدةُ في القرآنِ والسُّنَّة
علَّمَنا القرآنُ الكريمُ، وسنَّةُ النبيِّ الأعظمِ ﷺ، أنَّ الوِحدةَ والتَّضامنَ هما من أسُسِ قُوَّةِ الأُمَّةِ، فاللهُ تعالى يقول: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: ١٠٣]
فهذهِ الآيةُ ليستْ مجرَّدَ وصيَّةٍ، بل خارطةُ طريقٍ تُذَكِّرُنا بأنَّ الأُخوَّةَ والتَّآلفَ نِعمةٌ إلهيَّةٌ لا بُدَّ من حِفْظِها.
وقد جسَّدَ المصريونَ هذهِ المعاني فِطْرَةً، فظلُّوا نسيجًا واحدًا، رغمَ كلِّ التحدِّياتِ التي مرُّوا بها، وعاشُوا على أرضٍ جمعتِ الدِّياناتِ والثقافاتِ، لتصنعَ حضارةً فريدةً تُباهي بها الأممُ.
نماذجُ من وحدةِ الشعبِ المصريِّ
الوِحدةُ في مصرَ لم تكنْ يومًا شعارًا، بل حقيقةً معاشةً، تُترجمُها المواقفُ في أوقاتِ المحنِ والأزماتِ. فإذا حلَّ الخطرُ، التحمَ المصريونَ بلا تفرقةٍ، مسلمٌ ومسيحيٌّ، غنيٌّ وفقيرٌ، رجلٌ وامرأةٌ، جميعهم يقفونَ صفًّا واحدًا، يُدافعونَ عن وطنِهم.
لقد حفظَ لنا التاريخُ مواقفَ خالدةً من الصُّمودِ والوَحدةِ في مواجهةِ الغزاةِ، وعبَّرَ عنها النبيُّ ﷺ بقولهِ: مَثَلُ الْـمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ كَمَثَلِ الْـجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْـجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْـحُمَّى» [رواه مسلم].
وقد ظهرَ هذا التلاحمُ في حربِ أكتوبر، وثورةِ ٣٠ يونيو، حيثُ أثبتَ الشعبُ أنَّه يدٌ واحدةٌ في وقتِ الخطرِ، ومصدرُ القوَّةِ الحقيقيَّةِ لجيشهِ ووطنهِ.
ثورةُ يونيو نموذجٌ للوِحدةِ الوطنيَّة
حينَ شعَرَ المصريونَ في الثلاثينَ من يونيو أنَّ الهُويَّةَ الوطنيَّةَ في خَطَرٍ، وأنَّ نسيجَهم الاجتماعيَّ يتعرَّضُ للتمزيقِ، خرجوا بالملايينِ في مشهدٍ موحَّدٍ، يُعَبِّرُ عن رفضِهم للفرقةِ.
لم تكنْ ثورةُ ٣٠ يونيو مجرَّدَ حِراكٍ سياسيٍّ، بل كانتْ انتفاضةَ شعبٍ بكاملِ أطيافِهِ، اجتمعَ فيها الكلُّ تحت رايةٍ واحدةٍ: “مصرُ أوَّلًا وأخيرًا“، وهكذا أثبتَ المصريونَ أنَّهم صمَّامُ أمانِ الوطنِ، وأنَّ وحدتَهم هي السُّورُ الذي لا يُخترق.
حبُّ الوطنِ سرُّ وَحدةِ الشعبِ المصريِّ
سرُّ هذا التلاحمِ هو ذلكَ الانتماءُ العميقُ للأرضِ، والفخرُ بالحضارةِ التي بناها الأجدادُ.
فالهُويَّةُ المصريَّةُ ليستْ جنسيَّةً تُكتبُ في الأوراقِ، بل رابطةٌ روحيَّةٌ، والتزامٌ تاريخيٌّ، ينتقلُ من جيلٍ إلى جيلٍ، حتَّى أصبحَ نهرُ النيلِ شاهِدًا على أُلفةِ هذا الشعبِ، وشمسُهُ تَنشُرُ دفءَ الانتماءِ في كلِّ القلوبِ.
وفي زمانٍ تتفكَّكُ فيه الشُّعوبُ، يبقى المصريُّ نموذجًا في التَّماسكِ، ودليلًا على أنَّ القوَّةَ الحقيقيةَ تكمُنُ في الوِحدةِ، وأنَّ التنوُّعَ يمكنُ أن يكونَ مصدرَ غِنى، لا سببَ ضعفٍ.
الخُلاصة
فِي الْـخِتَامِ، يَبْقَى الشَّعْبُ الْـمِصْرِيُّ دَلِيلًا حَيًّا عَلَى أَنَّ قُوَّةَ الْأُمَمِ فِي وَحْدَتِهَا، وَأَنَّ الرُّوحَ الْـجَمَاعِيَّةَ هِيَ سِرُّ صُمُودِ مِصْرَ عَبْرَ الْعُصُورِ.
وَمَا زَالَ الْـمِصْرِيُّ يُثْبِتُ فِي كُلِّ مَحَطَّةٍ أَنَّهُ الْبُنْيَانُ الْـمَرْصُوصُ، الَّذِي تَزِيدُهُ الْمِحَنُ تَرَابُطًا وَصَلَابَةً.
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف