أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل
خطبة الجمعة : هلا شققت عن قلبه: النبي (ﷺ) يصوغ الإعلان العالمي الأول لحقوق الإنسان، د/ أحمد علي سليمان
خطبة الجمعة ، بعنوان: هلا شققت عن قلبه: النبي (ﷺ) يصوغ الإعلان العالمي الأول لحقوق الإنسان، بقلم المفكر الإسلامي الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الجمعة: 23 جمادي الأولي 1447هـ، الموافق 14 نوفمبر 2025م
لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 14 نوفمبر 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان : هلا شققت عن قلبه: النبي (ﷺ) يصوغ الإعلان العالمي الأول لحقوق الإنسان :
لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 14 نوفمبر 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان: هلا شققت عن قلبه: النبي (ﷺ) يصوغ الإعلان العالمي الأول لحقوق الإنسان، بصيغة pdf أضغط هنا.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 14 نوفمبر 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان ، بعنوان : هلا شققت عن قلبه: النبي (ﷺ) يصوغ الإعلان العالمي الأول لحقوق الإنسان : كما يلي:
خطبة، بعنوان: هلا شققت عن قلبه
النبي (ﷺ) يصوغ الإعلان العالمي الأول لحقوق الإنسان
دروس تربوية وحقوقية مستلهمة من هذا الحديث الشريف
منظومة حقوق الإنسان في الإسلام سبق حضاري
(أربعة وعشرون حقًّا تُجسّد كرامة الإنسان وعدالة الشريعة)
بقلم الدكتور/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
الجمعة: 23 جمادى الأولى 1447هـ، الموافق 14 نوفمبر 2025م
الحمد لله الذي أنعم علينا بنور العقل، وأكرمنا بفيض العلم، ويسّر لنا بقدرته من أدوات التطور والتكنولوجيا ما خفّف عن الناس مشاق الحياة… إنها نعمٌ متجددةٌ تُذكّرنا بقول الله تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الجاثية: 13)؛ لنستثمرها في خدمة الإنسان، ونُسخّرها لبناء حضارةٍ راشدةٍ تقوم على الرحمة والهداية والتطور والنماء…
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، رب كل شيء ومليكه، ونشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) عبده ورسوله، وصفيُّه من خلقه وخليله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا.
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان، الأشرفان الأنوران، الأعطران الأزهران، المزهران المثمران، على مَن جُمعت كلّ الكمالات فيه.. وعلى آله وصحبه وتابعيه.. اللهم صلِّ أفضل صلاة، على أسعد مخلوقاتك، سَيِّدِنَا محمد (ﷺ)، وعلى آله وصحبه؛ عدد معلوماتك، ومداد كلماتك، كلما ذكرك الذاكرون، وغفل عن ذكرك الغافلون، ورضي الله عن مشايخنا ووالدينا وأجدادنا وأولادنا وأزواجنا، والصالحين من عبادك، وأولياء الله أجمعين.
اللهم صلِّ صلاة كاملة، وسلم سلامًا تامًّا، على نبىٍ تنحلُ به العُقد، وتنفرج به الكُرب، وتقضى به الحوائج، وتُنالُ به الرغائب، وحُسنُ الخواتيم، ويستسقى الغمامُ بوجه الكريم. ﻭﻋَﻠَﻰ ﺁﻟِﻪِ الطاهرين، وصحبِه الطيبين، ﻭسلِّم تسليمًا كثيرًا… اللهم آمين يا رب العالمين.
فَمَبْلَغُ العِلْــمِ فِيهِ أَنَّهُ بَشَرٌ… وَأَنَّهُ خَيْــرُ خَلْقِ اللهِ كُلِّهِــمِ
مولاي صلِّ وسلم دائما أبدًا… على حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم رضِّه عنَّا، وارض عنَّا، برضاه عنَّا.. ووضئنا بأخلاقه العظيمة، وحقق أمانينا بزيارته، وافتح لنا أبواب رؤيته، ونيل شفاعته، اللهم آمين يا رب العالمين…
عباد الله: أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، فإنها وصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى: (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ) (النساء: 131)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102)، وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) (الأحزاب: 70-71)، وقال تعالى: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (البقرة: 223)…
اللهم اجعلنا مِن الذين قال الله (تعالى) فيهم: (تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) (السجدة: 16)… أما بعد،،،
علم الله المحيط بالباطن والظاهر
الله (سبحانه وتعالى) متصف بكل صفات الكمال والجلال والجمال والعظمة والكبرياء ومخالفة الحواداث( )…
ومن صفات الكمال الإلهي، صفة العلم، وعلم الله تعالى محيط، فهو (سبحانه العليم) بكل شيء عليم، بالظاهر والباطن، بالغيب والشهادة،…إلخ، لا تخفى عليه فافية، ولا يعزب عن علمه شيء في الأرض ولا في السماء.
يعلم ما يجري في ملكوته الواسع، وما تُخفيه الصدور وما تُبديه العقول، وما يُسِرّه الإنسانُ في نفسه، وما يجيش في صدره، وما يجول في خاطره، قبل أن ينطق به لسانه. قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ) (آل عمران: 5)، وقال جل جلاله: (وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) (طه: 7)، وقال تعالى: (اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ۖ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ. عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ. سَوَاءٌ مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ) (الرعد:8-10)، وقال: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) (غافر: 19)، وقال تعالى: (…وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (البقرة: 216)، وقال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (المجادلة: 7).
• فهو (سبحانه وتعالى) يعلم ما في سطح الأرض من مليارات المخلوقات وأحوالها وظروفها وأفعالها ومصيريها…، وما في باطنها وطبقاتها وأعماقها في كل أرض الله وغيرها، من كنوزٍ ومعادنٍ ومياهٍ وأنهارٍ جارية في أغوارها، وأموات في قبورها…
• ويعلم ما في قيعان البحار والمحيطات والأنهار والبحيرات من مخلوقاتٍ لا تراها الأبصار، وما في ظلماتها من حركاتٍ دقيقة لا يسمعها أحد.
• ويعلم ما في طبقات الغلاف الجوي والفضاءات الشاسعة من نجومٍ وكواكبٍ ومجراتٍ وسُدُمٍ، ومواقعها الدقيقة في هذا الكون المترامي الأطراف، ويعلم ذرات الكون متى خُلقت، وأين وُضعت، وما مصيرها، كما قال تعالى: (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) (الأنعام: 59).
• بل إن علمه (جل وعلا) ينفذ إلى أعماق القلوب وأغوار النفوس، فيعلم ما تضمره النيات، وما تُخفيه المقاصد، وما يدور في العقول والقلوب من خواطر وحديث النفس. قال سبحانه: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) (غافر: 19). فالله وحده يعلم السرائر، ويُثيب أو يُعاقب على ما في الباطن كما على ما في الظاهر، لذلك علمنا النبي العظيم أن الله تعالى ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، وأننا محاسبون على الفتيل والنقير والقطمير، لأن علم الله شامل ومحيط ودائم، يقول النبي ﷺ: (إنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إلى صُوَرِكُمْ وأَمْوالِكُمْ، ولَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ وأَعْمالِكُمْ) ( ).
وفي قصة سيدنا موسى وسيدنا الخضر (عليهما السلام)، حين علّمه الله (تعالى) أن وراء الأحداث الظاهرة حِكَمًا باطنةً لا يعلمها إلا اللهُ العليم، يقول تعالى: (…وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا) (الكهف: 65).
وكذلك قصة سيدنا يوسف (عليه السلام)، إذ قدَّر اللهُ (سبحانه وتعالى) له الخيرَ من حيث لا يحتسب، وجعل من السجن طريقًا إلى المُلك والحُكم، فكان قوله (تعالى) شاهدًا على علم الله المحيط: (…إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (يوسف: 100). أما الإنسان، فمهما بلغ من العلم والذكاء، فإنه لا يدرك إلا ظاهر الأشياء، كما قال تعالى: (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا….) (الروم: 7)، وليس مخولًا أن يطّلع على نيات الناس أو ما تخفيه الصدور؛ لأن علم القلوب لله وحده. وقد قال النبي (ﷺ) لمن ظن بغيره أنه قال لا إله إلا لينجو من القتل: (أفَلا شَقَقْتَ عن قَلْبِهِ حتَّى تَعْلَمَ أقالَها أمْ لا؟) ( )، في إشارة إلى أن حكم البَشر يكون بالظاهر، وأما السرائر فإنها فقط إلى الله العليم. فسبحان الله العليم، الذي وسع علمه كل شيء؛ في أعماق الأرض، وفي ظلمات البحر، وفي طبقات الجو، وفي الفضاءات العليا، وفي خفايا القلوب والعقول، يعلم السر وأخفى، ويُحيط علمه بالماضي والحاضر والمستقبل، لا يعزب عنه مثقال ذرة في ملكه، وهو اللطيف الخبير.
قدسية الحياة في التصوّر الإسلامي
الحياةُ في التصوّر الإسلامي ليست مجرّد وجودٍ بيولوجيٍّ يُقاس بالأنفاس ودقّات القلوب؛ بل هي أمانةٌ ربّانيةٌ وحقٌّ مقدَّسٌ صانها اللهُ (سبحانه وتعالى) تشريفًا للإنسان وتكريمًا له.
فمنذ أن نُفِخت فيه الروحُ أُحيط بسياجٍ من الرحمة والرعاية والحماية، وجُعِل الاعتداءُ على نفسه أو على غيره جريمةً كبرى، وعصيانًا للخالق، وعدوانًا على بنيان الله قبل أن يكون عدوانًا على المخلوق.
وهكذا أعلن الإسلامُ –في وضوحٍ وجلالٍ– أن صيانة الحياة وحمايتَها من الظلم والعبث هي حجر الأساس في الاستخلاف في الأرض وفي بناء الحضارة الإنسانية الراشدة.
إنما الأعمال بالنيات
عن أبي حفص أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أن رسول الله (ﷺ) قال: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ) ( ). هذا الحديثُ العَظيمُ قاعدةٌ مِن قواعدِ الإسلامِ، وأصلٌ مِن أُصولِ الشَّريعةِ، حتَّى قِيلَ فيه: إنَّه ثُلثُ العِلمِ، حيثُ أكد فيه (ﷺ): (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ)، ومن ثم فلا تصِحُّ جَميعُ العِباداتِ الشَّرعيَّةِ إلَّا بوُجودِ النِّيَّةِ فيها، (وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى)، فإنَّما يَعودُ على المسلمِ مِن عَملِه ما قصَدَه منه، وهذا الحُكمُ عامٌّ في جَميعِ الأعمالِ مِنَ العباداتِ والمعاملاتِ والأعمالِ العاديَّةِ؛ فمَنْ قصَدَ بعَملِه مَنفعةً دُنيويَّةً لم يَنلْ إلَّا تلكَ المَنفعةَ ولو كان عِبادةً، ومَن قصَدَ بعَملِه التَّقرُّبَ إلى اللهِ (سبحانه وتعالَى) وابتغاءَ مَرضاتِه، نالَ مِن عَملِه المَثوبةَ والأجرَ ولو كان عمَلًا عاديًّا، كالأكلِ والشُّربِ، ثُمَّ ضرَبَ (ﷺ) الأمثلةَ العمليَّةَ لِبيانِ تَأثيرِ النِّيَّاتِ في الأعمالِ فبيَّنَ أنَّ مَن قصَدَ بِهجرتِه امتثالَ أمْرِ ربِّهِ، وابتغاءَ مَرضاتِه، والفرارَ بِدِينِه مِنَ مواطن الفتنِ؛ فهِجرتُه هِجرةٌ شرعيَّةٌ مَقبولةٌ عندَ اللهِ تعالَى ويُثابُ عليها لصِدقِ نيِّتِه، وأنَّ مَن قصَدَ بِهِجرتِه مَنفعةً دُنيويَّةً وغرَضًا شخصيًّا، مِن مالٍ، أو تجارةٍ، أو زَوجةٍ حَسناءَ؛ «فهِجرتُه إلى ما هاجَرَ إليه»، فلا يَنالُ مِن هِجرتِه إلَّا تلك المنفعةَ الَّتي نَواها، ولا نَصيبَ له مِنَ الأجرِ والثَّوابِ( ).
وقد صدرنا هذا الموضوع بقضية النبية لأهمية الإشارة إليها والتأكيد عليها هنا مع غيرها من مقتضيات الإيمان.
ماذا فعل أسامة بن زيد حتى يغضب النبي (ﷺ) بهذا الشكل؟
أفَلا شَقَقْتَ عن قَلْبِهِ
القصة وما فيها من دروس وعبر
الدروس التربوية والحقوقية المستلهمة من هذا الحديث الشريف
نقطة تأمل!
الدروس التربوية المستفادة من القصة:
أنواعُ المستعيذين باللهِ
من هو أسامة بن زيد؟
أيها الأخوة المؤمنون: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) رسولُ الله.. عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله.. يقول الحق (تبارك وتَعَالَى): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102).
بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا يَسُوقُ الْخَيْرَ إِلَّا اللَّهُ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا يَصْرِفُ السُّوءَ إِلَّا اللَّهُ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، مَا كَانَ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ. أما بعد يا عباد الله…
منظومة حقوق الإنسان في الإسلام
(أربعة وعشرون حقًّا تُجسّد كرامة الإنسان وعدالة الشريعة)
وهكذا.. فإن هذه الحقوق السابقة التي أشرنا إليها، تُجسّد الميثاق الإلهي لكرامة الإنسان، وتُظهر أن الإسلام لم يأتِ ليرسم علاقة العبد بربه فحسب؛ بل ليقيم العدل بين الناس، ويحفظ كيانهم النفسي والجسدي والفكري والاجتماعي والاقتصادي على أسس ربانية، وتؤكد السبق الحضاري للإسلام الذي سبق شتى المواثيق الأرضية حين أقام دعائم حقوق الإنسان على أساسٍ من الإيمان بالله والرحمة بخلقه والعدل بين عباده، وجعل هذه الأمور الدينية والتعبدية التي تنبعث من أقوى المشاعر تأثير في حياة الإنسان والتي يثاب عليها المسلم، فصار كلّ إنسانٍ في ظلّ هذه الشريعة الكاملة محترم الدم، مصون العرض، موفور الكرامة، ما دام يعيش في رحاب منهج الله.
اللهم اكتُب أسماءنا في سجلات المؤمنين الموحدين، وفي ديوان المرحومين، وارفع أقدارنا في علّيين، وأنزل علينا السكينة والطمأنينة، ونور اليقين.. نسأل الله أن يبارك في أوطاننا ويحفظها من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللَّهُمَّ احفظها من كل سوء، وبارك لنا فيها، واجعلها دار أمنٍ وإيمان، وسلامٍ وإسلام. اللَّهُمَّ من أرادها بسوء فاجعل تدبيره تدميره، وردّ كيده إلى نحره. اللهم احفظ مصر شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، طولها وعرضها وعمقها، بحارها وسماءها ونيلها، ووفق يا ربنا قيادتها وجيشها وأمنها وأزهرها الشريف، وعلماءها، واحفظ شعبها، وبلاد المحبين يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا اللهم طهّر قلوبنا من الكبر، وزيّنها بالتواضع،اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(…رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) (النمل: 19)، (..الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ…) (الأعراف: 43)… اللهم تقبل هذا العمل من الجميع… وبالله تعالى التوفيق
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
والحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في خدمة الفقه والدعوة (وقف الفنجري 2022م)
المدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية- عضو نقابة اتحاد كُتَّاب مصر
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: drsoliman55555@gmail.com
تم تدشين صفحة #معارج_الدعاة لللدكتور أحمد علي سليمان، للإسهام في إثراء العمل الدعوي والدعاة يرجى متابعتها ونشرها
لقراءة الخطبة أو تحميلها كاملا يرجي تحميل الخطبة من ملف pdf بالأعلي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
إتبعنا









