خطبة الجمعة القادمة 13 سبتمبر 2024م بعنوان : وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 10 ربيع الأول 1446هـ ، الموافق 13 سبتمبر 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 13 سبتمبر 2024م بصيغة word بعنوان : وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ ، للشيخ خالد القط
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 13 سبتمبر 2024م بصيغة pdf بعنوان : وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 13 سبتمبر 2024م ، بعنوان : وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
ولد الهدى فالكائنات ضياء ، الشيخ خالد القط
بتاريخ: 10 ربيع الأول 1446هــ – 13 سبتمبر 2024م
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ((لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)) سورة آل عمران (164).
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم.
أما بعد
تابع / خطبة الجمعة 13 سبتمبر 2024م بعنوان : وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
أيها المسلمون، ها نحن أولاء نعيش ذكرى مولد الحبيب المصطفى ﷺ ، والنبي المجتبى، صلوات ربى وسلامه عليه، فكم كانت الدنيا في أمس الحاجة إلى رجل يخلصها من ظلمات الجهل، وينير حياتها وطريقها، ومن لها إلا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم؟، فكم كانت الدنيا تموج بالخرافات والأوهام، وكم كانت الحياة فاسدة في كل جوانب الحياة وهنا كان حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم هو النور الحقيقي، الذى أضاء الله به الأرض بعد أن أظلمت، وهو اليد الحانية التي امتدت لكل حيران وضال يتخبط في ظلمات الجهل والضلال، ولا أجد هنا أروع من قول أمير الشعراء شوقي وهو يخاطب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :
أَتَــيْــتَ وَالــنَّــاسُ فَــوْضَــى لَا تَـمُـرُّ بِـهِـمْ إِلَّا عَــلَــى صَــنَــمٍ قَــدْ هَــامَ فِــي صَــنَــمِ
وَالْأَرْضُ مَـــمْـــلُـــوءَةٌ جَــوْرًا، مُــسَــخَّــرَةٌ لِــكُــلِّ طَــاغِــيَــةٍ فِـي الْـخَـلْـقِ مُـحْـتَـكِـمِ
مُــسَــيْــطِـرُ الْـفُـرْسِ يَـبْـغِـي فِـي رَعِـيَّـتِـهِ وَقَــيْــصَــرُ الــرُّومِ مِــنْ كِــبْــرٍ أَصَــمُّ عَــمِ
يُـــعَـــذِّبَـــانِ عِـــبَـــادَ اللـــهِ فِـــي شُـــبَــهٍ وَيَــذْبَــحَــانِ كَــمَــا ضَــحَّــيْــتَ بِــالْـغَـنَـمِ
وَالْــخَــلْــقُ يَـفْـتِـكُ أَقْـوَاهُـمْ بِـأَضْـعَـفِـهِـمْ كَــاللَّـيْـثِ بِـالْـبَـهْـمِ، أَوْ كَـالْـحُـوتِ بِـالْـبَـلَـمِ
أعظم من قول شوقي قول الله تعالى:
((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (46) سورة الأحزاب، وهنا تغير وجه الحياة بمولده وبعثته صلوات ربى وسلامه عليه وهنا لا تجد أدق تعبيراً وتصويراً من قول أمير الشعراء شوقي:
وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ
الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ
وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي وَالـمُـنـتَـهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا بِـالـتُـرجُـمـانِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ
وَالـوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلاً مِن سَلسَلٍ وَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رُواءُ
نُـظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ فـي الـلَـوحِ وَاِسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
اِسـمُ الـجَـلالَةِ في بَديعِ حُروفِهِ أَلِـفٌ هُـنـالِـكَ وَاِسمُ طَهَ الباءُ
يـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً مِـن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
تابع / خطبة الجمعة 13 سبتمبر 2024م بعنوان : وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
أيها المسلمون، ونحن نحتفل بذكرى مولده الشريف، صلوات ربى وسلامه عليه، ما أحوجنا، ونحن في ذكراه أن نقتدي ونتأسى به صلى الله عليه وسلم، وصدق الله العظيم حين قال ((لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)) سورة الأحزاب (21)
فقد كان رسولنا الكريم صلوات ربى وسلامه عليه أسوة ومثلاً في كل أمور الحياة، وما أحوجنا في ذكراه المباركة صلى الله عليه وسلم أن نتأسى به، وأن نتخلق بأخلاقه الكريمة، خاصة في الجوانب الحياتية له صلى الله عليه وسلم بين أهله وزوجاته وجيرانه.
ولكن أيها المسلمون، هيا بنا نقترب أكثر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لنرى كيف كان في بيته صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج الترمذي وغيره بسند صحيح من حديث عائشة رضي الله عنها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي)).
وانظر إليه صلى الله عليه وسلم كيف كان في بيته وبين بناته وزوجاته
ففي صحيح البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أيضاً، أن الأسود قال ((سَأَلْتُ عائِشَةَ ما كانَ النبيُّ ﷺ يَصْنَعُ في بَيْتِهِ؟ قالَتْ: كانَ يَكونُ في مِهْنَةِ أهْلِهِ – تَعْنِي خِدْمَةَ أهْلِهِ – فَإِذا حَضَرَتِ الصَّلاةُ خَرَجَ إلى الصَّلاةِ.)) وعند الإمام أحمد وغيره بسند صحيح من حديث عائشة رضي الله عنها، أن عروة سألها ((ما كان رسولُ اللهِ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلم – يعملُ في بيتِه قالت: كان يخيطُ ثوبَه، ويخصفُ نعلَه، ويعملُ ما يعملُ الرجالُ في بيوتِهم)).
انظر إلى هذه المعاملة الراقية الممزوجة بالحب والود بين الوالد وأولاده، هكذا كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج أبو داوود وغيره بسند صحيح من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ((كانت فاطمةُ رضي الله عنها إذا دخلت على رسولِ اللهِ ﷺ قام إليها فأخذ بيدِها وقبَّلها وأجلسها في مجلسِه وإذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيدِه فقبَّلته وأجلستهُ في مجلسِها)).
أما عن معاملته صلى الله عليه وسلم مع خدمه، فيكفي ما جاء في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((خَدَمْتُ النبيَّ ﷺ عَشْرَ سِنِينَ، فَما قالَ لِي: أُفٍّ، ولا: لِمَ صَنَعْتَ؟ ولا: ألّا صَنَعْتَ)).
تابع / خطبة الجمعة 13 سبتمبر 2024م بعنوان : وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ
كما كان النبي صلى الله عليه وسلم، نعم الجار لجيرانه، ونعم الصاحب لأصحابه، فهو القائل صلى الله عليه وسلم، كما عند الترمذي بسند صحيح من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ((خيرُ الأصحابِ خيرُهم لصاحبِه وخيرُ الجيرانِ خيرُهم لجارِه))، وهو القائل صلى الله عليه وسلم كما عند الشيخين من حديث عائشة رضي الله عنها ((ما زالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بالجارِ، حتّى ظَنَنْتُ أنَّه سَيُوَرِّثُهُ)).
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، ونحن نحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف في هذه الأيام المباركة، ما أحرانا أن نتخلق بأخلاقه الكريمة صلوات ربى وسلامه عليه، فهذا خير ما ينبغي أن نتوقف عنده، ونحن نحتفل برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فكل من تعامل مع النبي صلى الله عليه وسلم أدرك قيمة ومنزلة أخلاقه الكريمة، ومعاملته الراقية، ولم لا، وقد قال رب العالمين في وصفه لحبيه ((وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)) سورة القلم (4).
أترك الكلام لواحد ممن عاشوا مع رسول الله
ليصف لنا، كيف كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بالنسبة لهم. ألا وهو حسان بن ثابت:
يا بِكرَ آمِنَةَ المُبارَكَ ذِكرُهُ وَلَدَتكَ مُحصَنَةٌ بِسَعدِ الأَسعَدِ
نوراً أَضَاءَ عَلى البَرِيَّةِ كُلِّها مَن يُهدَ لِلنورِ المُبارَكِ يَهتَدِ
يا رَبِّ فَاِجمَعنا مَعاً وَنَبِيَّنا في جَنَّةٍ تُنبي عُيونَ الحُسَّدِ
في جَنَّةِ الفِردَوسِ وَاِكتُبها لَنا يا ذا الجَلالِ وَذا العُلا وَالسُؤدُدِ
وَاللَهِ أَسمَعُ ما حَيِيتُ بِهالِكٍ إِلّا بَكَيتُ عَلى النَبِيِّ مُحَمَّدِ
اللهم صل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الأولين
-وصل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الآخرين
وصل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في كل ملأ وحين
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف