أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfخطبة الجمعة خطبة الأسبوع ، خطبة الجمعة القادمة، خطبة الاسبوع، خطبة الجمعة وزارة الأوقافعاجل

خطبة الجمعة 30 يوليو 2021م: مخاطر استباحة المال العام والحق العام ، للدكتور محمد حرز

شارك الخبر علي صفحات التواصل الإجتماعي

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : مخاطر استباحة المال العام والحق العام ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 20 ذو الحجة 1442هـ ، الموافق 30 يوليو 2021م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 يوليو 2021م بصيغة word بعنوان : مخاطر استباحة المال العام والحق العام ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 30 يوليو 2021م بصيغة pdf بعنوان :  مخاطر استباحة المال العام والحق العام ، للدكتور محمد حرز.

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 30 يوليو 2021م بعنوان : مخاطر استباحة المال العام والحق العام ، للدكتور محمد حرز:

 

أولاً    : خطر استباحة المال العام .

ثانيـــًا: : من صور التعدي على المال العام  .

 ثالثـــًا: نماذج مشرفة للمحافظة على المال العام .

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 30 يوليو 2021م  بعنوان : مخاطر استباحة المال العام والحق العام : كما يلي:

 

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : مخاطر استباحة المال العام والحق العام ، للدكتور محمد حرز

 

الحمد لله الذي خضع كل شيء لإرادته ,وذل كل شيء لعزته ,وتواضع كل شيء لكبريائه واستسلم كل شيء لقدرته   ,الحمد لله القائلِ في محكم التنزيل﴿ وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَآل عمران: 161 ،وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه، أول بلا ابتداء وآخر بلا انتهاء الوتر الصَّمَدُ الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ،وَأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ القائلُ كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ رواه مسلم, فاللهم صل وسلم وزد وبارك على النبي  المختار وعلى آله وصحبه الأطهار وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.                                     

   أما بعد …..فأوصيكم ونفسي أيها الأخيار بتقوى العزيز الغفار { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } (أل عمران :102)

   ثم أما بعد : (مخاطر استباحة المال العام والحق العام)عنوان وزارتنا وعنوان خطبتنا

عناصر اللقاء:

أولاً    : خطر استباحة المال العام .

ثانيـــًا: : من صور التعدي على المال العام  .

 ثالثـــًا: نماذج مشرفة للمحافظة على المال العام .

أيها السادة : ما أحوجنا إلي أن يكون حديثنا عن مخاطر استباحة المال العام وخاصة ونحن نعيش زمانًا استباح فيه الكثير من الناس المال العام والحق العام، إلا ما رحم الله جل وعلا ظنًا منهم أن هذه شطارة وذكاء، وأنه ليس لهذا المال صاحب وليس عليه رقيب ونسى المسكين أن استباحة المال العام أخطر بكثير من استباحة المال الخاص, المال اخاص صاحبه واحد يمكن الاعتذار منه, أما المال العام ملك للجميع والاعتذار منه صعب للغاية  فنفعه يعود على كل الناس, ونسى المسكين أن الله مطلع عليه ويراه

إذا ما خلوت الدهر يوما فــلا….  تقل خلوت ولكن قل على رقيب

ولا تحسبن الله يغفل ســـاعة ….   ولا أن ما يخفى عليـــه يغيب

وخاصة ونحن نعيش زمانًا انتشر فيه التعدي على المال العام  بصورة مخزية يملئ الرجل بطنه من الحرام ،بل ربما ربى الرجل أولاده على  الحرام، و ولا يفكر في الموت وشدته، ولا في القبر وضمته ،ولا في الحساب ودقته، ولا في الصراط وحدته ،ولا في النار ولا في الأهوال والأغلال ولا حول ولا قوة إلا بالله . وصدق النبي صلى   الله عليه وسلم إذ يقول كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :” يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يُبَالى الْمَرْءُ مَا أَخَذَ مِنْهُ أَمِنَ الْحَلَالِ أَمْ مِنْ الْحَرَامِ رواه البخاري

 أولاً    : حطر استباحة المال العام .

أيها السادة: المحافظة على المال العام والحق العام مطلب شرعي، وواجب وطني ,وعمل إنساني ومقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية، الكل مطالب به، والكل محاسب عنه بين يدى الله لمن فرط وأهمل واستباح قال ربنا ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ الأنفال: 27 ومن أعظم الأمانات: حفظ المال العام، وخطورة الاعتداء عليه

والمال العام:  هو كل مال تملكه الدولة ومؤسساتها سواء كان المال نقدًا أو عقارًا أو منقولًا أو منفعة, فكل ذلك مما تجب صيانته, والمحافظة عليه فالمال العام أعظم خطرًا من المال الخاص ، ذلك لأن المال العام ملك الأمة وهو ما اصطلح الناس على تسميته بمال الدولة.

والمال العام ركيزة لنهضة الشعوب

واستباحة المال العام داء اجتماعي خطير ,ووباء خلقي كبير ,ما فشا في أمة إلا كان نذيرًا لهلاكها ,وما دب في أسرة إلا كان سببًا لفنائها ,فهو مصدر كل عداء وينبوع كل شر وتعاسة , واستباحة المال العام ظاهرة سلبية مدمرة للأفراد والدول ويعد طمعَ النفس ,وغياب الوعي ,وضعف الوازع الديني، وعدم مراقبة المولى جل وعلا من أهم أسباب التعدي على المال العام ، واستباحة المال العام داء يقتل الطموح ، ويدمر قيم المجتمع ، ويعَد خطرًا مباشرًا على الوطن، ويقف عقبة في سبل البناء والتنمية ، يبدد الموارد ، ويهدر الطاقات ولا حول ولا قوة إلا بالله.

لذا أمرنا الإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم بالمحافظة على المال الخاص والمال العام قال تعالى مُحذِّراً عبادَهُ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ﴾ (سورة  النساء : 29) وجعل الإسلام المحافظة على المال العام والخاص من الضروريات الخمس وَحرَّم الِاعْتِدَاءَ عَلَيْهَا، وَهِيَ: الدِّينُ، وَالنَّفْسُ، وَالْمَالُ، وَالْنسل، وَالْعَقْلُ.

وكما أن الإسلام حرَّم الاعتداء على المال الخاص حرم الاعتداء على المال العام كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ) رواه مسلم, ووقف في خطبة الوداع قائلا كما في صحيح مسلم من حديث أَبي بكْرةَ رضى الله عنه قال: قال رسول الله :” إِن َّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وأعْراضَكُم عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَ وعندما أرسل أو اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ الْأَزْدِ يُقَالُ لَهُ: ابْنُ الْأُتْبِيَّةِ عَلَى الصَّدَقَةِ فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي قَالَ: فَهَلَّا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ أَوْ بَيْتِ أُمِّهِ فَيَنْظُرَ يُهْدَى لَهُ أَمْ لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعَرُ ثُمَّ رَفَعَ بِيَدِهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَةَ إِبْطَيْهِ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ ثَلَاثًا)متفق عليه. فكما أن الإسلام جعل لمال الإنسان الخاص حرمة وقداسة، جعل للمال العام حرمة وقداسة، بل أعلى من شأن المال العام والاهتمام به ،فجعل الاعتداء عليه أشد حرمة من المال الخاص، ولو كان شيئًا يسيرًا، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ الْكِنْدِيِّ رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَنْ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا (إبرة) فَمَا فَوْقَهُ كَانَ غُلُولًا (خيانة وسرقة) يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ))

واستباحة المال العام يعمي البصيرة ،ويضعف البدن، ويوهن الدين ،ويظلم القلب ،ويقيد الجوارح عن طاعة الله لذا قَالَ ابْنُ أَسْبَاطٍ : إذَا تَعَبَّدَ الشَّابُّ قَالَ الشَّيْطَانُ لِأَعْوَانِهِ : اُنْظُرُوا مِنْ أَيْنَ مَطْعَمُهُ ، فَإِنْ كَانَ مَطْعَمُهُ مَطْعَمَ سُوءٍ يَقُولُ دَعُوهُ يَتْعَبُ وَيَجْتَهِدُ فَقَدْ كَفَاكُمْ نَفْسَهُ أيْ لِأَنَّ اجْتِهَادَهُ مَعَ أَكْلِهِ الْحَرَامَ لَا يَنْفَعُهُ وعمله هباءً منثورًا ,لذا كان عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يقول: كُنَّا نَدَعُ تِسْعَةَ أَعْشَارِ الْحَلَالِ مَخَافَةً مِنْ الْوُقُوعِ فِي الْحَرَامِ.

بل قال أحد الصالحين 🙁 لَوْ قُمْت قِيَامَ السَّارِيَةِ مَا نَفَعَك حَتَّى تَنْظُرَ مَا يَدْخُلُ فِي بَطْنِك من الحلال أم من الحرام).

واستباحة المال العام غلول يا سادة عقوبة الغلول كما قال الله في كتابة العَظِيمِ: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ آل عمران: 161. وأمَّا عقوبتُهُ في القبر ففي«الصَّحِيحَيْنِ» أنَّ النبيَّ ﷺ أَخْبَرَ عن الرَّجُلِ الذي غَلَّ شَمْلَةً يَوْمَ خَيْبَر، فَقَالَ: «والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الشَّمْلَةَ الَّتِي أَخَذَهَا يَوْمَ خَيْبَر مِن المَغَانِمِ قَبْلَ المَقَاسِمِ تَشْتَعِلُ عَلَيْهِ فِي قَبْرِهِ نَارًا».و الشَّمْلةُ: تَلْفِيعَةٌ، أو هي كِسَاءٌ يُمْكِنُ أنْ يُحِيطَ به المَرْءُ بَدَنَهُ. سلم  يا رب سلم

بل جعل النبي صلى الله عليه وسلم استباحة المال العام سبب من أسباب دخول النار يا رب سلم ففي صحيح البخاري من حديث خولة بنت قيس الأنصارية قالت سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يقولُ: ((إنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ في مَالِ اللَّهِ بغيرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَومَ القِيَامَةِ)) قال ابنُ حَجَر: (قولُهُ.. «في مالِ اللهِ بغيرِ حَقٍّ» أيْ: يَتصَرَّفُونَ في مالِ المسلمينَ بالباطِلِ( الله الله في المال العام الله الله في الحق العام الله الله في المحافظة على المال ,والمحافظة على المال العام تكون:بتربية النفس على مراقبة الله في السر والعلن والخشية منه ففي الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سُئل عن الإحسان فقال:(( أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ))وأن تعتقد بأن الله سيُجازيك ويُحاسبك على ما فعلت في وظيفتك وعلى ما فعلت في المال العام، وأن تتوب إلى الله من أيِّ تقصير أو خيانةٍ أو اعتداءٍ على المال العام، وأن تُبرئ ذمَّتك بإرجاع ما أخذته بالباطل للحديث الذي رواه البخاري من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ:(( مَن كانتْ لهُ مَظْلَمَةٌ لأخيهِ من عِرْضِهِ أوْ شيءٍ، فلْيَتَحَلَّلْهُ منهُ اليومَ، قبلَ أنْ لا يكونَ دينارٌ ولا دِرْهَمٌ، إنْ كانَ لهُ عَمَلٌ صالحٌ أُخِذَ منهُ بقدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وإنْ لمْ تكُنْ لهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ من سَيِّئاتِ صاحبهِ فحُمِلَ عليهِ)).

 وليتذكر حديث أبي برزة الاسلمى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم   ” لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وَعَنْ مَالِهِ فِيمَا أَنْفَقَهُ وَمِنْ أَيْنَ كَسَبَهُ، وَعَنْ عَلِمهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ؟”

      فانتبه فالمال ستسأل عنه سؤالين يوم القيامة يوم الحسرة والندامة يوم تقف بين يدي الله حافيًا عاريًا لا حول لك ولا قوة من أين أكتسبته ؟وفيما أنفقته ؟ أكتسبته من الحلال، وأنفقته في الحلال أم في الحرام؟ وليعلم أن المال الحرام يذهب المال الحلال ويبقي الوزروالعار وغضب الجبار ….. ولله در القائل 

جمع الحرام على  الحلال ليكثره       ***    دخل الحرام على  الحلال فبعثره

ثانيـــًا: : من صور التعدي على المال العام  .

أيها السادة : هناك صور كثيرة وألوان عديدة في التعدي على المال العام منها على سبيل المثال لا الحصر: سرقة المرافق العامة بحجَّة أن الدولة لا تُعطي المواطن حقَّه كاملاً.  ومنها: استعمال الكمبيوتر  والتلفون الخاص بالعمل لأغراض شخصيَّة لا  تخص العمل. ومنها: استغلال سيارة العمل في حاجياته الخاص وتوصيل أولاده وزوجته إلى العمل ومنها: عدم إتقان العمل، وإضاعة الوقت، والتربُّح من الوظيفة ومنها: إهمال مقدرات الدولة وإساءة التعامل معها ومنها :تخريب وتدمير المنشآت العامة: فإن من يقوم بذلك من حرق المنشآت العامة وإتلاف الأشجار والحدائق يعد من صور التعدي على المال العام ؛ وقد توعد الله هؤلاء بقوله جل وعلا :﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ المائدة: 33.   ومنها: الاختلاس والرشوة والسرقة والنصب والاحتيال.ومنها: الاعتداء على أملاك الدولة والأوقاف، فعن عَائِشَةَ -رضي الله عنها- عن رَسُولِ اللَّه قال: «مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ مِنَ الأَرْضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ   ومنها الغش و عدم الوفاء بالشروط في تنفيذ العقود، والتساهل في الرَّقابة عليها، قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ حَمَلَ علينا السِّلاحَ فليسَ مِنَّا، ومَنْ غَشَّنا فليسَ مِنَّا) رواه مسلم. بل من صور التعدي على المال العام: هدايا العمال  لحديث النبي المختار  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ هَدَايَا الْعُمَّالِ غُلُولٌ)رواه أحمد  فهناك الكثير من الموظفين لا يقضون حوائج الناس إلا ما رحم الله إلا بعد أن يأخذ أجرًا  ،ويطلقون على  أسماء خداعة كالتدخين أو هدية أو بقشيش وكل هذه مسميات تنصب في إناء واحد ،وهو أكل أموال الناس بالباطل والله قال في كتابه:( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا  ) سورة  النساء آية 29 لأن ظاهر الأمر: الرضا ،وباطنه: العذاب ولا حول ولا قوة إلا بالله .فالاعتِدَاءُ عَلَى المالِ العَامِّ ذنب عظيم ,وجرم كبير، وخزي وعار وخراب ودمار والاعتداء عليه إفساد في الأرض) وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ([البقرة:205].

إلهِي لَسْتُ لِلْفِرْدَوْسِ اَهلاً***وَ لاَ اَقْوَي عَلَي النَّارِ الْجَحِيْمِ
فَهَبْ لِي تَوْبَةً وَ اغْفِرْ ذُنُوْبِي ***فَاِنَّكَ غَافِرُ الذَنْبِ الْعَظِيْمِ
وَ عَامِّلْنِي مُعامَلةً الْكَرِيْمِ***وَ ثَبِّتْنِي عَلَي النَّهْج الْقَوِيْمِ

 ثالثـــًا: نماذج مشرفة للمحافظة على المال العام أرجئ الحديث عنه إلى ما بعد جلسة الاستراحة …………أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم

الخطبة الثانية الحمد لله ولا حمد إلا له وبسم الله ولا يستعان إلا به وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ  …………………… وبعد

ثالثـــًا: نماذج مشرفة للمحافظة على المال العام .

أيها السادة : : تعالوا بنا لنتعرف في عجالة سريعة على  أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح كيف كانوا أبعد الناس عن الحرام؟

        ولم لا ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة، والمثل الأعلى بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم كان يومًا كثير التقلب في الفراش بجوار السيدة عائشة رضي الله عنها

فعَن عَبْدِ الله بْنِ عَمْروٍ ، رَضِيَ الله عَنْهُمَا , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَصَابَهُ أَرَقٌ مِنَ اللَّيْلِ ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ نِسَائِهِ : يَا رَسُولَ الله ، أَرِقْتَ اللَّيْلَةَ ؟ قَالَ : إِنِّي كُنْتُ وَجَدْتُ تَمْرَةً تَحْتَ جَنْبِي فَأَكَلْتُهَا ، وَكَانَ عِنْدَنَا مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ ، فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ مِنْهَا“. رواه أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِسَنَدٍ رُوَاتُهُ ثِقَاتٌ.  يا رب سلم

   انتبه لم تكن من حرام يا سادة لكن الله حرم على  النبي صلى الله عليه وسلم أن يأكل من الصدقات فما بالكم  وقد امتلأت البطون من الحرام  إلا ما رحم الله ومن أكل حقوق البنات ومن أكل حقوق الإخوة والأخوات؟ ومن التعدي على المال الخاص والعام ولا حول ولا قوة إلا بالله

بل انظروا إلى فاروق الأمة وعملاق الإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه شرب من لبن إبل الصدقة غلطًا، فأدخل إصبعه وتقيأ. بل خرج يوما إلى السوق في جولةٍ تفتيشية فيرى إبلاً سمينةً تمتاز عن بقية الإبل بنموِّها وامتلائها ، يسأل عمر بن الخطاب : ( إبل مَن هذه ؟ فقالوا : هي إبل عبد الله بن عمر ابنك ، وانتفض أمير المؤمنين ، وكأن القيامة قد قامت ، وقال : عبد الله بن عمر !! بخٍ بخٍ يا ابن أمير المؤمنين ” (أي الله يعينك ) ، وأرسل في طلبه فورًا ، وأقبل عبد الله يسعى ، وحين وقف بين يدي والده أخذ عمر يفتل سبلة شاربه ، وتلك عادته إذا أهمَّه أمرٌ خطير ، فأحيانًا الإنسان يحكُّ رأسه ، أو يحرِّك ثيابه ، كل إنسان له طريقة إذا  أمر خطير وهو يفكِّر ، فقال : ”  بخٍ بخٍ يا ابن أمير المؤمنين ، ما هذه الإبل يا عبد الله ؟ ” فأجاب : ” إنها إبلٌ أمضاء ( يعني هزيلة ) اشتريتها بمالي ، وبعثت بها إلى الحِمى ( أي إلى المرعى ) أُتاجر فيها ، وأبتغي ما يبتغي المسلمون ، فماذا صنعت ؟ وأيّ ذنبٍ ارتكبته ، وأية خطيئةٌ وقعت فيها ؟ اشتريت إبلاً أمضاء يعني هزيلة ، اشتريتها بمالي ، وماله حلال ، وبعث بها إلى الحمى ، أي إلى المرعى لتسمن حتى يبيعها فيبتغي ما يبتغي المسلمون ، فقال عمر متهكمًا تهكُمًا لاذعًا : ” ويقول الناس حين يرونها : ارعَوْا إبل ابن أمير المؤمنين ، اسقُوا إبل ابن أمير المؤمنين ، وتسمن إبل ابن أمير المؤمنين ، فبع هذه الإبل ، وخذ رأس مالك منها ، واجعل الربح في بيت مال المسلمين) . هذا إدراك نادر أن هذا ابن أمير المؤمنين ، فلعلَّ الناس أعطوه فوق ما يستحق  واستغل منصب أبيه ، ولعلهم أكرموه ، فقال :  بع هذه الإبل ، وخذ رأس مالك ، وردَّ الباقي لبيت مال المسلمين.

فمن يجاري أبا حفص وسيرته     ***   أو من يحاول للفاروق تشبيها

لما اشتهت زوجته الحلوى قال لها     ***    من أين لي ثمن الحلوى فأشريها

ما زاد عن قوتنا فالمسلمون به        ***     أولي فقومي لبيت المال رديها .

كذلك أخلاقه كانت وما عهد      ***       بعد النبوة أخلاق تضاهيها                                    وهذا عمر بن عبد العزيز يجلس مع أحد الولاة يحدثه في شؤون الرعية وكان موقدا شمعة فلما انتهيا من حديث الرعية وأخذا يتحدثان عن شؤونهم الخاصة فقام عمر وأطفأ الشمعة فقال الرجل: لم أطفأت الشمعة يا أمير المؤمنين؟ فقال: “إن هذه الشمعة من بيت مال المسلمين فحينما كنا نتكلم في أمر المسلمين تركتها موقدة فلما انشغلنا بالحديث الخاص لا يحق لنا أن نستضيء بها وهي من بيت مال المسلمين .

فانتبه قبل فوات الأوان وحاسب نفسك قبل أن تحاسب وزن أعمالك قبل أن توزن عليك ،فلا تأكل إلا طيبا ولا تكسب إلا طيبا ولا تدخل بيتك إلا طيبا كما قال أبو الدرداء رضي الله عنه : فإذا أردت النجاة فعليك بالحلال وإياك والحرام   فالحلال بين والحرام بين فعن النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ   قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فَمَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ فيا من كلما طال عمره زاد ذنبه يا من كلما أبيض شعره أسود بالآثام قلبه .

شيخ كبير له ذنوب  ***     تعجز عن حملها الجبال

قد بيضت شعره الليالى ***   وسودت قلبه الخطايا

فتب إلى ربك يا من أكلت الحرام واعلم أن الله يغفر الذنوب جميعا أنه هو الغفور الرحيم فلله الله في التوبة والرجوع إلى الله والندم على ما فرطنا في جنب الله.

حفظ الله مصر من كيد الكائدين، وشر الفاسدين وحقد الحاقدين، ومكر الـماكرين، واعتداء الـمعتدين، وإرجاف الـمُرجفين، وخيانة الخائنين.

                    كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه

د/ محمد حرز

 إمام بوزارة الأوقاف

 

 ___________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »
error: Content is protected !!