تتميز المملكة العربية السعودية بريادتها لمنطقة الخليج العربي ، بل وتشترك مع مصر في ريادتها للأمة العربية ، نظرا لما تتميز به من زخم سياسي وثقل اقتصادي ، وصيت وسمعة لملوكها السابقين واللاحقين في احقاق الحق ونبذ الباطل ، ومعايشة قضايا الأمة العربية والوقوف دائما في نصرة الحق ونصرة الدم العربي بصفة عامة والدم الخليجي بصفة خاصة ، هذا فضلا عن أن المملكة تقلد حكمها ملك كريم قوى يملك من الخبرة ما يؤهله ليكون صاحب مشروع سياسي عربي يعود بالنفع على العرب جميعا ، ومن ثم يكتب له في التاريخ أنه الملك الوحيد الذى جمع العرب تحت راية واحدة.
لذا أقترح على الملك سلمان حفظه الله هذا الاقتراح وهو :
إنشاء (مجلس أمن عربي) يقف نداً لمجلس الأمن الدولي ، يخرج من عباءة جامعة الدول العربية في مقرها الدائم بالقاهرة ، ويقام المجلس على النقاط التالية :
الاسم : مجلس الأمن العربي. –
– الدول الأعضاء : جميع الدول العربية فقط.
– رئاسة المجلس : تكون متداولة بين جميع الدول الأعضاء سواء كانت الدولة صغيرة أم كبيرة ، وجميع الدول سواسية في المجلس والحكم بدستور واحد يتفق عليه الدول الأعضاء لتسيير قوانين المجلس ، وألا تزيد مدة رئاسة دولة ما للمجلس عن عام واحد ، وأن يكون أساس التداول بين الدول الأعضاء عن طريق الشورى أو الانتخاب أو التصويت داخل المجلس.
– أن تكون أولى أولويات هذا المجلس تكوين جيش عربي قوى من معظم الدول العربية ، مهمته الأولى والأساسية الدفاع عن العرب واستعادة الأراضي العربية المحتلة في شتى البقاع.
– إمداد وتسليح هذا الجيش بجميع أدوات التقنية الحديثة وجميع الأسلحة التقليدية من جميع دول المجلس الأعضاء ، وذلك بغرض إنشاء جيش عربي دولي يقاوم ويضارع ويتصدى لأى جيش من دول المشرق والمغرب وإن اجتمعت.
-ألا يقل تعداد الجيش بأي حال من الأحوال عن مليون فرد عربي بكامل أسلحتهم وعتادهم الحربى وإن زاد عن ذلك فأفضل.
– أن تصاغ قوانين المجلس على أيد علماء وخبراء متخصصين في جميع المجالات والتخصصات والأفرع التي تهم بلادنا العربية.
– يتم تحديد مكان دائم للمجلس في أي دولة من الدول الأعضاء بناءً على آراء وشورى المجلس ويستحسن أن يكون من ضمن أروقة جامعة الدول العربية في مقرها الدائم بالقاهرة.
– أن تكون أولويات مجلس الأمن العربي إرجاع جميع الأراضي المحتلة في فلسطين ولبنان وسوريا لعودة الحقوق المغتصبة إلى أصحابها.
– لابد من وجود ميزانية دائمة وضخمة لجيش المجلس ليُسَيّر أموره من خلالها ، وذلك باشتراك جميع الدول الأعضاء خاصة الدول الغنية.
– إذا وقع عدوان خارجي من أي دولة على أحد دول الأعضاء في المجلس يجتمع المجلس فوراً ويصدر الأمر بتدخل جيش المجلس وإرجاع الحقوق إلى أصحابها ، وتأديب العدو تأديباً حاسماً ورادعاً حتى يكون عبرة لغيره .
– إذا وقع عدوان من أحد الدول الأعضاء في المجلس على أخرى في المجلس يتم انعقاد المجلس فوراً باتخاذ التدابير اللازمة لذلك ، والبدء بالحلول السلمية بينهما ، إن لم ترضخ الدولة المعتدية أصبح لزاماً على المجلس التدخل بجيشه لإرجاع الحقوق إلى أهلها ، وإقامة العدل بين الدول الأعضاء.
– عدم الأخذ برأي ولا هوية مجلس الأمن الدولي وعدم الانصياع لأى قرار يوجه إلى مجلس الأمن العربي من هذا المجلس ، إلا إذا كان القرار عادلاً ومتوازناً من الناحية القانونية .
– اشتراك الدول الأعضاء في المجلس بأعلى سلطة تنفيذية للبلاد فإن كانت جمهورية فيكون الاشتراك برئيس الدولة ، وإن كان ملكياً فيكون بالملك وهكذا.
– يكون الجيش العربي دائم التجمع في دولة أو دولتين في مكان محدد بجميع أسلحته ومعداته ، بمعنى أن يكون مجمعاً كأي جيش من جيوش الدول الأعضاء ، ويتفق على هذا المكان مع الدول الأعضاء.
والله الذى لا إله إلا هو لو تم تنفيذ هذا المجلس ببنوده الأساسية لأصبح للعرب قوة وصوت يُسمع فى المحافل الدولية ، ويمكن تحقيق ذلك إذا خلصت النوايا للحكام والشعوب واجتمعت على كلمة سواء خاصة ونحن نعيش في عالم عربي ديمقراطي جديد ممزوج بروح الإخوة والصداقة الحقة بين معظم الدول العربية خاصة مصر ودول الخليج العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية بقوتها العسكرية والسياسية والاقتصادية.
هذا هو اقتراحي للملك سلمان أعزه الله ، عسى أن يتحقق ذلك على يديه في الأيام القادمة ويقوم على تنفيذه ، حتى يكون للعرب رأى قاطع ووزن بين دول العالم.
* كاتب المقال أستاذ الاعلام بالمملكة العربية السعودية