أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة، بعنوان: ونَغْرِسُ فَيَأْكُلُ مَنْ بَعْدَنَا… إتقان العمل عنوانُ الإيمان، د/أحمد علي سليمان

خطبة الجمعة، بعنوان: ونَغْرِسُ فَيَأْكُلُ مَنْ بَعْدَنَا... إتقان العمل عنوانُ الإيمان، ومفتاحُ التقدُّم والازدهار بقلم الدكتور أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية

خطبة الجمعة ، بعنوان: ونَغْرِسُ فَيَأْكُلُ مَنْ بَعْدَنَا… إتقان العمل عنوانُ الإيمان، ومفتاحُ التقدُّم والازدهار بقلم الدكتور أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الجمعة: 4 ذو القعدة 1446هـ 2 مايو 2025م.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 2 مايو 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان : ونَغْرِسُ فَيَأْكُلُ مَنْ بَعْدَنَا… إتقان العمل عنوانُ الإيمان، ومفتاحُ التقدُّم والازدهار :

لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 2 مايو 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان: ونَغْرِسُ فَيَأْكُلُ مَنْ بَعْدَنَا… إتقان العمل عنوانُ الإيمان، ومفتاحُ التقدُّم والازدهار ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 2 مايو 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان ، بعنوان : ونَغْرِسُ فَيَأْكُلُ مَنْ بَعْدَنَا… إتقان العمل عنوانُ الإيمان، ومفتاحُ التقدُّم والازدهار : كما يلي:

 

خطبة الجمعة، بعنوان: ونَغْرِسُ فَيَأْكُلُ مَنْ بَعْدَنَا… إتقان العمل عنوانُ الإيمان، ومفتاحُ التقدُّم والازدهار
بقلم الدكتور أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية

الجمعة: 4 ذو القعدة 1446هـ 2 مايو 2025م

الحمد لله الذي أحكم خلقه، وأتقن صنعه، ودبَّر أمر الكون بحكمته وعنايته ورعايته ورحمته، لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وهو السميع العليم..
الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدَّر فهدى، وأخرج المرعي، وأتقن كل شيء خلقه…
الحمد لله الذي أمرنا بالإحسان والإتقان، وجعل إتقان العمل عبادةً، والسعي إليه شرفًا، وعمارة الأرض والإنسان والحياة رسالةً للإنسان في هذه الحياة…
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً تزيدنا قربًا وإيمانًا ويقينا بالله جلَّ في عُلاه…
وأشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) عبده ورسوله، خاتم النبيين، وإمام المرسلين، وقائد الغر الميامين، سيد المتقنين، وقائد العاملين بمنهج رب العالمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أيها المسلمون: أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، فإنها وصيه الله للأولين والآخرين، قال تعالى: (…وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ…) (النساء: 131)، وقال (عزَّ وجلَّ): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102)..
كما أوصيكم ونفسي بالإحسان والإتقان في كل ما وُكِّل إلينا من أعمال أو أقوال أو مسؤوليات، فإنه لا سعادةَ في الدنيا، ولا فلاحَ في الآخرة إلا بالإخلاص لله، وتقوى الله، والإتقان في كل شيء: العبادات والأخلاقيات، والمعاملات وفي كل شيء في هذه الحياة… أما بعد،،،
أيها المؤمنون:
مدخل:
‏في البداية أشكر الله (سبحانه وتعالى) على مننه ونعمه وخيراته وبركاته التي لا تعد ولا تُحصى… وعلى أن أقامنا وشرفنا بمقام العلم والدعوة إليه..
وأشكر وزارة الأوقاف المصرية بقيادة معالي أ.د أسامة السيد الأزهري وزير الأوقاف، على اختيار هذا الموضوع المهم؛ ليكون موضوعًا لخطبة الجمعة في شتى أنحاء جمهورية مصر العربية.
وتنبع أهمية هذا الموضوع من جوانب ثلاثة:
الأول: أنه يأتي متوفقا مع احتفالات عيد العمال، الذين يقع عليهم عبء العمل والإبداع والإنجاز والقيام بمصالح البلاد والعباد، والإسهام المباشر في تحقيق التقدم والازدهار.
الثاني: أنه على الرغم من أن كثيرًا من العمال يصبون الاتقان ويسعون إليه، فإن هناك بعض السلبيات لدى البعض تؤثر سلبًا على الأداءات وتستوجب التنويه والتنبيه والعلاج.
الثالث: أن ديننا الإسلامي الحنيف بلغ شأو المعالي في دعوته إلى إتقان الأعمال والأقوال وحتى الأحوال وإحسانها وتجويدها بشكل كامل وشامل ومستدام، وتربية النشء والشباب والأجيال عليها؛ لإيجاد المجتمع المؤمن الذي تتحقق فيها معاني الخير ومعالم والخيرية.
يمة العمل في الإسلام
ورد لفظ العمل في القرآن الكريم كثيرا.. وهذا يدل على مدى عناية القرآن الكريم بالعمل وأن يكون الإنسان في عمل دائم سواء الأعمال التعبدية أو الحياتية، ولم يقتصر الأمر على الكم فقط، وإنما ركز على الكيف حيث نجد أن لفظ العمل موصوفاً بالعمل الصالح ومقترناً بالإيمان والإحسان كثيرا أيضا.
وهكذا ينظر الإسلام إلى العمل باعتباره قيمة أساسية من القيم التي بُني عليها هذا الدين الحنيف، وجعل العبادة والعمل وجهين لعملة واحدة، ومن ثم فلا يكمل إيمان المرء إلا بامتزاج العمل مع العبادة في بوتقة توازنية، تراعي متطلبات الإنسان الدينية والدنيوية..
ظهر ذلك جليا في النصوص الدينية التي أسست لهذه القيمة تأسيسا أبهر الدنيا كلها، وطبق روحها غير المسلمين، وللأسف الشديد كان تطبيق المسلمين لهذه القواعد محدودا، ومن ثم صدق قول القائل: “في الغرب الإسلام العملي، وفي بلاد المسلمين الإسلام النظري”.
والعمل يطلق على كل ما يشمل عمل الدنيا والآخرة.
فعمل الآخرة: يشمل طاعة الله وعبادته والتقرب إليه.
أما عمل الدنيا: فيطلق على كل سعي دنيوي مشروع، ويشمل ذلك العمل اليدوي والحرف والصناعة والزراعة والصيد والتجارة والرعي والتعليم والطب والهندسة وغير ذلك من الأعمال.
والناظر في النصوص الدينية قرآنا وسنة قولية وعملية يلاحظ اهتمام الإسلام بالعمل، من خلال مبدأين مهمين:
الأول: أنه جعل العمل أساس الكسب، وأنه على المسلم أن يمشي في مناكب الأرض، ويبتغي من فضل الله، يقول تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) (المللك: 15) ويقول (ﷺ): (لَأَنْ يَحْتَطِبَ أحَدُكُمْ حُزْمَةً علَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ له مِن أنْ يَسْأَلَ أحَدًا، فيُعْطِيَهُ أوْ يَمْنَعَهُ) ([() أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.]).
وتأكيد على هذا المبدأ جعل النبي عليه السلام من يخرج ليعمل ويكسب من الحلال؛ فيعف نفسه أو ينفق على أهله، كمن يجاهد في سبيل الله.
ولقد مرَّ على النَّبيِّ (ﷺ) رجلٌ فرأَى أصحابُ رسولِ اللهِ (ﷺ) من جلَدِه ونشاطِه فقالوا يا رسولَ اللهِ ! لو كان هذا في سبيلِ اللهِ فقال رسولُ اللهِ (ﷺ): (إن كان خرج يسعَى على ولدِه صِغارًا فهو في سبيلِ اللهِ وإن كان خرج يسعَى على أبوَيْن شيخَيْن كبيرَيْن فهو في سبيلِ اللهِ وإن كان خرج يسعَى على نفسِه يعفُّها فهو في سبيلِ اللهِ وإن كان خرج يسعَى رياءً ومُفاخَرةً فهو في سبيلِ الشَّيطانِ) ([() أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب – رجاله رجال الصحيح، واخرجه الطبراني بلفظه.]).
المبدأ الثاني: أن الأصل في سؤال الناس هو الحرمة، وقد حذَّر النبي (ﷺ) من المسألة، وبالغ في النهي عنها والتنفير منها، فقال (ﷺ): (اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وابْدَأْ بمَن تَعُولُ، وخَيْرُ الصَّدَقَةِ عن ظَهْرِ غِنًى، ومَن يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، ومَن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ) ([() أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.]).
إن المجتمعات المتقدمة ما تقدمت إلا بالعمل الدؤوب.. فالكل يعمل ويجد ويجتهد ويتقن عمله، والطفل ينشأ في بيئة كلها عمل ونشاط وإبداع، فينشا على هذه القيمة وقد ترسخت في وجدانه.
وقيل: إن شعبا كالشعب الياباني مثلا إذا أراد أن يُبدى اعتراضا على أداء حكومته، فإنه يعمل ويزيد ساعات العمل؛ حتى يزيد الإنتاج ومن ثم تعجز الحكومة هناك عن توفير أماكن لتخزين المنتجات الجديدة في بلد يعاني أساسا ضيق مساحته.. فترضخ الحكومة عندئذ لمطالب الشعب..!!.
الجودة قيمة إسلامية ومطلب إيماني
الجودة قيمة من قيم الإسلام، فهي ترتكز على الإتقان والإبداع والقوة والأمانة والتميز والإحسان في أسمى معانيه ومبانيه ومراميه.
وقد لا أكون مبالغاً إذا قلت إن الإسلام – عقيدةً وشريعة وأخلاقاً – وكفلسفةٍ للكون والإنسان والحياة، هو كمال الجودة وتمامها..
وكيف لا يكون الإسلام كمال الجودة والإبداع وهو دين الله (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ)(البقرة:117).
إن الإبداع البشري هو أثر ومظهر من آثار الإبداع الرباني ومظاهره.. بل إنه وظيفة تكليفية ومسؤولية شرعية وليس خياراً بشرياً قبله الإنسان أو رفضه
وإذا كانت الجودة مظهر من مظاهر الإحسان ونتيجة من نتائجه.. لذلك فإن الإسلام دعوةٌ مطلقة إلى الإحسان:
وفي قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (الملك: 2). إشارة واضحة إلى أن الجزاء يتعلق بكيفية الأداء كائناً ما كان هذا الأداء..
إن شكر الله على إبداع خلقه، يفرض على الإنسان أن يكون محسناً مبدعاً في عمله وصنعته ومهنته
إذن فمن البديهي أن يدعو المبدع جل وعلا إلى الإبداع وأن يحثَّ المحسن سبحانه إلى الإحسان.. وهذا شأن منهج الله في دعوته الإنسان إلى الجودة والإبداع والإحسان.. وصدق الله تعالى حيث يقول: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ) (النساء: 125)، حتى في مجال الكلام ومخاطبة الناس وهو أيضا من الأعمال أمرنا الله تعالى بتجويده، يقول تعالى: (وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً) (البقرة: 83) .
وفي الخطاب النبوي دعوة واضحة بينة إلى الجودة والإتقان والإبداع والإحسان..
مثال ذلك في قوله (ﷺ): (إنَّ اللهَ تعالى يحبُّ إذا عملَ أحدُكمْ عملًا أنْ يتقنَهُ) ([() أخرجه الإمام السيوطي في الجامع الصغير]).
إن شمولية المنهج الإسلامي وتغطيته لكل جوانب الحياة توكبها دعوة إلى الجودة والإتقان على نفس الامتداد والاتساع.. وبذلك يكون الإسلام هو منهج الجودة والإتقان في عموميات الحياة وفروعها وتفاصيلها..
ويجب أن نعترف نحن المسلمين أننا على جانب كبير من التقصير في الأخذ بأسباب الإتقان والجودة في كل جوانب عملنا.. فالمسلمون مطالبون بأن يحتكموا إلى موازين ومقاييس ومعايير الجودة التي لفت إليها، وأشار إليها، وحددها، وأوجبها، وحث عليها الدين الإسلامي الحنيف
نحن مطالبون بأن نتقن عبادتنا وأخلاقنا وأعمالنا ونجودها، وأن نحسن في أقوالنا وأفعالنا وخطابنا وأدائنا، وأن نتميز في مواقفنا وفي علاقاتنا.. وأن نتطور في تخطيطنا وتنظيمنا وإدارتنا، وأن نتقدم في إنتاجنا وعطائنا.
إن الإتقان والتقدم والتطور الذي يؤدي إلى الجودة يحتاج إلى التأهيل والتدريب كما يحتاج إلى العلم والخبرة. وبلوغ القمةِ يحتاج إلى الهمةِ كما يحتاج إلى الثقة والإيمان والإرادة. ويوم أن فعل المسلمون ذلك صنعوا حضارة عالمية زاهرة استفاد منها الشرق قبل الغرب..
النبي يرسخ قيمة العمل المتقن:
ورد أنَّ رجلًا من الأنصارِ أتَى النَّبيَّ (ﷺ) فسأله فقال أما في بيتِك شيءٌ قال بلى حِلسٌ نلبسُ بعضَه ونبسطُ بعضَه وقعبٌ نشربُ فيه من الماءِ.
قال ائتني بهما فأتاه بهما فأخذهما رسولُ اللهِ (ﷺ) بيدِه وقال من يشتري هذَيْن؟
قال رجلٌ أنا آخذُهما بدرهمٍ.
قال رسولُ اللهِ (ﷺ) من يزيدُ على درهمٍ مرَّتَيْن أو ثلاثةً؟
قال رجلٌ أنا آخذُهما بدرهمَيْن فأعطاهما إيَّاه، وأخذ الدِّرهمَيْن فأعطاهما الأنصاريَّ، وقال اشترِ بأحدِهما طعامًا فانبُذْه إلى أهلِك واشترِ بالآخرِ قَدومًا فائتني به.
فأتاه به فشدَّ فيه رسولُ اللهِ (ﷺ) عودًا بيدِه ثمَّ قال اذهبْ فاحتطبْ وبعْ ولا أرينَّك خمسةَ عشرَ يومًا، ففعل فجاء وقد أصاب عشرةَ دراهمَ، فاشترَى ببعضِها ثوبًا وببعضِها طعامًا فقال رسولُ اللهِ (ﷺ): (هذا خيرٌ لك من أن تجيءَ المسألةُ نُكْتَةً (أي علامة) في وجهِك يومَ القيامةِ إنَّ المسألةَ لا تصلُحُ إلَّا لثلاثٍ لذي فقرٍ مُدقِعٍ(أي شديد)، أو لذي غُرمٍ مُفظِعٍ (أي كبير)، أو لذي دمٍ مُوجِعٍ) ([() أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب- خلاصة حكم المحدث: لا ينزل عن درجة الحسن وقد يكون على شرط الصحيحين أو أحدهما.]) (أي عليه دية).
ومن هنا نلاحظ أن النبي (ﷺ) أراد أن يعالج مشكلة هذا الرجل ومن على شاكلته علاجا جذريا نهائيا يكفل له ديمومة الرزق، تطبيقا لنصوص الشريعة الإسلامية الخالدة الداعية إلى العمل واتقانه وتجويده، واتكاءً على نعمة الصحة والقوة والأعضاء التي أعطاه الله إياه، وتعميرا للأرض التي استخلفه الله عز وجل فيها، وتحصيلا لمكنونات الله ونعمه وكنوزه التي استودعها الله سبحانه وتعالى فيها للإنسان، واكتسابا للمال الحلال الذي ينفق منه الإنسان على نفسه وأهله، ويسهم به في مشروعات الخير لأمته، ومن هذا المال يؤدي فرائض الله؛ ويؤدي ما عليه من واجبات والتزامات سواء أكانت دينية أم دينوية..
وقد صنع (ﷺ) يد القدوم بنفسه ليشير إلى ضرورة التواضع حيال العمل، وأنه لا غضاضة في هذا العمل ولا في غيره، طالما أنه من الأعمال الحلال ولكي يعلمه أيضا أيضا مبادئ الجودة والاتقان والإحسان. الجودة والاتقان في التجارة:
• قوله (ﷺ): (التَّاجرُ الصَّدوقُ الأمينُ مع النَّبيِّين والصِّدِّيقين والشُّهداءِ) ([() أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب- إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.]).
• وقوله (ﷺ): (البيِّعانِ بالخيارِ ما لم يفترَّقا، فإن صدقا وبيَّنا بُورك لهما في بيعِهما، وإن كتَما وكذَبا مُحقَتِ البركةُ من بيعِهما) ([() أخرجه الإمامان: البخاري ومسلم، وأبو داود في سننه .]).
• يقول (ﷺ): (رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشْتَرَى، وإذا اقْتَضَى) ([() أخرجه الإمان البخاري في صحيحه.]).
إحياء قيمة العمل في مجتمعاتنا المسلمة:
وازن الإسلام موازنة دقيقة بين العبادة وبين العمل، من خلال نصوصه ومبادئه الخالدة: “اعمل لدنياك كأنك تعيش أبد، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا”، ولنا أن نتأمل روعة السياق القرآني المعجز، وهو يأمر المسلمين بالإسراع في تلبية نداء الله لذكر الله وصلاة الجمعة، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (الجمعة9) حيث عبر الله سبحانه وتعالى بالفاء في قوله: (فَاسْعَوْا) التي تفيد الترتيب والتعقيب، أي تفيد وجوب الإسراع في التلبية للذكر وللصلاة والعبادة.. ونتأمل السياق المعجز في قوله: (فإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ)(الجمعة: 10). حيث عبر بالفاء أيضا في قوله: (فَانتَشِرُوا) التي تفيد أيضا الترتيب والتعقيب والإسراع، وكأن الله عز وجل يريد أن يؤكد لنا على ضرورة الإسراع إلى العمل، ويلفت أنظارنا إلى أن الانتشار السريع في الأرض لطلب الرزق بعد أداء صلاة الجمعة لا يقل أهمية عن السعي إلى صلاة الجمعة.. وقوله عز وجل (وَجَعَلْنَا آية النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ) (الإسراء 12) .
والناظر في المنهج الإسلامي في ترسيخ قيمة العمل في نفوس المسلمين، يلاحظ العظمة في إصرار الإسلام على القضاء على الكسل والدعة والتواكل، والدفع بأتباعه قدما نحو العمل الجيد والمتقن وعدم التوقف عنه مهما كانت الظروف والأحوال، يقول (ﷺ): (إنْ قامَتِ السَّاعةُ وبيَدِ أحَدِكُم فَسيلةٌ، فإنِ استَطاعَ ألَّا يقومَ حتى يَغرِسَها فلْيَفْعَلْ) ([() أخرجه الإمام أحمد في مسنده]). فيا لعظمة هذا الدين !! ويا لعظمة هذا النبي (ﷺ) !!.. القيامة تقوم ومن بيده فسيلة –أي شتلة- من المسلمين مأمورٌ بغرسها، كل ذلك لتكريس العمل الدائب المتواصل في نفوس المسلمين..!!.
كما وجهنا ديننا الخاتم إلى جودة العمل وإتقانه، والبراعة فيه، والإبداع فيه، بل جعل الإسلام من يجود عمله ويتقنه من المحبوبين عند الله عز وجل يقول (ﷺ): (إنَّ اللهَ تعالى يحبُّ إذا عملَ أحدُكمْ عملًا أنْ يتقنَهُ)([() أخرجه الإمام السيوطي في الجامع الصغير]).
وعلمنا ديننا أيضا أن من غرس غرسا أو زرع زرعا، فأكل منه إنسان أو دابة أو طير أو حتى سبع فهو له صدقة. وقياسا عليه فإن أي عمل نافع، يعمله المسلم واستفاد منه إنسان أو حيوان أو طائر أو غيره، كان له الأجر الكبير من الله سبحانه وتعالى.. وإن المسلم ليسأل عن وقته وعن ماله كما يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (لا تَزولُ قَدَمَا عَبْدٍ يومَ القيامةِ، حتَّى يُسأَلَ عن عُمُرِه؛ فيمَ أفناه؟ وعن عِلْمِه؛ فيم فعَلَ فيه؟ وعن مالِه؛ من أين اكتسَبَه؟ وفيم أنفَقَه؟ وعن جِسمِه؛ فيمَ أبلاه؟) ([() أخرجه الإمام الترمذي في سننه.]).
بل إن الرسول (ﷺ) حذر من يترك العمل اكتفاء بما لديه من مال.
تنظيم الإسلام العلاقة بين العامل وبين صاحب العمل:
نظم الإسلام العلاقة بين العامل وبين صاحب العمل تنظيما أبهر رجال المال والأعمال والاقتصاد والإدارة في العالم، حيث جعل للعامل حقوقا على صاحب العمل، وجعل على العامل واجبات لرب العمل. فحقوق العامل تتمثل في الحقوق المادية ومن ذلك حقه في الحصول على أجر مناسب، وعدم التأخير في إعطائه أجره.
أما الحقوق البدنية فتتمثل في عدم تكليفه بعمل لا يقدر عليه، فالله سبحانه وتعالى لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، وعدم الضغط عليه وعلى قدراته، وتوفير الوسائل المساعدة له من آلات ومعدات وغيرها، وله الحق في الراحة والرعاية الطبية.. وغيرها، أما الحقوق الاجتماعية فتتمثل في مشاركته في أفراحه وأتراحه، ومساعدته ومساعدة من يعول بالمساعدات المادية والعينية والمعنوية..
وإذا كان للعامل هذه الحقوق فإن عليه واجبات والتزامات من أهمها: أن يأتي إلى العمل مبكرا، ويحافظ على كل لحظة من لحظات العمل من لحظه حضوره إلى لحظة انصرافه؛ لأن هذا الوقت أمانة في عنقه وسيسأل عنه يوم القيامة، ويجب عليه أن يكون أمينا مع صاحب العمل في كل شيء، ومتقنا لعمله ومتميزا فيه ومجودا له ويعمل دائما على تطوير أداءه ومهاراته ومستواه، كما يجب عليه أن يحفظ أسرار العمل ولا يبدها لأحد إلا بإذن صاحب العمل، كما يجب عليه طاعته فيما لا يغضب الله، وأيضا تقديم المشورة والنصح له لأن الدين النصيحة..
فلابد إذن من وجود علاقة عادلة ومتوازنة بين أصحاب العمل والعمال حرصاً على استقرار العمل ودفعاً للإنتاج، فالعامل لن يعمل بإخلاص ويتفانى في عمله ويجود إنتاجه إلا إذا كان راضياً قانعاً واثقاً أنه سيحصل على حقوقه بعد أن يؤدي واجباته.ومن هنا فلابد من توفير ‬مناخ ‬آمن ‬للعمال ‬وأصحاب ‬العمل ‬يسهم ‬في ‬دفع ‬عجلة ‬الإنتاج ‬وتحقيق ‬الأهداف ‬الاقتصادية‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
العمل الجيد أهم ركيزة في الاقتصاد، وتظهر هذه الأهمية أيضاً على المستوى المؤسسي، ذلك أن نجاح أي مؤسسة مرهون بكفاءة العمل فيها.
إن ما يفرق بين الدول من حيث التقدم والتخلف الاقتصادي ليس هو الموارد المتوفرة لديها، بل كفاءة العاملين بها.. والإنسان هو الإنسان في العالم كله لديه طاقات كامنة، ونظم العمل وقوانينه في العالم كله متشابهة إلى حد كبير، فهي تصاغ وفق معايير وضعتها منظمة العمل الدولية، ومع كل ذلك نجد الدول تتفاوت فيما بينها من التقدم والتخلف الاقتصادي وذلك راجع بالدرجة الأولى إلى غياب أو تغييب القيم الإيجابية التي يمكنها تفجير الطاقات الإنسانية الكامنة.
كيف ينظر الإسلام إلى الأعمال الحرفية والمهنية؟
اشتغل الأنبياء والمرسلون عليهم السلام -وهم صفوة خلق الله- بالأعمال اليدوية والحرفية، ولم يزدهم هذا العمل إلا عز وفخرا وقربا من الله تعالى، حيث اشتغل سيدنا آدم بالزراعة، واشتغل نوح بالنجارة، وقد أمره الله بصنع السفينة ليركب فيها هو ومن آمن معه. وكان سيدنا إبراهيم يعمل تاجرا، واشتغل يعقوب وإسحاق وشعيب وموسى عليهم السلام برعي الغنم. وعمل إلياس نساجا، وكان سيدنا إدريس خياطًا، فكان يعمل بالخياطة، ولسانه لا يكفُّ عن ذكر الله؛ فلا يغرز إبرة ولا يرفعها إلا سبح الله؛ فيصبح ويمسي وليس على وجه الأرض أحد أفضل منه، وسيدنا داود مع أنه كان ملكا إلا أنه كان يأكل من عمل يده.. لقد كان داود عليه السلام يخرج متنكرا فيسأل عن سيرته من يراه من أهل مملكته، فتعرض له جبريل عليه السلام في صورة آدمي، فقال له داود عليه السلام: يا فتى ما تقول في داود؟ فقال: نِعم العبد هو غير أن فيه خصلة.
قال: وما هي؟ قال: يأكل من بيت المال وما في العباد أحب إلى اللَّه من عبد يأكل من كدّ يده. فعاد إلى محرابه باكيا متضرعا يقول: يا رب علمني صنعة أعملها بيدي تغنيني بها عن بيت المال.
فعلمه اللَّه تعالى صنعة الدروع وألان له الحديد حتى كان في يده بمنزلة العجين، وكان إذا فرغ من القضاء وحوائج أهله صنع درعاً فباعها وعاش هو وعياله من ثمنها وفي ذلك يقول الله تعالى (وَأَلَنَّا لَهُ الحَدِيدَ)، (وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ) يعني لتحفظكم من حربكم.
وعمل سيدنا محمد (ﷺ) برعي الغنم في صغره، ثم عمل في شبابه بالتجارة. هذا على مستوى الأنبياء. أما الصحابة الكرام -وهم صفوة الأمة الإسلامية- فقد عملوا أيضا بالحرف اليدوية، حيث عمل أبو بكر الصديق بتجارة الأقمشة، وعمل عثمان بن عفان بالتجارة، وعمل الزبير بن العوام خياطا، واشتغل سعد بن أبى وقاص نبالاً أي يصنع النبال، وعمرو بن العاص كان جزارا.. وهكذا فكلها مهن شريفة، ولو كان فيها ما يخدش الشرف أو الكرامة، ما عمل بها هؤلاء الأكرمون..
وبعد.. فهل هذه الأعمال عيبا؟ وهل فيها ما يخدش الشرف والسمعة؟ وهل هذه الأعمال مفيدة للمجتمع وسبيل لتقدمه أم لا؟ ولماذا تصر وسائل الإعلام في بلادنا على إظهارها بصورة دونية منفرة؟ ومن المستفيد الحقيقي من ذلك؟!
وعلى الرغم من أن هذه الأعمال هي الكفيلة بحل أزماتنا المجتمعية، وتحقيق التقدم والرفاهية للمجتمع، وبالرغم من أن الإسلام ينظر إلى هذه المهن نظرة تقدير واحترام
إن العمل الفني واليدوي والحرفي كان ومازال المرتكز الأساس في بناء التقدم والنهضة في البلدان المتقدمة، لذلك فإنها يهتمون بالتعليم الفني، وتنميته وتطويره بصورة دائبة، لضمان ديمومة التقدم والازدهار في بلادهم.. فهل نفيق من نومنا، ومتى نستيقظ من سباتنا ؟!
كيف تربي النشء على قيم الاتقان؟
لابد من العمل الجدي لترسيخ هذه المبادئ التي أشرنا إليها في نفوس أولادنا وشبابنا، من خلال تضمين هذه المبادئ في المناهج الدراسية، وإبرازها من خلال القدوة العملية، ومن خلال وسائل الإعلام في القوالب الإعلامية المختلفة، خصوصا القالب الدرامي الذي يتميز بالإقبال الشديد عليه وتأثيره الكبير على المتلقي، وتكثيف الزيارات المدرسية لبيئات العمل بحيث ينشأ أطفالنا على حب العمل والإنتاج، ولابد من الاهتمام بالتربية العملية والتدريب العملي –الحقيقي وليس الصوري – في شتى المجالات، كما أن على المؤسسات الدينية والجامعات دورا كبيرا في إحياء قيمة العمل، ومحاربة الكسل والدعة والتواكل من نفوس الشباب، وعمل حملة منظمة لحصر شتى المواد والمضامين الإعلامية التي تقلل من شأن المهن والحرف اليدوية وتحتقرها أو تحتقر من يعمل فيها، واستبدالها بما بحفز الشباب نحو هذه الأعمال، وتوجيه التعليم نحو التعليم الفني والمهني الذي قامت عليه نهضة الأمم والمجتمعات المتقدمة والاهتمام به وحل مشكلاته والقضاء على كل العقبات التي تقف حجر عثرة في طريقه، مع إبراز أن هذه المهن والحرف اليدوية قد اشتغل بها الأنبياء وهم صفوة خلق الله.. ولابد لنا نحن المسلمين أن نبرز هذه المبادئ وكنوز التشريع الإلهي الخالد للعالم كله، كما يجب على الشباب المسلم في البلاد غير الإسلامية أن يطبق المبادئ السالفة، وينتهج العمل منهاجا لحياته حتى ينهض بالمجتمع الذي يعيش فيه، ويوضح لهذا المجتمع بطريقة عملية أن دينه العالمي الخالد كفيل بالإصلاح.. كل الإصلاح على شتى المستويات..
متى يكون الإنسان محمود السيرة في الأرض في السماء؟
يكون الإنسان محمود السيرة (في الأرض وفي السماء) بإتقانه وإحسانه وبراعته وتجويده، من خلال:
1. إتقان العمل: أن يؤدي كل عمل يقوم به على أكمل وجه، بإخلاص وجودة، مستشعرًا مراقبة الله.
2. إتقان الأخلاق: أن يتحلى بالصدق، والأمانة، والوفاء، وحسن الظن بالناس، والحياء، وسعة الصدر، فيصبح حسن المعاملة محبوبًا بين الناس.
3. إتقان العبادة: أن يؤدي العبادات بإخلاص وخشوع، مع إحسان الظن بالله تعالى، ومراعاة آداب العبادة وظروفها.
4. إتقان التعامل مع الناس: بالتواضع، والرحمة، ولين الجانب، والعدل، والإنصاف، واحترام الكبير والعطف على الصغير.
5. إتقان ضبط النفس: بالصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، وكظم الغيظ، ومجاهدة النفس على الخير.
6. التطوير المستدام: لا يكتفي بما بلغ، بل يسعى دائمًا لتحسين نفسه، ويتقبل النصيحة، ويتعلم من أخطائه.
فبمجموع هذه الإتقانات، تطيب سيرة الإنسان في الدنيا، ويُثنى عليه في حياته وبعد وفاته، ويُرجى له الفوز في الآخرة، كما قال الله تعالى: (وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) (الشعراء: 84).
كل مهنة في الدنيا تحمل بداخلها شرف الغرس والإتقان:
– الطبيب يغرس الحياة.
– الفلاح يغرس الخير.
– المعلم يغرس العلم.
– العامل يغرس الحضارة.
– التاجر يغرس الثقة.
– الأب والأم يغرسان الأخلاق والقيم في قلوب أبنائهم.
فليكن شعارنا جميعًا:
“ونغرس فيأكل من بعدنا، ونتقن ليبارك الله لنا في غرسنا.”
اللهم اجعلنا من عبادك المتقنين لأعمالهم، المحسنين لعباداتهم، الشاكرين لأنعمك، المتفكرين في آياتك.
اللهم زدنا لك خشية، ولك محبة، وعليك توكلًا، وإليك إنابة.
اللهم لك الحمد على نعمك الظاهرة والباطنة.
اللهم اجعلنا لك شاكرين، لك طائعين، لك مخلصين، وإليك منيبين.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر.
اللَّهُمَّ أَنْزِلِ السَّكِينَةَ عَلَى مِصْرَ وَأَهْلِهَا وَافْتَحْ لَنَا البَرَكَاتِ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَبَارِكْ فِي مِصْرَ وَرِجَالِهَا وشَعْبِهَا وَجَيْشِهَا…
اللهم احفظ مصر شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، طولها وعرضها وعمقها، بحارها وسماءها ونيلها، ووفق يا ربنا قيادتها وجيشها وأمنها وأزهرها الشريف، وعلماءها، واحفظ شعبها، وبلاد المحبين يا رب العالمين، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا اللهم طهّر قلوبنا من الكبر، وزيّنها بالتواضع،اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..وأقم الصلاة.
خادم الدعوة والدعاة د أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
والحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في خدمة الفقه والدعوة (وقف الفنجري 2022م)
المدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية- عضو نقابة اتحاد كُتَّاب مصر
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: drsoliman55555@gmail.com
يُرجي من السادة الأئمة والدعاة متابعة الصفحة الرسمية، وعنوانها:
(الدكتور أحمد علي سليمان)؛ لمتابعة كل جديد

 

لقراءة الخطبة أو تحميلها كاملا يرجي تحميل الخطبة من ملف pdf بالأعلي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: ahmed_dr.ahmed@yahoo.com رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى