خطبة الجمعة : إدارة الوقت مفتاح بناء الإنسان الناجح.. د/ أحمد علي سليمان
خطبة: إدارة الوقت مفتاح بناء الإنسان الناجح.. نحو فقه إدارة الزمن واستثماره من منظورٍ إسلاميّ واستراتيجيّ، بقلم المفكر الإسلامي الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية

خطبة الجمعة : إدارة الوقت مفتاح بناء الإنسان الناجح.. نحو فقه إدارة الزمن واستثماره من منظورٍ إسلاميّ واستراتيجيّ، بقلم المفكر الإسلامي الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الجمعة: 30 محرم 1447هـ، الموافق 25 يوليو 2025م
لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 25 يوليو 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان : إدارة الوقت مفتاح بناء الإنسان الناجح.. نحو فقه إدارة الزمن واستثماره من منظورٍ إسلاميّ واستراتيجيّ:
لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 25 يوليو 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان: إدارة الوقت مفتاح بناء الإنسان الناجح.. نحو فقه إدارة الزمن واستثماره من منظورٍ إسلاميّ واستراتيجيّ ، بصيغة pdf أضغط هنا.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 25 يوليو 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان ، بعنوان : إدارة الوقت مفتاح بناء الإنسان الناجح.. نحو فقه إدارة الزمن واستثماره من منظورٍ إسلاميّ واستراتيجيّ : كما يلي:
الحمد لله الذي خلق الزمان، وجعل الليل والنهار خلفةً لمن أراد أن يذّكر أو أراد شكورًا، أحمدك ربي وأستعينك وأستهديك، وأعوذ بك من ضياع الأعمار فيما لا ينفع، ومن مرور الأيام بلا أثر ولا نفع.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) عبدُه ورسوله، علَّمَنا كيف نغتنم اللحظة، ونستثمر الدقيقة، ونملأ الأيام والشهور والسنين بالعطاء، والنية الطيبة، والعمل الصالح، والخُلق الفاضل.
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان، الأشرفان الأنوران، الأعطران الأزهران، المزهران المثمران، على مَن جُمعت كل الكمالات فيه.. وعلى آله وصحبه وتابعيه..
يـارب بالمصطفى بلغ مقاصدنـا… واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
مولاي صل وسلم دائما أبدا… على حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم رضه عنا، وارض عنا، برضاه عنا.. ووضئنا يا ربنا بأخلاقه العظيمة وحقق أمانينا بزيارته، وافتح لنا أبواب رؤيته، ونيل شفاعته، اللهم آمين يا رب العالمين…
أيها المسلمون: أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، فإنها وصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى: (…وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ…) (النساء: 131)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102)، وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) (الأحزاب: 70-71).
وقال الكريم جل وعلا: (…وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (البقرة: 223).
أما بعد… نتحدث في هذا الموضوع المهم إدارة الوقت مفتاح بناء الإنسان الناجح، من خلال محورين على النحو التالي:
المحور الأول
نحو فقه إدارة الزمن واستثماره من منظورٍ إسلاميّ واستراتيجيّ
أيها المؤمنون:
إن الزمن ليس مجرد عقارب تدور، أو شمس تغرب وتشرق، أو قمر يظهر ويغيب؛ بل هو العمر، هو الحياة، هو الأمانة التي سيسألنا الله عنها يوم القيامة…
تعريف الوقت:
الوقت هو: البُعد الزمني الذي تقع فيه الأحداث، ويتحرّك فيه الإنسان من الماضي إلى الحاضر ثم إلى المستقبل، وهو وعاءُ الأعمال، وعمرُ الإنسان الحقيقي، ومورد لا يُشترى ولا يُعوَّض.
وينسب إلى الحسن البصري (رضي الله عنه) قوله: “يا ابن آدم، إنما أنت أيام، إذا ذهب يومك ذهب بعضك.”
أنواع الوقت:
يمكن تقسيم الوقت إلى عدة أنواع باعتبارات مختلفة:
1. من حيث المصدر:
o وقت طبيعي: كالشروق والغروب، والفصول، ودورة القمر.
o وقت اصطناعي: كالساعات والتقويم والمواعيد التي يضبطها الإنسان.
2. من حيث الاستخدام:
o وقت منتِج: يُستثمر في عمل نافع أو عبادة أو علم.
o وقت ضائع ومهدر: يُهدر في اللهو والكسل والغفلة.
3. من حيث الإنجاز:
o وقت ذهبي: لحظات الحسم والفرص النادرة (مثل ليلة القدر، أو أوقات الإجابة)، ومثل الأوقات التي يستنبت فيها العلوم والمعارف والخبرات، وتولد فيها المخترعات وتظهر فيها المكتشفات، وتعالج فيها الأمراض العصية…إلخ.
o وقت عادي: بقية اليوم والليلة.
أقسام الوقت (في حياة الإنسان):
1. الماضي: وهو وقت مضى ولن يعود، وهو للعبرة والتقييم فقط.
2. الحاضر: وهو الحياة الحقيقية، التي يجب اغتنامها، كما في أحاديث كثيرة لسيدنا النبي (ﷺ).
3. المستقبل: وهو مجهول، لكنه يُبنى بالتخطيط والعمل في الحاضر، ويُرجى فيه الخير من الله (سبحانه وتعالى).
طرق حساب الوقت:
1. بالفلك والظواهر الطبيعية: كما في الشرع الشريف، مثل: مواقيت الصلاة، الصيام، الحج، قال تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ۗ…) (البقرة: 189).
2. بالساعات والتقاويم: كالساعة، الدقيقة، الثانية، اليوم، الأسبوع، الشهر، السنة، والعِقد، والقرن.
3. بالعادات الاجتماعية: مثل تقسيم اليوم إلى: دوام (عمل) – راحة – نوم – ترفيه.
خصائص الوقت:
للوقت خصائص مميزة ينبغي على الإنسان أن يعيها ويتعامل معها بوعي وانضباط، ومن أبرزها:
1. سرعة انقضائه: فالوقت يمضي كالسحاب، لا يتوقف أبدًا، ولا ينتظر أحدًا، وقد يصير العمر كله وكأنه لحظة عند الحساب، كما قال تعالى: (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا) (النازعات: 46).
2. ما مضى من الوقت لا يعود أبدا ولا يُعوَّض: فكل لحظة تفوت لا يمكن استرجاعها ولا تعويضها.
3. الوقت أغلى ما يملك الإنسان: لأنه وعاء العمر، ورأس مال النجاح في الدنيا والآخرة.
4. الوقت هو الحياة: فلا قيمة للحياة بلا وقت، ولا قيمة للوقت بلا استثمار.
5. الوقت مورد مشترك بين الناس جميعًا وليس لأي إنسان تمييز فيه عن الآخر: فالناس كلهم يملكون 24 ساعة يوميًّا، لكن التفاوت في الإنجاز يعود إلى حُسن إدارة الوقت لا إلى كثرته.
6. الوقت مسؤولية عظيمة: يسأل اللهُ (تعالى) العبدَ عن عمره، يقول الرسول الكريم (ﷺ): (لا تَزولُ قَدَمَا عَبْدٍ يومَ القيامةِ، حتَّى يُسأَلَ عن عُمُرِه؛ فيمَ أفناه؟ وعن عِلْمِه؛ فيم فعَلَ فيه؟ وعن مالِه؛ من أين اكتسَبَه؟ وفيم أنفَقَه؟ وعن جِسمِه؛ فيمَ أبلاه؟) ( ).
7. الوقت محدد الأجل: وكل إنسان له وقت مقدّر لا يزيد ولا ينقص، قال تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) (الأعراف: 34).
8. الوقت متجدّد لا ينقطع: فكل لحظة فرصة جديدة للعمل الصالح، والتوبة، والإنتاج، لذا قال (ﷺ): (…احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجِزْ، وإنْ أَصَابَكَ شَيءٌ، فلا تَقُلْ: لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ؛ فإنَّ (لو) تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ) ( ).
9. الوقت لا يقبل التأجيل: كثير من الأعمال إذا أُجّلت ضاعت، لذا قال (ﷺ): (اغتنمْ خمسًا قبلَ خمسٍ: حياتَك قبلَ موتِك، وصحتَك قبلَ سقمِك، وفراغَك قبلَ شغلِك، وشبابَك قبلَ هرمِك، وغنَاك قبلَ فقرِك) ( ).
10. الوقت يشهد للإنسان أو عليه: كل يوم يشهد بما عمل فيه صاحبه، كما تشهد عليه الجوارح والنعم…
من أراد الخلود.. فليبذر الخير في كل لحظة
العُمرُ الحقيقي بالأثرِ النافع لا بكثرة عدد السنين
العمر الحقيقي للإنسان لا يُقاس بعدد السنين، وإنما يُقاس بقدر ما يستثمره الإنسان من وقته في الخير والنفع العام، وما يتركه من أثر طيب في الناس وفي الحياة يدوم بعد رحيله.
والإنسان دومًا منذ لحظة مولده وحتى لحظة وفاته في سباقٍ دائم ومحموم مع الوقت والزمن.
وإنَّ الاستغلال الأمثل للوقت لا يكون على جانبٍ واحد، بل له ثلاثة أوجه:
الأول- الجانب الشخصي: في بناء الذات، وتحقيق الأهداف المشروعة، وتطوير المهارات، وحُسن إدارة الحياة.
الثاني- الجانب الإيماني: في تزكية النفس، والتقرب إلى الله، وتحقيق العبودية له عز وجل، وهذا له تبعات عظيمة وآثار طيبة في الدنيا والآخرة.
الثالث – جانب الأثر: فيما يتركه الإنسان من أعمال نافعة للناس، تبقى بعده صدقةً جاريةً تشهد له، وتُطيل عمره المعنوي ولو قَصُر عمره الزمني.
ولهذا نقول: قد يكون عمر بعض الأشخاص قصيرًا في عداد السنين؛ لكنه طويلٌ جدًّا في ميزان الأثر، وربما يفوق أثر مثل هذا الشخص على مَن عاش أضعاف عمره عدديًّا.
وإذا كنا جميعًا نتمنى طول العمر، فينبغي أن نحرص أشدَّ الحرص على طول الأثر، فالعبرة بما يبقى لا بما يفنى، والعاقل من اغتنم كل لحظات حياته في عملٍ ينفعه عند لقاء ربه، ويخلّد اسمه بين الناس.
وقد بيَّن الله تعالى في كتابه أن الأعمال قد تُضاعف بأضعافٍ كثيرة، لا بمقدار حجمها فقط، بل بمقدار الإخلاص فيها، والنية الصادقة، والتجرد لله، قال تعالى: (مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ….) (الأنعام: 160).
وقد يزيدها الله إلى سبعمائة ضعف، أو أضعافٍ مضاعفة، (…وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ…) (البقرة: 261).
بل قد يصنع الإنسان أثرًا خالدًا في ساعة واحدة، وتلك الساعة يكون وزنها عند الله كأعمار، كما حدثنا الله (تعالى) عن ليلة واحدة: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (القدر: 3). أي: أكثر من ثلاثٍ وثمانين سنة!
فكيف إذا استثمر الإنسان أوقاته كلها في الخير والبر والإبداع والاختراع والتجديد والصلاح والإصلاح؟.
قرار يأخذه الشخص في دقيقة يبقى أثره لعقود أو قرون!:
فقد يصدر عن الإنسان قرارٌ رشيد في دقيقة واحدة، كقراره -مثلا- بناء مسجد، أو إنشاء مدرسة، أو تأسيس مستشفى، أو إطلاق مشروع خيريٍّ نافعٍ، لكن أثر هذا القرار قد يمتد لعقود، وربما لقرون، فالعبرة ليست بعدد الساعات التي نحياها، بل بما نزرعه فيها من بذور الخير والعطاء.
وعليه، فإنني أهيب بكل مؤمنٍ أن يُدرك قيمة وقته، وألا يدع لحظة من عمره تمرّ دون أن يُحسن استغلالها فيما ينفعه في دنياه وأخراه.
مع الأخذ بعين الاعتبار أن الوقت الذي يمضي من أعمارنا هو خصم من رصيدنا، ولا يمكن استرجاعه، لكن اللحظات التي نغرس فيها عملًا طيبًا تبقى وتثمر، وتُكتب لنا عند الله شهادة ميلاد حقيقية، غير تلك المسجَّلة في دفاتر الأحوال المدنية.
ويقال: “فلان عاش عمرًا قصيرًا، لكنه ترك أثرًا كبيرًا”، وأبلغ مثال على ذلك: سيدنا سعد بن معاذ (رضي الله عنه)، الذي أسلم وعاش في الإسلام ست سنوات فقط، لكن لما تُوفِّي، قال النبي (ﷺ): (اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ) ( ). فلما حضرت جنازة سعد بن معاذ بين يدي النبي (ﷺ) وأصحابه، للصلاة عليه، وكان سعدٌ سيدَ الأوس، وقد أبلى في مناصرة الإسلام والرسول بلاء حسنا، قد أُصيب يوم الخندق بسهم، فعاش شهرًا، ثم انتقض جرحه فمات -كمل قيل- فقال النبي (ﷺ): (اهْتَزَّ عَرْشُ الرَّحْمَنِ لِمَوْتِ سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ)؛ أي: لجنازته، فرحًا واستبشارًا بقدوم روحه، وإشارة إلى عظيم منزلته. وهذا الاهتزاز معلوم الوقوع، مجهول الكيفية.
وقد أراد النبي (ﷺ) أن يبيّن للعالمين فضل سعد، وعلوّ قدره، وسموّ مكانته، وبشارة بأنه من أهل الجنة، جزاء إخلاصه لله، وطيب أثره الذي تركه في هذه الحياة…
بصمات النبوة في ثلاثة وعشرين عامًا
رسول الله ﷺ يصنع أعظم تحول في تاريخ البشرية
إنَّ في سيِّدنا رسولِ الله ﷺ الأُسوةَ والقدوةَ والنبراسَ، فقد بُعث نبيًّا وهو في سن الأربعين، وعاش بعدها ثلاثًا وعشرين سنةً، غير أنَّ أثره المبارك بقي حيًّا نابضًا في حياة البشر لأكثر من ألفٍ وأربعمائة وستين عامًا (1447 + 13 عامًا بمكة)، حتى وقتَ كتابة هذه الدراسة، وسيبقى ممتدًّا إلى أن يرثَ اللهُ الأرضَ ومن عليها.
لقد أسَّس ﷺ واقعًا جديدًا للإنسانية، وأخرجها من ظلمات الجهل والضياع والصراع والحروب والجهالة إلى نور الهداية والرشاد زالتسامح والسلام…، وذلك لأنه استثمر كل لحظة من عمره الشريف في التبليغ، والدعوة، والجهاد، والتربية والتعليم، والإصلاح.
الوقت أثمن الموارد وأكثرها ندرة في حياة الإنسان:
الوقت أنفس شيء في الوجود.. من حيث يمضي لا يعود.. نعم الوقت أثمن الموارد وأكثرها ندرة في حياة الإنسان، ومع ذلك فهو من أكثر العناصر هدرًا وأقلها استثمارًا!.
الوقت يمثل مسرح العمل والإنجاز في عالمنا المعاصر، حيث:
• تتسارع وتيرة الحياة.
• وتتكاثر المهام والواجبات.
• وتتنوع الأهداف والغايات.
لذلك أصبح الوقت يمثل عنصرًا حاسمًا في تحديد مدى النجاح أو الفشل في تحقيق الطموحات الشخصية والمهنية والروحية.
مكانة الوقت وأهميته في الإسلام
يولي الإسلام اهتمامًا بالغًا بالوقت، معتبرًا إياه:
1- نعمة عظيمة
2- وأمانة كبرى
3- ومسؤولية سيُسأل عنها العبد يوم القيامة.
وهذا المنظور يحول إدارة الوقت من مجرد مهارة تنظيمية دنيوية إلى (عبادة – ومسعى روحي عميق).
4- عظَّمَ اللهُ (عزَّ وجلَّ) شأن الوقتَ، حتى أقسمَ به ما يدفعُ القلبَ إلى التفكُّر، والعقلَ إلى الاعتبار.
5- الإكثارَ من ذكرِه في القرآن، حيث جعل له من الألفاظِ والمشتقّاتِ والمفرداتِ الكثيرةِ جدًّا بهذا التنوُّعِ في الألفاظِ والمعاني والدلالاتِ والأحوالِ، ليدلُّ على عِظَمِ شأنِه، ومكانته، وأهميةِ العنايةِ به، كما سيأتي.
دلالات الزمن في السياق القرآني.. وفقه الاستثمار الحقيقي:
لقد تنوّعت ألفاظ الزمن في القرآن، وتعدّدت مشتقاته وتوزّعت عبر آياته في مواضع وسياقات كثيرة، وكل لفظ منها يحمل دلالةً خاصة، ورسالةً موجهة للإنسان العاقل، نعم إنها إشراقات قرآنية لفقه الاستثمار الحقيقي في الوقت والزمن المكون لعمر الإنسان…
وإن المتأمل في كتاب الله الكريم يجد حقيقة جليلة، وهي: أن الزمن ليس مجرّد خلفية للأحداث أو ظرف زماني لها، بل هو ساحةُ الامتحانِ الحقيقية، وعنوانُ وجودِنا في الدنيا، والميدانُ الذي نُثبت فيه عبوديتَنا للهِ وطاعتَنا لأوامرِه.
ألفاظ الوقت ومشتقاته في القرآن الكريم:
القرآن الكريم ذاخر بالألفاظ التي تعبّر عن الوقت ومفاهيمه، وقد وردت هذه الألفاظ بأشكال وصيغ متعددة تُبيِّن عناية الإسلام بالزمن، وأثره في العبادة والحياة والعقيدة، ومنها:
(الوقت، والدهر، والعصر، والفجر، والضحى، والقرن، والحين، والآن، والأجل، والساعة، واليوم، والأيام، والأيام المعدودات، والأيام المعلومات، والعام، والأعوام، والسنة، والسنين، والشهر، والشهور، والميعاد، والميقات، والضحى، والعشي، والليل، والليلة، والنهار، والفجر، والسرمد،….. وغيرها).
وهذه الألفاظ تعبّر عن أبعاد الزمن المتنوعة:
• الماضي والحاضر والمستقبل
• كما تعكس التدرج الزمني من اللحظة الوجيزة كـ”الآن” و”الحين”، إلى الزمن الطويل كـ”الدهر” و”القرن”.
• وتدل على دورات الزمن اليومية مثل “الليل” و”النهار”، ودوراته السنوية مثل “الشهر” و”العام”
• كما تبرز بعض التفاصيل الدقيقة كـ”الضحى” و”العشي” و”الفجر”، وكلها تكشف عناية القرآن والسنة بتحديد الزمن وبيان أهميته.
كما يُبرز القرآن الكريم القيمة العظيمة للوقت من خلال عدة محاور:
القسم بالوقت:
لقد أقسم الله تعالى في كتابه العزيز بأوقات معينة، مثل، قوله تعالى:
• (وَالْفَجْرِ. وَلَيَالٍ عَشْرٍ) (الفجر: 1-2).
• (وَالضُّحَىٰ) (الضحى: 1).
• (وَالْعَصْرِ) (العصر: 1).
• (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا) (الشمس: 3).
• (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا) (الشمس: 4).
كما أقسم الله بالشمس والقمر وبهما تتحدد التقاويم والمواقيت
• قال تعالى: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا) (الشمس: 1).
• وقال: (وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا) (الشمس: 2).
ولا ريب في أن هذا القسم الإلهي يرفع من شأن الوقت، وأنه ليس مجرد امتداد زمني، بل هو عنصر حيوي في الوجود يستحق التأمل العميق والإدارة الحكيمة.
الحث على المسارعة في الخيرات:
يدعو القرآن الكريم المسلمين بوضوح إلى المسابقة والمسارعة في فعل الخيرات واغتنام الفرص. يقول تعالى: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ…) (البقرة: 148)، وقال: (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران: 133-134)، هذه الآيات تغرس في النفس شعورًا بالإلحاح وضرورة استثمار الوقت، وتؤكد أن كل لحظة هي فرصة للعمل الصالح الذي يجلب النفع في الدنيا والآخرة.
الوقت.. أمانة ومسؤولية:
ينظر الإسلام إلى الوقت على أنه أمانة من الله (تعالى) أُودعت لدى الإنسان، وسيُسأل عنها يوم القيامة.
هذا المفهوم مستمد من قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا…) (النساء: 58).
إن هذا التصور يحول إدارة الوقت من مجرد مهارة تنظيمية دنيوية إلى التزام روحي عميق وفعل عبادي
ومن ثم يجب استغلاله بما يتوافق مع الغاية السامية من الوجود، والمتمثلة في:
– عبادة الرحمن
– عمارة الاكوان
– رعاية الإنسان..
عباداتٌ وشعائر بمواقيتٍ دقيقة
دروسٌ ربانيةٌ في احترام قيمة الزمن
العباداتُ في الإسلام ليست طقوسًا شكلية تؤدى متى شاء العبد، ولا أعمالًا روتينية يؤدّيها الناس في أوقات الفراغ أو وقتما يرغب الإنسان في ذلك؛ بل هي محكومة بتوقيتٍ دقيقٍ واضح، لا تصح إلا فيه كالحج والصيام…
لقد شرع الله تعالى العباداتِ وقيّدها بمواقيتَ محددة؛ لتكون وسيلة لتأديب النفس وتربيتها وتمرينها وتمريسها على احترام الزمن، وتربية العبد على الانضباط في حياته، وتعليمه أن الطاعة لا تقبل إلا إذا جاءت في وقتها الذي أراده الله.
فالآذان نداء رباني للصلاة، ويضبط به المسلم وقته، ويقسّم به يومه، وينظّم به أولوياته.
والصلاة مفروضة في أوقاتٍ محددة لا تصحّ قبلها بينما تُقضي بعدها، قال الله تعالى: (…إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) (النساء: 103). فعلى سبيل المثال: من أخّر العصر حتى غربت الشمس، فقد فرّط في فريضة، قال (ﷺ): (من فاتته صلاةُ العصرِ، فكأنما وُتِرَ أهلَه، ومالَه) ( ).
والصيام، لا يصح أن يُصام في غير وقته، بل قال الله تعالى: (…وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ…) (البقرة: 187)، أي من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، لا يجوز أن يقدّم عليه، ولا أن يُؤخّر، لأنه عبادة زمنيةٌ منضبطة، لا تُجزئ إلا في وقتها. فلو أن عبدًا صام الليل كله، دون النهار، لم يُكتب له صيامٌ.
والحج، وهو الركن الخامس، لا يصح إلا في أشهرٍ معلومات، قال الله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ…) (البقرة: 197). فإن خرجتَ عنها، أو أخّرتَ الأعمال عن وقتها، أفسدت النسك وأبطلت التعبد، لأن الزمان شرطٌ لقبول هذه العبادات.
والزكاة لا تجب إلا إذا حال الحول، أي مضى على المال الذي بلغ النصاب عامٌ كامل. فلو تعجّلها الإنسان بغير سبب معتبر، لم تُحسب زكاة، بل صدقةً تطوعًا.
وهذا كله لم يكن ذلك من باب المشقّة، بل من باب التربية: تربية المسلم على أن الزمن أمانة ومسؤولية.
إن انضباط العبادات بالزمن ليس مجرد التزام خارجي، بل هو برنامج إصلاح داخلي، ينشئ المؤمن على احترام النظام، وتنظيم الوقت، والجدية في الحياة. فمن يحافظ على الصلوات في وقتها، يتعود احترام المواعيد. ومن يصوم بدقة، ويتحرى غروب الشمس وإمساك الفجر، لا يمكن أن يعيش عشوائيًا. ومن حج في أيامه المعلومة، لا يتأخر عن واجب، ولا يفرّط في مسؤولية.
إنها تربية ربانية متكررة كل يوم، لتحقيق صلاحنا وإصلاحنا، ونجاتنا ونجاحنا وفلاحنا…
وقد قال أحد الصالحين: إن من علامات الهداية: أن يحافظ العبد على وقته كما يحافظ على دمه وماله.
نصائح ذهبيّة لاستثمار الوقت بمنتهى الذكاء
في عصر المشتّتات والملهيات
السلف الصالح
وعبقريّة استثمار الوقت
فهذا الإمام الليث بن سعد (ت 175هـ) نموذج في حسن استثمار الوقت وتنظيم الحياة:
وهذا الإمام الشافعي (ت 204هـ): نموذج استثنائي في استثمار الوقت وتنظيمه
وهذا أبو الريحان البيروني (ت 440هـ)
وهذا الإمام جلال الدين السيوطي (ت911هـ)
وهذا الإمام النووي (ت 676هـ)
أين نحن من السلف الصالح وقد أصبحنا نرى ما نرى؟!
هل أنت تقتل الوقت أم الوقت يقتلك؟!
اللهم اجعل أوقاتنا معمورة بطاعتك، وأعمارنا وقفًا على رضاك، وعلّمنا قيمة الزمن، وارزقنا اغتنامه في الخير يا أكرم الأكرمين. اللهم إني أسألك أن تبارك لنا في أعمارنا، وأوقاتنا، وأعمالنا، وأرزاقنا، وألّا تجعل حياتنا حُجّةً علينا، بل حُجّةً لنا، يا ذا الجلال والإكرام.
أيها الأخوة المؤمنون: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) رسولُ الله.. عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله.. يقول الحق (تبارك وتَعَالَى): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102).
بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا يَسُوقُ الْخَيْرَ إِلَّا اللَّهُ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا يَصْرِفُ السُّوءَ إِلَّا اللَّهُ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، مَا كَانَ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ. أما بعد
المحور الثاني
استثمار الوقت ورحلة مع ضوابط التعامل مع منصات التواصل الاجتماعي
كيف نتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي:
سمات الإعلام الجديد
أهمية مواقع التواصل الاجتماعي
سلبيات شبكات التواصل الاجتماعي
أخطر ما يبث على شبكات التواصل الاجتماعي
الأول: بَثُّ الإلحاد، ونشره بين شباب الجامعات والدفاع عنه والترغيب فيه.
الثاني: بَثُّ الشذوذ الجنسيِّ والاباحية.
الثالث: هدم اللغة العربية وتشجيع اللغة العامية والأجنبية.
مهم هل تعلم عزيزي المستمع أن الصين خصصت مقاطعات كاملة فيها لا يدخلها التكنولوجيا حفاظا على الهوية الوطنية والتراث الصيني من الضياع.
الخطر الرابع: الإرهابيون يستخدمون شتى السبل ويوظفون تكنولوجيا العصر، وعلى رأسها شبكة المعلومات الدولية ومواقع التواصل لتحقيق مآربهم الخبيثة في عمليات القتل والتدمير وترويع الآمنين.
لذا فإننا نطالب الدول العالم بضرورة تضييق الخناق (ماديًّا وتمويليًّا وتكنولوجيًّا..) على هؤلاء المجرمين؛ حتى تؤتي الجهود الرامية لمواجهة الإرهاب ثمارها المرجوة.
لذا لابد من التمكن من امتلاك نواصي الإعلام حتى نكون مؤثرين عالميًّا؛ وحتى يصبح صوت الإسلام جهيرًا في مواجهة الآلة الإعلامية الجهنمية الجديدة، التي تديرها المنظمات الصهيونية والإلحادية.
مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي على مجتمعاتنا الإسلامية
ضوابط التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي
وفي النهاية نصائح أوجهها للشباب:
أولا: عدم إضاعة الوقت، أمام هذه المواقع، واستخدامها في الأمور النافعة فقط كنشر معلومة مهمة أو حكمة مؤثرة، وجعلها ساحة للنفع العام والخاص.
• وعلى المستوى الشخصي: لي أصدقاء كُثُر في كثير من الدول الغربية المتقدمة أتواصل معهم في أمور علمية واجتماعية وغيرها منذ عقود عبر الوسائل المتاحة لكل عصر، وفي الوقت الراهن عندما أرسل رسالة لبعضهم؛ فربما لا يراها الشخص منهم إلا بعد ثلاثة أيام أو أكثر!.
• وعندما أعتب عليهم أنهم لا يردون على رسائل whatsapp الواتس آب، أو غيرها، سريعا –كما هو الحال عندنا-، فيعتذرون بمنتهى الأدب، ويقولون: إننا مشغولون في أعمالنا، وربما لا نلتفت إلى برامج المحادثة Chat إلا مرتين أو ثلاثة في الأسبوع، ولمدة عشر دقائق سريعًا سريعًا حتى لا تصرفنا عن أعمالنا!!.
• وبالتالي فإن الهاتف -في نظر مَن صنعوه ونشروه يجب أن يكون كذلك- وسيلة لقضاء المصالح فقط، وليس كما يستخدمه كثير من الناس عندنا!!.
• الدقائق المجانية التي تأتيك بين الحين والآخر هدية من شركات الاتصالات، أو تلك التي يرسلها لك أحد الأصدقاء، والمحددة بوقت معين يلزم استخدامها فيه، استخدمها بالضوابط السابقة، وخيرٌ لك ألا تستخدمها، من أن تستخدمها في تعطيل مصالح الناس وإشغالهم.
فبعض الناس مثلا تأتيه 100 دقيقة هدية مجانية، يجب استخدامها خلال 24 ساعة، فيتصل بأحد الناس “الضحية” ويُصر على استخدامها كاملة معه في أي كلام، وهو غير عابئ بمآلات الوقت الضائع، وتعطيله عن عمله ومصالحه وأشغاله وعياله.
ثانيا: لا تجعل الله تعالى أهون الناظرين إليك، وتذكر دائما أن الله يراك ولا تراه، فكن عند حسن ظن الله تعالى بك، فعن ابن عباس (رضي الله عنه) ، قال: كنت خلف رسول الله (ﷺ) يوما، فقال: (يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف) ( ).
ثالثا: تذكر أن العين أمانة والأذن أمانة والوقت أمانة، وكل النعم التي أنعمها الله عليك أمانات لديك وأنت مسئول عنها يوم القيامة..
كلمة أخيرة:
وسائل التواصل نعمة من نعم الله تعالى على الإنسان، ومن ثم يجب علينا أن نستخدمها في الأعمال والأشغال والمصالح، وللصالح العام والخاص بالضوابط التي تُعَظِّم من منافعها، وتقضي على مخاطرها وأضرارها، ولنحذر من أن تكون سببًا في إضاعة العمر فيما لا ينفع، وسببًا في استنفاد الأوقات فيما لا فائدة منه.
ولنتذكر دوما حديث النبي عليه الصلاة والسلام: (لا تَزولُ قَدَمَا عَبْدٍ يومَ القيامةِ، حتَّى يُسأَلَ عن عُمُرِه؛ فيمَ أفناه؟ وعن عِلْمِه؛ فيم فعَلَ فيه؟ وعن مالِه؛ من أين اكتسَبَه؟ وفيم أنفَقَه؟ وعن جِسمِه؛ فيمَ أبلاه؟) ( ).
وفقنا الله للاستعانة بنعم الله على طاعة الله، وعلى ترقية الحياة…
وفي النهاية نشكر الله تعالى العظيم الأعظم، الكريم الأكرم، الحكيم الأحكم، الذي هيأ لنا الأسباب، وأفاض علينا وأثاب، وألهمنا جليلَ الخطاب، وفتح لنا واسعَ الأبواب في العلم والخير والنفع.
***
نسأل الله أن يحفظ أوطاننا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللَّهُمَّ احفظها من كل سوء، وبارك لنا فيها، واجعلها دار أمنٍ وإيمان، وسلامٍ وإسلام. اللَّهُمَّ من أرادها بسوء فاجعل تدبيره تدميره، وردّ كيده إلى نحره.
اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمورنا، وهيّئ لهم البطانة الصالحة الناصحة، ووفقهم لما فيه خير العباد والبلاد.
اللَّهُمَّ احفظ شبابنا من الفتن، وألّف بين قلوبنا، ووفّقنا للعمل الصالح الذي يرضيك عنا.
اللهم احفظ مصر شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، طولها وعرضها وعمقها، بحارها وسماءها ونيلها، ووفق يا ربنا قيادتها وجيشها وأمنها وأزهرها الشريف، وعلماءها، واحفظ شعبها، وبلاد المحبين يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا اللهم طهّر قلوبنا من الكبر، وزيّنها بالتواضع،اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(…رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) (النمل: 19)، (..الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ…) (الأعراف:43)… اللهم تقبل هذا العمل من الجميع… وبالله تعالى التوفيق
خادم الدعوة والدعاة د/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
والحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في خدمة الفقه والدعوة (وقف الفنجري 2022م)
المدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية- عضو نقابة اتحاد كُتَّاب مصر
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: drsoliman55555@gmail.com
يُرجي من السادة الأئمة والدعاة متابعة الصفحة الرسمية، وعنوانها:
(الدكتور أحمد علي سليمان)؛ لمتابعة كل جديد
لقراءة الخطبة أو تحميلها كاملا يرجي تحميل الخطبة من ملف pdf بالأعلي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف