web analytics
أخبار عاجلة
خطبة الجمعة القادمة بعنوان : السلام مع النفس والكون ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 26 محرم 1443هـ ، الموافق 3 سبتمبر 2021م
خطبة الجمعة القادمة بعنوان : السلام مع النفس والكون ، للدكتور محمد حرز

خطبة الجمعة “السلام مع النفس والكون” للدكتور محمد حرز

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : السلام مع النفس والكون ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 26 محرم 1443هـ ، الموافق 3 سبتمبر 2021م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 3 سبتمبر 2021م بصيغة word بعنوان : السلام مع النفس والكون ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 3 سبتمبر 2021م بصيغة pdf بعنوان : السلام مع النفس والكون، للدكتور محمد حرز.

 

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 3 سبتمبر 2021م بعنوان : السلام مع النفس والكون.

أولًا: الإسلامُ دينُ السَّلامِ.   

 ثانيــــًا : المسلمُ الحقُ من سَلِم الناسُ من لسانه ويده .

ثالثــــًا :كيف نحققُ السلامَ ؟

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 3 سبتمبر 2021م  بعنوان : السلام مع النفس والكون : كما يلي:

خطبة الجمعة القادمة بعنوان: السلام مع النفس والكون  د. محمد حرز         

بتاريخ: 26 من المحرم 1443هــ –  3 سبتمبر2021م

الحمد لله القائلِ في محكم التنزيل ﴿ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍيونس: 25،  وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ولي الصالحين وَأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وصفيه من خلقه وحبيبه ,القائلُ كما في حديث ثَوْبان رضى الله عنه قال: كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا انْصَرَفَ مِن صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا وَقالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ)رواه مسلم ، فاللهم صل وسلم وزد وبارك على النبي  المختار وعلى آله وصحبه الأطهار وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

   أما بعد …..فأوصيكم ونفسي أيها الأخيار بتقوى العزيزِ الغفارِ{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}الحشر: 18  ثم أما بعد :(( السلام مع النفس والكون  )) عنوانُ وزارتنِا وعنوان خطبتِنا

عناصر اللقاء:    

أولًا: الإسلامُ دينُ السَّلامِ.   

 ثانيــــًا : المسلمُ الحقُ من سَلِم الناسُ من لسانه ويده .

ثالثــــًا :كيف نحققُ السلامَ ؟

أيها السادة : ما أحوجنا إلي أن يكون حديثنا عن السلامِ مع النفسِ ومع الأسرةِ ومع الجيران بل ومع المجتمع كلِّه لننعم في الدنيا ولنسعد في الآخرة , وخاصة ونحن نعيش زمانًا ضاع فيه السلامُ والراحةُ والاستقرارُ والطمأنينةُ ، بسبب الطمعِ والجشعِ والأنانيةِ وحب الذاتِ وعدم احترام الآخر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , فكلنا في حاجة إلى سلام واستقرار ولا يتأتى هذا إلا لأصحابِ النفوسِ الزكيّة الصافية، التي لا تعرف سوى طريق الخيرِ والحقِ، وأصحابِ العقولِ الواعية التي تفهم سنن الله (عز وجل) في كونه، فتؤمن بحق التنوع والاختلاف، واحترام آدمية الإنسان كإنسان بغض النظر عن دينه أو عِرقه أو جنسه أو لغته أو لونه.

أولاً: الإسلام دين السلام.   

أيها السادة: ديننا هو دين السلام ,ونبينا هو نبي السلام، وشريعتنا هي السلام، وقرآننا هو قرآن السلام ,والله جل وعلا هو السلام ,والجنة هي دار السلام ,وتحيتنا هي السلام , وشعار أهل الإيمان : السلام. وحاجةُ الإنسانيَّةِ إلى السلام غرِيزةٌ فِطريَّة، وضرورةٌ بشريَّة، ومصلَحةٌ شرعيَّة؛ إذ لا بِناءَ ولا إعمار، ولا رُقِيَّ ولا ازدِهار، ولا تنمِيةَ ولا ابتِكارَ إلا بالسلام، وبضِدِّه الدَّمارُ والخرابُ والهلاكُ والبَوَارُ.….يا رب سلم

فالإسلام دينُ السِّلم والسلام، والوِفاقِ والوِئام، والإخوةِ والمحبةِ وكيف لا ؟وكلمةُ “السلام” مُشتقَّةٌ مِن الإسلام وكيف لا ؟والله جل وعلا جمع بين الإيمانِ والإخوةِ، قال ربنا: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) الحجرات10, فالمؤمنون جميعًا كأنهم روح واحدة، جسد واحد وصدق النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  إذ يقول كما في صحيح مسلم من حديث النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ   قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) ولا شك أن السَّلامَ هدفٌ أسمى للشرائعِ السماويةِ كلها، ومن أهم غاياتها في الأرض، ومن ثم جاءت الرسالات مُؤَكِّدةً ضرورةَ المعاملة في ضوء السلم النفسي والأسرى والمجتمعي، فهذا نوح عليه السلام يخاطبه ربه بقوله تعالى: (يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ) سورة هود 48، وهذا إبراهيم عليه السلام  لما وصل مع أبيه إلى نقطة لا يمكن معها الاتفاق، وأصر أبوه على طرده، فما نال منه أو أساء إليه  ؛ وإنما قال كما قال القرآن: (قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِى يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِى مَلِيًّا قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّى إِنَّهُ كَانَ بِى حَفِيًّا)سورة مريم 46، فمع كل هذا الوعيدِ والتهديدِ من والد إبراهيمَ عليه السلام ، لم يقابله إبراهيمُ إلا بالسلام  , سلام مع النفس، وسلام مع الآخر، وسلام مع الكون كله، ومقابلة السيئة بالحسنة(( قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّى إِنَّهُ كَانَ بِى حَفِيًّا ))، وهذا عيسى عليه السلام يلقى السلام على نفسه، فيقول((وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا )) مريم 33

والسلام هو الشعار الأول للإسلام قال ربنا: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)) البقرة: 208 والسلامُ هو الطُّمأنينةُ والسكينةُ والاستقرارُ والراحةُ والهدوءُ، والسلامُ هو أمانُ الفردِ على النفسِ والمالِ، والسلامُ هو الذي يُقرِّرُ العبوديةَ لرب الأرباب، ويُؤمِنُ به سبحانه ربًّا خالقًا رازِقًا لا معبودَ غيره ولا ربَّ سِواه، والسلامُ الذي شرَعَه الله الملكُ القدُّوسُ السلامُ الذي لا يأتيه الباطلُ من بين يدَيْهِ ولا من خلفِه تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ، السلامُ من ربِّ البشر إلى البشر  والسلام هو الإسلام قال ربنا: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا﴾النساء125

والسلام اسم من أسماءِ الله – جل وعلا قال ربنا ﴿ هو السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ﴾ الحشر: 23 والسلام معناه ذو السلامة الّذي يملك السّلام ، أي: سلم في ذاته عن كل عيب، وفي صفاته عن كل نقص وآفة, وفي أفعاله عن كل شر، والجنة هي دار السلام قال ربنا: ((وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ))يونس: 25، وقال جل وعلا ((لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ )الأنعام: 127.

وتحية أهل الجنة السلام: قال الله ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾الرعد: 23، 24،وقال سبحانه: ﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ يونس: 10، وحياةُ المؤمنين في الجنة سلام كما وصفَها الله بقوله: ﴿ لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا * إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا ﴾ الواقعة: 25، 26 بل لا يدخل الجنة إلا من أتى الله بقلب سليم قال ربنا: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ . إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ))الشعراء: 89]؛ أي: سليم من الكفر والشرك يا سادة.

 واليهود يحسُدُون المسلمين على السلام: لما رواه ابن ماجه في سننه و أحمدُ في مسنده عَنْ عَائِشَةَ رضى الله عنها  عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: « مَا حَسَدَتْكُمُ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ مَا حَسَدَتْكُمْ عَلَى السَّلاَمِ وَالتَّأْمِينِ ». وتحية أهل الدنيا السلام روى الشيخانِ  البخاري ومسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ: « خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا ، ثُمَّ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ ، تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ . فَقَالَ السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ . فَقَالُوا السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ . فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ . فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ ، فَلَمْ يَزَلِ الْخَلْقُ يَنْقُصُ حَتَّى الآنَ)) فالسلام أمانٌ  من المسلم ,ودعاءٌ بالرحمة ,والسلامة لمن يسلم عليه ,وتحقيق الاطمئنان بين المسلمين لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (والَّذي نفسي بيدِه لا تدخلوا الجنَّةَ حتَّى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا أولا أدلُّكم علَى شيءٍ إذا فعلتُموهُ تحاببتُم أفشوا السَّلامَ بينَكم) رواه مسلم, وفي الصحيحين من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو – رضى الله عنهما – أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم – أَيُّ الإِسْلاَمِ خَيْرٌ؟ قَالَ ): تُطْعِمُ الطَّعَامَ ، وَتَقْرَأُ السَّلاَمَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ(( و لمَّا قدمَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ المدينةَ المنورة التي أنارت واستنارت بقدومه قال عبد الله بن سَلَامٍ فَجِئْتُ في النَّاسِ، لأنظرَ، فلمَّا تبيَّنتُ وجهَهُ، عرفتُ أنَّ وجهَهُ ليسَ بوَجهِ كذَّابٍ، فَكانَ أوَّلُ شيءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ، أن قالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ، وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ) رواه الترمذي وابن ماجه والدارمي وأحمد بإسناد صحيح.

ومن حق المسلم على المسلم السلام روى الشيخان في صحيحهما  أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ « حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ رَدُّ السَّلاَمِ ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ »

وَقَالَ عَمَّارٌ رضى الله عنه:( ثَلاَثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإِيمَانَ :الإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ ، وَبَذْلُ السَّلاَمِ لِلْعَالَمِ ، وَالإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ) ذكره البخاري في الصحيح.

 والسلام والمصافحة سبب في تكفير السيئات، ومحو الخطيئات؛ فعن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ((مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلاَّ غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا)) رواه أبو داود والترمذي وأحمد بإسناد صحيح.

وعن حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ  عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم – 🙁إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا لَقِيَ الْمُؤْمِنَ ،فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ،وَأَخَذَ بِيَدِهِ فَصَافَحَهُ تَنَاثَرَتْ خَطَايَاهُمَا ،كَمَا يَتَنَاثَرُ وَرَقُ الشَّجَرِ)رواه الطبراني في الأوسط . فالله الله في السلام , الله الله في الإسلام !!

أنا مُسلمٌ والسِّلمُ فِي وِجْدَانِي *** سِلْمًا مِن الإرهابِ والعُدْوَانِ

رَبِّي السَّلامُ تقَدَّسَتْ أسمَاؤُهُ *** ذُو الفَضلِ والإكرامِ والإحسَانِ

ثانيــــًا : المسلمُ الحقُ من سلم الناسُ من لسانه ويده .

أيها السادة: المسلمُ الحقيقيُ تظهرُ حقيقةُ إسلامِه أولَ ما تظهرُ في لسانِه ويدهِ كما في البخاري ومسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:( الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ) رواه البخاري  لذا فإن المرء يقاس بلسانه، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ” الْمَرْءُ بِأَصْغَرَيْهِ : قَلْبِهِ وَلِسَانِهِ ” لم يقل بماله ولا سلطانه ولا عمله ولا بجسده إنما بقلبِه ولسانِه لذا لما سئل معاذُ بنُ جبل رضي اله عنه أستاذَ البشريةِ صلى الله عليه وسلم  قائلا له(( إِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ فَقَالَ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ))رواه الترمذي لذا قال عبدُ الله بن مسعود:{ وَاَلَّذِي لَا إلَهَ غَيْرُهُ مَا عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ شَيْءٌ أَحْوَجُ إلَى طُولِ سِجْنٍ مِنْ لِسَانٍ } مَعَ صِغَرِ حَجْمِهِ ولِكِبَرِ جُرْمِهِ وَكَثْرَةِ جِنَايَتِهِ وَصُعُوبَةِ حِفْظِهِ ))لذا كان يقول: يا لسان قل خيرًا تنعم واسكت عن شرًا تسلم قبل أن تندم” لذا قال صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري منْ حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ” رواه البخاري أي من ضمن لسانه وحافظ عليه وتكلم خيرا ضمن له سيد الخلق وحبيب الحق صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجنة )) فالسلام أن تسلم من أذى الناس ويسلم الناس من أذاك

ولله در القائل

احْفَظْ لِسَانَك أَيُّهَا الْإِنْسَانُ   ***         لَا يَلْدَغَنَّكَ إنَّهُ ثُعْبَانُ                                                                كَمْ فِي الْمَقَابِرِ مِنْ قتيل  لِسَانِهِ   ***   كَانَتْ تَهَابُ لِقَاءَهُ الشُّجْعَانُ

والسؤال أخي الحبيب هل سلم الناس من لسانك ويدك ؟أم أنك أطلقت العنان للسانك يسب هذا ويشتم هذا ويتطاول على عرض هذا, إما على مواقع التواصل الاجتماعي وإما في الواقع الذي نعيش فيه !! إياك أن تكون مفلسًا يوم القيامة بلسانك ويدك كما في حديث أبي هُرَيْرَةَ كما في صحيح مسلم  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمتى يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ)

وما من كاتبٍ إلا سيفنى *** ويَبقَى الدَّهر ما كتبت يداهُ                                                                فلا تكتب بخطك غير شيءٍ *** يَسُرّك في القيامة أن تراهُ

أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم

الخطبة الثانية   الحمد لله ولا حمد إلا له وبسم الله ولا يستعان إلا به وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ 

كلُّ القُلوبِ إلىَ الحبيبِ تَمِيْلُ*** وَمعَيِ بِهـَذَا شـَـاهدٌ وَدَلِيِــــلُ

أمَّا الــدَّلِيِلُ إذَا ذَكرتَ محمدًا *** فَتَرَى دُمُوعَ العَارِفِيْنَ تسيلُ

هَذَا رَسَولُ اللهِ نِبْرَاسَ الهُدَىَ ***هَذَا لكلِّ العـَـــالمينَ رَسُـــولُ

ثالثــــًا وأخيرًا :كيف نحققُ السلامَ ؟

أيها السادة :نحقق السلام بسلامِِ مع الله جل وعلا والسلام مع الله هو أن تأتي ما أمرك الله به ،وتجتنب ما نهاك الله عنه، فالله أمرك فأتمر ,نهاك فانتهي والسلام مع الله يكون بفعل المأمورات، وترك المنهيات ومما لا شك فيه أن السلامَ والطمأنينةَ والاستقرارَ النفس مطلبٌ لكل إنسان  ، فالكل يبحث عن السلام و الطمأنينة والاستقرار النفسي ليحيا حياة طيبة  قال ربنا: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  }(سورة النحل97)

نحقق السلام بسلامِِ مع الناس فما أجمل أن يعيش الإنسان في سلام مع أسرته، وسلام مع عائلته، وسلام مع جيرانه، وسلام مع زملائه، وسلام مع أصدقائه، وسلام مع المجتمع كله، وسلام مع الناس أجمعين ولا يكون هذا إلا بتطهير النفوس والقلوب من الغل والحقد والبغضاء والكراهية  قال جل وعلا )): وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ في قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ((الحشر: 10

نحقق السلام بسلام مع النفس بزجرها ,وعدم اتباع الهوى , ومحاسبتها قبل فوات الأوان فالنفس كما قال الشافعي رحمه الله : إن لم تشغلها بالحق شغلت بالباطل ،إن لم نشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية، إذا لم تشغلها بالقرآن شغلتك بالغناء ،إذا لم تشغلها بذكر الله ،شغلتك بذكر الناس ,فالنفس كالدابة إن ركبتها حملتك،،،  وإن ركبتك قتلتك يا رب سلم فحاسب نفسك الآن محاسبة الشريك الشحيح لصاحبه لتفوز  في الدنيا والآخرة .واعلم أن في السماء محكمة قاضيها الإله مكتوب على  بابها: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } [سورة  الأنبياء:47]

أبت نفسي تتوب فما احتيالي***     إذا برز العباد لذي الجلال
وقاموا من قبورهم سكارى   ***       بأوزار كأمثال الجبال
              وقد نصب الصراط لكي يجوزوا      ***    فمنهم من يكب على  الشمال
ومنهم من يسير لدار      ***    عدل تلقاه العرائس بالغوالي
يقول له المهيمن يا ولي   ***     غفرت لك الذنوب فلا تبالي

فالله هو السلام وديننا هو دين السلام ,وبنينا هو نبي السلام فعش مع الناس بسلام لتسعد في الدنيا والآخرة

فاللهم استرنا فوق الأرض واسترنا تحت الأرض واسترنا يوم العرض. . . . . . الدعاء

كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه

د/ محمد حرز                                                                                                                                                                                                   إمام بوزارة الأوقاف

 

 _______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

عن كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

شاهد أيضاً

اختبار صرف بدل التميز العلمي : الأسماء ومواعيد الاختبارات والكتب والاختبارات السابقة

اختبار صرف بدل التميز العلمي : الأسماء ومواعيد الاختبارات والكتب والاختبارات السابقة

اختبار صرف بدل التميز العلمي : الأسماء ومواعيد الاختبارات والكتب والاختبارات السابقة أولاً : الإعلان …

سلسلة الدروس الرمضانية، الدرس الثامن عشر: أوصاف وأنواع النفس في القرآن، للدكتور خالد بدير

الدرس الثامن عشر: أوصاف وأنواع النفس في القرآن، للدكتور خالد بدير

سلسلة الدروس الرمضانية، الدرس الثامن عشر: أوصاف وأنواع النفس في القرآن، للدكتور خالد بدير. لتحميل …

سلسلة الدروس الرمضانية، الدرس السابع عشر: الدروس المستفادة من غزوة بدر الكبرى ، للدكتور خالد بدير

الدرس السابع عشر: الدروس المستفادة من غزوة بدر الكبرى ، للدكتور خالد بدير

سلسلة الدروس الرمضانية، الدرس السابع عشر: الدروس المستفادة من غزوة بدر الكبرى ، للدكتور خالد بدير. …

سلسلة الدروس الرمضانية، الدرس السادس عشر: قيمة الوقت في الإسلام ، للدكتور خالد بدير.

الدرس السادس عشر: قيمة الوقت في الإسلام ، للدكتور خالد بدير

  لتحميل درس قيمة الوقت في الإسلام بصيغة word أضغط هنا لتحميل درس قيمة الوقت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Translate »