web analytics
أخبار عاجلة
خطبة الجمعة القادمة بعنوان : شهادة الزمان والمكان والجوارح على الخلق ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 30 ذو الحجة 1443هـ، الموافق 29 يوليو 2022م
خطبة الجمعة القادمة بعنوان : شهادة الزمان والمكان والجوارح على الخلق ، للدكتور محمد حرز

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : شهادة الزمان والمكان والجوارح على الخلق ، للدكتور محمد حرز

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : شهادة الزمان والمكان والجوارح على الخلق ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 30 ذو الحجة 1443هـ، الموافق 29 يوليو 2022م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 29 يوليو 2022م بصيغة word بعنوان : شهادة الزمان والمكان والجوارح على الخلق، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 29 يوليو 2022م بصيغة pdf بعنوان : شهادة الزمان والمكان والجوارح على الخلق، للدكتور محمد حرز.

 

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 29 يوليو 2022م بعنوان : شهادة الزمان والمكان والجوارح على الخلق.

أولًا: يومُ القيامةِ يومٌ عظيمٌ.

ثانيًا: الزمانُ والمكانُ والجوارحُ شهداءٌ يوم القيامةِ.

ثالثًا وأخيرًا :انتبهْ قبلَ فواتِ الأوانِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 29 يوليو 2022م  بعنوان : شهادة الزمان والمكان والجوارح على الخلق : كما يلي:

الحمدُ للهِ الذي يرَى ويسمعُ كلَّ ما في الكونِ مِن سرٍّ ومِن علنٍ فهو العليمُ وهو الخبيرُ وهو الشهيدُ وهو البصيرُ فسبحانَهُ ما أعظمَهُ وهو المحيطُ وهو السميعُ فلا إلهَ إلّا الله، أحاطَ بكلِّ شيءٍ علمًا، الحمدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ:﴿ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ.﴾ سورة يس12 ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه أولٌ بلا ابتداءٍ وآخرٌ بلا انتهاءٍ الوترُ الصَّمَدُ الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُه ُوصفيُّهُ مِن خلقِهِ وخليلُهُ، فاللهم صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِّ المختارِ خيرُ مَن صلَّى وصامَ وتابَ وأنابَ ووقفَ بالمشعرِ وطافَ بالبيتِ الحرامِ وعلى آلهِ وصحبهِ الأطهارِ وسلمْ تسليمًا كثيرًا إلي يومِ الدينِ.

أمَّا بعدُ ….. فأوصيكُم ونفسِي أيُّها الأخيارُ بتقوى العزيزِ الغفارِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (أل عمران :102)

عبادَ اللهِ: ((شهادةُ الزمانِ والمكانِ والجوارحِ على الخلقِ ))عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا

عناصرُ اللقاءِ :

أولًا: يومُ القيامةِ يومٌ عظيمٌ.

ثانيًا: الزمانُ والمكانُ والجوارحُ شهداءٌ يوم القيامةِ.

ثالثًا وأخيرًا :انتبهْ قبلَ فواتِ الأوانِ.

أيُّها السادةُ:  بدايةً ما أحوجنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ إلى أنْ يكونَ حديثُنَا عن شهادةِ الزمانِ والمكانِ والجوارحِ على الخلقِ وخاصةً وشهداءُ الدنيا ليسوا كشهداءِ الآخرةِ، شهودُ الدنيا ربَّمَا تأخذُهم المجاملاتُ والواسطاتُ والشفاعاتُ، وربَّما يشهدُون زورًا وبهتانًا وكذبًا وتدليسًا، وربَّما يأخذُون شيئًا مِن المالِ، أو مِن متاعِ الدنيا حتى يشهدُوا، ولكنْ شهودُ الآخرةِ شعارُهُم {أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ} [فصلت:21]. لا يعرفونَ المجاملةَ ولا الواسطةَ ولا يزيدُونَ ولا ينقصُونَ ولا يكذبُونَ ولا يمتنعُونَ، شهاداتُهُم واضحةٌ وعباراتُهُم مفهومةٌ، لا تحتاجُ إلى إيضاحٍ أو تفصيلٍ، وللهِ درُّ القائل

الْعُمْرُ يَنْقُصُ وَالذُّنُوبُ تَزِيدُ … وَتُقَالُ عَثَرَاتُ الْفَتَى فَيَعُودُ

هَلْ يَسْتَطِيعُ جُحُودَ ذَنْبٍ وَاحِدٍ … رَجُلٌ جَوَارِحُهُ عَلَيْهِ شُهُودُ

وَالْمَرْءُ يُسْأَلُ عَنْ سِنِيهِ فَيَشْتَهِي … تَقْلِيلَهَا وَعَنْ الْمَمَاتِ يَحِيدُ

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : شهادة الزمان والمكان والجوارح على الخلق

أولًا: يومُ القيامةِ يومٌ عظيمٌ.

أيُّها السادةُ: إنَّ يومَ القيامةِ يومٌ عظيمٌ، تحدثَ عنه القرآنُ وعن أحداثهِ وأهوالهِ وما سيقعُ فيه
ترغيبًا وترهيبًا ،بل إنَّ مِن أعظمِ مقاصدِ القرآنِ هو إثباتُ المعادِ والبعثِ والنشورِ والحسابِ والسؤالِ والوقوفِ بين يدى مَن لا يغفلُ ولا ينامُ، يوم القيامةِ يومُ الزلزلةِ يومُ الازفةِ يومُ الحسرةِ والندامةِ، حيثُ دنتْ الشمسُ مِن الرؤوسِ، وألجمَ العرقُ الناسَ إلجامًا، والناسُ حفاةٌ عراةٌ، والملائكةُ يحيطونَ بالخلائقِ مِن كلِّ مكانٍ، والملكُ غضبانٌ، قال جلَّ وعلا ((وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ)) الفجر22 وفي صحيح مسلم عن عبدِ اللَّهِ بنِ مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ))  يُؤْتَى بجَهَنَّمَ يَومَئذٍ لها سَبْعُونَ ألْفَ زِمامٍ، مع كُلِّ زِمامٍ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَها).

      ومِن أهوالِ ذلك اليومِ العظيمِ شهادةُ الشهودِ على أعمالِ العبادِ يومَ القيامةِ، وهؤلاءِ الشهودِ كُثُرٌ، لعظمِ هذا اليومِ وخطورةِ هذا المشهدِ الرهيبِ، ومِن أعظمِ وأجلِّ وأكبرِ الشهاداتِ يوم القيامةِ على الخلائقِ  شهادةُ اللهِ جلَّ وعلا على عبادهٍ، فهو الذي خلقَهُم مِن العدمِ، وأنشأَهُم بعدَ أنْ لم يكونُوا شيئًا، وهداهُم إلى الإسلامِ، ووفقَهُم وآتاهُم النعمَ التي لا تُحصى، فاللهُ شهيدٌ على عبادهِ، قال جلَّ وعلا (( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً ((النساء:33 فاللهُ شهيدٌ على أعمالِكُم، وشهيدٌ على كلِّ صغيرٍ وكبيرٍ مِن الأعمالِ التي تفعلُهَا جوارِحَكُم، قال جلَّ وعلا((وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ)) آل عمران: 98 أي مطلعٌ على أعمالِكُم: ((لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ((سبأ:3]، ويقولُ اللهُ جلَّ وعلا: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ [التوبة:105]، ويقولُ جلَّ وعلا((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ )) ق:16 وأيُّ شهادةٍ أعظمُ مِن شهادةِ اللهِ على عبدهِ وأمَتِهِ؟))كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) [الإسراء: 96 )) ومَن أصدقُ مِن اللهٍ قيلًا وحديثًا سبحانَهُ.

     ومِن أعظمِ الشهودِ يوم القيامةِ الملائكةُ الذين يكتبون علينا أعمالَنَا ويسجلون سيئاتِنَا وحسناتِنَا قال جلَّ وعلا{وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ . كِرَامًا كَاتِبِينَ . يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الإنفطار:10-12فتذكرُوا كمْ مِن الساعاتِ والأيامِ جلسنَا أمامَ تلك القنواتِ شاهدنَا المحرماتِ وعصينَا اللهَ ولم نتذكرْ أنْ معنَا ملائكةٌ يسجلُون كلَّ كبيرةٍ وصغيرةٍ، {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ))الزخرف:80]. بل ستؤمرُ بقراءةِ كتابِكَ يومَ القيامةِ عندما تقفُ بين يدي اللهِ تعالى، يا لهُ مِن موقفٍ عصيبٍ، يقول تعالى: {وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا . اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء:13،14]. انتبه! يا مَن تنظرُ إلى الحرامِ في القنواتِ المحرمةِ وقنواتِ التواصلِ الاجتماعِي والهواتفٍ الذكيةِ وغيرِهَا انتبه! يا مَن تسمعُ الحرامَ وتمشي للحرامِ وتتعاطَى الحرامَ ستقفُ واللهِ أمامَ ملكِ الملوكِ، وتقرأُ كتابَكَ كتابًا {لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا} [الكهف:49. ولكنَّ اللهَ -تعالى- يحبُّ الإعذارَ إلى خلقهِ، ويحبُّ أنْ يقيمَ عليهم الحجةَ البينةَ، فيبعثُ سبحانَهُ شهودًا على المكذبين الجاحدين، حتى لا يكونَ لأحدٍ عذرٌ ((وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء) ((الزمر: 69.(زيادةً في إقامةِ الحجةِ.

         وأولُ مَن يشهدُ في الأممِ رسلُهَا، فيشهدُ كلُّ رسولٍ على أمتهِ بالبلاغِ، قال جلَّ وعلا (( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا)) سورة النساء41.وقال تعالى (( وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ)) سورة النحل89. وهم الرسلُ صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهم، يشهدُون على أُمَمِهِم بالبلاغِ كما يشهدُون على المكذبينَ بالتكذيبِ، (( فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ)) سورة الأعراف6. ، ويكذبُ المكذبونَ، يقولُون في كلِّ أمةٍ: ما جاءَنَا مِن نذيرٍ، فتأتي هذه الأمةُ أمةُ محمدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم لتشهدَ للرسلِ جميعًا على أممِهِم المكذبين، كما قال تعالى: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ)) سورة البقرة143.فنشهدُ نحن لنوحٍ أنَّه بلغَ، ولهودٍ أنَّه بلغَ، ولصالحٍ أنَّه بلغَ، وهكذا نشهدُ لسائرِ الأنبياءِ أنَّهم قد بلغُوا وخبرُهُم عندنَا في الكتابِ، وإيمانُنُا بذلك يؤهلُنًا أنْ نكونَ شهداءَ لسائرِ الأنبياءِ على أممِهِم يومَ القيامةِ.. ويأتِي  النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم يومَ القيامةِ ويشهدُ على العاصين والمتكبرين والمغتابين والنمامين والذين يشيعون الفاحشةَ بين الناسِ، والذين هم عن صلاتِهِم ساهون ، وعلى جميعِ الخلائقِ .. اللهُ أكبرُ

مَثِّلْ لِنَفْسِكَ أَيُّهَا المغرورْ *** يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاءُ تَمُورْ

إِذَا كُوِّرَتْ شَمْسُ النَّهَارِ وَأُدْنِيَتْ *** حَتَّى عَلَى رَأْسِ الْعِبَادِ تَسير

وَإِذَا النُّجُومُ تَسَاقَطَتْ وَتَنَاثَرَتْ *** وَتَبَدَّلَتْ بَعْدَ الضِّيَاءِ كُدُورْ

وَإِذَا الْجِبَالُ تَقَلَّعَتْ بِإِصُولهِا *** فَرَأَيْتَهَا مِثْلَ السَّحَابْ تَسِيرْ

وَإِذَا الْعِشَارُ تَعَطَّلَتْ وتخربت *** خِلْتَ الدِّيَارَ فَمَا بِهَا مَعْمُورْ

وَإِذَا الْوُحُوشُ لَدَى الْقِيَامَةِ أُحْشِرَتْ *** وَتَقُولُ لِلأَمْلاكِ أَيْنَ نَسِيرْ

وَإِذَا الْجَلِيلُ طَوَى السَّمَا بِيَمِينِه *** طَيَّ السِّجِلِ كِتَابَهُ الْمَنْشُورْ ِ

وَإِذَا الصَّحَائِفُ نُشِّرَتْ وَتَطَايَرَتْ *** وَتَهَتَّكَتْ لِلْعَالَمِينَ سُتُورْ

وَإِذَا الْوَلِيدُ بِأُمِّهِ مُتَعَلِّقٌ *** يخَشَى الْقِصَاصَ وَقَلْبُهُ مَذْعُورْ

هَذَا بِلا ذَنْبٍ يَخَافُ جِنَايَةً *** كَيْفَ الْمُصِرُّ عَلَى الذُّنُوبِ دُهُورْ

وَإِذَا الجَحِيمُ تَسَّعَرَتْ نِيرَانُهَا *** وَلَهَا عَلَى أَهْلِ الذُّنُوبِ زَفِيرْ

وَإِذَا الجِنَانُ تَزَخْرَفَتْ وَتَطَيَّبَتْ *** لِفَتَىً عَلَى طُولِ الْبَلاءِ صَبُورْ

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : شهادة الزمان والمكان والجوارح على الخلق

ثانيًا: الزمانُ والمكانُ والجوارحُ شهداءٌ يوم القيامةِ.

     أيُّها السادةُ : ومِن أعظمِ الشهودِ علينا يومَ القيامةِ شهادةُ الزمانِ، فالزمانُ يشهدُ لك بالطاعةِ أو المعصيةِ كما قال  الحسنُ البصريُّ رحمه اللهُ : ما مِن يومٍ ينشقُّ فجرهُ إلَّا وهو ينادى بلسانِ الحالِ ياابنَ أدمَ أنَا خلقٌ جديدٌ وعلى عملِكَ شهيدٌ فاغتنمنِي فإنِّى لا أعودُ إلى يومِ القيامةِ، سلم ياربِّ سلم!!! نعم، يشهدُ على الإنسانِ الوقتُ: عملتَ في وقتِ كذا وكذا، كذا وكذا مِن الأعمالِ. ياترى ضيعَهُ في طاعةِ الرحمنِ أم في طاعةِ الشيطانِ !!! فوظفْ أنفاسَكَ في طاعةِ مولاك ،وجاهدْ نفسَك وهواكَ، وابتعدْ عن وساوسِ الشيطانِ، قبل أنْ يأتيَ يومٌ لا ينفعُ فيه مالٌ ولا بنونَ إلَّا مَن أتيَ اللهَ بقلبٍ سليمٍ. بل المكانُ سيشهدُ عليك يومَ القيامةِ، الأرضُ التي نمشِي عليها ونأكلُ عليها وننامُ عليها ونطيعُ اللهَ عليها ومنَّا مَن يعصي اللهَ عليها، هذه الأرضُ لها يومٌ ستتحدثُ فيه وتتكلمُ فيه بما عملتَ عليها- يا عبدَ اللهِ سوف يأتي اليومُ الذي تفضحُكَ فيه وتكشفُ أسرارَكَ ، تشهدُ هذه الأرضُ بكلِّ ما عُملَ عليها مِن خيرٍ أو شرٍّ يقولُ تعالى: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ  زِلْزَالَهَا. وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا. وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا . يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} [الزلزلة:1-4) روى الترمذي في سننه، عن أبي هريرةَ -رضي اللهُ عنه- قال: قرَأ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هذه الآيةَ: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} [الزلزلة: 4] قال : ( أتدرونَ ما أخبارُها ) ؟ قالوا : اللهُ ورسولُهُ أعلَمُ قال : ( فإنَّ أخبارَها أنْ تشهَدَ على كلِّ عبدٍ وأمَةٍ بما عمِلَ على ظهرِها أنْ تقولَ : عمِلَ كذا وكذا في يومِ كذا وكذا فهذه أخبارُها)) فالذي يعملُ الطاعةَ على هذه الأرضِ تشهدُ له يومَ القيامةِ بل تبكي عليه إذا رحلَ مِن هذه الدنيا بخلافِ أهل الكفرِ والفسوقِ، {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ) (الدخان:٢٩(. ستشهدُ هذه الأرضُ على مَن فعلَ الحرامَ ونظرَ في الحرامِ، ستشهدُ هذه الأرضُ على كل فتاةٍ خرجتْ متبرجةً مِن بيتِهَا لتفتنَ الشبابَ، ستشهدُ هذه الأرضُ على كلِّ مَن ظلمَ وأكلَ الحقوقَ وأكلَ الحرامَ فكلُّ الآثارِ على هذه الأرضِ مكتوبةٌ محفوظةٌ، بل إنَّ آثارَ المشيِ إلى الصلاةِ مكتوبةٌ للعبدِ يومَ القيامةِ، كما يبيَّنَ ذلك النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- قال تعالى) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ) يــس: 12.لذا قال أهلُ العلمِ: مَن عصى اللهَ تعالى- في موضعٍ مِن الأرضِ فليطعْهّ في نفسِ الموضعِ، حتى يشهدَ لهُ بالحسناتِ كما يشهدُ لهُ بالسيئاتِ، ((إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) ((هود: 114.

تابع خطبة الجمعة القادمة بعنوان : شهادة الزمان والمكان والجوارح على الخلق

بل الجوارحُ ستشهدُ عليك يومَ القيامةِ: الأيدي والأرجلِ وبقيَّةُ الجوارحِ قال جلَّ وعلا: ﴿ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾، و قال جلَّ وعلا: ﴿ حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [فصلت:20]، وعنْ أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: كُنَّا عندَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فَضَحِكَ، فقالَ: «هَلْ تَدْرُونَ مِمَّ أَضْحَكُ؟» قالَ قُلْنَا: اللهُ ورسولُهُ أعلَمُ، قالَ: مِنْ مُخَاطَبَةِ العَبْدِ رَبَّهُ، يَقُولُ: يا رَبِّ أَلَمْ تُجِرْنِي مِنَ الظُّلْمِ؟ قالَ: يَقُولُ: بَلَى، قالَ: فَيَقُولُ: فإني لا أُجِيزُ على نَفْسِي إلا شَاهِدًا مِنِّي، قالَ: فَيَقُولُ: كَفَى بنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ شَهِيدًا، وبالْكِرَامِ الكَاتِبِينَ شُهُودًا، قالَ: فَيُخْتَمُ على فِيهِ، فيُقَالُ لأَرْكَانِهِ: انْطِقِي، قالَ: فَتَنْطِقُ بأَعْمَالِهِ، قالَ: ثُمَّ يُخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلامِ، قالَ فَيَقُولُ: بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا، فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ) رواه مسلم). فالجوارحُ أمانةٌ: العينُ أمانةٌ ستسألُ عنها أمامَ ملكِ الملوكِ وجبارِ السماواتِ والأرضِ، فلا تنظرْ بها إلى الحرامِ؛ لأنَّها ستشهدُ عليك، والرجلُ أمانةٌ فلا تمشي بها إلى الحرامِ؛ لأنَّها ستشهدُ عليك، واليدُ أمانةٌ؛ لأنَّها ستشهدُ عليك، والفرجُ أمانةٌ؛ لأنَّه ستشهدُ عليك يومَ القيامةِ، فكلُّ جوارِحكَ أمانةٌ، وستشهدُ عليك يومَ القيامةِ يومَ الحسرةِ والندامةِ، { يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) } ويتعجبُ الإنسانُ مِن نطقِ الجوارحِ لِمَا شهدتُم علينا، فتقولُ كما قال ربُّنَا ((وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) [فصلت: -21وعن زيدِ بنِ أسلم : الأشهادُ أربعةٌ: الملائكةُ الذين يحصون علينَا أعمالَنَا، وقرأَ: “وجاءتْ كلُّ نفسٍ معها سائقٌ وشهيدٌ”، والنبيونَ، شهداءٌ على أُممِهِم، وقرأ: “فكيفَ إذَا جئنَا مِن كلِّ أمةٍ بشهيدٍ”، وأمةُ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلم ، شهداءٌ على الأممِ، وقرأَ: “لتكونُوا شهداءَ على الناسِ”، والأجسادُ والجلودُ، وقرأَ: “وقالُوا لجلودِهم لمَ شهدتُم علينَا قالوا أنطقنَا اللهُ الذي أنطقَ كلَّ شيءٍ” فتذكرْ أيُّها المسكينُ يومَ تشهد ُعليك الشهودُ وتفضحُكَ فيه الجوارحُ والجلودُ!! فأين يكونُ مهربُكَ وإلى أين يكونُ الملجأُ؟ والشهودُ منك والشهادةُ عليك، فتأملْ يا مسكينُ!!  الجوارحُ التي كنتَ تعصي اللهَ بها ومِن أجلِهَا تأتِي يومَ القيامةِ وتشهد ُعليك! وتذكرْ أيضًا المكانَ الذي عصيتَ اللهَ فيه يأتي يومَ القيامةِ شاهدًا عليك، وتذكرْ أنَّ الزمانَ شاهدٌ عليك!  وللهِ درُّ القائل

إذا ما خلوتَ الدهرَ يومًا فلا تقلْ   **    خلوتُ ولكنْ قُلْ علىَّ  رقيبُ
ولا تحسبنَ اللهَ يغفلُ ساعةً    **    ولا أنَّ ما تُخفي عليه يغيبُ
ألم ترَ أنَّ اليومَ أسرعُ ذاهبًا   ***   وأنَّ غدًا للناظرينَ قريبُ

أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم…………………..

الخطبة الثانية 

الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلّا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يستعانُ إلَّا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ  ………………………….          وبعدُ

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : شهادة الزمان والمكان والجوارح على الخلق

ثالثًا وأخيرًا :انتبهْ قبلَ فواتِ الأوانِ.

     أيُّها السادةُ: اعلمُوا أنَّ في السماءِ محكمةً قاضيهُا الإلهُ مكتوبٌ على بابِهًا {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } [سورة  الأنبياء:47]وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمتى يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ) رواه مسلم ستحاسبُ على كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ نعمْ !!سيقفُ الجميعُ بين يدي الملكِ الجليلِ ليسألَنَا عن الكثيرِ والقليلِ مصداقًا لقولهِ سبحانَهُ  ]فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ  وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ[ [الزلزلة:7-8] فعُدْ إلى اللهِ وتُبْ إلى اللهِ ما دُمتَ في وقتِ المهلةِ، فَكِّرْ وَحَاسِبْ نَفْسَك وكنْ لها كالشريكِ الشحيحِ الذي يُحاسِبُ شَرِيكَهُ، ماذا ضَيَّعتْ وَمَاذَا قَصَّرْتْ وَمَاذَا فَرَّطْتْ؟ وقل لها: يا نفسُ قَدْ أَزِفَ الرحيلُ وَأَظَلَّكِ الخطْبُ الجليلُ فتأهبي يا نَفْسُ لا يَلْعَبْ بِكِ الأملُ الطويلُ فلتنزلنَّ بمنزلٍ ينسَى الخليلَ به الخليلُ وليركبنّ عَلَيْكِ فِيه مِنَ الثَّرَى حِمْلٌ ثَقِيلُ قُرنَ الفناءُ بنَا جميعًا فما يبقى العزيزُ ولا الذليلُ، فكِّرْ في لحظةٍ تخرجُ فيها مِن هذه الدنيا بلا جاهٍ ولا مَنصبٍ ولا سُلطانٍ.. فكِّرْ في لحظةٍ ستدخلُ فيها إلى قبرٍ ضيقٍ يتركُكَ فيه أهلُكَ وَخِلاَّنُكَ وَأَحْبَابُكَ، ويتركوكَ مع عملِكَ بين يدي أرحمِ الراحمين.. فكِّرْ في لحظةٍ سيُنادَى عليك فيها على رؤوسِ الأشهادِ ليكلمَكَ اللهُ جلَّ وعلا ليس بينك وبينه تُرجمان.. فكِّرْ في لحظةٍ تُنصبُ فيها الموازينُ.. فكِّرْ في لحظةٍ يُنصبُ فيها الصراطُ.. فكِّرْ في لحظةٍ ترى فيها جهنمَ والعياذُ باللهِ. عجّلْ مِن الآنِ أين أنت مِن التوحيدِ ؟ أين أنت مِن القرآنِ ؟ أين أنت مِن الاتباعِ ؟ أين أنت مِن البذلِ لدينِ اللهِ ؟ أين أنتَ مِن التحركِ لدعوةِ اللهِ ؟ أين أنت مِن الحلالِ ؟ أين أنت مِن الحرامِ ؟ أين أنت مِن السُّنَّةِ ؟ أين أنت مِن الحقِّ ؟ أين أنت مِن الباطلِ ؟ قفْ الأن وقفةَ صدقٍ مع نفسِكَ، قبل أنْ تقفَ بين يدي اللهِ الذي سطّرَ عليك في كتابٍ عندَهُ، ((عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَّ يَضِلُّ رَبِّي ولا يَنسَى)) [طه:52]، سطّرَ عليك كلَّ شيءٍ.. سيُنادَى عليك لتُعطَى هذه الصحيفة التي لا تُغادرُ بَلِيَّةً كَتَمْتَهَا وَلا مَخْبَئَةً أَسْرَرْتَهَا فكم مِن معصيةٍ قد كنتَ نسيتَهَا ذَكَرَّكَ اللهُ إِيَّاهَا ؟ وكم مِن مصيبةٍ قد كنتَ أَخْفَيْتَهَا أظهرَهَا اللهُ لك وَأَبْدَاهَا ؟ فيا حسرةَ قَلْبِكَ وَقْتَهَا على ما فَرَّطْتَ في دُنْيَاكَ مِنْ طَاعَةِ مَوْلاكْ إنْ كنتَ مِن الموحِّدِين الصادقين قرَّبَك رَبُ العالمين أعطاكَ كتابَكً باليمينِ، كما في الصحيحين مِن حديثِ ابنِ عمرَ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلم قال: « يُدنى المؤمنُ مِن ربِّه يومَ القيامةِ حتى يضعَ ربُّ العزةِ عليه كَنَفَهُ – فيقررهُ بذنوبِهِ، فيقولُ لقد عملتَ كذا وكذا يومَ كذا، فيقولُ المؤمنُ ربِّي أعرفُ ربِّي أعرفُ، فيقولُ اللهُ جلَّ وعلا: ولكنِّي سترتُهَا عليكَ في الدنيا وأغفرُهَا لك اليوم، ويعطيه صحيفةَ حسناتِهِ، يعطيه كتابَهُ بيمينهِ ))ثم ينطلقُ في أرضِ المحشرِ والنورُ يُشرقُ مِن وجههِ ومِن أعضائهِ وكتابهُ بيمينهِ، يقولُ لِخِلاَّنِه وأصحابِهِ مِن أهلِ التوحيدِ والإيمانِ: انظروا هذا كتابِي بيمينِي ».. شاركونِي الفرحةَ، شاركونِي السعادةَ… اقرؤا معيَ كتابِي: هذا توحيدِي، وهذه صلاتِي، وهذه زكاتيِ، وهذا حجِّي، وهذه دعوتِي، وهذا بِرِّي، وهذه صلتِي، وهذه طاعتِي، وهذا بُعدِي عن المعاصِي والشهواتِ والملذّاتِ… اقرؤُا معي هذا الكتابَ))فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ . إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيهْ . فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ . فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ . قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ . كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ } [الحاقة:19-24] وإنْ كانتْ الأُخرى -أعاذنَا اللهُ مِن الأُخرى – أعطاهُ اللهُ كتابَهُ بشمالهِ أو مِن وراءِ ظهرهِ، واسوَدَّ وجهُهُ وكُسِيَ مِن سرابيلِ القَطِرانِ وانطلقَ في أرضِ المحشرِ يصرخُ وينادِي ويقولُ)) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ . وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ . يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ . مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ . هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ . خُذُوهُ فَغُلُّوهُ . ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ . ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ . إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ . وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ . فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ . وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ . لاّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِؤُونَ ((فالتوبةَ التوبةَ قبلَ فواتِ الأوانِ، الندمَ الندمَ على ما فاتَ
فيا بعيدَ الأملِ والموتُ منه قريبٌ، يا مَن هو عن قريبٍ سيصيرُ في القبرِ غريب، فيا غافلًا عن نفسهِ أمرُك عجيبٌ، يا قتيلَ الهوى أمرُكَ غريبٌ، يا طويلَ الأملِ ستُدعي فتجيب ،وهذا عن قليل ،وكلُّ ما هو آتٍ قريبٌ، فهل تذكرتَ لحدَكَ؟ هل تذكرُ يومَ يباشرُ الثري خدَّكَ؟ وتقتسمُ الديدانُ جلدَكَ؟ فانتبهْ قبلَ أنْ يُنادَي عليك أيُّها المفلسُ قُم للعرضِ على اللهِ  حتى لا تكونَ مِن المفلسينَ يومَ القيامةِ اللهُ أكبرُ ….. أيُّها اللاهِي .. أيُّها الساهِي .. أيُّها العاصِي …. متى ستتوبُ إلى اللهِ؟ متى تندمُ على ما فرطتَ في جنبِ اللهِ ؟

واذكرْ ذنوبَكَ وابكِهَا يا مُذنبُ

 

  دعْ عنك ما قد فاتَ في زمنٍ مضَى

 

بل أثبتَاهُ وأنت لاهٍ تلعبُ

 

  لم ينسَهُ الملكانِ حين نسيتَهُ

 

ستردُّهَا بالرغمِ منك وتُسْلَبُ

 

  والروحُ منك وديعةٌ أودعتَهَا

 

دارٌ حقيقتُهَا متاعٌ يذهبُ

 

  وغرورُ دنياكَ التي تسعَى لها

 

أنفاسُنَا فيهما تعدُّ وتُحسبُ

 

  والليلَ فاعلمْ والنهارَ كلاهُمَا

 

عبادَ اللهِ : اذكرُوا اللهَ يذكرْكُم واستغفرُوه يغفرْ لكم وأقم الصلاةَ

كتب : خطبة الجمعة القادمة بعنوان : شهادة الزمان والمكان والجوارح على الخلق العبد الفقير إلى عفو ربه

        د/ محمد حرز إمام بوزارة الأوقاف

 

 _______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

عن كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

شاهد أيضاً

سلسلة الدروس الرمضانية، الدرس السادس عشر: قيمة الوقت في الإسلام ، للدكتور خالد بدير.

الدرس السادس عشر: قيمة الوقت في الإسلام ، للدكتور خالد بدير

  لتحميل درس قيمة الوقت في الإسلام بصيغة word أضغط هنا لتحميل درس قيمة الوقت …

خطبة الجمعة القادمة 29 مارس 2024م بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها ، للدكتورعمر مصطفي، بتاريخ 19 رمضان 1445هـ ، الموافق 29 مارس 2024م

خطبة الجمعة القادمة 29 مارس 2024م : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها ، للدكتور عمر مصطفي

خطبة الجمعة القادمة 29 مارس 2024م بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر …

خطبة الجمعة القادمة 29 مارس 2024م بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 19 رمضان 1445هـ ، الموافق 29 مارس 2024م

خطبة الجمعة القادمة 29 مارس 2024م بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها ، للشيخ خالد القط

خطبة الجمعة القادمة 29 مارس 2024م بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر …

سلسلة الدروس الرمضانية، الدرس الخامس عشر: فضل قضاء الحوائج ، للدكتور خالد بدير

الدرس الخامس عشر: فضل قضاء الحوائج ، للدكتور خالد بدير

سلسلة الدروس الرمضانية، الدرس الخامس عشر: فضل قضاء الحوائج ، للدكتور خالد بدير. لتحميل الدرس فضل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Translate »