خطبة الجمعة القادمة : توقير كبار السن وإكرامهم ، للدكتور أحمد رمضان
توقير كبار السن وإكرامهم، بتاريخ 7 جمادي الثاني 1447هـ ، الموافق 28 نوفمبر 2025م
خطبة الجمعة القادمة 28 نوفمبر 2025 بعنوان : توقير كبار السن وإكرامهم، ، إعداد: رئيس التحرير الدكتور أحمد رمضان لـ صوت الدعاة ، بتاريخ 7 جمادي الثاني 1447هـ ، الموافق 28 نوفمبر 2025م.
عناصر خطبة الجمعة القادمة 28 نوفمبر 2025م بعنوان : توقير كبار السن وإكرامهم، إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان.
العنصر الأوّل: مَعْنَى تَكْرِيمِ كِبَارِ السِّنِّ فِي ضَوْءِ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ
العنصر الثاني: فَضَائِلُ تَكْرِيمِ كِبَارِ السِّنِّ وَالضُّعَفَاءِ
العنصر الثالث: قِيمَةُ التَّوْقِيرِ فِي الإِسْلَامِ وَأَثَرُهَا عَلَى تَهْذِيبِ النَّفْسِ وَبِنَاءِ الأُمَمِ
العنصر الرابع: ثَمَرَاتُ تَكْرِيمِ الكِبَارِ فِي بِنَاءِ المُجْتَمَعِ
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 28 نوفمبر 2025م : توقير كبار السن وإكرامهم ، إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان : كما يلي:
«تَكْرِيمُ كِبَارِ السِّنِّ وإكرامهم»
أيُّها الإخوةُ المؤمنونَ… إنَّ دينَنا الحنيفَ دينُ رحمةٍ ووفاءٍ، ودينُ عظمةٍ في الأخلاقِ قبلَ العباداتِ، وقد جاءَ الوحيُ ليُقيمَ للإنسانِ قدرَه، ويضعَ للفضلاءِ المناراتِ التي يُهتدى بها، فالأممُ تُوزَنُ بقدرِ ما تُعظّمُ كبارَها، وتَحنو على ضعفائِها، وتجلُّ أصحابَ الفضلِ فيها، فما ازدهرتْ حضارةٌ قطُّ إلا يومَ جعلتْ لأهلِ الخبرةِ والمقامِ مكانتَهم، وللشيوخِ والآباءِ حرمتَهم، ولأهلِ البذلِ والتضحيةِ حقَّهم.
وإنَّ تكريمَ كبارِ السنِّ والضعفاءِ وأهلِ الفضلِ ليس لونًا من ألوانِ التجميلِ الاجتماعي، ولا سلوكًا لحظيًّا يفعلهُ البعضُ حياءً أو عادةً، بل هو قيمةٌ إيمانيةٌ عظيمةٌ، ووصيةٌ قرآنيةٌ محكمةٌ، وسنةٌ نبويةٌ ماضيةٌ، ومنهجٌ راسخٌ في حياةِ السلفِ والصالحين، يدلُّ على صفاءِ القلبِ، وصدقِ الإيمانِ، وتمامِ الخشيةِ للهِ عزَّ وجلَّ.
وإذا كانَ الإسلامُ قد جعلَ للوالدينِ مقامًا عاليًا في البرِّ، فإنَّه جعلَ لكبارِ السنِّ من المسلمينَ مقامًا قريبًا من ذلك، يتقوّى به المجتمعُ، ويطمئنُّ به الضعيفُ، ويستريحُ به الكبيرُ، فاجتمعتْ رحمةُ الدينِ مع حكمةِ العمرِ، وكانَ المجتمعُ المسلمُ بأبهى صورِه حينَ يرفعُ الكبيرَ ويعرفُ لأهلِ الفضلِ فضلَهم، ويخلّدُ ذِكرَ الشهداءِ والمصلحين.
العنصر الأوّل: مَعْنَى تَكْرِيمِ كِبَارِ السِّنِّ فِي ضَوْءِ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ
أيُّها الإخوةُ المؤمنونَ… إنَّ تكريمَ كبارِ السنِّ في شرعِ اللهِ ليس خلقًا زائدًا، ولا فضيلةً اختياريةً، بل هو عبادةٌ تُظهرُ صدقَ العبدِ، وتكشفُ مقدارَ ما يحملهُ من تقديرٍ لدينِه؛ لأنَّ الشريعةَ جعلتْ البرَّ والرحمةَ من صميمِ الإيمانِ، وربطتْ بين تعظيمِ اللهِ وتعظيمِ من شابتْ لحاهُم في الإسلامِ، قالَ تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَن لّا تَعْبُدُوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسانًا﴾ [الإسراء:٢٣]، قال القرطبي: “خَصَّ حَالَةَ الْكِبَرِ لِأَنَّهَا الْحَالَةُ الَّتِي يَحْتَاجَانِ فِيهَا إِلَى بِرِّهِ لِتَغَيُّرِ الْحَالِ عَلَيْهِمَا بِالضَّعْفِ وَالْكِبَرِ، فَأُلْزِمَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ مِنْ مُرَاعَاةِ أَحْوَالِهِمَا أَكْثَرَ مِمَّا أُلْزِمَهُ مِنْ قَبْلُ، لِأَنَّهُمَا فِي هَذِهِ الْحَالَةِ قَدْ صَارَا كَلًّا عَلَيْهِ، فَيَحْتَاجَانِ أَنْ يَلِيَ مِنْهُمَا فِي الْكِبَرِ مَا كَانَ يَحْتَاجُ فِي صِغَرِهِ أَنْ يَلِيَا مِنْهُ”.[تفسير القرطبي، ج10، ص241].
وقد جاءتِ السنةُ تُعلّمُ المسلمينَ هذا المقامَ العظيمَ، فجاء قولُ النبيِّ ﷺ: «إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللهِ إِكْرامَ ذِي الشَّيبَةِ المُسْلِمِ» [أبو داود (4843)، وابن خزيمة (3316)، والبيهقي (16736) . صحيح].
فجعلَ النبيُّ ﷺ توقيرَ الكبيرِ صورةً من صورِ تعظيمِ اللهِ تعالى، وهذا أبلغُ ما يكونُ في بيانِ المنزلةِ؛ إذ إنَّ من يُهينُ الكبيرَ إنما يُضَيّعُ حظًّا من إجلالِ ربِّه.
وأكَّدتْ كتبُ التفسيرِ أنَّ مراحلَ العمرِ التي ذكرها اللهُ تعالى في قوله: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً﴾ [الروم:٥٤]، قال الرازي (ج25/ ص111): “خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ أَيْ مَبْنَاكُمْ عَلَى الضَّعْفِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ [الْأَنْبِيَاءِ: ٣٧]… وَالشَّيْبَةُ هِيَ تَمَامُ الضَّعْفِ”.
وهي مراحلُ تُعلّمُ الإنسانَ حكمةَ الرحلةِ، وأنَّ الشَّيْبةَ مقامُ علمٍ وخبرةٍ، لا مقامُ إهمالٍ أو احتقارٍ.
ومن تكريمِ أهلِ الفضلِ ما جاء في الحديث الذي رواه أحمد (١٢١٣٧) وحسنه الهيثمي، أنَّ رجلًا مرَّ فقالوا للنبيِّ ﷺ: إنه من أهلِ الخيرِ، فقالَ ﷺ: «هٰذا مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ»، فدلَّ ذلك على أنَّ الإسلامَ يُعلي من شأنِ كلِّ مَن قدّمَ خيرًا، سواء كان عالمًا أو والدًا أو مربيًا أو محسِنًا أو شهيدًا ضحّى من أجلِ أمتهِ ووطنهِ.
ولم تُغفِلْ الشريعةُ ذكرَ الضعفاء، بل جعلتْ لهم بابًا من الرحمةِ لا يُغلق، فقد جاء في صحيح مسلم (٢٦٩٩): «هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلّا بِضُعَفَائِكُمْ»، قَالَ ابْنُ بَطَّالٍ: “أَنَّ الضُّعَفَاءَ أَشَدُّ إِخْلَاصًا فِي الدُّعَاءِ وَأَكْثَرُ خُشُوعًا فِي الْعِبَادَةِ لِخَلَاءِ قُلُوبِهِمْ عَنِ التَّعَلُّقِ بِزُخْرُفِ الدُّنْيَا: فتح الباري لابن حجر ج6، ص89.
وإذا جمعنا بين هذه النصوصِ كلِّها علمنا أنَّ تكريمَ الكبيرِ، واحترامَ الضعيفِ، وتعظيمَ أصحابِ الفضلِ، ليس فضلًا يُؤْخَذُ ويُتْرَكُ، بل هو عبادةٌ، ومنهجٌ، وقيمةٌ إيمانيةٌ، وركنٌ من أركانِ الأخلاقِ الإسلاميةِ التي تُبنى بها المجتمعاتُ وتستقيمُ بها الحضارات.
العنصر الثاني: فَضَائِلُ تَكْرِيمِ كِبَارِ السِّنِّ وَالضُّعَفَاءِ
أيُّها الإخوةُ المؤمنونَ… إنَّ الشريعةَ المطهرةَ لم تجعل تكريمَ الكبيرِ خُلُقًا اجتماعيًا فحسب، بل جعلتهُ من أبوابِ الإيمانِ العظيمةِ التي تُفتحُ بها أبوابُ السماءِ، وتُستجلَبُ بها البركاتُ. فقد جاء في الحديثِ الصحيحِ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا» رواه الترمذي (1920) صحيح، فجعلَ النبيُّ ﷺ توقيرَ الكبيرِ حدًّا فاصلًا بين أهلِ الإيمانِ وأهلِ الجفاءِ؛ لأنَّ توقيرَ ذي الشيبةِ توقيرٌ للدينِ نفسِه، ورحمةُ الصغيرِ رحمةٌ بالمجتمعِ كلِّه.
ومن أعظمِ الفضائلِ التي ذكرها أهلُ العلمِ في هذا البابِ أنَّ اللهَ تعالى يستحيي من ذي الشيبةِ المسلمِ إذا رفعَ يديه يسألُه؛ لما قام بقلبِه من صدقٍ وتجربةٍ وإخلاصٍ،
وإذا نظرنا في حديثِ رسولِ اللهِ ﷺ الذي أخرجه مسلم (2699): «هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلّا بِضُعَفَائِكُمْ»، أدركنا أنَّ الضعفاءَ – من كبارِ السنِّ والفقراء ومن رقَّ عودُهم وضعفتْ أبدانُهم – سببٌ للرزقِ والنصرِ، وهذا معنى عجيبٌ أشار إليه النوويُّ في شرحه لصحيح مسلم (ج18/ ص63) فقال: “مَعْنَاهُ أَنَّ دُعَاءَهُمْ وَإِخْلَاصَهُمْ وَصَلَاحَهُمْ سَبَبٌ فِي نُصْرَةِ المسلمينَ”. فليس تكريمُ الضعيفِ إحسانًا إليه فقط، بل هو إحسانٌ إلى الأمةِ كلِّها.
ومن مواقفِ السيرةِ المشرقةِ في تعظيمِ أهلِ الفضلِ ما رواه البخاري (3660) في قصةِ سعدِ بنِ معاذٍ رضي الله عنه حينَ مات، فقال النبيُّ ﷺ: «اهْتَزَّ لَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ»، قال ابنُ كثيرٍ في البداية والنهاية (ج3/ ص238): “فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى عُلُوِّ مَنْزِلَةِ أَهْلِ الفَضْلِ وَجَلَالَةِ قَدْرِهِمْ”. فإذا كان هذا فضلُ رجلٍ عظيمٍ قدّمَ لدينِ اللهِ، فكيف بمن كانَ والدًا أو عالمًا أو مربّيًا أو صاحبَ إحسانٍ عظيمٍ في الناسِ؟!
وعلى هذا سارَ العلماءُ المتقدمونَ والمتأخرونَ؛ قال الإمامُ النوويُّ في الأذكار (ص363): “مِنْ آدَابِ الإِسْلَامِ تَبْجِيلُ أَهْلِ الفَضْلِ وَالعِلْمِ وَالسِّنِّ”. وقال البغويُّ في شرح السنة (ج12/ ص83): “الإِحْسَانُ إِلَى الكَبِيرِ وَالضَّعِيفِ مِنْ خِيَارِ أَعْمَالِ المُؤْمِنِ”. وقال ابنُ مفلحٍ في الآداب الشرعية (ج1/ ص449): “تَوْقِيرُ الكَبِيرِ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ وَخُلُقٌ جَمِيلٌ دَائِمٌ”.
ومن القصصِ الثابتةِ عند أهلِ العلمِ ما أخرجه ابنُ سعدٍ في الطبقات (ج3/ ص278) أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه مرَّ على شيخٍ كبيرٍ من أهلِ الذمةِ يسألُ على الأبوابِ، فوقفَ وقالَ لخازنِ بيتِ المالِ: “وَاللَّهِ مَا أَنْصَفْنَاهُ أَكَلْنَا شَبَابَهُ وَتَرَكْنَاهُ فِي هَرَمِهِ”، ثم أمرَ لهُ بجرايةٍ ثابتةٍ من بيتِ المالِ. فانظروا – يرحمكم الله – كيف كان عمرُ يرى تكريمَ الكبيرِ – ولو كان غير مسلمٍ – واجبًا من واجباتِ الدولةِ الإسلاميةِ.
ومن أعظمِ صورِ تكريمِ الفضلاءِ ما وردَ في حقِّ شهداءِ الأمةِ الذين بذلوا أرواحَهم دفاعًا عن الأرضِ والعرضِ، فقد قال تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا﴾ [آل عمران:١٦٩]، قال ابنُ كثيرٍ (ج2/ ص158): “هُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ، فَهٰذَا تَعْظِيمٌ لِجَزَائِهِمْ وَتَشْرِيفٌ لِمَنْزِلَتِهِمْ”. فتكريمُ الشهداءِ وأهاليهم من أعظمِ أبوابِ الوفاءِ وأرقى شعبِ الإيمانِ.
وإذا جمعتْ الأمةُ بين توقيرِ ذي الشيبةِ، واحترامِ الضعيفِ، وتعظيمِ أصحابِ الفضلِ؛ صلحتْ أخلاقُها، وارتفعَ شأنُها، وظهرتْ فيها البركةُ، واندفعتْ عنها أسبابُ الهلاكِ. ولهذا قال الشافعيُّ كما في السير (ج10/ ص81): “مَا رَأَيْتُ قَوْمًا أَكْرَمَ لِلشُّيُوخِ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، وَمَا ذَلَّتْ أُمَّةٌ إِلَّا بِتَضْيِيعِ حَقِّ كِبَارِهَا”. فالعنايةُ بالشيوخِ والضعفاء وأهلِ الفضلِ هي العنوانُ الأبرزُ على حياةِ القلوبِ ورسوخِ الإيمانِ.
وهكذا يتبيّنُ – عبادَ اللهِ – أنَّ تكريمَ الكبيرِ والضعيفِ وصاحبِ الفضلِ ليس مكارمَ أخلاقٍ فحسب، بل هو عبادةٌ وقربةٌ، وسببُ رحمةٍ، ودليلُ رقيٍّ حضاريٍّ، وشعارٌ من شعاراتِ الأمةِ التي تحفظُ تاريخَها وتبني مستقبلَها.
العنصر الثالث: قِيمَةُ التَّوْقِيرِ فِي الإِسْلَامِ وَأَثَرُهَا عَلَى تَهْذِيبِ النَّفْسِ وَبِنَاءِ الأُمَمِ
أيُّها الإخوةُ المؤمنون… إنَّ التوقيرَ في الإسلامِ ليس مجرّدَ خلقٍ اجتماعيٍّ، ولا عادةً موروثةً عن الأجيالِ المتعاقبةِ، بل هو قيمةٌ روحيةٌ عميقةٌ تُهذِّبُ النفسَ، وتُصلِحُ القلبَ، وتربطُ الإنسانَ بربِّه قبل أن تربطَه بمجتمعِه؛ لأنَّ احترامَ الكبيرِ، وتقديرَ العلماءِ، والإحسانَ إلى الآباءِ، والتواضعَ لأهلِ الفضلِ، كلُّ ذلك من أعمالِ القلوبِ التي تُظهرُ خشيةَ المؤمنِ وتعظيمَه لربِّ العالمينَ.
وحين نتأملُ الوصايا القرآنيةَ نجد أنَّ اللهَ تعالى جعلَ التوقيرَ أصلًا من أصولِ تزكيةِ النفسِ؛ إذ جمع بين التوحيدِ وبين الإحسانِ في قوله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَن لّا تَعْبُدُوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسانًا﴾، قال ابن كثير في تفسيره: “جمعَ اللهُ بين حقِّه وحقِّ الوالدينِ في سياقٍ واحدٍ، ليدلَّ على أنَّ الإحسانَ إليهما من أوجبِ الحقوقِ بعد حقِّ اللهِ”، وهذا أصلٌ عامٌ يدخل فيه كلُّ كبيرٍ ذي حقٍّ ومكانةٍ وقدرٍ.
ومن أعظمِ ما يَهذِّبُ النفسَ أن يرى الإنسانُ في الشيخِ الكبيرِ صورةَ الأمسِ الذي كان هو فيه، وصورةَ الغدِ الذي سيصلُ إليه، فيعرفُ أنَّ الحياةَ أدوارٌ، وأنَّ القوةَ زائلةٌ، وأنَّ الأيامَ دولٌ، فمن عرفَ هذا رقَّ قلبُه، وازدادَ تواضعًا، واشتدَّ حرصُه على الإحسانِ للناسِ، لا سيما لمن تقدّموه سنًّا وخبرةً.
وقد أكّدت السنةُ هذا المعنى، فجاء قولُ النبيِّ ﷺ: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقّر كبيرنا» [أحمد 7001 صحيح]، فهذا الحديثُ – كما قال ابن حجر – أصلٌ في تهذيبِ الأخلاقِ، لأنه يجعلُ الرحمةَ والتوقيرَ معيارًا للانتماءِ إلى الأمةِ المحمديةِ.
وتأملوا – رعاكم الله – كيف ربط النبيُّ ﷺ بين الأخلاقِ والإيمانِ ربطًا لا ينفصلُ، فقال في الصحيحين: «المؤمنُ يألفُ ويُؤلفُ»، فالمؤمنُ الحقُّ لا يعيشُ منبتًّا عن الناسِ، ولا جافًّا عنهم، بل يلينُ لهم، ويحترمُ كبيرَهم، ويعطفُ على ضعيفِهم، ويُكرمُ أهلَ الفضلِ منهم.
ومن لطائفِ المعاني أنَّ العلماءَ قالوا: إنَّ التوقيرَ عبادةٌ سريّةٌ تُظهرُ حقيقةَ النفسِ؛ لأنَّ من يُعظِّمُ الكبيرَ إنما يُعظِّمُ ما عنده من أثرِ السنينِ، وحكمةِ التجربةِ، ووقارِ العمرِ، وهذه المعاني لا يقدّرها إلا قلبٌ سليمٌ خالٍ من الكِبرِ والعُجبِ.
وقد سجّلَ التاريخُ الإسلاميُّ نماذجَ في التوقيرِ تُكتب بماءِ الذهب؛ فإنَّ عمرَ بن الخطابِ رضي الله عنه كان إذا رأى رجلًا كبيرًا أحسنَ مجلسَه، وأفسحَ له المكانَ، وقال قولته الخالدةَ: «أكرموا كبارَكم فإنهم زِينَةُ المجالسِ»، وكان ينهى أن يُتقدّم عليهم أحدٌ في المشورةِ أو الرأيِ، لأنَّ بركةَ الرأيِ – كما قال السلفُ – مع أهلِ التجربةِ.
وكان من شأنِ السلفِ أن يجعلوا توقيرَ الشيخِ ميزانًا لفقهِ الرجلِ؛ فقد روى ابنُ أبي شيبة في مصنفه أنَّ ابنَ عمرَ رأى شابًّا يسبقُ شيخًا في المجلسِ، فقال له: “لا تُقدِّمْ نفسَك على من هو أكبرُ منك، فإنَّ حقَّ الكبيرِ واجبٌ عليك”، وكانوا يعدّون ذلك من مكارمِ الأخلاقِ التي تدلُّ على علمِ الإنسانِ ورجاحةِ عقلِه.
وللتوقيرِ أثرٌ عظيمٌ على إصلاحِ المجتمعِ؛ إذ يبني جسورًا من الاحترامِ بين الأجيالِ، ويمنعُ تمزّقَ الأسرةِ، ويُقيمُ ميزانًا من الهيبةِ يحفظُ للناسِ مراتبَهم، ويمنعُ الفوضى الأخلاقيةَ التي تحدثُ حين ينسلخ المجتمعُ من قيمِه.
ومن ثمارِ التوقيرِ أيضًا أنه يُهذّبُ الشبابَ، ويُذكّرُهم بمكانةِ العلمِ والخبرةِ، ويربّي في نفوسِهم الشعورَ بالمسؤوليةِ تجاه من سبقوهم، فإذا نشأ الشابُّ على توقيرِ الكبيرِ كان أبعدَ عن التمرّدِ والعنفِ وسوءِ الخلقِ.
وفي المقابلِ، فإنَّ ضياعَ هذه القيمةِ سببٌ لخرابِ المجتمعاتِ وضياعِ الهيبةِ وانتشارِ الجفاءِ؛ قال سفيان الثوري: “إذا كان الشابُّ يوقّرُ الشيخَ فقد أفلحَ، وإذا كان يستخفُّ به فقد خابَ وخسرَ”، وهذا ميزانٌ دقيقٌ يربطُ بين الأخلاقِ وبين مستقبلِ الأمةِ.
وقد نبّه العلماءُ المعاصرون – ومنهم الشيخ الشعراوي – إلى أنَّ احترامَ الكبيرِ لا يتعلقُ بشخصِه، بل يتعلقُ بما يمثّله من مرحلةٍ عمريةٍ فيها حكمةُ السنينِ، وأنَّ هدمَ هذه القيمةِ هدمٌ لبنيةِ الأسرةِ والمجتمعِ.
وفي الجانبِ النفسيِّ نجد أنَّ توقيرَ الكبيرِ يزرعُ في النفسِ صفاءً وطمأنينةً؛ لأنَّ الإنسانَ حين يُحسنُ لغيره يشعرُ بانشراحٍ وراحةٍ، كما قال تعالى: ﴿هَلْ جَزاءُ الإِحْسانِ إِلّا الإِحْسانُ﴾، فالإحسانُ يعودُ على صاحبه راحةً ورفعةً وأنسًا باللهِ تعالى.
والتوقيرُ – عبادَ اللهِ – ليس مقصورًا على كبارِ السنِّ، بل يشملُ أهلَ العلمِ وأهلَ الفضلِ وأهلَ الخيرِ وشهداءَ الوطنِ الذين بذلوا أرواحَهم لأمنِ الأمةِ وعزتِها، وهؤلاء لهم في أعناقِ الناسِ حقٌّ مضاعفٌ، وقد قال الإمامُ أحمد: “لحملةِ العلمِ حقٌّ يجبُ على الناسِ أداؤه”، وهو معنى يدخلُ في روحِ التوقيرِ.
ومن أعظمِ آثارِ التوقيرِ أنه يُقوّي وحدةَ الأمةِ، ويُعيدُ بناءَ روابطِها، ويَحُدُّ من التوتراتِ بين الطبقاتِ والأجيالِ، فيعيشُ الناسُ في ألفةٍ ورحمةٍ واحترامٍ، كما كان مجتمعُ المدينةِ المنوّرةِ الذي جمع بين المهاجرينَ والأنصارِ على أساسِ التوقيرِ والاحترامِ.
ولهذا كان السلفُ يقولون: “ما ارتفعتْ أمةٌ بالتوقيرِ إلا عظُمَتْ، وما هانتْ أمةٌ إلا حين استخفّتْ بأهلِ فضلِها”، وهو ميزانٌ صادقٌ يدلُّ على أنَّ قيمةَ الأمةِ تُقاسُ بقيمةِ أخلاقِها.
فإذا اجتمعتْ هذه المعاني علمنا أنَّ التوقيرَ في الإسلامِ ليس خُلُقًا منفصِلًا، بل هو أصلٌ من أصولِ البناءِ، ومفتاحٌ من مفاتيحِ نهضةِ القلوبِ والأممِ، وأنَّ الأمةَ التي تحفظُ هيبةَ الكبارِ وتُجلّ أهلَ الفضلِ، وتحترمُ الضعفاءَ، أمةٌ قويةٌ رحيمةٌ ثابتةُ الجذورِ مستقيمةُ المسارِ، لا تتزعزعُ أمام رياحِ التغييرِ ولا عواصفِ الفتنِ.
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ… وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له… وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه… اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آلهِ وصحبِه أجمعينَ.
أيُّها الأحبةُ في اللهِ… إنَّ قضيةَ تكريمِ كبارِ السنِّ وأصحابِ الفضلِ والضعفاءِ ليست خُلُقًا اجتماعيًا، ولا عادةً تُؤخذُ وتُتركُ، بل هي ميثاقٌ ربانيٌّ يُهذِّبُ القلوبَ، ويُقوّي روابطَ الأمةِ، ويصنعُ المجتمعَ الراشدَ الذي يرحمُ كبيرَه، ويشفقُ على ضعيفِه، ويُجلّ أهلَ فضلِه. وإنَّ الأممَ التي تضيعُ فيها هذه القيمةُ تُصابُ بخللٍ في ضميرِها قبل أن يصيبَ البناءَ نفسَه.
العنصر الرابع: ثَمَرَاتُ تَكْرِيمِ الكِبَارِ وَأَهْلِ الفَضْلِ فِي بِنَاءِ المُجْتَمَعِ
أيُّها الإخوةُ المؤمنونَ… إنَّ تكريمَ الكبيرِ واحترامَ الضعيفِ وتعظيمَ أهلِ الفضلِ ليست معانيَ مثاليةً تُذكرُ في الكتبِ أو تُتلى في المجالسِ، بل هي صناعةُ مجتمعٍ كاملٍ، تُعيدُ بناءَ القلبِ، وتُقوّي الروابطَ، وتُنشئُ جيلًا يحملُ الأخلاقَ كما يحملُ العلمَ والعملَ.
وإذا أردنا أن نرى أثرَ هذه القيمةِ، فلننظرْ إلى قولِ النبيِّ ﷺ: «هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلّا بِضُعَفَائِكُمْ» [مسلم 2699]، قال ابن حجر: “لأنَّ دعاءَ الضعفاءِ أخلصُ، وقلوبَهم أقربُ إلى اللهِ”، فالمجتمعُ الذي يُكرمُ ضعفَ الضعيفِ مجتمعٌ مرفوعٌ عند اللهِ، منصورٌ بتأييدِه، محفوظٌ برحمتِه.
ومن ثمراتِ تكريمِ الكبارِ أنَّه يُنشئُ في القلوبِ رصيدًا من الرحمةِ، ويَحُدُّ من غِلظةِ الشبابِ، ويُربّي فيهم الشعورَ بالمسؤوليةِ، فإذا رأى الصغيرُ من يُوقّرُ الكبارَ نشأ على احترامِ الأجيالِ، وإذا رأى الكبيرُ من يوقّرُه ازدادَ رحمةً وتواضعًا، فيلتقي الطرفانِ على قلبٍ واحدٍ.
وقد قال الإمامُ الغزالي في الإحياء (2/348): “احترامُ الكبيرِ من تعظيمِ شعائرِ اللهِ، وتعظيمُ الشعائرِ حياةُ القلبِ”، فالمجتمعُ الذي يعيشُ فيه الناسُ بلا توقيرٍ مجتمعٌ ميتُ القلبِ، وإن عظُمتْ بناياتُه واتسعتْ أموالُه.
ومن ثمارِ هذه القيمةِ أيضًا أنها تُبقي العلمَ بين الناسِ؛ لأنَّ العلمَ لا يُؤخذُ إلا ممن تقدّموا سنًّا وخبرةً، وقد كان السلفُ يقولون: “البركةُ مع الأكابرِ”، وجاء في الصحيح: «البركةُ مع أكابركم» [الطبراني في الكبير، صحيح]، فإذا رُفعَ الكبارُ رُفعَ العلمُ معهم، وإذا أُهملوا ماتتْ مصادرُ الحكمةِ.
وفي احترامِ أصحابِ الفضلِ قوةٌ للمجتمعِ؛ لأنَّ صُنّاعَ الخيرِ إذا شعروا بامتنانِ الناسِ لهم زادوا في العملِ، وكثرتْ مبادراتُهم، وارتقتْ مشاريعُهم، فينعكسُ ذلك على كلِّ الناسِ أمنًا ورخاءً وبركةً.
ومن ثمارِ تكريمِ شهيدِ الوطنِ – وهو من أعظمِ أهلِ الفضلِ – أنَّه يُشعرُ الأمةَ بالوفاءِ، ويجعلُ كلَّ جنديٍّ ورجلِ أمنٍ وعاملِ ميدانٍ يدركُ أنَّ تضحيتَه لن تضيعَ، وأنَّ الأمةَ تحفظُ جميلَه، وتحملُ وصيتَه، وتكرمُ أهلَه وذريتَه، وهذا بابٌ من أبوابِ الثباتِ والعزَّةِ.
وفي تكريمِ الضعفاءِ خاصّةً يتجلّى أرقى صورِ المجتمعِ المسلمِ؛ لأنَّه يردُّ إليهم كرامتَهم، ويشعرُهم بأنَّهم جزءٌ من نسيجِ الأمةِ، لا عبئًا عليها، وقد قال النبيُّ ﷺ في الحديث الصحيح: «أبغوني في ضعفائكم، فإنما تُرزقون وتُنصرون بضعفائكم» [أحمد 23939 وصحيح الترغيب]، وهو حديثٌ يجعلُ الضعيفَ مصدرَ قوةٍ لا مصدرَ عجزٍ.
ومن ثمارِ التوقيرِ أيضًا أنه يدفعُ عن الأمةِ الفتنَ، لأنَّ الناسَ إذا جلستْ في مجالسِها تُجِلُّ كبارَها، وتسمعُ إلى حكمتِهم، قلَّتِ النزاعاتُ، وانطفأتِ الخصوماتُ، وسكنَ المجتمعُ، كما كان يحدثُ في مجالسِ الخلفاءِ والفقهاءِ التي كان الكبارُ فيها ميزانًا للقولِ والفصلِ.
وفي جانبٍ آخر، فإنَّ تكريمَ الكبيرِ يزرعُ الأمنَ النفسيَّ في المجتمعِ؛ لأنَّ كبارَ السنِّ إذا شعروا بالاحترامِ عاشوا مطمئنينَ، وإذا اطمأنّ الكبارُ اطمأنتْ الأسرُ، وإذا اطمأنتِ الأسرُ صلحَ المجتمعُ، وانصلحَ حالُ الأبناءِ.
وفيه أيضًا تربيةٌ على الوفاءِ؛ لأنَّ من يكرمُ الكبيرَ اليومَ سيُكرَمُ غدًا، ومن يعرفُ حقَّ أهلِ الفضلِ سيُحفظُ فضلُه، والجزاءُ من جنسِ العملِ، وقد قال تعالى: ﴿هَلْ جَزاءُ الإِحْسانِ إِلّا الإِحْسانُ﴾، وهي قاعدةٌ ربانيةٌ تضمنُ بقاءَ الخيرِ بين الناسِ.
وإذا اجتمعَ كلُّ ذلك، علمنا أنَّ تكريمَ الكبارِ وأصحابِ الفضلِ والضعفاءِ ليس واجبًا فرديًا، بل هو مشروعُ نهضةٍ كاملةٍ، أساسُه الرحمةُ، وأركانُه الأخلاقُ، وثمرتُه أمةٌ متماسكةٌ، يقولُ عنها ربُّها: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾.
فتقوى اللهِ – عبادَ اللهِ – تظهرُ في هذه المواطنِ، وفي هذه القيمِ، وفي هذا الأدبِ الرفيعِ، فمن أرادَ صلاحَ القلبِ، وبركةَ العمرِ، ورفعةَ الدرجاتِ، فليحفظْ حقَّ الكبيرِ، وليُعظّمْ أهلَ الفضلِ، وليرحمِ الضعيفَ، فبهذا تُحفظُ الأممُ وتستقيمُ المجتمعاتُ.
أيُّها المؤمنونَ… لقد تبيَّنَ لنا أنَّ تكريمَ كبارِ السنِّ، وتعظيمَ أصحابِ الفضلِ، ورعايةَ الضعفاءِ ليست شعاراتٍ تُقال، ولا أخلاقًا تُعلَّق، بل هي فرائضُ ربانيةٌ و«شعائرُ إيمانيةٌ» أمرَ اللهُ بها، وأقامَ عليها بناءَ الأممِ، وجعلَها علامةً على صدقِ القلوبِ وسلامةِ النفوسِ. فمن عظَّمَ أهلَ الفضلِ عظَّمَهُ اللهُ، ومن رحمَ الضعيفَ رحمهُ اللهُ، ومن صانَ حقَّ الكبيرِ صانَهُ اللهُ في عمرِه وولدِه وذريتِه. وإنَّ المجتمعَ الذي يُكرمُ شيبتَه، ويحفظُ فضلَه، ويحنو على ضعفائِه، هو المجتمعُ الذي كتبَ اللهُ لهُ البركةَ في الأرزاقِ، والطمأنينةَ في البيوتِ، والألفةَ في القلوبِ.
فاتقوا اللهَ – عبادَ اللهِ – واحفظوا هذه الوصايا في بيوتِكم، وفي مجالسِكم، وفي أعمالِكم، وفي كلِّ موطنٍ يقتربُ فيه الإنسانُ من أخيهِ الإنسانِ؛ فالمؤمنُ لا يكونُ مؤمنًا حتى يكونَ رحيمًا، وقورًا، وفيًّا، مُعظِّمًا لمن عظَّمَهُ اللهُ.
والآن نرفعُ أكفَّ الضراعةِ إلى ربِّ الأرضِ والسماءِ…
اللهمَّ اغفرْ لنا ذنوبَنا، واهدِ قلوبَنا، وأصلحْ سرائرَنا، وطهِّرْ أعمالَنا، واجعلْنا من عبادِكَ الصالحينَ.
اللهمَّ اجعلْنا ممن يُعظِّمونَ كبارَهم، ويكرمونَ أهلَ فضلِهم، ويرحمونَ ضعفائَهم، ويَعرفونَ حقَّ من مَرَّ من العمرِ، وحقَّ من قدَّمَ الخيرَ، وحقَّ من ضحَّى في سبيلِ الأمةِ.
اللهمَّ اجعلْنا من البَرَّرةِ بولدينا، المُحسنينَ لشيوخِنا، المُوقِّرينَ لأهلِ العلمِ، الحافظينَ لحقوقِ أهلِ الإحسانِ.
اللهمَّ ارحمْ كبارَ المسلمينَ، واشفِ مرضاهم، وقوِّ ضعفاءَهم، وباركْ في أعمارِهم، واغمرْ حياتَهم بالسكينةِ والطمأنينةِ والإحسانِ.
اللهمَّ ارحمْ شهداءَ الوطنِ، وتقبّلْ تضحياتِهم، وارفعْ درجاتِهم، وأكرِمْ مثواهم، واجعلْهم في الفردوسِ الأعلى مع النبيينَ والصديقينَ والشهداءِ والصالحينَ.
اللهمَّ احفظْ مصرَ وأهلَها…
د. أحمد رمضان
خُطبةُ صوتِ الدعاةِ – إعداد رئيس التحرير: الدكتور أحمد رمضان
___________________________________
خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف علي صوت الدعاة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
و للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع
و للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف








