web analytics
أخبار عاجلة
خطبة الجمعة القادمة 19 مايو 2023م بعنوان : سنن الله الكونية في القرآن الكريم ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 29 شوال 1444هـ ، الموافق 19 مايو 2023م
خطبة الجمعة القادمة 19 مايو 2023م بعنوان : سنن الله الكونية في القرآن الكريم ، للشيخ عمر مصطفي

خطبة الجمعة القادمة : سنن الله الكونية في القرآن الكريم ، للشيخ عمر مصطفي

خطبة الجمعة القادمة 19 مايو 2023م بعنوان : سنن الله الكونية في القرآن الكريم ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 29 شوال 1444هـ ، الموافق 19 مايو 2023م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 19 مايو 2023م بصيغة word بعنوان : سنن الله الكونية في القرآن الكريم ، للشيخ عمر مصطفي

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 19 مايو 2023م بصيغة pdf بعنوان : سنن الله الكونية في القرآن الكريم ، للشيخ عمر مصطفي

عناصر خطبة الجمعة القادمة 19 مايو 2023م ، بعنوان : سنن الله الكونية في القرآن الكريم ، للشيخ عمر مصطفي.

 

أولًا: أهميةُ معرفةِ السننِ الكونيةِ.

ثانيًا: نماذجُ مِن السننِ الكونيةِ.

 ثالثًا: فهمُ السننِ الكونيةِ مفتاحُ الحياةِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 19 مايو 2023م ، بعنوان : سنن الله الكونية في القرآن الكريم ، للشيخ عمر مصطفي ، كما يلي:

 

سننُ اللهِ الكونيةُ في القرآنِ الكريمِ

29 شوال 1444هـ – 19 مايو 2023م

الموضوع

الحمدُ للهِ مُعطِي الجزيلَ لمَنْ أطاعَهُ ورَجَاهُ، وشديدِ العقابِ لمَن أعرضَ عن ذكرِهِ وعصاهُ، اجْتَبَى مَن شاءَ بفضلِهِ فقرَّبَهُ وأدْناهُ، وأبْعَدَ مَنْ شاءَ بعَدْلِهِ فولاَّهُ ما تَولاَّهُ، أنْزَلَ القرآنَ رحمةً للعالمين ومَنَارًا للسالِكين، فمَنْ تمسَّكَ بهِ نالَ مُنَاهُ، ومَنْ تعدَّى حدودَهُ وأضاعُ حقُوقَهُ خسِرَ دينَهُ ودنياهُ، أحْمدُهُ على ما تفضَّلَ بهِ مِن الإِحسانِ وأعطاهُ، وأشْكرهُ على نِعمهِ الدينيةِ والدنيويةِ، وأشهدُ أنْ لا إِلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، الكاملُ في صفاتِهِ المتعالِي عن النُّظَراءِ والأشْباهِ، وأشهدُ أنَّ مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ الَّذِي اختارَهُ على البشرِ واصْطفاهُ، صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وأصحابهِ والتابعينَ لهُم بإِحسانٍ ما انْشقَّ الصبحُ وأشْرقَ ضِياهُ، وسلَّمْ تسليمًا.

أمّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة

أولاً :أهميةُ معرفةِ السننِ الكونيةِ

عبادَ اللهِ: إنّ للهِ تعالي  سننًا في الأممِ والأفرادِ، و سننًا في الكونِ، وهذه السننُ تعملُ مجتمعةً ولا تتخلفُ أو تتبدلُ، يخضعُ لها البشرُ في تصرفاتهِم وأفعالهِم وسلوكهِم في الحياةِ، ويترتبُ على ذلك نتائجُ كالنصرِ أو الهزيمةِ، والسعادةِ أو الشقاوةِ، والعزِّ أو الذلِّ، والرقيِّ أو التخلفِ، والقوةِ أو الضعفِ، وفقَ مقادير ثابتةٍ لاتتبدلُ ولا تتخلفُ .

وهذه السننُ: هي القوانينُ الحاكمةُ قدرًا في العبادِ التي تجرِي باطرادِ وثباتٍ وعمومٍ في حياةِ البشرِ.

**وهذه السننُ ثابتةٌ غيرُ قابلةٍ للتبديلِ والتغييرِ، قالَ تعالَي: { سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62)}(الأحزاب). إنّ مَن تمادَى في العصيانِ، وتجرأَ على الأذَى، ولم ينتهِ عنهُ، فإنَّه يعاقبُ عقوبةً بالغةً، {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا} أي تغييرًا، بل سنتهُ تعالى جاريةٌ مع الأسبابِ المقتضيةِ لأسبابِهَا، قالَ تعالي: {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43)}(فاطر).

فلم يبقَ لهم إلّا انتظارُ ما يحلُّ بهم مِن العذابِ، الذي هو سنةُ اللهِ في الأولين، التي لا تبدلَ ولا تغيرَ، أنّ كلَّ مَن سارَ في الظلمِ والعنادِ والاستكبارِ على العبادِ، أنْ يحلَّ به نقمتهُ، وتسلبَ عنه نعمتهُ، فَلْيَتَرَّقبْ هؤلاء، ما فُعِلَ بأولئك.(تفسير السعدي).

**وهذه السننُ عامةٌ وشاملةٌ، تشملُ جميعَ مَن وجبتْ في حقّهِم هذه السننُ دونَ استثناءٍ ولا محاباةٍ ، قال تعالي: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123)}(النساء).

وما وعدَ اللهُ بهِ مِن الثوابِ أو إدخالِ الجنةِ، أو ما تحاورتُم فيه ليس حاصلًا بمجردِ أمانِيكُم أيُّها المسلمون أو أمانِي أهلِ الكتابِ أو غيرِهم، وإنَّما ما تمنيتمُوه جميعًا يحصلُ بالإيمانِ الصادقِ، وبالعملِ الصالحِ، وبالسعيِ والجدِّ في طاعةِ اللهِ، فقد اقتضتْ سنةُ اللهِ تعالَى أنْ مَن يعملْ خيرًا يجدْ خيرًا، ومَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ عاجلًا أو آجلًا إلّا إذا تابَ، أو تفضلَ اللهُ عليهِ بالمغفرةِ إذا كان مؤمنًا.(التفسير الوسيط).

**وهذه السننُ متكررةٌ، كُلّمَا وُجِدَتْ أسبابُهَا وُجِدَتْ، كلما تهيأتْ الظروفُ المناسبةُ مكانًا وزمانًا وأشخاصًا وفكرًا وسلوكًا، قال تعالي: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (137)}(آل عمران). يخاطبُ اللهُ المؤمنينَ لمَّا أُصيبُوا يومَ «أُحدٍ» تعزيةً لهم بأنَّه قد مضتْ مِن قبلكُم أممٌ، ابتُلِيَ المؤمنون منهم بقتالِ الكافرين فكانت العاقبةُ لهم، فسيرُوا في الأرضِ معتبرين بمَا آلَ إليهِ أمرُ أولئك المكذبين باللهِ ورسلهِ.(التفسير الميسر).

 

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة

ثانياً :نماذجُ مِن السننِ الكونيةِ

أولًا: سنةُ التدافعِ: إنّ الصراعَ بينَ الحقِّ والباطلِ، وبينَ الخيرِ والشرِّ، صراعًا دائمًا، ونزاعًا موصولًا، ولولا أنَّ اللهَ تعالى يدفعُ بعضَ الناسِ ببعضِ لفسدتْ الأرضُ، ولمَا قامَ  دينُ اللهِ على هذه الأرضِ،  قالَ تعالى: { وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)}(البقرة).

لولا أنّ اللهَ يدفعُ شرَّ الأشرارَ بجهادِ الأخيارِ لفسدتْ الحياةُ؛ لأنَّ الشرَّ إِنْ غلبَ كان الخرابُ والدمارُ {ولكنّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العالمين} أي ذو تفضلٍ وإِنعامٍ على البشرِ، حيثُ لم يمكّنْ للشرِّ مِن الاستعلاءِ.(صفوة التفاسير).

 وقالَ تعالي: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)}(الحج). لولا أنّ اللهَ يدفعُ بقومٍ عن قومٍ، ويكفُّ شرورَ أُناسٍ عن غيرِهِم، بما يخلقهُ ويقدرهُ مِن الأسبابِ لفسدتْ الأرضُ، ولأهلكَ القويُّ الضعيفُ.(مختصر تفسير بن كثير ).

ثانيًا: سنةُ التغييرِ و سلبِ النِّعمِ بالذنوبِ كما قالَ تعالَى :{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ (53)}(الأنفال).

{ذَلِكَ} العذابُ الذي أوقعَهُ اللهُ بالأممِ المكذبةِ وأزالَ عنهم ما هُم فيهِ مِن النعمِ والنعيمِ، بسببِ ذنوبِهِم وتغييرِهِم ما بأنفسِهِم، فإنّ اللهَ لم يكُ مغيرًا نعمةً أنعمَهَا على قومٍ مِن نعمِ الدينِ والدنيَا، بل يبقيهَا ويزيدهُم منها، إنْ ازدادُوا لهُ شكرًا {حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} مِن الطاعةِ إلى المعصيةِ فيكفرُوا نعمةَ اللهِ ويبدلُوهَا كُفرًا، فيسلبَهُم إياهَا ويغيرهَا عليهم كما غيّرُوا ما بأنفسِهِم، وللهِ الحكمةُ في ذلك والعدلُ والإحسانُ إلى عبادهِ، حيثُ لم يعاقبْهُم إلّا بظلمِهِم.(تفسير السعدي).

ثالثًا: سنةُ الابتلاءِ: إنَّ اللهَ يبتلِي عبادَهُ على قدرِ إيمانِهِم، ليكشفَ للناسِ الصادقَ مِن الكاذبِ، قال تعالَى:{ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)}(العنكبوت). أظنَّ الناسُ أنْ يُتركُوا بدونِ امتحانٍ، واختبارٍ، وابتلاءٍ، وبدونِ نزولِ المصائبِ بهِم؛ لأنَّهم نطقُوا بكلمةِ الإيمانِ؟ إنَّ ظنَّهُم هذا ظنٌّ باطلٌ، ووهمٌ فاسدٌ؛ لأنَّ الإيمانَ ليس كلمةً تقالُ باللسانِ فقط، بل هو عقيدةٌ تكلفُ صاحبَهَا الكثيرَ مِن ألوانِ الابتلاءِ والاختبارِ، عن طريقِ التعرضِ لفقدِ الأموالِ والأنفسِ والثمراتِ، حتى يتميزَ قوىُّ الإيمانِ مِن ضعيفهِ.(التفسير الوسيط).

والابتلاءُ يكونُ بالنعمِ كما يكونُ بالمصائبِ، قالَ تعالَي :{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35)}(الأنبياء). {وَنَبْلُوكُم} نختبركُم {بِالشَّرِّ} الفقرِ، والمرضِ، والبؤسِ {وَالْخَيْرِ} الغنى، والصحةِ، والسعادةِ. وهذا الابتلاءُ بالشرِّ والخيرِ {فِتْنَةً} لكم؛ لننظرَ أتصبرونَ على الشرِّ، وتشكرونَ على الخيرِ، أم تكفرونَ في أحدهِمَا أو كليهِمَا، {وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} يومَ القيامةِ؛ فنأجرَكُم على الشكرِ والصبرِ، ونؤاخذَكُم على اليأسِ والكفرِ.(أوضح التفاسير).

رابعًا: سنةُ التداولِ: مِن سننِ اللهِ في المجتمعِ البشريِ مُداوَلةُ الأيامِ، كمَا قالَ تعالَى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141)}(آل عمران). إِنْ أصابَكُم قتلٌ أو جراحٌ فقد أصابَ المشركينَ مثلُ ما أصابَكُم {وَتِلْكَ الأيام نُدَاوِلُهَا بَيْنَ الناس}  فالأيامُ دولٌ، يومٌ لكَ ويومٌ عليكَ، ويومٌ تُساءُ  فيهِ ويومٌ تُسرُّ {وَلِيَعْلَمَ الله الذين آمَنُواْ}  فعلَ ذلك ليمتحنَكُم فيرَى مَن يصبرُ عندَ الشدائدِ ويميزُ بينَ المؤمنينَ والمنافقين {وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ} وليكرمَ بعضَكُم بنعمةِ الشهادةِ في سبيلِ اللهِ {والله لاَ يُحِبُّ الظالمين}، لا يحبُّ المعتدين ومنهم المنافقون الذين انخذلُوا عن نبيِّهِ يومَ أُحدٍ، {وَلِيُمَحِّصَ الله الذين آمَنُواْ}  ينفيهم ويطهرَهُم مِن الذنوبِ ويميزَهُم عن المنافقين، {وَيَمْحَقَ الكافرين} يهلكهُم شيئًا فشيئًا.(صفوة التفاسير).

خامسًا: سنةُ الإمهالِ للظالمين: فيمهلهُم إلى وقتِ عذابه، ولكنّهُ  لا يهملهُم، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ» ثم قرأ رسول الله ﷺ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)}(هود). (صحيح البخاري).  يقصمُهُم بالعذابِ ويبيدُهُم، ولا ينفعُهُم، ما كانُوا يدعُون، مِن دونِ اللهِ مِن شيءٍ.(تفسير السعدي).

سادسًا: سنةُ الموتِ والإهلاكِ، الذي كتبَهُ اللهُ على الخلقِ، وجعلَهُ حكمًا واقعًا على كلِّ حيٍّ، وهذه القرونُ التي خلتْ مِن بعدِ نوحٍ إلى اليومِ، قد هلكَ أهلُهَا جميعًا، وهم أعدادٌ كثيرةٌ، تضمُّ أممًا وشعوبًا لا يعلمُهَا إلّا اللهُ، وقد مضُوا جميعًا إلى ربِّهِم، ليس معهم شيءٌ مِمّا كان لهم في دنياهُم، إلّا ما عملُوا مِن خيرٍ أو شرٍّ.

قالَ تعالَى: { وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (17)}(الإسراء).

هؤلاء أممٌ كثيرةٌ، أبادَهُم اللهُ بالعذابِ مِن بعدِ قومِ نوحٍ، كعادٍ وثمودَ وقومِ لوطٍ وغيرِهِم مِمّن عاقبَهُم اللهُ، لَمّا كثرَ بغيهُم واشتدَّ كفرُهُم أنزلَ اللهُ بهِم عقابَهُ العظيمَ.(تفسير السعدي).

وقالَ تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57)}(العنكبوت).وفي هذه الآيةِ بيانٌ أنَّ الموتَ أمرٌ قدرَهُ اللهُ وكتبَهُ على بنِي آدم، كان ذلك بالهلاكِ أو بغيرهِ.

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة

ثالثًا: فهمُ السننِ الكونيةِ مفتاحُ الحياةِ

عبادَ الله: إنّ التأملَ في سننِ اللهِ والتدبرِ فيهَا وفهمِهَا هو مفتاحُ الحياةِ؛ لأنَّهُ  يدعو المسلمَ إلي الاستفادةِ منها في تجنبِ غضبِ اللهِ، ونزولِ عقابه، وفيه حفظٌ لكيانِ الأمةِ مِن الاضطرابِ والفناءِ ، فضلًا عن رفعةِ شأنِهَا ودوامِ عزِّهَا وكرامتِهَا، وفيه اعتبارٌ بمصائرِ السابقين حين خالفُوا أوامرَ اللهِ وارتكبُوا ما نهَي عنهُ، وما حاقَ بهم مِن السقوطِ والفناءِ لمخالفتِهِم لسننِ اللهِ الثابتةِ التي لا تتبدلُ ولا تتغيرُ.

وإنّ إدراكَ السننِ الكونيةِ يقودُ إلي اليقينِ بأنَّ للكونِ نظامًا ثابتًا، وسننًا محددةً، وفقهُ تلك السننِ يقودُ إلي الإيمانِ بوجودِ غايةٍ مِن وراءِ خلقِ هذا الكونِ وتسخيرهِ للإنسانِ، ولفهمِ هذه السننِ أهميةٌ كبيرةٌ في حركةِ المجتمعِ في الاعتبارِ بمصائرِ السابقين، مِمّا يُؤدّي إلي الحركةِ باطمئنانٍ واتزانٍ في الحياةِ، مع إدراكِ أهميةِ التناصحِ فيمَا بينَ أبنائهِ لنشرِ القيمِ الإنسانيةِ وإحياءِ السننِ النبويةِ.

والفقهُ بالسننِ الإلهيةِ يُعطِي القدرةَ علي التسايرِ مع إرادةِ اللهِ في أرضهِ، والتعايشِ معها، وحسنِ القيامِ بأمانةِ الاستخلافِ فيهَا وعمارتِهَا وذلك باستقراءِ السننِ وحسنِ فهمِهَا .

اللَّهُمَّ  فقهنَا في سننِكَ وارزقْنَا تلاوةَ كتابِكَ على الوجهِ الَّذِي يرْضيك عنَّا، واهدِنا به سُبُلَ السلام ،  وأخْرِجنَا بِه من الظُّلُماتِ إلى النُّور، واجعلْه حُجَّةً لَنَا لا علينَا يا ربَّ العالَمِين، اللهُمّ اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا سخاءً رخاءً  واحفظها يا ربِّ مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

كتبه راجي عفو ربه عمر مصطفي

 

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

عن كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

شاهد أيضاً

اختبار صرف بدل التميز العلمي : الأسماء ومواعيد الاختبارات والكتب والاختبارات السابقة

اختبار صرف بدل التميز العلمي : الأسماء ومواعيد الاختبارات والكتب والاختبارات السابقة

اختبار صرف بدل التميز العلمي : الأسماء ومواعيد الاختبارات والكتب والاختبارات السابقة أولاً : الإعلان …

سلسلة الدروس الرمضانية، الدرس الثامن عشر: أوصاف وأنواع النفس في القرآن، للدكتور خالد بدير

الدرس الثامن عشر: أوصاف وأنواع النفس في القرآن، للدكتور خالد بدير

سلسلة الدروس الرمضانية، الدرس الثامن عشر: أوصاف وأنواع النفس في القرآن، للدكتور خالد بدير. لتحميل …

سلسلة الدروس الرمضانية، الدرس السابع عشر: الدروس المستفادة من غزوة بدر الكبرى ، للدكتور خالد بدير

الدرس السابع عشر: الدروس المستفادة من غزوة بدر الكبرى ، للدكتور خالد بدير

سلسلة الدروس الرمضانية، الدرس السابع عشر: الدروس المستفادة من غزوة بدر الكبرى ، للدكتور خالد بدير. …

سلسلة الدروس الرمضانية، الدرس السادس عشر: قيمة الوقت في الإسلام ، للدكتور خالد بدير.

الدرس السادس عشر: قيمة الوقت في الإسلام ، للدكتور خالد بدير

  لتحميل درس قيمة الوقت في الإسلام بصيغة word أضغط هنا لتحميل درس قيمة الوقت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Translate »