web analytics
أخبار عاجلة
خطبة الجمعة القادمة 11 ديسمبر 2020م : الحفاظ على المال، وحتمية مواجهة الفساد ، للشيخ عبد الناصر بليح
خطبة الجمعة القادمة 11 ديسمبر 2020م : الحفاظ على المال، وحتمية مواجهة الفساد ، للشيخ عبد الناصر بليح

خطبة الجمعة القادمة 11 ديسمبر 2020م : الحفاظ على المال، وحتمية مواجهة الفساد ، للشيخ عبد الناصر بليح

خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة 11 ديسمبر 2020م : الحفاظ على المال، وحتمية مواجهة الفساد ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ: 26 من ربيع الثاني 1442هـ – 11 ديسمبر 2020م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 11 ديسمبر ، للشيخ عبد الناصر بليح : الحفاظ على المال، وحتمية مواجهة الفساد:

لتحميل خطبة الجمعة القادمة ، للشيخ عبد الناصر بليح : الحفاظ على المال، وحتمية مواجهة الفساد، بصيغة word  أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة ، للشيخ عبد الناصر بليح : الحفاظ على المال، وحتمية مواجهة الفساد ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

عناصر خطبة الجمعة القادمة ، للشيخ عبد الناصر بليح : الحفاظ على المال، وحتمية مواجهة الفساد : كما يلي:

 

1-      حديث الإسلام عن المال.

2-      حفظ الإسلام للمال ووقوفه ضد الفساد الإداري.

3-      حفظ الإسلام للمال ووقفه ضد الفساد المالي.

4-      حفظ الإسلام للمال ووقوفه ضد الفساد الأخلاقي.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة ، للشيخ عبد الناصر بليح : الحفاظ على المال، وحتمية مواجهة الفساد : كما يلي:

 

“الحفاظ على المال، وحتمية مواجهة الفساد”

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله اللهم صل وسلم ،وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد: فيقول الله تعالي: “ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”( الروم/ 41) .

أخوة الإيمان والإسلام :حديثنا إليكم اليوم عن “الحفاظ على المال، وحتمية مواجهة الفساد” وهو من الضرورات الخمس وهي: حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ المال، وحفظ العرض وحفظ العقل”

“وحديث الإسلام عن المال وحفظه:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 حديث شرحه يطول فتارة يقول عنه أنه زينة الحياة الدنيا :””الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا”(الكهف/46).    

وتارة ينهي عن إعطاء السفيه المال “وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا “(النساء/5). السفيه الذي لا يجوز لوليه أن يؤتيه ماله هو المستحق للحجر عليه ، وهو أن يكون مبذرا في  ماله أو مفسدا في دينه..

وتارة يحرم إضاعة المال: من خلال تحريم الإسراف والتبذير، قال تعالى: “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ “(الأعراف/31)، وقال تعالى:” وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا “(الإسراء/26).

وتارة يحذرأن المال ليس للإنسان منه إلا ما ابقي :”مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ “(النحل /96). ويقول أحد الصحابة أَتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَهو يَقْرَأُ: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ، قالَ: يقولُ ابنُ آدَمَ: مَالِي، مَالِي، قالَ: وَهلْ لَكَ، يا ابْنَ آدَمَ مِن مَالِكَ إلَّا ما أَكَلْتَ فأفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فأبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فأمْضَيْتَ؟”(مسلم).

وتارة يبين أن المال مال الله ونحن خلفاء عليه :”آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ “(الحديد/7).

وفي الحديث يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الْأُمَّهَاتِ وَوَأْدَ الْبَنَاتِ وَمَنَعَ وَهَاتِ وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ”(البخاري).

وتارة يحرم إتلاف أموال الناس وإيجاب الضمان على ذلك يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّى اللَّهُ عَنْهُ وَمَنْ أَخَذَ يُرِيدُ إِتْلَافَهَا أَتْلَفَهُ اللَّهُ”(البخاري).

“حفظ الإسلام للمال ووقوفه ضد الفساد الإداري.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 عباد الله: “كما وقف الإسلام للفساد بكل صوره وألوانه وأنواعه للحفاظ علي المال ومنها الفساد الإداري: وهو إساءة استخدام السلطة العامة لأهداف غير مشروعة كالرشوة، الابتزاز، المحسوبية، والاختلاس. ومخالفة القواعد والأحكام المالية التي تنظم سير العمل الإداري والمالي في المؤسسة.

لذلك وقف الإسلام من تنظيم هذا الأمر موقفاً عظيماً فأمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم والشفقة عليهم والنهي عن غشهم والتشديد عليهم وإهمال مصالحهم والغفلة عنهم وعن حوائجهم قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ”(النحل/90).

ويقول صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: “كُلُّكُم راعٍ ، وكُلُّكُمْ مسئول عنْ رعِيتِهِ: الإمامُ راعٍ ومسئول عَنْ رعِيَّتِهِ ، والرَّجُلُ رَاعٍ في أهلِهِ ومسئول عنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالمَرأَةُ راعيةٌ في بيتِ زَوجها ومسئولة عَنْ رعِيَّتِها ، والخَادِمُ رَاعٍ في مال سَيِّدِهِ ومسئول عَنْ رَعِيتِهِ ، وكُلُّكُم راع ومسئول عَنْ رعِيَّتِهِ”( متفقٌ عليه) .

ويقول صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقول: “ما مِن عبدٍ يسترعِيهِ اللَّه رعيَّةً، يَمُوتُ يومَ يَموتُ وهُوَ غَاشٌ لِرَعِيَّتِهِ، إلاَّ حَرَّمَ اللَّه علَيهِ الجَنَّةَ”( متفقٌ عليه).

وفي روايةٍ: “فَلَم يَحُطهَا بِنُصْحهِ لم يجِد رَائحَةَ الجَنَّة”. وفي روايةٍ لمسـلم: “ما مِن أَمِيرٍ يَلِي أُمورَ المُسلِمينَ، ثُمَّ لا يَجهَدُ لَهُم، ويَنْصحُ لهُم، إلاَّ لَم يَدخُل مَعَهُمُ الجَنَّةَ”.

ويقول صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: “اللهم من وَلي من أمر أُمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه ، ومن وَلِيَ من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به”(مسلم).

 ويقول صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقول: “من ولاَّهُ اللَّه شَيئاً مِن أُمورِ المُسلِمينَ فَاحَتجَبَ دُونَ حَاجتهِمِ وخَلَّتِهم وفَقرِهم ، احتَجَب اللَّه دُونَ حَاجَتِه وخَلَّتِهِ وفَقرِهِ يومَ القِيامةِ” فَجعَل مُعَاوِيةُ رجُلا على حَوَائجِ الناسِ”(أبو داودَ، والترمذي).

وهذا هو عمر بن الخطاب منحه الله فطنة وذكاء وفراسة، فكان لا يخدع ولا يُخدع؛ من ھنا كان يأخذ حذره تماما من عماله، ويشتد معهم في الحساب، بل كان يطلب بياناً من العامل بما يمتلكه عندما يوليه منصبه.

فكان من سياسة عمر بن الخطاب الراشدية، أنه كان يعزل عمّاله، متى رفضه الرعية حتى لو كان أتقى الناس وأعدلهم، فلم يكن يستغني بعدل ولاته وصلاحهم عن رضاء الرعية عنهم. فقد عيَّن سعد بن أبي وقاص على العراق، فرفع أهل العراق شكاية ضد سعد إلى عمر، فعزله عمر، بالرغم من أنه حقق في شكاية أهل العراق ضده، واستمع إلى مرافعة سعد، وأثبت سعد براءته من الشكوى التي رمي بها، إلا أن ذلك لم يشفع لسعد عند عمر وعزله.

كذلك لم يتوان عمر بن الخطاب عن عزل عمار بن ياسر رضى الله عنه عن الكوفة سنة ٢٢ھـ بعد عام من ولايته، وذلك بسبب كراهية أهل الكوفة له، وثبوت عدم كفاءته، وجهله بالسياسة، بل جھله بجغرافية المكان الذي ولاه عمر عليه. فلما عزله عمر رضى الله عنه، قال له: أساءك حين عزلتك؟ قال: والله ما فرحت به حين بعثتني، ولقد سائني حين عزلتني، قال له عمر: َ لقد علمت ما أنت بصاحب عمل، ولكني تأولت الآية: “وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ”.

ومن التفسيرات التي ذكرها العلماء في سبب عزل عمر لسعد، غير الذي ذكرناه قبل، ما قيل من أن مذهب عمر أنه لا يستمر بالعامل أكثر من أربع سنين “( فتح الباري لابن حجر (2/ 240).

وهذه سنة عمرية راشدية أخرى، من السنن التي يجب التأسي بها لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباع سنن الخلفاء الراشدين. ومما قيل في تفسير هذه السنة : أنها تمنع استغلال الولاة لمناصبهم، وتمنع محاباة الناس لهم إذا علموا أنهم مستمرون في مناصبهم، أو أنهم ماكثون فيها مكثا طويلا، دون محاسبة أو عقاب, فإذا كانت مدة ولايتهم مؤقتة بهذه المدة القصيرة، فإن الرعية لن تخشاهم، ولن يستطيل الولاة على الرعية لخوفهم من العزل..

“حفظ الإسلام للمال ووقوفه ضد الفساد المالي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عباد الله :” والفساد المالي: “وهو ما يتعلق بكل أنواع الفساد في المعاملات سواء في العمل الحكومي أو الأهلي ..من الاختلاس والرشوة وبيع الذمة ..  فتنتشر الرشوة بكل مظاهرها سراً وجهراً بين أصحاب النفوس الضعيفة فتضيع الحقوق وتختل موازين العدل بين الناس، ولهذا فسدت ضمائر كثير من الموظفين، فتجد المظلوم يصبح ظالماً وصاحب الحق يصبح معتديا وباذل الرشوة يصبح صادقا محقا ناهيك عن اختلاس الأموال العامة بمجرد الحصول عليها بأي سبيل إذ لا رادع يردعه عن ذلك. عن أبي هريرة عن النَّبيِّ صلي الله عليه وسلم قال: “ليأتيَنَّ على الناس زمان لا يُبالي المرء بما أخذ المال، أمِنْ حلال أم من حرام”(البخاري).

وعند هؤلاء الآخذين غير المبالين أنَّ الحلال ما حلَّ في اليد، والحرام ما لم يصل إليها، وأما الحلال في الإسلام، فهو ما أحلَّه الله ورسوله صلي الله عليه وسلم ، والحرام ما حرَّمه الله ورسوله صلي الله عليه وسلم.

وقد ورد في سنَّة الرسول صلي الله عليه وسلم  أحاديث تدلُّ على منع العمَّال والموظفين من أخذ شيء من المال ولو سُمِّي هدية، منها حديث أبي حميد الساعدي قال: ” استعمل رسول الله صلي الله عليه وسلم  رجلاً من الأسد، يُقال له: ابن اللتبيَّة على الصدقة، فلمَّا قدم قال: هذا لكم، وهذا لي أُهدي لي، قال: فقام رسول الله * على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: ما بال عامل أبعثه فيقول: هذا لكم، وهذا أُهدِيَ لي؟! أفلاَ قعدَ في بيت أبيه أو في بيت أمِّه حتى ينظرَ أيُهدَى إليه أم لا؟! والذي نفسُ محمد بيده! لا ينال أحدٌ منكم منها شيئاً إلاَّ جاء به يوم القيامة يحمله على عُنُقه، بعير له رُغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعَر، ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتَي إبطيه، ثم قال: اللَّهمَّ هل بلَّغت؟ مرَّتين”( البخاري ومسلم).

“حفظ الإسلام للمال ووقوفه ضد الفساد الأخلاقي:ـ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عباد الله:” ارتباط الفساد بالأخلاق :وكلمة “فساد” مرتبطة في الذهن أساساً بالفساد الأخلاقي وتعد ظاهرة الفساد ظاهرة قديمة في المجتمعات الإنسانية لا تقتصر على شعب دون غيره ..أو دولة دون أخرى.. أو ثقافة دون ثقافة ..

من المسئول عن الفساد الأخلاقي؟

وأول مسئول عن الفساد الأخلاقي هو الأسرة: باعتبارها الحجر الأساس والدعامة القوية والمدرسة الأم التي يتلقى فيها الإنسان التربية الحسنة ويتعرف من خلالها على الجيد والسيئ والصالح والطالح والواجب والممنوع والمسموح والمرفوض.. لأن فساد الأخلاق هو فساد الفضائل، قال شوقي:

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت      فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

وللفساد الأخلاقي صور كثيرة وقف لها الإسلام بالمرصاد منها :”

  الاحتكارات المحرمة شرعا والإثراء عن طريقها وكذا تهريب المخدرات والأثار للحصول على المال من جهة، ولإفساد حياة المسلمين من جهة أخرى،

 ومنها الربا بأنواعه قال الله تعالى: “يا أَيُّهَا لَّذِينَ ءامَنُواْ تَّقُواْ للَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِىَ مِنَ لرّبَواْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ • فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مّنَ للَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبتُمْ فَلَكُمْ رُءوسُ أَمْولِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ”(البقرة/ 278 و 279).

ومنها أكل أموال اليتامى ظلماً قال تعالى: “إِنَّ لَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ لْيَتَـامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً”(النساء: 10).

ومنها :”التطفيف في الكيل والميزان” وَيْلٌ لّلْمُطَفّفِينَ • الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ • وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ • أَلا يَظُنُّ أُوْلَـئِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ • لِيَوْمٍ عَظِيمٍ • يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبّ الْعَـالَمِينَ”(المطففين:1- 6).

ومنها الرشاوى؛ قال تعالى: “وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ”(البقرة: 188).

ومنها: “السرقة؛ قال تعالى: “وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”(المائدة: 38).

ومنها  غصب وسلب ونهب المسلمين ؛ قال صلي الله عليه وسلم :”من اقتطع حق امرئ مسلمٍ بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرّم عليه الجنة، فقال له رجل: وإن كان شيئًا يسيرًا “يا رسول الله؟ قال: “وإن كان قضيبًا من أراك”(النسائي).

فاحذروا من أكل المال الحرام ، فهو مستنقع قذر، وسبيل إلى الهلاك، ومركب إلى الهاوية ، فاحذروه بكل صوره، وشتى أنواعه وأشكاله ، فهو خبيث..

عباد الله أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم أو كما قال ..

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد :

فلازلنا نواصل الحديث حول تصدي الإسلام للفساد بكل أنواعه(الإداري والمالي والأخلاقي).حفاظاً علي المال  الذي هو عصب الحياة..

عباد الله :” انتشرت ظواهر سيئة في جميع نواحي الحياة من غش وكذب وجشع لا حد له واستغلال القوي للضعيف، وماتت أوفي طريقها للموت أخلاق وفضائل كانت عند الناس في قمة أولوياتهم، وأخلاق كثيرة لم يعد لها وجود في أذهان كثير ممن ماتت ضمائرهم..  ولم يعد للرحمة مكان ..ولم يعد للعدل والإنصاف أي مكان يحط رحاله فيه إلا القليل  وذهب حتى ذكر أولئك الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة – وجاء الجيل الذي لا يأكل الوالد في مطعم ولده أو الولد في مطعم أبيه إلا بدفع القيمة نتيجة حتمية لإعراضهم عن هدي الله عز وجل واتباعهم لأهواء الضالين وقراصنة المال الذين لا يتكلمون إلا في المال، ولا يضحكون إلا للمال ولا يعملون إلا للمال، ولا يعطون شيئا إلا ليأخذوا ما هو أثمن منه، وحق للضعفاء والفقراء أن ينشدوا مع الشاعر قوله:

ذهب الذين إذا رأوني مقبلاً      هشوا إليّ ورحبوا بالمقبل

 وبقيت في خلف كأن حديثهم    ولغ الكلاب تهارشت في المنزل

وجاء الجيل الذي يستحل المال العام ويأكل السحت تحت مسمي حقي من الدولة فيستحل سرقة المياه والكهرباء ويقوم بتبذيرها دون ترشيد نفقات واستهلاك فيقوم بإضاءة أفرع الكهرباء في العرس من أعمدة الإنارة ويضع أمام محله لافتات مضيئة من خارج العداد وهو يعلم أنه سارق للمال العام ولكنه يستحله في صورة أخري ..وبحجة أم الناس شركاء في “الماء والعشب والنار”

ولا بد أن يُعلم أن سارق الماء والكهرباء يعتبر من آكلي أموال الناس بالباطل، ومن خائني الأمانات، وأن ذلك المال الذي لم يدفعه ثمنًا للماء والكهرباء ويأكله  ما هو إلا سحت، قال تعالى: “لوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ”(المائدة:63).وسمي المال الحرام سحتًا، لأنه يسحت الطاعات أي يذهبها ويستأصلها، (تفسير القرطبي 6/183).وقال صلي الله عليه وسلم: “كل جسم نبت من سحت فالنار أولي به”(الترمذي).والعلاج هو العودة إلي منهج الله عز وجل وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم :”   فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ  وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (  الذاريات/50-51). اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ..

 

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

عن كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

شاهد أيضاً

سلسلة الدروس الرمضانية، الدرس السادس عشر: قيمة الوقت في الإسلام ، للدكتور خالد بدير.

الدرس السادس عشر: قيمة الوقت في الإسلام ، للدكتور خالد بدير

  لتحميل درس قيمة الوقت في الإسلام بصيغة word أضغط هنا لتحميل درس قيمة الوقت …

خطبة الجمعة القادمة 29 مارس 2024م بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها ، للدكتورعمر مصطفي، بتاريخ 19 رمضان 1445هـ ، الموافق 29 مارس 2024م

خطبة الجمعة القادمة 29 مارس 2024م : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها ، للدكتور عمر مصطفي

خطبة الجمعة القادمة 29 مارس 2024م بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر …

خطبة الجمعة القادمة 29 مارس 2024م بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 19 رمضان 1445هـ ، الموافق 29 مارس 2024م

خطبة الجمعة القادمة 29 مارس 2024م بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها ، للشيخ خالد القط

خطبة الجمعة القادمة 29 مارس 2024م بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر …

سلسلة الدروس الرمضانية، الدرس الخامس عشر: فضل قضاء الحوائج ، للدكتور خالد بدير

الدرس الخامس عشر: فضل قضاء الحوائج ، للدكتور خالد بدير

سلسلة الدروس الرمضانية، الدرس الخامس عشر: فضل قضاء الحوائج ، للدكتور خالد بدير. لتحميل الدرس فضل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Translate »