خطبة الجمعة القادمة 12 سبتمبر 2025 : وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ *** يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر ، للشيخ خالد القط
بتاريخ 27 ربيع الأول 1447هـ ، الموافق 12 سبتمبر 2025م

خطبة الجمعة القادمة 12 سبتمبر 2025 بعنوان : وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ *** يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 20 ربيع الأول 1447هـ ، الموافق 12 سبتمبر 2025م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 12 سبتمبر 2025 بصيغة word بعنوان : وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ *** يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر ، بصيغة word للشيخ خالد القط
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 12 سبتمبر 2025 بصيغة pdf بعنوان : وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ *** يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 12 أغسطس 2025 بعنوان : وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ *** يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ *** يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر
بتاريخ 20 ربيع الأول 1447هـ – 12 أغسطس 2025م
الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز: ((إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ)) سورة يس (12).
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقدره العظيم.
أما بعد
أيها المسلمون، فإن أشرف وأكرم بناء فى هذه الحياة هو بناء الإنسان، بناؤه من الناحية الأخلاقية والعلمية والعقلية والسلوكية، وفى نفس الوقت هو أشق وأصعب بناء فى هذه الحياة، فلأن يبنى المرء مدينة بأسرها، أهون ألف مرة ومرة من بناء إنسان واحد.
أيها المسلمون، فلقد خلق الله الإنسان في هذه الحياة، وذلك من أجل مهمتين وغايتين عظيمتين، أما الأولى، فهي عبادة الله سبحانه وتعالى، قال تعالى ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )) سورة الذاريات (56)، وأما الثانية فهي الاستخلاف في الأرض وعمارتها، قال تعالى: ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)) سورة البقرة (30)، وقال ((هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ)) سورة هود (61).
أيها المسلمون، الإنسان منا حين يأتي إلى الدنيا، يكون أشبه ما يكون بخامة نقية هينة لينة، يمكن بناؤها وتشكيلها بسهولة ويسر، مصداق ذلك قوله تعالى ((فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)) سورة الروم (30)، وفى هذا الصدد أيضاً، أخرج الشيحان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((ما مِن مَوْلُودٍ إلّا يُولَدُ على الفِطْرَةِ، فأبَواهُ يُهَوِّدانِهِ أوْ يُنَصِّرانِهِ أوْ يُمَجِّسانِهِ، كما تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعاءَ، هلْ تُحِسُّونَ فيها مِن جَدْعاءَ، ثُمَّ يقولُ: ﴿فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتي فَطَرَ النّاسَ عليها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلكَ الدِّينُ القَيِّمُ﴾ [الروم: 30 )).
ولذلك فإن بناء الإنسان مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمؤسسات التعليمية والثقافية كل بدوره حتى يتم بناء الإنسان كما ينبغي.
ومن هذه المسؤولية أن يعمل الجميع بتعاون مشترك بينهم فيما يعود بالنفع لبناء الإنسان، وأن يكون الجميع يداً واحدة للنهوض بهذا الإنسان، أما حين يتخلى البعض عن دوره فى البناء، أو يسبح البعض عكس التيار الذي يسير فيه الجميع فإنه بلا شك، لا يمكن لهذا البناء أن يتمم ولا أن يرتفع أبدأ، ولله در القائل:
مَتى يَبلُغُ البُنيانُ يَوماً تَمامَهُ إِذا كُنتَ تَبنيهِ وَغَيرُكَ يَهدِمُ
ولا شك أن هذا الإنسان، الذي هو أكرم وأعز بنيان خلقه الله وأوجده فى هذه الحياة، تحيط به أخطار كثيرة ومخاوف عديدة إن تمكنت منه، لا تقوم له قائمة، فخطر المخدرات، وأصدقاء السوء، والمواقع الإلكترونية المجرمة والمحرمة كفيلة أن تهدم وتقوض أي بنيان، ولله در القائل: فلو ألفُ بانٍ خلفهم هادمٌ كفى. … فكيف ببانٍ خلفهُ ألفُ هادمُ.
أيها المسلمون، على الأسرة أن تقوم بدورها على أكمل وجه فى تربية وتنشئة أولادهم، كن ذا أثر طيب في حياة أبنائك، ولذلك قيل، (دع من يراك، يدعو لمن رباك)، وكذلك على المؤسسات التعليمية والثقافية كل يقوم بدوره كما ينبغي. كل ذلك انطلاقاً من حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المخرج فى الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ، فالإِمامُ راعٍ وهو مَسْئُولٌ، والرَّجُلُ راعٍ على أهْلِهِ وهو مَسْئُولٌ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ على بَيْتِ زَوْجِها وهي مَسْئُولَةٌ، والعَبْدُ راعٍ على مالِ سَيِّدِهِ وهو مَسْئُولٌ، ألا فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ)).
أيها المسلمون، إن قيمة ومكانة أي إنسان في هذه الحياة يكمن فيما يتقنه وينجزه من عمل، وكذلك فيما يتركه من أثر فى هذه الحياة، وهذا هو عنوان لقائنا اليوم، وهو ما عبّر عنه أمير الشعراء شوقي حين قال:
وَكُن رَجُلاً إِن أَتَوا بَعدَهُ يَقولونَ مَرَّ وَهَذا الأَثَر
فعلى كل منا أن يترك أثراً طيباً في هذه الحياة، قبل الرحيل منها.
اترك لنفسك أثراً طيباً تجده في صحائف أعمالك يوم القيامة، فمثلاً عليك بكثرة الخطى إلى المساجد، والمداومة على صلاة الجماعة، وكثرة ذكر الله، وفعل الخيرات والصدقات، واعلم أن الأرض التي تمشى عليها سيأتي يوم وتخبر بكل ما يحدث عليها من خير أو شر، وصدق الله العظيم إذ يقول ((يَوۡمَئِذٖ تُحَدِّثُ أَخۡبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوۡحَىٰ لَهَا (5) يَوۡمَئِذٖ يَصۡدُرُ ٱلنَّاسُ أَشۡتَاتٗا لِّيُرَوۡاْ أَعۡمَٰلَهُمۡ (6) فَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَيۡرٗا يَرَهُۥ (7) وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ شَرّٗا يَرَهُۥ (8) سورة الزلزله . وقال تعالى أيضاً: ((إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ)) سورة يس (12).
فكم من أناس، وإن كانوا أحياء بيننا، ولكن ليس لهم أي أثر في الحياة، بل هم في حقيقة الأمر هم أموات في ثياب أحياء، وكم من أناس رحلوا عن دنيانا، ولكنهم خالدون في ذاكرة كل منا، أعمالهم وآثارهم تتحدث عنهم حتى بعد رحيلهم، ولله در القائل:
قَد مَاتَ قَومٌ وَمَا مَاتَت فَضَائِلُهُم وَعَاشَ قَومٌ وَهُم فِي النَّاسِ أَموَاتُ
الخطبة الثانية
“””””””””
أيها المسلمون، فليحرص كل منا أن يغتنم الفرصة في هذه الحياة، فيقدم من الخيرات ما يجد أجره وثوابه عند الله، فقد يفعل الإنسان خيراً ربما لا يحصده هو فى حياته، وإنما يحصده من بعده غيره، حتى يكون له الأجر والثواب الذي لا ينقطع عند الله، ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((ما مِن مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ منه طَيْرٌ أَوْ إِنْسانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ؛ إِلّا كانَ له به صَدَقَةٌ)).
وكما كان عنوان لقائنا اليوم بيت أمير الشعراء شوقي، فإنا نختم لقاءنا بقول أمير الشعراء أيضاً:
دَقّاتُ قَلبِ المَرءِ قائِلَةٌ لَهُ
إِنَّ الحَياةَ دَقائِقٌ وَثَواني
فَاِرفَع لِنَفسِكَ بَعدَ مَوتِكَ ذِكرَها
فَالذِكرُ لِلإِنسانِ عُمرٌ ثاني
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه رضاه، وأن يحفظ مصر وأهلها من كل سوء وشر
بقلم: الشيخ خالد القط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف