خطبة الجمعة القادمة 15 أغسطس 2025 : إعلاء قيمة السعى والعمل ، للشيخ خالد القط
بتاريخ 14 صفر 1447هـ ، الموافق 15 أغسطس 2025م

خطبة الجمعة القادمة 15 أغسطس 2025 بعنوان : إعلاء قيمة السعى والعمل ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 14 صفر 1447هـ ، الموافق 15 أغسطس 2025م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 15 أغسطس 2025 بصيغة word بعنوان : إعلاء قيمة السعى والعمل، بصيغة word للشيخ خالد القط
=ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 15 أغسطس 2025 بصيغة pdf بعنوان : إعلاء قيمة السعى والعمل ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 15 أغسطس 2025 بعنوان : إعلاء قيمة السعى والعمل ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
إعلاء قيمة السعى والعمل
بتاريخ 21 صفر 1447هـ – 15 أغسطس 2025م
الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} (الملك: 15).
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقدره العظيم.
خطبة الجمعة القادمة 15 أغسطس 2025
أما بعد
أيها المسلمون، فإن للعمل قيمة ومكانة، ومنزلة عظيمة في الإسلام، وذلك لأن حياة الأمم وتقدمها وازدهارها قائمة ومعتمدة عليه، فبه تصلح الحياة وبدونه تتوقف وتفسد. لذلك جاءت آيات كثيرة في القرآن الكريم، وكذلك سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالدعوة إلى السعي والعمل، والأخذ بكل السبل الممكنة، ليعمّر الإنسان الأرض، ويحيا المرء عزيزاً كريماً في هذه الحياة. قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ االنُّشُورُ} (الملك: 15). وقال تعالى أيضاً: ﴿هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ وَٱسۡتَعۡمَرَكُمۡ فِیهَا فَٱسۡتَغۡفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوۤا۟ إِلَیۡهِۚ إِنَّ رَبِّی قَرِیبࣱ مُّجِیبࣱ﴾ سورة هود 61.
ونحن في يوم الجمعة إذ نؤدى الآن فريضة الصلاة
يدعونا رب العالمين بعد الانتهاء من صلاة الجمعة مباشرة أن نسعى على أرزاقنا وعلى أعمالنا
قال تعالى: ﴿فَإِذَا قُضِیَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُوا۟ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ كَثِیرࣰا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [الجمعة 10،
ولذلك ذكر القرطبي وغيره، قال: وَكَانَ عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ إِذَا صَلَّى الْجُمُعَةَ انْصَرَفَ فَوَقَفَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَجَبْتُ دعوتك، وصليت فَرِيضَتَكَ، وَانْتَشَرْتُ كَمَا أَمَرْتِنِي، فَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ وأنت خير الرازقين.
أيها المسلمون، ولنا في رسل الله جميعاً الأسوة والقدوة
فقد كانوا رغم منزلتهم العالية
وقربهم من الله، وتكليفيهم بتبليغ دين الله الى الناس
لم يمنعهم كل ذلك من سعيهم على أرزاقهم واحترافهم الحرف الشريفة التي تعفهم وتكرمهم
فها هو القرآن الكريم يحكي لنا عن نبي الله داوود: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ. أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (سبأ: 10، 11). وقال تعالى أيضاً عنه: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ} (الأنبياء: 80).
وفقد علمه الله عز وجل صنعةَ الدُّروع، أي كان حداداً عليه السلام، وفى الصحيح من حديث المقدام بن معدى كرب، يقول حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((ما أكَلَ أحَدٌ طَعامًا قَطُّ، خَيْرًا مِن أنْ يَأْكُلَ مِن عَمَلِ يَدِهِ، وإنَّ نَبِيَّ اللَّهِ داوُدَ عليه السَّلامُ، كانَ يَأْكُلُ مِن عَمَلِ يَدِهِ))، وهذا كليم الله موسى أحد أولى العزم من الرسل يحدثنا القرآن الكريم أنه كان يعمل، وإليكم الحوار الذى التقطه القرآن الكريم بين سيدنا موسى والعبد الصالح، قال تعالى: {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ } (سورة القصص: 27 – 28).
خطبة الجمعة القادمة 15 أغسطس 2025
كما احترف النجارة كل من نبي الله نوح وزكريا عليهما السلام، قال تعالى عن سيدنا نوح: ((وَٱصۡنَعِ ٱلۡفُلۡكَ بِأَعۡیُنِنَا وَوَحۡیِنَا وَلَا تُخَـٰطِبۡنِی فِی ٱلَّذِینَ ظَلَمُوۤا۟ إِنَّهُم مُّغۡرَقُونَ وَیَصۡنَعُ ٱلۡفُلۡكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَیۡهِ مَلَأࣱ مِّن قَوۡمِهِۦ سَخِرُوا۟ مِنۡهُۚ قَالَ إِن تَسۡخَرُوا۟ مِنَّا فَإِنَّا نَسۡخَرُ مِنكُمۡ كَمَا تَسۡخَرُون)) سورة هود، 37 و 38، أما عن نبي الله زكريا عليه السلام، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم: (( كانَ زَكَرِيّاءُ نَجّارًا)).
وحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، كذلك وهو من هو رسول الله علي قدره ومقداره العظيم
كان يعمل برعي الغنم في طفولته، كما عمل بالتجارة فى شبابه كذلك، فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((ما بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إلّا رَعى الغَنَمَ، فقالَ أصْحابُهُ: وأَنْتَ؟ فقالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أرْعاها على قَرارِيطَ لأهْلِ مَكَّةَ)).
ولكى تعرف قيمة السعي والعمل عند أصحاب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وكم رفضوا التواكل والاعتماد على غيرهم
وهكذا ينبغي أن يكون أصحاب النفوس الكبيرة، والهمم العالية
وبمثل هؤلاء الأفذاذ الابطال تتقدم الأمم وتزدهر حياة الناس
فهذا عبدالرحمن بن عوف أكبر نموذج على صدق ذلك، فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عبدالرحمن بن عوف قال
((لَمّا قَدِمْنا المَدِينَةَ آخى رَسولُ اللَّهِ ﷺ بَيْنِي وبيْنَ سَعْدِ بنِ الرَّبِيعِ، فقالَ سَعْدُ بنُ الرَّبِيعِ: إنِّي أكْثَرُ الأنْصارِ مالًا، فأَقْسِمُ لكَ نِصْفَ مالِي، وانْظُرْ أيَّ زَوْجَتَيَّ هَوِيتَ نَزَلْتُ لكَ عَنْها، فإذا حَلَّتْ تَزَوَّجْتَها. قالَ: فقالَ له عبدُ الرَّحْمَنِ: لا حاجَةَ لي في ذلكَ، هلْ مِن سُوقٍ فيه تِجارَةٌ؟ قالَ: سُوقُ قَيْنُقاعٍ. قالَ: فَغَدا إلَيْهِ عبدُ الرَّحْمَنِ، فأتى بأَقِطٍ وسَمْنٍ)).
ولكي تضح الصورة أكثر، انظروا ماذا قال الحبيب المصطفى عن الذي يسعى على المعايش، فقد أخرج الشيخان من حديث أبى هريرة، أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((السّاعِي على الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوِ القائِمِ اللَّيْلَ الصّائِمِ النَّهارَ)).
أيها المسلمون، إن أناسا يتواكلون ويتكاسلون فى سعيهم على أرزاقهم
بل ويمدون أيديهم لخلق الله ويتسولون هنا وهناك، لهم آثمون في حق أنفسهم ودينهم ووطنهم، ولذلك ذم الإسلام التسول بكل صوره وأشكاله، فقد أخرج الشيخان من حديث عبد الله بن عمر أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تَزالُ المَسْأَلَةُ بأَحَدِكُمْ حتّى يَلْقى اللَّهَ، وليسَ في وجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ. [وفي رواية]: مِثْلَهُ ولَمْ يَذْكُرْ مُزْعَةُ)).
خطبة الجمعة القادمة 15 أغسطس 2025
الخطبة الثانية
“””””””””””
أيها المسلمون، إن الاهتمام بالعمل وإعلاء قيمته لهو من أهم الركائز الأساسية لتقدم أي أمة من الأمم، ولذلك فإن تقدم الأمم وازدهارها مرهون بمدى بذل الجهد والعرق من أبناء هذه الأمة.
فكم نحن في أمس الحاجة أن نبذل اقصى ما في وسعنا من طاقات وجهد من أجل رفعة وإعلاء وطننا الغالي مصر، فعلى كل منا في موقعه أن يتقن عمله ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وذلك انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم، كما أخرج البيهقي وغيره بسند صحيح، من حديث عائشة رضي الله عنها أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يحبُ إذا عملَ أحدكُم عملا أن يتقنهُ)).
نسأل الله العظيم أن يهيئ لنا من أمرنا رشداّ
وأن يحفظ مصرنا الحبيبة من كل سوء وشر
بقلم: الشيخ خالد القط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف