أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل
خطبة الجمعة بعنوان: الأوطان ليست حفنة من تراب… الوطن ميدانُ العبادة، ومنبتُ القيم، وموئلُ الأمان.. د/ أحمد علي سليمان
خطبة بعنوان: الأوطان ليست حفنة من تراب... الوطن ميدانُ العبادة، ومنبتُ القيم، وموئلُ الأمان، ومسرحُ العمل، ومنطلقُ الإبداع

خطبة الجمعة بعنوان: الأوطان ليست حفنة من تراب… الوطن ميدانُ العبادة، ومنبتُ القيم، وموئلُ الأمان، ومسرحُ العمل، ومنطلقُ الإبداع بقلم المفكر الإسلامي الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الجمعة: 17 ذي الحجة 1446هـ / 13 يونيو 2025م موقع صوت الدعاة
لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 13 يونيو 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان : الأوطان ليست حفنة من تراب… الوطن ميدانُ العبادة، ومنبتُ القيم، وموئلُ الأمان، ومسرحُ العمل، ومنطلقُ الإبداع :
لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 13 يونيو 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان: الأوطان ليست حفنة من تراب… الوطن ميدانُ العبادة، ومنبتُ القيم، وموئلُ الأمان، ومسرحُ العمل، ومنطلقُ الإبداع ، بصيغة pdf أضغط هنا.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 13 يونيو 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان ، بعنوان : الأوطان ليست حفنة من تراب… الوطن ميدانُ العبادة، ومنبتُ القيم، وموئلُ الأمان، ومسرحُ العمل، ومنطلقُ الإبداع : كما يلي:
الحمدُ للهِ الذي خلقَ الإنسانَ وفضَّله، وأسكنه أرضًا يأمن فيها ويعبدُ ربَّه فيها، فجعلَ الأرضَ قرارًا ومعاشًا.. الحمدُ للهِ الذي غرسَ حبَّ الأوطانِ في القلوب، وجعلَه من شيمِ الكرام، وربطَ الأمنَ بالإيمان، والاستقرارَ بالشكر، والدينَ بالحياة، والعبادةَ بالعِمارة، وجعل الاستقرار نعمة تستوجب الشكر والعبادة، فقال تعالى: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ. الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) (قريش: 3-4).
نحمده سبحانه ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، ولي الصالحين، وقيوم السموات والأرضين..
وأشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، خير الخلق عندك، وأكرمهم لديك، وأحبهم إليك، سيدنا محمد (ﷺ) الذي جاءنا بالبينات والذكر الحكيم.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ، وَالخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ، نَاصِرِ الحَقِّ بِالحَقِّ، وَالهَادِي إِلَى صِرَاطِكَ المُسْتَقِيمِ، وَعَلَى آلِهِ حَقَّ قَدرِهِ وَمِقْدَارِهِ العَظِيمِ.
أيها المسلمون: أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، فإنها وصيه الله للأولين والآخرين، قال تعالى: (…وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ…) (النساء: 131)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102)، وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) (الأحزاب: 70-71).
وقال الكريم جل وعلا: (…وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (البقرة: 223).
إن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمدٍ (ﷺ)، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة… أما بعد
أيها المؤمنون:
الوطن قيمة حياتية، وروحية، وحضارية
أهمية الوطن تفوق الوصف والخيال:
الوطن كلمة تتخطى حدود الزمان والمكان… الوطن ليس مجرد قطعة أرض أو حفنة تراب كما يظن بعض ضعاف القلب.. ضعاف البصيرة، بل إن الوطن له في القلب مكان ومنزلة ومكانة، وله في الوجدان حبٌّ لا يُزاحمه حبّ، ولا يُضاهيه شوق.
الوطن هو المأوى، وهو المهوى، وهو القرار، والمستقر، وهو الحضن الكبير الذي يضم أبناءه في السراء والضراء.
الوطن هو المظلة التي تظلل الناس بالحماية والرعاية والعناية:
• وفي ظله يأمن الخائف،
• ويُعالج المريض،
• ويتعلم الجاهل،
• ويُكرم الكبير،
• ويُرحم الصغير.
• ويتراحم الناس والمخلوقات
الوطن هو ميدان الجهد والعطاء والبناء.
وهو الأرض التي جعلها الله لك مستقرا، ومكانا لرزقك وسعيك في الأرض.
هو البيئة التي فيها أهلك، وجيرانك، وذكرياتك، وماضيك وحاضرك.
وهو ميدان التكاليف الشرعية فيه تصلّي، وتصوم، وتزكّي، وتعلّم الناس الخير.
هو مكان الانتماء الروحي والوجداني.
هو المكان الذي ترتبط به العقيدة واللغة والتاريخ.
هو الميدان الذي تُحمى فيه القيم.
الوطن ليس ترابًا، بل هو العرض، والشرف، والدين، والمقدسات، والأجيال.
فلولا الوطن الآمن، لَمَا كان الاستقرار.
ولولا الوطن المستقر، لَمَا قامت حضارة.
ولولا الوطن المستقر لَمَا كان البناء والرخاء.
ولولا الوطن المستقر لَمَا كان التعايش.
ولولا الوطن المتعايش لَمَا كانت الحياة الهادئة الهانئة.
ولولا الوطن الآمن العادل لأكل القوي الضعيف.
ولولا الوطن لَمَا كانت العبادات والشعائر.
ولولا الوطن الحاضن، لَمَا تربى الأولاد على القيم والهُوية والانتماء.
ولولا الوطن القوي، لَمَا اندحر العدوان، ولَمَا صان الناسُ الأرض والعِرض.
ولولا الوطن المتماسك، لانفرط عقد المجتمع، وسادت الفتن والفوضى.
ولولا الوطن الراعي، لَمَا وجد المريض علاجًا، ولا الجائع طعامًا، ولا الجاهل علمًا.
ولولا الوطن المحصَّن، لَمَا صمدت الأمة أمام رياح التغريب والغزو الثقافي.
نعمة الوطن
الوطن نعمة لا تُعرف قيمتها إلا عند الفقد، واسألوا هؤلاء الذين فقدوا الأوطان، وشُرّدوا عنها، كم يبكون شوقا وحنينا إليها.
وإذا أردت أن تعرف قيمة وطنك، فتخيّل يومًا تُمنع فيه من سماع الأذان، أو دخول المسجد، أو السلام على جارك، أو الأمان في بيتك!
فاشكروا نعم الله عليكم، وكونوا حماةً لأوطانكم، بالعلم، والعمل، والأخلاق، والدعاء.
الوطن ليس مجرد بقعة جغرافية تُحدّ على الخرائط…
إنه كيان متكامل تتكون عناصره من:
1. الأرض
2. الإنسان
3. السلطة والقانون
4. القيم
5. الرسالة
ومن فقد أحد هذه العناصر، فقد شيئًا من وطنه، وربما فقد وطنه كله!
نعمة الوطن تسبق كثيرًا من النعم:
قال الله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ…) (البقرة: 126).
هل تأملتم؟ أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم (عليه السلام)، حين دعا لأعظم بلد –مكة المكرمة– سأل الله أول ما سأل: الأمن، لأن الوطن لا قيمة له بلا أمن.. فقدَّم الأمن على الطعام، وفي هذا ترتيب إلهي يدل على أهمية الوطن كمصدر للأمان والاستقرار، وميدان للعبادة والتمكين.
الوطن مقرّ التكاليف.. فلا حجّ بلا وطن يُنطلق منه، ولا زكاة بلا مال يُكتسب فيه، ولا صيام ولا صلاة بلا أمنٍ واستقرار.
رسول الله (ﷺ) يعلمنا الانتماء وحب الأوطان:
وطنه مكة المكرمة:
وعلى الرغم مما تعرض له سيدنا النبي (ﷺ) والصحابة الكرام من إيذاء المشركين في مكة معنويا ونفسيا، واضطهادهم والسخرية من الرسول ووصفه بما لا يليق (حاشاه)، والإيذاء الجسدي والتحريض ضده وضد المسلمين، وتعذيبهم في الحر الشديد، والمقاطعة الاقتصادية والاجتماعية لهم وحصار بني هاشم ثلاث سنوات، وتخطيط قريش لقتل النبي (ﷺ) ….إلخ، وغيره كثير تم على أرض مكة، وطنه الذي ولد فيه وتربي على ترابه، وعلى الرغم من ذلك فإنه حين منها، مُكرهًا لا مختارًا، في هجرته إلى المدينة وقف على مشارفها باكيًا، وقال: (واللَّهِ إنِّي أعلمُ أنَّكِ خَيرُ أرضِ اللَّهِ وأحبُّها إلى اللَّهِ ولَولا أنَّ أهلَكِ أخرَجوني مِنكِ ما خرَجتُ) ( ).
وعن عبد الله بن عديّ بن حمراء (رَضِي اللهُ عنه) قال: رأيْتُ رسولَ اللهِ (ﷺ) واقِفًا على الحَزْوَرَةِ فقال واللهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أرضِ اللهِ وأحبُّ أرضِ اللهِ إلى اللهِ ولَوْلا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ ما خرجْتُ) ( ).
يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عَديِّ رَضِي اللهُ عنه: رأيتُ رسولَ اللهِ (ﷺ) واقِفًا على الحَزْوَرةُ: وهو مكان مرتفِعٌ يُقابِلُ المسعَى مِن جِهَةِ المشرِقِ، وكان هذا سُوقًا مِن أسواقِ مكَّةَ، فقال (ﷺ) مُخاطِبًا مكَّةَ: “واللهِ، إنَّكِ لخَيرُ أرضِ اللهِ”، أي: أفضلُها وأعظمُها، “وأحبُّ أرضِ اللهِ إلى اللهِ، ولولا أنِّي أُخرِجتُ مِنكِ”، أي: بأمرٍ مِن اللهِ، وذلك بَعدَما زاد أذَى قُريشٍ له ولِمَن أسلَم معَه، “ما خرَجتُ.
بشارة عاجلة من الله:
لما قال الرسول (ﷺ) ما قال في حق مكة، أنزل الله (سبحانه وتعالى) قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ ۚ…) (القصص: 85).
وذلك أن النبي (ﷺ) لما خرج من الغار مهاجرا إلى المدينة سار في غير الطريق مخافة الطلب، فلما أمن ورجع إلى الطريق نزل الجحفة بين مكة والمدينة، وعرف الطريق إلى مكة اشتاق إليها، فأتاه جبريل عليه السلام وقال: أتشتاق إلى بلدك ومولدك؟ قال: نعم، قال: فإن الله تعالى يقول: (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ)، كما جاء في تفسير البغوي (رضي الله عنه)، وفي تفسير ابن كثير روى العوفي، عن ابن عباس: (لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ) لرادك إلى مكة كما أخرجك منها أهـ. وكانت هذه بشارة من الله تعالى، وقد تحققت في العام الثامن في فتح مكة.
وطنه المدينة المنورة:
حين دخل النبي (ﷺ) المدينة، بدأ في بناء الأمن الداخلي:
• آخى بين المهاجرين والأنصار.
• وضع وثيقة المدينة، أول دستور مدني يحمي الحقوق ويمنع الاعتداء.
• نهى عن إثارة الفتن.
وقد دعا (ﷺ) للمدينة المنورة، فعن أم المؤمنين السيدة عائشة (رضي الله عنها)، أن رسول الله (ﷺ) قال: (اللَّهُمَّ حَبِّبْ إلَيْنَا المَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أوْ أشَدَّ، اللَّهُمَّ وصَحِّحْهَا، وبَارِكْ لَنَا في مُدِّهَا وصَاعِهَا، وانْقُلْ حُمَّاهَا فَاجْعَلْهَا بالجُحْفَةِ) ( ).
جبر خاطر الأنصار:
لما عفا النبي (ﷺ) في فتح مكة عمن أساءوا إليه وإلى المسلمين، وأكرم أهلها، ظنّ الأنصار أنه سيقيم بمكة ويترك المدينة، فقالوا: “أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته، ورغبة في قريته…”، وذلك لأنهم خافوا أن يؤثر المقام في مكة على المقام بالمدينة، فحملهم شدة محبتهم للنبي (ﷺ) وكراهة مفارقته، على هذا الكلام. وَنَزَلَ الوَحْيُ علَى رَسولِ اللهِ (ﷺ)، قالَ: قُلتُمْ: أَمَّا الرَّجُلُ فقَدْ أَخَذَتْهُ رَأْفَةٌ بعَشِيرَتِهِ، وَرَغْبَةٌ في قَرْيَتِهِ، أَلَا فَما اسْمِي إذنْ؟ -ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- أَنَا مُحَمَّدٌ عبدُ اللهِ وَرَسولُهُ، هَاجَرْتُ إلى اللهِ وإلَيْكُمْ، فَالْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ، وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ( ).
مَنْ أصبحَ منكمْ آمنًا في سربِه:
عبد الله بن محصن (رَضِي اللهُ عنه) عن النبي(ﷺ): (مَنْ أصبحَ منكمْ آمنًا في سربِه، معافًى في جسدِه، عندَهُ قوتُ يومِه، فكأنَّما حيزتْ له الدنيا بحذافيرِها) ( ).
فمن توفَّر له الأمانُ على نفْسِه أو على أهلِه وجَماعتِه، والسِّربُ هو السَّبيلُ أو الطَّريقُ، أو البيتُ، وقيل الأرض والمسكن والوطن، وتَحصَّلَت له العافيةُ في الجسَدِ فسَلِم مِن المرَضِ والبلاءِ وكان صَحيحًا، وتوفَّر له ما يَحتاجُه مِن مَؤونةٍ وطعامٍ وشرابٍ يَكْفي يومَه، فكَأنَّما مَلَك الدُّنيا وجمَعها كلَّها، وعلى العبدِ أنْ يحَمْدَ اللهَ تعالى ويشُكرَه على هذه النِّعمِ.
اسألوا -أيها السادة- من حرموا الأوطان، اسألوا مَن يسكنون الخيام، أو يهيمون في الغربة، كم يتمنّون ذرة تراب من بلادهم!
مصر… وطننا الذي باركه الله، فهلا حافظنا عليه:
وطنُنا – باركَهُ الله – وطنٌ مباركٌ بفضلِ الله، فضَّلهُ الله وأعلَى ذِكرهُ بين العالمين، وشرفَهُ بأن:
عاشَ فيه عددٌ من أنبياء الله،
ومنه كانت السيدة هاجر أم سيدنا إسماعيل وهو أبو العرب،
وتجلى الله على بقعةٍ فيه ولم يتجلَّ على بقعةٍ سواها،
وعلى أرضه كَلَّمَ اللهُ موسى تكليمًا،
وذَكرَهُ في القرآنِ العظيمِ تصريحًا وتلميحًا،
ووصف الداخلين فيه بأنهم آمنين،
وشرَّفهُ بأن جعل أهله من أوائلِ الأمم دخولا في الإسلامِ،
ومنه تزوج النبي (ﷺ) من السيدة مارية القبطية،
وامتدح النبي (ﷺ) شعب مصر وجند مصر، وأوصى بأهلها خيرا،
وفي ثراهُ دُفن عددٌ كبيرٌ من صحابةِ سيدِنا النبي (ﷺ)،
وفيه عاشَ عددٌ كبير من آلِ بيتِه الكرام، وأيضا من أولياء الله الصالحين،
ومنحَهُ اللهُ نهرَ النيل، وهو أحدُ أنهارِ الجنة،
وأكرمَهُ بالأزهرِ الشريف، ذلكم الشريان الحيوي الذي تنتقل من خلاله علوم الإسلام إلى كل أرض الله، في إطار من الفهم الواعي والدقيق لشرع الله ومقاصدة البانية للمحبة والتسامح والسلام… إنه قبلة العلم الديني وعطيةِ اللهِ لمصرَ والعالمِ وللأجيال.
وطن كهذا ألا يستحق التكريم؟ ألا نكرم ما كرَّمه الله؟
الوطن مبنى ومعنى… الوطن قيم وأخلاق.. الوطن تاريخ وحضارة وحاضر ومستقبل… الوطن أمن وأمان وإيمان… الوطن ليس حفنة من التراب كما يصفه الجهلاء…
فيا عباد الله، الوطن ليس شعارًا نردده، بل عهدٌ نحمله، ومسؤولية نُؤديها، ونعمةٌ يجب أن نرعاها بشكرها، وصونها، وحمايتها؛ فالوطن تاج فوق الرؤوس، ومن ضيّع وطنه، ضيّع نفسه ودينه وأمّته. فحافظوا عليه بحبكم، وبعملكم، وباتحادكم، فإن في الأوطان تُبنى الأجيال، وتُصان الرسالات، وتتحقق الكرامات.
الوطن هو الرئة الكبرى التي يتنفس منها الموطنون:
الوطن عزيز جدًّا على الإنسان الوطني المخلص، فهو الرئة التي يتنفس منها…
وهو الشريان الحيوي الذي يمد الأشخاص بمعالم الأمن والقوة والسكينة والطمأنينة.
وهو مهد الإنسان، ومقر نشأته وتربيته وعبادته، وتعليمه وعمله وزواجه وشيخوخته وفي ثراه يدفن الإنسان ويُكرَّم…
الوطن عزيز على الإنسان وحتى الحيوان:
الوطن ليس غاليا على الإنسان فحسب؛ بل إن الوطن عالي على المخلوقات
فالطير يعرف قيمة وطنه ومستقره
والحيوان يعرف قيمة مكانه
والنحل يعرف قيمة وطنه
فالطير إذا أُخذ من عشه بذل كل ما في وسعه ليعود إليه، والبهائم تألف أوطانها، فكيف بمن كرّمه الله بالعقل والدين؟
الوطن أمانة من الأمانات، وحبُّه واجب
نعم الوطن أمانة عظيمةٌ في أعناقنا… أمانة في رعايته وتنميه وتقويته وخدمته ورعايته وحمايته، فهو أمانة من الأمانات، والله تعالى يقول: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) (المؤمنون: 8).
وحبَّ الوطن ليس مجرد شعاراتٍ تُردَّد، ولا كلماتٍ تُقال، بل هو إيمانٌ عميقٌ يتجلّى في أفعالٍ صادقة تعبِّر عن الوفاء والانتماء، والتضحية من أجل رفعة الوطن وعزّته.
مقاصد الشريعة لا تستقيم إلا في وطن آمن:
قال العلماء: مقاصد الشريعة وهي حفظ الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال… كلها لا تستقيم إلا في وطنٍ آمن مستقر.
مجالات حماية الوطن:
إن حماية الوطن لا تقتصر على حمل السلاح فقط، أو الوقوف على الحدود فحسب، بل هي شاملةٌ لكل صور الخير التي تصون الوطن، وتدفع عنه الفتن، وتقوِّيه في وجه الأعادي والفساد، وتنميه وتجعل مكانته عالية، ورايته شامخة.
وحماية الوطن مسؤولية جماعية وأمانة شرعية، تحفظ بها الكرامة وتُصان بها الحياة.
وقد تنوعت صور الحماية لتشمل الأمن، والأسرة، والقيم، والثروات، والمؤسسات…إلخ في تكامل يرسخ الاستقرار ويصنع النهضة.
وفيما يلي أهم مجالات حماية الوطن، التي ينبغي لكل مواطن أن يسهم فيها بصدق وإخلاص:
o حماية الأمن الداخلي.
o حماية الأمن الخارجي.
o حماية القيم الدينية والثقافية.
o حماية اللغة العربية واللسان القومي.
o حماية المقدسات والمواقع التاريخية.
o حماية التاريخ والذاكرة الوطنية.
o حماية المؤسسات الديمقراطية.
o حماية المؤسسات من الفساد والانهيار.
o حماية مؤسسات الدولة من العبث والفساد والانهيار.
o حماية الوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية.
o حماية الأسرة وبنائها على أسس سليمة.
o حماية المرأة والطفل من الاستغلال والعنف والتغريب.
o حماية الأطفال من الاستغلال والتغريب.
o حماية الشباب من الانحراف والتيارات المتطرفة.
o حماية التعليم من التجهيل والتزييف، ودعم المؤسسات العلمية.
o حماية التعليم والمؤسسات العلمية.
o حماية الإعلام الوطني من التضليل والاختراق.
o حماية الثقافة والهوية الوطنية.
o حماية الأمن السيبراني والمعلوماتي.
o حماية الرموز الوطنية والدينية.
o حماية الاقتصاد والبنية التحتية.
o حماية المقدرات والثروات والموارد الطبيعية.
o حماية البيئة والتوازن البيئي.
o حماية الصحة العامة والمنشآت الطبية.
o حماية الوطن من التفكك والفتن والصراعات الداخلية.
o حماية الوطن من الجريمة المنظمة والعنف.
o حماية الوطن من الغزو الفكري والثقافي.
o حماية الوطن من الغزو الاقتصادي والتجاري.
o حماية الوطن من الانعزال الدولي أو الذوبان في الآخر.
o حماية العلاقات الدولية ومكانة الوطن عالميًا.
واجبات المسلم تجاه وطنه
أيها المسلم، كن نافعًا لوطنك، وشارك في عزه بدينك وأخلاقك، ولا تكن عبئًا عليه:
1. أدِّ عملك بإخلاص.
2. لا تضرّ مرافقه.
3. كن نزيهًا في معاملاتك.
4. اغرس في أولادك معاني الانتماء.
5. ادعو لوطنك بالخير والصلاح والقوة والنماء والرخاء والاستقرار والازدهار.
6. اعمل على نهضته بما يقدر عليه.
7. عليك بالذود عنه بما تسطيع.
8. قم بتربية النشء على الوفاء والانتماء.
فمن أحبّ وطنه بحق، لم يخنه، ولم يُفسده، ولم يُضيّع مقدراته.
حماية الوطن مسؤولية جماعية
الأمن ليس مسؤولية الجند فقط، بل إنه مسؤولية جماعية:
• الأمّ تحمي الوطن بتربية أبنائها على الانضباط،
• والأب يحميه بكسب الحلال،
• والمعلم يحميه بالتعليم الصادق،
• والإمام يحميه بالكلمة الهادفة،
• والشاب يحميه بسلوك نظيف.
كيف نحافظ على أمن أوطاننا؟
1. بالإيمان والعمل الصالح.
2. بالبعد عن الشائعات، والتحقق من الأخبار.
3. بتجنب الفتن، والوقوف صفًا واحدًا خلف قيادتنا وجيشنا وأمننا.
4. مواجهة التخريب والفساد.
5. بتربية النشء على الانتماء وعلى البناء.
انظروا – عباد الله – إلى أحوال من فقدوا أوطانهم:
• يُشردون في الأرض،
• لا يجدون مأوى،
• لا يشعرون بالأمان،
• أُغلقت أمامهم الأبواب،
• وتقطعت بهم السبل…
أيها الأخوة: حافظوا على وطنكم، واحترموا أوطان الآخرين، وابنوا جسور المحبة والسلام التي ترفع من شأن الإنسانية.
أيها الأخوة المؤمنون: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) رسولُ الله.. عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله.. يقول الحق (تبارك وتَعَالَى): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102) أما بعد..
بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا يَسُوقُ الْخَيْرَ إِلَّا اللَّهُ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا يَصْرِفُ السُّوءَ إِلَّا اللَّهُ.
بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، مَا كَانَ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ. أما بعد
خطورة التطرف على سلامة الأوطان
الإسلام دين الاعتدال والوسطية قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ…) (البقرة: 143). ودعا إلى الحوار والإقناع بالحكمة، قال تعالى: (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ…) (النحل: 125). وأمر بالقسط والعدل والرحمة، وحرَّم الغلوَّ والتطرف،
فعن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) أن النبي (ﷺ) قال: (هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ) قالَها ثَلاثًا ( ). أي: المتشددون المغالون في الدين.
وقال (ﷺ): (لا تُشَدِّدُوا على أنفُسِكم؛ فيُشَدِّدَ اللهُ عليْكُمْ، فإِنَّ قومًا شدَّدُوا على أنفُسِهم، فشدَّدَ اللهُ عليهم) ( ). وعن عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) أن رسول الله (ﷺ) قال: (إيَّاكمْ و الغلوُّ في الدينِ، فإنَّما هلكَ منْ كانَ قبلَكمْ بالغلوِ في الدينِ) ( ).
فالغلو والتطرف هو مجاوزة الحدّ المشروع في الاعتقاد أو السلوك أو الفكر أو الموقف، سواء في الدين أو في السياسة أو في العلاقات الاجتماعية أو غيرها.
من مظاهر الغلو:
ويظهر التطرف في صور متعددة، منها:
• الغلو في التدين والتشدد بلا علم ولا فقه.
• تكفير الناس والمجتمعات، في اعتداء صارخ على إيمان الناس ومعتقداتهم.
• رفض التعايش السلمي واحتقار الآخرين.
• استعمال العنف لتحقيق أهداف زائفة فكرية أو سياسية .
الغلو والتطرف خطرٌ على الفرد والمجتمع
1. يمزق النسيج الاجتماعي: فالمتطرف لا يعترف بالاختلاف، ولا يقبل الحوار، ويزرع بذور العداوة والشقاق بين مكونات المجتمع الواحد، قال تعالى: (…وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) (الروم: 31-32).
2. يعطل التنمية ويشيع الخوف: فأصحاب الأفكار الهدامة يزرعون الشوك والخوف والكراهية ويكفرون الناس والمجتمعات، ومن ثم يعطلون تقدم الأمم والشعوب، كما أن التطرف يُخيف المستثمر، ويُشرد الأسر، ويُغذي المشكلات بين أبناء الوطن.
3. يستدرج الشباب إلى دوائر العنف: فالجماعات المتطرفة تُغري الشباب بشعارات براقة وزائفة، لكنها تُقودهم إلى طريق مظلم مليء بالدماء والسجون والندم والخسران والعياذ بالله.
نماذج واقعية لأثر التطرف على سقوط بعض الدول:
ما حدث في بعض الدول العربية من فتن وحروب داخلية، كان سببه الأول يكمن في التطرف والفكر المنحرف الذي أراد أن يهدم لا أن يبني، فالجماعات التي رفعت السلاح في وجه أوطانها، كانت تستند إلى فتاوى باطلة ومفاهيم مغلوطة عن الجهاد، والعاقبة كانت الدمار والضياع.
وهكذا فإنّ سلامة الأوطان أمانةٌ في أعناق الجميع، ولا يُحافظ عليها إلا بقطع دابر التطرف، وتجفيف منابعه، وترسيخ قيم المحبة والوسطية.
فالمتطرف:
لا دين له، لأنه يسيء إلى الدين،
ولا وطن له، لأنه يُخرب الأوطان،
ولا عقل له، لأنه يُقصي الحوار والمنطق.
كيف نحمي أوطاننا من خطر التطرف؟
1. نشر العلم الصحيح: فالتصدي للتطرف لا يكون بالقمع فقط، بل بنشر علوم الشريعة الوسطية، والفكر المعتدل.
2. التمكين للعلماء والمربين الصالحين: فهم القادرون على غرس العقيدة الصحيحة في نفوس الشباب، وربطهم بسنة النبي (ﷺ).
3. تجديد الخطاب الديني: وبما يوافق العصر، ويكشف زيف المضللين الذين يستخدمون الدين مطية لأغراض دنيوية.
4. الرقابة على منصات التواصل والإعلام التي قد تكون بابًا لنشر أفكار هدامة، لذا لا بد من الرقابة الواعية والتربية الرقمية.
5. تفعيل مؤسسات الدولة في التوعية:كالمدرسة، والجامعة، والمسجد، والمنصة الإعلامية، لتقوم بدورها في التحصين الفكري من خلال تعليم متميز ينمي التفكير الناقد لدى النشء والشباب ليكون كل واحد منهم عصيا على الاستقطاب من تيارات الظلام والتطرف.
وعلينا أن نتكاتف ونتعاوف لحماية أوطاننا وحماية المواطنين ونشر المحبة والوداو والوئام بينهم، يقول النبي (ﷺ): (مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى) ( ).
الأزهر الشريف هدية الله لمصر والعالم والأجيال.. حائط الصد المنيع
والحمد لله الذي منح مصرنا الغالية الأزهر الشريف وهو هدية الله لمصر والعالم الإسلامي والعالم وللأجيال القادمة، ويقوم بنشر صحيح الدين، وترسيخ السلام والوئام في كل مكان، ويقف بالمرصاد لأولئك الذين يبدلون الكلم عن مواضعه، ويجابه أفكار المتطرفين الذين يريدون نشر الخوف في أرض الله، إما عن سوء فهم وإما تنفيذا لأجندة أعدائنا… حمى الله بلادنا من كل مكروه.
نسأل الله أن يحفظ أوطاننا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرد كيد المتطرفين في نحورهم، وأن يُبارك في كل من يَسعى لبناء الأوطان بالكلمة الطيبة، والعمل الصالح، والعقل النير.
اللَّهُمَّ احفظ أوطاننا من كل سوء، وبارك لنا فيها، واجعلها دار أمنٍ وإيمان، وسلامٍ وإسلام. اللَّهُمَّ من أرادها بسوء فاجعل تدبيره تدميره، وردّ كيده إلى نحره. اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمورنا، وهيّئ لهم البطانة الصالحة الناصحة، ووفقهم لما فيه خير العباد والبلاد. اللَّهُمَّ احفظ شبابنا من الفتن، وألّف بين قلوبنا، ووفّقنا للعمل الصالح الذي يرضيك عنا. اللهم احفظ مصر شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، طولها وعرضها وعمقها، بحارها وسماءها ونيلها، ووفق يا ربنا قيادتها وجيشها وأمنها وأزهرها الشريف، وعلماءها، واحفظ شعبها، وبلاد المحبين يا رب العالمين، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا اللهم طهّر قلوبنا من الكبر، وزيّنها بالتواضع،اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
وكل عام وحضراتكم بألف ألف خير
خادم الدعوة والدعاة د/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
والحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في خدمة الفقه والدعوة (وقف الفنجري 2022م)
المدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية- عضو نقابة اتحاد كُتَّاب مصر
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: drsoliman55555@gmail.com
يُرجي من السادة الأئمة والدعاة متابعة الصفحة الرسمية، وعنوانها:
(الدكتور أحمد علي سليمان)؛ لمتابعة كل جديد
لقراءة الخطبة أو تحميلها كاملا يرجي تحميل الخطبة من ملف pdf بالأعلي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
إتبعنا