خطبة الجمعة بعنوان : الاتحاد قوة لا تقهر تتجدد مع الزمان

خطبة الجمعة بعنوان : الاتحاد قوة لا تقهر تتجدد مع الزمان (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) ، بتاريخ 23 محرم 1447هـ ، الموافق 18 يوليو 2025م.
لتحميل خطبة جمعة استرشادية بعنوان : الاتحاد قوة لا تقهر تتجدد مع الزمان (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) بتاريخ 18 يوليو 2025 ، بصيغة word
ولتحميل خطبة جمعة استرشادية بعنوان : الاتحاد قوة لا تقهر تتجدد مع الزمان (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) بتاريخ 18 يوليو 2025 بصيغة pdf
عناصر خطبة جمعة استرشادية بعنوان : الاتحاد قوة لا تقهر تتجدد مع الزمان (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) ، كما يلي:
- مدخل نبوي: حين وضع النبي – صلى الله عليه وسلم- لبنة الجماعة
- الاتحاد شريعة نبوية قبل أن يكون خيارًا اجتماعيًا
- صور نبوية مُلهمة للاتحاد
- ثمار الوحدة: يبدأ من حماية الدين، وينتهي إلى بناء الحضارة
- تحديات العصر: لماذا نحتاج الاتحاد اليوم أكثر من أي وقت؟
- دعوة عملية للاتحاد المتجدد
- الخلاصة
ولقراءة خطبة جمعة استرشادية بعنوان : الاتحاد قوة لا تقهر تتجدد مع الزمان (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) ، بتاريخ 18 يوليو 2025 بعنوان، كما يلي:
خُطْبَةٌ بِعُنْوَانِ: الاتحاد قوة لا تقهر تتجدد مع الزمان
(الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ)
بتاريخ 23 محرم 1447هـ 18 يوليو 2025م
في عالمٍ تتقاذفه الأعاصير الفكرية، والتقلبات السياسية، والاقتصادية، ما أحوجنا إلى التماسك، والاتحاد. والاتحاد في الإسلام ليس شعاراتٍ تُرفع، بل هو ركن أصيل في البناء المجتمعي، دعانا إليه النبي – صلى الله عليه وسلم–، وطبَّقه في أفعاله قبل أقواله، هو السلاح الإيماني الذي يُبقي الأمة على قيد الحياة، ويجعلها قادرة على تجاوز المحن، وصناعة المجد؛ لذا تحتم علينا بث روح الاتحاد من مشكاة النبوة، ليصبح واقعًا يُبنى، لا أمنية تُتلى.
العناصر:
- مدخل نبوي: حين وضع النبي – صلى الله عليه وسلم- لبنة الجماعة
- الاتحاد شريعة نبوية قبل أن يكون خيارًا اجتماعيًا
- صور نبوية مُلهمة للاتحاد
- ثمار الوحدة: يبدأ من حماية الدين، وينتهي إلى بناء الحضارة
- تحديات العصر: لماذا نحتاج الاتحاد اليوم أكثر من أي وقت؟
- دعوة عملية للاتحاد المتجدد
- الخلاصة
· مدخل نبوي: حين وضع النبي – صلى الله عليه وسلم- لبنة الجماعة
- في أوَّل قدوم النبي – صلى الله عليه وسلم–إلى المدينة، لم يبنِ – صلى الله عليه وسلم– مسجدًا فقط، بل أقام أُسس المجتمع المتَّحد، فآخى بين المهاجرين والأنصار، وكتب “صحيفة المدينة” التي جمعت طوائفها على قاعدة السلم والتعاون، بهذا، علّمنا أن الاتحاد ليس ترفًا فكريًا، بل ضرورة حياتية، تبدأ من الإيمان، وتنتهي بالبنيان.
- قال –صلى الله عليه وسلم-:«المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضًا» ثم شبك بين أصابعه. [متفق عليه].
- والبنيان لا يقوم إلا متماسكًا، وكل لبنةٍ فيه تُقوَّي الأخرى، فلا مكان للفردانية الهشَّة في مشروع الأمة.
· الاتحاد شريعة نبوية قبل أن يكون خيارًا اجتماعيًا
- لقد جعل الإسلام الاجتماع أصلًاً من أصول الدين، ونهى عن التفرق، والاختلاف المذموم، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم–: «إن الله يرضى لكم ثلاثًا، أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا»[رواه مسلم].
- وهذا الاعتصام بالحبل، هو اتحاد القلوب، والنفوس، والجهود، لا اتحاد الأجساد فقط؛ وقد قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: ١٠٣]، فجعل الله الوحدة جماعية، والاعتصام مشتركًا، لا فردياً؛ فعن أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم– قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلَاثًا، يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ أَمْرَكُمْ».[رواه مسلم، وأحمد واللفظ له].
· صور نبوية مُلهمة للاتحاد
- موقف الحصار في الخندق: حينما حاصر الأحزاب المدينة، كان النبي – صلى الله عليه وسلم–مع أصحابه يحفرون الخندق بيدٍ واحدة، وقلوبٍ موحدة، وارتفعت صيحاتهم: «اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة» [رواه البخاري]، إنها الروح الجماعية التي تصنع المعجزات.
- غزوة بدر: كان المسلمون قلة عددًا وعدَّة، لكن اتحادهم، وإيمانهم جعلهم ينتصرون، قال – صلى الله عليه وسلم–ليلة المعركة: «اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تُعبد في الأرض» [رواه مسلم]، عصابة مؤمنة متحدة، خير من جيش مفكك مشتت.
- الهجرة النبوية: لم تكن مجرد انتقال، بل كانت خطة جماعية محكمة، فيها التعاون والتكامل: من عبد الله بن أبي بكر إلى أسماء، إلى عبد الله بن أريقط، إلى سراقة، كلٌ يؤدي دوره، فالاتحاد كان في التنظيم، والهدف، والوسيلة.
· ثمار الوحدة: يبدأ من حماية الدين، وينتهي إلى بناء الحضارة
- وكذلك الاتحاد يحفظ الهوية من الذوبان، كما حفظ المسلمين الأوائل دينهم وسط الجاهلية، وهو سلاح الحضارة، فالدولة الإسلامية في عهد سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه– ما كانت لتنهض لولا الوحدة حول قيم العدل، والشورى، والعمل الجماعي، ويؤسس للسلم المجتمعي، فحيثما وُجد التنافر، وُجد الفشل، قال تعالى: {وَلَا تَنَٰزَعُواْ فَتَفۡشَلُواْ وَتَذۡهَبَ رِيحُكُمۡۖ}[الأنفال: ٤٦].
· تحديات العصر: لماذا نحتاج الاتحاد اليوم أكثر من أي وقت؟
- العولمة والهوية: اتحادنا يحفظ عقيدتنا من الذوبان في بحر الثقافات المنحرفة عن هدي السماء.
- الكوارث والأزمات:الجوائح لا تُهزم إلا بتعاونٍ دولي كما أشار النبي – صلى الله عليه وسلم– حين جعل الأمة كالجسد الواحد: «إذا اشتكى منه عضوٌ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» [متفق عليه].
- الاستعمار الجديد:الفكر، والاقتصاد، والسياسة، كلها سُبل سيطرة، ولن ننجو منها إلا بصفٍّ واحدٍ، وتكافل حقيقي.
· دعوة عملية للاتحاد المتجدد
- حينما نبحث عن سبيل واقعي وعملي لبناء الاتحاد نبين أولاً أنه ليس مجرد تراث، لكنه مشروع مستقبلي، يقوم على عدة ركائز منها:
- نشر ثقافة الحوار لا الجدل.
- إعلاء المصلحة العليا فوق الانتماءات الضيقة.
- بناء مؤسسات فعالة تجمع ولا تفرق.
- تعليم الأجيال معنى الاجتماع، والعمل ضمن فريق.
- ولنتمثل وصية النبي – صلى الله عليه وسلم-:«عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد» [رواه الترمذي وقال حسن صحيح].
· الخلاصة
- أيها المؤمنون، إن الاتحاد ليس خيارًا سياسيًا، ولا مطلبًا مرحليًا، بل هو أمانة إيمانية، ورسالة ربانية؛ اتحدوا كما اتحد الصحابة – رضي الله عنهم- في بدر، وكما تعاونوا في حفر الخندق، وكما تماسكوا أيضاً في الهجرة. اتحدوا على الحق، لا على العصبيات، على العدل لا على الأهواء، على البناء لا الهدم.
- إن أمتنا لا تحتاج مزيدًا من الأصوات المتنافرة، بل إلى صوت واحد، يردد الأمل، والعمل. فكونوا – بعون الله – ذلك السدَّ المنيع، وتلك اليد الواحدة التي إذا اشتدت قبضت على مفاتيح المجد، الاتحاد اليوم ليس اختيارًا.. إنه فريضة البقاء، وعنوان الاستخلاف، فهيا نبدأ من جديد.
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف