خطبة الجمعة بعنوان : خطر الفرقة على المجتمع وسبل الوقاية منها (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ)

خطبة الجمعة بعنوان : خطر الفرقة على المجتمع وسبل الوقاية منها (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) ، بتاريخ 23 محرم 1447هـ ، الموافق 18 يوليو 2025م.
لتحميل خطبة جمعة استرشادية بعنوان : خطر الفرقة على المجتمع وسبل الوقاية منها (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) بتاريخ 18 يوليو 2025 ، بصيغة word
ولتحميل خطبة جمعة استرشادية بعنوان : خطر الفرقة على المجتمع وسبل الوقاية منها (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) بتاريخ 18 يوليو 2025 بصيغة pdf
عناصر خطبة جمعة استرشادية بعنوان : خطر الفرقة على المجتمع وسبل الوقاية منها (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) ، كما يلي:
- مفهوم الفرقة المنهي عنها
- أسباب الفرقة، والاختلاف
- وسائل الوحدة، واتقاء الفرقة، والخلاف
- الخلاصة
ولقراءة خطبة جمعة استرشادية بعنوان : خطر الفرقة على المجتمع وسبل الوقاية منها (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) ، بتاريخ 18 يوليو 2025 بعنوان، كما يلي:
خُطْبَةٌ بِعُنْوَانِ: خطر الفرقة على المجتمع وسبل الوقاية منها
(الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ)
بتاريخ 23 محرم 1447هـ 18 يوليو 2025م
الفرقة بين المسلمين تهدم أركان الأمة، وهي باب شر، تلج منه الشياطين، ومعول هدم في بنيان الأمة الشامخ، والوحدة هي السبيل إلى العزة، والنصر؛ فقد أمر الإسلام بالتآخي، والاعتصام بحبل الله، ونهى عن التنازع الذي يورث الضعف، والانقسام، وإن المرء ليعجب من اجتماع أهل الكفر على باطلهم، وتفرق المسلمين عن حقهم.
العناصر:
- مفهوم الفرقة المنهي عنها
- أسباب الفرقة، والاختلاف
- وسائل الوحدة، واتقاء الفرقة، والخلاف
- الخلاصة
مفهوم الفرقة المنهي عنها
الفرقة المنهي عنها: هي أن تكون الأمة شيعاً، وفرقاً، ويكفر بعضها بعضاً، ويضلل بعضها بعضاً في الدين، ولذلك قال الله تعالى: { أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ} [الشورى:١٣]، وقال تعالى: { وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْ }[آل عمران:]١٠٣}، وقال تعالى: {وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ} {آل عمران:١٠٥}، فنهى الله عن التفرق في الدين، وأمر بالاعتصام بحبله، ونبه إلى أن التفرق بعد وضوح البينات- الآمرة بالجماعة الداعية إلى الألفة- هو شأن الأمم الهالكة التي حل عليهم سخط الله، ولحقهم عقابه.
أسباب الفرقة، والاختلاف
تتعدد أسباب الفرقة والاختلاف بين الناس، وتشمل عوامل عدة تتعلق بالفرد، والمجتمع، والدين.
ومن أبرز هذه الأسباب:
- الجهل، وعدم الفهم:
الجهل: هو أحد الأسباب الرئيسة للفرقة، والاختلاف بين الناس، فعندما يفتقر الناس إلى المعرفة، والفهم الصحيح للأمور، فإنهم غالبًا ما يقعون في سوء الفهم، وسوء التأويل للأحداث، والآراء، مما يؤدي إلى النزاعات، والخلافات؛ ولذا عندما علِم الصَّحابةُ – رِضوانُ اللهِ عليهم– خُطورةَ الجَهلِ على مُستوى الفردِ وعلى الجماعةِ؛ حرَصوا على تعليم النَّاس أمور دينِهم، فكان سيدنا عبد اللهِ بن مسعودٍ- رضِي الله عنه– يوصي النَّاس بتعلُّم العِلم، فيقول: “عليك بالعلم قَبل أن يُقبَض، وقَبضُه أن يذهَبَ أهلُه”. أ.ه. (رواه الدارمي، (١/ ٥٩)، واللالكائي، (١/ ٨٧) نحوه).
فالجهل بأحكام الدين، وأصوله، وعدم فهم النصوص الشرعية، فهماً صحيحاً، من أهم أسباب الفرقة، حيث يؤدي إلى سوء الفهم، والتشبث بالآراء الخاطئة.
- التعصب، والتحزب:
التعصب: هو التمسك برأي أو فكرة أو جماعة بشكل أعمى دونما نظر إلى الحق أو الصواب، والتحزب: هو الانقسام إلى جماعات متناحرة بسبب اختلافات في الرأي، أو المصالح، وهذه الظواهر تؤدي إلى انتشار الكراهية، والعداوة، وتمنع التعاون، والتآلف بين الناس، وتحجب عن الوصول للحل،. قيل: لسيدنا عَمرِو بنِ العاصِ – رضي الله عنه-: “ما أبطَأ بك عن الإسلامِ وأنت أنت في عَقلِك؟ فقال: “إنَّا كنَّا معَ قومٍ لهم علينا تقدُّمٌ، وسنٌّ تُوازي حُلومُهم الجبالَ، ما سلَكوا فجًّا فتبِعْناهم إلَّا وجَدْناه سَهلًا، فلمَّا أنكَروا على النَّبيِّ- صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أنكَرْنا معَهم، ولم نُفكِّرْ في أمرِنا، وقلَّدْناهم، فلمَّا ذهَبوا، وصار الأمرُ إلينا، نظَرْنا في أمرِ النَّبيِّ –صلَّى اللهُ عليه وسلَّم–، وتدبَّرْنا، فإذا الأمرُ بَيِّنٌ؛ فوقَع في قلبي الإسلامُ” أ.ه. (الإصابة في تمييز الصحابة،٥/٥٣٨).
- الأنانية، وحب الذات:
تقديم المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، والرغبة في السيطرة، والهيمنة، يؤديان إلى الفرقة، والنزاع.
- الحسد، والبغضاء:
الشعور بالحسد تجاه الآخرين، أو حمل البغضاء في القلب، يؤدي إلى التنافر، والتباعد.
- التأثر بالآخرين:
التأثر بآراء، وأفكار الآخرين دون تمحيص أو تفكير، قد يؤدي إلى الوقوع في الفرقة، والضلال.
- ضعف الإيمان، وانعدامالتقوى:
ضعف الإيمان بالله، واليوم الآخر، وانعدام التقوى في السلوك، والأخلاق، يؤدي إلى انتشار الاختلاف، والفرقة.
- التحريض الخارجي:
قد يكون هناك أطراف خارجية تحرض على الفرقة، والاختلاف بين الناس بهدف تحقيق مصالحها الخاصة.
وسائل الوحدة، واتقاء الفرقة، والخلاف
لتحقيق الوحدة، وتجنب الفرقة، والخلاف، يجب التمسك بتعاليم الإسلام السمحة التي تدعو إلى الأخوة، والوحدة، والابتعاد عن أسباب الفرقة، والاختلاف، ومن أهم هذه الوسائل:
- الاعتصام بحبل الله:
قال تعالى: {وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ} [آل عمران: ١٠٣]، أي: التمسك بكتاب الله، وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم–، والعمل بهما.
- نبذ الفرقة، والاختلاف:
الفرقة والاختلاف فرَّقا الأمة، ومزَّقا وحدتها، فأصبح كلُّ فريقٍ، يُبغض الآخر بلا بينة، وانتشرت بين الناس العداوة، والبغضاء حتى وصل الأمرُ إلى القطيعة، والاقتتال، والتكفير. هذا الانحراف عن طريق الحق، جلب الويلات، وخالف منهج الإسلام القائم على الإنصاف، والاجتماع.
- حسن الظن:
الإسلام دين يدعو إلى حسن الظن بالناس، والابتعاد كل البعد عن سوء الظن بهم؛ لأن سرائر الناس، ودواخلهم لا يعلمها إلا الله- سبحانه-، فسوء الظن يؤدي إلى جلب الخصومات، ونشر العداوات، وتقطع الصلات، قال تعالى : { وَمَا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا ٱلظَّنَّۖ وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لَا يُغۡنِي مِنَ ٱلۡحَقِّ شَيۡـٔٗا} سورة النجم(٢٨) . فيجب على المسلمين أن يحسنوا الظن ببعضهم البعض، وأن يتجنبوا سوء الظن، والشكوك.
- التثبت من الأخبار:
إن التثبت من الأخبار قبل تصديقها، فضلًا عن إذاعتها، منهج قرآني أصيل، يوفر من طاقة الأمة المهدرة في الفتن ما يفيدها في العمران، والبناء قال الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن جَآءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإٖ فَتَبَيَّنُوٓاْ أَن تُصِيبُواْ قَوۡمَۢا بِجَهَٰلَةٖ فَتُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَٰدِمِينَ} [الحجرات: ٦].
التحلي بالأخلاق الحميدة:
إن من أهم ما دعي له القرآن الكريم، تهذيب الأخلاق، ولذا عدها الشيخ/ الطاهر بن عاشور- رحمه الله- “المقصد الثاني من مقاصد القرآن الكريم”، فقد أثنى الله- تعالى- في كتابه الكريم على من زكى نفسه، وأصلحها بمكارم الأخلاق، ومحاسنها في مواضع عدة حيث قال تعالى: {قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا *وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا } [الشمس: ٩: ١٠] كما أثنى على نبيه الكريم – صلى الله عليه وسلم– بحسن الخلق في قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ } [القلم: ٤]، فيجب على المسلمين أن يتعاونوا على البر والتقو} [القلم: ٤]، فيجب على المسلمين أن يتعاونوا على البر والتقوى، وأن يتجنبوا التعاون على الإثم والعدوان.
الخلاصة
الفرقة، والاختلاف بين الناس لهما عواقب وخيمة على الفرد، والمجتمع، وتتعدد أسبابهما؛ لذا يجب على الجميع العمل على نبذ الفرقة، والتمسك بالوحدة، والتعاون، والتحلي بالصبر، والحكمة في التعامل مع الخلافات، وللتغلب على الفرقة، والنزاعات يجب على المسلمين العودة إلى تعاليم الدين الصحيحة، والتحلي بالأخلاق الحميدة، والعمل على توحيد الصفوف، ونبذ أسباب الفرقة.
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف