أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة بعنوان : سماحةُ الإسلامِ، للدكتور خالد بدير

سماحةُ الإسلامِ

خطبة الجمعة بعنوان : سماحةُ الإسلامِ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 6 ربيع الأول 1447 هـ ، الموافق 29 أغسطس 2025م. 

 

تحميل خطبة الجمعة القادمة 29 أغسطس 2025م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : سماحةُ الإسلامِ:

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 29 أغسطس 2025م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : سماحةُ الإسلامِ ، بصيغة  word أضغط هنا.

ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 29 أغسطس 2025م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : سماحةُ الإسلامِ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

عناصر خطبة الجمعة القادمة 29 أغسطس 2025م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : سماحةُ الإسلامِ: كما يلي:

 

أولًا: الإسلامُ دينُ السماحةِ.

ثانيًا: صورُ ومظاهرُ السماحة.

ثالثًا: فوائدُ وثمراتُ السماحةِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 29 أغسطس 2025م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : سماحةُ الإسلامِ: كما يلي:

 

خطبةٌ بعنوان: سماحةُ الإسلامِ.

6 ربيع الأول 1447هـ – 29 أغسطس 2025م

المـــوضــــــــــوعُ

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ . أمَّا بعدُ:

أولًا: الإسلامُ دينُ السماحةِ.

إنَّ الدينَ الإسلاميَّ دينُ السماحةِ، فهو مبنيٌّ في تشريعاتِهِ وأحكامِهِ على اليسرِ والمسامحةِ، وقد أمرَ اللهُ تعالَى رسولَهُ بالعفوِ والمسامحةِ في كلِّ الأمورِ والتعاملاتِ، قالَ تعالَى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199]. قالَ السعديُّ: “هذه الآيةُ جامعةٌ لحُسنِ الخُلقِ مع النَّاسِ، وما ينبغِي في معاملتِهِم، فالذِي ينبغِي أنْ يعاملَ بهِ النَّاس، أنْ يأخذَ العفوَ، أي: ما سمحتْ بهِ أنفسُهُم، وما سهلَ عليهِم مِن الأعمالِ والأخلاقِ… ويتجاوزَ عن تقصيرِهِم، ويغضَّ طرفَهُ عن نقصِهِم”.أ.ه ولَمَّا نزلتْ هذهِ الآيةُ قالَ رسولُ اللهِ : “ما هذَا يا جبريلُ؟”، قالَ: إنَّ اللهَ أمرَكَ أنْ تعفوَ عمَّن ظلمَكَ، وتعطيَ مَن حرمَكَ، وتصلَ مَن قطعَكَ.”( تفسير ابن كثير).

فالسماحةُ هي طيبٌ في النفسِ عن كرمٍ وسخاءٍ، وهي لينٌ في الجانبِ عن سهولةٍ ويسرٍ، وهي بشاشةٌ في الوجهِ عن طلاقةٍ وبشرٍ، هي ذلةٌ على المؤمنينَ دونَ ضعفٍ ومهانةٍ، وهي صدقٌ في التعاملِ دونَ غبنٍ وخيانةٍ.

إنَّ السماحةَ لبابُ الإسلامِ وزينةُ الأنامِ، وهي ذروةُ سنامِ الأخلاقِ، وأشهرُ علاماتِ الوفاقِ ..كم فُتِحَتْ بهَا قلوبٌ، وكم رَفعَتْ أصحابَهَا عندَ علامِ الغيوبِ، فمَا أحبَّ صاحبهَا عندَ الناسِ، بل وأعظمَ منهُ عندَ ربِّ الناسِ!!

كما حثتْ السنةُ النبويةُ على التحلِّيِ بخُلقِ السماحةِ، فعن ابنِ عباسٍ- رضي اللّهُ عنهُ- قالَ: قالَ رسولُ اللّهِ : «اسمحْ يُسمحْ لك»)( أحمد والطبراني بسند صحيح )، بل عدَّهَا النبيُّ مِن الإيمانِ، فقد سُئِلَ عن أفضلِ الإيمانِ؟ فقالَ: ” الصبرُ والسماحةُ “. (أحمد والبيهقي بسند حسن).

على أنَّ السماحةَ لا تعنِي الضعفَ والهوانَ والذلَّ والصغارَ، وإنّمَا تعنِي العزةَ والكرامةَ، وهذهِ المعانِي للسماحةِ قد وقفَ أمامَهَا الغربيونَ عجباً ! يبيِّنُ الشاعرُ غوته ملامحَ هذا التسامحِ في كتابِهِ (أخلاقُ المسلمينَ) فيقولُ: “للحقِّ أقولُ : إنَّ تَسامُحَ المسلمِ ليسَ مِن ضعفٍ، ولكنَّ المسلمَ يتسامحُ مع اعتزازِهِ بدينِهِ، وتمسكِهِ بعقيدتِهِ” .

وإذا كانَ الإسلامُ يحثُّ أفرادَهُ على السماحةِ والرفقِ واللينِ، فقد نهاهُم عن الشدةِ والغلظةِ، لذلكَ نفَى اللهُ عن رسولِهِ الفظاظةَ وغلظةَ القلبِ، فقالَ تعالَى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ} [آل عمران: 159]. يقولُ الإمامُ السعديُّ: ” أي: برحمةِ اللهِ لكَ ولأصحابِكَ، مَنَّ اللهُ عليكَ أنْ ألنتَ لهُم جانبَكَ، وخفضتَ لهُم جناحَكَ، وترققتَ عليهِم، وحسنتَ لهُم خُلقَكَ، فاجتمعُوا عليكَ وأحبوكَ، وامتثلُوا أمرَكَ. وَلَوْ كُنتَ فَظًّا أي: سيئَ الخُلقِ غَلِيظَ الْقَلْبِ أي: قاسيهِ، لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ؛ لأنَّ هذَا يُنفرُهُم ويبغضُهُم لِمَن قامَ بهذا الخُلقِ السيِّئ.”( تفسير السعدي)

فالسماحةَ السماحةَ تُفلحُوا، السماحةَ السماحةَ تسعدُوا، السماحةَ السماحةَ تغنمُوا !!

وما أجملَ قولَ الإمامِ الشافعِي في ديوانِهِ:

وكُنْ رجلًا على الأهوالِ جلدًا …………………. وشيمتُكَ السَّمَاحَةُ والوفاءُ

وإنْ كثرتْ عيوبُكَ في البرايَا …………………… وسَرَّكَ أَنْ يَكونَ لها غِطَاءُ

تَسَتَّرْ بالسَّخَاءِ فكُلُّ عَـــــيْبٍ …………………… يُغـــــــــطِّيهِ كمَا قيلَ السَّخاءُ

ولا ترجُ السَّمَاحَةَ مِن بخيلٍ ……………………. فَمَا في النَّارِ لِلظْمآنِ مَاءُ

ثانيًا: صورُ ومظاهرُ السماحةِ.

للسماحةِ صورٌ ومظاهرُ عديدةٌ تشملُ جميعَ مجالاتِ الحياةِ وتتمثلُ فيمَا يلِي:

– السماحةُ في البيعِ والشراءِ : فعَن جابرٍ أنَّ رسولَ اللهِ – – قالَ: “رحِمَ اللهُ رجلاً سمحًا إذا باعَ وإذَا اشتَرى وإذا اقتَضَى”.( البخاري). يقولُ الإمامُ ابنُ حجرٍ:” فيهِ الحضُّ على السماحةِ في المعاملةِ، واستعمالُ معالِي الأخلاقِ، وتركُ المشاحةِ، والحضُّ على تركِ التضييقِ على الناسِ في المطالبةِ وأخذِ العفوِ منهُم.” ( فتح الباري).

– السماحةُ في القضاءِ والاقتضاءِ: فقد ضربَ لنَا الرسولُ – – أروعَ الأمثلةِ في سماحةِ القضاءِ والاقتضاءِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ لِرَجُلٍ عَلَى النَّبِيِّ سِنٌّ مِنْ الْإِبِلِ فَجَاءَهُ يَتَقَاضَاهُ فَقَالَ: ” أَعْطُوهُ. فَطَلَبُوا سِنَّهُ فَلَمْ يَجِدُوا لَهُ إِلَّا سِنًّا فَوْقَهَا فَقَالَ: أَعْطُوهُ، فَقَالَ: أَوْفَيْتَنِي أَوْفَى اللَّهُ بِكَ، قَالَ النَّبِيُّ : إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً” .(متفق عليه).

– السماحةُ مع الجيرانِ: فقد حثَّنَا الدينُ الإسلاميُّ الحنيفُ إلى السماحةِ مع الجيرانِ، بل عدَّ الإسلامُ الإحسانَ إلى الجارِ والتسامحَ معهُ وعدمَ إيذائِهِ شعبةً مِن شعبِ الإيمانِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: ” مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ” (متفق عليه).

-السماحةُ مع مَن سبَّكَ أو شتمَكَ أو آذاكَ: ومِن المعلومِ أنَّ رسولَنَا الكريمَ – – هو المثلُ الأعلَى في العفوِ والسماحةِ مع قومِهِ، وشواهدُ ذلكَ كثيرةٌ، فقد آذاهُ قومهُ وطردوهُ مِن وطنهِ ومِن أحبِّ البلادِ إليهِ، ومع ذلكَ لَمَّا رجعَ وفتحهَا عفَا عنهُم وسامحَهُم فقالَ: اذهبُوا فأنتُم الطلقاءُ!! وكانَ قادرًا على أنْ يبيدَهُم عن آخرِهِم!! ولَمَّا نزلَ جبريلُ يستأذنُهُ أنْ يُطبقَ عليهمُ الأخشبينِ ( الجبلينِ) رفضَ وعفَا عنهُم وسامحهُم وقالَ: يا أخِي يا جبريلُ لا تفعلْ، اللهُمَّ اهدِ قومِي فإنَّهُم لا يعلمون. والرجلُ الذي أشهرَ سيفَهُ وقالَ: مَن يمنعُكَ منِّى؟ والرجلُ الذي جاءَ يتقاضَاهُ فأغلظَ، والرجلُ الذي قال أعطنِي يا محمدٌ مِن المالِ فإنَّهُ ليسَ مالكَ ولا مالَ أبيك؛ والرجلُ الذي بالَ في المسجدِ.

وغيرُهَا مِن المواقفِ التي تدلُّ على سماحةِ وعفوِ وحلمِ النبيِّ – صاحبِ الذكرَى العطرةِ – مع قومِهِ!!

– السماحةُ مع غيرِ المسلمينَ في السلمِ والحربِ: ففِي الحربِ التي تأكلُ الأخضرَ واليابسَ، وتُزهَقُ فيهَا الأرواحُ، وتُدمَّرُ المدنُ والقرَى، ويموتُ الصغيرُ والكبيرُ، أمرَ الإسلامُ بالسماحةِ والعدلِ وحرَّمَ الظلمَ، فقد روى مسلمٌ في صحيحِهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ” كَانَ رَسُولُ اللهِ – – إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ، أَوْ سَرِيَّةٍ، أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ: اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا”. فلا يجوزُ أنْ يُقصَدَ بالقتالِ مَن ليسُوا بأهلٍ لهُ، كالنِّساءِ والأطفالِ والشُّيوخِ، والزَّمنِى والعُمِي والعَجَزةِ، والذينَ لا يُباشرونَهُ عادةً كالرُّهبانِ والفلاَّحينِ، إلاَّ إذَا اشتركَ هؤلاءِ في القِتالِ وبدؤوُا هُم بالاعتداءِ، فعندهَا يجوزُ قتالُهُم.  هذه السماحةُ في حالِ الحربِ فمَا بالُكَ في حالِ السلمِ؟!!

أتركُ الشهادةَ للغربيينَ المنصفينَ وتصويرِهِم لهذهِ السماحةِ والتي تعاملُوا مِن خلالِهَا مع المسلمينَ والنصارَى في الدولِ الغربيةِ، يقولُ غوستاف لوبون في ” مجلةِ التمدنِ الإسلامِي: ” إنَّ المسلمينَ وحدهُم هُم الذينَ جمعُوا بينَ الغيرةِ لدينِهِم وبينَ رُوحِ التسامحِ نحوَ أتباعِ الأديانِ الأخرَى وإنّهُم مع حملِهِم السيفَ فقد تركُوا الناسَ أحرارًا في تمسكِهِم بدينِهِم، وكلُّ ما جاءَ في الإسلامِ يرمِي إلى الصلاحِ والإصلاحِ، والصلاحُ أنشودةُ المؤمنِ، وهو الذي أدعُو إليهِ المسيحيين” .

أَبَعْدَ كلِّ هذَا التسامحِ  – والحقُّ ما شهدتْ بهِ الأعداءُ – يأتِي حاقدٌ على الإسلامِ ليقولَ: إنَّ الإسلامَ دينُ تطرفٍ وعنفٍ وإرهابٍ؟!!  إنَّ سماحةَ الإسلامِ لم تقتصرْ علَى النهيِ عن الاعتداءِ على بنِي البَشرِ فقط؛ وإنَّمَا تجاوزَ ذلكَ ليشملَ النهيَ عن الإتلافِ، وقطعِ الشَّجرِ، وقتْلِ الحيواناتِ، وتخريبِ الممتلكاتِ والمنشآتِ العامّةِ، وهذا سُموٌّ أخلاقيٌّ لم تعرفْ لهُ البشريةُ مثيلاً في تاريخِهَا قديمًا وحديثًا!!

ثالثًا: فوائدُ وثمراتُ السماحةِ في الدنيا والآخرةِ.

للسماحةِ فوائدُ وثمراتٌ كثيرةٌ تعودُ على صاحبِهَا بالخيرِ والبركةِ في الدنيا والآخرةِ، ومِن هذهِ الفوائدِ:

محبةُ الناسِ للمسامحِ: فيستطيعُ سمحُ النفسِ الهينُ اللينُ، أنْ يظفرَ بأكبرَ قسطٍ مِن محبةِ النَّاسِ لهُ، وثقةِ النَّاسِ بهِ؛ لأنّهُ يعاملُهُم بالسَّمَاحَةِ والبشرِ ولينِ الجانبِ، فإذَا باعَ كانَ سمحًا، وإذَا اشترَى كانَ سمحًا، وإذَا أخذَ كانَ سمحًا، وإذَا أعطَى كانَ سمحًا، وإذَا قضَى ما عليهِ كانَ سمحًا، وإذَا اقتضَى ما لهُ كانَ سمحًا، فينعمَ بالخيرِ الدنيويِّ بتسامحِهِ، وذلكَ لأنَّ النَّاسَ يحبونَ المتسامحَ الهيِّنَ الليِّنَ، فيميلونَ إلى التعاملِ معهُ، فيكثرُ عليهِ الخيرُ بكثرةِ محبيهِ والواثقينَ بهِ، فتربحُ تجارتُهُ وينمُو مالُهُ، ويحظَى برضَا اللهِ والناسِ، فيسعدَ في دنياهُ وأخراهُ.

شهادةُ الناسِ للمسامحِ عندَ موتِهِ: فالرجلُ المسامحُ الهينُ اللينُ المشهورُ بحسنِ خُلقِهِ بينَ الناسِ، يحظَى بشهادةِ الناسِ لهُ عندَ موتِهِ، ويكثرُ المصلونَ على جنازتِهِ، فيكونُ ذلكَ سبباً في وجوبِ الجنةِ لهُ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: ” مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ : وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا. فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ : وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ . قَالَ عُمَرُ: فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي ، مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ فَقُلْتَ وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ فَقُلْتَ وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ!!! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ” ( متفق عليه واللفظ لمسلم ). فإذَا أردتَ أنْ تعرفَ حقيقةَ نفسِكَ محسنٌ إلى جارِكَ أم مسيءٌ سلْ جيرانَكَ ؟!! فقد أخرجَ البيهقِيُّ في شُعبِ الإيمانِ مِن حديثِ أبي هريرةَ – رضي اللهُ عنهُ – قال: ” أنَّ رجلاً قالَ: يا رسولَ اللهِ دُلَّنِي على عملٍ إذَا عمِلتُ بهِ، دخلتُ الجنةَ، فقالَ: كُن محسنًا ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، كيفَ أعلمُ أنِّي محسنٌ؟ قال: سلْ جيرانَكَ، فإنْ قالُوا: إنّكَ محسنٌ، فأنتَ محسنٌ، أو قالُوا: إنّكَ مسيءٌ، فأنتَ مسيءٌ “.

السماحةُ مِن مكفراتِ الذنوبِ: فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ قَالَ :” كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ؛ فَإِذَا رَأَى مُعْسِرًا قَالَ لِفِتْيَانِهِ تَجَاوَزُوا عَنْهُ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا؛ فَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ”.(متفق عليه). فقد تجاوزَ اللهُ عنهُ؛ لأنّهُ تجاوزَ عن العبادِ فكانَ الجزاءُ مِن جنسِ العملِ، يقولُ الإمامُ النوويُّ: ” والتَّجاوزُ والتَّجوزُ معناهمَا، المسامحةُ في الاقتضاءِ، والاستيفاءِ، وقبولِ ما فيهِ نقصٌ يسيرٌ، وفي هذه الأحاديثِ فضلُ إنظارِ المعسرِ والوضعِ عنهُ، إمَّا كلُّ الدينِ، وإمَّا بعضهُ مِن كثيرٍ، أو قليلٍ، وفضلُ المسامحةِ في الاقتضاءِ وفي الاستيفاءِ، سواءٌ استوفي مِن موسرٍ أو معسرٍ، وفضلُ الوضعِ مِن الدينِ، وأنَّهُ لا يُحتقرُ شيءٌ مِن أفعالِ الخيرِ، فلعلَّهُ سببُ السعادةِ والرَّحْمَةِ”.

السماحةُ تجلبُ رحمةَ اللهِ: كمَا في الحديثِ:” رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ وَإِذَا اشْتَرَى وَإِذَا اقْتَضَى”. (البخاري)

السماحةُ منجاةٌ مِن كُربِ يومِ القيامةِ: قالَ :” مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَّهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ أَوْ يَضَعْ عَنْهُ “، وقال أيضاً :” مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ ” ( رواهما مسلم).

السماحةُ تُحرّمُ صاحبهَا على النارِ: وفي ذلكَ يقولُ :” ألَا أُخبِرُكم على مَن تحرُمُ النَّارُ غدًا؟! على كلِّ هيِّنٍ ليِّنٍ سهلٍ قريبٍ”. (ابن حبان والطبراني). وهكذَا يفوزُ المسامحُ بخيرَيِ الدنيا والآخرةِ، والفرصةُ أمامَكُم فهل أنتُم فاعلون؟!

إنّنَا يجبُ أنْ نكونَ دعاةً بأفعالِنَا قبلَ أقوالِنَا، يجبُ أنْ نتخلقَ بأخلاقِ صاحبِ الذكرَى العطرةِ ، ونحنُ في ذكرَى مولدِهِ الشريفِ، وأنْ نكونَ سمحاءَ رحماءَ بإخوانِنَا حتى تسودَ المودةُ، وينتشرَ الإخاءُ، ونفوزَ بسعادةِ العاجلِ والآجلِ!!

نسألُ اللهَ أنْ  يحسنَ أخلاقَنَا، وأنْ يرزقَنَا السماحةَ، وأنْ يحفظَ مصرَنَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ .

الدعاءُ،،،،                وأقم الصلاةَ،،،،                            كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

د / خالد بدير بدوي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: ahmed_dr.ahmed@yahoo.com رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى