أخبار مهمةخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة بعنوان : قيمة السلام وتطبيقاته في الإسلام 

خطبة الجمعة القادمة : السلام رسالة الإسلام ، بتاريخ 9 محرم 1447هـ ، الموافق 4 يوليو 2025م

خطبة الجمعة استرشادية بعنوان : قيمة السلام وتطبيقاته في الإسلام لـ خطبة الجمعة القادمة : السلام رسالة الإسلام ، بتاريخ 9 محرم 1447هـ ، الموافق 4 يوليو 2025م.

لتحميل خطبة جمعة استرشادية بعنوان : قيمة السلام وتطبيقاته في الإسلام لـ خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 4 يوليو 2025 بصيغة word بعنوان: السلام رسالة الإسلام، بصيغة word

ولتحميل خطبة جمعة استرشادية بعنوان : قيمة السلام وتطبيقاته في الإسلام لـ خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 4 يوليو 2025 بصيغة pdf بعنوان : السلام رسالة الإسلام pdf

عناصر خطبة جمعة استرشادية بعنوان : قيمة السلام وتطبيقاته في الإسلام لـ خطبة الجمعة القادمة : السلام رسالة الإسلام ، كما يلي:

 

  • مفهوم السلام
  • السلام في الإسلام
  • تطبيقات السلام في الإسلام
  • الإسلاموفوبيا وتحديات السلام العالمي
  • أخيراً
  • الخلاصة

 

ولقراءة خطبة جمعة استرشادية بعنوان : قيمة السلام وتطبيقاته في الإسلام لـ خطبة الجمعة القادمة : السلام رسالة الإسلام بتاريخ 4 يوليو 2025 بعنوان ، كما يلي:

خطبة بعنوان: قيمة السلام وتطبيقاته في الإسلام

من القيم الرئيسة في الإسلام التي حرص عليها – وأكد عليها، ودعا إليها – قيمة السلام، لأنه يؤدي إلى تحقيق الطمأنينة بين الأفراد والمجتمعات، وإرساء قواعد العدل والتسامح والتعايش السلمي بين البشر كافة، وقد أقر الإسلام بالتعددية الدينية والعرقية واللغوية وجعل ذلك من آيات الله تعالى في خلقه، قال تعالى: {وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦ خَلۡقُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفُ أَلۡسِنَتِكُمۡ وَأَلۡوَٰنِكُمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡعَٰلِمِينَ}[الروم: ٢٢]، ليصل إلى تحقيق قوله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ[الحجرات: ١٣].

فالسلام مبدأ من المبادئ التي عمق الاسلام جذورها في نفوس المسلمين، فأصبحت جزءًا من كيانهم، وخلقًا من أخلاقهم، وفي ظل التحديات المعاصرة التي يشهدها العالم، يأتي المفهوم الإسلامي للسلام، ووجهه المشرق في إرساء قواعده في مختلف مجالات الحياة، إذ السلام رسالة الإسلام على العالم.

  • مفهوم السلام
  • السلام في الإسلام
  • تطبيقات السلام في الإسلام
  • الإسلاموفوبيا وتحديات السلام العالمي
  • أخيراً
  • الخلاصة

 مفهوم السلام

يأتي السلام بمعنى الأمان والنجاة ممّا لا يُرغَب فيه، والبراءة من العيوب، والسلام – كمصطلح ضد الحرب – يعني غياب الاضطرابات وأعمال العُنف والحروب، كما يأتي تعريف السلام بمعنى الأمان والاستقرار والانسجام.

وبناءً على ذلك فإنّ السلام حالةً إيجابيّةً مرغوبةً، تسعى إليه الجماعات البشرية أو الدول، في عقد اتفاق فيما بينهم للوصول إلى حالة من الهدوء والاستقرار.

 السلام في الإسلام

السلام في الإسلام ليس مجرد شعار، بل هو قيمة عملية تبدأ من الفرد وتمتد إلى الأسرة فالمجتمع فالعالم، إذ السلام له مقام في وحي السماء، وله تجلياته في المقاصد العظمى لشريعتنا الغراء، يمهد لحضارة عريقة، وكم من حضارات سالفة في ظلال الإسلام أرستها قواعد السلام، كان الإنسان فيها – ولا يزال – محور اهتمامها، أمنه الوطني، واستقراره النفسي، وحياته المطمئنة، وفي عالم يضج بالصراعات، تظل تعاليم الإسلام عن السلام نورًا يضيء الطريق نحو مستقبل أفضل للبشرية، فلقد أعلن الإسلام – منذ طلع فجره، وأشرق نوره في آفاق الدنيا – دعوته إلى السلام، ووضع الخطة الرشيدة التي تبلغ بالإنسانية إلي، فالإسلام يدعو إلى حب الحياة الآمنة ويقدسها، ويرسم الطريقة المثلى لتعيش الانسانية متجهة إلى غاياتها من الرقي والتقدم، وهي مظللة بظلال الأمن الوارفة.

لقد جاء ذكر السلام في القرآن الكريم في مواضع كثيرة وبصيغ متعددة، فوضحت الآيات أن السلام اسم من أسماء الله تعالى، وصفة من صفاته، {هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ} [الحشر: ٢٣] لأنه يؤمن الناس بما شرع من مبادئ، وبما رسم من خطط ومناهج.

ولفظ الإسلام – الذي هو عنوان هذا الدين – مأخوذ من مادة السلام، واسم أتباعه مشتق منه، قال تعالى: {إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ[آل عمران: ١٩]، وقال: {هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ مِن قَبۡلُ وَفِي هَٰذَا} [الحج: ٧٨] .

كما جعل الله تعالى السلام تحيةً المسلمين في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {فَإِذَا دَخَلۡتُم بُيُوتٗا فَسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ تَحِيَّةٗ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُبَٰرَكَةٗ طَيِّبَةٗۚ} [النور: ٦١]، وقال {تَحِيَّتُهُمۡ يَوۡمَ يَلۡقَوۡنَهُۥ سَلَٰمٞۚ} [الأحزاب: ٤٤]، فالتحية بالسلام تعبير عن الأمان والمحبة والاحترام.

وحامل هذه الرسالة صلى الله عليه وسلم هو حامل راية السلام، لأنه يحمل إلى البشرية الهدى، والنور والخير، والرشاد، وهو يحدث عن نفسه، فيقول: « إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ» [ متفق عليه]، ويحدث القرآن عن رسالته، فيقول: {وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ} [الأنبياء: ١٠٧] 

وقد جسّد الرسول صلى الله عليه وسلم قيمة السلام في حياته وسيرته، فعندما دخل مكة فاتحًا، قال لأهلها «اذهبوا فأنتم الطلقاء» رغم ما عاناه منهم من أذى واضطهاد، كما عقد العديد من المعاهدات التي تهدف إلى إيقاف الحروب، وأشهرها صلح الحديبية، الذي عُدَّ مثالًا في الحكمة السياسية والسعي للسلام، وكان يوصي المجاهدين بقوله صلى الله عليه وسلم « انطلقوا باسم الله، وبالله، وعلى ملة رسول الله، لا تقتلوا شيخًا فانيًا، ولا طفلاً صغيرًا، ولا امرأة، ولا تغلوا، وضموا غنائمكم، وأصلحوا وأحسنوا، إن الله يحب المحسنين، ولا تقطعوا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة» [ البيهقي والطبراني].

 تطبيقات السلام في الإسلام

السلام في الإسلام قيمة عامة وشاملة، ينتظم فيها سلام الإنسان مع نفسه، وأهل بيته، ومجتمعه، وإخوانه في الدين، ومع المخالفين له في المعتقد، بل وجميع الكون من حوله، ومن هذه التطبيقات:

إفشاء السلام: جاءت توجيهات سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم تؤكد قيمة السلام، وتأمر بنشره وبذله، فقال صلى الله عليه وسلم «يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصَلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام» [رواه احمد والترمذي وابن ماجةوهو أمر مباشر بنشر ثقافة السلام والمحبة.

وربط النبي – صلى الله عليه وسلم بين الإيمان، والمحبة، والسلام، وجعل الأخير مدخلًا للسلام الروحي والاجتماعي،فقال«لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» [رواه مسلم]

وتحية المسلمين التي تؤلف القلوب وتقوي الصلات وتربط بينهم، هي السلام،  والمشهور من تحيّة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم – قول: (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، وفي الرّد (وعليكم السلام ورحمة اللهوقد بيّن صلى الله عليه وسلم أن ردّ السلام أمر واجب، وجعله حقّاً من حقوق الأخوّة الإسلاميّة فقال: «حقُّ المسلمِ على المسلمِ خمسٌ: ردُّ السلامِ، وعيادةُ المريضِ، واتباعُ الجنائزِ، وإجابةُ الدعوةِ، وتشميتُ العاطسِ» [متفق عليه]، وقد جعل الله تحية المسلمين بهذا اللفظ، للاشعار بأن دينهم دين السلام والأمان، وهم أهل السلم ومحبوا السلام.

والمسلم مكلف وهو يناجي ربه بأن يسلم على نبيه صلى الله عليه وسلم، وعلى نفسه، وعلى عباد الله الصالحين، فإذا فرغ من مناجاته لله وأقبل على الدنيا، أقبل عليها من جانب السلام، والرحمة، والبركة.

وبالعودة إلى سيرة النبي – صلى الله عليه وسلم نجد أنه كان من أكثر الناس إفشاءً للسلام، دون أن يفرّق بين صغيرٍ وكبير، وصديقٍ وغريب، ورجلٍ وامرأة، فها هو عليه الصلاة والسلام يمرّ على قومٍ لا يعرفهم ولا تربطه بهم علاقة، في مكانٍ يُقال له الروحاء فيبتدرهم بالسلام، [رواه أبو داود]، وأشار إلى فضل ذلك عندما سئل سيدنا: «أَيُّ الإسْلَامِ خَيْرٌ؟ قَالَ:تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ، عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» [متفق عليه].

 السلام الشخصي والروحي: يبدأ السلام من داخل النفس، حينما يطمئن الإنسان إلى إيمانه وقدره، ويكون راضيًا بما قسم الله له، مما ينعكس على علاقته بالآخرين، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم-: «اَرْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ» [ الترمذي والحاكم].

 السلام الأسري: حثّ الإسلام على المعاملة الحسنة داخل الأسرة، بين الزوجين، وبين الوالدين والأبناء، ودعا إلى الرحمة والمودة كأساس لبناء أسر مستقرة يسودها الحب والطمأنينة، قال تعالى: {وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: ٢١] 

السلام المجتمعي: يُعنى الإسلام بإرساء السلم داخل المجتمعات، وذلك من خلال تعزيز قيم التسامح، ونبذ الكراهية والعنف، وإشاعة ثقافة الحوار، وتُترجم هذه المبادئ اليوم في مبادرات المصالحة الوطنية، ومراكز الإصلاح الأسري، وجهود الوساطة المجتمعية، {يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا} [النساء: ١]. 

السلام بين الأديان والثقافات: الإسلام لا يفرض عقيدته بالقوة، بل يدعو إلى الحوار بالحكمة والموعظة الحسنة، وأجاز للمسلمين التعايش السلمي مع أتباع الديانات الأخرى، بل وأوصى بحسن معاملتهم ما لم يكن منهم اعتداء، قال تعالى:

 {لا إِكۡرَاهَ فِي ٱلدِّينِۖ} [البقرة: ٢٥٦]، وقال: {ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ} [النحل: ١٢٥]، وقال: {لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ * إِنَّمَا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ قَٰتَلُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ وَأَخۡرَجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ وَظَٰهَرُواْ عَلَىٰٓ إِخۡرَاجِكُمۡ أَن تَوَلَّوۡهُمۡۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمۡ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ} [الممتحنة: ٨-٩].

السلام العالمي: الإسلام يؤمن بوحدة الأسرة الإنسانية، ويدعو إلى إقامة علاقات دولية قائمة على السلم والعدل والاحترام المتبادل، حيث قال الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ} [الحجرات: ١٣]، وتظهر هذه المبادئ اليوم في حل النزاعات عبر الحوار والتفاهم، ورفض الظلم والعدوان، والدفاع عن المظلومين ضمن إطار سلمي وقانوني، والدعوة إلى الاحتكام للقانون الدولي.

 – السلام البيئي: في العصر الحديث تزايدت أهمية السلام البيئي، لحماية الكون ومن فيه من الفساد والضرر، والإسلام ينهى عن الإفساد في الأرض، كما قال تعالى: {ولَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} [الأعراف: ٥٦].

وقد تُرجم ذلك اليوم إلى دعم الاستدامة البيئية، وتشجيع المبادرات الخضراء، ومقاومة التلوث والاحتباس الحراري، وهي تطبيقات حديثة لمفهوم (الخلافة في الأرض) {ثُمَّ جَعَلۡنَٰكُمۡ خَلَٰٓئِفَ فِي ٱلۡأَرۡضِ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ لِنَنظُرَ كَيۡفَ تَعۡمَلُونَ} [يونس: ١٤].   

السلام الرقمي: مع تطور التكنولوجيا، أصبح الفضاء الرقمي ميدانًا جديدًا يتطلب السلام، نظرا لخطر سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني على الأفراد والمجتمعات والدول.

 ولهذا أمرالإسلام بضبط اللسان وحفظه عن الخوض فيما لا علم للمرء به، وأحصى كل كلمة عليه ليسأل عنها يوم القيامة، قال تعالى: {مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ} [ق: ١٨]، وقال: {وَكُلَّ شَيۡءٍ أَحۡصَيۡنَٰهُ كِتَٰبٗا} [النبأ: ٢٩]، وقال: {وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرٗاۗ وَلَا يَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدٗا} [الكهف: ٤٩]، وهو ما يتجسد في حملات مكافحة خطاب الكراهية والأخبار الزائفة والتنمر الإلكتروني.

 الإسلاموفوبيا وتحديات السلام العالمي

في زمنٍ يُفترض أن تتلاقى فيه الحضارات لا أن تتصادم، تطلّ علينا ظاهرة الإسلاموفوبيا كغيمةٍ سوداء تعكر صفو السلام العالمي، وتزرع الخوف حيث يجب أن ينبت الفهم والتعايش، فالإسلام الذي يدعو إلى السلام والتسامح والتعاون والرحمة، يُقدَّم للعالم اليوم على أنه إرهاب وتخلف، وذلك راجع إلى سببين:

الأول: السلوك الخاطئ لبعض الجماعات أو الأفراد الذين يمارسون أفعالا باسم الإسلام وهي بعيدة عنه وعن قيمه.

والثاني: سلوك الجهات المعادية للإسلام التي تلعب على الوتر الحساس، وتقوم بالمساس بمقدسات ومشاعر المسلمين وإثارتها، ما يجعل ردة فعل البعض تشكل مخاوف لدى الآخر.

وللأسف الشديد – وإلى الآن – لم يتم وضع حد لظاهرة الخوف من الإسلام، فهناك من يسعى إلى إبقائها واستخدامها عند كل مصلحة، والملاحظ منذ عقود أنها تتنامى في مستنقع الانغلاق وخطاب الكراهية، والعنصرية.

والسبيل لاستئصال هذه الظاهرة يبدأ بخطاب التسامح والانفتاح مع المسلمين، واعتبارهم جزءا من المجتمع وإشراكهم في تنميته، والإسهام في تطويره بنظرة واحدة وفق معايير العدالة والمساواة بين كل المواطنين مهما كانت انتماءاتهم ومعتقداتهم.

كما أن الوعي مهم جدًا في تمييز الأمور ووضع حد لكل التجاوزات، ومحاسبة المتطرفين، وهي مسؤولية مشتركة بين مختلف طبقات المجتمع، ولا ننسى دور الإعلام الذي ينبغي أن يقوم بدور أحادي لدعم نهج المحبة والتسامح، وإغلاق الأبواب والنوافذ في وجه الزوابع التي لا عمل لها سوى التخريب والهدم.

 أخيراً

لقد جاء الإسلام بمنظومة متكاملة من القيم التي تؤسس للسلام في مختلف نواحي الحياة، وفي العصر الحديث تبرز الحاجة إلى تفعيل هذه القيم من خلال برامج ومبادرات مؤسسية وأهلية، تربط بين التعاليم الإسلامية الأصيلة ومتطلبات الواقع المعاصر، فالسلام في الإسلام ليس شعارًا، بل مقصد أساس من مقاصد الإسلام يبدأ من النفس فيصل إلى الإنسانية جمعاء، {ذَٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهۡدِي بِهِۦ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۚ} [الأنعام: ٨٨].

 الخلاصة

الإسلام يدعو إلى تحقيق السلام الكامل، ويشدد على ضرورة التسامح والعدالة والتعايش بروح الإخاء بين البشر كافة، كما يحث على الحوار البناء والتفاهم المتبادل،  والتعاون من أجل تعزيز السلام العالمي، وعدم الكراهية والظلم والاعتداء علي الغير بكل أنواعة جملة وتفصيلًا.

 _____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: ahmed_dr.ahmed@yahoo.com رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى