أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة بعنوان: (من فقه التقنية: 50 قاعدة تحمي حياتكم واستقراركم من مخاطر الهاتف الجوال) د/ أحمد علي سليمان

خطبة الجمعة بعنوان: إذا أردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك منهج الإسلام في رعاية الحياة الخاصة والعامة بقلم المفكر الإسلامي الدكتور/ أحمد علي سليمان

أَجْمَلُ خُطْبَةٍ في بيان فقه التَّعَامُلِ مَعَ التِّقْنِيَّةِ، وكشف مخاطرها، وتحديد سُبل التَّعَامُلِ الرَّشِيدِ معها. خطبة الجمعة بعنوان: (من فقه التقنية: 50 قاعدة تحمي حياتكم واستقراركم من مخاطر الهاتف الجوال) إذا أردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك منهج الإسلام في رعاية الحياة الخاصة والعامة بقلم المفكر الإسلامي الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الجمعة: 24 ذي الحجة 1446هـ / 20 يونيو 2025م.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 20 يونيو 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان : (من فقه التقنية: 50 قاعدة تحمي حياتكم واستقراركم من مخاطر الهاتف الجوال) إذا أردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك منهج الإسلام في رعاية الحياة الخاصة والعامة :

لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 20 يونيو 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان: (من فقه التقنية: 50 قاعدة تحمي حياتكم واستقراركم من مخاطر الهاتف الجوال) إذا أردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك منهج الإسلام في رعاية الحياة الخاصة والعامة ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 20 يونيو 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان ، بعنوان : (من فقه التقنية: 50 قاعدة تحمي حياتكم واستقراركم من مخاطر الهاتف الجوال) إذا أردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك منهج الإسلام في رعاية الحياة الخاصة والعامة : كما يلي:

 

الحمد لله الذي أمر بالستر، والبعد عن التدخل فيما لا يعنينا، ونهى عن التجسس والظن السيء والتلصص والهمز واللمز والغيبة والنميمة والإيذاء والأذية بأي صورة أو شكل، وحث على حسن الخلق، والبعد عن الفضول، فقال في محكم التنزيل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ) (الحجرات: 12). وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، أمرنا بحفظ حقوق الآخرين واحترام حياتهم ومشاعرهم وخصوصياتهم.
وأشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، خير الخلق عندك، وأكرمهم لديك، وأحبهم إليك، سيدنا محمد (ﷺ) الذي جاءنا بالبينات والذكر الحكيم.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ، وَالخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ، نَاصِرِ الحَقِّ بِالحَقِّ، وَالهَادِي إِلَى صِرَاطِكَ المُسْتَقِيمِ، وَعَلَى آلِهِ حَقَّ قَدرِهِ وَمِقْدَارِهِ العَظِيمِ.
أيها المسلمون: أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، فإنها وصيه الله للأولين والآخرين، قال تعالى: (…وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ…) (النساء: 131)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102)، وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) (الأحزاب: 70-71).
وقال الكريم جل وعلا: (…وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (البقرة: 223). أما بعد…
دعـــاء
اللَّهُمَّ إنك تعلم أنَّ الأعداءَ قد تكالبوا على أمتنا، وأحاطوا بها من كل جانب، فكن لنا يا ربنا ولا تكن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر بنا، واهدِنا ويسِّر الهُدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا، يا قويُّ يا عزيز.
اللَّهُمَّ لا تسلُبنا سترَ إحسانك، ولا تحرمنا حلاوةَ مناجاتك، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفةَ عين، ولا أقلَّ من ذلك، يا أرحم الراحمين.
اللَّهُمَّ قِنا مصارعَ السُّوء، وسوءَ الخاتمة، وفُجاءةَ البلاء، وداهماتِ المحن، وخذ بأيدينا إذا زلَّت أقدامُنا، ولا تجعلنا فِتنةً للقوم الظالمين.
اللَّهُمَّ الطفْ بنا فيما جرت به المقادير وفي سائر تصرُّفاتنا، وألهمنا الرشدَ في أقوالنا وأفعالنا، ووفِّقنا لما تُحبُّ وترضى، وبارك لنا في ديننا ودنيانا وآخرتنا.
اللَّهُمَّ اكفِنا واحفظنا واحفظ بلادنا من جميعِ جهاتنا: من أمامِنا، ومن خلفِنا، وعن أيمانِنا، وعن شمائلِنا، ومن فوقِنا، ونعوذُ بعظمتك أن نُغتالَ من تحتِنا.
اللَّهُمَّ احفظْ مِصرَنا وسائرَ بلاد المسلمين، واجعلها بلادَ أمنٍ وأمان، وسِلمٍ وإيمان، ورخاءٍ واستقرار، يا حنّان يا منّان.
اللَّهُمَّ اجعل لنا من كلِّ همٍّ فرجًا، ومن كلِّ ضيقٍ مخرجًا، ومن كلِّ بلاءٍ عافية، واغمرنا برحمتك التي وسِعت كلَّ شيء، يا أرحمَ الراحمين، ويا أكرمَ الأكرمين، ويا أجودَ من سُئل، ويا أرحمَ من رجاه الراجون.
وصَلِّ اللَّهُمَّ على سيِّدِنا محمد، وعلى آلِه وصحبِه، وسلِّم تسليمًا كثيرًا
دعوة عاجلة إلى الوحدة والتضامن والتكاتف
في هذا الظرف العصيب الذي تمرّ به أمتنا الإسلامية، وفي ظل ما يُحاك لها ليلًا ونهارًا، سرًّا وجهارًا، فإنّه لا ملجأ لنا ولا منجى إلا باللجوء الصادق إلى الله سبحانه وتعالى، وبالعودة الجادّة إلى تعاليم ديننا الحنيف.
وإذا كان إلهنا واحدًا، وديننا واحدًا، وكتابنا واحدًا، ونبينا واحدًا، ومصيرنا واحدًا…
فإلى متى نظل متفرّقين؟
متى نتّحد؟
متى نكون كما أرادنا الله: (..خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ…)؟ (آل عمران: 110) .
متى نتخلّى عن أنانيةٍ مقيتةٍ مزّقت صفوفنا؟
متى نُفيق من غفلتنا، وننهض من كبوتنا، ونستفيق من سُباتنا العميق؟
متى نتحرك؟
وهل يُجدي أن نتحرك بعد فوات الأوان؟
اللَّهُمَّ اجمع شمل أمتنا، ووحّد صفوفها، واغرس في قلوبنا حبّ الخير لبعضنا، واهدنا سُبل السلام، يا ربّ العالمين.
ونقول للمتربصين بنا: “كلنا في خندق واحد، وكلنا على قلب رجل واحد، وكلنا خلف قيادتنا الحكيمة وجشينا الباسل” اللهم اجعل بلدنا مصر وبلاد المسلمين في أمنك وأمانك وضمانك يا رب.
أيها المسلم الكريم:
إذا أردت السلامة من غيرك فاطلبها في سلامة غيرك منك
إن من أعظم ما يحتاجه الناس في حياتهم اليوم وكل يوم، هو الأمن النفسي والأمان الكامل والسكينة والطمأنينة والهدوء، ولن يتحقق ذلك إلا بـعدة أمور، من بينها:
 تربية النفوس تربية إيمانية على مراقبة الله تعالى، والإحسان إلى خلق الله،
 تربية الناس على السلام النفسي وعلى سلامة الآخرين من أذاهم،
 السعي نحو تحقيق الطمأنينة في النفوس، والسكينة في القلوب، من خلال الوصال الدائم مع الله،
 تربية الناس على الرحمة والمرحمة والتراحم والتسامح والتسامي في المعاملات على اختلاف أشكالها وألوانها،
 ترسيخ ثقافة المحبة المتبادلة بأن يحب الإنسان لغيره مثل ما يحب لنفسه، وأن يكره لغيره ما يكرهه لنفسه.
ما الأخذ في عين الاعتبار أن ما سبق لا يُطلب بالكلام فحسب، بل يُبنى بالفعل والعمل والسلوك… أي: إن كنت تريد من الناس أن يحسنوا إليك فلابد أولا أن تُحسن إليهم، إذ كيف تطلب إحسان الله تعالى إليك وأنت لا تحسن إلى خلق الله؟!، وإذا أردت ألا يؤذونك، فابدأ بكف أذاك عنهم، وفتش عن ذلك في عقلك.. في قلبك.. في نفسك.. في قولك.. وفي سلوكك… فتش باستمرار، وتأمل في نفسك باستمرار، وتخلص أولا بأول من العوالق والشوائب العشوائيات الفكرية والسلوكية مهما صغرت أو قلت في نظرك ومنظورك، عندئذ تكون قد وضعت قدمك على المسار الصحيح نحو الله، واعلم أنه كما تدين تُدان، والجزاء من جنس العمل.
سالمِ الخلقَ تسلَمْ
فمَن بَذَرَ الاحترامَ حَصَدَ الإِكْرَامَ
اجعل سلامة غيرك من أذاك الجسدي والنفسي والمالي والعقدي والصحي… إلخ شعارًا لك في البيت، والشارع، والعمل، والمدرسة، ومواقع التواصل… وغيرها.
لا تجرح، لا تهمز، لا تلمز، لا تحتقر، لا تسب، لا تؤذِ…
كُن مفتاحًا للخير، مغلاقًا للشر، واسع الصدر، كريم المعاملة، طيب الكلمة
وإلا فلن تكون من المسلمين
فقد حدد الرسول (ﷺ) مواصفات المسلم بقوله : (المسلمُ من سلم الناسُ من لسانه ويدهِ، والمؤمنُ من أمنه الناسُ على دمائهم وأموالهم) ( ).
وقياسا على الحديث الشريف وانطلاقا من مقاصد الشريعة وكلياتها الخمس، نقول ما ورد ضمنا ومعنى في نصوص أخرى، نقول: وسلم المسلمون من قلبه ونفيه وعلقه وتخطيطه وكيده وشره وشرهه ومكائده…
رسالة نبوية عاجلة للصلاح والإصلاح
التحذير من إيذاء خلق الله والاعتداء على خصوصياتهم
حذّرنا النبي العظيم من أذى الناس أو تعييرهم أو تتبع عوراتهم، فقال (ﷺ): (يا مَعْشَرَ مَن أسلم بلسانِه ولم يَدْخُلِ الإيمانُ قلبَه، لا تُؤْذُوا المسلمينَ، ولا تُعَيِّرُوهم، ولا تَتَّبِعُوا عَوْراتِهِم، فإنه مَن تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيه المسلمِ، يَتَتَبَّعِ اللهُ عَوْرَتَه ومَن يَتَتَبَّعِ اللهُ عَوْرَتَه يَفْضَحْهُ ولو في جوفِ بيتِه) ( ).
الإسلامُ دِينُ الأخلاقِ الحسَنةِ، وقد أمرَ بحفظِ الأعْراضِ مِن أنْ تُنتَهكَ بالقولِ أو الفعلِ أو الإشارة أو بأي شكل من أشكال التجسس أو التتبع أو غيرها؛ لأنَّه ممَّا يورِثُ العَداوةَ والبَغضاءَ بينَ المسلِمينَ.
وفي هذا الحديثِ يعلمنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أن الإيمانَ يجبُ أن يكونَ بالجَوارِحِ بعدَما يَصدُقُ ويستَقِرُّ في القلبِ، فتكونُ الأفعالُ والأعمالُ والاستِجابةُ للأوامرِ والنَّواهي دليلًا على هذا التَّصديقِ
وهنا يحذر من: (الغِيبةِ، وتتبُّعِ عوراتِ المسلمينَ)
• الغِيبة فيقول (لا تَغْتابوا المسلِمينَ)، أي: لا تَذكرُوهم في غَيبتِهم بما يَسوءُهم ويُحزِنُهم.
• (ولا تتبِعوا عَوراتِهم)، أي: ولا تتحرَّوْا تتبُّعَ سقَطاتِهم وزَلَّاتِهم، وكشْفَ ما يَسترُونَه عن النَّاسِ من القَبائحِ؛ “فإنَّه مَنِ اتَّبع عَوراتِهم يتَّبِعِ اللهُ عورتَه، ومَن يتَّبعِ اللهُ عوْرتَه يفضَحْه في بيتِه فيكونُ الجزاءُ مِن جِنس العَملِ.
فكُن أيها المسلم مفتاحًا للخير، مغلاقًا للشر، نقيًّا في قلبك ولسانك وسلوكك وفي سائر أمور حياتك…
***
يقول الإمام الشافعي (رضي الله عنه):
إذا شِئْتَ أنْ تَحْيا سَلِيمًا مِنَ الأَذىٰ *** وَحَظُّكَ مَوفُورٌ وَعِرْضُكَ صَيِّنُ
لسانك لا تذكر به عورة أمـــريء *** فكلك عورات وللناس ألســن
وعينك إن أبـدت إليك معايبـا *** فصنها وقل يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى *** وفــارق ولكن بالتي هي أحسـن
مظاهر إيذاء الناس
أولًا: مظاهر إيذاء الناس بالقول
ثانيا: مظاهر إيذاء الناس بالفعل
ثالثًا: مظاهر إيذاء الناس بالإشارة
رابعًا: مظاهر إيذاء الناس بالإيماءة
خامسًا: مظاهر إيذاء الناس بالتقنيات الحديثة
سادسًا: مظاهر إيذاء الناس في غيابهم
سابعًا: مظاهر إيذاء الناس في حضورهم
ثامنًا: مظاهر الاعتداء الكبرى
تاسعًا: مظاهر الاعتداء الأقل
من صور التعدي على خصوصيات الناس في عصرنا الحالي
من فقه التقنية
50 قاعدة تحمي حياتكم واستقراركم
من مخاطر الهاتف الجوال
أولًا، الواجبات:
ثانيا: المحظورات
ثالثا: التنبيهات
رابعا: التفضيلات
أيها الأخوة المؤمنون: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) رسولُ الله.. عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله.. يقول الحق (تبارك وتَعَالَى): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102) أما بعد.. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا يَسُوقُ الْخَيْرَ إِلَّا اللَّهُ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا يَصْرِفُ السُّوءَ إِلَّا اللَّهُ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، مَا كَانَ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ. أما بعد

الاستئذان
أدب رفيع وخلق إسلامي عظيم يحمي القلوب والبيوت والحياة
الاستئذان قيمة من القيم المهمة التي أكد عليها ديننا الحنيف، فهو يحفظ البيوت من انكشاف عوراتها، ويمنع إفشاء الأسرار، كما أن عدم الاستئذان قد يكون سببًا في الوقوع في المحرمات – والعياذ بالله – يقول تعالى: (وَلَا تَجَسَّسُوا) (الحجرات: 12). لقد أفرد القرآن الكريم آيات عدة لقيمة الاستئذان، نظرًا لأهميته الكبيرة، ومنها قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (النور: 27).
مراحل الاستئذان:
والاستئذان يمر بثلاث مراحل:
1- الاستئناس: أي اختيار الوقت المناسب وعدم الإزعاج.
2- إلقاء التحية والسلام.
3- طلب الإذن: وهو الأساس في هذا الأدب الرفيع.
مواطن الاستئذان في الحياة اليومية
فالاستئذان يدل على حياء صاحبه وشهامته وحسن تربيته وعفته، ولا يقتصر على دخول البيوت والمجالس فقط، بل يشمل مختلف مجالات الحياة، ومنها:
 الاستئذان عند دخول البيوت أو الغرف المغلقة، حتى لا يتفاجأ أهل المنزل أو يكونوا في موقف غير مناسب لاستقبال الزوار.
 الاستئذان عند عيادة المريض، مراعاةً لحالته الصحية وراحته، فقد يكون غير مستعد لاستقبال أحد.
الاستئذان عند الدخول إلى أماكن العمل أو المجالس العامة، احترامًا لخصوصية النقاشات الجارية أو انشغال الآخرين.
 الاستئذان عند تغيير المسار أثناء القيادة عبر إشارة السيارة، وهو نوع من الاحترام والالتزام بقواعد المرور لتجنب الحوادث.
الاستئذان عند التحدث في موضوع خاص مع شخص آخر، حتى لا يتم التطفل على أمور شخصية.
 الاستئذان عند الاقتراب من الأطفال أو النساء حفاظًا على خصوصيتهم واحترامًا لمشاعرهم.
 الاستئذان عند استخدام أشياء تخص الآخرين، كاستعارة كتاب أو هاتف أو أي ممتلكات شخصية، حتى لا يُسبب ذلك إزعاجًا أو إحراجًا.
 الاستئذان عند التنقل في وسائل النقل العامة، مثل طلب المرور من شخص جالس أو تغيير المقعد.
🔹 ضرورة نشر ثقافة الاستئذان:
إننا في حاجة ماسة إلى نشر ثقافة الاستئذان في جميع مناحي الحياة، وتعويد الأطفال عليها منذ الصغر، وإدراجها ضمن المناهج التعليمية، وكذلك التأكيد عليها في التوجيهات الدينية في المساجد، وعبر وسائل الإعلام والدراما.وقد أمرنا الله تعالى بتعليم الأبناء هذا الأدب الرفيع، فقال:
(وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) (النور: 59).
🔹 توجيهات نبوية في أدب الاستئذان
حرص الإسلام على تنشئة المسلم على هذا الخلق القويم، ومن ذلك ما جاء عن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال:
“جاء رجل فقام على باب النبي ﷺ يستأذن مستقبِلًا الباب، فقال له النبي ﷺ: (هكذا عنك، فإنما الاستئذان من أجل البصر) ( ).
أهمية الاستئذان في الإسلام
حرص الإسلام على تنظيم العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، ومن ذلك وضع آداب الاستئذان، لما له من فوائد عظيمة، منها:
– حفظ الحرمات وصيانة الأعراض.
– تجنب الإحراج والوقوع في المواقف غير المناسبة.
– إشاعة الاحترام والتقدير بين الناس.
– المحافظة على خصوصية الأفراد وأسرار البيوت.
– تعويد النفس على النظام والانضباط في التعامل.
وقد بيَّن الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم أهمية الاستئذان، فقال:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا) (النور: 27).
آداب الاستئذان:
وقد وضع الإسلام آدابًا للاستئذان، منها:
 اختيار الوقت المناسب.
 طرق الباب بلطف دون إزعاج.
 الوقوف بعيدًا عن مدخل الباب وعدم التلصص.
 التعريف بالنفس عند الاستئذان، وعدم الاكتفاء بقول “أنا”.
 تكرار الاستئذان ثلاث مرات، فإن لم يُؤذن له، فليرجع دون إلحاح.
قال تعالى:(فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمْ ۖ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا ۖ هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) (النور: 28).
وإن أُذِن للإنسان بالدخول، فليدخل بفرح وسرور، مع إلقاء السلام.. ادخلوا مستبشرين فرحين امتثالًا لقوله تعالى: (فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً) (النور: 61).
الاستئذان في الاتصال الهاتفي
إن الرنين المتكرر للهاتف دون توقف يشبه الطرق المستمر على الباب، وهو أمر مزعج وغير مقبول. لذا، يجب على الإنسان أن يتحلى بالذوق، فلا يلح في الاتصال بشكل متتابع، بل ينتظر فترة كافية، فإن لم يُجَب، فليتفهم أن الشخص قد يكون مشغولًا أو مهموما أو مريضا فارحموا الناس وارفقوا بهم وابتعدوا عن كثرة الإزعاج
الاستئذان وأثره على المجتمع
إذا انتشر الاستئذان بين أفراد المجتمع، فإنه يسهم في تحقيق العديد من القيم الإيجابية، مثل:
– تعزيز الاحترام والتقدير بين الناس.
– تقوية العلاقات الأسرية والاجتماعية.
– نشر الأمان والراحة النفسية في المجتمع.
– الحد من المشكلات الاجتماعية الناتجة عن التطفل وانتهاك الخصوصية
كيف نغرس ثقافة الاستئذان في الأطفال؟
التعليم بالمثال: يجب أن يرى الطفل والديه يلتزمان بالاستئذان، حتى يتعلمه منهم عمليًا.
استخدام القصص: يمكن سرد قصص عن أهمية الاستئذان بأسلوب مشوق يناسب الأطفال.
المكافأة والتشجيع: عند التزام الطفل بالاستئذان، يجب تشجيعه بالكلمات الطيبة أو المكافآت البسيطة.
إدراج الاستئذان في المناهج الدراسية: لتعزيز هذه القيمة في الأجيال القادمة.
وهكذا فالاستئذان أدب عظيم يعكس رقي الأخلاق وحسن التعامل، وهو سبب في حفظ الحرمات، وصيانة العلاقات، ونشر الاحترام بين الناس. فلنحرص جميعًا على تعليمه وتطبيقه في حياتنا اليومية.
الاستئذان ليس مجرد سلوك اجتماعي، بل هو خلق إسلامي راقٍ، يعكس أدب الإنسان ورقيه. وهو وسيلة لحفظ العلاقات الاجتماعية، ونشر الاحترام والطمأنينة بين الناس. فلنحرص على تطبيقه في حياتنا، وتعليمه لأبنائنا، حتى يكون مجتمعنا أكثر تحضرًا واحترامًا…
***
نسأل الله أن يحفظ أوطاننا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يرد كيد المتطرفين في نحورهم، وأن يُبارك في كل من يَسعى لبناء الأوطان بالكلمة الطيبة، والعمل الصالح، والعقل النير.
اللَّهُمَّ احفظ أوطاننا من كل سوء، وبارك لنا فيها، واجعلها دار أمنٍ وإيمان، وسلامٍ وإسلام. اللَّهُمَّ من أرادها بسوء فاجعل تدبيره تدميره، وردّ كيده إلى نحره. اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمورنا، وهيّئ لهم البطانة الصالحة الناصحة، ووفقهم لما فيه خير العباد والبلاد. اللَّهُمَّ احفظ شبابنا من الفتن، وألّف بين قلوبنا، ووفّقنا للعمل الصالح الذي يرضيك عنا. اللهم احفظ مصر شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، طولها وعرضها وعمقها، بحارها وسماءها ونيلها، ووفق يا ربنا قيادتها وجيشها وأمنها وأزهرها الشريف، وعلماءها، واحفظ شعبها، وبلاد المحبين يا رب العالمين، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا اللهم طهّر قلوبنا من الكبر، وزيّنها بالتواضع،اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
خادم الدعوة والدعاة د/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
والحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في خدمة الفقه والدعوة (وقف الفنجري 2022م)
المدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية- عضو نقابة اتحاد كُتَّاب مصر
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: drsoliman55555@gmail.com
يُرجي من السادة الأئمة والدعاة متابعة الصفحة الرسمية، وعنوانها:
(الدكتور أحمد علي سليمان)؛ لمتابعة كل جديد

 

 

لقراءة الخطبة أو تحميلها كاملا يرجي تحميل الخطبة من ملف pdf بالأعلي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: ahmed_dr.ahmed@yahoo.com رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى