أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة : عبادة لا تنقطع.. جهاد السعي والعمل.. جسر العبور إلى التقدم والتمكين د/ أحمد علي سليمان

خطبة الجمعة ، بعنوان: عبادة لا تنقطع.. جهاد السعي والعمل.. جسر العبور إلى التقدم والتمكين بقلم المفكر الإسلامي الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الجمعة: 21 صفر 1447هـ، الموافق 15 أغسطس 2025م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 15 أغسطس 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان : عبادة لا تنقطع.. جهاد السعي والعمل.. جسر العبور إلى التقدم والتمكين:

لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 15 أغسطس 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان: عبادة لا تنقطع.. جهاد السعي والعمل.. جسر العبور إلى التقدم والتمكين، بصيغة  pdf أضغط هنا.

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 15 أغسطس 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان ، بعنوان : عبادة لا تنقطع.. جهاد السعي والعمل.. جسر العبور إلى التقدم والتمكين: كما يلي:

الحمد لله الذي رب العالمين… نحمده على ما هدانا، ونشكره على ما أولانا، ونستغفره من ذنوبنا وعصيانه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) عبدُه ورسوله، وصفيه وخليله، نبيُّ الرحمة، ومُعلمُ الرفق، ومربي الأمة على الحلم واللين.
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان، الأشرفان الأنوران، الأعطران الأزهران، المزهران المثمران، على مَن جُمعت كلّ الكمالات فيه.. وعلى آله وصحبه وتابعيه..
يـا رب بالمصطفى بلِّغ مقاصدنـا… واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
مولاي صلِّ وسلم دائما أبدًا… على حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم رضِّه عنَّا، وارض عنَّا، برضاه عنَّا.. ووضئنا بأخلاقه العظيمة، وحقق أمانينا بزيارته، وافتح لنا أبواب رؤيته، ونيل شفاعته، اللهم آمين يا رب العالمين…
أيها المسلمون: أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، فإنها وصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى: (…وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ…) (النساء: 131)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102)، وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) (الأحزاب: 70-71).
وقال الكريم جل وعلا: (…وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (البقرة: 223).
أما بعد… أيها المؤمنون:
الكون كله يسعى ويعمل بلا ملل ولا كلل ولا كسل
إن رفعت بصرك إلى السماء، أو أمعنت النظر في ذرة رمل أو تراب، ستدرك أن الكون كله وهو كتاب الله المنظور كتابٌ مفتوحٌ، صفحاته كلها في سعي وعمل وحركة ونبض لا ينقطع.
أيها المؤمنون: ليس في هذا الوجود خمول ولا كسل، بل كل ذرة فيه تؤدي مهمتها بدقة مذهلة، وفق نظام إلهي بالغ الإحكام، من الذرّة إلى المجرة، في انسجام مهيب لا يعرف التوقف أو العطل أو العطب أو الكسل… ويا له من إحكام عظيم، جلَّ الصانع سبحانه وتعالى.
• المجرَّات تتحرك في إطار رسمه الله (تعالى) لها… لا تحيد ولا تزيد في سعيها وتحركها… وكذلك الكواكب الدوارة.
• الشمس تشرق.. تتحرك.. بنظام دقيق وموزون ومحكم، ثم تغيب هنا، وتُشرق هناك، وتسير في حركة دائبة لتشرق من جديد في مواعيد دقيقة غاية في الانضباط.. لا تتقدم ولا تتأخر منذ آلاف السنين، وتبث بأمر الله أشعتها، وضوءها، وحرارتها؛ لتستقيم بها الحياة، قال تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ . وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ . لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يس: 38-40)، وقال: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (الأنبياء: 33).
• والقمر يدور في فلكه، والنجوم تسبح في مداراتها، لا تَعرف فتورًا ولا انقطاعًا، ولو توقفت لحظة واحدة لاختل ميزان الكون بأسره، وصدق الله القائل: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ . الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران: 190-191)، وقال: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (يونس: 5) .
• الرياح تتحرك بأمر الله (عز وجل) حاملة الخير، ورسائل النماء، تدفع السحب المحملة بالماء، فتسقي الأرض العطشى. والمطر ينزل في قطرات منتظمة، لا عبث فيها ولا فوضى، ليحيي الموات ويبعث الخصب في كل مكان. والماء في دورته العجيبة يتبخر ويتكثف ويجري في الأنهار والبحار، بلا كلل ولا ملل، قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۚ كَذَٰلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (الأعراف: 57).
• حتى الجماد -الذي يظنه البعض ساكنًا- مليء بالحركة؛ ففي قلب كل حجر ذرات تهتز، وإلكترونات تدور في مداراتها بسرعة خيالية، وفي أعماق كل ذرة تفاعلات متواصلة تحفظ وجودها. الصخور تتفتت وتتحلل ببطء، والرياح تنقل ذرات التراب من مكان إلى آخر، وكلها تؤثر وتتأثر في نظام متكامل.
• أما عالم النبات، فهو معمل إلهي يعمل بلا كلل؛ انظروا وتأملوا إلى بديع صنع الله الحكيم: الأوراق تمتص ضوء الشمس، وتحوله إلى غذاء عبر عملية البناء الضوئي، والجذور تمتص الماء والأملاح والأسمدة، وتوزعها في الجسد النباتي بدقة وإتقان. والنباتات تتنفس، وتبني خلاياها، وتنتج الأكسجين، وتتكيف مع بيئتها، كل ذلك بصمت ودأب بدون توقف..
• وعالم الحيوان، لا يعرف الكسل في دورة حياته؛ الطيور تهاجر مئات الكيلومترات بحثًا عن الدفء والرزق والمأوي والأمن، والنحل يعمل في جماعات منظمة ليصنع عسله، والنمل يبني بيته ويدخر طعامه قبل أن يحل الشتاء. والحيوانات تبحث عن قوتها، تبني أوكارها، ترعى صغارها، وتشارك في حفظ التوازن البيئي في هذه الحياة. حتى الميكروبات، التي لا تُرى بالعين، تقوم بمهام حيوية في غاية الأهمية وبشكل لا يستقيم الكون بدونها!!.
إن كل ذرة في الكون تعمل، وكل كائن فيه يؤدي رسالته التي خلقه الله من أجلها بسعي وحركة ونشاط… ليبقى الكون الفسيح مدرسة كبرى تعلمنا أن الحياة قائمة على العمل المستمر، والسعي المستدام، والحركة المتواصلة، وأن الكسل ليس من سنن الله في خلقه، وإنما هو انحراف عن الفطرة.
فكما أن النهر لا يتوقف عن الجريان، وأن الشمس لا تكف عن الإشراق، وأن الخلية لا تكف عن الانقسام، فكذلك يجب على الإنسان أن يكون جزءًا من هذا النسيج الحي، ساعيًا متحركًا عاملًا، منتجًا، نافعًا، ليكون منسجمًا مع سنن الكون وقوانين الحياة… وصدق الله القائل: (…كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ۗ…) (النور: 41)، وفي ذلك إشارة بليغة إلى أن الكون كلّه يسير وفق نظام دقيق متناغم…
تلازم النظام والانتظام:
ولابد للسعي والعمل من نظام وانتظام، فإذا افتقد العملُ النظامَ والانتظام ضاعت ثمرته، وخمد أثره… وليس كل عمل يرضاه الله (عز وجل)، إنما العمل الصالح المصحوب بالنية الصادقة والإخلاص هو الأرجى بالقبول عنده سبحانه… والعمل الصالح مفهوم واسع شاسع يشمل سعينا الشريف في طلب الرزق، ومحاربتنا للفساد، وبذل النصيحة، وإقامة الصلاة بمفهومها الشامل، وأداء الزكاة بمعناها الواسع، وصيام رمضان، وحج بيت الله الحرام وشتى العبادات بمفاهيمها ومقاصدها.
فنسأل الله أن يوفّقنا للعمل الصالح الذي يرضيه ويرضي به عنّا، ويجعل حياتنا في طاعته ومعيته، ونظامنا انعكاسًا لسننه المحكمة في الكون والحياة يا رب.
العمل في الإسلام: رسالة وعبادة وعمارة وجهاد
لقد خلق الله الإنسان لغايات عظيمة، وهي:
• عبادة الرحمن
• وعمارة الأكوان
• ورعاية الإنسان
وجعل من وسائل تحقيقها أن يُعمِّر الإنسانُ الأرضَ بالخير، ويسعى فيها، ويعمل عملاً بانيًا ساميًا نافعًا رافعًا له ولغيره وللمجتمع.
والعمل في الإسلام ليس مجرد وسيلة للكسب، بل هو ركن من أركان الحياة… وعماد من الراسخة، فلا تستقيم حياة الأفراد ولا تنهض الأمم والحضارات إلا به.
وبالضبط: الحياة بلا عمل كأرض بلا ماء…قاحلة جدباء جرداء غبراء بوراء حرشاء ( ) عذراء ( ).
والكسل فيفي الحياة كالصدأ يأكل الحديد ويُضعفه، فلا يبقى من القوة شيء..
ولقد جاءت الأديان السماوية كلها تحث على العمل، وأكد الإسلام على العمل ومحاربة الكسل والبطالة، ودعا إلى إتقان العمل، وغرس في النفوس قيم الهمة والعزيمة والإباء والجد والبراعة وتجويد الأداء وتطويره؛ لأنه سر النماء، وسبيل الرقي والمجد والعِزة.
تأملوا –أيها السادة– كيف جاء القرآن العظيم ليؤكد على ديمومة السعي؟، فجعل الأرض بسهولها وجبالها، بحارها وبرها، بما فيها ومن فيها، ذلولًا ميسرة مُسَخَّرة مُطوَّعة مُهيَّأة للإنسان، لا لتكون فراشًا للكسالى، كلا. إنها ميدان ومسرح للعاملين، قال سبحانه: ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) (الملك: 15). وإذا كان الله تعالى قد ذلل الأرض، فإنه أيضا قد ذلل لنا السماء، والبحار، والجبال، والأشجار…إلح
وانظروا كيف جمع بين عمارة الأرض وعمارة القلوب، فقال جل شأنه: (…هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ) (هود: 61).
قوموا إلى العمل كما قمتم إلى الصلاة:
والعمل في الإسلام جهاد مستدام وعبادة دائمة، لا يحدها موسم ولا يقطعها زمان.
ومن بديع بلاغة القرآن العظيم أن الله (سبحانه وتعالى) اختار يوم الجمعة -الذي يتخذه المسلمون يوم عطلة– اختاره الله ليجعله موعدًا لتجديد السعي بقوة وهمية ونشاط وإسراع دون إبطاء، فإذا فرغت من صلاة الجماعة، وامتلأ قلبك بذكر الله، وخرجت إلى دنياك وأنت مشحون بطاقة من السكينة والطمأنينة والبركة… (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الجمعة: 10)، وعندئد يأتي السعي والانتشار والكدّ والكدح والنشاط…
من قطرات العرق تنبت سنابل العز والمجد:
والعمل في الإسلام واسع الميدان، لا يقتصر على مهنة أو حرفة دون أخرى، ولا على طبقة من الناس دون غيرها، فالمجتمع المسلم في شرق الأرض وغربها، في شمالها وجنوبها، في طولها وعَرضها وعمقها، كالجسد الواحد: الطبيب يعالج الأبدان، والفقيه يداوي المشكلات، والمهندس يشيد العمران، والمزارع يزرع الغذاء، والمعلم يزرع العلم والبحث والفكر.. إنها لبنات متكاملة متشابكة، إذا نقصت واحدة اختل البنيان.
انتبهوا لهذا البيان القرآني:
ومن روائع البيان القرآني أن الله (سبحانه وتعالى) بعد ما عرض لنا بعض آياته الكونية الرائعة التي تسير وفق نواميس الله منذ آلاف السنين، ختم بقوله: (…إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ…) (فاطر: 28) .
ليقرر أن العلوم كلها دوائر متصلة، وأن الفقه لا يُغني عن الطب، وأن الطب لا يُغني عن التجارة، وأن التجارة لا تُغني عن الزراعة،… وهكذا.
بَلَّغُوا عن الله وبرعوا في أعمالهم ومهنهم
مهن أنبياء الله عليهم السلام
النبوة اصطفاء وكرامة إلهية كبرى للأنبياء، وهي مهمة عظيمة. وأنبياء الله ورسله لم يمنعهم تكليفهم بالنبوة والرسالة من ممارسة الأعمال الشريفة، وهي رسالة لنا للاجتهاد في عمارة الأرض والحياة.
سيدنا آدم (عليه السلام) – الزراعة
كان سيدنا آدم (عليه السلام) أول إنسان على وجه البسيطة، يضع يده في تراب الأرض؛ ليزرع، ويرعى، ويحصد، ويأكل من كد يمينه وعرق جبينه، ويطعم غيره، فهو أول من علمه الله الحرث والزرع بعد أن أنزله إلى الأرض.
سيدنا نوح (عليه السلام) – النجارة وصناعة السفن
حين جاء أمر الله (تعالى) ببناء السفينة، كان سيدنا نوح عليه (السلام نجارًا)، وعلمه الله صناعة السفينة بأمره وتحت رعايته ووحيه وتوجيهه، قال تعالى: ( وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا…) (هود: 37).
لم يكن الأمر مجرد صناعة مركب كبير من خشب، وإنما كان مشروع نجاة لأمته.
سيدنا الخليل إبراهيم (عليه السلام) – التجارة ورعي الماشية
اشتغل خليل الرحمن سيدنا إبراهيم (عليه السلام) برعي الغنم والتجارة، وكان كريم اليد مضيافًا، يكرم ضيفه باللحم واللبن وغيرهما.
وفي الحديث الصحيح يقول النبي (ما بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إلَّا رَعَى الغَنَمَ، فقالَ أصْحابُهُ: وأَنْتَ؟ فقالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أرْعاها علَى قَرارِيطَ لأهْلِ مَكَّةَ) ( ).
ومَن رعي الغنم تعلّم الصبر، والرحمة، واليقظة، والتواضع، والحِلم… ومن مارس التجارة السليمة تعلّم الأمانة، والوفاء، وحُسن المعاملة، والصبر والصدق ومحبة الناس، وهي صفات مَن يريد الفوز في الحياة وبعد الممات.
سيدنا إدريس (عليه السلام) – اشتهر بعملين أساسيين
قيل بأنه كان خياطًا، وهو أول من خاط الثياب ولبس المخيط، وكان نبيًّا معلمًا، علّم الناس الكتابة والحساب وصناعة بعض الأدوات التي يستخدمها الناس في حياتهم .
سيدنا داود (عليه السلام) – الحدادة وصناعة الدروع
لم يكتف سيدنا داود (عليه السلام) بكونه ملكًا ونبيًّا؛ بل عمل بيده في صناعة الدروع، لقد أبدعها من الحديد الذي ألانه الله له لحماية المقاتلين، قال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ . أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ۖ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (سبأ: 10-11) ، وقال تعالى: (وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ ۖ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ) (الأنبياء: 80).
ويا له من عمل مهم وصعب وشاق يقوم به ملك نبي في رسالة واضحة لضرورة الإبداع في حماية الناس وتطوير الصناعات.
سيدنا سليمان (عليه السلام) – إدارة الحكم والبناء
ورث سيدنا سليمان ملكًا واسعًا، لكنه لم يتكبر على السعي العمل والإشراف بنفسه على المشاريع العظيمة، من المحاريب والقصور إلى الأدوات الضخمة. قال تعالى: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ . يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) (سبأ: 12-13).
سيدنا موسى (عليه السلام) – الرعي
عمل سيدنا موسى (عليه السلام) راعيًا للغنم في مدين لسنوات، كسب فيها رزقه بيده. يقول تعالى على لسان شعيب (عليه السلام) لموسى: (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ) (القصص: 27). فكان هذا العمل مدرسة في الصبر قبل مواجهة تحديات الرسالة.
سيدنا محمد (ﷺ) – الرعي والتجارة
رعى النبي (ﷺ) الغنم في صغره، وتاجر في شبابه، وعُرف بين قومه بالصادق الأمين، حتى اختارته السيدة خديجة (رضي الله عنها) لإدارة تجارتها.
ومن خلال عمله، علّم الأمة أن الأمانة والصدق والصبر والحلم والقناعة بركة في الرزق ورفعة في القدر.
ونتعلم من مهن السادة الأنبياء (عليهم السلام) أن العمل شرف لا ينقص من قدر الإنسان البتة، فالأنبياء عملوا بأيديهم مع النبوة، في مهن متنوعة مثل: الزراعة، الرعي، الصناعة، التجارة، الإدارة،… وغيرها، وأن الجمع بين العبادة والسعي سمة المؤمنين، وأن التواضع في العمل قيمة عليا، فمهما علت المنزلة، يبقى الإنسان محتاجًا للكسب بيده.
فعن المقدام بن معدي كرب (رضي الله عنه) أن رسول الله (ﷺ)، قال: (ما أكَلَ أحَدٌ طَعامًا قَطُّ، خَيْرًا مِن أنْ يَأْكُلَ مِن عَمَلِ يَدِهِ، وإنَّ نَبِيَّ اللَّهِ داوُدَ عليه السَّلامُ، كانَ يَأْكُلُ مِن عَمَلِ يَدِهِ) ( ).
ما السعي؟
السعي في اللغة هو المضيُّ في الأمر، وبذل الجهد والمثابرة فيه، ويُقال: سعى يسعى سعيًا إذا مشى مسرعًا نحو غاية يريدها. والسعي أعمق من مجرد الخطو بالأقدام، فهو إرادة، وانطلاق، وبذل الوسع في سبيل بلوغ هدف محدد.
أما في الاصطلاح الشرعي، فالسعي هو بذل الجهد القلبي والفكري والبدني لتحقيق غاية مشروعة ترضي الله تعالى. فهو يجمع بين النية التي تحرك القلب، والفكر الذي يرسم الطريق، والعمل الذي يسير بالإنسان نحو الهدف.
أنواع السعي:
ولذلك كان السعي في القرآن الكريم كلمة جامعة، وردت في سياقات متنوعة، منها:
السعي إلى الخير: قال تعالى: (فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ) (الجمعة: 9)، وهو أمر يحفز المسلم على المسارعة إلى مجالس العبادة والطاعة.
السعي في طلب الرزق: قال سبحانه: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (الجمعة: 10).
قصة وعبرة.. أَخُوك أَعْبَدُ مِنْك!:
رى سيدنا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) ثَلَاثَةَ نَفَرٍ فِي الْمَسْجِدِ مُنْقَطِعِينَ لِلْعِبَادَةِ.
فَسَأَلَ أَحَدَهُمْ مِنْ أَيْنَ تَأْكُلُ؟
فَقَالَ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ، وَهُوَ يَأْتِينِي بِرِزْقِي كَيْفَ شَاءَ.
فَتَرَكَهُ وَمَضَى إلَى الثَّانِي، فَسَأَلَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَأَخْبَرَهُ أَنَّ لَهُ أَخًا يَحْتَطِبُ فِي الْجَبَلِ فَيَبِيعُ مَا يَحْتَطِبُهُ فَيَأْكُلُ مِنْهُ وَيَأْتِيه بِكِفَايَتِهِ فَقَالَ لَهُ: أَخُوك أَعْبَدُ مِنْك.
ثُمَّ أَتَى الثَّالِثَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ: إنَّ النَّاسَ يَرَوْنِي، فَيَأْتُونِي بِكِفَايَتِي، فَضَرَبَهُ بِالدِّرَّةِ، وَقَالَ لَهُ اُخْرُجْ إلَى السُّوقِ، أَوْ كَمَا قَالَ ( ).

السعي في العبادة البدنية والروحية: كالسعي بين الصفا والمروة في الحج والعمرة، الذي يجمع بين ذكر الله ومجاهدة النفس، وهو تذكير بموقف السيدة هاجر عليها السلام وهي تسعى بين الجبلين تبحث عن الماء لابنها إسماعيل، فيستجيب الله لها ويفجر زمزم تحت قدميه.
السعي على الأرملة والمسكين: يقول النبي (ﷺ) : (السَّاعِي علَى الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوِ القائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهارَ) ( ) .
السعي في قضاء حوائج الناس: فالعمل الصالح لا يقتصر على المال فحسب؛ بل إن التطوع في قضاء حوائج الناس ، من أنواع السعي العظيمة لاسيما إذا كان خالصًا لوجه الله. يقول النبي (ﷺ): (أحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفعُهُمْ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ تُدخِلُهُ على مُسلِمٍ، أو تَكشِفُ عنهُ كُربةً، أو تَقضِيَ عنهُ دَيْنًا، أو تَطرُدَ عنهُ جُوعًا…) ( )، وقال (ﷺ): (مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ) ( ).
وهناك السعي في الفساد والإفساد والعياذ بالله: وهو السعي المذموم الذي حذر الله منه، كما قال سبحانه: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (المائدة: 33). فالفساد له أيضًا حركة وسعي، لكن في اتجاه الشر والعياذ بالله.
قاعدة حاسمة:
ويقرر القرآن قاعدة حاسمة في قوله تعالى: (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ) (النجم: 39)، أي أن ما يبلغه الإنسان في دنياه وآخرته هو ثمرة جهده وسعيه، لا جهد غيره.
وقد جسد النبي (ﷺ) هذا المعنى في قوله: (احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجِزْ) ( )، ليجمع بين السعي العملي والتوكل القلبي.
وفي عصرنا، رأينا بأم أعيننا بعض العمال البسطاء بدأوا من الصفر، لكنهم واصل السعي بجد واجتهاد حتى حققوا إنجازات عظيمة، ورأينا كثيرا من أسيادنا أصحاب البصائر، تحدوا العمى وواصلوا السعي والجهد فوصلوا إلى أعلى المراتب وحفروا أسمائهم في سجلات التاريخ الشريف، ليصدق فيهم قول الشاعر:
ومن يتهيب صعود الجبال *** يعش أبد الدهر بين الحفر.
وما العمل؟
العمل في اللغة هو الفعل المقصود، أو النشاط الذي يقوم به الإنسان عن إرادة واختيار، بخلاف ما يصدر عن المرء بلا وعي أو قصد. وهو فعل مقترن بالنية، يستند إلى إرادة واعية.
أما في الاصطلاح الشرعي، فالعمل هو كل فعل يقوم به الإنسان مختارًا، سواء كان قولًا أو فعلًا، قلبًا أو لسانًا أو جارحة، بقصد تحقيق غاية مشروعة.
فالصلاة عمل، والتجارة عمل، وتربية الأولاد عمل، وخدمة الناس عمل، وحتى الابتسامة التي تدخل السرور على قلب مسلم هي عمل، بل عمل صالح يؤجر عليه صاحبها.
وقد كرّم الله (تعالى) العمل في القرآن الكريم العمل، وربطه بالجزاء والثواب، فقال تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة: 105). وقال: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ) (الزلزلة: 7).
وفي السنة النبوية، جعل النبي (ﷺ):
• العمل عبادة إذا صلحت النية، فقال (ﷺ) : (إنَّ اللهَ تعالى يحبُّ إذا عملَ أحدُكمْ عملًا أنْ يتقنَهُ) ( ) .
• واليد العاملة يد مباركة: يحبها الله ورسوله.
ماذا يفعل الموظف إذا فرغ من جميع تكليفاته
وبقي لديه وقت فراغ خلال ساعات الدوام الرسمي؟
أنواع العمل
خصائص العمل في الإسلام
قصص ملهمة عن قيمة العمل:
الفرق بين السعي والعمل
حديث القرآن والسنة عن السعي
حديث القرآن والسنة عن العمل
معنى “العمل عبادة” وهل كل عمل عبادة؟
الأعمال التي يحبها الله والتي لا يحبها
العمل يوم الجمعة
الفرق بين التوكل والتواكل

أهمية العمل الجماعي في الإسلام
حكم إفشاء أسرار العمل
أسرار المهنة بين الأمانة والاحتكار
أيها الأخوة المؤمنون: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) رسولُ الله.. عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله.. يقول الحق (تبارك وتَعَالَى): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102).
بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا يَسُوقُ الْخَيْرَ إِلَّا اللَّهُ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا يَصْرِفُ السُّوءَ إِلَّا اللَّهُ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، مَا كَانَ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ. أما بعد يا عباد الله…
العمل حقٌّ وواجب في آنٍ واحد

التكنولوجيا والعمل… بين النعمة والنقمة

لماذا يبدعون هناك ولا يبدعون هنا؟ رؤية تحليلية وحلول عملية لنهضة بيئة العمل العربية

***
نسأل الله أن يبارك في أوطاننا ويحفظها من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللَّهُمَّ احفظها من كل سوء، وبارك لنا فيها، واجعلها دار أمنٍ وإيمان، وسلامٍ وإسلام. اللَّهُمَّ من أرادها بسوء فاجعل تدبيره تدميره، وردّ كيده إلى نحره.
اللهم احفظ مصر شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، طولها وعرضها وعمقها، بحارها وسماءها ونيلها، ووفق يا ربنا قيادتها وجيشها وأمنها وأزهرها الشريف، وعلماءها، واحفظ شعبها، وبلاد المحبين يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا اللهم طهّر قلوبنا من الكبر، وزيّنها بالتواضع،اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وفقنا الله للاستعانة بنعم الله على طاعة الله، وعلى ترقية الحياة…
وفي النهاية نشكر الله تعالى العظيم الأعظم، الكريم الأكرم، الحكيم الأحكم، الذي هيأ لنا الأسباب، وأفاض علينا وأثاب، وألهمنا جليلَ الخطاب، وفتح لنا واسعَ الأبواب في العلم والخير والنفع.
(…رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) (النمل: 19)، (..الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ…) (الأعراف:43)… اللهم تقبل هذا العمل من الجميع… وبالله تعالى التوفيق
خادم الدعوة والدعاة د/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
والحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في خدمة الفقه والدعوة (وقف الفنجري 2022م)
المدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية- عضو نقابة اتحاد كُتَّاب مصر
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: drsoliman55555@gmail.com
يُرجي من السادة الأئمة والدعاة متابعة الصفحة الرسمية، وعنوانها:
(الدكتور أحمد علي سليمان)؛ لمتابعة كل جديد

 

لقراءة الخطبة أو تحميلها كاملا يرجي تحميل الخطبة من ملف pdf بالأعلي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: ahmed_dr.ahmed@yahoo.com رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى