أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة : فتَرَاحَمُوا.. لماذا يتعاظم التراحم بين الزوجين أكثر وأكثر في عصر الذكاء الاصطناعي؟ د/ أحمد علي سليمان

خطبة الجمعة ، بعنوان: فتَرَاحَمُوا.. لماذا يتعاظم التراحم بين الزوجين أكثر وأكثر في عصر الذكاء الاصطناعي؟ بقلم المفكر الإسلامي الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الجمعة: 25 ذي القعدة 1446هـ / 23 مايو 2025م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 23 مايو 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان : فتَرَاحَمُوا.. لماذا يتعاظم التراحم بين الزوجين أكثر وأكثر في عصر الذكاء الاصطناعي؟ :

لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 23 مايو 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان: فتَرَاحَمُوا.. لماذا يتعاظم التراحم بين الزوجين أكثر وأكثر في عصر الذكاء الاصطناعي؟ ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 23 مايو 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان ، بعنوان : فتَرَاحَمُوا.. لماذا يتعاظم التراحم بين الزوجين أكثر وأكثر في عصر الذكاء الاصطناعي؟: كما يلي:

 

الحمد لله رب العالمين.. الرحمن الرحيم، الذي وسعت رحمتُه كلَّ شيء، وجعل التراحمَ بين الناس صِلةً مِن صلات الإيمان…
 وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كتَبَ على نفسه الرحمة، وجعلها مئة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، به يتراحم الخلائق.
وأشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، قال تعالى في شأنه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء: 107) ، فاللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أيها المسلمون: أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، فإنها وصيه الله للأولين والآخرين، قال تعالى: (…وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ…) (النساء: 131)، وقال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102).
 أما بعد،،، 
أيها الأحبة الكرام، موضوعنا اليوم حول قضية مهمة جد مهمة، بها تستقر البيوت وتنمو الحياة، موضوعنا يدور حول التراحم بين الزوجين: فَتَرَاحَمُوا… ذلك لأن التراحم بين الزوجين هو نواة المجتمع الصالح..
مكانة الرحمة في الإسلام:
الرحمة في اللغة: من رَحِمه يرحمُه، رحمةً ومرحمةً، إذا رقَّ له، وتعطّف عليه، وأصل هذه المادة يدلُّ على الرقةِ والعطفِ والرأفة، وتراحمْ القوم: أي رحم بعضُهم بعضًا. ومنها الرَّحِم: وهي عَلاقة القرابة بين الناس.
والرَّحْمَة في الاصطلاح هي: رقَّة تقتضي الإحسانَ إلى الْمَرْحُومِ،، وقيل هي رِقَّةٌ في النفس تبعثُ على سوق الخير للآخرين.
وقيل إن الفرق بين (الرحمة والرأفة) أن الرَّحْمَةَ هي إيصال المسرات، والرَّأفةُ هي دفع المضرات، فالرَّحْمَة إذًا من باب التزكية، والرَّأفة من باب التَّخلية، قال تعالى في شأن نبيه سيدنا محمد (ﷺ): (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ . فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) (التوبة: 128-129) .
• ولقد سمى الله تبارك وتعالى نفسه (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) وهما اسمان متكرران كثيرًا في دنيا الناس، ومشتملان على صفة الرَّحْمَة.
• وجعل الله هذه الصفة لصفوة خلقه، وخِيرةِ عباده، وهم الأنبياء والمرسلون، ومَن سار على نهجهم من المصلحين، لذك قال الله (تعالى) ممتنًا على رسوله (صلى الله عليه وسلم) (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ…) (آل عمران: 159) .
• وقد امتدح الله المتَّصفين بالرَّحْمَة والمتخلِّقين بها. يقول السعدي (رحمه الله) في تفسيره للآية 56 من سورة الأعراف: (إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) في عبادة اللّه، المحسنين إلى عباد اللّه، فكلما كان العبد أكثر إحسانا كان أقرب إلى رحمة ربه، وكان ربه قريبا منه برحمته، وفي هذا من الحث على الإحسان ما لا يخفى أهـ.
أما مَن كان بعيدًا عن الإحسان بالخلق، ظلومًا غشومًا شقيًّا، فهذا لا ينبغي له أن يطمع في رحمة الله وهو متلبس بظلم عباده.
أول ما يلفت الأنظار في كتاب الله صفتا: (الرحمن الرحيم):
أيها المسلمون في كل مكان:
من هنا، من التراحم بين الزوجين:
• تُستدام الرحمة،
• وتدوم الألفة، 
• ويتوارث الناس أخلاق الإسلام جيلاً بعد جيل.
إن الرحمة، والمرحمة، والتراحم، حين يرى الطفل آثارها في بيته، ويعيش في كنفها، ويشبّ عليها، تتغلغل في كينونته، ويتغذى عقله، وقلبه، ونفسه، وروحه على معينها العذب، فينشأ مفعمًا ( ) بالرحمة والرفق واللين في بيته، وفي عمله، وفي الطريق، وفي النادي، وفي المسجد، وفي كل مكان يحلّ فيه… وتصير منهاجا لحياته…
وحقيقٌ بهذه الرحمة أن تصير منهاجًا لحياته، تُهذِّب سلوكه، وتسمو بمشاعره، وترتقي بتعامله مع من حوله…
فإذا به يُعلِّمها بسلوكه للقلوب التي اصطفاها الله، فتعشعش الرحمة في جنبات المجتمع، وتغدو خُلقًا عامًّا، ونسقًا مشتركًا، وسبيلاً إلى مجتمع صالح، متماسك، ترفرف عليه السكينة والمودة والرحمة على الدوام.
توجيه نبوي كريم:
عن عبدِ اللهِ بنِ عمرو بنِ العاصِ (رضي اللهُ عنهما) أنَّ رسولَ اللهِ (ﷺ) قال: (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ…) ( ).
هذا الحديثُ يفيضُ عطفًا، وبِرًّا، وحنانًا، ورحمة من قلبِ الرسولِ الكريمِ، على كلِّ مَن يتلقَّى وصاياهُ الحكيمةَ ونصائحَهُ الغاليةَ بالقبولِ الحسن..
فسيدنا محمد (ﷺ) رسولٌ حكيمٌ رؤوفٌ رحيم، قد تفجَّرت من قلبهِ الزكيِّ السليمِ ينابيعُ الرحمةِ، فسالت أوديةٌ بقدرِها في قلوبِ المؤمنين المخلصين، فعاشوا بها يتراحمون فيما بينهم تحت مظلَّة الإيمانِ، متآخين متحابين، يجتمعون على حبِّ اللهِ –تبارك وتعالى– ويتفرَّقون عليه، فكانوا مثلًا لا مثيلَ لهُ في تطبيقِ الشريعةِ السمحةِ التي جاءَ بها هذا الرسولُ الكريمُ، حتى بدا للناسِ أنَّهم نجومُ الهدى، ومصابيحُ الإسلامِ لكلِّ من أرادَ الهدى ورغبَ في الإسلام.
إنَّ رسولَ اللهِ هو المثلُ الأعلى في جميعِ المُثلِ العليا، قد تجسدت فيه كلُّ آياتِ النُّبلِ والخُلُقِ الرفيعِ، والدينِ. فكان أُسوةً لأصحابِهِ ولمن تبعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.
 والرحمةُ هي الأصلُ الأصيلُ لهذا الدينِ الحنيف، وهي كلمةٌ واسعةُ الدلالةِ لا تقتصرُ على رِقَّةِ القلبِ ولينِ الجانبِ فقط، وإنما تعدلُ سُلوكًا وعدلًا، وتحملُ في طيَّاتها كلَّ خير.
(الرَّاحِمُونَ): وصفٌ للموصوفِ من رجالٍ ونساءٍ تأصَّل في موصوفِهِ بحيثُ صارَ عَلَمًا عليه، فإذا قيل: قالَ الراحمُ، أو ذهبَ الراحمُ، عُرِف أنَّه فلانٌ؛ لأنَّه لاشتهارهِ بالرحمةِ أصبحتِ الرحمةُ له كالاسمِ الذي سمَّاهُ به أبوهُ وأمُّهُ.
يقولُ النحويُّون: الراحمُ اسمُ فاعلٍ يدلُّ على الثباتِ والدوام، ويزيدُ عليه علماءُ البلاغةِ فيقولون: هو صفةُ الموصوفِ نابتٌ عنه، فاستُغني عن ذكرهِ بها.
ونخلصُ من هذا إلى أنَّ الراحمَ هو الذي من شأنهِ الرحمةُ، لا تُفارقهُ ولا يُفارقها، هكذا ينبغي أن نفهمَ مدلولَ هذا الوصفِ، فلا يُقالُ لمن رحمَ مرَّةً إنَّهُ راحمٌ.
أما قولهُ: (يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ)، فإنَّهُ يُوحي بعظمةِ الرحمةِ الصادرةِ ممَّنِ اتَّسعت رحمتُهُ، فالرحمنُ: هو علم للذاتِ العليَّة، -تُرَدُّ إليه أكثرُ الأسماءِ الحسنى كالرحيم، والكريم، والرؤوف، والبر، والحليم، والفتاح، والباسط، والتواب… إلى آخرِ الأسماءِ التي فيها معنى الرحمة- ومعناه: صاحبُ الرحمةِ التي وسِعَتْ كلَّ شيء، وما دام هو كذلك، فإنَّ رحمتَهُ بالرُّحماءِ تكونُ عظيمةً موصولةً لا تنقطع، فهو يرحمُهم ما داموا متصفينَ بهذا الوصفِ.
والفعلُ المضارعُ (يَرْحَمُهُمُ) يدلُّ على التجددِ والحدوثِ والاستمرار.
والرسولُ (ﷺ) بليغٌ غاية البلاغة وهو الذي أوتي جوامع الكلم وهي خصوصيَّةٌ له، فضَّلَهُ اللهُ بها على جميعِ الأنبياءِ والمرسلين ، يُعبِّرُ عن المعاني بأسلوبٍ يشعُّ منه نورُ النبوَّة، فقد آثرَ التعبيرَ بهذا الاسمِ ليُشعرَ المؤمنَ من خلالِ ذكرِه بأنَّهُ أمامَ فيضٍ لا ينقطع من الرحمةِ التي لا منتهى لأصولِها وفروعِها.
فلو قال مثلا: [الراحمون يرحمهم الله]، لكان صوابًا، ولكنه لا يُوحي بالمعنى الذي يريدُ رسولُ اللهِ أن يُعمِّقَهُ في نفوسِ المؤمنين.
ورسولُ اللهِ إنَّما يقتدي في ذلك بالقرآنِ الكريمِ، فينسبُ كلَّ صفةٍ لموصوفِها، وكلَّ فعلٍ لفاعلِهِ، بحيث يظهرُ من ذكرِه بالوصفِ مدى تأثيرِه في الفعلِ، أو في المفعولِ به. فقولُكَ مثلًا: “يَرْحَمُنِي الرَّحْمَنُ” أبلغُ من قولِكَ: “يَرْحَمُنِي اللهُ”، وإنْ كان كلا القولينِ صحيحًا.
وقولهُ (ﷺ) بعد هذا التمهيدِ: (ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ) استجلابٌ لعواطفِ المؤمنين، واستدرارٌ لحنانِهم على إخوانِهم؛ إذ هم رحماءُ فيما بينهم بمقتضى إيمانِهم، كما قال (تعالى) في وصفهم: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ…) (الفتح: 29)، فهو تذكيرٌ بالرحمةِ لمن لا ينساها، مبالغةً في الحثِّ على المداومة عليها، والحرصِ على زيادتِها ونموِّها حتى يبلغ فيها الرجلُ منهم حدَّ الإيثار.
وهذا الخطابَ النبويَّ الشريف ليس قاصرًا على المؤمنين فحسب، ولكنه خطابٌ عامٌّ ينتفعُ به المسلمون وغيرُ المسلمين ممَّن لهم دينٌ سماوي، فالرحمةُ أصلٌ من أصولِ الدينِ الذي ارتضاهُ اللهُ لعبادهِ، وفطرهم عليه، واعتصم به المؤمنون.
فهو خطابٌ للمؤمنين بالأصالة، ولغيرهم بالتبعيَّة، ليعلم كلُّ من له دينٌ سماويٌّ أنَّ نبينا عليه الصلاة والسلام جاء متمِّمًا للرسالاتِ السماوية، ومؤيِّدًا لها، وتميَّزَتْ شريعتُهُ الغرَّاءُ بالسماحةِ، واليُسرِ، والرَّحمةِ، والعدالةِ المُطلقةوأنه رسولُ الرحمةِ والسَّلام.
ورحمةُ اللهِ إذًا لا ينالُها إلا الرُّحماء، والمؤمنون هم الرحماء، قد هذَّب الإيمانُ طِباعَهم، وزكَّى نفوسَهم، وسما بأخلاقِهم، وهوَّن عليهم الدنيا، ورغَّبهم في الآخرة ( ). د/ محمد بكر إسماعيل: وصايا الرسول وأثرها في تقويم الفرد وإصلاح المجتمع، جـ 1، ص 211-219 بتصرف.
من سكينة البيت إلى سَكينة المجتمع
التراحم بين الزوجين.. البذرة الأولى لرحمةٍ مستدامة تتوارثها الأجيال
وإذا كانت الرحمة في عمومها مطلوبةً بين الناس جميعًا، فهي بين الزوجين أوجب وألزم؛
– فهي سرُّ الاستقرار،
– وراحة القلب والبال،
– وبها تُبنى البيوت على المودة لا على العناد، وعلى الحلم لا على الطيش، والجهل، والغضب، والعنف، والحدة، والتهور. 
لغة الرحمة.. وتوارثها وتناقلها:
وإذا تراحم الزوجان، نشأ الأولاد في بيئة مفعمة بالسكينة والمحبة والحنان، وتشرَّبوا منذ نعومة أظفارهم لغة الرحمة، لا لغة العنف، وتربَّوا على اللين والرفق لا على القسوة والحدة. 
ومن رَحِم هذا التراحم الأسري، تتكون شخصيات سوية، وقلوب نقية، وأرواح تنضح بالمودة والرحمة. 
فلا يلبث أن يكبر هؤلاء الأولاد، فيحملوا هذا الخُلُق العظيم في قلوبهم وعقولهم، ويتنفسوه في بيوتهم حين يصبحون آباء وأمهات، فيتناقلوه كما تُتناقل الموروثات العريقة، وتتوارثه الأجيال كما تُورّث الأسماء والأملاك، بل أعظم.
وهكذا يُسهم التراحم بين الزوجين في تأسيس جيل رحيم، يتنفس الرحمة والرفق، وتفوح من طباعه رائحة اللين والحنان، يرحم الوالدين، ويرحم الناس، ويكون رحيمًا بالحيوان والنبات وحتى الجماد؛ فيسود المجتمعَ خُلُقُ الرحمة، وتصير البيوت مدارسَ تُخرِّج القلوب الرحيمة والنفوس السوية والعقول المتزنة، وتغدو الرحمة حينها نسقًا حياتيًّا مشتركًا، تنتفع به الأسرة والمجتمع والعالم.
د/ أحمد علي سليمان
لماذا تتعاظم قيمة التراحم بين الزوجين في عصر الذكاء الاصطناعي؟
الذكاء الاصطناعي أصبح واقعًا، وسيصبح في المستقبل شيئا لا يمكن الاستغناء عنه أو تفاديه أو تخطيه…
 وعلى الرغم من أهميته في قطاعات متعددة وأعمال مختلفة، فإن الحقيقة التي يمكن أن نقررها باطمئنان:
• أنه لن يكون بديلا عن: العلاقات الإنسانية والاجتماعية، والمشاعر والأحاسيس، والأسرة، ومؤسسات التربية،… إلخ.
• ولن يحقق الدفء الإنساني، بل إن آثاره -إذا لم ننتبه لها ونسعى لتوجيهه لما نريد- فستُلقي بظلالها الخطيرة وتأثيره غير المرغوب على مؤسسة الأسرة والنشء والشباب أكثر مما يحدث الآن…
الخطير في الذكاء الاصطناعي أنه سيستحوذ على وظائف جديدة اجتماعية وأسرية، ومن ثم سيؤدي حتمًا تقليص مساحة التفاعلات البشرية وحصرها في مجالات محدودة للغاية.
ولا ريب في أن توغل الذكاء الاصطناعي في الحياة الإنسانية، يثير تساؤلات حول: ما حدود ما يتبقى للإنسان بعدما اضطلع الذكاء الاصطناعي بوظائف الإنسان وأدواره وواجباته؟.
مكمـن الخطـر:
ومكمن الخطر الظاهر في الذكاء الاصطناعي حاليا -وفقا لأقوال الخبراء- أنه سيسهم في:
 تقليص العلاقات الإنسانية داخل الأسرة إلى أدنى مستوى تفاعلي.
 حصر دور الأسرة في الرقابة الإلكترونية وتأمين النشء من خلال المتابعة وأجهزة الإنذار.
 غياب حقيقة في غاية الأهمية، وهي: أن العلاقات الإنسانية داخل الأسرة هي مساحة للتعليم والتهذيب الأخلاقي والسلوكي وتبادل المشاعر وإيجاد الطمأنينة والسكينة وغيرها من الاحتياجات الوجدانية التي لن يستطيع الذكاء الاصطناعي تفهمها أو النهوض بها( )..مصطفى عاشور: الأسرة والذكاء الاصطناعي
أساليب الحماية:
وفي ظل التحديات السابقة وغيرها كثير فإن عبء حماية النشء في أعناقنا جميعًا.
لذلك نحمي النشء المسلم بترسيخ المسؤولية الفردية والجماعية في نفسه، وتعليمه التفكير الناقد، والتحاور معه بأسلوب حضاري يعلي قيمته كإنسان، وبتعليمه احترام قيمة الكبار ومكانتهم وأخذ النصائح منهم؛ لأنهم يمتلكون الخبرة الكافية، نحمي النشء بالرحمة وإثراء العواطف والقضاء على جفاف المشاعر، وتشجيعه على الاجتهاد في عبادة الله وطاعته، وذكره، وتدريبه علميًّا وعمليًّا على قيم الرضا والقناعة في عطاءات الله، وعلى الصدق والبعد عن الكذب والصبر الجميل والصفح الجميل والعفو الجميل والإيثار والحنان والتسامح وحسن الخلق ومكارم الأخلاق والبر والتقوى وتحري الحلال، والشورى والحوار، والرضا والقناعة والزهد في الدنيا، والزهد فيما لدى الناس. 
نحميه بالتشجيع والدعم النفسي والمزاورة وتبادل التهاني والهدايا، والإبداع في أساليب التربية التي تتسق مع العصر ومع طبيعة كل مرحلة، وبالقدوة الصالحة، وبشكر الله فبالشكر تدوم النعم وبالقيم والأخلاق الإسلامية النبيلة.
الأسرة والإعلام الجديد: معارك الهُوية وسبل الصمود:
الأسرة هي أعرق مؤسسة في التاريخ الإنساني، فهي اللبنة الأساسية التي يتكوَّن منها المجتمع، ولا يمكن أن تقوم حضارة دون تماسك الأسرة. ولقد تطوّرت الأسرة عبر التاريخ، وتعرضت لتحديات وتغيرات، ولا تزال وستبقى تواجه تلك التحديات المتجددة على مر العصور.
لقد ظل الشرق والغرب يُبدون إعجابهم بالنموذج الفريد للأسرة المسلمة، ويغبطوننا على مؤسسة الأسرة المسلمة، من حيث مدخلاتها أي في طريقة بنائها، وفي عملياتها، وفي مخرجاتها من النشء الصالح، والعمل الصالح.
وفي زمنٍ تَشابَكت فيه الشاشاتُ مع الأرواح، وتداخلَ فيه العالَمَان: الافتراضي مع الواقعي، وجدت الأسرةُ المسلمة نفسها في مواجهةٍ غير مسبوقة، مع تياراتٍ إعلاميةٍ لا تهدأ، ورسائل خفية وظاهرة تُعيد تشكيل الوعي والقيم والهوية وتنميط البشر وفق ثقافة الوافد العاتي. 
لقد صار الإعلام الجديد ليس مجرّد وسيلة، بل قوةً تغييريةً جبّارة، تسهم في صناعة الأنماط السلوكية، وتوجيه العقول، بل وإعادة تعريف مفهوم الأسرة ذاته.
وفي خضم هذه التغيرات المتسارعة، تخوض مؤسسة الأسرة معارك يومية بل لحظية -قد لا تُرى- لكنها تُضعف البنيان وتنهك القوى إذا لم يُعزز، وتُهزّ القيم إذا لم تُحمَ، وتُفتت الروابط إذا لم تُرعَ. 
إنها اختراقات ومعارك على الهُوية والثوابت والقيم والتقاليد والأعراف والأصول المرعية، وعلى المرجعية التربوية، وعلى اللغة والذوق والفِكر والعقيدة.
وبات الصمود في وجه هذه العواصف واجبًا حضاريًّا وتربويًّا وأخلاقيًّا، لا تتحقق معالمه إلا بتشخيص التحديات، ورسم سبل المواجهة، وبناء الوعي داخل البيوت، وتمكين الوالدَين من أداء دورهما في زمن السُّرعة والتشظي والانشغال.
ونسلّط الضوء هنا على أبرز تحديات الهُوية وتأثيرها على الأسرة المسلمة بفعل الإعلام الجديد، فعلى الرغم من الأهمية البالغة لشبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الجديد؛ فإنها قد خلَّفت سلبيات كثيرة ما كنا في حاجة إليها، ومنها:
• ضعف العلاقات الأسرية والعزلة النسبية لأفراد الأسرة.
• التأثير السلبي على الترابط الأسري والتباعد بين الزوجين. 
• شيوع ثقافة الاستهلاك داخل الأسر. 
• ضعف الهُوية الثقافية والارتباط بالهوية الغربية.
• انحسار العلاقات الاجتماعية وضعف مهارات التواصل مع الناس.
• التأثير على الحالة النفسية والشعور بالاضطراب والقلق عند الابتعاد عن الإنترنت.
• التعب الجسديّ أو الذهنيّ وفقدان القدرة على النوم الصحي.
• فقدان الاهتمام بالهوايات التي كان يمارسها الأشخاص لاسيما الرياضية.
• إهدار قيمة الوقت وانخفاض مستوى الأداء الدراسيّ والواجبات الاجتماعية.
وتواجه الأسرةُ المسلمة سيلا عارما من التحديات التي أتت وتواترت مع الوافد العاتي، عبر الفضاءات الإلكترونية، وعبر منظومة الإعلام الجديد، ووسائل التواصل الاجتماعي، وبأساليب متنوعة، حتى أمسى النشء والشباب، بل وجُل أفراد الأسرة لا يستطيعون الفكاك من وسائل الإعلام الجديد.. وقد نجم عن ذلك:
o أصيب كيان الأسرة المسلمة بنوع من التغيرات.
o وتبدلت القيم والتقاليد.
o وحلَّت علينا قيمٌ غريبة، ولهجاتٌ جديدة.
o وظهرت طرقٌ جديدة في أنماط الكلام والتعبير والحوار.
o أمسى للشباب له عالمه الخاص الذي ربما لا يستطع أحد الاطلاع عليه أو الولوج إليه، لقد بدل ليله نهارا، ونهاره ليلا، وتضيع قواه التي يجب أن تستثمر لصالحه ولصالح وطنه وأمته…
وأصبحنا في مسيس الحاجة إلى أن نتكاتفَ جميعًا، ونتوحدَ جميعًا، ونتحركَ جميعًا، وننهض جميعًا؛ لمواجهة هذا الخطر الخطير، وحتى نُطلِّقَ هذه القيم الغريبة طلاقا بائنًا لا رجعة فيه.
والآن وبعد أن تمكن الإعلام الجديد -بما يحمله من قيم غريبة- من الشباب، أمسى كيان الأسرة في وضع خطير، يحتاج إلى تدخل عاجل… يحتاج إلى علاجاتٍ جذريةً سريعةً ومكثفة… 
الوضع يحتاج إلى تكاتف شتى عناصر المجتمع ومكوناته؛ لدراسة هذه القضية الخطيرة، فأفراد الأسرة لا يجتمعون وإذا اجتمعوا، اجتمعوا بأجسادهم وتاهت عقولهم وقلوبهم وأفدتهم وأبصارهم وبصائرهم في غياهب التيه والتفاهة…. وتاه فكرهم، وضاع وقتهم وجهدهم وأجمل سنوات عمرهم أمام شاشات الجوالات عبر وسائل التقاطع الاجتماعي وليس التواصل الاجتماعي…
تأثرت هويتهم وتبدلت قيمهم في دياجر الألعاب الإلكترونية الخبيثة التي تجرُّهم جرًّا إلى سواحل المجهول، وإلى بواتق الضياع… أمسى شبابنا في وضع خطير..! أمسى حيث لا هدف، انحرفت أهدافهم، وانجرفت قيمهم!.
وهكذا تواجه الأسرة المسلمة سيلا عارمًا من التحديات المتأتية عبر الإعلام الجديد وما تلاه من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وستتعاظم التحديات أكثر وأكثر في المستقبل القريب والبعيد، الأمر الذي يفرض على العالم الإسلامي مزيدًا من الجهود المنظمة؛ لتقوية المناعة الفكرية والحصانة السلوكية للأسرة المسلمة، حتى تستطيع أن تحافظ على هُويتها الإسلامية، مع التركيز على دور الوالدين، وهو حجر الزاوية، ولن يكون هذا الدور فاعلا ومؤثرًا إلإ إذا ترابط الطرفان وتفاهما وتراحما على الدوام ( راجع: محاضرة: كيف نحمي كيان الأسرة من التشظي والانهيار للدكتور أحمد علي سليمان، ألقيت يوم 16 أغسطس 2022م في الأسبوع الثقافي لوزارة الأوقاف المصرية بمسجد فاطمة الزهراء بمدينة نصر. – القاهرة.). 
***
النبيُّ زوجًا رحيما.. الجوانبُ العاطفيَّة مع زَوجاته:
جعل الله (عز وجل) الزواج سكَنًا ورحمةً، لا مجرد عقدٍ وشكلٍ اجتماعي، فقال سبحانه: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم: 21). تأملوا يا عباد الله! لم يقل: [وجعل بينكم قوةً أو سيطرةً أو مصلحةً]، بل قال: مودةً ورحمةً. فالمودة: المحبة، والرحمة: أن ترحم ضعف الآخر، وتغفر زلاته، وتعينه في عسره.
فالزواج علاقة تكامل، وبناء، لا صراع وخداع… إنه مؤسسة السكينة لا ساحة الصراع. يقول النبي (ﷺ): (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهلِهِ وأنا خَيْرُكُمْ لأهلِي)( ). 
فمن أراد أن يكون من خيرة الناس، فلينظر كيف يُعامل زوجه. 
                  لا تكن في الخارج حليمًا وفي البيت جحيمًا
             لا تكن في العمل لطيفًا، ومع الزوجة غشيما.
يا أيها الأزواج، يا أيتها الزوجات: إن الزوجة إذا لم تجد رحمة وحنانًا، وإن الزوج إذا لم يجد رحمة وتقديرًا، ضاقت الحياة بما رحبت، وربما تحوّل البيت من جنةٍ إلى جحيم.
وهنا نرجع ونتأمل في حياة سيد الخلق، سيدنا محمد (ﷺ)، كيف كان مع زوجاته؟.
كان يُسامرهن، ويُمازحهن، ويستمع إليهن، بل ويسابق زوجته عائشة رضي الله عنها.
وكان يقول لها: (إنِّي لَأَعْلَمُ إذا كُنْتِ عَنِّي راضِيَةً، وإذا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى، قالَتْ: فَقُلتُ: مِن أيْنَ تَعْرِفُ ذلكَ؟ فقالَ: أمَّا إذا كُنْتِ عَنِّي راضِيَةً، فإنَّكِ تَقُولِينَ: لا ورَبِّ مُحَمَّدٍ، وإذا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى، قُلْتِ: لا ورَبِّ إبْراهِيمَ، قالَتْ: قُلتُ: أجَلْ ، واللَّهِ -يا رَسولَ اللَّهِ- ما أهْجُرُ إلَّا اسْمَكَ) ( ). 
هل رأيتم رقة أعظم من هذه؟
ومما يؤسف له وبفعل كثير من العوامل في مقدمتها التقنية أمسى كثير من بيوت المسلمين تشكو من القسوة، من الجفاف العاطفي، من غياب لغة الرحمة النبوية.
والغريب أن بعض الأزواج يظنون أن القسوة رجولة، وبعض الزوجات تظن أن العناد قوة.
والحقيقة أن الرجولة رحمة، والحكمة لين. 
أيها المسلمون، التراحم لا يعني غياب الخلاف، فكل البيوت تختلف، ولكن التراحم يعني أن نختلف برقي، أن لا نجرح، أن لا نُهين، أن لا نكسر القلوب.
يا عباد الله، من يتراحم في بيته، يُبارك الله له في رزقه، ويُبارك له في عياله، ويُسعده في دنياه وأخراه.
واستحضروا قوله تعالى: (…وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) (النساء: 19)، وقوله تعالى: (…وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ…) (البقرة: 228). فكونوا رحماء، ولينوا في القول، وعاملوا أزواجكم بما تحبون أن تُعامَلوا به… واستحضروا سيرة سيدنا رسول الله على الدوام.
القدوة النبوية:
لقد استطاع النبيُّ الكريم بسموِّ أخلاقِه أن يأسِرَ قلوبَ كلِّ مَن تعاملَ معه، فكان على الرَّغم مِن التزاماتِه الكثيرة، ومَشاغلِه الكبيرة، وعلى الرغم من أنَّه كان مُبلِّغًا للرسالة، وقائدًا للدولة، وقائدًا للجيش، ومعلِّمًا للنّاس؛ فإنَّه كان حريصًا على الوفاءِ التامِّ بحقوق زوجاتِه وأهلِ بيته.. فكان رحيمًا رفيقًا.. هيِّنًا لينًا.. حَنونًا رحيمًا يعطفُ على أزواجِه.. ويهتمُّ بحقوقهنَّ، وكان يتجمَّل لهنَّ، ويحرصُ على استعمال السِّواك بصورةٍ دائمة.
ولمّا سُئلَتِ السيدة عائشة (رضي الله عنها) عن حالِ النبي (ﷺ) في بيته، أجابت: “كانَ في مِهْنَةِ أهْلِهِ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ قَامَ إلى الصَّلَاةِ” ( ).
 ولقد رسَّخَ النبيُّ (ﷺ) الشورى في بيتِ النبوَّة، وكان من ثمراتِها شورى السيدة أمِّ سلمة (رضي الله عنها) التي نجَّتِ المسلمين من فتنةٍ كادت أن تحدُثَ في صُلح الحديبية.
ولقد كان النبيُّ (ﷺ) مِثالًا في تواضعه، ورحمتِه، وبِرّه، وعطفِه، ووفائه، وعدلِه مع زوجاتِه وأهلِ بيته. 
لقد توغَّلَ النبيُّ في فهمِ شخصية المرأة وفي أعماقِها الرقيقة.. يُناجيها بدفء العاطفة، ويُعينُها على العمل لدينِها ودنياها؛ فاستطاعتِ المرأةُ بتَوجيهاتِه الجليلةِ أن تُصلحَ ما بينها وبين ربها، فأصلحَ اللهُ أمرَ دينها ودنياها. وتؤكدُ السيدةُ عائشة (رضي الله عنها) هذه المعاني بقولها: “ما ضرَبَ رسولُ اللهِ (ﷺ) بيدِه شيئًا قطُّ إلَّا أنْ يُجاهِدَ في سبيلِ اللهِ، وما ضرَب امرأةً قطُّ ولا خادمًا له قطُّ”( ).. وكان (ﷺ) يوصي بالنساءِ خيرًا، فيقول: (خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهلِهِ وأنا خَيْرُكُمْ لأهلِي)( ). لقد كان النبيُّ زوجًا، وأخًا، وأبًا، وصديقًا لكلِّ زوجاته، وكان يقابلُ إساءتهنَّ بالإحسان، ويحثُّ أتباعَه على الرِّفق بهن، وورَدَ أنَّ النبيَّ (ﷺ) كان في سفَرٍ، وكان غُلامٌ يَحدو( ) بهنَّ يُقالُ له أنجَشَةُ، فقال له النبيُّ (ﷺ): (رُوَيدَك يا أنجَشَةُ سَوقَك بالقَواريرِ)( )، والمعنى: رفقًا بالقوارير، فما أعظمَ هذا التَّعبير النَّبوي الراقي، وما أبلغَه! حيث شبَّه النساءَ في رقَّتِهنَّ وخِلقَتِهن بالزُّجاج الرَّقيق، في إشارةٍ منه إلى ضرورة مُعاملتِهنَّ بالرِّفق واللين.
كان يَحنو على زوجاتِه أيَّما حُنُو، ويرحمهنَّ أيَّما رحمة، ويخفِّف آلامهنَّ وهُمومهنَّ وأتْعابهنَّ، ويُعلِّمهنَّ ويساعدهنَّ في شتَّى الأعمال.. ولم يدَّخرْ وسْعًا في ذلك. والنبيُّ (ﷺ) على جَلالةِ قَدْره، وعلوِّ مَنـزلتِه عند ربِّه (سبحانه وتعالى)، كان (عليه الصلاةُ والسلام):
• يَخصفُ نعلَه، 
• ويرقِّعُ ثوبَه،
• ويَحلبُ شاتَه،
• ويُساعد زوجاتِه،
• ويَعمل في شؤونِ بيتِه. 
وكان دائمًا ما يدْعو إلى الفَهم الصَّحيح لطبيعةِ النِّساء، وكان يقول: (إنَّ النساءَ شقائقُ الرجالِ)( ) ومن ثمَّ لا تصحُّ الحياةُ أبدًا بشقٍّ دونَ آخر.. 
فالذي يُكرم النساءَ بأيِّ صورةٍ من صورِ الكرم؛ كريمًا، وكانت حياتُه سَهلةً ويَسيرة وبَعيدةً كلَّ البُعد عنِ التعقيد والجمود.
 لقد كانت حياتُه (ﷺ) مع زوجاتِه أمهاتِ المؤمنين (رضي الله عنهن) وأهلِ بيته أنموذجًا مُتكاملًا يَجمع بين الجلال، والوَقار، واللّين، والدَّلال، والمداعبة، والملاطفةِ، ومِن ذلك نداءُ الزَّوجة بأحبِّ الأسماء إليها، أو تَصغير اسمِها للتَّلميح والتَّليين والرِّفق، فعلى سبيل المثال كان يقولُ لعائشة (رضي الله عنها): (يا عائشُ، هذا جبريلُ يُقرئكِ السَّلامَ. فقلتُ: وعليهِ السَّلامُ ورحمةُ اللَّهِ وبركاتُهُ) ( ).
وهكذا فإنَّ المدققَ في حياة النبي العظيم، في بيتِه، ومع زوجاته، وفي كل حياته؛ يجد أنَّ هناك معاني كثيرةً نحن بأمسِّ الحاجةِ إليها في واقعِنا المعاصر، ولو اسْتَلهمنا مَعانيها وطبَّقناها؛ لأسهمَتْ في استقرار حياتِنا وبيوتنا، ولعَالجتْ قضايا كثيرة جدًّا، ومن بينِها قضايا: (الطلاق، والعُنوسة، والعنف الأسَري، والخيانات الزوجية، وضَعف التربية، والانفلات الأخلاقي… وغيرها كثير). 
ونؤكِّد دومًا على أهمية الاقتداءِ بسيدنا النبي (ﷺ)؛ ذلك لأنَّ التربيةَ على حُبِّه من أهمِّ أسسِ التَّربية التي لها دورٌ كبيرٌ في تكوين الشَّخصيَّة الإيمانيَّة الصحيحة، التي تَنثرُ الخير، وتَبذرُه في كلِّ مكان؛ ليَظْهَر، ويُزْهر، ويُثْمر، ويؤتي حصادَه ( ) بإذن الله، ومن ثمَّ يتحقَّق فينا قولُ الحقِّ سبحانه وتعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ..) (آل عمران: 110). 
أثر الكلمة الطيبة الرحيمة في نجاح الحياة الزوجية:
الكلمات الدقيقة الرقيقة الرفيقة الرحيمة، التي يُطلقها الجَنان من خلال البَنان أو اللسان، تشرح الصدور المتعبة، وتؤلفُ القلوبَ المرهقة، وترممُ الأرواح المنكسرة، وتجبرُ الخواطر المنهكة، وتبعثُ الأمل في النفوس، وتقرب المسافات البعيدة بين الزوجين، وترسمُ بسمات الفرح على قسمات الوجوه، وعلى سهول القلوب، وعروش العقول، وتنشرُ الجمال بينهما. 
بل إنها من أهم المعينات الأساسية على انتظام الحياة الزوجية.
 أما الكلمة الخشنة العنيفة فهي كالقذائف المدوية المدمرة؛ التي تدمر ولا تعمر.. تهدم ولا تبني.
ولقد شاء الله الحكيم ألا تسير الحياة الزوجية على نمط ثابت، أو على وتيرة واحدة أو نحو رتيب، بل أرادها متغيرة متبدلة متحولة، ففيها المفرحات والمنغصات، الخير والشر، الغني والفقر، الصحة والمرض، العطاء والحرمان، فيها الطاعة والمعصية، القوة والضعف.. 
لذلك فلابد للحياة الزوجية من أن تقوم على أركان أساسية، حتى تستقيم الحياة، ولعل من أهمها: الرفق واللين والرحمة، والاحترام المتبادل، والحنان المتبادل، والرفق المتبادل، والصدق المتبادل، والإيثار المتبادل، والتضحية المتبادلة، وبشاشة القلوب قبل الوجوه المتبادلة، والكلمات الطيبة المتبادلة بين الزوجين، والتي تعد الحارس الأمين على بوابات الحياة الزوجية.
ولكي نضمن النجاح للحياة الزوجية في خضم مشكلات الحياة ومكدراتها وتحدياتها فإنني أقدم روشتة لحياة زوجية سعيدة، وذلك يتوجب على الزوجين ما يلي:
-الاقتداء بسد الخلق سيدنا محمد (ﷺ) فقد كان مثالا في كل خير كما أشرنا مفصلا في السطور الماضية..
-أن يكون المسلم هاشًّا باشًّا بسَّامًا بشوش الوجه قدوة حسنة، مهندمًا، نظيفًا، جميلا على الدوام، ينتقى الكلمات الطيبة المريحة للقلب والنفس عند الحديث مع زوجه وأولاده ومع الآخرين.
-كظم الغيظ، ومجاهَدةَ النَّفسِ وضبطها والبعد عن الغضب وضبط اللسان وإلجامه عن الخطأ، فلا تظُنُّوا أنَّ الرَّجل القويَّ هو من يَتمتَّعُ بقوة بَدنية يَستطيعُ بها أنْ يَصرَعَ الآخَرين، ولكنه القويُّ في إرادتِه، المتحكم في نفْسِه عندَ الغَضبِ، الحليم الكاظم غَيْظَه، المانع نفْسَه عن إيذاءِ النَّاسِ بيده أو لسانه. 
– البعد عن الشخصيات المكتئبة المنفرة باعثة اليأس والإحباط في النفوس والقلوب الباحثة عنه في كل مكان.
– إسكان الكلمات الطيبة وكلمات البهجة في العقول، والقلوب؛ لتكون من الكلمات الدارجة، والمسموعة في البيوت على الدوام ، والمسكونة في المحصول اللغوي للزوجين على الدوام.
– تدريب العقل الزوجي والأُسري؛ للتركيز على كل ما هو جيد في البيت وفي الحياة، وما ستجده حولك أن الأشياء الجيدة تحدث أكثر من الأشياء السيئة بكثير، ولكن الأمور السيئة تميل نحو حجب الأمور الجيدة!!؛ فالعلاج إذًا في مسألة موضع التركيز، وهذا ما يجب أن نعمل عليه؛ للتركيز، والتدريب على: النظر إلى الإيجابيات، والبهجة، والتفاؤل والتعبير عنها بكلمات بانيات، مع حجب العقل عن التركيز في الأمور السلبية، عندئذ ستنجح الحياة.
 فاللهم أسكن الخير والسكينة والرحمة في قلوبنا وفي بيوتنا وفي مجتمعنا وفي حياتنا.. 
رسالة نبوية عاجلة إلى الأزواج… وأيضا إلى الزوجات:
عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (ﷺ): (لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً -يعني: لا يُبغضها- إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ)، أَوْ قالَ: غَيْرَهُ ( ) . وقال رسول الله ﷺ: (أكمَلُ المُؤمِنينَ إيمانًا أحسَنُهم خُلُقًا، وخِيارُكم خِيارُكم لِنِسائِكم) ( ) .
الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) رسولُ الله عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله..يقول الحق (تبارك وتَعَالَى): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102) أما بعد..
حديثنا هنا عن قضية اجتماعية وأسرية خطيرة، تمسّ حاضر الأمة ومستقبلها، قضية تُقلق الآباء والأمهات، وتشغل الشباب والفتيات، وتؤثر على الدين، والأخلاق، والمجتمع، إنها قضية الزواج.
ونتناولها من ثلاث زوايا محورية:
لماذا قلّ الزواج؟ ولماذا يفشل؟ وكيف تستقر البيوت؟
النقطة الأخيرة: رباعية النجاح الحقيقي
عندما يستقيم الوالدان
ليس في الحياة نجاح جزئي؛ فلا يُعدّ النجاح نجاحًا إلا إذا كان شاملًا. فقد يحقق الإنسان نجاحًا رائعًا في عمله، لكنه ليس زوجًا ناجحًا، أو يكون زوجًا ناجحًا إلى أعلى درجة، لكنه في عمله ليس ناجحًا. وقد ينجح في بيته وعمله، لكن علاقته مع ربه ضعيفة، أو ينجح في هذه الجوانب كلها، بينما يهمل صحته. فالنجاح الحقيقي لا يُعدّ كذلك إلا إذا شمل: علاقتك بربك، وعلاقتك بزوجتك وأولادك، وأهلك، وعملك، وصحتك. وأيّ خلل في واحدة من هذه الجوانب ينسحب على الثلاثة الأخرى. إنها حقيقة صارخة.
قد تكون علاقتك بالله غير طيبة، فيتحوّل البيت إلى مصدر نكد، وهذا من عقاب الله. فإذا بك في عملك غير طبيعي، وتعود إلى بيتك مثقلًا، وتشعر بخفقان غير معتاد في قلبك، فتذهب إلى طبيب القلب. ذلك لأن العلاقة غير السليمة مع الله تنعكس على بيتك، ثم على عملك، ثم على صحتك.
قد يكون الإنسان رائعًا في سلوكه، لكنه لا يعرف شيئًا عن الصحة، يأكل ما يشاء بلا تنظيم أو تقنين، يهمل صحته، فتُصبح صلاته ثقيلة عليه، ويُصلي بتكاسل. وحين أهمل صحته، انعكست مشكلته على علاقته مع الله، ثم على بيته، فنتجت مشكلات كبيرة.
أولًا: النجاح في علاقتك مع ربك
العبادة:
النجاح هو أن تؤدي ما عليك من واجب تجاه الله تعالى، فإن لله عبادة في النهار لا يقبلها في الليل، وله عبادة في الليل لا يقبلها في النهار. صلِّ في المسجد، اقرأ القرآن، اذكر الله، تجد يومك قطعة من السعادة، والتوفيق، والسداد، والبصيرة، والقرار السليم، واليسر في كل أمورك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلّى الغداة – أي الفجر – كان في ذمة الله حتى يمسي».
العقيدة:
ابدأ علاقتك بالله على أساس سليم، فقد يغفل الإنسان، أو يُبتلى بشبهة في الدين تُربكه. لا تُهمل الشبهات، وابحث عن حلها، فتصحيح العقيدة أول خطوة نحو الاستقامة.
الشهوات:
ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا وجعل لها قناة نظيفة تسري خلالها. الإسلام لا يقوم على الحرمان، بل على التهذيب والتنظيم.
تجنب الكبائر والإصرار على الصغائر:
نعم، أنت لا تقتل ولا تزني، ولا تشرب الخمر. هذه الكبائر ليست واردة في حياتك. لكن مشكلتنا في الإصرار على الصغائر. فالصغيرة، إن أصررت عليها، قد تنقلب إلى كبيرة.
تصوّر أنك تقود سيارتك على طريق عرضه 60 مترًا، وعلى جانبيه وديان سحيقة، الكبيرة هي أن تُحوّل المقود فجأة 90 درجة، فتسقط فورًا، أما الصغيرة فهي انحراف سنتيمتر واحد، لكنه إن استمر، أو ثبت، فهو هلاكٌ أيضًا.
«لا صغيرة مع الإصرار».
الاستقامة:
إذا أردتَ الاستقامة فهي ممكنة. كل سيئة لها عقاب. قد تعصي الله وتنتظر العقوبة، لكنها لا تأتي في بيتك ولا في صحتك ولا في مالك، فتظن أنك ناجٍ. ثم تناجي ربك: “يا رب، لقد عصيتك، فلم تعاقبني!”
فيقع في قلبك الجواب: “يا عبدي، قد عاقبتك ولم تدرِ؛ ألم أَحرِمك لذّة مناجاتي؟ أليس ذلك كافيًا؟”
ثانيًا: النجاح في علاقتك بزوجتك
علاقتك مع زوجتك أحد أركان نجاحك في الحياة. كن منطقيًا، وعامل الناس كما تحب أن يعاملوك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والكلمة الطيبة صدقة».
ليست المشكلة في مساحة البيت، ولا في نوع الطعام، ولا في جودة الملبس، فكل ذلك ثانوي. المشكلة في غياب الحب. اجعل في البيت حبًا، وُدًّا، رحمة. هناك فرق بين أن تعيش مع زوجتك “تحت سقف واحد” وأن تعيش معها “تحت قلب واحد”.
ثالثًا: النجاح في عملك
لك كرامتك كمؤمن. تأخرّت عن عملك، فوبّخك المدير وأهانك. شعرت بالإهانة، فضاقت نفسك، فلم تُصلِّ الظهر براحة. رجعت إلى البيت منقبضًا. لذلك، نجاحك في العمل يؤثر على نفسك، وراحتك النفسية تنعكس على عبادتك وعلاقتك بربك.
 
انتبه إلى وقتك، التزم بمواعيدك، أدّ ما عليك من واجبات. إذا كان لك مكانة في عملك، فأنت مرتاح، وإذا كان لك مكانة في بيتك، فأنت مرتاح، وإذا كان لك مكانة عند الله، فأنت أسعد الناس.
رابعًا: النجاح في صحتك
أن تأكل كثيرًا ولا تمارس الرياضة، فهذا غير معقول.
يقول العلماء: عُشر ما نأكله يكفينا لنعيش، وتسعة أعشار ما نأكله تُبقي الأطباء أحياء!
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما ملأ آدمي وعاءً شرًّا من بطنه».
وقال السلف: «البِطنة تُذهِبُ الفِطنة»، فراقب طعامك وشرابك، وصحتك جزء من دينك.
 
وهكذا فالنجاح لا يُعدّ نجاحًا حقيقيًا إلا إذا كان شاملًا:
1.علاقتك بالله.
2.علاقتك بزوجتك وأولادك.
3.علاقتك بعملك.
4.علاقتك بصحتك.
فإن اختلّ جانب، انعكس أثره على الجوانب الأخرى. فكن رجلًا ناجحًا في كل ذلك، لتكون مستقيمًا كما يحب الله، وكما تحتاج الحياة
***
اللهم أصلح بيوتنا، وبارك في أزواجنا، وارزق شبابنا الزواج الحلال، واحفظ بناتنا من التأخر والعنوسة، واهدِ كل زوجين إلى التراحم والمودة والسكن.
اللهم اجعل بيوتنا بيوت سكينة ورحمة، واجعلنا من المتراحمين، وبارك في أزواجنا وأبنائنا.
اللهم أصلح ذات بين الأزواج، وألِّف بين قلوبهم، وانزع من بيوتنا الشحناء والبغضاء.
اللهم من كانت له مشكلة في بيته، ففرِّجها برحمتك، وأزلها بحكمتك، وأبدلها طمأنينة وأمانًا.
اللَّهُمَّ أَنْزِلِ السَّكِينَةَ عَلَى مِصْرَ وَأَهْلِهَا
 وَافْتَحْ لَنَا البَرَكَاتِ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ
  وَبَارِكْ فِي مِصْرَ وَرِجَالِهَا وشَعْبِهَا وَجَيْشِهَا
اللهم احفظ مصر شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، طولها وعرضها وعمقها، بحارها وسماءها ونيلها، ووفق يا ربنا قيادتها وجيشها وأمنها وأزهرها الشريف، وعلماءها، واحفظ شعبها، وبلاد المحبين يا رب العالمين، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا اللهم طهّر قلوبنا من الكبر، وزيّنها بالتواضع،اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..وأقم الصلاة.
خادم الدعوة والدعاة د/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
 والحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في خدمة الفقه والدعوة (وقف الفنجري 2022م)
المدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية- عضو نقابة اتحاد كُتَّاب مصر
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: drsoliman55555@gmail.com
يُرجي من السادة الأئمة والدعاة متابعة الصفحة الرسمية، وعنوانها: 
(الدكتور أحمد علي سليمان)؛ لمتابعة كل جديد
 

 

لقراءة الخطبة أو تحميلها كاملا يرجي تحميل الخطبة من ملف pdf بالأعلي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: ahmed_dr.ahmed@yahoo.com رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى