أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل
خطبة الجمعة : كن جميلا.. صور الجمال الذي يجب أن يكون عليه المسلم في هذه الحياة د/ أحمد علي سليمان
كن جميلا.. صور الجمال الذي يجب أن يكون عليه المسلم في هذه الحياة
خطبة الجمعة ، بعنوان: كن جميلا.. صور الجمال الذي يجب أن يكون عليه المسلم في هذه الحياة بقلم المفكر الإسلامي الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الجمعة: 30 جمادي الأولي 1447هـ، الموافق 21 نوفمبر 2025م
لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 21 نوفمبر 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان : كن جميلا.. صور الجمال الذي يجب أن يكون عليه المسلم في هذه الحياة :
لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 21 نوفمبر 2025م، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان: كن جميلا.. صور الجمال الذي يجب أن يكون عليه المسلم في هذه الحياة، بصيغة pdfأضغط هنا.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 21 نوفمبر 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان ، بعنوان : كن جميلا.. صور الجمال الذي يجب أن يكون عليه المسلم في هذه الحياة : كما يلي:
كن جميلا.. صور الجمال الذي يجب أن يكون عليه المسلم في هذه الحياة
الحمد لله الذي خلق الأكوان بقدرته، وزيَّنها بحكمته، وخلق الإنسان في أحسن تقويم، وجعل الجَمَال آيات دائمة ومتجددة في كتاب الله المنظور وفي كتابه المسطور…
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) عبده ورسوله، هو أجمل الخلق خَلقًا وخُلُقًا، صلى الله عليه وآله وسلم صلاة تزيد القلوب نورًا، والوجوه بهاءً، والنفوس جمالا…
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان، الأشرفان الأنوران، الأعطران الأزهران، المزهران المثمران، على مَن جُمعت كلّ الكمالات فيه.. وعلى آله وصحبه وتابعيه.. اللهم صلِّ أفضل صلاة، على أسعد مخلوقاتك، سَيِّدِنَا محمد (ﷺ)، وعلى آله وصحبه؛ عدد معلوماتك، ومداد كلماتك، كلما ذكرك الذاكرون، وغفل عن ذكرك الغافلون، ورضي الله عن مشايخنا ووالدينا وأجدادنا وأولادنا وأزواجنا، والصالحين من عبادك، وأولياء الله أجمعين.
اللهم صلِّ صلاة كاملة، وسلم سلامًا تامًّا، على نبىٍ تنحلُ به العُقد، وتنفرج به الكُرب، وتقضى به الحوائج، وتُنالُ به الرغائب، وحُسنُ الخواتيم، ويستسقى الغمامُ بوجه الكريم. ﻭﻋَﻠَﻰ ﺁﻟِﻪِ الطاهرين، وصحبِه الطيبين، ﻭسلِّم تسليمًا كثيرًا… اللهم آمين يا رب العالمين.
فَمَبْلَغُ العِلْــمِ فِيهِ أَنَّهُ بَشَرٌ… وَأَنَّهُ خَيْــرُ خَلْقِ اللهِ كُلِّهِــمِ
مولاي صلِّ وسلم دائما أبدًا… على حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم رضِّه عنَّا، وارض عنَّا، برضاه عنَّا.. ووضئنا بأخلاقه العظيمة، وحقق أمانينا بزيارته، وافتح لنا أبواب رؤيته، ونيل شفاعته، اللهم آمين يا رب العالمين…
عباد الله: أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، فإنها وصية الله (تعالى) للأولين والآخرين، قال تعالى: (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ) (النساء: 131)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102)، وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) (الأحزاب: 70-71)، وقال تعالى: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (البقرة: 223)…
اللهم اجعلنا مِن الذين قال الله (تعالى) فيهم: (تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) (السجدة: 16)… أما بعد،،،
مدخل:
البدايات الجميلة… مفتاح لحياة تفيض جمالاً
عزيزي القارئ الكريم: أنت خلاصةُ سنوات عمرك الماضية، وثمرةُ طريقة تفكيرك… وما أنتَ عليه الآن ليس وليدَ الصدفة، بل هو نتيجةٌ طبيعية لمقدماتٍ سبقت.
فإذا كان حالك اليوم حسنًا؛ فذلك مؤشرٌ على أن البدايات كانت جيدة وجميلة، وأن الفكر الذي حملتَه كان نقيًّا وصحيحًا.
والفكرُ منه ما هو جميل، ومنه ما هو قبيح.
فالفكر الجميل هو الذي يقوم على العقيدة السليمة، والأخلاق الراسخة، ويتفق عليه العقلاء، ويرتكز على القيم العامة التي تنهض بالأفراد والمجتمعات.
أما الفكر القبيح فهو الذي يبرّر الوسائل الفاسدة؛ للوصول إلى غاياتٍ يظن أصحابها أنها نبيلة، وهو الفكر الذي يتبنى قاعدة منحرفة تقول: [الغاية تبرر الوسيلة]؛ وذلك كمن يدعو إلى الاغتناء السريع عبر السرقة أو النصب أو الاحتيال… فالوسيلة هنا في غاية القبح مهما بدا الهدف جذابًا.
ومن ثم فإذا أردنا أن نعيش في دائرة الجمال، وأن يعيش الجمالُ فينا، فعلينا أن نجعل الجمال منهجَ حياة… جمالُ الفكر، وجمالُ القول، وجمالُ الفعل، وجمالُ الروح… وأن نركز على حسن الاختيار وعلى البدايات الحسنة.
فالحسن والجمالُ يفيض نورًا، وينشر الرحمة، ويرفع الإنسان، ويعطي للحياة قيمتها وبهاءها.
وما يجب الإشارة إليه أن الغاياتِ النبيلة التي ننشدها لا بد أن تسير في طريق الوسائل المشروعة.
فنحن نريد لأولادنا النجاح، وهذه غاية نبيلة، لا يتحقق معناها إلا بوسيلة مشروعة: أن يجتهدوا ويذاكروا، لا أن يعتمدوا على الغش.
فالجمال الحقيقي يبدأ من الفكرة النظيفة، ويسير وفق وسائل مشروعة، وينتهي بالعمل النظيف، وبينهما قلبٌ يوقن أن الله جميلٌ يحب الجمال.
الجمال الذي يرضاه الله لك
ربُّ الكون جميلٌ يحب الجمال؛ لذلك نشر الجمال في كل مكان، فالكونُ والحياة والإنسان والمخلوقات فيض من الجمال الذي أبدعه الله… والطبيعةُ معرضٌ كبير يتجلى فيه جمال الجمال…
وجمال الإنسان ليس في ملبسه فقط، ولا في مظهره فحسب؛ بل في الفكرة النقية، وفي الكلمة الندية، وفي اليد التي تمسح دمعًا، وفي القلب الذي يسع الناس، وفي الروح التي لا تعرف القسوة ولا الضغينة ولا الخديعة ولا الأحقاد.
والإنسان عندما تتزين روحه بالجمال، وتتشح نفسه به يرى الوجود جميلا…
لذلك فنحن في أمسِّ الحاجة إلى نشر ثقافة الجمال؛ حتى يصبح الجمال منهاجَ حياتنا، يملأ أقوالنا وأحوالنا، ويزين أعمالنا وأوقاتنا، ويبرز في نظرتنا للناس وللحياة…
فكن جميلا في قولك؛ فالكلمة الطيبة بذرةُ خيرٍ تُثمر في القلوب الأشجار الطيبة المزهرة المثمرة النافعة.
وكن جميلا في فعلك؛ فالأفعال الجميلة آثارٌ لا تمحوها الأيام ولا تُغيّبها العواصف.
وكن جميلا في عقلك؛ فالعقل الجميل يُحسن الفهم، ويحسن التقدير، ويحسن التعامل مع الناس ومع الحياة.
وكن جميلا في سلوكك؛ فهو عنوانُك الذي يسبقك، ورائحةُ روحك التي يشمّها الناس قبل كلامك.
فكن جميلا في عفوك؛ فالعفوُ تاجٌ لا يلبسه إلا الكبار.
وكن جميلا في صفحك؛ فالصفحُ رفعةٌ تُعلي شأن صاحبها.
وكن جميلا في رحمتك؛ فالرحمة نسيم يوقظ القلوب، ويُعَمِّر النفوس.
وكن جميلا في قلبك؛ فالقلبُ الجميل يسكب النور في العيون، والطمأنينة في الدروب.
وكن جميلا في عطائك؛ فالعطاء لغةُ النبلاء، وهو الجمال الذي لا يُشترى.
وكن جميلا في عفافك؛ فالعفافُ هو حارسُ جمالك الباطن، وزينةُ الأرواح الطاهرة.
وكن جميلا في قناعتك؛ فالقناعة كنز لا يفنى؛ تُحوِّل القليل إلى كثير، والصغير إلى كبير، وتجعل الحياة أهنأ وأهدأ وأطيب وأفضل.
وكن جميلا في صدقك؛ فالصدقُ مِرآةُ النفوس النقية، وسُلَّمُ الوصول إلى الله.
وكن جميلا في ورعك؛ فالورع نورٌ يهدي الخطى وجسر يوصلك إلى العيش في أنوار الجليل.
وكن جميلا في صلة رحمك؛ فهي باب البركة، وسبب طول العمر وبركة الرزق وتوسيعه وزيادته.
وكن جميلا في تعايشك؛ فالكون ينعم بمن ينشرون المحبة السلام والوئام.
وهكذا فإذا حملتَ الجمال في داخلك؛
رأيتَه في تفاصيل يومك،
وفي وجوه الناس،
وفي أصوات الطيور،
وفي هدوء الفجر،
وفي بسمة طفل،
وفي يدٍ تمتدّ بالخير،
فكن جميلا… فإن الله جميل يحبُّ الجمال، ومَن أحبَّه الله، فتح له أبواب الخير ليرى الجمال.
إن الجمال الذي يرضاه الله، هو الجمال الذي:
يَعمُر النفوس
ويُصلح المجتمعات
ويُعلي القيم
ويجعل لصاحبه أثرًا يبقى بعد رحيله…
فكن جميلا… ترى الوجود جميلا
كن جميلا:
يقول الشاعر اللبناني الكبير إيليا أبو ماضي، وهو واحد من أبرز شعراء المهجر، الذي اشتهر بشعره الذي يمزج بين التفاؤل والحكمة الروحية:
أيهذا الشّـــــــــــــــــــاكي وما بك داء كيـــف تغدو إذا غـــــــدوت عليلا؟
إنّ شرّ الجنــــــــاة في الأرض نفس تتوقّى، قبـــل الرّحيـــــــــل، الرّحيــــلا
وترى الشّوك في الورود، وتعمى أن تـــــــرى فوقهــــــــــا النّدى إكليلا
هو عبء علــــــــى الحيــــــــاة ثقيـل مَن يظــــــــــــنّ الحيـــــــاة عبئا ثقيـــــــــلا
والـــذي نفســــــــه بغــــــــــير جمــــــــال لا يرى فـــــي الوجود شيـــــئا جميلا
ليـــــس أشقى مّمن يــــرى العيــــش مـُـــــرًّا ويظـــــنّ اللّذات فيه فضـولا
أحكم النّــاس في الحيـــــــــــاة أناس عللّـــــــوهــا فأحســــــنوا التّعليــــــــــــلا
فتمتّع بالصّبــــــــح مـــــا دمت فيه لا تخــــــــف أن يــــــــــزول حتى يزولا
أيهــــذا الشـــــــــاكي ومــــا بك داء كـن جميلا ترى الوجـــــــود جميلا( )
فكُنْ جميلًا.. في جَنَانك وبَنَانك وبَيَانك…
كُن جميلًا في سمعك وبصرك وظنك ولسانك…
ولا تتدخل فيما لا يعنيك، واعلم أنك مُحاسب وأنك مسؤول أمام الديان…
قال تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) (الإسراء: 36).
فكلُّ جارحةٍ من جوارحك ستشهد عليك يوم القيامة، قال تعالى: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النور: 24)، وقال تعالى: (حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ . وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ) (فصلت: 20-22) .
فعينك ستشهد على صاحبها، وتقول لمن استعملها في غير مرضاة الله: نظرتَ إلى ما حرّم الله….
والأذن تقول: سمعتَ ما لا يرضي الله.
والقلب يعاتب صاحبه: أحببتَ مَن أبغضه الله، وكرهتَ مَن أحبّه الله.
واللسان يشهد على صاحبه ويقول له: نطقت بما لا يرضي الله، وتسببت في ظلم.
أيها القارئ الكريم:
اجعل بينك وبين الله خبيئةً.. وسرًّا من عملٍ صالح لا يعلمه إلا هو… اجعل مراقبتك لله أعظم من مراقبتك لخلق الله؛ ذلك لأن من استحيا من الله حق الحياء: جُمِّلت جوارحه، وطُهِّرت سريرته، وحسُن ظاهرُه وباطنه….
معنى الجمال:
الجَمالُ هو الحُسْنُ، ويكون في الخَلْقِ والخُلُق.
والجَمالُ عند الفلاسفة: صِفةٌ تُلْحَظُ في الأَشياء، وتَبْعَثُ في النفس سُرُورًا ورِضًا.
و(عِلم الجَمالِ): بابٌ من أَبْواب الفلسفة يبحثُ في الجَمال، ومقاييسه، ونظرياته ( ) .
جمالُ الداخل… سبيلُكَ إلى أن ترى الوجودَ جميلًا
إنَّ في الحياة بابًا يفتحُ على السعادة، وبوابةً تنير القلوب ودروب الحياة، لا يطرقها إلا أصحاب النفوس الطيبة، ولا يدخلها إلا مَن عرف معنى الجَمَال في:
o صلته بالله (سبحانه وتعالى).
o وفي محبته لنبيه (ﷺ).
o وفي معاملته للناس كل الناس.
o وفي نظرته للحياة، وبراعته فيها، وإبداعه في إسعادها.
فالجَمَال ليس زينة عابرة، ولا مظهرًا خارجيًّا يراه الناس… بل هو رسالة، وسلوك (كامل وشامل ومتواتر ومستدام)…
الجَمَال أن يكون:
قلبك نقيًّا تقيًّا
ولسانك طيّبًا
ويدك نظيفة
وعقلك منصفا
ونفْسك متواضعة
ونَفَسك طاهرا
وروحك مملوءة رحمة ورفقًا وحنانًا على خلق الله.
الجَمَال أن ترى نِعَم الله من حولك فتشكر الله عليها، وتتفاءل بما عند الله، وتنشر الخير والسلام والوئام فيمن حولك.
اسأل نفسك باستمرار:
• هل جمال علاقتك بالله (تعالى) ظاهرٌ في خشوعك، وفي يقينك، وثقتك بوعده؟.
• هل جمال محبتك لسيدنا رسول الله (ﷺ) يتجلى في خُلُقك، وسلوكك، ورحمتك؟.
• هل جمال روحك حاضرٌ في جبرك لخواطر الناس، وفي عفوك، وفي إحسانك، وفي تغافلك عن الصغائر؟.
• هل أنت جميلٌ في نيتك، جميلٌ في عملك، جميلٌ في حضورك الإنساني في كل مكان وحال؟.
إن أردت أن ترى الوجود جميلًا، فابدأ بنفسك…
فما رأته العين إنما هو صورة لما تختزنه القلوب.
فإذا امتلأ قلبك جمالًا، أصبح الكون كله جنةً صغيرة، وبستانًا ممتدًّا يُبهج الناظرين ويُسعد الروح.
كن جميلًا في علاقتك بالله وحسن توكلك عليه:
اسأل سلستمرار: هل علاقتك بالله قوية، ثابتة، متينة، متنامية؟
هل قلبك متوكل عليه، ومتجهٌ إليه في السجود، وفي الدعاء، وفي الحياة، وفي الثقة بوعوده؟
إن جمال علاقتك بالله يُنعكس على كل تفاصيل حياتك… فهو النور الذي يضيء القلب، ويهذب النفس، ويقوي الإرادة.
كن جميلًا في محبتك لسيدنا رسول الله (ﷺ):
هل محبتك لسيدنا النبي (ﷺ) تجلّت في أخلاقك، وفي سلوكك، وفي تطبيقك لسنته، وفي توضأك بأخلاقه، وفي احترامك لنفسك ولغيرك وشتى مخلوقات الله؟.
إنَّ حبَّ النبي (ﷺ) لا يُعرف بالكلام وحده؛ بل بالاقتداء به، وبنشر الخير، وبالرحمة بالناس والمخلوقات وحتى الجماد؛ فمن اتخذ النبي (ﷺ) قدوة، صارت حياته كلها خير (جمال الروح وسمو الأخلاق، وجمال العيش والتعايش في هذه الحياة) التي يسودها التنوع والتعددية باعتبارها سنة من سنن الله تعالى الكونية في هذه الحياة.
كن جميلًا في علاقاتك بالناس:
الجَمَال لا يقتصر على الداخل، بل ينعكس أثره في معاملاتنا مع الآخرين… فكن طيب القلب، متسامحًا، سويًّا، مترفعًا عن الصغائر، نقيّ القلب، نظيف اليد، متغافلا عن الصغائر…
كن جميل الفعال، جميل الأقوال، جميلا في جبر الخواطر، جميلا في وصل ما انقطع من العلائق والأرحام، جميل في كل عمل تبذله لإسعاد الناس.
كن جميلًا في نفسك وسلوكك:
الجَمَال الحقيقي يبدأ من داخل الإنسان… كن عزيزًا بالله، شهمًا في مواقفك، قدوةً في أخلاقك، ثابتًا في مبادئك، مثلا في مسيرتك نحو الحق والخير.
تأمل نعم الله عليك، وتفاءل بالخير القادم، وازرع في نفسك الجَمَال وربي نفسك ومَن معك عليه، فبذلك ترى الوجود كله جميلًا.
«كُن جميلًا ترى الوجود جميلًا» هي دعوة عملية لتغيير نظرتنا للحياة، ولترتيب أولوياتنا، ولتطهير القلوب، وتهذيب الأخلاق…
نسأل الله (تعالى) أن:
يُجمِّل قلوبنا بالتقوى،
ويُجمِّل ألسنتنا بالصدق،
ويُجمِّل أعمالنا بالإخلاص والإحسان… والقبول.
هل الجَمَال في الشكل فحسب؟
ليس الجَمَال الذي يحبه الله جمال الشكل وحده؛ بل جمال الجوهر قبل المظهر، وجمال الروح قبل الجسد.
فجمال الشكل إن لم يزينه خُلق كريم صار قشرة لا قيمة لها، أما جمال الخلق فيُلبس صاحبه نورًا في الدنيا ورفعة في الآخرة. يقول النبي (ﷺ): (إنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إلى صُوَرِكُمْ وأَمْوالِكُمْ، ولَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ وأَعْمالِكُمْ)
الإعجاز الإلهي في التعددية والتنوع وتناغم الكون والحياة والإنسان
جمالُ خَلْقِ اللهِ يَغْمُرُ الوُجودَ مِن كُلِّ جانِب
(اختلاف العقول ثراء وإثراء
واختلاف القلوب تصدع ووهن)
صورُ الجمالِ المطلوبِ
في حياةِ المسلم
قصص مشرقة وجميلة من عفو النبي (ﷺ)
القصة الأولى
جمال عفو النبي (ﷺ) مع الأعرابي الذي آذي النبي بالقول والفعل
القصة الثانية
لا تهدموا حسنات السنين بزلة
صورة من جمال العفو النبوي: وقفة تربوية مع قصة حاطب بن أبي بلتعة
كيف نربي النشء على الجَمَال
اللهم اكتُب أسماءنا في سجلات المؤمنين الموحدين، وفي ديوان المرحومين، وارفع أقدارنا في علّيين، وأنزل علينا السكينة والطمأنينة، ونور اليقين.. نسأل الله أن يبارك في أوطاننا ويحفظها من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللَّهُمَّ احفظها من كل سوء، وبارك لنا فيها، واجعلها دار أمنٍ وإيمان، وسلامٍ وإسلام. اللَّهُمَّ من أرادها بسوء فاجعل تدبيره تدميره، وردّ كيده إلى نحره. اللهم احفظ مصر شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، طولها وعرضها وعمقها، بحارها وسماءها ونيلها، ووفق يا ربنا قيادتها وجيشها وأمنها وأزهرها الشريف، وعلماءها، واحفظ شعبها، وبلاد المحبين يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا اللهم طهّر قلوبنا من الكبر، وزيّنها بالتواضع،اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(…رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) (النمل: 19)، (..الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ…) (الأعراف: 43)… اللهم تقبل هذا العمل من الجميع… وبالله تعالى التوفيق
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
والحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في خدمة الفقه والدعوة (وقف الفنجري 2022م)
المدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية- عضو نقابة اتحاد كُتَّاب مصر
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: drsoliman55555@gmail.com
تم تدشين صفحة #معارج_الدعاة لللدكتور أحمد علي سليمان، للإسهام في إثراء العمل الدعوي والدعاة يرجى متابعتها ونشرها
لقراءة الخطبة أو تحميلها كاملا يرجي تحميل الخطبة من ملف pdf بالأعلي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
إتبعنا








