web analytics
أخبار عاجلة
خطبة الجمعة القادمة 12 نوفمبر 2021م : أحوال الفرج والشدة ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ: 7 ربيع الآخر 1443هـ – 12 نوفمبر 2021م
خطبة الجمعة القادمة 12 نوفمبر 2021م : أحوال الفرج والشدة ، للدكتور خالد بدير

خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير “أحوال الفرج والشدة”، 12 نوفمبر 2021م

خطبة الجمعة القادمة 12 نوفمبر 2021م : أحوال الفرج والشدة ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ: 7 ربيع الآخر 1443هـ – 12 نوفمبر 2021م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 12 نوفمبر 2021م ، للدكتور خالد بدير :  “أحوال الفرج والشدة” :

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 12 نوفمبر 2021م ، للدكتور خالد بدير: “أحوال الفرج والشدة” ، بصيغة word  أضغط هنا.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 12 نوفمبر 2021م ، للدكتور خالد بدير : “أحوال الفرج والشدة” ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 12 نوفمبر 2021م ، للدكتور خالد بدير : “أحوال الفرج والشدة” : كما يلي:

 

أولًا: الدهرُ قُلَّبٌ

ثانيًا: واجبُ العبدِ حالُ الفرجِ والشدةِ

ثالثًا: الالتجاءُ إلى اللهِ في أحوالِ الفرج والشدةِ

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 12 نوفمبر 2021م ، للدكتور خالد بدير : “أحوال الفرج والشدة” : كما يلي:

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليه ونستغفرُهُ ونؤمنُ به ونتوكلُ عليه ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا، ونشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له وأنّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، صلى الله عليه وسلم.أما بعدُ:

أولًا: الدهرُ قُلَّبٌ

إنّ حياةَ الإنسانِ في هذه الدنيا  لا تخلو مِن حالين: شدةٍ أو فرجٍ، سراءٍ أو ضراءٍ، يسرٍ أو عسرٍ ، وكلاهما ابتلاءٌ واختبارٌ وامتحانٌ للإنسان ، ولا ينجحُ فيهما إلا المؤمنُ، فَعَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ!! إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ!! إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ!!” (مسلم). يقولُ الإمامُ ابنُ القيمِ: ” الإيمانُ يُبنى على الصبر والشكرِ, فنصفُهُ صبرٌ ونصفُهٌ شكرٌ، فعلى حسب صبرِ العبدِ وشكرهِ تكون قوةُ إيمانهِ” ( الفوائد).

فكلٌّ منا يمرُّ بشدائدَ ومحنٍ، شدائدَ متنوعةٍ ومتفرقةٍ ومختلفةٍ، فمنكم من يمرُّ بشدةٍ اجتماعيةٍ، وآخرُ يمرُّ بشدةٍ اقتصاديةٍ، وثالثٌ يمرُّ بشدةٍ نفسيةٍ، ورابعٌ يمرُّ بشدةٍ مرضيةٍ …………إلخ.

 كلُّ هذه الشدائدِ والمحنِ بعدها فرجٌ قريبٌ، فبعد الجوعِ شبعٌ، وبعدَ الظمأِ ريٌّ، وبعدَ السهرِ نومٌ، وبعدَ المرضِ عافيةٌ، سوف يصلُ الغائبُ، ويهتدي الضالُّ، ويفكّ العاني، وينقشعُ الظلامُ: { فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ } (المائدة: 52).

بشّر الليلَ بصبحٍ صادقٍ سوف يطاردُهُ على رؤوسِ الجبالِ ومساربِ الأوديةِ، بشّر المهمومَ بفرجٍ مفاجئٍ يصلُ في سرعةِ الضوءِ ولمحِ البصرِ، بشّر المنكوبَ بلطفٍ خفيٍّ وكفٍّ حانيةٍ وادعةٍ، صُبْحُ المهمومين والمغمومين لاح، فانظرْ إلى الصباحِ وارتقبْ الفتحَ من الفتّاحِ، إذا رأيتَ الصحراءَ تمتدُّ وتمتدُّ، فاعلم أنّ وراءَها رياضًا خضراءَ وارفةَ الظلالِ، وإذا رأيتَ الحبلَ يشتدُّ ويشتدُّ فاعلم أنّه سوف ينقطعُ.

 مع الدمعةِ بسمةٌ، ومع الخوفِ أمنٌ، ومع الفزعِ سكينةٌ, فلا تضقْ ذرعًا، فمن المحالِ دوامُ الحالِ، وأفضلُ العبادةِ انتظارُ الفرجِ، الأيامُ دولٌ، والدهرُ قُلَّبٌ، والليالي حبالى، والغيبُ مستورٌ، والحكيمُ كلُّ يومٍ هو في شأنٍ، ولعلّ اللهَ يحدثُ بعدَ ذلك أمرًا، وإنّ مع العسرِ يسرًا، إن مع العسرِ يسرًا.

فإذا داهمتْكَ داهيةٌ ، أو كنت في ضيقٍ وشدةٍ , فانظر في الجانب المشرقِ منها، وإذا ناولك أحدُهُم كوبَ ليمون ٍفأضفْ إليه حفنةً من سكرٍ، وإذا أَهدى لك ثعبانًا فخذْ جلدَهُ الثمينَ واترك باقيَهُ، وإذا لدغك عقربٌ فاعلم أنّه مصلٌ واقٍ ومناعةٌ حصينةٌ ضدَّ سمِّ الحياتِ، تكيَّف في ظرفِكَ القاسِي، لتُخرِجَ لنا منه زهرًا ووردًا وياسمينًا، { فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} (النساء: 19).

ثانيًا: واجبُ العبدِ حالُ الفرج والشدةِ

أيها الإخوةُ المؤمنون: إذا كنا قد عرفنَا أنّ حالَ الإنسانِ لا يخلو من حالين: سراءٍ أو ضراءٍ ، شدةٍ أو فرجٍ، فإنه ينبغي على العبد أنْ يكونَ دائمَ الصبرِ في الشدةِ والضراءِ ، دائمَ الشكرِ في الفرج والسراءِ.

أما الحالُ الأولى: حالُ الشدةِ والضراءِ: فمن الناسِ – للأسف – إذا أصابه بلاءٌ أو شدةٌ في نفسهِ أو أهلهِ أو بدنهِ أو غيرِ ذلك ، فإنّه يجزعُ ويسخطُ على قدر اللهِ – عزّ وجلّ – وليعلمْ هذا المسكينُ أنّ اللهَ بعثَ له هذا البلاءَ لينقيَهُ ويطهرَهُ ويغسلَهُ من الذنوب والمعاصي، وقد تواترتْ النصوصُ النبويةُ التي تدلُّ على ذلك .

فَعَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلم قال: « مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ، وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أذىً وَلا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلا كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ ». (متفقٌ عليه) .

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ ، حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ “. ( ابن حبان والترمذي والحاكم وصححاه).

فيجبُ على كلِّ مَن أصابَهُ مرضٌ أو بلاءٌ أو شدةٌ، أنْ يحتسبَ ذلك عند اللهِ، ويأخذَ بأسبابِ الشفاءِ ولا يتسخط حتى لا يحرم الأجرَ فيجتمعُ عليه أمران: ألمُ البلاءِ وحرمانُ الأجرِ؛ لأنّه بجزعِهِ حُرِمَ الأجر، فالقدرُ نافذٌ لا محالة، وقد عزَّى الإمامُ عليٌّ رضي اللهُ عنه رجلًا في ابنٍ له مات فرآهُ جزعًا، فقال له الإمامٌ عليٌّ: ” يا أبا فلان إنك إنْ صبرتَ نُفذت فيك المقاديرُ ولك الأجرُ، وإنْ جزعتَ نُفذت فيك المقاديرُ  وعليك الوزر“.

أما جزاءُ الصابرين على البلاء والشدائدِ فحدثْ ولا حرج، قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (الزمر: 10)؛ فلم يحددْ لهم الأجر، والعطيةُ على قدرِ المعطِي؛ يقول الإمامُ الأوزاعيُّ: ” لا يوزنُ لهم بميزانٍ، ولا يكالُ لهم بمكيالٍ، وإنما يغرفُ لهم غرفًا “.(تفسير ابن كثير).

فضلًا عن أنّ اللهَ يرفعهم منازلَ ودرجاتٍ في الجنةِ جزاءَ صبرهِم، وفي ذلك يقولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ، ابتَلاهُ اللهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ ، ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ  ، حَتَّى يُبَلِّغُهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنَ الله تَعَالَى » ( أحمد والطبراني وأبو داود بسند صحيح ).

أما الحالُ الثانيةُ: حالُ الفرجِ والسراءِ: فإنّ اللهَ – عزّ وجلّ – إذا ابتلاكَ بالخير وأغدقَ عليه نعمَهُ ، فإنّ ذلك يقتضي منك شكر هذه النعمةِ والحفاظَ عليها واستخدامَها فيما خلقتْ له، وكثيرٌ من الناسِ للأسف يظنُّ أنّ الشكرَ كلمةٌ تقال، ولكنّ حقيقةَ الشكرِ هي العملُ .

 يقول الإمامُ أبو حامد الغزالي: “..إنّ الناسَ يظنون أنّ الشكرَ أنْ يقولَ بلسانه: الحمدُ للهِ، الشكرُ للهِ، ولم يعرفوا أنّ معنى الشكرِ أنْ يستعملَ النعمةَ في إتمامِ الحكمةِ التي أريدتْ بها وهي طاعةُ اللهِ عزَّ وجلَّ”؛ ولهذا قال اللهُ لآلِ داود { اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }. ( سبأ : 13)؛ قال ثابتُ البناني : بلغنا أنّ داودَ نبيَّ اللهِ جزّأ الصلاةَ في بيوتهِ على نسائهِ وولدهِ ، فلم تكن تأتي ساعةٌ من الليل والنهارِ إلا وإنسانٌ قائمٌ من آل داودَ يُصلي ، فعمّتهُم هذه الآيةُ : { اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا } (رواه ابن أبي شيبة) .

فاللهُ أمرَ آلَ داوود بالعمل شكرًا؛ لأن هناك فرقًا بين شكرِ القولِ وشكرِ العملِ، فشكرُ القولِ باللسانِ يُسمّى حمدًا وبالعملِ يُسمّى شكرًا ، لذلك قال: اعملوا ، ولم يقل: قولوا شكرًا ؛ لأن الشاكرين بالعمل قلةٌ، لذلك زيلَ الآيةَ بقوله: { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}.

وقد مرّ سيدُنَا عمرُ بنُ الخطابِ – رضي اللهُ عنه – ذاتَ يومٍ برجلٍ في السوقِ فإذا بالرجلِ يدعو ويقولُ : ( اللهم اجعلني من عبادك القليل .. اللهم اجعلني من عبادك القليل ) فقال له سيدُنَا عمرُ: من أين أتيت بهذا الدعاءِ؟ فقال هذا الرجلُ: إنّ اللهَ يقولُ في كتابه العزيزِ : { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }،  وقال: { إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} ( ص : 24 )، فأَسألُ اللهَ أن يجعلني من هؤلاء القليلِ، فبكى سيدُنا عمرُ وقال: كلُّ الناسِ أفقهُ منك يا عمر.  فشكرُ النعمةِ استخدامُهَا فيما خلقتْ له، فإذا أكرمَكَ اللهُ بمالٍ فلا تنفقهُ في حرامٍ ، وإذا أنعمَ اللهُ عليك بتلفازٍ فلا تستعملهُ في حرامٍ، وشبكةُ الانترنت تستخدمُهَا في الدعوةِ إلى اللهِ، …..إلخ؛ لأن شكرَ هذه النعمِ استخدامُهَا في طاعةِ اللهِ، وكفرَهَا استخدامُهَا في الفساد والإفسادِ ، ومَن رزقهُ اللهُ علمًا فشُكرُه بالإنفاقِ منه بأنْ يُعلّمَ غيرَهُ، ويُفَقّهَ أهلَهُ وجارَهُ، ومَن رزقهُ اللهُ جاهًا، فشكرهُ بأنْ يستعملَه في تيسير الحاجاتِ للآخرين، وقضاءِ مصالحِهم.

إن كثيرًا منا يتقلبُ في النعمِ ليلَ نهارٍ وهو لا يشعرُ بهذه النعمِ إلا بعد فقدِها، كما قِيل في الصحةِ مثلًا: الصحةُ تاجٌ على رؤوس الأصحاءِ لا يراها إلا المرضى، ونحن مغدقون في النعمِ ولا نحسنُ شكرَها وما اجتمعنا على شكرِها مرةً، بل إنّ الواحدَ منا إذا نزلَ به بلاءٌ ظلَّ يعددُ كمعاذٍ الكبيرِ ؛ فما قصتُه ؟! روي أنه كان في زمنِ حاتمِ الأصمِّ رجلٌ يقال له: معاذٌ الكبيرُ . أصابتُه مصيبةٌ ، فجزعَ منها وأمرَ بإحضارِ النائحاتِ وكسرِ الأواني . فسمعَهُ حاتمٌ فذهبَ إلى تعزيتِه مع تلامذتهِ ، وأمرَ تلميذًا له . فقال: إذا جلستُ فاسألني عن قولهِ تعالى: { إنّ الإنسانَ لربهِ لكنود } فسأله فقال حاتمٌ: ليس هذا موضعُ السؤالِ . فسألَهُ ثانيًا، وثالثًا . فقال: معناه أنّ الإنسانَ لكفورٌ ، عدادٌ للمصائبِ ، نساءٌ للنعمِ ، مثلُ معاذٍ هذا ، إنّ اللهَ تعالى متعَهُ بالنعمِ خمسينَ سنةً ، فلم يجمع الناسَ عليها شاكرًا لله عزّ وجلّ . فلما أصابتهُ مصيبةٌ جمعَ الناسَ يشكو من اللهِ تعالى؟! فقال معاذٌ: بلى، إنّ معاذًا لكنودٌ عدادٌ للمصائب نساءٌ للنعمِ . فأمرَ بإخراج النائحاتِ وتابَ عن ذلك.

وهكذا على الإنسانِ أنْ يكونَ دائمَ الذكرِ والشكرِ لله تعالى، كما سيأتي في عنصرِنا التالي إن شاء اللهُ .

ثالثًا: الالتجاءُ إلى اللهِ في أحوالِ الفرج والشدةِ

ينبغي على العبدِ أنْ يكونَ دائمَ اللجوءِ إلى الله تعالى في جميعِ أحوالهِ، ففي الضراءِ والشدة ِيكونُ دائمَ الصبرِ والاحتسابِ والتعلقِ باللهِ سبحانَهُ وتعالى. وفي حال السراءِ والفرجِ يكونُ دائمَ الذكرِ والحمدِ والشكرِ والدعاءِ. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَجِيبَ اللَّهُ لَهُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَالْكَرْبِ فَلْيُكْثِرِ الدُّعَاءَ فِي الرَّخَاءِ”. ( الترمذي) . ويقول سيدُنَا أبو الدرداءِ (رضي اللهُ عنه): ” ادع اللهَ يوم سرَّائِكَ يستجبْ لك يوم ضرَّائِكَ “. وإليكم مثالين من سلفِنا الصالحِ على ذلك:

المثالُ الأولُ: “عن أبي قلابةَ المحدثِ، قال: ضقتُ ضيقةً شديدةً، فأصبحتُ ذاتَ يومٍ، والمطرُ يجيءُ كأفواهِ القربِ، والصبيانُ يتضوَّرون جوعًا، وما معي حبةٌ واحدةٌ فما فوقها، فبقيتُ متحيَّرًا في أمري. فخرجتُ، وجلستُ في دهليزي، وفتحتُ بابي، وجعلتُ أفكرُ في أمري، ونفسي تكادُ تخرجُ غمًا لما أُلاقيه، وليس يسلكُ الطريقَ أحدٌ من شدة المطرِ، فإذا بامرأةٍ نبيلةٍ، على حمارٍ فارهٍ، وخادمٍ أسودَ آخذٌ بلجام الحمارِ، يخوضُ في الوحل، فلما صار بإزاء داري، سلم، وقال: أين منزلُ أبي قلابة؟ فقلت له: هذا منزلُهُ، وأنا هو، فسألتني عن مسألةٍ، فأفتيتُها فيها، فصادفَ ذلك ما أحبّتْ، فأخرجتْ من خفّها خريطةً، فدفعتْ إليّ منها ثلاثين دينارًا. ثم قالت: يا أبا قلابة، سبحان خالقكَ، فقد تنوقُ في قبح وجهِكَ، وانصرفتْ.” ( التنوخي في الفرج بعد الشدة).

المثالُ الثاني: ” عن أصبغٍ بن زيدٍ قال: مكثتُ أنا ومن عندي ثلاثًا لم نطعمْ شيئًا –أي: من الجوع- فخرجتْ إليّ ابنتي الصغيرةُ وقالت: يا أبتِ! الجوعَ! –تشكو الجوعَ- قال: فأتيتُ الميضأةَ، فتوضأتُ وصليتُ ركعتين، وأُلهمتُ دعاءً دعوتُ به، في آخره: اللهم افتح عليّ منك رزقًا لا تجعلْ لأحدٍ عليّ فيه مِنَّةً، ولا لك عليّ في الآخرةِ فيه تبعةً، برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين، ثم انصرفتُ إلى البيت، فإذا بابنتي الكبيرةِ وقد قامتْ إليّ وقالت: يا أبه! جاء رجلٌ يقول إنّه عمي بهذه الصرةِ من الدراهم وبحمّالٍ عليه دقيقٌ، وحمّالٍ عليه من كلِّ شيءٍ في السوق، وقال: أقرئوا أخي السلامَ وقولوا له: إذا احتجتَ إلى شيءٍ فادع بهذا الدعاءِ، تأتك حاجتُكَ، قال أصبغُ بن زيد: واللهِ ما كان لي أخٌ قط، ولا أعرف من كان هذا القائلُ، ولكنّ اللهَ على كلِّ شيءٍ قدير.!!”. ( المستغيثين بالله تعالى عند المهمّات والحاجات – ابن بشكوال ).

فعليكم بالصبر والثباتِ عند الشدائدِ والأزماتِ، والذكرِ والشكرِ والدعاءِ عند الفرجِ والمسراتِ؛ تفوزوا برضا اللهِ وسعتِه وكرمِه في الدنيا، وبجنتهِ ودارِ كرامتهِ في الآخرةِ .

اللهم اجعل لنا من كلِّ همٍ فرجًا، ومن كلِّ ضيقٍ مخرجًا، ومن كلِّ بلاءٍ عافيةً، ومن كلِّ مرضٍ شفاءً، ومن كلِّ دينٍ وفاءً، ومن كلِّ حاجةٍ قضاءً، ومن كلِّ ذنبٍ مغفرةً ورحمةً ،،،،،،

الدعاء،،،،                              وأقم الصلاة،،،،                                    كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

د / خالد بدير بدوي

 

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

عن كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

شاهد أيضاً

سلسلة الدروس الرمضانية، الدرس التاسع عشر: الاجتهاد في العشر الأواخر، للدكتور خالد بدير

الدرس التاسع عشر: الاجتهاد في العشر الأواخر، للدكتور خالد بدير

سلسلة الدروس الرمضانية، الدرس التاسع عشر: الاجتهاد في العشر الأواخر، للدكتور خالد بدير. لتحميل الدرس بصيغة …

اختبار صرف بدل التميز العلمي : الأسماء ومواعيد الاختبارات والكتب والاختبارات السابقة

اختبار صرف بدل التميز العلمي : الأسماء ومواعيد الاختبارات والكتب والاختبارات السابقة

اختبار صرف بدل التميز العلمي : الأسماء ومواعيد الاختبارات والكتب والاختبارات السابقة أولاً : الإعلان …

سلسلة الدروس الرمضانية، الدرس الثامن عشر: أوصاف وأنواع النفس في القرآن، للدكتور خالد بدير

الدرس الثامن عشر: أوصاف وأنواع النفس في القرآن، للدكتور خالد بدير

سلسلة الدروس الرمضانية، الدرس الثامن عشر: أوصاف وأنواع النفس في القرآن، للدكتور خالد بدير. لتحميل …

سلسلة الدروس الرمضانية، الدرس السابع عشر: الدروس المستفادة من غزوة بدر الكبرى ، للدكتور خالد بدير

الدرس السابع عشر: الدروس المستفادة من غزوة بدر الكبرى ، للدكتور خالد بدير

سلسلة الدروس الرمضانية، الدرس السابع عشر: الدروس المستفادة من غزوة بدر الكبرى ، للدكتور خالد بدير. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Translate »