أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة 19 ديسمبر : فَظَلِلْتُ أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً ، للدكتور أحمد رمضان

خطبة الجمعة القادمة 19 ديسمبر 2025 بعنوان : فَظَلِلْتُ أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً ، إعداد: رئيس التحرير الدكتور أحمد رمضان لـ صوت الدعاة ، بتاريخ 28 جمادي الثاني 1447هـ ، الموافق 12 ديسمبر 2025م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 19 ديسمبر 2025م بصيغة word بعنوان : فَظَلِلْتُ أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً، إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان لـ صوت الدعاة.

 

 انفراد لتحميل خطبة الجمعة القادمة 19 ديسمبر 2025م بصيغة pdf بعنوان : فَظَلِلْتُ أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً ، للدكتور أحمد رمضان.

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 19 ديسمبر 2025م بعنوان : فَظَلِلْتُ أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً، إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان.

 

العنصرُ الاولُ: رِقَّةُ قَلْبِ الْمُؤْمِنِ وَمَقَامُ مُحَاسَبَةِ النَّفْسِ

العنصرُ الثانيُ: الْمُؤْمِنُ كَجُزْءٍ مِنْ جَسَدِ الْأُمَّةِتَوَادٌّ وَتَرَاحُمٌ وَمُوَاسَاةٌ

العنصرُ الثالثُ: حُرْمَةُ الْمَالِ الْعَامِّوَجْهٌ مِنْ وُجُوهِ الْإِيمَانِ وَالْمَسْؤُولِيَّةِ

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 19 ديسمبر 2025م : فَظَلِلْتُ أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً ، إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان : كما يلي:

 

  فَظَلِلْتُ أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً

28 جمادي الآخرة 1447هـ – 19 ديسمبر .2025م

إعداد: رئيس التحرير د. أحمد رمضان

المـــوضــــــــــوع

الحمدُ للهِ الذي يرققُ القلوبَ بلطفهِ، ويربي عبادَهُ على مقامِ الأمانةِ، ويهديهم إلى معارجِ الصفاءِ والإخلاصِ، نحمدُهُ حمدًا يليقُ بجلالِهِ، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، ونشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، الذي أقامَ الأمةَ على العدلِ والرحمةِ والمواساةِ، اللهمَّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومنْ سارَ على نهجِهِ إلى يومِ الدينِ.

عناصر الخطبة:

العنصرُ الاولُ: رِقَّةُ قَلْبِ الْمُؤْمِنِ وَمَقَامُ مُحَاسَبَةِ النَّفْسِ

العنصرُ الثانيُ: الْمُؤْمِنُ كَجُزْءٍ مِنْ جَسَدِ الْأُمَّةِتَوَادٌّ وَتَرَاحُمٌ وَمُوَاسَاةٌ

العنصرُ الثالثُ: حُرْمَةُ الْمَالِ الْعَامِّوَجْهٌ مِنْ وُجُوهِ الْإِيمَانِ وَالْمَسْؤُولِيَّةِ

فيا عبادَ اللهِ، إنَّ في مقاماتِ الإيمانِ لحظاتٍ يرقُّ فيها القلبُ، وتصفو فيها النفسُ، ويستيقظُ ضميرُ المؤمنِ ليحاسبَ نفسَهُ على دقائقَ لا يلتفتُ إليها أهلُ الغفلةِ.

وإذا كان أولئك القومُ يحاسبونَ أنفسَهم على المشاعرِ، فكيفَ بحالِ منْ لا يبالي بآلامِ الناسِ أو حقوقِهِم؟ وكيفَ بمنْ يتغافلُ عن أوجاعِ المجتمعِ، أو يعتدي على مالِ الجماعةِ، وهو منْ أعظمِ الأماناتِ؟

العنصرُ الاولُ: رِقَّةُ قَلْبِ الْمُؤْمِنِ وَمَقَامُ مُحَاسَبَةِ النَّفْسِ

يا عبادَ اللهِ، إنَّ منْ أجلِّ منازلِ السالكينَ إلى اللهِ منزلةً يرقُّ فيها القلبُ، وتخشعُ فيها النفسُ، ويرى العبدُ ذنوبَهُ وإنْ صغرتْ جبالًا توشكُ أنْ تقعَ عليهِ، تلكَ هي منزلةُ المحاسبةِ؛ المحاسبةُ التي تجعلُ المؤمنَ حيَّ القلبِ، لطيفَ الشعورِ، شديدَ المراقبةِ لنفسِهِ، لا تمرُّ عليهِ اللحظةُ إلَّا وهو يفتشُ فيها عنْ موضعِ رضا ربِّهِ.

وفي هذا المقامِ الجليلِ جاءتْ قصةُ السريِّ السقطيِّ رحمهُ اللهُ، وهي قصةٌ تُكتبُ بماءِ العبرةِ، وتُحكى لتهذيبِ النفوسِ، وقدْ رواها الخطيبُ البغداديُّ في تاريخِ بغدادَ (9/188)، والذهبيُّ في سيرِ أعلامِ النبلاءِ (12/186)، وابنُ كثيرٍ في البدايةِ والنهايةِ (11/18)، كلهم عنْ أبي بكرٍ الحربيِّ قالَ: سمعتُ السريَّ يقولُ: احترقَ السوقُ فقصدتُهُ، فلقيني رجلٌ فقالَ: أبشرْ، فإنَّ دكانَكَ قدْ سَلِمَ، قالَ السريُّ: فقلتُ الحمدُ للهِ، ثمَّ مضيتُ غيرَ بعيدٍ، فوقعَ في قلبي أني فرحتُ لنفسي، ولمْ أواسيِ الناسَ فيما همْ فيهِ، فأنا أستغفرُ اللهَ منْ ذلكَ الحمدِ منذُ ثلاثينَ سنةً.

اللهُ أكبرُ… أيُّ قلبٍ هذا؟ رجلٌ يستغفرُ اللهَ منْ كلمةِ حمدٍ قالَها، لا لأنَّ الحمدَ معصيةٌ حاشا للهِ، بل لأنَّهُ رأى في تلكَ اللحظةِ أنَّهُ انفردَ بالفرحِ وتركَ مواساةَ الناسِ في المصيبةِ، فكانتْ فرحتُهُ ناقصةً في ميزانِ التقوى، لأنَّها فرحةٌ لمْ تمتزجْ برحمةٍ ولا بشعورٍ بالجماعةِ.

أيُّ ورعٍ هذا يا عبادَ اللهِ؟ أيُّ نقاءٍ في السريرةِ؟ أيُّ حساسيةٍ في القلبِ؟ رجلٌ ينظرُ إلى داخلِ نفسِهِ قبلَ أنْ ينظرَ الناسُ إلى ظاهرِ عملِهِ، فيرى في قلبِهِ ما لو رآهُ غيرُهُ لعدَّهُ هينًا، ولكنَّ المؤمنَ ينظرُ بعينِ الحقِّ، بعينِ التقوى، بعينٍ ترى ما لا يراهُ الغافلونَ.

وهذا المعنى الذي عاشَهُ السريُّ يومَ احترقَ السوقُ هو بذاتِهِ معنى منْ معاني حديثِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ. (متفقٌ عليهِ، البخاري 13، ومسلم 45).

وهذا هو الفرقُ بينَ المؤمنِ والغافلِ؛ الغافلُ ينظرُ إلى نفسِهِ، والمؤمنُ ينظرُ إلى نفسِهِ وإلى الناسِ معها. الغافلُ إذا نجا فرحَ ولو هلكَ الناسُ، والمؤمنُ إذا نجا خافَ لأنَّ الفرحةَ إذا انفردتْ عنْ مواساةِ الناسِ أصبحَ فيها معنى الأنانيةِ الذي يكرهُهُ اللهُ لعبادِهِ.

ولذلكَ كانَ السلفُ يقولونَ: ربَّ حسنةٍ أورثتْ عُجبًا، فهي عندَ اللهِ سيئةٌ، وربَّ كلمةٍ صالحةٍ لمْ تصحبْها نيةٌ خالصةٌ، فكانتْ على صاحبِها وبالًا. فإذا كانَ هذا في الحسناتِ والكلماتِ، فكيفَ إذا كانَ في المشاعرِ والنياتِ؟

ولذلكَ كانتْ محاسبةُ النفسِ أصلًا منْ أصولِ الإيمانِ، قالَ تعالى: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ۝ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوٰاهَا ۝ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ۝ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ [الشمس: 7-10]. قالَ الطبريُّ في تفسيرِهِ (20/77): “قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: خَابَتْ نَفْسٌ أَضَلَّهَا وَأَغْوَاهَا. وَقِيلَ: أَفْلَحَ مَنْ زَكَّى نَفْسَهُ بِطَاعَةِ اللَّهِ، وَصَالِحِ الْأَعْمَالِ، وخاب من دس نفسه في المعاصي، قال قَتَادَةُ وَغَيْرُهُ. وَأَصْلُ الزَّكَاةِ: النُّمُوُّ وَالزِّيَادَةُ، وَمِنْهُ زَكَا الزَّرْعُ: إِذَا كَثُرَ رِيعُهُ”.

 وهذا ما أشارَ إليهِ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ في الحديثِ الذي رواهُ مسلمٌ (2564): “إِنَّ اللهَ تعالى لَا ينظرُ إلى صُوَرِكُمْ وَأمْوالِكُمْ، ولكنْ إِنَّما ينظرُ إلى قلوبِكم وأعمالِكم”. مسلم 2564. فالقلبُ هو موضعُ نظرِ الربِّ، ومنْ عرفَ هذا استقامَ قلبَهُ قبلَ أنْ يُصلحَ ظاهرَهُ، وراقبَ نيتَهُ قبلَ أنْ يزنَ عملَهُ.

يا عبادَ اللهِ، إنَّ القلبَ الذي لا يلينُ لمصابِ الناسِ قلبٌ قاسٍ، والقلبُ القاسي هو أبعدُ القلوبِ عنْ اللهِ تعالى، وقدْ قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: لا تُنْزَعُ الرَّحمةُ إلَّا منْ شقيٍّ (أبو داود 4942، والترمذي 1923، وأحمد 8001 صحيح).

رِقَّةُ قَلْبِ الْمُؤْمِنِ وَمَقَامُ مُحَاسَبَةِ النَّفْسِ: يا عبادَ اللهِ، إنَّ أعظمَ ما يميزُ قلوبَ المؤمنينَ هو تلكَ الحياةُ الداخليّةُ التي تحدثُ بينهمْ وبينَ اللهِ في الخلاءِ قبلَ الملإِ، تلكَ الومضةُ التي يجعلُ اللهُ فيها القلبَ حيًّا، فيستيقظُ على معنى لمْ ينتبهْ لهُ غيرُهُ، ويعلمُ أنَّ اللهَ تعالى قالَ: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ [غافر: 19]. قالَ ابنُ كثيرٍ في تفسيرِهِ (7/137): “لِيَحْذَرْ الناسُ عِلْمَهُ فيهمْ، فيَسْتَحْيُوا منَ اللهِ حقَّ الحياءِ، ويَتَّقُوهُ حقَّ تُقَاتِهِ، ويُراقِبُوهُ مُراقَبَةَ مَنْ يَعْلَمُ أنَّهُ يَراهُ؛ فإنَّهُ تعالى يَعْلَمُ العَيْنَ الخائنةَ وإنْ أَبْدَتْ أمانةً، ويَعْلَمُ ما تَنْطَوِي عليهِ خبايا الصدورِ منَ الضمائرِ والسرائرِ.

قالَ الحسنُ البصريُّ رحمهُ اللهُ: إِنَّ المُؤْمِنَ قَوَّامٌ على نَفْسِهِ يَحاسِبُ نَفْسَهُ للهِ، وَإِنَّما خَفَّ الحِسابُ يَوْمَ القِيامَةِ على قَوْمٍ حاسَبُوا أَنْفُسَهُمْ في الدُّنْيا، وَإِنَّما شَقَّ الحِسابُ يَوْمَ القِيامَةِ على قَوْمٍ أَخَذُوا هذا الأَمْرَ على غَيْرِ مُحاسَبَةٍ. المصنف لابن أبي شيبة ج8، ص257.

وقدْ قالَ ابنُ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ: إنَّ المؤمنَ يرَى ذنوبَه كأنه في أصلِ جبلٍ يخافُ أنْ يقعَ عليه وإنَّ الفاجرَ يرَى ذنوبَه كذبابٍ وقع على أنفِه قال به هكذا، فطار (البخاري 6308).

يا عبادَ اللهِ، لقدْ كانَ السلفُ يرونَ أنَّ رحمةَ الناسِ جزءٌ منْ رحمةِ اللهِ لعبادِهِ. أخرج أبو داود (4941)، والترمذي (1924)، وأحمد (6494) في الحديث الصحيح: عنْ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ أنَّهُ قالَ: “الراحمونَ يرحمُهُمُ الرحمنُ، ارحموا منْ في الأرضِ يرحمْكمْ منْ في السماءِ”. فكيفَ برحمةِ الناسِ عندَ الشدائدِ والمصائبِ؟ وكيفَ برحمةِ أهلِ السوقِ يومَ احترقتْ أموالُهمْ وضاعتْ أرزاقُهمْ؟

العنصرُ الثانيُ: الْمُؤْمِنُ كَجُزْءٍ مِنْ جَسَدِ الْأُمَّةِ… تَوَادٌّ وَتَرَاحُمٌ وَمُوَاسَاةٌ

يا عبادَ اللهِ، إنَّ اللهَ تعالى حين وصفَ المؤمنين وصفهم بصفةٍ جامعةٍ مانعةٍ فقال: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات: 10]، وهذه الآية كما قال السعدي (ص800): “هذا عقدٌ، عقدَهُ اللهُ بينَ المؤمنينَ، أنَّهُ إذا وجدَ منْ أيِّ شخصٍ كانَ، في مَشرقِ الأرضِ ومَغربِها، الإيمانَ باللهِ، وملائكتِهِ، وكُتبِهِ، ورُسُلِهِ، واليومِ الآخرِ، فإنَّهُ أخٌ للمؤمنينَ، أُخوَّةً توجبُ أنْ يحبَّ لهُ المؤمنونَ ما يحبُّونَ لأنفسِهمْ، ويكرهونَ لهُ ما يكرهونَ لأنفسِهمْ”.

وقد أثبت هذا المعنى رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم في الحديثِ الصحيحِ الذي رواه مسلمٌ (2586): «مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ. مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى» البخاري (6011)، ومسلم (2586). وهذا التشبيه من أبلغِ تشبيهاتِ السنة، لأنه يبيِّن أنَّ مشاعرَ المؤمنين ليست منفصلةً، بل متصلةٌ كاتصالِ أعضاءِ الجسد، فإذا مرض عضوٌ واحدٌ لم تستقرَّ بقيةُ الأعضاءِ حتى يشفى.

وهكذا كان السلف؛ يرون أنَّ الأمةَ جسدٌ واحدٌ، وأنَّ الرحمةَ ركنٌ من أركانِ الإيمان. روى البخاريُّ (13) ومسلمٌ (45) عن رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم أنه قال: «والذي نفسُ مُحَمَّدٍ بيدِهِ لا يُؤْمِنُ أحدُكُم حتى يُحِبَّ لِأَخِيهِ ما يُحِبُّ لنفسِهِ من الخيرِ». قالَ ابنُ بطّالٍ: “لأنَّ الإنسانَ يحبُّ أنْ يكونَ أفضلَ الناسِ، فإذا أحبَّ لأخيهِ مثلَهُ، فقدْ دخلَ هو في جملةِ المفضولينَ، ألا ترى أنَّ الإنسانَ يجبُ أنْ ينتصفَ منْ حقِّهِ ومظلمتِهِ، فإذا كملَ إيمانُهُ وكانتْ لأخيهِ عندَهُ مظلمةٌ أو حقٌّ، بادرَ إلى إنصافِهِ منْ نفسِهِ، وآثرَ الحقَّ، وإنْ كانَ عليهِ فيهِ بعضُ المشقةِ”. (شرحُ صحيحِ البخاريِّ لابنِ بطّالٍ، ج1، ص45).

يا عبادَ اللهِ، لقد فهم الصحابةُ هذا المعنى فهمًا عميقًا، وتحول عندهم من شعارٍ إلى واقع. ففي الصحيحين: “أنَّ رَجُلًا أتَى النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَبَعَثَ إلى نِسَائِهِ، فَقُلْنَ: ما معنَا إلَّا المَاءُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن يَضُمُّ -أوْ يُضِيفُ- هذا؟ فَقالَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ: أنَا، فَانْطَلَقَ به إلى امْرَأَتِهِ، فَقالَ: أكْرِمِي ضَيْفَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: ما عِنْدَنَا إلَّا قُوتُ صِبْيَانِي، فَقالَ: هَيِّئِي طَعَامَكِ، وأَصْبِحِي سِرَاجَكِ، ونَوِّمِي صِبْيَانَكِ إذَا أرَادُوا عَشَاءً، فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا، وأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا، ونَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا، ثُمَّ قَامَتْ كَأنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فأطْفَأَتْهُ، فَجَعَلَا يُرِيَانِهِ أنَّهُما يَأْكُلَانِ، فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ، فَلَمَّا أصْبَحَ غَدَا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ -أوْ عَجِبَ- مِن فَعَالِكُما. فأنْزَلَ اللَّهُ: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} الحشر 9.  (البخاري 3798 واللفظ له، ومسلم 2054).

اللهُ أكبر… رفقةٌ ورحمةٌ، ومواساةٌ وبذلٌ، حتى آثروا الضيفَ على أنفسهم. لقد قاموا بشرحِ معنى الآيةِ التي قال فيها اللهُ تعالى: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلٰى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ [الحشر: 9]. قالَ القُرطبيُّ (ج18، ص26): “الإيثارُ: هو تقديمُ الغيرِ على النفسِ وحظوظِها الدنيويّةِ، ورغبةٌ في الحظوظِ الدينيّةِ. وذلكَ ينشأُ عن قوّةِ اليقينِ، وتأكيدِ المحبّةِ، والصبرِ على المشقّةِ”. (تفسير القرطبي ج18، ص26). وأضاف (ج18، ص26): ” أَلَا تَرَى أَنَّ امْرَأَةَ الْعَزِيزِ لَمَّا تَنَاهَتْ فِي حُبِّهَا لِيُوسُفَ عليه السلام، آثَرَتْهُ عَلَى نَفْسِهَا فَقَالَتْ: أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ”.

يا عبادَ اللهِ، إنَّ من أعظمِ ما يُظهرُ وحدةَ الأمة أن يعيشَ كلُّ واحدٍ منا بضميرِ الجماعة، لا بضميرِ الفردِ المنعزل؛ ينظرُ ماذا تحتاجُ الأمة، لا ماذا يكسبُ هو فقط، ويتألمُ لما يصيبُ غيرَه، لا لما يسلمُ منه وحده.

أيها الأحبة، إنَّ المؤمنَ الحقَّ هو الذي يخرجُ من حدودِ نفسِه إلى حدودِ الأمة؛ يسمعُ أنينَها، ويرى حاجتَها، ويعيشُ همَّها، لأنه جزءٌ من جسدٍ واحد.

ولذلك كان العلماءُ يقولون: إذا صلحتِ القلوبُ صلحتِ الأمة. وإذا صلحتْ علاقةُ الناسِ ببعضِهم صلحتْ أخلاقُهم، وصلحتْ أسواقُهم، وصلحتْ مصالحُهم، وصلحتْ إدارةُ مالِهم العام، لأنَّ من يعطي الناسَ من قلبِه لا يأخذُ منهم ظلمًا بيده.

وهذا يا عبادَ اللهِ هو البابُ الذي ننتقلُ منه إلى معنى عظيمٍ من معاني دينِ اللهِ، ألا وهو: أنَّ قلبَ المؤمنِ إذا رقَّ لا يمكنُ أن يظلمَ الناسَ في أموالِهم، ولا أن يعتديَ على حقٍّ من حقوقِ الجماعة، لأنَّ قلبًا يرحمُ الفردَ لا يمكنُ أن يخونَ الأمة.

الخطبةُ الثانيةُ

الحمدُ للهِ حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيهِ كما يحبُّ ربُّنا ويرضى، نحمدُهُ على نعمِهِ الظاهرةِ والباطنةِ، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، ونشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهمَّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ وعلى آلهِ وصحبِهِ أجمعينَ. أما بعدُ فيا عبادَ اللهِ، اتقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى، واعلموا أنَّ الإيمانَ ليسَ صلاةً فقط، ولا ذكرًا فقط، بلْ أمانةٌ تُحمَلُ، وحقوقٌ تُصانُ، ومصالحُ تُحفَظُ، ومنْ أعظمِ هذهِ الحقوقِ: حقُّ الجماعةِ، ومالُ الأمةِ، وما استرعانا اللهُ عليهِ منْ مصالحٍ عامةٍ تُبنى بها البلادُ وتقامُ بها المجتمعاتُ.

يا عبادَ اللهِ، إذا كانَ السريُّ السقطيُّ قدْ استغفرَ ثلاثينَ سنةً منْ كلمةٍ قالها فرحًا بسلامةِ دكانِهِ، لأنهُ رأى فيها غفلةً عنْ مواساةِ الناسِ، فكيفَ يكونُ حالُ منْ يعتدي على مالِ الجماعةِ؟ أو يستبيحُ حقًّا ليسَ لهُ؟ أو يستهينُ بأمانةٍ وضعتها الأمةُ بينَ يديهِ؟

وهكذا نفتحُ اليومَ بابًا منْ أبوابِ الشريعةِ العظيمةِ: بابَ حفظِ المالِ العامِّ، وهو بابٌ لا يقومُ إلا على رقّةِ قلوبٍ، وإيمانِ جماعةٍ، وتعظيمِ الأمانةِ كما أمرَ اللهُ تعالى.

العنصرُ الثالثُ: حُرْمَةُ الْمَالِ الْعَامِّ… وَجْهٌ مِنْ وُجُوهِ الْإِيمَانِ وَالْمَسْؤُولِيَّةِ

يا عبادَ اللهِ، إنَّ المالَ العامَّ ليسَ كغيرهِ منَ الأموالِ، لأنَّهُ مالُ الأمةِ كلِّها، مالُ الضعيفِ قبلَ القويِّ، وحقُّ الأرملةِ واليتيمِ، وثمرةُ عملِ الشعبِ، وسرُّ قوةِ الدولةِ. وقدْ سماهُ العلماءُ مالَ اللهِ؛ لأنَّهُ يعودُ نفعُهُ على عبادِ اللهِ جميعًا.

قالَ تعالى: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ﴾ [البقرة: 188]. ودخلَ في الآيةِ مالُ الفردِ ومالُ الجماعةِ، لأنَّ الاعتداءَ على المالِ العامِّ ظلمٌ لجميعِ الناسِ. وقالَ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلٰى أَهْلِهَا﴾ [النساء: 58]. قالَ الطبريُّ (8/251): كلُّ ما استُودِعَ العبدُ حفظَهُ فهو أمانةٌ، ومالُ الأمةِ أمانةٌ في يدِ منْ وليَهُ.

حديثُ الغلولِ أعظمُ بيانٍ في حُرمةِ المالِ العامِّ: روى البخاريُّ (7055) ومسلمٌ (183) عنْ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ أنَّهُ قالَ:إنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ في مَالِ اللَّهِ بغيرِ حَقٍّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَومَ القِيَامَةِ. البخاري 3118.

قالَ ابنُ حجرٍ في فتح الباري في الفتحِ (6/252): (يتخَوَّضونَ في مالِ اللهِ بغيرِ حقٍّ)، أيْ يتصرَّفونَ في مالِ المسلمينَ بالباطلِ.

فمنْ أخذَ مالًا ليسَ لهُ، منْ وظيفةٍ، أو عهدةٍ، أو إدارةٍ، أو منصبٍ، فقدْ حملَ على ظهرهِ وزرًا ثقيلًا يراهُ الناسُ يومَ القيامةِ. قال تعالي: ﴿وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾. آل عمران 161. قال القرطبي (4/256): “أَيْ يَأْتِي بِهِ حَامِلًا لَهُ عَلَى ظَهْرِهِ وَرَقَبَتِهِ، مُعَذَّبًا بِحَمْلِهِ وَثِقَلِهِ، وَمَرْعُوبًا بِصَوْتِهِ، وَمُوَبَّخًا بِإِظْهَارِ خِيَانَتِهِ عَلَى رُءُوسِ الْأَشْهَادِ”.

اسْتَعْمَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَجُلًا مِنَ الأسْدِ، يُقَالُ له: ابنُ اللُّتْبِيَّةِ، قالَ عَمْرٌو: وَابنُ أَبِي عُمَرَ، علَى الصَّدَقَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ قالَ: هذا لَكُمْ، وَهذا لِي، أُهْدِيَ لِي، قالَ: فَقَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى المِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عليه، وَقالَ: ما بَالُ عَامِلٍ أَبْعَثُهُ، فيَقولُ: هذا لَكُمْ، وَهذا أُهْدِيَ لِي، أَفلا قَعَدَ في بَيْتِ أَبِيهِ، أَوْ في بَيْتِ أُمِّهِ، حتَّى يَنْظُرَ أَيُهْدَى إلَيْهِ أَمْ لَا؟ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لا يَنَالُ أَحَدٌ مِنكُم منها شيئًا إلَّا جَاءَ به يَومَ القِيَامَةِ يَحْمِلُهُ علَى عُنُقِهِ بَعِيرٌ له رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةٌ لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةٌ تَيْعِرُ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حتَّى رَأَيْنَا عُفْرَتَيْ إبْطَيْهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ، هلْ بَلَّغْتُ؟ مَرَّتَيْنِ“.

قصصٌ صحيحةٌ منْ سِيَرِ السلفِ في صيانةِ المالِ العامِّ

قصةُ عمرَ بنِ الخطابِ والسراج: روى ابنُ سعدٍ في الطبقاتِ (3/283) انَّ عمرَ رضيَ اللهُ عنهُ كانَ إذا اشتغلَ في مصالحِ المسلمينَ أشعلَ سراجًا منْ بيتِ المالِ، فإذا جاءَهُ ضيفٌ أو أرادَ شأنًا خاصًّا أطفأَهُ وقالَ: “هذا منْ مالِ المسلمينَ، وهذا منْ مالي”. أيُّ ورعٍ هذا؟ أيُّ أمانةٍ؟ ورقةُ زيتٍ يخشى أنْ يحاسبَهُ اللهُ عليها.

قصةُ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ رسالةُ ابنهِ: روى ابنُ الجوزيِّ في المنتظمِ (7/276) انَّ ابنَ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ كتبَ إلى أبيهِ رسالةً يسألُهُ زيادةَ النفقةِ، فكتبَ إليهِ عمرُ: “أما بعدُ، فواللهِ ما منْ يدٍ امتدتْ إلى مالِ الأمةِ إلا سألتُ اللهَ أنْ يقطعَها”.

وكانَ يعيشُ بأقلَّ مما يعيشُ بهِ أفقرُ الناسِ.

يا عبادَ اللهِ… هؤلاءِ رجالٌ أقاموا الدنيا بالأمانةِ، وصانوا الأمةَ بالصدقِ، وحفظوا المالَ العامَّ بالورعِ والخوفِ منَ اللهِ.

صورٌ معاصرةٌ لحفظِ الأمانةِ: الموظفُ الذي يعملُ بضميرٍ، فيعتبرُ الوقتَ مالًا عامًا، المديرُ الذي لا يعطي توقيعًا إلا بحقٍّ، العاملُ الذي لا يستهلكُ أدواتَ المؤسسةِ فيما لا يفيدُ الأمةَ، المسؤولُ الذي لا يجعلُ المنصبَ طريقًا للثراءِ.

يا عبادَ اللهِ… رجلٌ استغفرَ ثلاثينَ سنةً منْ كلمةٍ… لأنهُ لمْ يواسي الناسَ. فكيفَ بمنْ لمْ يرحمْ الناسَ؟ فكيفَ بمنْ ضيّعَ حقوقَهمْ؟ فكيفَ بمنْ مدَّ يدَهُ إلى مالِ الأمةِ؟

إنَّ الذي رقَّ قلبُهُ في قصةِ السريِّ هو الذي يحفظُ مالَ الناسِ، ويعظّمُ المالَ العامَّ، ويعلمُ أنَّ يدَهُ ليستْ ملكًا لهُ، بلْ هي أمانةٌ عندَ اللهِ.

الخاتمةُ: يا عبادَ اللهِ، لقدْ رأينا في قصةِ السريِّ السقطيِّ قلبًا رقَّ منْ كلمةٍ قالها، واستغفرَ منها ثلاثينَ سنةً، لأنها لمْ تُخالِطْ مواساةَ الناسِ، ولا شعورًا بجراحِ الأمةِ. فكيفَ يكونُ حالُ منْ يمدُّ يدَهُ إلى مالِ الأمةِ؟ أو يستهينُ بحقوقِ الناسِ؟ أو يفرحُ بنعمةٍ على حسابِ مصائبِ غيرِهِ؟

إنَّ اللهَ تعالى يقولُ: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾ [إبراهيم: 42]، وقالَ سبحانهُ: ﴿وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ﴾ [الصافات: 24]. وكلُّ منْ كانَ في يدِهِ حقٌّ للناسِ فهو مسؤولٌ عنهُ، صغيرًا كانَ أو كبيرًا، ظاهرًا أو خفيًّا، قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: كلكمْ راعٍ وكلكمْ مسؤولٌ عنْ رعيتِهِ (متفقٌ عليهِ البخاري 2554، مسلم 1829).

يا عبادَ اللهِ، إنَّ الأمانةَ ليستْ كلمةً تُقالُ، بلْ دمعةٌ تُخفيها القلوبُ منْ خوفِ التقصيرِ، وانكسارٌ بينَ يدي اللهِ خشيةً منْ يومٍ لا ينفعُ فيهِ مالٌ ولا بنونَ، وحذرٌ منْ سؤالِ ربٍّ عدلٍ لا تخفى عليهِ خافيةٌ، قالَ تعالى: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ۝ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ [الزلزلة: 7-8].

فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ، واحفظوا ما استرعاكمْ اللهُ عليهِ، واعلموا أنَّ حفظَ المالِ العامِّ عبادةٌ، وصيانةٌ، وورعٌ، وخوفٌ منْ اللهِ، ومحبةٌ للناسِ، ورحمةٌ بالأمةِ، وأنَّ منْ رقَّ قلبُهُ للمسلمينَ رقَّتْ يدُهُ عنْ ظلمِهِمْ، وحفظتْ نفسُهُ حقوقَهُم.

اللهمَّ احفظْ بلادَنا مصر وأموالَنا وأعراضَنا، وباركْ في أرزاقِ الناسِ، وادفعْ عنا الفتنَ ما ظهرَ منها وما بطنَ.

المراجع: القرآن الكريم

كتب الحديث: صحيح البخاري، صحيح مسلم، مسند أحمد، سنن أبي داود، سنن الترمذي، السنن للنسائي. مصنف ابن أبي شيبة.

تفسير الطبري، تفسير ابن كثير، تفسير القرطبي، تفسير البغوي، تفسير السعدي، شرح البخاري لابن حجر، شرح البخاري لابن بطال، سير أعلام النبلاء للذهبي، البداية والنهاية لابن كثير، حليةِ الأولياء أبو نعيم، سير أعلام النبلاء للذهبي. تاريخِ بغداد للخطيب البغدادي، الطبقات لابن سعد، المنتظم، لابن الجوزي

د. أحمد رمضان

 

خُطبةُ صوتِ الدعاةِ – إعداد رئيس التحرير: الدكتور أحمد رمضان

___________________________________

خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف علي صوت الدعاة 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

و للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

و للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: ahmed_dr.ahmed@yahoo.com رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى