أخبار عاجلة

دار الإفتاء: شم النسيم عادة مصرية ومناسبة اجتماعية

كتب: محمد الزهيرى
مع اقتراب احتفال المصريين بأعياد الربيع، أعلنت دار الإفتاء المصرية، أن “شم النسيم” عادة مصرية ومناسبة اجتماعية، ليس فيها شيء من الطقوس المخالفة للشرع، ولا ترتبط بأي معتقد ينافي الثوابت الإسلامية .

وأضافت “الدار” ، فى فتوى لها على موقعها الإلكترونى :إنما يحتفل المصريون جميعًا في هذا الموسم بإهلال فصل الربيع؛ بالترويح عن النفوس، وصلة الأرحام، وزيارة المنتزهات، وممارسة بعض العادات المصرية القومية؛ كتلوين البيض، وأكل السمك، وكلها أمور مباحة شرعًا: فبعضها مما حث عليه الشرع الشريف ورتب عليه الثواب الجزيل؛ كصلة الأرحام، وبعضها من المباحات التي يثاب الإنسان على النية الصالحة فيها؛ كالتمتع بالطيبات، والتوسعة على العيال، والاستعانة على العمل بالاستجمام.

وتابعت “الدار”: كان الصحابي الجليل عمرو بن العاص -رضي الله عنه -والي مصر من قِبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- يخطب المصريين في كل عام ويحضّهم على الخروج للربيع؛ وذلك في نهاية فصل الشتاء وأول فصل الربيع؛ كما أخرجه ابن عبد الحكم في “فتوح مصر والمغرب”، وابن زولاق في “فضائل مصر وأخبارها”، والدارقطني في “المؤتلف والمختلف”.

وأشارت “الدار” إلى أن الأصل في موسم “شم النسيم” أنه احتفال بدخول الربيع، والاحتفال بالربيع شأن إنساني اجتماعي لا علاقة له بالأديان؛ فقد كان معروفًا عند الأمم القديمة بأسماء مختلفة وإن اتحد المسمَّى؛ فكما احتفل قدماء المصريين بشم النسيم باسم “عيد شموس” أو “بعث الحياة”: احتفل البابليون والآشوريون “بعيد ذبح الخروف”، واحتفل اليهود “بعيد الفصح” أو “الخروج”، واحتفل الرومان “بعيد القمر”، واحتفل الجرمان “بعيد إستر”، وهكذا.

وأضافت أنه لم يكن من شأن المسلمين أن يتقصدوا مخالفة أعراف الناس في البلدان التي دخلها الإسلام ما دامت لا تخالف الشريعة، وإنما سعوا إلى الجمع بين التعايش والاندماج مع أهل تلك البلاد، مع الحفاظ على الهوية الدينية.

وبينت أنه لَمّا كان الاعتدال الربيعي يوافق صوم المسيحيين، جرت عادة المصريين على أن يكون الاحتفال به فور انتهاء المسيحيين من صومهم؛ وذلك ترسيخًا لمعنًى مهم؛ يتلخص في أن هذه المناسبة الاجتماعية إنما تكتمل فرحة الاحتفال بها بروح الجماعة الوطنية الواحدة.

وأفادت أن هذا معنًى إنسانيٌّ راقٍ أفرزته التجربة المصرية في التعايش بين أصحاب الأديان، والتأكيد على المشترك الاجتماعي الذي يقوي نسيج المجتمع الواحد، وهو لا يتناقض بحال مع الشرع، بل هو ترجمة للحضارة الإسلامية الراقية، وقِيَمِها النبيلة السمحة.

وتابعت: أما ما يقال من أن مناسبة “شم النسيم” لها أصولٌ مخالفةٌ للإسلام، فهذا كلامٌ غير صحيح ولا واقع له؛ إذ لا علاقة لهذه المناسبة بأي مبادئ أو عقائد دينية، لا في أصل الاحتفال ولا في مظاهره ولا في وسائله، وإنما هو محض احتفال وطني قومي بدخول الربيع؛ رُوعِيَ فيه مشاركة سائر أطياف الوطن، بما يقوي الرابطة الاجتماعية والانتماء الوطني، ويعمم البهجة والفرحة بين أبناء الوطن الواحد، والسلوكيات المحرمة إنما هي فيما قد يحدث في هذه المناسبة أو غيرها من سلوكيات يتجاوز بها أصحابها حدود الشرع أو يخرجون بها عن الآداب العامة.

عن محمد الزهيري

الصحفي الأستاذ محمد الزهيري محرر صحفي بالملف الديني ورئيس قسم الأزهر الشريف بصوت الدعاة ورئيس القسم الديني بجريدة وموقع الديار ومصحح لغوي بإحدي الصحف المحلية. للتواصل مع الكاتب: [email protected]

شاهد أيضاً

خطبة عيد الأضحي المبارك للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 10 ذو الحجة 1445هـ ، الموافق 16 يونيو 2024م

خطبة عيد الأضحي المبارك للدكتور محمد حرز

خطبة عيد الأضحي المبارك للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 10 ذو الحجة 1445هـ ، الموافق …

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : البحث العلمي ودوره في تقدم الأمم ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 15 ذو الحجة 1445هـ ، الموافق 21 يونيو 2024م

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : البحث العلمي ودوره في تقدم الأمم ، للدكتور محمد حرز

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : البحث العلمي ودوره في تقدم الأمم ، للدكتور محمد حرز …

خطبة الجمعة القادمة : البحث العلمي ودوره في تقدم الأمم ، بتاريخ 15 ذو الحجة 1445هـ ، الموافق 21 يونيو 2024م

البحث العلمي ودوره في تقدم الأمم ، خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة : البحث العلمي ودوره في تقدم الأمم ، بتاريخ 15 ذو الحجة 1445هـ …

خطبة عيد الأضحي المبارك : الانقيادُ والاستجابةُ لأوامرِ اللهِ مِن خلالِ قصةِ الذبيحِ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 10 ذو الحجة 1445 هـ ، الموافق 16 يونيو 2024م

خطبة عيد الأضحي المبارك : الانقيادُ والاستجابةُ لأوامرِ اللهِ مِن خلالِ قصةِ الذبيحِ ، للدكتور خالد بدير

خطبة عيد الأضحي المبارك : الانقيادُ والاستجابةُ لأوامرِ اللهِ مِن خلالِ قصةِ الذبيحِ، للدكتور خالد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Translate »