دور الأزهر في البناء والتنمية بقلم فضيلة الشيخ عبد الجواد صالح وكيل الوزارة بالأزهر الشريف

للأزهر الشريف مكانة وتاريخ لا يستطيع احد أن ينكر هذا التاريخ أو يتجاهل تلك المكانة 

جدير بالأمة الإسلامية قاطبة أن تفتخر وتعتز بهذا التاريخ العظيم

جدير بالأمة الإسلامية أن تفخر بمؤسسة عريقة  حافظت علي الدعوة الإسلامية  بوسطيتها واعتدالها  جدير بالأمة الإسلامية أن تعتز بهذا المنهج الوسطي الذي تعلقت به أرواح المسلمين وأذهانهم فما راو عليه يوما غلوا أو تشدد أو تطرف كما ظهر في هذا العصر من تيارات تحمل  كل معاني الغلو والتشدد حتي جعلوا المسلمون في حيرة من أمرهم  وجعلتهم دوما يتساءلون  ماهو الإسلام  هل هو الإسلام بالوسطية والاعتدال الذي تعلمته الأمة عبر تاريخها من مؤسسة الأزهر الشريف أم هو الإسلام بهذه الصورة المتشددة التي جاءت لتخالف النهج النبوي الذي تعلمنا منه الوسطية واليسر وعدم التشدد 

بدا الأزهر الشريف منذ اليوم الأول لإنشائه  بنشر الدعوة الإسلامية في كل مناحي الحياة لم يقتصر دوره فقط علي منبر دعوي بل كان له في كل مجال منبر  وفي كل ميدان  دور بارز لا ينكر

بدأ منذ اليوم الأول لإنشائه بتعليم الناس أمر دينهم وبين لهم طريق نبيهم بصورة سهلة يسيرة استطاع من خلالها العامة من الناس أن يتعرفوا علي فضل الدعوة ومكانتها

فأصبح له صيتا في أفاق العالم الإسلامي  وظل الأزهر جامع وجامعة  يعالج علوم الدنيا  واهتم بشئون العامة وظل في ازدهار علمي تزدهر فيه العلوم والفنون لم يقتصر علي نشاط الديني فقط بل تنوع ليشمل شتي العلوم الثقافية والاقتصادية  ومن تقدم إلي تقدم حتي أصبح الأزهر الشريف هو المرجعية الإسلامية المعتمدة  للعالم الإسلامي  كله

فلا شك  أن الأزهر الشريف  هو الهيئة العلمية الإسلامية الكبري

التي تقوم علي حفظ التراث الإسلامي ودراسته وتجليته ونشره وتحمل أمانة الرسالة الإسلامية إلي كل الشعوب

كما اهتم الأزهر ببعث الحضارة العربية والتراث العلمي والفكري للأمة العربية

فربي للدعوة رجالا  أكفاء عظماء  .. حكماء وأدباء وقادة

فلم يعد الأزهر الآن مجرد جامع وجامعة ولكنه مؤسسة ضخمة لخدمة الإسلام والمسلمين منارة إسلامية تضم العديد من الجهات منها المجلس الأعلى للأزهر برئاسة شيخه وإمامه الأكبر

وفيه مجمع البحوث الإسلامية الهيئة العليا التي تعمل علي تجديد الثقافة الإسلامية وتجريدها من الفضول والشوائب وآثار التعصب السياسي والمذهبي وتوسيع نطاق العلم بها

وهكذا تحول الأزهر الشريف إلي قلعة علمية ضخمة للتعليم الإسلامي في مختلف مجالات الدين والحياة فهي رمز دائم لروح الإيمان

والتدين في مصر والعالم

فلا يستطيع احد كائنا من كان المساس به أو تشويه منهجه الوسطي المعتدل

 

الأزهر رمز مصر والمصريين

نعم فالأزهر الشريف رمز لمصر والمصرين فهو حصن أمين لمصر والمصرين يقود نضالهم الوطني ضد الطغاة والمفسدين

والمستعمرين

هو جامعة عريقة تحفل بمختلف العلوم  علي يد العظماء  من رجاله وعلمائه الأجلاء ودعاته المنصفين  الذين يجوبون أنحاء العالم يمثلون مصر في محافلها وجامعاتها ومدارسها

نعم الأزهر رمز لمصر والمصرين

فهو مقصد عشرات الآلاف من طلاب العالم سنويا يأتون إليه طامعين في الانتساب إليه يلتمسون العلم في أزهر مصر

هو جامعة لتخريج أجيال وأجيال تنكب علي التعليم الأزهري الفريد

منارة تهدي العالم كله لعلوم الدين والدنيا من المنظور الإسلامي

نعم الأزهر الشريف رمز الإسلام والمسلمين في تاريخهم التليد

الأزهر الشريف رمز الإسلام والمسلمون في حاضرهم المجيد

الأزهر رمز الإسلام والمسلمين في مستقبلهم السعيد

وسيظل دوما الأزهر هو منار العلم والعلماء وسيظل دوما هو المؤسسة العريقة المسئولة عن نشر الدعوة الإسلامية

حفظ الله مصرا وأهلها وعلماءها حفظ الله الأزهر الشريف

كتبه فضيلة الشيخ عبد الجواد صالح

وكيل وزارة بالأزهر الشريف