أخبار مهمةخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfخطبة الجمعة خطبة الأسبوع ، خطبة الجمعة القادمة، خطبة الاسبوع، خطبة الجمعة وزارة الأوقافعاجل

وزارة الأوقاف تعلن رسميا عن زاد الأئمة والخطباء.. لـ خطبة الجمعة القادمة : أيام الرحمة والمغفرة

بتاريخ 10 ذو الحجة 1446هـ ، الموافق 6 يونيو 2025م

ننفرد بنشر زاد الأئمة : وزارة الأوقاف تعلن رسميا عن زاد الأئمة والخطباء.. الدليل الإرشادي لـ خطبة الجمعة القادمة حول : أيام الرحمة والمغفرة ، بتاريخ 10 ذو الحجة 1446هـ ، الموافق 6 يونيو 2025م.

 

ننفرد بنشره : لتحميل زاد الأئمة والخطباء.. الدليل الإرشادي لخطب الجمعة القادمة : أيام الرحمة والمغفرة بصيغة word

لتحميل زاد الأئمة والخطباء.. الدليل الإرشادي لخطب الجمعة القادمة : أيام الرحمة والمغفرة بصيغة pdf

 

زاد الأئمة والخطباء

الدليل الإرشادي لخطب الجمعة

 

زاد الأئمة والخطباء (3)

الدليل الإرشادي لخطب الجمعة

 

أيام الرحمة والمغفرة

10 ذو الحجة 1446هـ = 6 يونيو 2025م

 

_ الخطبة الأولى: أيام الرحمة والمغفرة

_ الهــدف المــراد توصيلــه: توعيــة الجمهــور بفضائــل ومنزلــة يــوم عيــد الأضحــى وأيــام التشــريق.

* * *

_ الخطبة الثانية: التسامح والرفق.

_ الهدف المراد توصيله: تعزيز قيم التسامح والرفق بالإنسان والحيوان.

 

أيام الرحمة والمغفرة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

 

فـلا نـزال في رحـاب أيام الرحمة والمغفرة والعفو من الله سـبحانه وتعالى، ولا تزال نفحات الله ورحماته علينـا تتنـزل، فبالأمـس كان يـوم عرفـة واليوم يوم النحـر وبعده أيام التشـريق، وكلها أيام فضل مـن الله تعالى، «وكان مـن رحمتـه جـل شـأنه بالإنسـان عامـة وبالمسـلم خاصـة أن فتـح لـه أبـواب التوبـة، وضاعـف حسـنته بعشـرة أمثالهـا، وأفـاض عليـه مـن عفـوه في أماكن مشـرفة، كالمسـجد الحرام ومسـجد الرسـول H بالمدينـة والمسـجد الأقصـى بالشـام، وفي أزمنـة مشـرفة، كشـهر رمضـان ويـوم الجمعـة وليلـة القدر والعشـر الأوائـل مـن ذي الحجـة، وفي أعمـال مكرمـة لعينها كالجهـاد وبر الوالديـن والصلاة لوقتها والحـج والعمرة، فقـال «مـن حـج فلـم يرفـث ولـم يفسـق [وأدى الحـج كما شـرعه الله وطلبه منـه] رجع [مـن حجه مغفـوراً له، نقيـا] مـن ذنوبـه كيـوم ولدتـه أمه.» [فتـح المنعم شـرح صحيح مسـلم /5( ])410

اليوم أكملت لكم دينكم

 

 

عَـنْ عُمَـرَ بْـنِ الخَطَّـابِ ، أَنَّ رَجُلًا، مِنَ اليَهُودِ قَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِيـنَ، آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا، لَـوْ عَلَيْنَـا مَعْشَـرَ اليَهُـودِ نَزَلَـتْ، لَاتَّخَذْنَـا ذَلِـكَ اليَـوْمَ عِيـدًا. قَـالَ: أَيُّ آيَـةٍ؟ قَـالَ: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ ﴾ [المائـدة: ]3 قَـالَ عُمَـرُ: «قَـدْ عَرَفْنَـا ذَلِـكَ اليَـوْمَ، وَالمَـكَانَ الَّـذِي نَزَلَـتْ فِيـهِ عَلَـى النَّبِيِّ ﷺ  وَهُـوَ قَائِـمٌ بِعَرَفَةَ يَـوْمَ جُمُعَةٍ» [متفـق عليه]

«أي: اليـوم أكملـت لكـم حدودي وفرائضـي وحلالي وحرامي، ونصري لكم علـى أعدائكم، وتمكيني إياكـم مـن أداء فريضـة الحـج دون أن يشـارككم في الطـواف بالبيـت أحـد مـن المشـركين، وأتممـت عليكـم نعمتـي؛ بـأن أزلـت دولة الشـرك من مكة، وجعلت كلمتكم هـي العليا وكلمة أعدائكم هي السـفلى، ورضيت لكـم الإسـلام دينـا، بـأن اخترتـه لكم مـن بين الأديـان، وجعلته الديـن المقبول عنـدي، فيجب عليكـم الالتزام بأحكامـه وآدابه وأوامـره ونواهيه.

وليـس المـراد بإكمـال الديـن أنـه كان ناقصًـا قبـل اليوم ثـم أكمله، وإنمـا المـراد أن من أحكامه قبـل اليوم مـا كان مؤقتًـا في علـم الله قابـلًا للنسـخ، ولكنهـا اليـوم كملـت وصـارت مؤبـدة وصالحـة لـكل زمـان ومـكان، وغيـر قابلة للنسـخ.» [التفسـير الوسـيط /4( ])40

$ $ $

 

تجليات الرحمة والمغفرة في يوم عرفة

   عَـنْ أَبِـي هُرَيْـرَةَ رضي الله عنه، قَـالَ فِي هَـذِهِ الْيَةِ: ﴿وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴾ [البروج: ]3، قَالَ: «الشَّـاهِدُ: يَـوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالْمَشْـهُودُ: يَـوْمَ عَرَفَـةَ، وَالْمَوْعُودُ: يَـوْمَ الْقِيَامَةِ.» [مسـند أحمد، وصححه الحاكـم ووافقه الذهبي.]

 

وعـن عائشـة J، أن النبـي H قـال: «مـا مِـن يَـومٍ أَكْثَـرَ مِـن أَنْ يُعْتِـقَ الُلهَّ فيـه عَبْـدًا مِـنَ النَّارِ، مِـن يَـومِ عَرَفَـةَ، وإنَّـه لَيَدْنُـو، ثُـمَّ يُبَاهِي بهِـمُ المَلَائِكَـةَ، فيَقولُ: مـا أَرَادَ هَؤُلَءِ؟ اشـهَدوا ملائكتـي أني قد غفرتُ لهم» [رواه مسـلم.]

وَعَـنْ جَابِـرٍ رضي الله عنه، قَـالَ: قَـالَ رَسُـولُ الِله ﷺ  «مَـا مِـنْ يَـوْمٍ أَفْضَلَ عِنْـدَ الِلهَّ مِنْ يَـوْمِ عَرَفَـةَ، يَنْزِلُ الُلهَّ إِلَـى السَّـمَاءِ الدُّنْيَـا فَيُبَاهِـي بِأَهْلِ الَْأرْضِ أَهْلَ السَّـمَاءِ فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُـعْثًا غُبْـرًا صَاحِينَ جَاءُوا مِـنْ كُلِّ فَـجٍّ عَمِيـقٍ وَلَـمْ يَـرَوْا رَحْمَتِـي وَلَـمْ يَرَوْا عَذَابِـي، فَلَمْ أَرَ يَوْمًـا أَكْثَرَ عَتِيقًـا مِنَ النَّارِ مِـنْ يَوْمِ عَرَفَـةَ [رَوَاهُ أَبُـو يَعْلَى.]

وفي روايـة عبـد الـرزاق: «وَأَمَّـا وَقُوفُـكَ بِعَرَفَـةَ، فَـإِنَّ الَلهَّ تَبَـارَكَ وَتَعَالَـى يَنْـزِلُ إِلَـى سَـمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِـي بِهِمُ الْمَلَائِكَـةَ فَيَقَـوُلُ: هَـؤُلاَءِ عِبَـادِي جَاءُوا شُـعْثًا غُبْـرًا مِنْ كُلِّ فَـجٍّ عَمِيقٍ، يَرْجُـونَ رَحْمَتِي وَيَخَافُـونَ عَذَابِي، وَلَمْ يَرَوْنِـي، فَكَيْـفَ لَـوْ رَأُونِـي، فَلَـوْ كَانَ عَلَيْـكَ مِثْـلُ رَمْـلِ عَالِـجٍ، أَوْ مِثْـلُ أَيَّـامِ الدُّنْيَـا، أَوْ مِثْـلُ قَطْـرِ السَّـمَاءِ ذُنُوبًـا غَسَـلَهَا الُلهَّ عَنْكَ[.»مصنـف عبـد الـرزاق.]

 

و«الأشعث الأغبر منفوش الشعر غير منسق المظهر يعلوه الغبرة والتراب.

 

«رمـل عالـج هـو مـا تراكم مـن الرمل ودخل بعضـه في بعض، وهو كنايـة عن زيادة الشـيء وكثرته بحيث لا يكـون قابلًا للإحصاء.

وعَـنْ عَمْـرِو بْـنِ شُـعَيْبٍ، عَـنْ أَبِيـهِ عَـنْ جَـدِّهِ أن النبـي ﷺ  : قـال: «خَيْـرُ الدُّعَـاءِ دُعَـاءُ يَـوْمِ عَرَفَـةَ، وَخَيْـرُ مَـا قُلْـتُ أَنَـا وَالنَّبِيُّـونَ مِـنْ قَبْلِـي: لَ إِلَـهَ إِلَّ الُلهَّ وَحْـدَهُ لَ شَـرِيكَ لَـهُ، لَـهُ المُلْـكُ وَلَهُ الحَمْـدُ وَهُـوَ عَلَى كُلِّ شَـيْءٍ قَدِيـرٌ.» [رواه الترمـذي وحَسَّـنه.]

تجليات الرحمة والمغفرة في يوم العيد

 

 

عَـنْ عَبْـدِ الِله بْـنِ قُـرْطٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُـولَ الِله ﷺ  قَـالَ: «أَعْظَـمُ الَْأيَّـامِ عِنْـدَ الِلهَّ يَـوْمُ النَّحْرِ، ثُـمَّ يَوْمُ الْقَـرِّ.» [رواه أحمـد وأبـو داود وابـن حبـان في صحيحه.]

ويـوم القـر: هـو اليـوم الـذي يلـي يـوم النحـر، وإنمـا سـمي يـوم القـرِّ، لأن النـاس يقـرون فيـه بمنـى، وذلك لأنهـم فرغـوا مـن طـواف الإفاضـة والنحـر، واسـتراحوا وقـروا.

وذكر سـيدي عبد القادر الجيلاني :V «قيل: خُصَّ رجب بالمغفرة من الله تعالى، وشـعبان بالشـفاعة، ورمضـان بتضعيـف الحسـنات، وليلـة القـدر بإنـزال الرحمـة، ويـوم عرفـة بإكمـال الديـن، كمـا قـال الله تعالـى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائـدة: ]3، ويـوم الجمعـة بإجابـة أدعيـة الداعيـن، ويـوم العيـد بالعتـق من النار، وفـكاك رقـاب المؤمنين.» [الغُنيـة لطالبي طريق الحـق /1( .])326

وقـال الحافـظ ابـن رجـب الحنبلـي :V «فيعتـق الله تعالـى مـن النـار من وقـف بعرفة، ومن لـم يقف بها مـن أهـل الأمصـار مـن المسـلمين، فلذلك صـار اليوم الـذي يليه عيـداً لجميع المسـلمين في جميـع أمصارهم، مَن شـهِد الموسـم منهم ومَن لم يشـهده، لاشتراكهم في العتق والمغفرة يوم عرفة.» [لطائف المعارف (ص.])276:

 

تجليات الرحمة والمغفرة في أيام التشريق

 

وهـي الأيـام الثلاثـة التـي تلـي يـوم العيـد (أيـام 11، 12، 13 مـن ذي الحجـة)، قـال شـيخ الإسـلام ابـن حجـر: «وسـميت أيـام التشـريق؛ لأن لحوم الأضاحي تشـرق فيها أي: تنشـر في الشـمس، وقيـل: لأن الهدي لا ينحـر حتـى تشـرق الشـمس، وقيـل: لأن صلاة العيد تقع عند شـروق الشـمس، وقيـل: التشـريق التكبير دبر كل صـلاة.» [فتـح البـاري /4( ])242

عَـنْ نُبَيْشَـةَ الْهُذَلِـيِّ I، قَـالَ: قَـالَ رَسُـولُ الِله ﷺ : «أَيَّامُ التَّشْـرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُـرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ» [رواه مسلم]

 

فاجتمع فيها نعيم الجسد بالطعام والشراب، ونعيم الروح بالذكر والمغفرة والقرب من الله.

وإذا كان الحجـاج يطوفـون بالبيـت فتشـبهوا بهـم، وطوفـوا ببيـوت اليتامـى والمسـاكين وأطعمـوا البطـون الجائعـة فهـي تعـدل حـج التطـوع، واعلمـوا أن المعـروف والإحسـان يحسـن الخاتمـة، ويصـرف ميتة السـوء، فعَـنْ أُمِّ سَـلَمَةَ رضي الله عنها قَالَـتْ: قَـالَ رَسُـولُ الِله ﷺ: «صَنَائِـعُ الْمَعْـرُوفِ تَقِـي مَصَـارِعَ السَّـوْءِ وَالْأفَاتِ وَالْهَلَـكَاتِ، وَصِلَـةُ الرَّحِـمِ تَزِيدُ فِي الْعُمْرِ، وَكُلُّ مَعْـرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَأَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَـا هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِـي الْخِـرَةِ، وَأَهْـلُ الْمُنْكَـرِ فِـي الدُّنْيَـا هُـمْ أَهْـلُ الْمُنْكَـرِ فِـي الْخِـرَةِ، وَأَوَّلُ مَـنْ يَدْخُـلُ الْجَنَّـةَ أَهْلُ الْمَعْـرُوفِ.» [رواه ابـنُ حِبَّـان في صحيحه]

ولنحـذرْ في هـذه الأيـام الفاضلـة المباركـة من قطيعة الرحـم، فإن قطيعة الرحم فسـاد في الأرض، وضيق في الـرزق، وصلتهـا زيـادة في الـرزق وبركة في العمر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ I قَالَ: سَـمِعْتُ رَسُـولَ الِله ﷺ يَقُـولُ: «مَـنْ سَـرَّهُ أَنْ يُبْسَـطَ لَهُ فِـي رِزْقِهِ، وَأَنْ يُنْسَـأَ لَهُ فِي أَثَـرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَـهُ» [رواه البخاري.]

ولنجعـل هـذه الأيـام الفاضلـة المباركـة سـببا في صلـة الرحـم، وعـودة للعلاقـات التـي قطعـت بوسـاوس الشـيطان، فـإن الله عـز وجل يرحـم من عباده الرحماء، قـال ﷺ: «الرَّاحِمونَ يرحَمُهـم الرَّحمنُ تبارَك وتعالـى؛ ارحَمـوا مَـن في الأرضِ يرحَمْكـم مَـن في السَّـماءِ» [أخرجـه أبـو داود والترمـذي وأحمد.]

 

الحج وتجليات الرحمة في سيرة الإمام عبد الله بن المبارك

 

-1 كان الإمـام عبـد الله بـن المبـارك I كثيـر الغـزو والحـج، وخـرج مـرة إلـى الحـج فمـات لهـم طائـر وهـو في الطريـق، فأمـر غلمانـه بإلقائـه في مزبلـة الطريـق، ثـم إنه رأى فتـاة جـاءت وأخذت الطائـر الميت، فسـألها عـن شـأنها، فأخبرتـه أنهـا وأخاهـا من الفقـراء، وأن أباها قد قتل وأخـذ ماله، وأن الميتة تحـل لهم، فقال لخادمـه: كـم معنـا مـن المـال؟ فقـال: ألـف دينـار، فقـال: أبـق منهـا عشـرين نرجع بهـا إلى بيوتنـا، وأعـط الباقي لهـذه الفتـاة، فهـذا أفضـل مـن حجنـا لهـذا العام، ثـم رجـع. [البدايـة والنهايـة /13( .])610

-2 وكان إذا عـزم علـى الحـج يقـول لأصحابـه: مـن عزم منكـم على الحـج؟ فيأخذ منهم نفقاتهـم، ويكتب علـى كل صَـرّة اسـم صاحبهـا ويجمعهـا في صنـدوق، ثـم يخـرج بهم في أوسـع ما يكون مـن النفقـات والركوب، وحسـن الخلـق والتيسـير عليهـم، فـإذا قضَـوا حجتهـم يقـول لهـم: هل أوصاكـم أهلوكـم بهدية؟، فيشـتري لكل واحـد منهـم مـا وصـاه أهلـه من الهدايا المكيـة واليمنية وغيرها، فإذا جاءوا إلى المدينة اشـترى لهـم منها الهدايا المدنيـة، فـإذا قفلـوا بعـث مـن أثناء الطريق إلـى بيوتهم فأصلحت وبيضت أبوابها ورمم شـعثها، فـإذا رجعوا إلى أوطانهـم عمـل وليمـة بعـد قدومهم ودعاهـم فأكلوا وكسـاهم، ثم دعا بذلـك الصندوق ففتحه وأخـرج منه تلك الصـرر، ثـم يُقسـم عليهـم أن يأخـذ كل واحـد نفقته التـي عليها اسـمه، فيأخذونهـا وينصرفون إلـى منازلهم وهم شـاكرون ناشـرون لـواء الثناء الجميـل. [تاريخ بغـداد /11( )395، البداية والنهايـة /13( .])612

 

التكبير من الأسباب الجالبة للرحمة والمغفرة في هذه الأيام المباركة

 

قـال سـبحانه في آيات الحـج: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ﴾ [البقـرة: ]203، وقال أيضًا: ﴿ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ﴾ [الحـج: ]28، وقـال تعالـى: ﴿لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾ [الحـج: ]37، وحُمِـل الذكـر والتكبيـر في اليـات السـابقة علـى مـا يكـون في عيـد الأضحى.

 

والجـاري عليـه العمـل في بلادنـا: أن التكبيـر يبـدأ مـن فجـر يـوم عرفـة، وينتهـي بعصـر آخـر أيـام التشـريق 23( فـرض)، وهـو مذهـب جمهـور الفقهـاء، وعلى ذلك عمل النـاس في الأمصار، وهو علـى وجهين: مطلق: فيكـبر في المنـازل والطـرق والمسـاجد. ومقيـد: بعـد الصلـوات المفروضة.

والتّكبيـر في أدبـار الصّـلاة: لا خلاف بين الفقهاء في مشـروعيَّته في أيَّام التَّشـريق، وهـو مندوب عند جمهور الفقهاء، وواجـب عند الحنفيَّة.

أمـا زيـادة الصـلاة والسـلام علـى سـيدنا محمـد وآلـه وأصحابـه وأنصـاره وأزواجه وذريتـه في ختـام التكبير فهـو أمـر مشـروع؛ فـإن أفضـل الذكـر مـا اجتمـع فيه ذكـر الله والصـلاة على رسـوله صلـى الله عليه وآله وسـلم، كمـا أن الصـلاة والسـلام علـى النبـي G تفتـحُ للعمـل بـاب القَبـول، فإنهـا مقبولـة أبـدًا حتـى مـن المنافـق كمـا نـص علـى ذلـك أهـل العلـم؛ لأنهـا متعلقـة بالجناب الأجـلِّ .G

فالصيغـة المشـهورة التـي درج عليهـا المصريـون شـرعية وصحيحـة، ومـن ادعـى أن قائلهـا مبتـدع فهـو إلى البدعـة أقـرب؛ حيـث حجَّـر واسـعًا وضيَّـق مـا وسـعه الله تعالـى ورسـوله G، وقيَّـد الْمُطْلَـق بـلا دليـل، ويسـعنا في ذلـك مـا وسـع سـلفنا الصالـح مـن استحسـان مثـل هـذه الصيـغ وقبولهـا، وجريـان عـادة الناس عليهـا بمـا يوافق الشـرع الشـريف ولا يخالفـه، ونهيُ مَنْ نَهَى عن ذلك غير صحيح لا يلتفـت إليه ولا يعول عليه.

قال الإمام النووي: «قال الشـافعي والأصحاب: فإن زاد فقال: (الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسـبحان الله بكـرة وأصيـلا، لا إلـه إلا الله، ولا نعبـد إلا إيـاه مخلصيـن لـه الديـن ولـو كره الكافـرون، لا إلـه إلا الله وحده، صـدق وعـده، ونصـر عبده، وهـزم الأحزاب وحده، لا إلـه إلا الله والله أكبر..) كان حسـنا.» [الأذكار (ص])288

وقـال الإمـام الحافـظ مرتضـى الزَّبيـدي: «والـذي اشـتهر اسـتعماله الن في التكبير في العيديـن في مصر وما والاهـا مـن البـلاد، هكـذا: الله أكـبر الله أكـبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكـبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرا، والحمـد الله كثيـرا، وسـبحان الله بكـرة وأصيـلا، لا إلـه الا الله وحـده، صـدق وعـده، ونصر عبـده، وأعز جنده، وهـزم الأحـزاب وحـده، لا إلـه الا الله، ولا نعبـد إلا إيـاه، مخلصيـن لـه الديـن ولـو كـره الكافـرون، اللهـم صلّ علـى سـيدنا محمـد، وعلـى آل سـيدنا محمـد، وعلـى أصحـاب سـيدنا محمـد، وعلـى أنصـار سـيدنا محمـد، وعلـى أزواج سـيدنا محمـد، وعلـى ذريـة سـيدنا محمد، وسـلِّم تسـليما كثيرا.

 

وهذا هو المعتاد الن، ومن قبل الن، وفيه الجمع بين الزيادات، وهو حسن. 

والصـلاة علـى النبـي H بالوجـه المذكـور، وإن لـم يـرد فيـه نقـلٌ، فهـو حسـنٌ أيضًـا، والله أعلـم» [إتحـاف السـادة المتقيـن .])385/3(

 

التسامح والرفق

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

من القيم النبيلة التي نستلهمها في هذه الأيام المباركة التسامح، والرفق بالإنسان وكذلك الحيوان. قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ﴾ [البلد]18-17: وعَـنِ ابْـنِ مَسْـعُودٍ I، أَنَّ رَسُـولَ الِله H قَـالَ: «حُـرِّمَ عَلَى النَّارِ كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَـهْلٍ قَرِيبٍ مِنَ النَّاسِ[.»رواه أحمد والترمذي وحسـنه.]

 

وعـنْ أَبِـي هُرَيْـرَةَ I، قَـالَ: قَـالَ رَجُـلٌ: يَـا رَسُـولَ الِلهَّ إِنَّ فُلَانَـةَ يُذْكَـرُ مِـنْ كَثْـرَةِ صَلَاتِهَـا، وَصِيَامِهَـا، وَصَدَقَتِهَـا، غَيْـرَ أَنَّهَـا تُـؤْذِي جِيرَانَهَـا بِلِسَـانِهَا، قَـالَ: «هِـيَ فِـي النَّارِ»، قَـالَ: يَا رَسُـولَ الِلهَّ فَـإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِـنْ قِلَّةِ صِيَامِهَـا، وَصَدَقَتِهَـا، وَصَلَاتِهَـا، وَإِنَّهَـا تَصَـدَّقُ بِالَْأثْـوَارِ مِـنَ الَْأقِـطِ، وَلَ تُـؤْذِي جِيرَانَهَـا بِلِسَـانِهَا، قَـالَ: «هِيَ فِي الْجَنَّـةِ.» [رواه أحمـد.]

عَـنْ عَائِشَـةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِـيِّ H، أَنَّ رَسُـولَ الِله ﷺ قَـالَ: «يَـا عَائِشَـةُ إِنَّ الَلهَّ رَفِيـقٌ يُحِـبُّ الرِّفْـقَ، وَيُعْطِـي عَلَـى الرِّفْـقِ مَـا لَ يُعْطِـي عَلَـى الْعُنْـفِ، وَمَـا لَ يُعْطِـي عَلَـى مَـا سِـوَاهُ[.»رواه مسـلم.]

ورَكِبَـت السـيدة عَائِشَـةُ بَعِيـرًا، فَكَانَـتْ فِيـهِ صُعُوبَـةٌ، فَجَعَلَـتْ تُـرَدِّدُهُ، فَقَـالَ لَهَـا رَسُـولُ الِله ﷺ «عَلَيْـكِ بِالرِّفْـقِ، إنَّ الرِّفْـقَ لَا يَكُـونُ فِـي شَـيْءٍ إِلَّ زَانَـهُ، وَلاَ يُنْـزَعُ مِـنْ شَـيْءٍ إِلَّ شَـانَهُ.» [رواه مسـلم] ومعنى «فجعلت تردده» أي: تمنعه وتدفعه بشدة وعنف.

قـال العلامـة الدكتـور موسـى شـاهين لاشـين :V «الرفـق والليـن يطـوع المشـكلات، ويحـل العقـد، ويتغلـب علـى العقبـات، وهو وسـيلة ناجحة بـكل المقاييس للوصول إلـى النتائج الأفضل والأحسـن، بعكس العنـف الـذي إن نجـح في حـل مشـكلة خلَّـف وراءه حقـدًا ورغبـة في الثـأر والانتقـام، ومـا أكثـرَ عـدمَ نجاحـه وتعقيـدِه لغيـر المعقـد، ومضاعفـة تعقيـده للعقـد، حقًّـا مـا دخـل الرفـق في شـيء إلا زانـه وجملـه وحسـنه، ومـا دخـل العنـف في شـيء إلا شـانه وعيــَّــبه وقــبــَّـحه وأسـاء إليـه.» [فتـح المنعـم شـرح صحيـح مسـلم /10( ])74

وقـال أيضـا: «إن الله رفيـق يحـب الرفـق، ويرضـى بـه، ويعين عليـه، فإذا ركبتم في سـفركم دابـة فارفقوا بها، طعامًـا وشـرابًا وراحـة سـير، فـإذا كانـت الأرض في طريقكـم مخضـرة وكلأ مباحـا فأعطـوا دوابكـم حظهـا مـن الطعام والشـراب، وقللوا بها السـير لترعى، وإذا كانت الأرض جدباء فأسـرعوا السـير في حدود طاقة دوابكم، لتصلـوا مقصدكـم قبـل أن ينهكهـا الجـوع والعطش وطول السـير.» [فتـح المنعم شـرح صحيح مسـلم /7( .])600

 

$ $ $

 

الرفق بالحيوان

 

عَـنْ شَـدَّادِ بْـنِ أَوْسٍ I، قَـالَ: ثِنْتَـانِ حَفِظْتُهُمَـا عَـنْ رَسُـولِ الِله ﷺ قَـالَ: «إِنَّ الَله كَتَـبَ الِْإحْسَـانَ عَلَـى كُلِّ شَـيْءٍ، فَـإِذَا قَتَلْتُـمْ فَأَحْسِـنُوا الْقِتْلَـةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُـمْ فَأَحْسِـنُوا الذَّبْـحَ، وَلْيُحِـدَّ أَحَدُكُـمْ شَـفْرَتَهُ، فَلْيُـرِحْ ذَبِيحَتَـهُ.» [رواه مسـلم.]

وعَـنْ مُعَاوِيَـةَ بـنِ قُـرَّةَ، عَـنْ أَبِيـهِ I، أَنَّ رَجُـلًا قَـالَ: يَا رَسُـولَ الِله إِنِّـي لَخُذُ الشَّـاةَ لَِأذْبَحَهَـا فَأَرْحَمُهَا، قَـالَ: «وَالشَّـاةُ إِنْ رَحِمْتَهَـا رَحِمَـكَ الُله» [رواه البخـاري في الأدب المفرد.]

 

$ $ $

 

إجراءات عملية للرحمة والمغفرة والرفق في أيام عيد الأضحى:

 

هـذه الأيـام لا تعـود إلا مـرة في العـام، فاسـتغلوها بالمغفرة والرحمة، فـإن الله كريم، يحب عبـاده التائبين، ويُباهي بعبـاده الملائكة.

 

* صلـة الرحـم والعفـو عـن النـاس، والتسـامح مـع الأهـل والأقـارب، فهـذه الأيـام فرصة عظيمـة لتجاوز الخلافـات وبنـاء جسـور المحبة.

* إدخـال السـرور علـى الأهـل والفقـراء والمحتاجيـن، فمـن فـرّج عـن مسـلم كربة فـرّج الله عنـه كربة من كـرب يـوم القيامة.

* الرفق بالفقراء والمحتاجين؛ فأرسل جزءًا من أضحيتك للمستحقين لها.

 

* أعطِ من وقتك لا من مالك فقط، فاجلس مع مسكين أو يتيم وأشعره بالحب.

 

* تأكـد أن أضحيتـك تُذبـح برفـق، دون تعذيـب أو إرهـاب، ولا تُظهر للأطفال مشـاهد قاسـية، بل علّمهم قيمـة الرحمة.

* عليـك أن تعيـش هـذه القيـم في الشـارع، والمسـجد، والعمـل؛ فكُفَّ الأذى عـن الناس، وأحسـن الظن، وسـاعد مـن يحمـل شـيئًا أو يبحث عن شـيء.

* سامح من أساء إليك في السرّ، ولو لم تعلن له ذلك، واحتسب الأجر عند الله تعالى.

 

* اكتب قائمة بمن أخطأوا في حقك، وادعُ لهم بالهداية والمغفرة، فهي بداية صادقة للعفو. * هذه الأيام خير وقت لغسل الذنوب؛ فخصّص وقتًا كل يوم للاستغفار والتوبة.

* إدخال السرور على الأيتام؛ فزُرْ دار أيتام أو اتصل بمؤسسة لرعاية الأيتام وقدم هدية أو وجبة.

 

* مسـاعدة العمـال والفقـراء في الشـوارع؛ فأعـطِ عمـال النظافـة أو الباعـة المتجوليـن هديـة العيـد (مال أو طعـام أو مـاء بـارد)، وتحـدث معهـم بلطف وابتسـم.

* لا ترفـع صوتـك في الشـارع أو مـع أهـل بيتـك، وتحمّـل الزحـام والازدحـام بليـن وصبر، وبادر بالسـلام وابتسـم لمـن تلقاه.

* خصص وقتًا لزيارة مريض من الأقارب أو الجيران، وخذ معك شيئًا ولو رمزيًّا يُدخِل عليه السرور. * ومن الرحمة أن تخصص وقتًا لتلعب مع أولادك وتفرحهم في العيد.

الرحمـة بالزوج/الزوجـة؛ بـادر بكلمـة طيبـة، أو هديـة، أو مسـاعدة في أعمـال البيـت، ولـو كان بينكمـا خـلاف سـابق، لأنهـا أيـام عيـد وفـرح وسـرور.

 

& مراجع للاستزادة:

– الأذكار، المنتخب من كلام سيد الأبرار، النووي. – لطائف المعارف، ابن رجب الحنبلي.

– البداية والنهاية، ابن كثير.

 

– إتحاف السادة المتقين شرح إحياء علوم الدين، مرتضى الزَّبيدي. – فتح المنعم شرح صحيح مسلم، موسى شاهين لاشين.

 

 _____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: ahmed_dr.ahmed@yahoo.com رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى