أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 23 مايو : فتراحموا ، للدكتور محروس حفظي

بتاريخ 25 ذو القعدة 1446هـ ، الموافق 23 مايو 2025م

خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة 23 مايو 2025 م بعنوان : فتراحموا ، للدكتور محروس حفظي بتاريخ 25 ذو القعدة 1446هـ ، الموافق 23 مايو 2025م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 23 مايو 2025م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : فتراحموا .

ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 23 مايو 2025م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : فتراحموا ، بصيغة  word أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 23 مايو 2025م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : فتراحموا ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

___________________________________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

و للمزيد عن مسابقات الأوقاف

.

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

و للمزيد عن الدروس الدينية

عناصر خطبة الجمعة القادمة 23 مايو 2025م بعنوان : فتراحموا ، للدكتور محروس حفظي :

 

(1) ثلاثيةُ الحياةِ الزوجيةِ: «السَّكنُ – المودةُ – الرحمةُ» .

(2) حسنُ الخُلقِ، واحتمالُ الأذَى مِن أعظمِ وجوهِ التراحمِ بينَ الزوجينِ.

(3) العنفُ الأسرِي، أسبابُهُ، وآثارُهُ، وعلاجُهُ.

(4) الوصمُ الاجتماعِيُّ وآثرُهُ على الفردِ والمجتمعِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 23 مايو 2025م بعنوان: فتراحموا ، للدكتور محروس حفظي : كما يلي: 

 فتراحمُوا

بتاريخ 25 ذو القعدة 1446هـ = الموافق 23 مايو 2025 م»

 

الحمدُ للهِ حمداً يُوافِي نعمَهُ، ويُكافِىءُ مزيدَهُ، لك الحمدُ كما ينبغِي لجلالِ وجهِكَ، ولعظيمِ سلطانِكَ، والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ، أمّا بعدُ ،،،

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 23 مايو : فتراحموا ، للدكتور محروس حفظي

(1) ثلاثيةُ الحياةِ الزوجيةِ: «السَّكنُ – المودةُ – الرحمةُ»:

تُعَدُّ الأسرةُ ﻫﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺔُ ﺍﻷﻭﻟَﻰ، وﺍﻟﺮﻛﻦُ الأساسِيُّ ﻓﻲ ﺑﻨﺎءِ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊِ، ﻭبقدرِ تماسكِهَا وترابطِهَا يكونُ المجتمعُ قويًّا، فالحياةُ الزوجيةُ أقوَى الروابطِ الاجتماعيةِ على الإطلاقِ؛ لاحتوائِهَا على ناحيتينِ: ناحيةٌ غريزيةٌ فطريةٌ، وناحيةٌ عاطفيةٌ وجدانيةٌ، ولذا وصفَ اللهُ – عزَّ وجلَّ- عقدَ الزواجِ في كتابِهِ العزيزِ بـ “الميثاقِ الغليظِ”؛ لقوةِ ومتانةِ هذا العقدِ الذي يصعبُ نقضُهُ، كالثوبِ الغليظِ الذي يعسرُ شقُّهُ أو تمزيقُهُ فقالَ تعالى: ﴿وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾، كما بيَّنَ ربُّنَا – عزَّ وجلَّ- في قرآنِه أنَّ الأصلَ في العلاقةِ بينَ الزوجينِ المودةُ والرحمةُ، فقالَ تعالى:﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾، فهذه الآيةُ لهَا أبعادٌ عميقةٌ في بناءِ الأفرادِ والمجتمعاتِ، فقد اشتملت على أشياءَ ثلاث: «السكنُ والمودةُ والرحمةُ»، فالسكنُ فيهِ معنَى طمأنينةُ النفسِ واستقرارُهَا، وحمايتُهَا مِن تقلباتِ الحياةِ المختلفةِ، وإدخالُ الأمنِ والسلامِ حيثُ يرتاحُ كلٌّ منهمَا إلى الآخرِ، ويطمئنُ لهُ، ويسعدُ بهِ، ويجدُ لديهِ حاجتَهُ، فإذا ما اهتزت هذه المرحلةُ، ونفرَ أحدهُمَا مِن الآخرِ، جاءَ دورُ المودةِ التي تُمسكُ بزمامِ الحياةِ الزوجيةِ، وتوفرُ لكليهمَا قدرًا كافيًا مِن القبولِ، فإذا ما ضعفَ أحدهُمَا عن القيامِ بواجبِهِ نحوَ الآخرِ جاءَ دورُ الرحمةِ، فيرحمُ كلٌّ منهمَا صاحبَهُ، فيرحَمُ ضعفَهُ، ويرحَمُ مرضَهُ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ  ﷺ: «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» (مسلم)، وبذلك تستمرُّ الحياةُ الزوجيةُ، ولا تكونُ عُرضةً للعواصفِ في رحلةِ الحياةِ الطويلةِ، فالمودةُ والرحمةُ إذا نُزعَا مِن المنزلِ كانت الحياةُ شقاءً ودمارًا على الأسرةِ.

كما وصفَ اللهُ العلاقةَ بينَ الزوجينِ بأنّهَا علاقةُ امتزاجٍ كالثيابِ الذي يسترُ جسدَ الإنسانِ مِن تقلباتِ البردِ والحرِّ، فقالَ تعالَى: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾، فالزوجةُ ملاذٌ للزوجِ يأوِي إليهَا بعدَ تعبهِ في سبيلِ تحصيلِ لقمةِ العيشِ، فهو يُلقِي في نهايةِ مطافِه بمتاعبهِ إلى هذا الملاذِ التي ينبغِي أنْ تتلقاهُ فَرِحَةً، طلقةَ الوجهِ، يجدُ منهَا أُذنًا صاغيةً، وقلبًا حانيًا، فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ  ﷺ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «مَا اسْتَفَادَ الْمُؤْمِنُ بَعْدَ تَقْوَى اللَّهِ خَيْرًا لَهُ مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ، إِنْ أَمَرَهَا أَطَاعَتْهُ، وَإِنْ نَظَرَ إِلَيْهَا سَرَّتْهُ، وَإِنْ أَقْسَمَ عَلَيْهَا أَبَرَّتْهُ، وَإِنْ غَابَ عَنْهَا نَصَحَتْهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهِ» (أبو داود وابن ماجه) .

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 23 مايو : فتراحموا ، للدكتور محروس حفظي

(2) حسنُ الخُلقِ، واحتمالُ الأذَى مِن أعظمِ وجوهِ التراحمِ بينَ الزوجينِ:

إنَّ بعضَ الأزواجِ يقفُ بالمرصادِ تجاهَ الآخرِ، فلا يغفرُ ذلةً، ولا يُقيلُ عثرةً، ولا يسترُ عورةً، يغضبُ مِن أدنَى شىءٍ، فهمَا يريدانِ الكمالَ مِن بعضهِمَا، وكأنّهمَا ليسَا بشراً، ولم يُكتَبْ عليهمَا الخطأُ والزللُ، مع أنَّ هذا جهلٌ مطبقٌ بالطبيعةِ الإنسانيةِ التي لا مفرَّ ولا محيصَ عنهَا ألَا وهي ارتكابُ الذنبِ ثم التوبةُ والرجوعُ إلى علامِ الغيوبِ، وصدقَ ﷺ حيثُ قَالَ: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ» (ابن ماجه)، فالرجلُ جهلَ أنَّ المرأةَ تتحكمُ فيها العاطفةُ والمشاعرُ، فبكلمةٍ يكسبُ ودّهَا، ويسكنُ غضبهَا، ويهدأُ بالهَا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ  ﷺ قَالَ: «الْمَرْأَةُ خُلِقَتٍ مِنْ ضِلَعٍ أَعْوَجَ وَإِنَّكَ إِنْ أَقَمْتَهَا كَسَرْتَهَا، وَإِنْ تَرَكْتَهَا تَعِشْ بِهَا وَفِيهَا عِوَجٌ» (الحاكم وصححه ووافقه الذهبي)، كيف تستقيمُ الحياةُ بينهمَا وهمَا في صراعٍ دائمٍ لا ينقطعُ، ونزاعٍ موصولٍ لا يزولُ، فليتنازل الرجلُ عن كبريائِه، والمرأةُ عن عنادِهَا، وتأملْ قولَ اللهِ تعالى: ﴿يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً﴾، تجد فيه دلالةً على أنَّ المرأةَ خُلقت مِن طِينةِ الرجلِ، فيهَا ما فيهِ مِن ضَعْفٍ ونقصٍ وخطأٍ، فلا ينبغِي أنْ يفترضَ فيهَا الكمال، والأمرُ كذلكَ بالنسبةِ لهُ، إنّهمَا مِن الطِّينةِ ذاتِهَا .

لقد أوجبَ دينُنَا على الزوجينِ أنْ يعاملَ كلٌّ منهما الآخرَ بالحسنى، وأنْ يصبرَا على بعضهِمَا، فقال تعالى: ﴿وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً﴾، قال سيدُنَا عمرُ بنُ الخطابِ: «ينبغي للرجلِ أنْ يكونَ في أهلِهِ مثلَ الصبِّى، فإذا التمسُوا ما عندَهُ وجدوهُ رجلاً»، ويقولُ الإمامُ الغزالِي: (ومِن آدابِ المعاشرةِ حسنُ الخُلقِ معهنَّ، واحتمالُ الأذَى منهنَّ، ترحماً عليهنَّ ﴿وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾).

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 23 مايو : فتراحموا ، للدكتور محروس حفظي

(3) العنفُ الأسرِيُّ، أسبابُهُ، وآثارُهُ وعلاجُهُ:

العنفُ لا يصدرُ إلّا عن شخصٍ قليلِ الدينِ، منعدمِ المروءةِ، فالزوجُ إذا انعدمَ لديهِ الوازعُ الدينِي، نتجَ عنهُ القسوةُ في المعاملةِ مع زوجتهِ، وعدمُ الاحترامِ المتبادلِ بينهمَا مِمّا يضيقُ كلٌّ منهمَا ذرعاً بالحياةِ، فتنمُو روحُ البغضاءِ والكراهيةِ في محيطِ الأسرةِ، ومِن ثمَّ الطلاقُ المحتمُ، ولذا جعلَ النبيُّ  ﷺ “العنفَ” عيباً وقدحاً تختلُ معهُ الحياةُ الأسريةُ، فعن فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ لما: «خَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ، وَأَبُو جَهْمٍ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَقَالَ  ﷺ:«أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَرَجُلٌ تَرِبٌ، لَا مَالَ لَهُ، وَأَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَرَجُلٌ ضَرَّابٌ لِلنِّسَاءِ، وَلَكِنْ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ» فَقَالَتْ بِيَدِهَا هَكَذَا: أُسَامَةُ، أُسَامَةُ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ  ﷺ: «طَاعَةُ اللهِ، وَطَاعَةُ رَسُولِهِ خَيْرٌ لَكِ»، قَالَتْ: فَتَزَوَّجْتُهُ، فَاغْتَبَطْتُ».

كما أنَّ التربيةَ الخاطئةَ التي يتلقاهَا الزوجُ داخلَ أسرتِه والتي تصورُ لهُ أنَّ ضربَ الزوجةِ إثباتٌ للرجولةِ وفرضُ الهيبةِ، وسيجعلُهَا أكثرَ طاعةً لهُ وتنفيذاً لأوامرِهِ، ولذا أظهرت الدراساتُ الحديثةُ أنَّ أساليبَ المعاملةِ الخاطئةِ في تنشئةِ الأطفالِ كالقسوةِ، يترتبُ عليهِ خروجُ شخصيةٍ قلقةٍ متمردةٍ تنزعُ إلى الخروجِ عن القوانينِ كوسيلةٍ للتنفيسِ عن الحرمانِ العاطفِي في الأسرةِ، وللهِ درُّ القائلِ حينمَا قال:

               وينشأُ ناشئُ الفتيانِ منَّا     …     عَلى ما كانَ عليهِ أبُوهُ

               وما دانَ الفتَي بِحِجًى ولكِنْ    …     يُعلمُهُ التديُّنَ أقربُوهُ

*أثرُ العنفِ الأسرِي: یساهمُ العنفُ الأسرِيُّ في إعاقةِ حركةِ الأسرةِ، ويجعلُ مِن الصعبِ القيامَ بوظائفِهَا على الوجهِ الأكملِ، وآثارُهُ الوخيمةُ أكثرُ مِن أنْ تُحصَى، فهو يجعلُ الأسرةَ تصابُ بفقرِ المشاعرِ والتعاطفِ، ويكثرُ القلقُ والانطواءُ، فيلجأُ الأولادُ للبحثِ عن بديلٍ لهذهِ الأسرةِ المفككةِ، فيخرجونَ إلى الشارعِ، فيتملكهُم اليأسُ والإحباطُ، فيقعونَ في حبائلِ الإدمانِ، وتعاطِي المخدراتِ بل قد يُؤدِّي بهم نحوَ استغلالِهِم في الأعمالِ الإجراميةِ، فتُشَلُّ حركةُ الأسرةِ الإيجابيةُ في المجتمعاتِ، ويفقدُ أفرادُهَا القدرةَ على القيامِ بواجباتِهِم نحوَ أنفسِهِم وأوطانِهِم، ولذا نفَى النبيُّ ﷺ الخيريةَ عمَّن يقسُو على أهلِ بيتِه، فقَالَ  ﷺ:«لَا تَضْرِبُوا إِمَاءَ اللَّهِ»، فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ  ﷺ فَقَالَ: ذَئِرْنَ النِّسَاءُ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ، فَرَخَّصَ فِي ضَرْبِهِنَّ، فَأَطَافَ بِآلِ رَسُولِ اللَّهِ  ﷺ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ  ﷺ: «لَقَدْ طَافَ بِآلِ مُحَمَّدٍ نِسَاءٌ كَثِيرٌ يَشْكُونَ أَزْوَاجَهُنَّ لَيْسَ أُولَئِكَ بِخِيَارِكُمْ» (رواه أبو داود).

*علاجُ العنفِ الأسرِي: لقد تعاملَ سيدُنَا مُحمدٌ ﷺ مع أهلِ بيتِهِ بكلِّ بساطةٍ ولينٍ، فلم يُؤثرْ عنهُ ﷺ أنَّه آذَى أو عنَّفَ امرأةً مِن زوجاتِه أمهاتِ المؤمنين، ولنتأمَّل حالَهُ ﷺ حينمَا: «اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَيهِ ﷺ فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيًا، فَلَمَّا دَخَلَ تَنَاوَلَهَا لِيَلْطِمَهَا، وَقَالَ أَلا أَرَاكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَجَعَلَ  ﷺ يَحْجِزُهُ، وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُغْضَبًا، فَقَالَ  ﷺ حِينَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ: كَيْفَ رَأَيْتِنِي أَنْقَذْتُكِ مِنْ الرجُلِ؟، قَالَ: فَمَكَثَ أَبُو بَكْرٍ أَيامًا ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَى النبيِّ ﷺ فَوَجَدَهُمَا قَدْ اصْطَلَحَا فَقَالَ لَهُمَا: أَدْخِلانِي في سِلْمِكُمَا كَمَا أَدْخَلْتُمَانِي في حَرْبِكُمَا فَقَالَ ﷺ: قَدْ فَعَلْنَا قَدْ فَعَلْنَا» (رواه أبو داود)، فما أحوجَ الأزواجَ أنْ يتجنُوا العنفَ مع زوجاتِهِم وأولادِهِم، وأنْ يتحملَ كلٌّ منهمَا الآخر، وأنْ يرحمَ ضعفَهُ، وتعبَهُ، فنبيُّنَا  ﷺ قد تعاملَ مع هذا الموقفِ وغيرِهِ مِمّا حكتهُ السنةُ المشرفةُ ببساطةٍ حتى هدأت السيدةُ عائشةُ – رضي اللهُ عنها- وعادت الحياةُ إلى طبيعتِهَا.

*الرفقُ واللينُ يحلُّ المشكلاتِ، ويتغلبُ على العقباتِ: إذ العنفُ إنْ نجحَ في حلِّ مشكلةٍ مَا لكنّهّ يتركُ خلفَهُ رغبةً في الانتقامِ، فما دخلَ الرفقُ في شيءٍ إلّا زانَهُ؛ لأنَّ بهِ تسهلُ الأمورُ، وبهِ يتصلُ بعضُهَا ببعضٍ، وبهِ يجتمعُ مَا تشتتَ، ويأتلفُ ما تنافرَ وتبددَ، ويرجعُ إلى المأوَى ما شذَّ، وهو مؤلفٌ للجماعاتِ، جامعٌ للطاعاتِ.

بذلك تستمرُ الحياةُ ولا تكونُ عُرضةً للعواصفِ في رحلتِهَا الطويلةِ، فالمودةُ والرحمةُ إذا نُزِعَا مِن المنزلِ كان شقاءً ووبالًا على الأسرِ، جَاءَ رَجُلٌ إِلَى سيدِنَا عُمَرَ رضي اللهُ عنهُ شاكياً لهُ: «إِنَّنِي لاَ أُحِبُّ زَوْجَتِي وَأُرِيدُ طَلاَقَهَا، فَظَلَّ عُمَرُ يُنَاقِشُ الرَّجُلَ، وفِي نِهَايَةِ حِوَارِهِ مَعَهُ قَالَ لَهُ: يَا أَخَا الإِسْلاَمِ وَهَلْ عَلَى الحُبِّ وَحْدَهُ تُبنَى البُيُوتُ» ؟!. (الزواجر لابن حجر).

*استشارةُ الزوجةِ يشعرُهَا بقيمتِهَا وحبِّهَا: ولن تعدمَ المشورة أبداً، فربّمَا أرشدتكَ إلى الصوابِ، ونبيُّنَا  ﷺ كان يستشيرُ أزواجَهُ، وحديثُ أمِّ زرعٍ الطويلُ ورسولُ اللهِ  ﷺ يسمعُ لـلسيدةِ عائشةَ تحكيهِ (متفق عليه)، وكذا استشارتهِ لـخديجةَ- رضي اللهُ عنهَا- في أمرِ الوحيِ، ووقوفهَا معهُ، وشدهَا مِن أَزرهِ، هكذا المرأةُ فإنّهَا معينةٌ لزوجِهَا إذا أشعرهَا زوجُهَا بقيمتِهَا، فالعلاقةُ بينَ الزوجينِ تنمُو كلمَا تجددت ودارَ النقاشُ والحوارُ بينهما، فالحذرُ كلّ الحذرِ مِن تعودِ الصمتِ الدائمِ؛ فتتحولُ الحياةُ إلى “الخرسِ الأسرِي”، ومِن ثمًّ تُقتَلُ المشاعرُ بينهمَا.

أخي الكريم: إنَّ الحياةَ الأسريةَ قائمةٌ على التعاونِ المشتركِ بينَ الزوجينِ، ومراعاةِ مصلحةِ الجميعِ دونَ إجحافٍ أو محاباةٍ، ولذا مِن الحقوقِ التي أُسِيءَ فهمُهَا لدَي بعضِ الرجالِ «القوامةُ» حسبمَا نصَّ قولُهُ تعالَى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء: 34]، و«القوامةُ» ليست تشريفاً وتكريماً للرجالِ فحسب، وإنّمَا هي تكليفٌ ومسؤوليةٌ، وليست أداةً للتسلطِ على المرأةِ وإذلالِهَا، والتقليلِ مِن شأنِهَا.

تابع/ خطبة الجمعة القادمة 23 مايو : فتراحموا ، للدكتور محروس حفظي

لقد أوجبَ دينُنَا على الزوجينِ أنْ يعاملَ كلًّا منهمَا الآخرَ بالحسنَى، وأنْ يصبرَا على بعضهِمَا فقالَ تعالى:﴿وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً﴾، فإذا استنفذت كلُّ المحاولاتِ واستحالت بينهمَا العِشرةُ أصبحَ مِن الحكمةِ مفارقةُ أحدهِمَا للآخرِ، وهنا شرعَ الحقُّ سبحانَهُ الطلاقَ للرجلِ أو الخُلعَ للمرأةِ؛ ليكونَ حلًّا لمثلِ هذه الحالاتِ بعدَ استنفادِ جميعِ الوسائلِ الممكنةِ، فأيُّهَا الأزواجُ إمّا معاشرةٌ بمعروفٍ أو فراقٌ بإحسانٍ، قال سبحانَهُ:﴿وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ وقَالَ  ﷺ: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلْعِ أَعْلَاهُ، فَإِنْ أَقَمْتَهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا» (متفق عليه) .

*ينبغِي التواصلُ مع مراكزِ التأهيلِ التربويةِ مِن أجلِ تشخيصِ “داءِ العنفِ الأسرِي”: أمَّا أنْ تظلَّ المشكلاتُ حبيسةَ النفوسِ، يؤثرُ أصحابُهَا الكتمانَ، فهي تجعلهُم يعيشونَ حالةً مِن العذابِ النفسِي الذي قد يجرُّ معهُ إلى الألمِ الجسدِي، وهذ اهو مخالفٌ لروحِ الشريعةِ الغراءِ، ومقاصدِ الزواجِ في الإسلامِ، فقد كان في زمنِ النبيِّ  ﷺ تقعُ مشاكلُ أسريةٍ عويصة، فيبحثُ أصحابُهَا عن حلٍ للخروجِ منهَا ولا يرتضونَ الوقوفَ مكتوفِي الأيدِي، فهذه “خُوَيْلَةُ بِنْتُ مَالِك بْنِ ثَعْلَبَةَ” قد ظاهرَ منهَا زوجُهَا: “أَوْسُ بْنُ الصَّامِتِ”، فجاءت إلى سيدِنَا رَسُولِ اللَّهِ  ﷺ تشكُو إليهِ «يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكَلَ شَبَابِي، وَنَثَرْتُ لَهُ بَطْنِي حَتَّى إِذَا كَبِرَتْ سِنِّي، وَانْقَطَعَ وَلَدِي، ظَاهَرَ مِنِّي»، فما بَرِحَتْ مكانَهَا إلّا ونزلَ جبريلُ – عليهِ السلامُ- يتلُو قولَهُ تعالَى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [المجادلة: 1] إلخ الآيات (سنن ابن ماجه).

أخي الحبيب: المتصفحُ لسيرةِ خيرِ البريةِ يجدُ تجاوزَهُ وتغافلَهُ، فقد كان يخفضُ الجناحَ لهم، ويلينُ الكلامَ، ويتركُ الإغلاظ لهُم في القولِ، فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ  ﷺ بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ إِلَا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَا ضَرَبَ خَادِمًا أَوِ امْرَأَةً» (النسائي)، وهذا مِن أقوَى أسبابِ الألفةِ، فتصورُ لنَا أنّهُ كان رؤوفاً رحيماً، لطيفاً رقيقاً، لا جباراً غليظاً عنيداً، فعن أنسٍ قال: «كانت صفيةُ مع رسولِ اللهِ في سفرٍ، وكان ذلك يومهَا، فأبطأت في المسيرِ، فاستقبلَهَا رسولُ اللهِ وهي تبكِي وتقولُ: حملتنِي على بعيرٍ بطيءٍ، فجعلَ رسولُ اللهِ يمسحُ بيديهِ عينيهَا ويسكتهَا»، كمَا تذكرُ تبسمَهُ ﷺ وممازحتَهُ وتلطفَهُ لأهلِ بيتِه في غيرِ إهانةٍ أو ظلمٍ، ومعاونتَهُ لهُم في شُئُونِ بيتهِ، فما أحوجنَا أنْ نرويِ أنفسَنَا مِن هذا النبعِ الصافِي، والخُلقِ الوافِي خاصةً في زمنٍ يطولُ عجبُكَ مِن حالِ بعضِ الرجالِ، يجودُ خارجاً بالكلامِ الحَسَنِ، وبالتبسمِ مع أصحابِه ورفاقِه، حتى إذا أغلقَ منزلَهُ، وخلا بأهلِه تغيَّرت شخصيتُهُ، فلا ترى إلّا العبوسَ والغلظةَ والقسوةَ، ولغةَ التأفُّفِ!! مع أنَّ أهلَ بيتهِ ومَنْ جعلَ اللهُ بينَهُ وبينَهُم مودَّةً ورحمةً هُم أولَى الناسِ بالبشاشةِ، وأسعدُ الناسِ بهذَا الخُلُقِ، وللهِ درُّ القائلِ:

احرصْ على حفظِ القلوبِ مِن الأذَى … فرجوعهَا بعدَ التنافرِ يصعبُ

إنَّ النفوسَ إذا تنافرَ وُدّهَا … مثلُ الزجاجةِ كسرُهَا لا يشعبُ

العنصر الرابع من خطبة الجمعة القادمة 23 مايو : فتراحموا ، للدكتور محروس حفظي

الخُطبةُ الثانية: «الوصمُ الاجتماعيُّ وآثرُهُ على الفردِ والمجتمعِ»

اللهُ – عز وجل- يقبلُ توبةَ المذنبِ والعاصِي مهمَا عظُمَت، واستفحَلَت، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «لَوْ أَخْطَأْتُمْ حَتَّى تَبْلُغَ خَطَايَاكُمُ السَّمَاءَ، ثُمَّ تُبْتُمْ، لَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ»، فمَن منَّا لم يخطئْ قط؟ ومَن لهُ الحسنَى فقط؟، غايةُ ما في الأمرِ أنَّ اللهَ لم يرفعْ عنكَ غطاءَ السترِ، ورفعَهٌ عن هذا المذنبِ أو المدمنِ، أفلا يكونُ ذلكَ دافعاً للذي أقلعَ عن ذنبهِ وانحرافهِ أنْ نعفوَ عنهُ، ونتقبلَهُ، ولا نعينُ الشيطانَ عليهِ، فالإنسانُ ابنُ بيئتِه، فلا مجرمٌ يولدُ بالوراثةِ، وإنّمَا البيئةُ هي التي تؤثرُ فيهِ سلباً أو إيجاباً.

ما أحوجَ الإنسانيةَ اليومَ أنْ تُمدَّ يدَ العونِ إلى المذنبينَ والعاصينَ، ونتعاونَ معهُم بكلِّ وسيلةٍ – دونَ إذلالٍ أو مهانةٍ- على تخطِّي ما هُم فيهِ مِن نكباتٍ وعقباتٍ، قالَ تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، وهذا ما ربَّى عليهِ النبيُّ  ﷺ صحابتَهُ الكرام، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أُتِيَ النَّبِيُّ  ﷺ بِرَجُلٍ قَدْ شَرِبَ، قَالَ: «اضْرِبُوهُ» قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمِنَّا الضَّارِبُ بِيَدِهِ، وَالضَّارِبُ بِنَعْلِهِ، وَالضَّارِبُ بِثَوْبِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ بَعْضُ القَوْمِ: أَخْزَاكَ اللَّهُ، قَالَ: «لاَ تَقُولُوا هَكَذَا، لاَ تُعِينُوا عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ» (البخاري).

بهذا الفهمِ الرشيدِ تُحَدُّ الرذائلُ الإنسانية، وينشأُ الأمنُ والطمأنينة، ويُبثُّ الأملُ والتفاؤلُ، ويُغلقُ بابُ اليأسِ والإحباطِ في نفوسِ الخلقِ؛ إذ يشعرُ كلُّ إنسانٍ أنّهُ وإنْ كان قد غلبتْهُ نفسُهُ أو شيطانُهُ أو قرينُهُ فزيَّنَ لهُ المعاصي ثم تابَ وندمَ، وعزمَ ألّا يعودَ إلى سابقِ عهدهِ، أنّهُ غيرُ منبوذٍ أو مرحبٍ بهِ عن الانخراطِ في المجتمعِ.

حذارِ مِن كلمةٍ قد تكونُ سبباً في انتكاسِ هذا التائبِ، والرجوعِ بهِ إلى نقطةِ الصفرِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ» (رواه البخاري).

إنَّ الإنسانَ – غالباً- لا ينسَى مَن وقفَ بجانبهِ ساعةَ الضيقِ، ومَن رفقَ بهِ وقتَ ضعفهِ، وفي حديثِ كعبِ بنِ مالكٍ الذي تخَلّفَ عن “غزوةِ تبوكٍ” لمّا جاءَ خبرُ” توبةِ اللهِ عليهِ” يقولُ رضي اللهُ عنهُ: «فَقَامَ إِلَيَّ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ يُهَرْوِلُ حَتَّى صَافَحَنِي وَهَنَّانِي، وَاللَّهِ مَا قَامَ إِلَيَّ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ غَيْرَهُ، وَلاَ أَنْسَاهَا لِطَلْحَةَ، قَالَ كَعْبٌ: فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ  ﷺ، قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ  ﷺ، وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ مِنَ السُّرُورِ: «أَبْشِرْ بِخَيْرٍ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ»، قَالَ: قُلْتُ: أَمِنْ عِنْدِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: «لاَ، بَلْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ» (البخاري)، خيرُ شاهدٍ على صحةِ ذلكَ.

أخي الكريم: ينبغِي غرسُ الثقةِ في نفوسِ المتعافينَ، والتائبينَ؛ ليعبرُوا هذه المرحلةَ بسلامٍ، ويصبحُوا أقوياءَ لا ينكسرونَ أمامَ عادياتِ الحياةِ أو مسراتِهَا، بل لا يمكنُ أنْ يجعلُوا مِن القدرِ مبررًا للرضَا بالضعفِ، والاستكانةِ إلى الدونِ والقلقِ والتوترِ، أمَّا وصمُ هؤلاءِ بمَا سلفَ مِن عهدهِم، فيخرجُ لنَا نفساً ضعيفةً، خائرةَ العزيمةِ، تنساقُ للأوهامِ، وتنصاعُ لكلامِ المعوقينَ، فيستلمُ الإنسانُ ويضعفُ، وهذا غيرُ مأمورٍ بهِ شرعاً في شخصيةٍ يقعُ على عاتقِهَا خدمةُ دينِهَا ووطنِهَا، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ  ﷺ:«الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» (رواه مسلم) .

نسألُ اللهَ أنْ يرزقنَا حسنَ العملِ، وفضلَ القبولِ، إنّهُ أكرمُ مسؤولٍ، وأعظمُ مأمولٍ، وأنْ يجعلَ بلدَنَا مِصْرَ سخاءً رخاءً، أمناً أماناً، سلماً سلاماً وسائرَ بلادِ العالمين، ووفقْ ولاةَ أُمورِنَا لِمَا فيهِ نفعُ البلادِ والعبادِ.

كتبه: الفقير إلى عفو ربه الحنان المنان   د / محروس رمضان حفظي عبد العال

مدرس التفسير وعلوم القرآن – كلية أصول الدين والدعوة – أسيوط

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: ahmed_dr.ahmed@yahoo.com رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى