خطبةُ عيدِ الأضحى المبارك ، للدكتور خالد بدير (عواملُ مشتركةُ بينَ العيدينِ الكريمينِ … أسرارٌ ودلالاتٌ)

خطبةُ عيدِ الأضحى المبارك ، للدكتور خالد بدير (عواملُ مشتركةُ بينَ العيدينِ الكريمينِ … أسرارٌ ودلالاتٌ) ، بتاريخ 10 ذو الحجة 1446هـ ، الموافق 6 يونيو 2025م.
لتحميل خطبةُ عيدِ الأضحى المبارك ، للدكتور خالد بدير (عواملُ مشتركةُ بينَ العيدينِ الكريمينِ … أسرارٌ ودلالاتٌ) ، 6 يونيو 2025 ، بصيغة word
ولتحميل خطبةُ عيدِ الأضحى المبارك ، للدكتور خالد بدير (عواملُ مشتركةُ بينَ العيدينِ الكريمينِ … أسرارٌ ودلالاتٌ) ، بصيغة pdf بتاريخ 6 يونيو 2025 : pdf
عناصر خطبةُ عيدِ الأضحى المبارك ، للدكتور خالد بدير (عواملُ مشتركةُ بينَ العيدينِ الكريمينِ … أسرارٌ ودلالاتٌ):
أولاً : أنَّ اللهَ جعلَ عيداً لأولِ نزولِ القرآنِ وعيداً لآخرهِ.
ثانياً : تكريمُ الفقراءِ في العيدينِ الكريمينِ.
ثالثاً : شعيرةُ التكبيرِ في العيدينِ.
رابعاً: شكرُ اللهِ تعالى.
خامساً: ملازمةُ تقوَى اللهِ تعالى.
سادساً : العيدانِ الكريمانِ عقبَ فريضتينِ عظيمتينِ.
ولقراءة خطبة عيد الأضحي المبارك 1466 – 2025 للدكتور خالد بدير
خطبةُ عيدِ الأضحى المبارك
عواملُ مشتركةُ بينَ العيدينِ الكريمينِ … أسرارٌ ودلالاتٌ
10 ذو الحجة 1446هـ – 6 يونيو 2025م
المـــوضــــــــــوع
الحمدُ للهِ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهّ أكبرُ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ كبيرًا، والحمدُ للهِ كثيرًا، وسبحانَ اللهِ وبحمدهِ بكرةً وأصيلًا، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ ﷺ. أمَّا بعدُ:
فهناكَ عواملٌ مشتركةٌ بينَ العيدينِ الكريمينِ لهَا أسرارُهَا ودلالاتُهَا وتتمثلُ فيمَا يلِي:
العنصر الأول من خطبةُ عيدِ الأضحى المبارك ، للدكتور خالد بدير (عواملُ مشتركةُ بينَ العيدينِ الكريمينِ … أسرارٌ ودلالاتٌ)
أولاً : أنَّ اللهَ جعلَ عيداً لأولِ نزولِ القرآنِ وعيداً لآخرهِ.
فقد بدأَ اللهُ نزولَ القرآنِ في ليلةِ القدرِ، وأعقبَهُ بعيدِ الفطرِ !! قالَ تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} ( البقرة : 185 )، وقال: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} ( سورة القدر: 1 ).
وختمَ نزولَهُ بحلالِه وحرامِه وإتمامِ النعمةِ في يومِ عرفةَ، وأعقبَهُ بعيدِ الأضحَى، فعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْيَهُودِ قَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا؛ قَالَ أَيُّ آيَةٍ؟ قَالَ: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا }[المائدة:5]. قَالَ عُمَرُ: قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ ؛ وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ.”(متفق عليه)؛ ولذلك فهو يوم عيد ؛ فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:” يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ؛ وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ.” ( الترمذي والحاكم وصححه). فكأنَّ اللهَ جعلَ عيدًا لأولِ نزولِ القرآنِ وعيدًا لآخرِ نزولِهِ ! وهذا يدلُّ على مكانةِ القرآنِ الكريمِ وفضلِه وتعهدِه وأثرِه في النفوسِ، ولا سيّمَا في العيدينِ الكريمينِ !!
العنصر الثاني من خطبةُ عيدِ الأضحى المبارك ، للدكتور خالد بدير (عواملُ مشتركةُ بينَ العيدينِ الكريمينِ … أسرارٌ ودلالاتٌ)
ثانياً : تكريمُ الفقراءِ في العيدينِ الكريمينِ.
فقد أكدَ الشارعُ الحكيمُ على سعادةِ وفرحةِ الفقراءِ في العيدينِ الكريمينِ وإدخالِ السرورِ عليهِم، ففي عيدِ الفطرِ فُرضَت زكاةُ الفطرِ طعمةً للفقراءِ والمساكين، وإغناءً لهم عن السؤالِ في هذا اليومِ، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:” فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ.” ( ابن ماجة والحاكم وصححه).
وتكريمًا للفقيرِ وإعلاءً مِن شأنِه أنّهُ أوجبَ عليهِ زكاةَ الفطرِ كالغنيِّ تماماً؛ لأنّهَا تجبُ على مِن عندَهُ قوتٌ يكفيهِ يومَ وليلةَ العيدِ، وهو بلا شك تجتمعُ عنده زكواتُ الحيِّ كلِّهِ، فأصبحت واجبةً عليهِ كالغنيِّ تماماً، فيخرجُهَا لأخيهِ الفقيرِ، فإذا كان الفقيرُ يمدُّ يدَهُ طوالَ العامِ آخذاً، فقد رفعَ الإسلامُ شأنَهُ أنْ يمدَّ يدَهُ في هذا اليومِ معطيًا لا آخذاً؛ لتكتملَ فرحةُ وسعادةُ وبهجةُ العيدِ في قلبِه وقلبِ أولادِه !!
وفي عيدِ الأضحَى شُرعت الأضحيةُ وأصبحت سنةً مؤكدةً، ومِن الفقهاءِ مَن أوجبَهَا على القادرِ لِمَا فيها مِن إغناءٍ وإطعامٍ للفقراءِ وإدخالِ البهجةِ والسرورِ عليهِم في هذا اليومِ، فإنَّ فيهم مَن لا يأكلُ هذا اللحمَ مِن العامِ إلى العام، وهذا تنفيذٌ لأمرِ اللهِ المكررِ والمؤكدِ في القرآنِ، حيثُ قال المولى – جلَّ في علاه – عن الأضاحِي: { فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ }(الحج: 28)، وقال: { فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ } ( الحج: 36 ).
وإذا كان الإسلامُ رفعَ شأنَ الفقيرِ أنْ يدفعَ زكاةَ الفطرِ تكريماً له، فقد رفعَ شأنَهُ في أخذِه الأضحية، حيث يستوِي هو والغنيُّ تماماً في الأخذِ مِن الأضحيةِ ولا سيّمَا أقاربَ المضحِّي مِن الأغنياءِ والجيرانِ، فكرّمَ الفقيرُ معطياً كالغنيِّ في عيدِ الفطرِ، وآخذاً كالغنيِّ أيضاً في عيدِ الأضحَى !!
العنصر الثالث من خطبةُ عيدِ الأضحى المبارك ، للدكتور خالد بدير (عواملُ مشتركةُ بينَ العيدينِ الكريمينِ … أسرارٌ ودلالاتٌ)
ثالثاً : شعيرةُ التكبيرِ في العيدينِ.
اللهُ- عزَّ وجلَّ – أمرَنَا بالتكبيرِ عندَ اكتمالِ عدةِ رمضانَ ورؤيةِ هلالِ شوال ( عيدُ الفطرِ ) قالَ تعالى: { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (البقرة: 185)، وفي الحديثِ عن الأضاحِي في عيدِ الأضحَى أمرَنَا اللهُ بالتكبيرِ فقالَ: {كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} (الحج: 37).
فالتكبيرُ في العيدينِ شعارٌ مِن شعاراتِ المسلمينَ، وسنةٌ مِن سننِ سيّدِ المرسلين، وعلامةٌ مِن علاماتِ الفرحةِ لدَى الموحدين، وابتهاجٌ بقدومِ العيدينِ، وفيهٍ قمعٌ وغيظٌ للكفارِ والمنافقين.
فالإنسانُ في أيامِ العيدِ يكونُ مشغولاً بشهواتِ الأكلِ والشربِ واللعبِ والمرحِ، ومع ذلك أُمرَ بالتكبيرِ وأنَّ اللهَ أكبرُ مِن كلِّ شيئٍ فلا ننساهُ في كلِّ وقتٍ وحينٍ حتى أيامِ العيدِ. ” قال بعضُ الأكابرِ: مِن أعظمِ أسرارِ التكبيرِ في هذه الأيامِ أنَّ العيدَ محلُّ فرحٍ وسرورٍ، وكان مِن طبعِ النفسِ تجاوزُ الحدودِ لمَا جبلتْ عليهِ من الشرهِ تارةً غفلةً، وتارةً بغياً ؛ شُرعَ فيهِ الإكثارُ مِن التكبيرِ لتذهبَ مِن غفلتهَا وتكسرَ من سورتهَا.” (فيض القدير ؛ للمناوي).
العنصر الرابع من خطبةُ عيدِ الأضحى المبارك ، للدكتور خالد بدير (عواملُ مشتركةُ بينَ العيدينِ الكريمينِ … أسرارٌ ودلالاتٌ)
رابعاً: شكرُ اللهِ تعالى.
اللهُ أمرنَا بالشكرِ في العيدينِ الكريمينِ على إتمامِ فريضتينِ عظيمتينِ وهما: الصيامُ والحجُّ، ففي الصيامِ قالَ تعالى: { وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (البقرة: 185) .
وفي الحجِّ والحديثِ عن الأضاحِي قال: {كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (الحج: 36)؛ أي: تشكرونَ اللهَ على ما أنعمَ عليكُم مِن الصيامِ والحجِّ وجميعِ الطاعاتِ. قال ابنُ كثيرٍ : ” وقولُه: { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي: إذا قمتُم بمَا أمرَكُم اللهُ مِن طاعتِه بأداءِ فرائضِه، وتركِ محارمِه، وحفظِ حدودِه، فلعلَّكُم أنْ تكونُوا مِن الشاكرينَ بذلك.”
العنصر الخامس من خطبةُ عيدِ الأضحى المبارك ، للدكتور خالد بدير (عواملُ مشتركةُ بينَ العيدينِ الكريمينِ … أسرارٌ ودلالاتٌ)
خامساً: ملازمةُ تقوَى اللهِ تعالى.
لقد شُرعَ الصيامُ والحجُّ مِن أجلِ تحقيقِ تقوَى اللهِ تعالى؛ ففي الصيامِ قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }( البقرة : 183)، فالغايةُ منهُ التقوى، وهي امتثالُ الأوامرِ واجتنابُ النواهِي، فمَن صامَ ولم يحققْ التقوَى فلا صيامَ لهُ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:” رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ ؛ وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ “. ( ابن ماجة والحاكم وصححه).
وفي الحجِّ قالَ تعالى: { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} (197)، وقال: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} (الحج: 32)، وقال عن الأضاحِي: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ }(الحج: 37).
فالحجُّ شُرعَ لتحقيقِ التقوَى ولتمتنعْ عن الرفثِ والفسوقِ والجدالِ، إنْ فعلتَ ذلكَ رجعتَ مِن ذنوبِكَ كأنّكَ ولدت مِن جديدٍ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ:” مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ”. ( متفق عليه ).
وبمفهومِ المخالفةِ مَن ساءتْ أخلاقُه ولم يعصمْ نفسَهُ مِن الرفثِ والفسوقِ والجدالِ فلا غفرانَ لهُ ولا حجَّ!!!
فمَا أجملَ تجملَ العبادِ بلباسِ الزينةِ ظاهراً، ولباسِ التقوَى باطناً في العيدينِ الكريمينِ !!
العنصر السادس من خطبةُ عيدِ الأضحى المبارك ، للدكتور خالد بدير (عواملُ مشتركةُ بينَ العيدينِ الكريمينِ … أسرارٌ ودلالاتٌ)
سادساً : العيدانِ الكريمانِ عقبَ فريضتينِ عظيمتينِ.
مَن ينظر إلى العيدينِ الكريمينِ يجد أنهمَا شُرعَا عقبَ فريضتينِ عظيمتينِ وهما الصيامُ والحجُّ.
فعيدُ الفطرِ شُرعَ بعدَ إتمامِ عدةِ صيامِ رمضانَ، فهو يومُ الفرحةِ والبهجةِ والسرورِ، وقد عبّرَ الرسولُ ﷺ عن هذه الفرحةِ والبهجةِ بقولِه: ” لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ ” ( متفق عليه ).
وعيدُ الأضحَى شُرعَ بعدَ فريضةٍ عظيمةٍ ألَا وهي فريضةُ الحجِّ، فعودةُ الحجاجِ مِن الأراضِي المقدسةِ إلى بلادهِم وأسرهِم بعدَ أداءِ الفريضةِ فرحةٌ ما بعدَها فرحةٌ، وبهجةٌ ما بعدهَا بهجةٌ !!
ومِمَّا يدلُّ على عظمِ شأنِ العيدِ أنَّ الإسلامَ قرنَ كلَّ واحدٍ مِن عيديهِ العظيمينِ بشعيرةٍ مِن شعائرِه العامةِ التي لهَا جلالُهَا الخطيرُ في الروحانياتِ، ولها خطرُهَا الجليلُ في الاجتماعياتِ، ولهَا ريحُهَا المهابةُ بالخيرِ والإحسانِ والبرِّ والرحمةِ، ولهَا أثرُهَا العميقُ في التربيةِ الفرديةِ والجماعيةِ التي لا تكونُ الأمةُ صالحةً للوجودِ، نافعةً في الوجودِ إلّا بهَا.
ولعلَّ سائلًا يسألُ: لماذا جاءَ العيدانِ بعدَ الصيامِ والحجِّ خاصةً ؟!!
والجوابُ: أنّ هاتينِ الفريضتينِ لا يتكررانِ إلّا في كلِّ عامٍ مرةً، ولهمَا وقتٌ محددٌ يشملُ جميعَ الأفرادِ في هذا التوقيتِ المحددِ، بخلافِ الصلاةِ تتكررُ كلَّ يومٍ، والزكاةُ مرتبطةٌ بحولِ كلِّ فردٍ !! فجاءُ عيدُ الفطرِ بعدَ الصيامِ لتعمَّ الفرحةُ جميعَ الأفرادِ، وجاءَ عيدُ الأضحَى أيضًا بعدَ فريضةِ الحجِّ لتعمَّ الفرحةُ جميعَ الأفرادِ كذلك!!
هذه بعضُ معانِي العيدِ الساميةِ كما نفهمُهَا مِن الإسلامِ، وكما يحققُهَا المسلمونَ الصادقونَ؟ فأينَ نحنُ اليومَ مِن هذهِ الأعيادِ؟ وأينَ هذهِ الأعيادُ منَّا؟ وما نصيبُنَا مِن هذه المعانِي؟ وأينُ آثارُ العبادةِ مِن آثارِ العادةِ في أعيادِنَا؟!!
تقبلُ اللهُ منَّا ومنكُم، وكلُّ عامٍ وأنتُم بخيرٍ، والسلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاته.
كتبه : خادم الدعوة الإسلامية
د / خالد بدير بدوي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف