خطبة الجمعة القادمة 27 يونيو 2025 : بداية جديدة وأمل جديد ، للشيخ خالد القط
بتاريخ 1 محرم 1447هـ ، الموافق 27 يونيو 2025م

خطبة الجمعة القادمة 27 يونيو 2025 بعنوان : بداية جديدة وأمل جديد ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 1 محرم 1447هـ ، الموافق 27 يونيو 2025م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 27 يونيو 2025 بصيغة word بعنوان : بداية جديدة وأمل جديد، بصيغة word للشيخ خالد القط
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 27 يونيو 2025 بصيغة pdf بعنوان : بداية جديدة وأمل جديد ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 27 يونيو 2025 بعنوان : بداية جديدة وأمل جديد ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
.
بداية جديدة ، وأمل جديد
بتاريخ 24 ذو الحجة 1446هـ – 20 يونيو 2025م
الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل فى كتابه العزيز ((وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)) سورة يوسف (87)
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقدره العظيم.
أما بعد
أيها المسلمون، ونحن في بداية عام هجري جديد نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحقق لنا فيه آمالنا، وأن يجعله عام خير وسعادة ورخاء وأمن وأمان، علينا وعلى مصرنا الغالية، وأن يحفظنا فيه من كل مكروه وسوء.
ونحن نستقبل عاماً هجرياً جديداً، ينبغي علينا أن نستقبله بكل تفاؤل وأمل، وأن نستبشر خيراً فيما هو قادم بإذنه تعالى، فالإنسان منا يرى الحياة على قدر حسن ظنه وتفاؤله، وعلى قدر نظرته للحياة ان كانت جميلة أم لا، ولله در القائل:
وَالَّذي نَفسُهُ بِغَيرِ جَمالٍ لا يَرى في الوُجودِ شَيئاً جَميلا
لَيسَ أَشقى مِمَّن يَرى العَيشَ مُرّاً وَيَظُنُّ اللَذاتِ فيهِ فُضولا .
أيها المسلمون، يمر الإنسان منا عبر حياته بصدمات وعقبات تعتريه، وربما كذلك بابتلاءات واختبارات قوية، وتلك بلا شك، هي سنة الله سبحانه وتعالى في هذه الحياة، وأي الناس تصفو مشاربه؟ ولكن المسلم الحق هو من يرى دائماً أن الله برحمته ولطفه لن يتركه طويلاً فيما هو فيه من معاناة، وأنه سبحانه وتعالى سيخفف عنه ألامه، ويكشف أحزانه، حتى إنه وهو وسط الظلام الدامس سيشعر بهذا النور، حتى لو لم يره بعينيه فهو يبصره بقلبه ويكاد يمسه بيديه.
أيها المسلمون، والقرآن الكريم ملئ بالآيات البينات التي تدعونا إلى التفاؤل وبث الأمل في النفوس، مثل قوله تعالى ((سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا)) سورة الطلاق (7)، وقوله، ((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)) سورة الطلاق 2 و3، وقوله ((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)) سورة الطلاق (4)، وقوله: ((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا)) الطلاق (5)، كما نادى سبحانه وتعالى على المذنبين والعصاة بعدم اليأس من رحمته، قال تعالى:
((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) سورة الزمر (53)، تأمل معي هنا قوله تعالى( يا عبادي) فلم يخاطبهم بـ يأيها العصاة أو المذنبون، وإنما بهذا الوصف الذى يبث في العصاة روح الأمل والإنابة إلى الله بل أضافهم عز وجل إلى نفسه، فلم يقل مثلاً أيها العباد وإنما قال ((یَـٰعِبَادِیَ )) إضافة تكريم وتشريف.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 27 يونيو 2025 : بداية جديدة وأمل جديد ، للشيخ خالد القط
أيها المسلمون ليكن لنا عبرة وعظة بأنبياء الله ورسله السابقين، وكم كانوا متفائلين مستبشرين خيراً رغم صعوبة وشدة ما كانوا يواجهون ، فهذا خليل الرحمن إبراهيم يطلب الولد على كبر وقد شاخ وشاخت زوجته، وكذلك سيدنا زكريا عليه السلام، حيث لم يمنعه، وهن عظمه وشيب رأسه وطعنه في العمر، والزوجة عاقر، لم يمنعه كل ذلك من أن يسأل الله الولد ((وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا)) سورة مريم (5 )، وهذا نبي الله يعقوب يقع في بلاء عظيم، واختبار جسيم، يفقد ولديه واحدا تلو الآخر ومع ذلك يقول: ((عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)) سورة يوسف (83 ) وقال أيضاً ((يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)) سورة (87 )
أيها المسلمون، وكذلك أسعد الخلق، وحبيب الحق، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان دائما ما يبث روح الأمل والتفاؤل في نفوس أحبابه وأتباعه رغم قسوة الظروف التي تعرضت لها الدعوة الإسلامية عند ظهورها، ففي صحيح البخاري من حديث خباب بن الأرت قال: ((شَكَوْنا إلى رَسولِ اللَّهِ ﷺ وهو مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً له في ظِلِّ الكَعْبَةِ فَقُلْنا: ألا تَسْتَنْصِرُ لنا ألا تَدْعُو لَنا؟ فقالَ: قدْ كانَ مَن قَبْلَكُمْ، يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فيُحْفَرُ له في الأرْضِ، فيُجْعَلُ فيها، فيُجاءُ بالمِنْشارِ فيُوضَعُ على رَأْسِهِ فيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، ويُمْشَطُ بأَمْشاطِ الحَدِيدِ، ما دُونَ لَحْمِهِ وعَظْمِهِ، فَما يَصُدُّهُ ذلكَ عن دِينِهِ، واللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هذا الأمْرُ، حتّى يَسِيرَ الرّاكِبُ مِن صَنْعاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ، لا يَخافُ إلّا اللَّهَ، والذِّئْبَ على غَنَمِهِ، ولَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ.))
تابع / خطبة الجمعة القادمة 27 يونيو 2025 : بداية جديدة وأمل جديد ، للشيخ خالد القط
أيها المسلمون، تفاءلوا بالخير تجدوه، واستبشروا خيرا، وإياكم أن يتسلل اليأس والقنوط إلى نفوسكم، وكيف تقنط أو تيأس وربك هو الله، الذي لا يعجزه شيء فى الأرض ولا في السماء، سبحانه، يخرج من الأحجار أنهاراً، وجعل من الشجر الاخضر ناراً، يقول للشيء كن فيكون، فمهما ضاقت بك السبل، أو أعيتك الحيل، مهما كان ضيقك أو همك، مرضك أو ألمك، مهما عجز الأطباء، وعجز الدواء، فثق تماماً بأنه سبحانه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
يا صاحب الهم ان الهم منفرج …ابشر بخير فان الفارج الله
اليأس يقطع احيانا بصاحبه… لا تيأسن فان الكافي الله
الله يحدث بعد العسر ميسرة …لا تجزعن فان الصانع الله
فإذا بليت فثق بالله وارض به …إن الذي يكشف البلوي هو الله
والله مالك غير الله من أحد …فحسبك الله في كلٍ لك الله
الخطبة الثانية
“”””””””
أيها المسلمون
فكونوا على ثقة بأن القادم خير لنا ولوطننا الحبيب مصر بإذنه تعالى
وأن من يزرع اليأس والقنوط في نفوس الناس لهو آثم في حق دينه ووطنه، اسمع ماذا يقول حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا قالَ الرَّجُلُ: هَلَكَ النّاسُ فَهو أهْلَكُهُمْ)) وفى رواية ((فهو أهلَكَهم)).
تابع / خطبة الجمعة القادمة 27 يونيو 2025 : بداية جديدة وأمل جديد ، للشيخ خالد القط
كم كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه يحثنا على زرع الأمل فى نفوس
اليائسين، فعلى سبيل المثال علمنا حين نزور مريضاً أن نبث فيه روح الأمل والتفاؤل
فعند ابن ماجة وغيره بسند فيه مقال،
من حديث أبى سعيد الخدري رضي الله عنه
أنه قال صلى الله عليه وسلم:
((إِذَا دَخَلْتُمْ عَلَى الْمَرِيضِ فَنَفِّسُوا لَهُ فِي أَجَلِهِ، فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَرُدُّ شَيْئًا، وَهُوَ يُطَيِّبُ نَفْسَ الْمَرِيضِ)).
فقد كان صلى الله عليه وسلم
يحب التفاؤل ويعجبه في كل شيء
اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه
واحفظ مصر وأهلها من كل سوء
وبارك لنا في أعمارنا وأرزاقنا وأولادنا بفضلك وكرمك يا أكرم الأكرمين
بقلم: الشيخ خالد القط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف