أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

وزارة الأوقاف تعلن رسميا عن زاد الأئمة والخطباء.. لـ خطبة الجمعة القادمة : السلام رسالة الإسلام

خطبة الجمعة القادمة حول : السلام رسالة الإسلام ، بتاريخ 9 محرم 1447هـ ، الموافق 4 يوليو 2025م

زاد الأئمة : وزارة الأوقاف تعلن رسميا عن زاد الأئمة والخطباء.. الدليل الإرشادي لـ خطبة الجمعة القادمة حول : السلام رسالة الإسلام ، بتاريخ 9 محرم 1447هـ ، الموافق 4 يوليو 2025م.

ننشر زاد الأئمة والخطباء.. الدليل الإرشادي لخطب الجمعة القادمة : السلام رسالة الإسلام بصيغة pdf

 

الإصدار السابع من سلسلة ” زاد الأئمة والخطباء: الدليل الإرشادي لخطب الجمعة”
استمراراً لما انتهجته وزارة الأوقاف مؤخراً من التيسير على السادة الأئمة والخطباء ودعماً لنماء زادهم العلمي والفكري والمعرفي نقدم هذا الإصدار من تلك السلسلة التي هي عبارة عن بحث موسع يجمع الشواهد والمعاني التي يمكن للخطيب أن يديم النظر فيها طوال الأسبوع، لتعينه على الإعداد الجيد لخطبته، وإتقان تناوله للموضوع، وزيادة عمقه وأصالته، وربط نصوص الشريعة بالواقع المعيش، حتى إذا صدرت الخطبة في موعدها المعتاد يوم الأربعاء من كل الأسبوع في صورتها النهائية المركزة المختصرة، يكون الخطيب قد هضم موضوعه وخالطه وعايشه، بما يحقق استيعاب الخطبة النهائية وأداءها على النحو المأمول.
وتهيب وزارة الأوقاف بكل أبنائها إلى التوسع في القراءة الواعية المستوعبة لكل ميادين الحياة واهتماماتها، وامتلاك الثقافة الواسعة التي تعينهم على أداء دورهم الديني الوطني على أكمل وجه.

 

ولقراءة زاد الأئمة والخطباء.. لـ خطبة الجمعة القادمة : السلام رسالة الإسلام، كما يلي:

الحمـد لله الـبرّ السّلام، الـذي جعـلَ تحيـة المسـلمين في الدنيـا والآخـرة السّلام، وجعـل الجنـة دار السّلام، والصـلاة والسّلام علـى سـيدنا وحبيبنـا محمـد وعلـى آلـه وصحبـه الأئمـة الأعـلام، أمـا بعـد: فـإن «السّلام» مـن أعظـم نعـم الله تعالـى علـى الإطـلاق؛ بـه يحصـل الاسـتقرار والبنـاء والعمـران، والإِسْلام ديـن رحمـةٍ وأمـانٍ وسـلام، سـلامٌ مـع الله، وسـلامٌ مـع النـاس، وسـلامٌ مـع النفـس، وسـلامٌ مـع الحيـوان والبيئـة والكـون بأسـره. ولنا أن نتأمل كيف أن الإِسْلام دين السّلام، من خلال عدة أمور:

 

اللهُ تعالى هو السّلام

كمـا جـاء في قولـه تعالـى: {هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ} [الحشر: ٢٣].

وهذا الاسـم يدل على عـدة أمور:

أحدهـا: أن الله تعالـى هـو مصـدر السّلام، ومنه يُسـتمد كل سـلام وطمأنينة في الوجود، أي: هو سـبحانه المسـلِّم علـى عبـاده، كمـا قال: {سَلَٰمٞ قَوۡلٗا مِّن رَّبّٖ رَّحِيمٖ} [يس: ٥٨]، حتـى قـال الإمـام أبـو بكـر بـن العربـيّ: «السّلام بـه ومنـه ولـه، وليـس في الوجـود سـلام إلا وهـو إليـه منسـوب، وعليـه محسـوب». [الأمـد الأقصـى في شـرح أسـماء الله الحسـنى وصفاتـه العلـى].

ثانيهـا: مـن أسـمائه تعالـى السّلام، أي: السـالم مـن جميـع العيـوب والنقائـص لكمالـه في ذاتـه وصفاتـه وأفعاله.

ثالثهـا: هـذا الاسـم يوجـب علينـا أن نتخلـق بـه، فنسـتمدّ معـاني السّلام والأمـان مـن الحـق جـل وعـلا، فينعكـس ذلـك منـا علـى الخلـق، فنكـون سـلامًا لـكل مَـنْ حولنـا مـن المخلوقـات، إنسـانًا وحيوانًـا وجمـادًا.

حديثُ القرآن الكريم عن السّلام

ورد لفـظ «السّلام» في القـرآن الكريـم في «أربـع وأربعيـن آيـة»، منهـا: خمـس مدنيـة، والباقيـات مكيـة -وكثـرة ذكـر الشـيء دليـل علـى شـرف المسـمّى-، وكأن الإعـلان بأن رسـالة الإِسْلام السّلام بدأ مبكـرًا مع بـدء الدعـوة في مكـة المكرمـة.

والسّلام الـذي جـاء بـه الإِسْلام ليـس مجـرد تحيـة كمـا يظـن بعض النـاس، بل هـو مفهوم واسـع لـه معانٍ متعـددة، مـن ذلك:

– التحيـة في الدنيـا، كقولـه تعالـى: {فَإِذَا دَخَلۡتُم بُيُوتٗا فَسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ تَحِيَّةٗ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِ مُبَٰرَكَةٗ طَيِّبَةٗۚ} [النور: ٦١].

– التحية في الجنة، كقوله تعالى: {وَتَحِيَّتُهُمۡ فِيهَا سَلَٰمٞۚ} [يونس: ١٠] 

– السّلامة من الأذى، كقوله تعالى: {ٱدۡخُلُوهَا بِسَلَٰمٍ ءَامِنِينَ} [الحجر: ٤٦].

– الصلح وعدم الحرب، كقوله تعالى: {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلۡمِ فَٱجۡنَحۡ لَهَا} [الأنفال: ٦١]. 

– السـكوت عنـد خـوض أهـل الباطـل، كقولـه تعالـى: {وَعِبَادُ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلَّذِينَ يَمۡشُونَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ هَوۡنٗا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلۡجَٰهِلُونَ قَالُواْ سَلَٰمٗا} [الفرقان: ٦٣] أي: سـلمنا الله منكـم سـلامًا، قـال سـيدنا الحسـن: «حُلَمَـاءُ لَا يَجْهَلُـونَ، وَإنْ جُهِـلَ عَلَيْهِـمْ حَلُمُـوا».

– السـكوت مـع الـرد الحسـن، كقولـه تعالـى: {وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغۡوَ أَعۡرَضُواْ عَنۡهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ لَا نَبۡتَغِي ٱلۡجَٰهِلِينَ} [القصص: ٥٥].

فالسّلام في حقـه تعالـى: أنـه سـلَّم ذاتـه مـن العيـب، وصفاته مـن النقـص، وأفعاله من الشـر، فلـه كل كمال في ذاتـه، وفي أفعاله.

والسّلام في حـق العبـد: أن يسـلم مـن الغـش والحقـد والحسـد وإرادة الشـر قلبـه، وتسـلم مـن الآثـام والمحظـورات جوارحـه، ولـن يوصـف المسـلم بالسّلام والإِسْلام إلا إذا سـلم النـاس مـن لسـانه ويـده.

 

معنى السّلام في نصوص الشرع الشريف

 

الإِسْلام دين السّلام بكل معانيه، فليس السّلام مجرد كلمة تقال، بل هو قيمة عميقة يجب أن تسـود بين النـاس، والسّلام في الإِسْلام ليـس مجـرد غيـاب للحـرب والقتـال، بل هو حالـة إيجابية مـن الأمـن والطمأنينة والوئـام، وهـو مفهـوم شـامل يتجـاوز الجانـب العسـكري ليشـمل الجوانـب الروحيـة والنفسـية والاجتماعيـة والاقتصادية.

فالإِسْلام يدعـو إلـى سلام داخلـي يبـدأ من الفرد، ثم يمتد إلى الأسـرة، حتـى يصل إلى المجتمـع، ثم إلى السّلام العالمي بين سـائر الشعوب.

ولـك أن تـدرك عمـوم السّلام في الإِسْلام، فيمـا رُوي عنْ سـيدنا ثَوْبَان رضـي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُـولُ الله صَلَّـى اللهُ عَلَيْـهِ وَسَـلَّمَ، إذَا انْصَـرَفَ مِـنْ صَلَاتهِ اسْـتَغْفَرَ ثَلَاثًا وَقَالَ: «اللهُمَّ أَنْتَ السّلام وَمِنْكَ السّلام، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ» [رواه مسـلم].

 

قـال السـيوطي: «السّلام الأول مـن أسـماء الله تعالـى، والثـاني السّلامة، ومعنـاه أن السّلامة مـن المهالـك إنمـا تحصـل لمن سـلمه الله». [حاشـية سـنن النسـائي]

وقال ابن الجوزي: «وقَوله: «ومنك السّلام» أَي: بك تقع السّلامة من النكبات» [كشف المشكل].

وعَـنْ سـيدنا عَبْـدِ الله بْـنِ سَـلامٍ رضـي الله عنـه، قَـالَ: لَمَّـا قَـدِمَ رَسُـولُ الله صَلَّـى اللهُ عَلَيْـهِ وَسَـلَّمَ الْمَدِينـَةَ، انْجَفَـلَ إليْـهِ النـَّاسُ، فَكُنْـتُ فيِمَـنْ خَرَجَ يَنْظُـرُ إلِيْهِ، فَلَمَّـا تَبَيَّنْتُ وَجْهَـهُ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْـسَ بوِجْهِ كَذَّابٍ، فَـكَانَ أَوَّلُ مَـا سَـمِعْتُهُ يَقُـولُ: «أَيُّهَـا النـَّاسُ أَفْشُـوا السّلام وَأَطْعِمُـوا الطَّعَـامَ وَصِلُـوا الْأرْحَـامَ وَصَلُّـوا وَالنـَّاسُ نيِـامٌ تَدْخُلُـوا الْجَنـَّةَ بسِـلَامٍ» [رواه الترمـذي].

فقولـه: «أَيُّهَـا النـَّاسُ أَفْشُـوا السّلام» ليـس المـراد بـه مجـرد التحيـة، فإنها ليسـت مـرادة لذاتهـا، وأنت تظلم وتحقـد وتسـيء الظـن وتـأكل الحرام، فأفشـوا السّلام تحيـة وسـلوكًا، ظاهـرًا وباطنًا.

قـال الإمـام النـووي: «والسّلام أول أسـباب التآلـف، ومفتـاحُ اسـتجاب المـودة، وفي إفشـائه تمكِّـنُ ألفـة المسـلمين بعضهـم لبعـض، وإظهـار شـعارهم المميـز لهم، مع ما فيه -أي إفشـاء السّلام- مـن رياضة النفس، ولـزوم التواضـع، وإعظـام حرمـات المسـلمين» [شـرح النووي على مسـلم].

كيف نكونُ من أهل السّلام حقًّا؟

قـال تعالـى في وصـف عبـاد الرحمـن: {وَعِبَادُ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلَّذِينَ يَمۡشُونَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ هَوۡنٗا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلۡجَٰهِلُونَ قَالُواْ سَلَٰمٗا} [الفرقان: ٦٣] أي: إذا خاطبهـم الجاهلـون بسـفاهة وسـوء أدب، لـم يقابلوهـم بالمثـل، بـل يقابلوهم بالقـول الطيب، كما قـال تعالـى في آيـة أخـرى: {وَإِذَا سَمِعُواْ ٱللَّغۡوَ أَعۡرَضُواْ عَنۡهُ وَقَالُواْ لَنَآ أَعۡمَٰلُنَا وَلَكُمۡ أَعۡمَٰلُكُمۡ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡ لَا نَبۡتَغِي ٱلۡجَٰهِلِينَ} [القصص: ٥٥] [التفسـير الوسـيط للقرآن الكريـم١٠/٢١٨].

وقـد علَّـقَ صلـى الله عليـه وسـلم دخـول الجنـة علـى تحقيـق شـرط إفشـاء السّلام، فعَـنْ أَبـِي هُرَيْـرَةَ رضي الله عنـه، قَـالَ: قَـالَ رَسُـولُ الله صَلَّـى اللهُ عَلَيْهِ وَسَـلَّم: «‏لا تدخُلوا الجنّةَ حتّى تُؤمنوا ولا تؤمِنُوا حتّى تحابُّوا أوَ لَا أدُّلكم علَى شيْءٍ إذَا فعلتمُوه تحاببْتُمْ‏؟ أفْشُوا السّلام بيْنَكمْ» ‏ [رواه الترمذي]

وعـن سـيدنا عَبْـدَ الله بْـنَ عَمْـرِو بْـنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قال: «إنِّ رَجُلًا سَـأَلَ رَسُـولَ الله صَلَّـى اللهُ عَلَيْهِ وَسَـلَّمَ: أَيُّ الْمُسْـلِمِينَ خَيْرٌ؟ قَالَ: مَنْ سَـلِمَ الْمُسْـلِمُونَ مِنْ لِسَـانهِ وَيَدِهِ» [متفق عليه].

وقَـالَ سـيدنا عَمَّـارٌ بـنُ يَاسِـرٍ رضـي الله عنهمـا: ثَـلاثٌ مَـنْ جَمَعَهُـنَّ فَقَـدْ جَمَـعَ الإِيمَـانَ: الإِنْصَـافُ مـِنْ نَفْسِـكَ، وَبَـذْلُ السّلام للْعَالَـمِ، وَالإِنْفَـاقُ مـِنَ الإِقْتَـارِ [ذكـره البخـاري معلقـا].

فقـد جمـعَ سـيدنا عمـار رضـي الله عنـه في هـذه الألفـاظ الثـلاث الخيـرَ كلـه؛ لأنـك إذا أنصفته من نفسـك: فقـد بلغـت الغايـة بينـك وبيـن خالقـك، وبينك وبيـن الناس، ولم تضيع شـيئًا، وبذل السّلام حـضٌّ على مكارم الأخـلاق واسـتئناف النفوس.

والإنفـاق مـن الإقتـار هـي الغايـة في الكـرم، وقـد مـدح الله مَنْ هـذه صفته بقولـه: {وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ[الحشر: ٩]، وهذا عـام في نفقة الرجل علـى أهله، وفي كل نفقة هـي طاعة لله تعالى، ودلّ ذلـك أنّ نفقـة المعسـر علـى أهلـه أعظـم أجـرًا مـن نفقة الموسـر، وهذا كله مـن كمال الإيمان. [شـرح ابن بطّـال على صحيـح البخاري].

إنَّ المسـلمَ كمـا يؤجـرُ علـى فعـلِ الطاعـاتِ، كذلـك يؤجـرُ علـى كـفِّ الأذىَ، قـال أبـو ذرٍّ رضـي الله عنـه: «قُلْـت: يَـا رَسُـولَ الله أَرَأَيْـتَ إنْ ضَعُفْـتُ عَـنْ بَعْـضِ الْعَمَـلِ؟ قَـالَ: تَكُفُّ شَـرَّك عَـنْ النـَّاسِ، فَإنِّهَا صَدَقَـةٌ مِنْك عَلَـى نَفْسِـك» [متفـق عليه].

وقـال سـيدنا رسـول الله صلـى الله عليـه وسـلم: «إن شـرَ النـاسِ مـن تركـه النـاسُ -أو ودعـه- النـاسُ اتقـاء فحشـه» [رواه البخـاري].

وقـال سـيدنا يحيـى بـن معـاذ الـرازيليكـن حـظ المؤمـن منـك ثلاثـة: إن لـم تنفعـه فـلا تضـره، وإن لـم تفرحـه فلا تغمـه، وإن لـم تمدحـه فـلا تذمـه“.

وفي إفشـاء السّلام بمعنـاه الواسـع تسـود الألفـة بيـن المسـلمين بعضهـم لبعض، وإظهـار شـعارهم المميز

لهـم بيـن أهـل الملـل كلهـا، مـع مـا في ذلـك مـن رياضـة النفـس، ولـزوم التواضـع، وإعظـام حرمـات الخلـق، وضمـان رفـع التقاطـع والتهاجـر والشـحناء وفسـاد ذات البيـن التـي هـي الحالقـة.

 

السّلام والأمان من أعظم نِعم الحياة

 

وللمسـلم أن يتأمـل مـا جـاء في الحديـث عَـنْ عُبَيْدِ اللهِ بْـنِ محِصَنٍ الخَطْمِـي رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُـولُ الله صَلَّـى اللهُ عَلَيْـهِ وَسَـلَّمَ: «مَـنْ أَصْبَـحَ مِنْكُـمْ آمِنـًا فـِي سِـرْبهِ مُعَافًى فيِ جَسَـدِهِ عِنْدَهُ قُـوتُ يَوْمِـهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَـهُ الدُّنْيَـا» [رواه الترمـذي، وابن حبان].

فقد بدأ بقوله: «آمنا في سِـرْبه بكسـر السـين؛ أي: آمنِاً في نفسـه وأهله» قبل الصحة، وقبل الطعام والشـراب! أتدري لماذا؟ لأن الخائف لا يهنأ بصحة ولا بمطعم ولا بمشـرب، ولذا بدأ النبيُّ صلى الله عليه وسـلم به.

 

رسالة الإِسْلام إلى العالم: «سلامٌ على من اتبع الهدى»

شـعارٌ بـدأ بـه صلـى الله عليـه وسـلم رسـائله إلـى ملـوك الأرض، فيـه تحيـةٌ تحمـل روح الإِسْلام وروح الرسـالة، وهـي آيـة وردت في قصـة سـيدنا موسـى مـع فرعـون، ولكن النبـي ﷺ اسـتعارها في خطابـه إلى هرقل وغيـره مـن ملـوك الأرض؛ ليكـون ليـس مجـردَ تحيـةٍ فقـط، بـل هـو مبـدأ وعهـد؛ فلنجُـدد نحـن هـذا العهـد في حياتنـا، ولنظُهـر هـذا الهُـدى في سـلوكنا، ونعمـل بهـذه الرسـالة النبويـة.

ولقـد أدرك العالـم كلُّـه عـر تاريـخ المسـلمين، أننـا لـم نخـن عهـدًا، ولـم نـروِّع آمنـًا، ولـم نسـلب حقًّـا، ولـم نحتـل أرضًـا، بـل نشـرنا العـدل، وأنصفنـا المظلـوم، ومـا اعتدينـا على مسـالم، وقـد كان من وصايا سـيدنا أبـي بكـر الصديـق رضـي الله عنـه لقائـد جيشـه: «وَلَا تُغْرِقُنَّ نَخْـلًا وَلَا تَحْرِقُنهَّا، وَلَا تَعْقِـرُوا بَهِيمَةً، وَلَا شَـجَرَةً تُثْمِـرُ، وَلَا تَهْدِمُـوا بَيْعَـةً، وَلَا تَقْتُلُـوا الْوِلْـدَانَ وَلَا الشُّـيُوخَ وَلَا النّسَـاءَ، وَسَـتَجِدُونَ أَقْوَامًـا حَبَسُـوا أَنْفُسَـهُمْ فـِي الصَّوَامـِعِ فَدَعُوهُـمْ وَمَـا حَبَسُـوا أَنْفُسَـهُمْ لَـهُ» [رواه البيهقـي في «السـنن الكـبرى].

ولمـا فتـح سـيدنا عمـر بـن الخطاب رضـي الله عنه بيت المقـدس، رأينا سـماحة أمير المؤمنيـن عندما أبقى لهـم مـا يتعلـق بدينهـم، ورفـض أنْ يصلِّـي في الكنيسـة مـع علمـه بجـواز ذلـك -فـالأرض كلهـا طاهـرة تصـح عليهـا الصـلاة إلَّا مـا اسـتثناه الدليـل الشـرعي- ولكنـه أبـى أن يصلـي في الكنيسـة، وصلَّـى علـى الدرجـة التـي علـى بـاب الكنيسـة منفـردًا، ولمـا سـئل عـن سـبب ذلك قال: حتـى لا يُقـال: «إنَّ عمر قـد صلى ها هنـا، فتُحَوَّل الكنيسـة إلـى مسـجد مـِنْ بعدي».

فحيـن قـال للبطريـرك: أريـد الصـلاة، فقـال لـه: صـلّ موضعـك، فامتنـع وصلّـى علـى الدرجـة التـي علـى بـاب الكنيسـة منفـردًا، فلمّـا قضى صاته قـال للبطريرك: «لو صليت داخل الكنيسـة أخذها المسـلمون بعدي، وقالـوا: هنـا صلـى عمـر»، وكتـب لهـم «ألا يجمـع على الدرجـة للصـلاة ولا يؤذن عليهـا» [تاريخ ابـن خلدون ٢/ ٢٦٨].

وقـد قـال لهـم عبارتـه الخالـدة: «بسـم الله الرحمـن الرحيـم مـن عمـر بـن الخطاب لأهـل إيلياء إنهـم آمنون علـى دمائهـم وأولادهـم ونسـائهم وجميـع كنائسـهم لا تسـكن ولا تهدم».

وقـال العامـة محمـد الصـادق عرجـون: «فهذا أبو عبيـدة بن الجراح، أميـن هذه الأمة الإِسْلامية، وعظيم فتـوح المصالحـات، الـذي سـدَّ بـه عمـر بـن الخطـاب فـراغَ خالـد بـن الوليد، بطـل فتوحـات الحـرب والقتال، نقـرأ في مصالحاتـه لأهـل الشـام، أنـه صالحهـم علـى الإبقـاء علـى معابدهـم مـن البيـع والكنائس داخـل المدن وخارجهـا مصونـة، لا يهـدم منهـا شـيء، ولا يُغَيـر من معالمها شـيءَ، وصالحهم على حَقْن دمائهم وحفظ حياتهم، وصالحهم على الدفاع عنهم وحمايتهم من اعتداء من يهم بالاعتداء عليهم، وصالحهـم علـى أن مـن قاتلهـم أو ناوأهـم وجـب علـى المسـلمين أن يقاتلوه دونهـم، ويدفعـوه عنهم بقوة السلاح.

فهـل هـذه المبـادئ التـي تلـزم المسـلمين أن يحافظـوا علـى معابـد أهـل الذمـة والمعاهديـن داخـل المـدن وخارجهـا، وتلزمهـم بحمايـة دمائهـم أن تسـفك، والدفـاع عنهـم بنصـب القتـال لمـن قاتلهـم أو ناوأهـم مـن أعدائهـم، مـع مـا في ذلـك مـن التعـرض للقتـل وإثـارة العـداوة علـى المسـلمين في نفـوس أعـداء أهـل الذمـة المناوئيـن لهـم: يمكـن أن يُشَـم منهـا رائحـةُ غـزو مـادي لنهـب ثـروات أو جمـع أمـوال؟ أو يمكـن أن تفيـد من قريـب أو بعيـد إكراهًـا علـى الدخـول في الإِسْلام؟ أو يصـور فيهـا اعتـداء علـى حريـة الأديان». [الموسـوعة في سـماحة الإِسْلام]

 

حقائق واقعية على أن الإِسْلام دين السّلام ولم ينتشر بالسيف

 

الإِسْلام ديـن السـلم ويفضلـه علـى الحرب دائمًـا؛ لأن الإِسْلام دين السّلام والهداية والمحبـة، ولا يلجأ إلـى القتـال إلا عنـد وجـود الظـروف القاهـرة، والضـرورات الملجئة من حفـظ النفوس والأوطـان ونحوها. ولهـذا لمـا طلـب المشـركون عـام الحديبيـة الصلح، ووضـع الحرب بينهم وبين رسـول الله صلـى الله عليه وآلـه وسـلم تسـع سـنين، أجابهـم إلى ذلـك، مع ما اشـترطوا من شـروط مجحفة في حق المسـلمين.

وقـد شـهد سـيدنا أبـو سـفيان رضـي الله عنـه وهـو رجـل حـارب النبـي صلـى الله عليـه وسـلم قبـل إسـلامه سـنوات عديـدة، ولـم يؤمـن إلاَّ في «فتـح مكـة»، ولكنـه قـال لرسـول الله صلـى الله عليـه وسـلم: «إنّكَ لَكَريِـمٌ، فـِدَاكَ أَبـِي وَأُمِّـي، وَالله لَقَـدْ حَارَبْتُـكَ فَنعْـمَ الْمُحَارِبُ كُنْتَ، ثُمَّ سَـالَمْتُكَ فَنعْمَ الْمُسَـالمُ أَنْتَ، جَـزَاكَ اللهُ خَيْرًا». [تاريـخ دمشـق لابن عسـاكر].

قـال الدكتـور أسـامة الأزهـري: «بنظـرة فاحصـة في الغـزوات التـي خاضهـا سـيدنا النبـي -صلـى الله عليـه وسـلم-، والسـرايا التـي بعـث فيهـا نائبـًا عنـه، لـم يقـع فيهـا قتـال إلا في «سـبع غـزوات» مـن أصـل «ثمانيـن غـزوة»، وكان عـدد القتلـى من المسـلمين «١٣٩ شـهيدًا»، ومن المشـركين «١١٢ قتيلًا»، ولـو وزعت مجموع القتلـى مـن الطرفيـن (٢٥١) علـى عـدد الغـزوات (٨٠)، لنتـج لـك «ثلاثـة قتلـى» تقريبًـا في كل معركـة خلـال «العشـر السـنوات منـذ الهجـرة حتـى انتقالـه للرفيـق الأعلـى».

وهـذا شـيء لا يذكـر بالنسـبة لحـروب راح ضحيتهـا الملايين عبر تاريخ البشـرية الطويـل، أو أقل من قتلى حـوادث الطـرق في مدينة متوسـطة الحجم في سـنة واحدة.

ثـم إن تلـك الغـزوات وقعـت خـارج مكـة، فـكان -صلـى الله عليـه وسـلم- آمنـا مطمئنـا في المدينـة وإذ بـه يخـرج عليـه المعتـدون، وبعـد مـرور مئة سـنة من انتشـار الإِسْلام، كانت نسـبة المسـلمين في بـلاد «فارس» (إيـران حاليـا) (٥ %) وفي العـراق (٣ %) وفي مصـر وسـوريا (٢ %)، وفي الأندلـس أقـل مـن ١ %، ثـم ارتفعـت نسـبة المسـلمين بعـد ذلـك بمـرور الزمـن، فلـو كان الإِسْلام انتشـر بالقـوة لمـا تفاوتـت هـذه النسـب، العامـل الرئيـس إنمـا كان السـلم والسّلام، والمحبـة والوئـام. [جـزء مـن لقـاء تلفزيـوني].

 

إجراءات وتطبيقات عملية للسلام في الإِسْلام

 

– السّلام مع الناس: فلا ظلم، ولا عدوان، ولا سبّ ولا لعن.

– السّلام داخـل الأسـرة: سـام بيـن الـزوج وزوجـه، وبيـن الأب وأبنائـه؛ فلـا صـراخ، ولا عنـف، ولا تحقيـر.

– السّلام مـع البيئـة والحيـوان: فـلا قطع شـجرٍ بغيـر حاجـة، ولا قتل لحيـوانٍ إلا بحق؛ قـال ﷺ: «دخلتِ امـرأةٌ النّـار في هِـرّة حبَسـتْها …» [رواه البخاري]

– السّلام في السـلوك العـام: فـلا اعتـداء في الطريـق، ولا إيـذاء في المواصـلات، ولا سـباب في الإنترنـت والسوشـيال ميديـا.

 

تطبيقات دعوية وسلوكيّة لرسالة السّلام في السوشيال ميديا

– اجعل كل ما تكتبه وتشـاركه في السوشـيال ميديا سـفيرًا لسـام الإِسْلام؛ فمن لم يسـلم الناس من لسـانه على الإنترنت، فليس بمسـالم ولا مسـلم بحق.

– لا تبـدأ تعليقًـا بعبـارات هجوميـة أو عدائيـة؛ بـل ابدأ بتحية الإِسْلام: «السّلام عليكـم»، أو كلمات مثل: «بـارك الله فيك»، «جـزاك الله خيرًا».

– لا تُرسـل مـا يُشـعل الفتـن؛ قـال الله: {وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنٗا} [البقرة: ٨٣]، فـلا تنشـر مقاطـع العنـف، أو أخبـار الكراهيـة، أو سـخرية مـن الآخريـن، وكـن ممـن ينشـر السـكينة لا السـباب، وكـن ممـن يبنـي لا يهـدم.

– بعـض النقاشـات والحـوارات تتحـول إلـى شـتائم وفضائـح؛ فـإذا شـعرت أن النقـاش سـيتحول إلـى خصـام، فقـل: «سلـامٌ عليكـم لا نبتغـي الجاهليـن».

– كـن داعيـة سلـام لا داعيـة شـتات؛ فـلا تكـن سـببًا في تفريـق الأمة، أو بـث العنـف الطائفـي أو العنصريّ، وكـن صانـع محتـوى نافـع، مصلحًا بيـن الناس، ناشـرًا للخيـر والدعـاء والهدوء.

– لا تُشوّه من يخالفك، ولا تُقلّل من شأن الآخرين، ولا تفتري على الناس بالمنشورات. قال الله: {وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ عَلَىٰٓ أَلَّا تَعۡدِلُواْۚ} [المائدة: ٨]. 

– ادعُ للنـاس ولا تـدعُ عليهـم؛ بـدلًا مـن: «ربنـا ينتقم منـه»، قل: «اللهـم أصلحه»، وبدلًا من التشـفي، قل: «اللهـم اجعـل هذا الموقف سـبب هداية».

*********

الخطبة الثانية

مفهوم التضحية ومجالاتها

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، أما بعد:

فـإن التضحيـة خلـقٌ عظيـم، ومنهجٌ كريم، بهـا تُبنى الأمم، وتقـوم الحضارات، وتُصان الأمانـات؛ إن الفرد في الإِسْلام ليـس كائنـًا أنانيًّا يسـعى لمصلحتـه فقـط، بـل هـو جـزء مـن كيـانٍ أعظـم اسـمه «الأمـة»، وقـد ربـط الإِسْلام صـاح الفـرد بصـاح المجتمـع، وجعـل مـن أعظم صـور العبـادة: أن يُضحِّي الإنسـان بوقتـه، وماله، وجهـده، وأحيانًـا بنفسـه في سـبيل سـعادة الآخرين.

قـال الله تعالـى: {لَن تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ} [آل عمران: ٩٢]، أي: لـن تبلغـوا درجـة الإحسـان والبـرّ إلا إذا قدّمتـم الأغلـى، وقـال سـبحانه في وصـف المؤمنيـن: {وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ[الحشر: ٩]، أي: يُضحّـون ويقدّمـون غيرهـم حتـى لـو كانـوا في أشـدّ الحاجة.

– إن التضحيـة هـي بـذل مـا يسـتطيع المـرء تقديمـه بالنفـس والمـال والوقـت والحيـاة والجهـد مـن أجـل الآخريـن، والتضحيـة ليسـت بالأمـر السـهل، فليـس جميـع النـاس يسـتطيعون بـذل أغلى مـا يملكون في سـبيل الآخريـن؛ كتضحيـة الأب براحتـه مـن أجـل أسـرته، والمعلـم بجهده من أجل طابـه، والطبيـب بوقته من أجل مرضاه.

– يختلـف النـاس في تضحياتهـم، علـى اختـلاف مـا يضحـون لأجلـه؛ فمنهـم مـن يضحـي لأجـل وطنـه، ومنهـم مـن يضحـي لأجـل أهلـه وأولاده، ومنهـم مـن يضحّـي لأجـل دينـه.

– تُكتسـب التضحيـة بتعويـد النفـس علـى تمنـي الخيـر للنـاس، ومسـاعدتهم في حاجاتهـم، وتُكتسـب بمرافقـة أصحـاب الأخـلاق الحسـنة الذيـن تربَّـوا علـى التضحيـة ومارسـوها حتـى أصبحـت سـمةً أساسـيةً في شـخصيتهم، كمـا تُكتسـب بالتحلّـي بالشـجاعة والإقـدام والتخلـص مـن الأنانيـة.

– أهميـة تربيـة الأبنـاء منـذ نعومـة أظفارهـم علـى حـب الغَيـر بدايـةً مـن الأسـرة والأهـل، انتقـالًا إلـى المجتمـع بأكملـه.

أمثلة حيّة للتضحية

– حـادث سـقوط الطائـرة العسـكرية في رأس الـبر وكيـف ضحـى الطيـاران بحياتهمـا حفاظًـا علـى أرواح المواطنيـن.

– البطـل الشـهيد والسـائق الشـجاع الـذي جسـد أسـمى معـاني التضحيـة، عندمـا أنقـذ مدينـة العاشـر مـن رمضـان بمحافظـة الشـرقية مـن كارثـة محققـة، بعـد أن اندلـع انفجـار في تانـك سـيارته أثنـاء تزويدهـا بالوقـود داخـل محطـة بنزيـن، فبـدلاً مـن الهـرب والفـرار لإنقـاذ نفسـه، دفـع حياتـه ثمنـا لشـجاعته، حيـث قـاد السـيارة المشـتعلة بعيـدًا عـن المحطـة، محـاولًا حمايـة آلاف المواطنيـن مـن خطـر الانفجـار الـذي كاد يدمـر المدينـة بأكملهـا، ممـا جعلـه رمـزًا للتضحيـة والفـداء.

 

 مراجع للاستزادة:

– رسائل السام ورسل الإِسْلام، يوسف الدجوي.

– الموسوعة في سماحة الإِسْلام، محمد الصادق عرجون.

 

 

 _____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: ahmed_dr.ahmed@yahoo.com رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى