خطبة الجمعة الثانية بعنوان : التضحية… بذل وعطاء

خطبة الجمعة الثانية بعنوان : التضحية… بذل وعطاء لـ خطبة الجمعة القادمة : السلام رسالة الإسلام ، بتاريخ 9 محرم 1447هـ ، الموافق 4 يوليو 2025م.
لتحميل خطبة جمعة استرشادية بعنوان : التضحية… بذل وعطاء لـ خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 4 يوليو 2025 بصيغة word بعنوان: السلام رسالة الإسلام، بصيغة word
ولتحميل خطبة جمعة استرشادية بعنوان : التضحية… بذل وعطاء لـ خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 4 يوليو 2025 بصيغة pdf بعنوان : السلام رسالة الإسلام pdf
عناصر خطبة جمعة استرشادية بعنوان : التضحية… بذل وعطاء لـ خطبة الجمعة القادمة : السلام رسالة الإسلام ، كما يلي:
ولقراءة خطبة جمعة استرشادية بعنوان : التضحية… بذل وعطاء لـ خطبة الجمعة القادمة : السلام رسالة الإسلام بتاريخ 4 يوليو 2025 بعنوان ، كما يلي:
خطبة بعنوان: التضحية… بذل وعطاء
بتاريخ 9 محرم 1447هـ – 4 يوليو 2025م
التضحية في الإسلام تُعدّ قيمة سامية تعكس التفاني في بذل النفس والمال والجهد طلبًا لرضا الله، ولما ولا وهي منهاج حياة قائم على الإيثار وتفضيل مصلحة الآخرين على المصالح الشخصية، ولا تقتصر التضحية على المواقف الحربية فحسب، بل تمتد إلى كونها سلوكًا يوميًا ينبع من إيمان صادق، مما يُسهم في تعزيز صلاح الفرد والمجتمع وتوطيد روابط الأخوة والانسجام بين الناس، نسأل الله أن يمنحنا قلبًا مُفعمًا بروح التضحية والإيثار، وأن يجعلنا من الذين يُقدّمون مصلحة الآخرين على مصالحهم الشخصية
- العناصر:
- مفهوم التضحية
- صور التضحية في الحياة اليومية
- الخاتمة
مفهوم التضحية
تتجلى وتتألق مصطلحات عظيمة في رحاب ديننا الحنيف، فتغمر الإنسان بالسعادة والفرح، ومن أعظم تلك المصطلحات المبهجة، مصطلحات: “البذل السخي، والجود الفياض، والشهامة النبيلة، والمروءة الأصيلة، وإنكار الذات” الذي يُعلي من شأن الآخرين، والعمل الصامت الذي ينسج خيوط الخير في الخفاء، كل هذه المعاني العظمى تُتوِّجها وتضمها قيمةٌ واحدةٌ هي “التضحية”، فتلك القيمة التي تنتشل العبد من وحل المصلحة الذاتية، وتُعتقه من قيود الأنا؛ لترتقي به نحو غايات أسمى حيث تذوب المصالح الشخصية في بوتقة العطاء المطلق، هنا يتألق بريق بذل النفس والمال والوقت لا لشيء إلا ابتغاء وجه الله، ورجاء الأجر والثواب منه – عز وجل- وهذا ما أكده الله – تعالى- في كتابه الكريم بقوله تعالى: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} [سورة المزمل: آية ٢٠]، وتتجلى هذه الروح أيضًا في الحديث النبوي الشريف: «ما نقَصَ مالٌ من صدَقةٍ » [رواه مسلم في “صحيحه]، مما يؤكد أن العطاء في سبيل الله ليس نقصًا بل زيادة وبركة.
إن مفهوم “التضحية” في الإسلام، إنما هو تجسيد حي للإيثار، الذي يقدم فيه المرء مصلحة غيره أو مصلحة دينه على مصلحته الشخصية، وهذا المفهوم يتجلى بوضوح في آيات كتاب الله العزيز، وسنة نبيه الكريم – صلى الله عليه وسلم-؛ فالقرآن الكريم يحدثنا عن التضحية بمعناها الواسع في مواضع عدة منها قوله تعالى: {لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [سورة آل عمران: آية ٩٢]، فهذه الآية الكريمة لا تتحدث عن القتال بل عن الإنفاق من أحب الأموال إلى النفس، وهذا بحد ذاته تضحية عظيمة، فالمسلم هنا يضحي بجزء من ماله الذي جمعه، وسهر عليه ابتغاء مرضاة الله، وهو دليل على تغلغل الإيثار في قلبه.
صور التضحية في الحياة اليومية
إن التضحية في الإسلام هي منهاج حياة، وهي عبارة عن سلوك يومي، ينبع من قلب مؤمن، فيرجو ما عند الله، إنه بناء للمجتمعات، وتآلف للقلوب، وغرس للرحمة في النفوس، هي أن تضحي بكلمة طيبة في وجه من يسيء إليك، أو أن تكظم غيظك أو أن تتنازل عن حقك من أجل الصلح، أو أن تبذل جهدًا؛ لمساعدة محتاج، أو أن تصبر على أذى الجار، أو أن تعفو عمن ظلمك؛ كل ذلك تضحية عظيمة، تؤدي إلى صلاح الفرد والمجتمع، وتعميق أواصر الأخوة والترابط، فعلى كل مسلم أن يدرك أن ساحات التضحية ليست فقط في خوض المعارك، بل في كل لحظة من حياتنا، يمكننا أن نكون مضحيين ابتغاء وجه الله – تعالى-.
أيها الأب الكريم، أيها المربي الفاضل، علّم أولادك معنى التضحية، كما تُعلمهم أبجديات الحياة، اغرس في نفوسهم الصغيرة، بذور حب الوطن، واسقِها بحب الناس، وزيّنها بزهور فعل الخيرات، دون انتظار مقابل، علّمهم أن التضحية ليست مجرد فعل عابر بل هي مقام الأصفياء، الذين اصطفاهم الله؛ لنصرة دينه وعباده، وفعل الأتقياء الذين يخشون ربهم في السر والعلن، وعلامة فارقة من علامات الأولياء الذين باعوا الدنيا، واشتروا الآخرة.
وقد جاء في الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم: مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم كمثلِ الجسدِ الواحدِ إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالحمى والسهرِ» [صحيح مسلم]، ليجسد روح التضحية والتعاون، فاجعل من بيتك منارة تشع بقيم العطاء والإيثار، لتتعلم الأجيال أن الحياة الحقيقية تكمن في العطاء، إنها دعوة صريحة للعمل، والبناء، وتقديم النفع للجميع، فالتضحية؛ بذل وعطاء.
الخاتمة
التضحية في الإسلام تعد من القيم النبيلة التي تشكل أساسًا لبناء مجتمعات قوية ومتلاحمة، فهي تغرس روح الإيثار والعطاء بين الناس، مما يسهم في تحقيق التكافل الاجتماعي ونشر المحبة والرحمة في المجتمع، من خلال التزامنا بهذه القيمة السامية، نتقرب إلى رضا الله سبحانه وتعالى، ونعزز روابط المحبة والتعاون بين الأفراد، إن تعليم الأبناء أهمية التضحية وترسيخ قيم العطاء والإيثار في نفوسهم يعد ركيزة أساسية لبناء أجيال واعية، كما أن الحرص على تقديم العون للمحتاجين، وتخصيص الجهود والوقت في سبيل الله، يعزز مكانة هذه القيمة في حياتنا، اتباع سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في التضحية والعطاء يمثل نموذجًا مثاليًا لتعزيز هذه الفضائل في المجتمع وترسيخها كأسلوب حياة.
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف