خطبة الجمعة القادمة 11 يوليو 2025 : لله درك يا ابن عباس ، للشيخ خالد القط
لله درك يا ابن عباس ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 16 محرم 1447هـ ، الموافق 16 يوليو 2025م

خطبة الجمعة القادمة 11 يوليو 2025 بعنوان : لله درك يا ابن عباس ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 16 محرم 1447هـ ، الموافق 16 يوليو 2025م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 11 يوليو 2025 بصيغة word بعنوان : لله درك يا ابن عباس ، بصيغة word للشيخ خالد القط
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 11 يوليو 2025 بصيغة pdf بعنوان : لله درك يا ابن عباس ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 11 يوليو 2025 بعنوان : لله درك يا ابن عباس ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
لله درك يا ابن عباس
بتاريخ 16 محرم 1447هـ – 11 يوليو 2025م
الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل فى كتابه العزيز ((وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)) سورة البقرة (143).
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقدره العظيم.
أما بعد
أيها المسلمون، فإن الناس منذ فجر التاريخ، وهم مختلفون ومتنوعون فى معتقداتهم وفى فهمهم ووعيهم بأمور دينهم، وحتى دنياهم، وصدق الله العظيم حين قال ((وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) سورة هود.
أيها المسلمون، ومنذ جاء النبي صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام، وأنت تجد نفسك أمام فرق ثلاث، فريق صدّقه صلى الله عليه وسلم، وكذّبه فريق ثان، ولكن الشر كل الشر يكمن في الفريق الثالث، وهم الذين تظاهروا بالإسلام، ولكن قلوبهم لم تتذوق حلاوة الإيمان بالله أبدا، فعاشوا حياتهم وبذلوا أقصى ما في وسعهم لتشويه جمال ورونق هذا الدين العظيم، ولكن حاشهم فكيدهم مكشوف ومكرهم معروف، ولذلك لا تعجب حين يبين ربنا تبارك وتعالى، أن هؤلاء المنافقين في أسفل دركات جهنم، قال تعالى ((إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا)) سورة النساء (145)، إن أصحاب الفكر الضال والنفوس المريضة، والقلوب المظلمة، لا يتورعون، ولا يتركون منهجهم في الحياة حتى ولو كان أحدهم يخاطب سيد ولد آدم. ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: ((بَعَثَ عَلِيُّ بنُ أبِي طالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه إلى رَسولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ اليَمَنِ بذُهَيْبَةٍ في أدِيمٍ مَقْرُوظٍ، لَمْ تُحَصَّلْ مِن تُرابِها، قالَ: فَقَسَمَها بيْنَ أرْبَعَةِ نَفَرٍ، بيْنَ عُيَيْنَةَ بنِ بَدْرٍ، وأَقْرَعَ بنِ حابِسٍ، وزَيْدِ الخَيْلِ، والرّابِعُ: إمّا عَلْقَمَةُ وإمّا عامِرُ بنُ الطُّفَيْلِ، فَقالَ رَجُلٌ مِن أصْحابِهِ: كُنّا نَحْنُ أحَقَّ بهذا مِن هَؤُلاءِ، قالَ: فَبَلَغَ ذلكَ النبيَّ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: ألا تَأْمَنُونِي وأَنا أمِينُ مَن في السَّماءِ، يَأْتِينِي خَبَرُ السَّماءِ صَباحًا ومَساءً، قالَ: فَقامَ رَجُلٌ غائِرُ العَيْنَيْنِ، مُشْرِفُ الوَجْنَتَيْنِ، ناشِزُ الجَبْهَةِ، كَثُّ اللِّحْيَةِ، مَحْلُوقُ الرَّأْسِ، مُشَمَّرُ الإزارِ، فَقالَ يا رَسولَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ، قالَ: ويْلَكَ، أوَلَسْتُ أحَقَّ أهْلِ الأرْضِ أنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ قالَ: ثُمَّ ولّى الرَّجُلُ، قالَ خالِدُ بنُ الوَلِيدِ: يا رَسولَ اللَّهِ، ألا أضْرِبُ عُنُقَهُ؟ قالَ: لا، لَعَلَّهُ أنْ يَكونَ يُصَلِّي فَقالَ خالِدٌ: وكَمْ مِن مُصَلٍّ يقولُ بلِسانِهِ ما ليسَ في قَلْبِهِ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي لَمْ أُومَرْ أنْ أنْقُبَ عن قُلُوبِ النّاسِ ولا أشُقَّ بُطُونَهُمْ قالَ: ثُمَّ نَظَرَ إلَيْهِ وهو مُقَفٍّ، فَقالَ: إنَّه يَخْرُجُ مِن ضِئْضِئِ هذا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ رَطْبًا، لا يُجاوِزُ حَناجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، وأَظُنُّهُ قالَ: لَئِنْ أدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ ثَمُودَ)) .
أيها المسلمون، علينا أن نعلم أن أصحاب الفكر الضال المنحرف ليسوا حديثي عهد، بل إن جذورهم لتمتد في أعماق التاريخ، وأن الدخول معهم في حوار، هو من أشق الأمور على النفس، لأن أكثر هؤلاء تقريباً قد قام بتعطيل أعظم نعمة وهبها الله للإنسان، وهى نعمة العقل، ولهذا لا أملك إلا أن أقول لله درك يا ابن عباس، كان الله في عونك يا ابن عم رسول الله، وذلك حين دخل في حوار مع هؤلاء فعند النسائي وغيره بسند حسن من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: ((لما خرجتِ الحروريةُ اعتزلوا في دارٍ وكانوا ستةَ آلافٍ فقلتُ لعليٍّ: يا أميرَ المؤمنين أبردْ بالصلاةِ لعلي أكلِّمُ هؤلاء القومَ. قال: إني أخافهم عليك، قلتُ: كلا، فلبستُ وترجلتُ ودخلتُ عليهم في دارٍ نصفَ النهارِ وهم يأكلون فقالوا: مرحبًا بك يا ابنَ عبّاسٍ فما جاء بك؟ قلتُ لهم: أتيتكم من عند أصحابِ النبيِّ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلم – المهاجرين والأنصارِ ومن عندِ ابنِ عمِّ النبيِّ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلم – وصهرِه، وعليهم نزل القرآنُ. فهم أعلمُ بتأويلِه منكم وليس فيكم منهم أحدٌ لأبلِّغَكُم ما يقولون وأبلغَهُم ما تقولون. فانتحى لي نفرٌ منهم، قلتُ: هاتوا ما نقمتم على أصحابِ رسولِ اللهِ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلم – وابنِ عمِّه؟ قالوا: ثلاثٌ، قلتُ: ما هنَّ؟ قال: أما إحداهنَّ فإنه حكَّم الرجالَ في أمرِ اللهِ وقال اللهُ: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلّا لِلَّهِ﴾ [الأنعام: ٥٧، يوسف: ٤٠، ٦٧] ما شأنُ الرِّجالِ والحكم؟ قلتُ: هذه واحدةٌ. قالوا: وأمّا الثانيةُ فإنه قاتَل ولم يَسبِ ولم يَغنمْ إن كانوا كفّارًا لقد حل سبيُهم ولئن كانوا مؤمنين ما حلَّ سبيُهُم ولا قتالُهم. قلتُ: هذه ثنتان فما الثالثةُ؟ وذكر كلمةً معناها. قالوا: محى نفسَه من أميرِ المؤمنين فإن لم يكن أميرَ المؤمنين فهو أميرُ الكافرين. قلتُ: هل عندكم شيءٌ غيرُ هذا؟ قالوا: حسبُنا هذا، قلتُ لهم: أرأيتُكم إنْ قرأتُ عليكم من كتابِ اللهِ جل ثناؤُه وسنةِ نبيِّه – صلّى الله عليه وعلى آله وسلم – ما يردُّ قولَكم أترجعون؟ قالوا: نعم قلتُ: أما قولُكم: حكَّم الرجالَ في أمرِ اللهِ فإني أقرأ عليكم في كتابِ اللهِ أنْ قد صيَّرَ اللهُ حكمَه إلى الرجالِ في ثمنِ ربعِ درهمٍ فأمر اللهُ تبارك وتعالى أن يحكُمُوا فيه. أرأيتَ قولَ اللهِ تبارك وتعالى: ﴿يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ﴾ [المائدة: ٩٥] وكان من حُكم اللهِ أنْ صيرَه إلى الرجالِ يحكمون فيه، ولو شاء يحكمُ فيه فجاز من حكمِ الرجالِ، أنشدُكم باللهِ أحكمُ الرجالِ في صلاحِ ذات البينِ وحقنِ دمائِهم أفضلُ أو في أرنبٍ؟ قالوا: بلى، بل هذا أفضلُ. وفي المرأةِ وزوجِها ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِها﴾ [النساء: ٣٥] فنشدتُكم اللهَ، حكمُ الرجالِ في صلاحِ ذات بينهم وحقنِ دمائِهم أفضلُ من حكمِهم في بُضعِ امرأةٍ؟ خرجتُ من هذه؟ قالوا: نعم. قلتُ: وأما قولُكم: قاتلَ ولم يسبِ ولم يغنمْ أفتسبون أمَّكم عائشةَ، تستحلُّون ما تستحلُّون من غيرها وهي أمُّكم؟ فإن قلتم: إنا نستحلُّ منها ما نستحلُّ من غيرِها فقد كفرتم، وإن قلتم: ليست بأمِّنا فقدْ كفرتم: ﴿النبي أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ﴾ [الأحزاب: ٦] فأنتم بين ضلالتين فأتوا منها بمخرجٍ أفخرجت من هذه؟ قالوا: نعم. وأما محيُ نفسِه من أميرِ المؤمنين، فأنا آتيكم بما ترضون. أنَّ نبيَّ اللهِ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلم – يومَ الحديبيةِ صالحَ المشركين فقال لعليٍّ: (اكتبْ يا عليُّ: هذا ما صالح عليه محمدٌ رسولُ اللهِ) قالوا: لو نعلمُ أنك رسولُ اللهِ ما قاتلناك. فقال رسولُ اللهِ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلم -: (امحْ يا عليُّ: اللهمَّ إنك تعلمُ أني رسولُ اللهِ امحْ يا عليُّ واكتبْ: هذا ما صالح عليه محمدُ بنُ عبدِ اللهِ) واللهِ لَرسولُ اللهِ – صلّى الله عليه وعلى آله وسلم – خيرٌ من عليٍّ، وقد محى نفسَه، ولم يكن محوُهُ نفسَه ذلك محاه مِن النبوةِ أخرجتُ من هذه؟ قالوا: نعم، فرجع منهم ألفان، وخرج سائرُهم فقُتلوا على ضلالتِهم، قتلهم المهاجرون والأنصارُ في)).
أيها المسلمون، إن القضية الأهم، هي كيف نحمي أبناءنا وشبابنا من براثن التطرف والغلو ومن أصحاب الفكر الضال:
فهؤلاء الضالون المضلون يعملون ليل نهار على إفساد شبابنا وأمتنا، فحرى بنا أن نكون جميعاً على قدر المسؤولية وأن نجلّى ونبين للمجتمع حقيقة هؤلاء وزيفهم وضلالهم.
كما ينبغي تكثيف التوعية بخطورة هؤلاء وذلك من خلال كل وسائل العلم والمعرفة
أيها المسلمون، على كل ولى أمر أن يكون على قدر المسؤولية فى بيته، فهو مسؤول عن متابعتهم وتوجيههم إلى ما ينفعهم فى دينهم ودنياهم انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم ((كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ)).
الخطبة الثانية
“”””””
أيها المسلمون، علينا أن نصطف صفاً واحداً ولحمة واحدة من أجل المحافظة على وطننا الغالي مصر، وأن لا تأخذنا في الله لومة لائم، في كل من أراد تشويه عظمة ديننا العظيم أو محاولة إفساد شبابنا.
فكلنا في سفينة واحدة، كما عبّر عن ذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ((مَثَلُ القائِمِ على حُدُودِ اللَّهِ والواقِعِ فيها، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا على سَفِينَةٍ، فأصابَ بَعْضُهُمْ أعْلاها وبَعْضُهُمْ أسْفَلَها، فَكانَ الَّذِينَ في أسْفَلِها إذا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا على مَن فَوْقَهُمْ، فقالوا: لو أنّا خَرَقْنا في نَصِيبِنا خَرْقًا ولَمْ نُؤْذِ مَن فَوْقَنا، فإنْ يَتْرُكُوهُمْ وما أرادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وإنْ أخَذُوا على أيْدِيهِمْ نَجَوْا، ونَجَوْا جَمِيعًا.)).
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ مصرنا ويحفظ شبابنا ويهدينا جميعاً لما فيه رضاه
بقلم: الشيخ خالد القط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف