أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة ، بعنوان: شرف الدفاع عن الوطن وجهاد العلم والبناء والإعمار والاصطفاف الوطني، للدكتور أحمد سليمان

شرف الدفاع عن الوطن وجهاد العلم والبناء والإعمار والاصطفاف الوطني أشكال الدفاع عن الوطن وقت السلم واجبنا نحو شباب الأمة في ظل التحديات المعاصرة  بقلم الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية

خطبة الجمعة ، بعنوان: شرف الدفاع عن الوطن وجهاد العلم والبناء والإعمار والاصطفاف الوطني أشكال الدفاع عن الوطن وقت السلم واجبنا نحو شباب الأمة في ظل التحديات المعاصرة بقلم المفكر الإسلامي الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الجمعة: 11 ربيع الثاني 1447هـ، الموافق 3 أكتوبر 2025م
 
 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 3 أكتوبر 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان : شرف الدفاع عن الوطن وجهاد العلم والبناء والإعمار والاصطفاف الوطني أشكال الدفاع عن الوطن وقت السلم واجبنا نحو شباب الأمة في ظل التحديات المعاصرة :

لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 3 أكتوبر 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان:شرف الدفاع عن الوطن وجهاد العلم والبناء والإعمار والاصطفاف الوطني أشكال الدفاع عن الوطن وقت السلم واجبنا نحو شباب الأمة في ظل التحديات المعاصرة  ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 3 أكتوبر 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان ، بعنوان : شرف الدفاع عن الوطن وجهاد العلم والبناء والإعمار والاصطفاف الوطني أشكال الدفاع عن الوطن وقت السلم واجبنا نحو شباب الأمة في ظل التحديات المعاصرة ة : كما يلي:

 

خطبة، بعنوان: 

 شرف الدفاع عن الوطن

وجهاد العلم والبناء والإعمار والاصطفاف الوطني

أشكال الدفاع عن الوطن وقت السلم

واجبنا نحو شباب الأمة في ظل التحديات المعاصرة 

بقلم الدكتور/ أحمد علي سليمان

عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية

الجمعة: 11 ربيع الثاني 1447هـ، الموافق 3 أكتوبر 2025م

 
 
 
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى وبخاصة النبي المصطفى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن سيدنا محمدًا (ﷺ) عبده ورسوله.
والصلاة والسلام الأتمان الأكملان، الأشرفان الأنوران، الأعطران الأزهران، المزهران المثمران، على مَن جُمعت كلّ الكمالات فيه.. وعلى آله وصحبه وتابعيه.. اللهم صلِّ أفضل صلاة، على أسعد مخلوقاتك، سَيِّدِنَا محمد (ﷺ)، وعلى آله وصحبه؛ عدد معلوماتك، ومداد كلماتك، كلما ذكرك الذاكرون، وغفل عن ذكرك الغافلون، ورضي الله عن مشايخنا ووالدينا وأولادنا وأزواجنا، والصالحين من عبادك، وأولياء الله أجمعين.
اللهم صلِّ صلاة كاملة، وسلم سلامًا تامًّا، على نبىٍ تنحلُ به العُقد، وتنفرج به الكُرب، وتقضى به الحوائج، وتُنالُ به الرغائب، وحُسنُ الخواتيم، ويستسقى الغمامُ بوجه الكريم. ﻭﻋَﻠَﻰ ﺁﻟِﻪِ الطاهرين، وصحبِه الطيبين، ﻭسلِّم تسليمًا كثيرًا… اللهم آمين يا رب العالمين.
فَمَبْلَغُ العِلْــمِ فِيهِ أَنَّهُ بَشَرٌ… وَأَنَّهُ خَيْــرُ خَلْقِ اللهِ كُلِّهِــمِ
مولاي صلِّ وسلم دائما أبدًا… على حبيبك خير الخلق كلهم
اللهم رضِّه عنَّا، وارض عنَّا، برضاه عنَّا.. ووضئنا بأخلاقه العظيمة، وحقق أمانينا بزيارته، وافتح لنا أبواب رؤيته، ونيل شفاعته، اللهم آمين يا رب العالمين…
أيها المسلمون: أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، فإنها وصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى: (…وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ…) (النساء: 131)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102)، وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) (الأحزاب: 70-71).
وقال تعالى: (…وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (البقرة: 223). أما بعد…
في البداية أهنئ الشعب المصري العظيم، قيادةً وحكومةً وشعبًا أصيلاً، كما أهنئ الأمتين العربية والإسلامية بذكرى نصر السادس من أكتوبر المجيد، ونسأل الله أن ينصر المستضعفين في فلسطين وغيرها، ويؤيد الحق وأهله، ويجعل مصرنا الغالية واحة للأمن والأمان والسلام والاستقرار…
أيها المؤمنون: 
لقد فضَّلَ اللهُ (سبحانه وتعالى) 
• بعضَ الأماكن على بعض. 
• وبعضَ الأزمنة على بعض.
• وبعضَ الأوقات على بعض.
• وبعضَ الأيام على بعض.
• وبعضَ الليالي على بعض. 
• وبعضَ الأحوال على بعض.
• وبعضَ الرسل على بعض. 
• وبعضَ الأمم على بعض. 
• وبعضَ الناس على بعض. 
• وبعضَ الملائكة على بعض.
• وبعضَ الأعمال على بعض…
ومن ذلك: 
 العبادات والشعائر التي فرضها الله (سبحانه وتعالى) على عباده، والتي: تحقق صلاح الشخص، وإصلاحه، وتزرع القيم في نفسه وقلبه ووجدانه، وتعزز من قدراته على البناء والإبداع والإتقان وترقية الحياة.
 العمل الجاد النافع (عمومًا)، والعمل النافع المستدام (خصوصًا) الذي يمتد أثره ونفعه؛ لنفع الدين، الإنسان والأوطان والأمة والعالم والأجيال.
 طلب العلم ونشره وتعليمه؛ لأنه نور يهدي ويصلح ويرقق، وزاد يرفع ويرقى، ورسالة تبني وتشيد حضارة.
 بر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى خلق الله (سبحانه وتعالى)، فهي عبادة وخُلُق وأمانة ومسؤولية أمام الله، وهي أيضًا لبنة في بناء مجتمع متماسك متراحم، يبدأ من أقرب الأقربين وهم أحق الناس بالرعاية والعناية والاهتمام، ثم تمتد لتظلل الآخرين (الأقرب فالأقرب، ثم الأبعد؛ لتصل إلى كل خلق الله ومخلوقات الله…).
 خدمة الناس وقضاء حوائجهم، فالناس عيال الله، وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله.
 الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو سياج القيم وضمانة لحياة نقية فاضلة فاعلة.
 الإبداعات والمتبكرات والمخترعات النافعة، التي ترفع من شأن المجتمع والأمة والإنسانية، وتحقق الرفاهية للناس.
 شرف الدفاع عن الوطن: بالروح والدم، والفكر، والعمل، والإبداع، والمال، وبالكلمة الطيبة الصادقة التي تنفع الناس، وبمواجهة الشائعات، وبكل أمر يسهم في ذلك، وهو واجب شرعي ووطني، تحفظ به الحرمات، وتصان به الكرامات، وتبقى به الهوية والأوطان.
ما الوطن؟
هل الوطن قطعة من الأرض محددة بخطوط الطول ودوائر العرض فحسب.
الجواب: كلا.. فالوطن مفهوم كبير وواسع وشامل.
ماذا تعني كلمة “وطن”؟: 
o الوطن هو: التاريخ الذي نحمله في ذاكرتنا، والحضارة التي نفخر بها، وهو حاضرنا الذي نعيشه ومستقبلنا الذي نرجوه. 
o هو الأمن، والأمان، والتراث، والثقافة، والعادات والتقاليد والأصول المرعية..
o هو التنوع، والتعددية، والتكامل…
o هو العمل، والأمل، والازدهار والترقي…
o هو الراحة، والسكينة، والطمائنية…
o هو الأسرة، والعلاقات الطيبة البانية المتمتدة التي تريح النفس والحياة. 
o هو الظلال والمظلة الكبرى التي تحمينا ونحتمي فيها جميعًا من عوادي الزمن وعواصف الأعداء. 
o وهو السماء التي تأوينا، والأرض التي تحوينا وتحتضن الإنسان منذ مولده؛ يمشي عليها ويعيش فيها، ويبني عليها، ويأكل من خيرات الله فيها، ويستخرج ما في بطنها من ثروات وخيرات، ويحمل هويتها وانتماءها، ويعيش في كنفها آمنًا مطمئنًّا، ويدفن في ثراها إلى أن يشاء الله، ويُبعث منها إلى الحساب والجزاء يوم القيامة.
مثال حي على قيمة الوطن: 
من أراد حقًّا أن يعرف قيمة الوطن، فلينظر حواليه، ويرى الأوطان التي عصفت بها الحروب، وضاعت فيها الهُوية، وتشرد أهلها بين المنافي والخيام. 
فلينظر إلى الطفل الذي كان يمرح في شوارع بلده، فإذا به يحمل حقيبة النزوح بدلا من حقيبة المدرسة. 
وهنا نتذكر الطفل الفلسطيني البطل، الذي كان يسير حافيَ القدمين، حاملًا شقيقته الصغيرة على كتفيه فرارا بها من الأعداء، أثناء نزوحهم الإجباري تحت أصوات القنابل والصواريخ والانفجارات إلى جنوب قطاع غزة. 
ويا له من موقفٍ يشيب له الولدان: (صغيرٌ يحملُ صغيرةً)، ولقد تلقفته يدُ مصر (أم الدنيا الحانية) الحانية بكل رعايةٍ وحنان.
 ولينظر إلى الأم التي كانت تُطعم أولادها بكل حب في دفء بيتها، فإذا بها تبحث عن قوت يومها في المنافي.
 ولينظر إلى الشيخ الذي كان يأنس بأحفاده، فإذا به يفتقد الدواء ويبحث عن يدٍ حانية تخفف ألمه.
ولينظر إلى البيوت التي كانت عامرة آمنة مطمئنة دافئة فقد صارت أطلالًا!!، والطرقات التي كانت تضج بالحياة صارت خاوية إلا من صدى الذكريات وآثار الدمار!!. 
ولينظر إلى المساجد التي كانت تُطلق نداء الحق، فإذا هي وقد دمرها الأعداء، والمستشفيات، والمدارس والمؤسسات إذا هي ركام على ركام.
عندها فقط يدرك الشخص أن الوطن ليس مجرد أرض يُولد عليها، بل هو حياة كاملة: أمن وكرامة، وعقيدة وهُوية، وانتماء واطمئنان، وهو الحضن الذي يقي الإنسان حرارة العدوان، ومن مرارة الضياع وذل الغربة، إنه الملاذ الذي يجعل للحياة طعمًا ومعنى.. يحيا فينا ونحيا فيه..
لماذا كان الدفاع عن الوطن من أشرف الأعمال؟
ما أشكال الدفاع عن الوطن؟
الصحابة الكرام.. مضرب المثل في شرف الدفاع عن الدين والوطن
هل الدفاع عن الوطن مسؤولية الجيش والمؤسسات الأمنية فحسب؟
الدفاع عن الوطن ليس مسؤولية الجيش والمؤسسات الأمنية فحسب، وإن كان دورهم في المقدمة، فهم درع الوطن الحامي وسيفه البتّار.
 لكن المؤكد والذي يجب أن نزرعه في نفوس الصغار والشباب والكبار أم الدفاع عن الوطن شرف، ومسؤولية شاملة تتوزع على كل فرد بحسب موقعه وقدرته ومهاراته وخبراته وإمكاناته: 
• فالمعلّم يدافع عن الوطن حين يزرع في عقول طلابه القيم الصحيحة والانتماء الأصيل.
• والعالِم والمفكّر ينال شرف الدفاع عن الوطن حين يُحصّن العقول من الشبهات، ويردّ عن الأمة حملات التضليل والتشويه.
• والطبيب يدافع حين يحفظ أرواح الناس ويصون صحتهم بالعلاج الصحيح، فيبقى المجتمع قويًّا قادرًا.
• العامل والمهندس والفلاح يدافعون حين يعمرون الأرض ويكدّون في سبيل الاكتفاء الذاتي والبناء والتطوير.
• الأديب والفنان والإعلامي يدافعون حين يقدّمون صورة مشرقة عن وطنهم، ويزرعون الوعي والجمال بدل التزييف.
• كل مواطن يدافع عن وطنه حين يحافظ على النظام العام، ويؤدي عمله بإخلاص، ويحمي المال العام، ويغرس القيم في بيته وأسرته.
• فالدفاع عن الوطن منظومة متكاملة، تبدأ من الجبهة العسكرية ولا تنتهي عند حدود البيت والمدرسة والجامعة والمصنع. إنه شرف جماعي يشارك فيه الجميع، لأن الأوطان لا تبنى إلا بتكاتف سواعد أبنائها جميعًا.
ما منظور الإسلام للحرب؟
القيم النبوية تتجلى لتبهر الدنيا في ساحات القتال
النبيُّ العظيم (ﷺ) قدَّم للبشرية أوَّلَ مدوَّنةٍ أخلاقيةٍ للحرب، سبقت اتفاقيات جنيف بـ 14 قرنًا
في ميادين الدفاع عن الدين والوطن، ورد العدوان، وأيضا في المواجهة بين الحق والباطل، لم تقتصر شجاعة النبي (ﷺ) على القوة العسكرية والانتصارات المجردة، بل أضاءت قيمه النبيلة دروب الرحمة والعدل والإنسانية.
هنا تتجلّى أخلاقياته كمعيار للفضيلة والصبر، فتعلو الرحمة فوق السيف، وتسبق الإنسانية الانتصار، لتبهر الدنيا، ونشير إلى بعضها فيما يلي: 
1- حماية الأرواح البريئة
2- الوفاء بالعهد 
3- الأسرى بين الرحمة والتعليم
4- تحريم الغدر والوحشية
5- تعظيم المقدسات وصون الحرمات
6- ضبط السلوك في ميدان المعركة
نبوية 
أيقظ الله به الأمة ورفع به الهمة 
الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود
وبشارة النبي (ﷺ) له بنصر أكتوبر
فضيلة الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر الشريف (رحمه الله)، كان واحدًا من أعلام الأمة الكبار الذين جمعوا بين العلم والجهاد الروحي والوطني.
 فقد كان صاحب رؤية ثاقبة وهمة عالية في إيقاظ الأمة من سباتها، يربط بين قيم الدين ومقتضيات الواقع، ويؤكد دائمًا أن الإيمان الحق قوة دافعة لحماية الأوطان وصون الكرامة.
ويوم أن أحزب شعب مصر وقيادتها همَّ عدوها الصهيوني الأثيم بعد نكسة 1967م، والشعب يتوق إلى أن يتخلص من مرراة الهزيمة ويتذوق حلاوة النصر، ‎فقد جاءت البشارة النبوية من خلال الإمام الأكبر والعالم الجليل الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الشريف الأسبق، الذي جاء إليه سيدنا رسول الله (ﷺ) في المنام وأخذه هو ومعه علماء المسلمين والقوات المسلحة وعبر النبي قناة السويس في إشارة منه بنجاح عبور الجيش المصري، 
استيقظ الدكتور عبدالحليم وذهب على الفور إلى السيد الرئيس/ محمد أنور السادات (رحمه الله) وأخبره بما رآه في المنام، (ورؤيا النبي حق) ليرسخ في عقل السادات وفي قلبه ووجدانه أمل النصر والعبور، ويربط على قلبه، في قراره التاريخي الخالد.
وأخذ الدكتور عبد الحليم محمود يقود كتائب الدعوة الإسلامية في كل مكان ليرفعوا الروح المعنوية بين ضباط الجيش المصري وجنوده؛ حتى مَنَّ الله على جيش مصر بالعبور وتحقيق النصر المبين..
هكذا غدا الإمام عبد الحليم محمود رمزًا للقيادة الدينية التي تشحذ الهمم وتبث روح اليقين، فتجعل من الدين قوة حية تسند الوطن في لحظات التحدي والمصير.
ويشاء الله تعالى أن تكون بشارة سيدنا رسول الله (ﷺ) على يديه، تكريما وكرامة لهذا الولي المبارك الذي ولد رحمات الله عليه في العاشر من مايو 1910م بعزبة أبو أحمد -التي تطل على ضفاف ترعة الإسماعيلية- بقرية السلام التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، ونشأ في أسرة كريمة شريفة ميسورة، مشهورة بالتقوى والصلاح. ومات بعد أن ملأ الدنيا علما وحلما ومحبة وذكرا.
أيها الأخوة المؤمنون: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
 
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) رسولُ الله.. عباد الله: أوصيكم ونفسي بتقوى الله.. يقول الحق (تبارك وتَعَالَى): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102). 
بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا يَسُوقُ الْخَيْرَ إِلَّا اللَّهُ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا يَصْرِفُ السُّوءَ إِلَّا اللَّهُ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، مَا كَانَ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ. بِسْمِ اللَّهِ مَا شَاءَ اللَّهُ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ. أما بعد يا عباد الله…
ما واجبنا نحو الوطن في حالة السلم؟ 
جهاد المواطنين وقت السلم من أشق وأعمق أنواع الجهاد؛ لأنه لا يُخاض بالسلاح، بل بالعقل، والمعرفة، والعمل والإبداع والإنتاج. 
وهو جهاد يتطلب: 
• صبرًا طويلًا.
• وبناءًا متراكمًا. 
• وتخطيطًا واستمرارية تمتد عبر الأجيال، لا تكتفي بالنتائج السريعة، بل تؤسس لمستقبل مستقر وقوي. 
وهذا الجهاد هو الذي يزرع البذور الصالحة في الأمة، كي تحيا بكرامة وتنافس بقوة. وهو أصعب من القتال. لأنه يحتاج إلى وقت وجهد وتضحية دائمة، بينما الحروب، مهما طالت، لا تدوم مثل مشاريع البناء والعلم.
ولا يمكن للأمة أن تنهض بهذا النوع من الجهاد دون قدوة صالحة. 
فالقدوة هي النبراس الذي يهتدي به الناس، وهي التي تترجم المبادئ إلى أفعال… والحمد لله، فإن وطننا يزخر بقدوات رائعة في شتى المستويات، من القيادة العليا إلى العلماء والمربين والمجتمع المدني، الذين يسهمون بوعيهم وسلوكهم في ترسيخ القيم، وغرس المبادئ، وتوجيه الشباب نحو الخير والعمل الصالح، ليكونوا قدوة حسنة للأجيال القادمة، وحين تغيب القدوة، تضيع الشعوب، وتضعف الأمم، ويتيه الأفراد بلا مثلٍ يحتذى. 
وهنا ننبه إلى عدم المساس بالرموز والقدوات أو السخرية منهم أو التقليل من شأنهم في وسائل الإعلام أو في غيرها فذلك أمر خطير؛ ذلك لأن فقدان القدوة يعد من أهم أسباب انهيار الأوطان، فالأمم لا تسير في الظلام، بل تحتاج من يقودها بنزاهة وبصيرة وقوة وحلم وحكمة.
بناء الوطن والدفاع عنه مسؤولية جماعية: 
وفي ظل هذا المعنى العميق للجهاد والبناء، فإن بناء الوطن مسؤولية جماعية، لا تقع على فرد، ولا جيش، بل هي مسؤولية فكر، وعلم، وشعب بأكمله.
 الدفاع عن الوطن لا يكون فقط في ساحات القتال، بل في المعامل، والمدارس، والمزارع، والمصانع.
ولا ريب في أن أقوى سلاح تواجه به عدوك ليس البندقية فحسب؛ بل هو العلم، والإنتاج، والإعمار والاصطفاف الوطني.
إنها البنية التحتية القوية، التي يصعب اختراقها، لأنها قائمة على وعي شعب، وحب وطن، ومشروع حضاري.
الحضارة الإسلامية الزاهرة أنموذجًا: 
لقد استمرت الحضارة الإسلامية الزاهرة قوية مؤثرة مُعَلِّمة مُلهمة للآخرين حوالي أربعة قرون، وكانت فيها القيادة والسيادة العالمية للمسلمين؛ لأنهم أبدعوا في العلم واستنبات المعرفة، وطبقوا العلم، وأنتجوا وأبدعوا. وللإنصاف، فإننا حين نرجع إلى تلك المرحلة الذهبية، نجد أن العلماء المسلمين (لم يكونوا عربًا فقط، بل كان معظمهم من أعراق شتى) اجتمعوا تحت راية دولة إسلامية واحدة، يؤمنون جميعًا برسالة البناء والنهضة. 
وقد أسهم هؤلاء العلماء في تأسيس علوم لا تزال تُدرّس حتى اليوم، كـ الخوارزمي، والزهراوي، وابن سينا، وابن خلدون، وابن الهيثم، وابن النفيس، وغيرهم كثير ممن لا تزال نظرياتهم حية في الجامعات العالمية.
إن بناء الإنسان هو جوهر كل حضارة، وهو السلاح الحقيقي في وجه كل تهديد. ولن يكون ذلك إلا إذا اجتمعت القدوة، والعدالة، والعلم، والإنتاج، والقيادة الواعية.
وحتى ينهض الوطن وتنهض الأمة، فلا بد من الاصطفاف الوطني، وهو لا يتحقق إلا إذا كان لدى الناس ما يخافون على فقدانه. حين يشعر المواطن أن له نصيبًا في الوطن، وأمنًا، ورفاهًا، واستقرارًا، فإنه يصطف تلقائيًا خلف قيادته. أما الشعوب التي تعاني من الأزمات المتلاحقة وفقدان الأمن، فإن دعوتها للجهاد أو الدفاع تصبح ضعيفة التأثير. الإنسان الجائع الذي لا يجد الطعام والمنهك الذي لا يجد العلاج، والعاطل الذي لا بجد العمل، لا يمكنه أن يقدّم، لأنه ببساطة لا يملك ما يخشى عليه.
من هنا نفهم أن العدالة والرخاء أساس تعبئة الناس حول أوطانهم. فحين تتحقق العدالة، ويشعر الناس بالكرامة والحقوق، فإنهم يكونون مستعدين للتضحية. أما حين يعيش الناس على هامش الحياة، فلا يمكن أن تطالبهم بالاصطفاف أو البذل… وهذه رسالة واضحة للأمة الإسلامية المنتشرة في شرق الأرض وغربها في شمالها وجنوبها، في طولها وعرضها وعمقها..
وهكذا فقوة الوطن والأمة تبدأ بالعلم والمعرفة والعمل المتقن والإنتاج.
 لقد كانت الحضارة الإسلامية في أوجها حين أصبحت نموذجًا عالميًا للمعرفة، والاقتصاد، والزراعة، والثقافة. وكان المسلمون في الأندلس مثالًا للحضارة المزدهرة التي أبهرت الغرب، لا بالسيف، بل بالمكتبات والمدارس والعلوم.
مواجهة الشائعات مسؤولية الجميع (سلما وحربا)
الشائعات هي أخبار أو معلومات غير مؤكدة، أو كاذبة، أو صادقة مُبالغ فيها جدًّا، تُبثُّ من جاهل أو حاقد أو عدو أو صاحب مصلحة، بهدف إشاعة الفوضى وزرع الفتنة بين الناس. وخطرها على الفرد والمجتمع هائل، فهي تهدم الثقة، وتزرع الحزن والخوف، وتقوض الأمن الاجتماعي، وقد تصل آثارها إلى تعطيل مصالح الأمم ناهيك عن تسببها في الظلم والفساد. كما أن للشائعات أثرًا مباشرًا على البناء والتعمير والتنمية، وعلى وحدة الاصطفاف الوطني، وقد تُضعف استعداد الوطن في حالة الحرب أو مواجهة التحديات الكبرى. تمر الشائعات بعدة مراحل: البث، التلقي، والتحريف والمبالغة، ثم إعادة النشر على نطاق واسع، مستفيدة من الأزمات والظروف الصعبة، ومن وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
وجاء الإسلام ليواجه هذه الظاهرة بمنهج متكامل: تحريم الكذب، وحثُّ الناس على التبين والتحقق، وتعليم الاستعانة بأهل الخبرة في كل مجال، وتحذير المجتمع من عواقب نشر الشائعات، والحرص على الستر، وإلزام المروّجين للخبر بالصدق. 
ومع تسارع التطورات التكنولوجية اليوم، أصبح عبء المسلم مضاعفًا في حتمية: التثبت قبل النشر، والتحقق من المصادر، واستخدام التفكير النقدي. لذلك يجب على المؤسسات التربوية والإعلامية والثقافية والدينية أن تعمل معًا على بناء وعي المجتمع، وإتاحة المعلومات الموثقة بشفافية، وغرس قيم الصدق والدقة والتحري، لضمان بيئة مستنيرة لا مكان فيها للشائعات، فتكون الأمة محصنة ضد الفوضى الفكرية والاجتماعية.
مع التأكيد أن مواجهة الشائعات سلمًا أو حربًا هي مسؤولية كل أحد من أبناء الوطن.
 
قصة ملهمة
 كيف راقب جاسوس الأعداء شباب المسلمين ليكشف قوة الأمة وضعفها؟
واجبنا نحو شباب الأمة: 
واجبنا نحو شباب الأمة أن نعتني بهم كأمانةٍ في أعناقنا وركيزةٍ لمستقبل أمتنا؛ نغرس فيهم القيم الصحيحة من إيمانٍ ومعرفةٍ وأخلاق، ونوقظ فيهم هممَ الجدِّ والعمل، ونحميهم من موجات اللهو والعبث والاختراق والانحراف التي تفرّقُ طاقاتهم. 
ولا يكفي التعبير عن القلق بل لا بد من بناء بيئةٍ تربويةٍ واجتماعيةٍ واقتصاديةٍ تُمكنُ الشاب من الإبداع والإنتاج: تعليمٌ متمكن، وفرص عملٍ حقيقية، وفضاءاتٍ ثقافية وفنية ورياضية، ونماذج قيادية صالحة تُلهِمهم وتوجِّههم. فالشاب المعافىُ القويُّ الهمّة هو حصن الأمة ومحرّك نهضتها، وعلى كل مؤسّسةٍ (أسرة، مسجد، مدرسة، جامعة، وسُلطة) أنْ تضطلعَ بدورها بجدٍّ ومسؤوليّةٍ لصون هذه الطاقات وتعزيزها.
اللهم اكتُب أسماءنا في سجلات المؤمنين الموحدين، وفي ديوان المرحومين، وارفع أقدارنا في علّيين، وأنزل علينا السكينة والطمأنينة، ونور اليقين
نسأل الله أن يبارك في أوطاننا ويحفظها من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللَّهُمَّ احفظها من كل سوء، وبارك لنا فيها، واجعلها دار أمنٍ وإيمان، وسلامٍ وإسلام. اللَّهُمَّ من أرادها بسوء فاجعل تدبيره تدميره، وردّ كيده إلى نحره.
 اللهم احفظ مصر شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، طولها وعرضها وعمقها، بحارها وسماءها ونيلها، ووفق يا ربنا قيادتها وجيشها وأمنها وأزهرها الشريف، وعلماءها، واحفظ شعبها، وبلاد المحبين يا رب العالمين.
 اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا اللهم طهّر قلوبنا من الكبر، وزيّنها بالتواضع،اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(…رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) (النمل: 19)، (..الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ۖ…) (الأعراف: 43)… اللهم تقبل هذا العمل من الجميع… وبالله تعالى التوفيق
خادم الدعوة والدعاة د/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
 والحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في خدمة الفقه والدعوة (وقف الفنجري 2022م)
المدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية- عضو نقابة اتحاد كُتَّاب مصر
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: drsoliman55555@gmail.com
تم تدشين صفحة #معارج_الدعاة لللدكتور أحمد علي سليمان، للإسهام في إثراء العمل الدعوي والدعاة يرجى متابعتها ونشرها
 
 
https: //www.facebook.com/share/16u6EDacEw/?mibextid=LQQJ4d

https://www.facebook.com/drahmedalisoliman/

 

لقراءة الخطبة أو تحميلها كاملا يرجي تحميل الخطبة من ملف pdf بالأعلي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: ahmed_dr.ahmed@yahoo.com رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى