خطبة الجمعة استرشادية : السلام منهج حياة لـ خطبة الجمعة القادمة
السلام رسالة الإسلام ، بتاريخ 9 محرم 1447هـ ، الموافق 4 يوليو 2025م

خطبة الجمعة استرشادية بعنوان : السلام منهج حياة لـ خطبة الجمعة القادمة : السلام رسالة الإسلام ، بتاريخ 9 محرم 1447هـ ، الموافق 4 يوليو 2025م.
لتحميل خطبة جمعة استرشادية بعنوان : السلام منهج حياة لـ خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 4 يوليو 2025 بصيغة word بعنوان: السلام رسالة الإسلام، بصيغة word
ولتحميل خطبة جمعة استرشادية بعنوان : السلام منهج حياة لـ خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 4 يوليو 2025 بصيغة pdf بعنوان : السلام رسالة الإسلام pdf
عناصر خطبة جمعة استرشادية بعنوان : السلام منهج حياة لـ خطبة الجمعة القادمة : السلام رسالة الإسلام ، كما يلي:
- السلام في القرآن الكريم
- السلام في السنة النبوية
- الصلاة وختامها بالسلام
- السلام في ظل الاضطرابات المعاصرة
- الخلاصة
ولقراءة خطبة جمعة استرشادية بعنوان : السلام منهج حياة لـ خطبة الجمعة القادمة : السلام رسالة الإسلام بتاريخ 4 يوليو 2025 بعنوان ، كما يلي:
خطبة بعنوان: السلام .. منهج حياة
بتاريخ 9 محرم 1447هـ – 4 يوليو 2025م
من أسمى القيم وأجلّها التي جاء بها ديننا الإسلامي قيمة: “السلام”، فليس السلام مجرد كلمة تُقال، بل هو دعوةٌ عميقةٌ إلى الطمأنينة، والألفة، والوئام، وهو جوهر تحية الإسلام التي خُصّت بها هذه الأمة؛ ليكون عنوانًا لها، ودستورًا يُحتذى به.
- العناصر:
- السلام في القرآن الكريم
- السلام في السنة النبوية
- الصلاة وختامها بالسلام
- السلام في ظل الاضطرابات المعاصرة
- الخلاصة
السلام في القرآن الكريم
لقد جعل الله- تعالى- “السلام” اسمًا من أسمائه الحسنى، فهو سبحانه وتعالى: “السلام” الذي منه كل سلام، ومنه تتنزل السكينة على القلوب، وتطمئن النفوس، وفي هذا دليلٌ قاطعٌ على عظم منزلة السلام في ميزان الإسلام، فهو ليس غايةً فحسب، بل وسيلة لكل خير وصلاح.
فالقرآن الكريم، كتاب الله الخالد، يتحلى بالسلام في آياته البينات، ويدعو إليه في نداء من نداءت الإيمان، فالله -سبحانه وتعالى- يأمر عباده بالدخول في السلم كافةً، والابتعاد عن دروب الشيطان التي لا تقود إلا إلى الشقاق والنزاع؛ يقول تعالى في محكم آياته: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة: ٢٠٨]
وهذا النداء الإلهي ليس مجرد وصية، بل هو توجيهٌ شاملٌ لحياة المسلم، يدعوه إلى أن يكون السلام منهجه في تعامله مع نفسه، مع أهله، مع جيرانه، ومع البشرية جمعاء.
وعندما يتحدث القرآن عن الجنة، دار السلام والخلود، يصفها بأنها “دار السلام”، تأكيدًا على أن السلام هو مفتاح النعيم الأبدي، وجزاؤه؛ يقول عز وجل: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [يونس: ٢٥]
حتى تحية أهل الجنة فيما بينهم، هي “سلام”، وهذا يدل على أن السلام هو اللغة العالمية التي يتواصل بها أهل الخير والصلاح في مقام النعيم المقيم؛ يقول تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا} [الأحزاب: ٤٤]
السلام في السنة النبوية
فلم يكتفِ الإسلام بالدعوة إلى السلام نظريًّا، بل جسّده النبي محمد – صلى الله عليه وسلم- في سنته العملية قولًا وفعلًا، وجعله جزءًا لا يتجزأ من حياة المسلم اليومية، فكانت تحية النبي – صلى الله عليه وسلم- وأصحابه هي “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته”، وهي ليست مجرد كلمات، بل هي دعاءٌ بالسلامة والرحمة والبركة على من تُلقى عليه.
وقد حثّ النبي – صلى الله عليه وسلم – على إفشاء السلام لما له من عظيم الأثر في نشر المحبة والألفة بين الناس؛ فعن أبي هريرة – رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» [رواه مسلم في “صحيحه”].
فهذا الحديث النبوي الشريف، يربط بين الإيمان والمحبة، وإفشاء السلام، مما يؤكد أن السلام هو ركيزة أساسية؛ لبناء مجتمع متراحم متآلف، كما أن رد السلام واجبٌ على المسلم، وهو دليل على الأدب، وحسن الخلق.
وفي حديث آخر، يُظهر النبي – صلى الله عليه وسلم – أهمية السلام حتى في أصغر الأمور، مما يجعله جزءًا من نسيج الحياة اليومية: «إِذَا لَقِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَإِنْ حَالَتْ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ أَوْ جِدَارٌ أَوْ حَجَرٌ ثُمَّ لَقِيَهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ أَيْضًا» [رواه أبو داود في “سننه”].
إن هذا التأكيد على تكرار السلام، يعكس مدى حرص الإسلام على ترسيخ قيمة السلام في النفوس، بحيث يصبح طبعًا لا تكلفًا، وسجية لا تصنعًا.
الصلاة وختامها بالسلام
ولا يقتصر السلام في الإسلام على التحايا بين الناس، بل يمتد؛ ليشمل أقدس العبادات؛ فالصلاة عماد الدين، تُختتم بالسلام، فبعد أن يقضي المصلي ركعاته، ويسجد، ويقف، يلتفت إلى يمينه ثم إلى شماله قائلًا: “السلام عليكم ورحمة الله”.
فهذا الختام بالسلام، ليس مجرد خروج من الصلاة، بل هو إعلان للسلام على من حوله من الملائكة، والمصلين، وتذكير للمسلم بأن يعيش حياته بسلام بعد أن فرغ من مناجاة ربه، فهو بمثابة انتقال من حالة الخشوع والتركيز في العبادة إلى حالة نشر السلام والأمان في محيطه.
السلام في ظل الاضطرابات المعاصرة
فالسلام في الإسلام ليس مجرد تحية أو شعار، بل هو منهج حياة، ورسالةٌ للعالم أجمع، إنه دعوة إلى التعايش السلمي، ونبذ العنف، والتسامح، والتراحم، فالمسلم الحق هو من يسعى لنشر السلام أينما حلَّ، وأن يكون مفتاحًا للخير، مغلاقًا للشر أينما وجد.
وفي ظل عالمٍ تموج فيه الصراعات، وتضطرب فيه العلاقات، تبقى تحية الإسلام “السلام” منارةً هادية، تذكرنا بأن الخير كامنٌ في التعاون والتآزر، وأن السعادة الحقيقية تكمن في العيش بسلام ووئام، تحت كنف رحمة الله وبركاته، فلتكن تحيتنا “السلام”، ولتكن حياتنا كلها سلامًا، فنحظى بسعادة الدنيا، وفوز الآخرة.
ختاماً
السلام في الإسلام قيمة جوهرية تنبع من اسم الله “السلام”، وهو دعوة إلى الطمأنينة والتعايش ونبذ العنف، يبدأ بالتحية وينتهي بجنات دار السلام، ويتحقق السلام من خلال المحبة، والتسامح، وجهاد النفس، فبهذه الروح، يظهر الإسلام دينًا وسطيًا يواجه الغلو والتطرف برحمة وسكينة.
الخلاصة
في زمن طغت فيه أصوات العنف والتطرف، تأتي هذه الرسالة الإسلامية لتعيد التوازن، وتؤكد أن الإسلام دين وسطية، لا يعرف الغلو، بل يدعو إلى السلم الشامل مع النفس، ومع الآخر، ومع الحياة، فالسلام في الإسلام ليس مجرد تحية عابرة أو مفهومًا نظريًا، بل هو منهج حياة متكامل، يبدأ من تحية المؤمن لأخيه، وينتهي بجنات دار السلام، مرورًا بسلوك يومي يجسّد الطمأنينة، والتسامح، والتراحم.
فهذا المقال يفتح نافذةً على الصورة الحقيقية للإسلام، تلك التي تُغيّبها خطابات التشدد، وتطمسها ممارسات العنف باسم الدين، في حين أن الرسول – صلي الله عليه وسلم – علّمنا أن إفشاء السلام طريق إلى المحبة، والمحبة طريق إلى الإيمان، والإيمان طريق إلى الجنة.
فالسلام ليس شعارًا دعائيًا، بل سلوك رسالي، يواجه الكراهية بالرحمة، ويُطفئ نيران العداوة بكلمة سلام، ويرتقي بالإنسان ليكون عبدًا لله، وصانعًا للسلام في أرضه.
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف