خطبة الجمعة استرشادية بعنوان : ابن عباس.. نموذج ملهم، كيف أبدع العالم في استخدام أدوات علمه؟

خطبة الجمعة استرشادية بعنوان : ابن عباس.. نموذج ملهم، كيف أبدع العالم في استخدام أدوات علمه؟ لـ خطبة الجمعة القادمة : لله دَرُّكَ يا ابن عباس ، بتاريخ 16 محرم 1447هـ ، الموافق 11 يوليو 2025م.
لتحميل خطبة جمعة استرشادية بعنوان : ابن عباس.. نموذج ملهم، كيف أبدع العالم في استخدام أدوات علمه؟ لـ خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 11 يوليو 2025 بصيغة word بعنوان: لله دَرُّكَ يا ابن عباس ، بصيغة word
ولتحميل خطبة جمعة استرشادية بعنوان : ابن عباس.. نموذج ملهم، كيف أبدع العالم في استخدام أدوات علمه؟ لـ خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 11 يوليو 2025 بصيغة pdf بعنوان : لله دَرُّكَ يا ابن عباس pdf
عناصر خطبة جمعة استرشادية بعنوان : ابن عباس.. نموذج ملهم، كيف أبدع العالم في استخدام أدوات علمه؟ لـ خطبة الجمعة القادمة : لله دَرُّكَ يا ابن عباس ، كما يلي:
- ابنُ عباس نموذجٌ ملهم في مواجهة التطرف
- مناظرة الخوارج: ملحمة فكرية
- منهج ابن عباس في الاستدلال والحوار
- قوةُ بيانه وتأثيره
- منهج ابن عباس: إرثٌ حيٌّ ومنهجٌ خالدٌ يُهتدى به
- الخلاصة
ولقراءة خطبة جمعة استرشادية بعنوان : ابن عباس.. نموذج ملهم، كيف أبدع العالم في استخدام أدوات علمه؟ لـ خطبة الجمعة القادمة : لله دَرُّكَ يا ابن عباس ، بتاريخ 11 يوليو 2025 بعنوان ، كما يلي:
خطبة بعنوان: ابن عباس.. نموذج ملهم، كيف أبدع العالم في استخدام أدوات علمه؟
بتاريخ 16 محرم 1447هـ 11 يوليو 2025م
ابنُ عباسٍ، ترجمانُ القرآنِ وحبرُ الأمةِ، كانَ نموذجًا ملهمًا في مواجهةِ فكرِ الخوارجِ المتطرفِ، متسلحًا بسلاحَ العلمِ والبيانِ. في مناظرتهِ الشهيرةِ، اعتمدَ على الاستدلالِ من القرآنِ والسنةِ، وتدرجَ في النقاشِ، وتميزَ بقوةِ بيانهِ، وحذرَ من عواقبِ الغلوِّ. بفضلِ حججهِ الدامغةِ، عادَ ما يقاربُ عشرينَ ألفًا من الخوارجِ عن ضلالهم، مما يؤكدُ أنَّ منهجهُ يظلُّ منارةً للدعاةِ والعلماءِ في مواجهةِ التحدياتِ الفكريةِ المعاصرةِ.
- العناصر:
- ابنُ عباس نموذجٌ ملهم في مواجهة التطرف
- مناظرة الخوارج: ملحمة فكرية
- منهج ابن عباس في الاستدلال والحوار
- قوةُ بيانه وتأثيره
- منهج ابن عباس: إرثٌ حيٌّ ومنهجٌ خالدٌ يُهتدى به
- الخلاصة
ابنُ عباس نموذجٌ ملهم في مواجهة التطرف
ربّما نسأل كيف امتلك علماء الأزهر تلك القدرة العجيبة على التصدي للشبهات، ودحض الفهم الخاطئ للفكر المتطرف عبر التاريخ؟! أين هذا النموذج الملهم في عصر الصحابة الذي كان نبراسًا يهتدى به في مواجهة الفكر بالفكر؟ حتى قرأت عن هذا الدور المحوري للصحابي الجليل عبد الله بن عباس– رضي الله عنهما-، حبر الأمة، وترجمان القرآن، في مناظرته الشهيرة للخوارج، فلم تكن تلك المناظرة مجرد حوارٍ فكري، بل كانت ملحمةً من الفصاحة، والحجة الدامغة، أظهر فيها ابن عباس –رضي الله عنهما- براعةً فائقةً في استظهار الحق، وإفحام الباطل؛ لتغدو مثالًا يُحتذى به في أدب البحث والمناظرة.
مناظرة الخوارج: ملحمة فكرية
لقد كانت فتنة الخوارج، الذين خرجوا على الإمام علي بن أبي طالب- رضي الله عنه-، من أعظم الفتن التي عصفت بالمسلمين آنذاك، وقد اتّسموا بشدة شكيمتهم، وغلوّهم في الدين، وتكفيرهم للمخالفين بغير حق، بل وسفك الدماء، وفي خضَمّ هذه الفتنة، كان ابن عباس هو الرجل الذي حمل لواء الدفاع عن منهج الوسطيّة، والاعتدال، متسلّحًا بسلاح العلم والبيان والهيبة، لا سلاح السيف، مدركًا أنّ المعركة الحقيقية هي معركة الفكر والعقل، وأن المنهجيّة العلميّة الرصينة هي سبيل النصر فيها.
ففي هذا المشهد الملهم، تميزت حُجج ابن عباس –رضي الله عنهما- في الرد على الخوارج بعدة جوانب أظهرت إبداعه الفذ، وعبقريته الفكرية، والتي شكلت بعد ذلك جزء من علم آداب البحث، وأصول المناظرة.
منهج ابن عباس في الاستدلال والحوار
لقد بدأ ابن عباس مناظرته بالعودة مباشرة إلى المصدرين الأساسيين، الوحيين الشريفين في تطبيق أصيل لـمنهج الاستدلال بالنصوص الصحيحة، بفهم نبوي شريف، لقد أدرك أن الخوارج، رغم غلوّهم، كانوا يعظمون هذين المصدرين، ولكن المشكلة أنهم أساؤوا فهمهما، وتأويلهما بما يخدم أهواءهم، فجاءت حججه كالشافية للمريض، مبينة مواضع الخلل في استدلالاتهم، فعندما قالوا: “حَكَّمْتُم الرجال في دين الله“، رد عليهم ابن عباس بآياتٍ من القرآن، تبيح التحكيم في مواضع معينة كقوله تعالى: {وَإِنۡ خِفۡتُمۡ شِقَاقَ بَيۡنِهِمَا فَٱبۡعَثُواْ حَكَمٗا مِّنۡ أَهۡلِهِۦ وَحَكَمٗا مِّنۡ أَهۡلِهَآ} [النساء: ٣٥]، فبهذا الاستدلال القرآني الواضح، أبان لهم أن التحكيم ليس بدعةً، وإنما هو منهجٌ قرآني في فض النزاعات، وأنّ تحكيم البشر لا يلغي تحكيم الله، بل هو من تنفيذ حكم الله، وهو ما يُعرف ب “فهم المراد من الدليل”.
ولم يقف إبداع ابن عباس–رضي الله عنهما- عند مجرد الاستدلال بالنصوص، بل تجاوز ذلك إلى استغلال نقاط الاتفاق، والتدرج في النقاش، وهي من أهم مهارات الإقناع، والتأثير في المناظرة، لقد كان ابن عباس – رضي الله عنهما- ذكيًّا في مناظرته، فبدأ بمواطن الاتفاق معهم قبل أن ينتقل إلى مواطن الخلاف، مما أتاح له كسب آذانهم، واهتمامهم.
قوةُ بيانه وتأثيره
لقد سألهم – رضي الله عنه- عن الأسباب التي جعلتهم يخرجون على الإمام علي -رضي الله عنه-، ثم فنّد شبهاتهم الواحدة تلو الأخرى بمنطقٍ لا يُعلى عليه، مستخدمًا أداة السؤال الاستفهاميّ؛ لفتح مساحة للحوار لا للاتهام، وهذا الأسلوب الحكيم ساعد على بناء جسرٍ من التواصل، مما جعلهم يستمعون إليه بإنصات أكبر، وفتح قلوبهم وعقولهم؛ لتلقي الحقيقة، ولم يقابلهم بالهجوم المباشر، بل ناقشهم ببرهانٍ ودليل، وهذا ما يميز الحوار المثمر الذي يهدف إلى الهداية لا المجادلة فحسب.
وإلى جانب هذا العمق في الاستدلال، تجلت قوة البيان، ووضوح الحجة لدى ابن عباس– رضي الله عنهما-، وهي عنصر حاسم في إيصال البحث، والمناظرة بفاعلية، فلم يكن سيدنا ابن عباس مجرد عالمٍ، بل كان خطيبًا مفوّهًا، بليغًا، قد أوتي الحكمة، وفصل الخطاب.
لقد استخدم لغةً واضحةً، ومباشرةً، خاليةً من التعقيد والتكلف، مما سهل على الخوارج فهم حججه، وتقبلها، وأفحمهم بمنطقٍ لا يقبل الجدل، مستفيدًا من فصاحته اللغوية، وعمق فهمه؛ لمقاصد الشريعة السمحة، فكل حجةٍ كانت كضربةٍ قاضيةٍ تسقط شبهةً، وتكشف زيف ادعاء، وتفضح مغالطة، وهذا يُعد مثالًا على قوة الأداء اللغوي في المناظرة.
ولم يقتصر ابن عباس– رضي الله عنهما- على الرد على الشبهات الفقهية فحسب، بل نبه الخوارج إلى العواقب الوخيمة؛ للغلو والتطرف، وهي نقطة جوهرية في تحليل النتائج المترتبة على الأفكار حيث أوضح لهم أن منهجهم يؤدي إلى سفك الدماء، واستحلال المحرمات، وتفريق الأمة، وتشويه صورة الإسلام السمحاء، هذا البعد الأخلاقي والاجتماعي في حججه، كان له أثرٌ بالغٌ في نفوس كثيرٍ منهم، حيث بدأوا يدركون خطورة ما هم عليه، وأنهم يسيرون في طريق لا يقود إلا إلى الفساد في الأرض.
منهج ابن عباس: إرثٌ حيٌّ ومنهجٌ خالدٌ يُهتدى به
والأهم من كل ذلك، أن مناظرة ابن عباس– رضي الله عنهما- لم تكن مجرد جدالٍ نظري، بل كانت ذات تأثيرٍ عمليٍّ ملموس على أرض الواقع، وهو الهدف الأسمى لكل بحث ومناظرة، تبتغي الإصلاح والتغيير.
لقد ذكرت الروايات الموثوقة أن ما يقارب “عشرين ألفًا” من الخوارج، رجعوا عن فكرهم، وغلوهم بعد استماعهم لحجج ابن عباس – رضي الله عنه- المنيرة، وهذا دليلٌ قاطعٌ على قوة حجته، وصدق بيانه، وقدرته الفائقة على تغيير قناعات من كانوا يرون أنهم على الحق المطلق، وغيروا حياتهم بعد أن فتح الله عليهم ببيان ابن عباس– رضي الله عنهما-.
لقد كان إبداع ابن عباس– رضي الله عنهما- في حُججه في الرد على الخوارج نموذجًا، يُحتذى به في فن الحوار، والمناظرة، وفي كيفية مواجهة الفكر المنحرف بالبينة، والبرهان، لقد أثبت أن العلم الصحيح، مصحوبًا بالفصاحة، والبيان، يمكنه أن يزيل الشبهات، ويهدي الضالّ، ويجمع شتات الأمة.
إن منهج ابن عباس– رضي الله عنه- في التعامل مع الغلو والتطرف ما زال يمثل منارةً يهتدي بها الدعاة، والعلماء في عصرنا هذا؛ ليواجهوا التحديات الفكرية المعاصرة بمنطقٍ سليم، وحجةٍ قوية كما فعل حبر الأمة، وترجمان القرآن، أريتم من أين استقى علماء الأزهر الشريف طريقتهم في رد شبهات التطرف؟
الخلاصة
ابن عباس، ترجمان القرآن وحبر الأمة، قدّم نموذجًا يحتذى به في مواجهة الفكر المتطرف. من خلال مناظرته للخوارج، أظهر براعة في استخدام العلم والبيان، معتمدًا على القرآن والسنة، التدرج في الحوار، وقوة الحجة. لم يكتفِ بدحض شبهاتهم، بل نبههم لعواقب الغلو الوخيمة. هذا المنهج الفعال أثمر عودة الآلاف عن ضلالهم، ليثبت أن منهج ابن عباس يظل إرثًا خالدًا ومنارة تهتدي بها الأمة في مواجهة التحديات الفكرية.
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف