خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف pdf و word : الْيَقِينُ
الْيَقِينُ ، بتاريخ 4 ربيع الثاني 1447 هـ ، الموافق 26 سبتمبر 2025م

خطبة الجمعة القادمة 26 سبتمبر 2025م لوزارة الأوقاف pdf و word : الْيَقِينُ ، بتاريخ 4 ربيع الثاني 1447 هـ ، الموافق 26 سبتمبر 2025م.
لتحميل الخطبة بخط أكبر مع الألوان: (5 صفحات)
لتحميل الخطبة بخط أصغر قليلاً أبيض وأسود: (3 صفحات)
وتؤكد الأوقاف علي الالتزام بـ خطبة الجمعة القادمة 26 سبتمبر 2025م لوزارة الأوقاف pdf : الْيَقِينُ :
كما تؤكد وزارة الأوقاف على جميع السادة الأئمة الالتزام بموضوع خطبة الجمعة القادمة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير.
وألا يزيد أداء الخطبة عن خمس عشرة دقيقة للخطبتين الأولى والثانية ، مع ثقتنا في سعة أفقهم العلمي والفكري ، وفهمهم المستنير للدين.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 26 سبتمبر 2025م لوزارة الأوقاف بعنوان : الْيَقِينُ :
اليَـقِـيـنُ
بتاريخ 4 ربيع الثاني 1447هـ – 26 سبتمبر 2025م
الهدف المراد توصيله إلى جمهور المسجد: التوعية بالأسباب النفسية والفكرية للإلحاد، وكيفية المواجهة والعلاج، وتتناول الخطبة الثانية تنظيم الأسرة والتنمية البشرية.
العناصر:
- اليقين في الله حال شريف يثمرُ سكون القلب وطمأنينة الروح وراحة النفس.
- حينما يغيب اليقين يظهرُ الشكُ والإلحاد.
- الإلحاد المعاصر ليس محض نظرية باردة، أو مجرد معادلة عقلية جافة، بل هو في جوهره أزمة قلب قبل أن يكون أزمة فكر.
- علينا أن نُدرك أنَّ كلَّ مُلحد هو قصة فريدة، تتطلبُ حوارًا رحيما لا صدامًا، ومنهجًا علميًّا متزنا لا متزمتا.
- إنَّ تربية الأبناء مسؤولية ضخمة، تتطلب منكم جهدًا ووقتا، ومالا، واعلموا أن استثماركم الحقيقي في عقول أبنائكم، وأرواحهم، وأجسادهم، وتوفير الرعاية الصحية لهم، وتنمية مهاراتهم.
- تنظيم الأسرة ليس مجرد شعار يُرفعُ، بل هو عمل حقيقي يبدأ من وعيكم وإدراككم.
الأدلة من القرآن الكريم:
قوله تعالى: (ستريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفُسهمْ حَتَّى يتبين لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ).
الأدلة من السنة النبوية:
حديث: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمَا أَنْ يُضيّع مَنْ يَعُولُ”.
حديث: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ”.
الحمدُ لله ربِّ العالمينَ، فطرَ الكونَ بِعَظَمَةِ تَجَلِّيه، وأنزلَ الحقَّ على أنبيائِه ومرسلِيه، نحمدُه سبحانَهُ على نعمةِ الإسلامِ، دينِ السماحةِ والسلامِ، الذي شرعَ لنا سبلَ الخيرِ، وأنارَ لنا دروبَ اليُسرِ، وَنَسْأَلُه الهُدَى وَالرِّضَا وَالعَفَافَ وَالغِنَى، ونَشْهَدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، ونَشْهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ وَخَلِيلُهُ، صَاحِبُ الخُلُقِ العَظِيمِ، النَّبِيُّ المُصْطَفَى الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ.
وَبَعْدُ:
فإنَّ اليقينَ في اللهِ حالٌ شريفٌ يثمرُ سكونَ القلبِ وطمأنينةَ الروحِ وراحةَ النفسِ، اليقينُ أن تستشعِرَ وجودَ اللهِ معك في كلِّ تفاصيلِ حياتِكَ، وقد دارَ حالُك بينَ قبضٍ وبسطٍ، وخفضٍ ورفعٍ، ونفعٍ وضرٍ، هو أن تطمئنَ أنَّك لستَ وحدَك، وأنَّ لهذا الكونِ خالقًا مدبرًا حكيمًا هو اللهُ جلَّ جلالُه، اليقينٌ أن تشعرَ بلطفِ اللهِ الخفيِّ في أشدِّ لحظاتِك قسوةً، وبقربِكَ منه في أحلكِ ظروفِكَ، أن تدركَ أنّ مصائبَ الدنيا هي ابتلاءاتٌ تهذبُ الروحَ وترفعُ الدرجاتِ، وليستْ عبثًا بلا غايةٍ، أن تدركَ أنّ أعظمَ نعمةٍ تستحضرُها في حياتِك أنَّكَ عبدٌ للهِ جلَّ جلالُه.
سادتي الكرامَ، حينما يغيبُ اليقينُ يظهرُ الشكُّ والإلحادُ، أرأيتم قبحَ الخطابِ الصادرِ من تياراتِ التطرفِ الذي أدَّى إلى ردةِ فعلٍ عنيفةٍ أفرزتِ النفورَ لدى بعضِ شرائحِ المجتمعِ من قضيةِ الإيمانِ واليقينِ، بلْ، ومن الدينِ عمومًا؟ أرأيتمُ الأميَّةَ الدينيةَ عندَ البعضِ التي جعلتِ الأولياتِ من أصولِ الإسلامِ وعقائـدِه مجهولةً أو غائبةً؟ ألم يحنِ الوقتُ بعدُ أن نخرجَ من حالِ التخلفِ الحضاريِّ الذي جعلَ بعضَ الشبابِ ينبهرُ بحضاراتٍ أُخرَ، حيثُ لم يجدوا منا إسهامًا حضاريًّا يعززُ قضيةَ اليقينِ؟ لقدْ وصلَ الحالُ عندَ بعضِ تياراتِ الإلحادِ أن تتعاملَ معَ المجتمعِ بلغةِ الاستعلاءِ الفكريِّ والنفسيِّ، وكأنَّ الإلحادَ أصبحَ قيمةً مضافةً للمجتمعِ في مشهدٍ عنوانُه الحسرةُ والألمُ!
أيُّها النبلاءُ، استمعوا وأنصتوا لأبنائكم، رفقًا بحالِهم، فإنَّ الإلحادَ المعاصرَ ليسَ محضَ نظريةٍ باردةٍ، أو مجردَ معادلةٍ عقليةٍ جافةٍ، بل هو في جوهرِه أزمةُ قلبٍ قبلَ أن يكونَ أزمةَ فكرٍ، إنَّه صرخةُ إنسانٍ تاهتْ رُوحُه في عوالمَ من الشكِّ، بسببِ المآسي التي تفتكُ بأحلامِه وأمانِيهِ، فآثرَ الانسحابَ من ساحةِ اليقينِ، ولم يجدْ مَنْ يسمعُ له أو يحنو عليه؛ ليحتجَ على صورةٍ مشوهةٍ لم يجدْ فيها عزاءَهُ، في هذه اللحظاتِ يصبحُ الإلحادُ ستارًا نفسيًّا يختبئُ خلفَه الإنسانُ من ألمٍ لا يجدُ له تفسيرًا، فيختارُ إنكارَ وجودِ المُسبِّبِ لتخفيفِ وطأةِ الألمِ؛ ليصرخَ قلبُه المكلومُ: أينَ العدلُ الإلهيُّ؟ فلا يزالُ يبحثُ عمن يقولُ له: إن ربَّك أرحمُ بعبادِه من الأمِّ الوالدةِ بولدِها.
أيُّها السادةُ، إنَّنا نعيشُ أزمةَ عقولٍ عطشى للمعرفةِ، تبحثُ عن إجاباتٍ شافيةٍ في بحرٍ من الشبهاتِ، فلا تجدُ غيرَ صمتٍ يُفضي بها إلى الضياعِ، علينا أن نُدركَ أنَّ كلَّ مُلحدٍ هو قصةٌ فريدةٌ، تتطلبُ حوارًا رحيمًا لا صدامًا، ومنهجًا علميًّا متزنًا لا متزمتًا، علينا أن نغرسَ في الناسِ فكرةَ أنَّ الدينَ يحبُّ الحياةَ، فتلكَ دعوةٌ للعقلِ المسلمِ المستنيرِ، الذي يجمعُ بين نورِ الوحيِ وعمقِ العلومِ، أن يعالجَ قضايا العصرِ، وليكونَ رحمةً للعالمينَ، فالمسؤوليةُ لا تقعُ على عاتقِ العلماءِ وحدَهم، بل على الأسرةِ كذلك، أن تكونَ ملاذًا آمنًا، تُقدّمُ نموذجًا تربويًّا حانيًا، وتُجيبُ عن تساؤلاتِ الأبناءِ الوجوديةِ بصدرٍ رحبٍ وعقلٍ واعٍ، مُحصِّنةً إياهم من سمومِ الأفكارِ الهدامةِ التي تتسللُ عبرَ شاشاتِ الألعابِ الإلكترونيةِ، دعونا نُعيدُ اليقينَ إلى قلوبِ شبابِنا، لا كفكرةٍ نظريةٍ، بل تجربةُ حياةٍ يوميةٍ، لنُحييَ قلوبَنا بالقرآنِ، فهو كتابُ اليقينِ، لنُكثرَ من الذكرِ، فهو طعامُ الروحِ، ولننظرَ إلى آياتِ اللهِ في الكونِ وفي أنفسِنا {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}.
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنا محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم وعلى آلِه وصحبِه أجمعينَ، وبعدُ:
فلما كانَ الحديثُ عن اليقينِ والتربيةِ الإيمانيةِ لشبابِنا وأولادِنا واجبُ الوقتِ، وأنَّه يجبُ علينا أنْ نُوَثِقَ علاقَتَنَا جميعًا باللهِ جلَّ جلالُه، حتى لا يُشَرَدَ أولادُنا إفراطًا ولا تفريطًا، فلا بدَّ من تفعيلِ وتنميةِ دورِ الأسرةِ، باعتبارِها اللبنةَ الأولى في بناءِ كلِّ مجتمعٍ، فتذكروا أيُّها الكرامُ أنَّ قوةَ الأسرةِ لا تُقاسُ بكثرةِ عددِ الأبناءِ، بلْ بجودةِ تربيتِهم، وصحتِهم، وقدرتِهم على الإسهامِ بفعاليةِ في بناءِ هذا الوطنِ، فتربيةُ جيلٍ واعٍ قادرٍ على حملِ الأمانةِ خيرٌ من إنجابِ أجيالٍ كثيرةٍ لا تقوى على مواجهةِ تحدياتِ الحياةِ؛ لذلك كان هذا التحذيرُ النبويُّ: «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ”.
أيُّها الأكارمُ تذكرُوا، إنَّ تربيةَ الأبناءِ مسؤوليةٌ ضخمةٌ، تتطلبُ منكم جهدًا ووقتًا ومالًا، واعلموا أنّ استثمارَكم الحقيقي في عقولِ أبنائكم، وأرواحِهم، وأجسادِهم، وتوفيرِ الرعايةِ الصحيةِ لهم، وتنميةِ مهاراتِهم؛ ليكونوا أفرادًا منتجين، يضيفون قيمةً للحياةِ، ولا يكونوا عبئًا عليها، لذلك كان التكليفُ والتشريفُ المحمديُّ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ”.
أيُّها المسلمون، اعلموا أنَّ تنظيمَ الأسرةِ ليسَ مجردَ شعارٍ يُرفعُ، بل هو عملٌ حقيقيٌّ يبدأ من وعيِكم وإدراكِكم، فهو حكمةٌ في التخطيطِ، ومرونةٌ في التنفيذِ، فهو قرارٌ يخدمُ مصلحتَكم ومصلحةَ أبنائِكم ومستقبلَ مجتمعِكم، فالأمةُ التي تهتمُّ بأفرادِها وتستثمرُ فيهم، هي أمةٌ قويةٌ، قادرةٌ على مواجهةِ أي تحدٍّ، فخيريةُ الأمةِ لا تتحققُ بالكثرةِ العدديةِ، بل بالتوعيةِ الإيمانيةِ، وبالقوةِ الإنسانيةِ، فليهتمَّ كلُّ واحدٍ منكم بأسرتِه، وليجعلْها قويةً متماسكةً، وليبذلْ جهدَه في تربيةِ أبنائه تربيةً صالحةً على تقوى منَ اللهِ ورضوانٍ.
اللهم احفظْ بلادَنا من كلِّ سوءٍ
وابسُطْ فيها بِسَاطَ اليقينِ والأمنِ والأمانِ
___________________________________
خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف علي صوت الدعاة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
و للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع
و للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف