خطبة الجمعة : رحلة السلام مع خير الأنام.. كيف أسس النبي (ﷺ) أعظم مشروع سلام شامل عرفته البشرية؟ د/ أحمد علي سليمان

خطبة الجمعة : رحلة السلام مع خير الأنام.. كيف أسس النبي (ﷺ) أعظم مشروع سلام شامل عرفته البشرية؟ بقلم المفكر الإسلامي الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية (السلام في الإسلام.. شمولٌ يتجاوز الإنسان، ويمتدّ إلى الحيوانات والنباتات، وحتى الجمادات، والآلات، والتقانات) الجمعة: 9 محرم 1447هـ ، الموافق 4 يوليو 2025م
لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 4 يوليو 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان : رحلة السلام مع خير الأنام.. كيف أسس النبي (ﷺ) أعظم مشروع سلام شامل عرفته البشرية؟ :
لتحميل خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 4 يوليو 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان بعنوان: رحلة السلام مع خير الأنام.. كيف أسس النبي (ﷺ) أعظم مشروع سلام شامل عرفته البشرية؟ ، بصيغة pdf أضغط هنا.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 4 يوليو 2025م ، للدكتور أحمد علي سليمان ، بعنوان : رحلة السلام مع خير الأنام.. كيف أسس النبي (ﷺ) أعظم مشروع سلام شامل عرفته البشرية؟ : كما يلي:
الحمدُ للهِ رب العالمين، القائل في محكم التنزيل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) (البقرة: 208) .
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا (ﷺ) عبد الله ورسوله، وصفيه وخليله، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، خير الخلق عندك، وأكرمهم لديك، وأحبهم إليك، سيدنا محمد (ﷺ) الذي جاءنا بالبينات والذِّكر الحكيم.
ما أجمل أن نستهلّ لقاءَنا هذا بذِكر الله تعالى وحمدِه وشكره!، فهو أهلُ الحمد، وبذكره تُفتَتح البركات، وتتنزّل الرحمات.. يقول الحق سبحانه: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا. وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا.هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) (الأحزاب41-43)، ويقول سبحانه: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الأحزاب: 35). ويقول عز وجل: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ. الَّذِيْنَ يَذْكُرُوْنَ اللّٰهَ قِيَامًا وَّقُعُوْدًا وَّعَلٰى جُنُوْبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُوْنَ فِيْ خَلْقِ السَّمٰوٰتِ وَالْاَرْضِۚ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هٰذَا بَاطِلًاۚ سُبْحٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار) (آل عمران: 190-191). ويقول تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد: 28).
ونستفتحه أيضا بالصلاة والسلام على سيدنا رسول الله (ﷺ)، يقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (الأحزاب: 56). فاللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ، وَالخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ، نَاصِرِ الحَقِّ بِالحَقِّ، وَالهَادِي إِلَى صِرَاطِكَ المُسْتَقِيمِ، وَعَلَى آلِهِ حَقَّ قَدرِهِ وَمِقْدَارِهِ العَظِيمِ.
أيها المسلمون: أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، فإنها وصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى: (…وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ…) (النساء: 131)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران: 102)، وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) (الأحزاب: 70-71).
وقال الكريم جل وعلا: (…وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (البقرة: 223). أما بعد…
أيها الأخ المسلم الكريم:
السلام هو رسالة الإسلام الخالدة
اعلم –رَعَاكَ اللهُ، وَحَمَاكَ، وَهَدَاكَ، وَقَوَّاكَ، وَشَفَاكَ، وَعَافَاكَ، وَأَغْنَاكَ، وَنَجَّاكَ، وَزَكَّاكَ– أن السلامَ هو رسالة الإسلام الخالدة، وأن رُوحَ السلام تسري في أوصال الإسلام وفي شرايينه، متجليةً في تعاليمه وتشريعاته ومقاصده، فقد:
• جاء ذكرُ السلام في القرآن العظيم في عشرات الآيات التي تتلى إلى يوم الدين.
• وأكّدته السُّنة النبوية المطهَّرة، قولًا وَفِعْلًا وَتَقْرِيرًا، وَخُلُقًا، وتعليمًا.
• ومارسه الصحابة الكرام، والتابعون، وتابعوهم بإحسان، ومَن سار على دربهم من أهل الصلاح والتقوى.
• وشهد به القاصي والداني في كل عصرٍ ومِصر، واعترف به المنصفون من أتباع الديانات والحضارات الأخرى.
• ونطق به المخلوقات التي نعلمها وتلك التي لا نعلمها، التي نراها والتي لا نراها؛ فقد أمرنا الخالق العظيم أن نعيش بسلامٍ وانسجامٍ في هذه الحياة مع كل مفردات الطبيعة والكون والحياة والأحياء.
• والحيوانات والنباتات وحتى الجمادات التي رحمت بالإسلام… فكأنها تنطق بالسلام بألسنة الحال، وإن سكتت ألسنة المقال؛ فنطق به الطيور في تغريدها، والنجوم في مسيرها، والبحار في مدّها وجزرها، والأشجار في خريرها وامتداد أغصانها، بل نطق بها كل ذرة في الكون… نطقوا بالسلام، حين عاش المسلم في وئامٍ وانسجامٍ معها، متبعًا أمر ربه، ومنقادًا لهدي خالقه عز وجل. ولِمَ لا وقد أمرنا الله (عز وجل) بالرِّفق والرحمة والسلام مع كل مفردات البيئة والطبيعة والكون والحياة، والإحسان إليها، وصونها من الأذى، والتعامل معها بالرحمة والحنان؛ فإنها لم تكن مجرّدَ موجوداتٍ صامتةٍ أو ساكتةٍ، بل شريكةً في عقدِ السلامِ الكونيِّ العظيم، الذي جعله اللهُ من دلائلِ رحمتِه، وعلائمِ قدرتِه وإرادتِه وإحاطتِه، وآياتِ حكمتِه..
وهكذا أراد الله الجليل أن يكون المسلم منبعا للرحمة لا مصدر أذى، وأن يكون بلسانه ولسانه حاله داعيًا للسلام، حافظًا للأمان، متخلقًا بأخلاق الرحمن.
من بركات السلام
السلام في الاستمال القرآني
رحلة السلام مع خير الأنام
كيف أسس النبي (ﷺ) أعظم مشروع سلام شامل عرفته البشرية؟
تتجلى مظاهر ترسيخ النبي للسلام فيما يلي:
أولا: بعثة النبي جاءت في وقت اشتدت فيه الحروب والصراعات فجاء النبي لينشر السلام في كل مكان
العالم قبيل البعثة: ظلمات وجهالة وانتظار للإنقاذ
إنَّ المتأملَ في تاريخ الحضارة الإنسانية قبيلَ مولدِ النبي (ﷺ) ، وما كان عليه حالُ البشرية وقتئذٍ، مِن جاهليةٍ خيَّمت بظلالها الوَخيمة على شتى نواحي الحياة (الاجتماعية، والاقتصادية، والدينية، والسياسية،…)، والتي تمثَّلت في: استبداد واستغلال، وقَهر وظلم، وصراعاتٍ مقيتَة، وحروبٍ لا تنتهي.
وما حدثَ في حروب (البَسُوس)، (دَاحِس والغَبْرَاء) وغيرها ليست منَّا ببعيد؟!.
ثانيًا: النبي (ﷺ) يؤسس دستور المدينة دعمًا للتعايش والسلام
ثالثا: النبي (ﷺ) يؤثر السلام على الصراع في صلح الحديبية
رابعا: النبي (ﷺ) يختار العفو والصفح عن أهل مكة، وينشر السلام في ربوعها
خامسا: النبي (ﷺ) يبرم عقود واتفاقيات وتكتلات مع أجل الحفاظ على السلام
سادسا: النبي (ﷺ) يرسل الرسائل للملوك والحكام من أجل نشر الإسلام والسلام
سابعًا: مواقف النبي (ﷺ) في ترسيخ السلام الداخلي والسلام الشامل
شمولية السلام في الإسلام
على العالم كله أن يعلم:
أن الإسلام هو الدين الوحيد على وجه الأرض الذي جعل السلام الشامل شعاره ودثاره، فالإسلام لا يجتزئ نوعًا من السلام ويترك أنواعًا أخرى.
بل إن السلام في منظوره سلام عام يعم بني الإنسان، ويعم شتى مناحي الحياة الروحية والأسرية والاجتماعية والأخلاقية والسياسية… إلخ.
بل يشمل أيضا السلام الشامل مع شتى الكائنات والجمادات المحيطة به من حيوانات وطيور وأشجار وسهول وجبال وبحار وأنهار إلخ، ويا له سلام جميل جليل ما أحوجنا إليه في هذه الحياة!!.
سلام الإنسان مع الإنسان:
السلام مع الحيوان والطيور:
السلام مع النعم الكونية
السلام مع النباتات والأشجار:
السلام مع الهواء
السلام مع الماء
السلام مع الشمس والقمر والنجوم
السلام مع الأرض
السلام مع الكون كله
من شمولية السلام في الإسلام
حتى الجمادات والآلات… تستحق السلام!
السلام مع الجمادات:
السلام مع الآلات: الإحسان في الاستخدام
السلام مع التقانات (التكنولوجيا): من التسخير إلى التزكية
تأملوا في الدورة الدموية… إنها تعلمنا السلام
(الدورة الدموية نموذج داخلي معجز وملهم تعلمنا التعايش والتناغم ومسارات السلام)
أيها الأخوة المؤمنون: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
***
نسأل الله أن يحفظ أوطاننا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللَّهُمَّ احفظها من كل سوء، وبارك لنا فيها، واجعلها دار أمنٍ وإيمان، وسلامٍ وإسلام. اللَّهُمَّ من أرادها بسوء فاجعل تدبيره تدميره، وردّ كيده إلى نحره. اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمورنا، وهيّئ لهم البطانة الصالحة الناصحة، ووفقهم لما فيه خير العباد والبلاد. اللَّهُمَّ احفظ شبابنا من الفتن، وألّف بين قلوبنا، ووفّقنا للعمل الصالح الذي يرضيك عنا. اللهم احفظ مصر شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، طولها وعرضها وعمقها، بحارها وسماءها ونيلها، ووفق يا ربنا قيادتها وجيشها وأمنها وأزهرها الشريف، وعلماءها، واحفظ شعبها، وبلاد المحبين يا رب العالمين، اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا اللهم طهّر قلوبنا من الكبر، وزيّنها بالتواضع،اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارِك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
خادم الدعوة والدعاة د/ أحمد علي سليمان
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
والحاصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية في خدمة الفقه والدعوة (وقف الفنجري 2022م)
المدير التنفيذي السابق لرابطة الجامعات الإسلامية- عضو نقابة اتحاد كُتَّاب مصر
واتس آب: 01122225115 بريد إلكتروني: drsoliman55555@gmail.com
يُرجي من السادة الأئمة والدعاة متابعة الصفحة الرسمية، وعنوانها:
(الدكتور أحمد علي سليمان)؛ لمتابعة كل جديد
لقراءة الخطبة أو تحميلها كاملا يرجي تحميل الخطبة من ملف pdf بالأعلي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
لقراءة الخطبة أو تحميلها كاملا يرجي تحميل الخطبة من ملف pdf بالأعلي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف