خطبة الجمعة : نيران الفرقة وقود أعدائنا المفضل (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ)

خطبة الجمعة بعنوان : نيران الفرقة وقود أعدائنا المفضل (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) ، بتاريخ 23 محرم 1447هـ ، الموافق 18 يوليو 2025م.
لتحميل خطبة جمعة استرشادية بعنوان :نيران الفرقة وقود أعدائنا المفضل (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) بتاريخ 18 يوليو 2025 ، بصيغة word
ولتحميل خطبة جمعة استرشادية بعنوان : نيران الفرقة وقود أعدائنا المفضل (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) بتاريخ 18 يوليو 2025 بصيغة pdf
عناصر خطبة جمعة استرشادية بعنوان : نيران الفرقة وقود أعدائنا المفضل (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) ، كما يلي:
الاتِّحادُ مَطْلَبٌ ضَرورِيٌّ
خُطورةُ التآكُلِ مِنَ الدّاخلِ
استفادةُ الأعداءِ مِن فُرْقتِنا
فُرْقتُنا مَكْسَبٌ لِأعْدائِنا
مسؤوليَّتُنا: إطفاءُ نِيرانِ الفرقةِ
الخاتمة
ولقراءة خطبة جمعة استرشادية بعنوان : نيران الفرقة وقود أعدائنا المفضل (الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ) ، بتاريخ 18 يوليو 2025 بعنوان، كما يلي:
خُطْبَةٌ بِعُنْوَانِ: نِيرَانُ الْفُرْقَةِ وَقُودُ أَعْدَائِنَا الْمُفَضَّلُ
(الاِتِّحَادُ قُوَّةٌ)
بتاريخ 23 محرم 1447هـ 18 يوليو 2025م
فِي عَالَمٍ يَزْدَادُ تَعْقِيدًا وَتَنَافُسًا، تَبْقَى الْوَحْدَةُ هِيَ الدِّرْعُ الْـمَتِينُ الَّذِي يَصُونُ الْأُمَمَ وَالْمُجْتَمَعَاتِ مِنْ رِيَاحِ التَّحَدِّيَاتِ الْعَاتِيَةِ. وَعَلَى النَّقِيضِ، تَكُونُ الْفُرْقَةُ شَرَارَةً خَفِيَّةً، لَا تَلْبَثُ أَنْ تَتَحَوَّلَ إِلَى نِيرَانٍ مُسْتَعِرَةٍ، تَأْكُلُ أَوَاصِرَ التَّرَابُطِ الدَّاخِلِيِّ، وَتُصْبِحُ وُقُودًا ثَمِينًا وَمَطْلُوبًا لِمَنْ يَتَرَبَّصُ بِنَا عَدَاوَةً وَكَيْدًا.
العناصر:
الاتِّحادُ مَطْلَبٌ ضَرورِيٌّ
خُطورةُ التآكُلِ مِنَ الدّاخلِ
استفادةُ الأعداءِ مِن فُرْقتِنا
فُرْقتُنا مَكْسَبٌ لِأعْدائِنا
مسؤوليَّتُنا: إطفاءُ نِيرانِ الفرقةِ
الخاتمة
الاتِّحادُ مَطْلَبٌ ضَرورِيٌّ
لقد حذَّرنا اللهُ تعالى في كتابِه الكريمِ من الفرقةِ، وما يترتَّبُ عليها من مخاطرَ عظيمةٍ، ودعانا إلى الاعتصامِ بحبلِ اللهِ المتينِ، فقال سبحانه: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا…﴾ [آل عمران: 103]
وهذه الآيةُ ليستْ مجرّدَ نداءٍ، بل هي تذكيرٌ بنعمةٍ ربانيَّةٍ جليلةٍ، جمعت بين قلوبِ المؤمنين بعدما كانوا أعداءً متناحرين، فصاروا بنعمةِ اللهِ إخوانًا متحابين.
إنَّ الوحدةَ ليستْ خيارًا ثانويًّا، بل هي أساسُ بقاءِ الأمة، وشرطُ نهضتها.
خُطورةُ التآكُلِ مِنَ الدّاخلِ
يدركُ الأعداءُ – على اختلافِ أهدافِهم – أنَّ إضعافَ الأمَّةِ لا يشترطُ المواجهةَ المباشرةَ، فقد تكفيهم ثغرةٌ صغيرةٌ من داخلِ الصفوفِ؛ ليَنفذوا منها.
فمتى ما ظهرتْ بوادرُ الشِّقاقِ بين أفرادِ الوطنِ الواحدِ، تآكلَ البناءُ من داخلهِ، وتحولتِ الطاقاتُ الموجَّهةُ نحوَ البناءِ إلى نزاعاتٍ تستهلكُ الجهدَ وتستنزفُ الإمكاناتِ.
وقد قال النبيُّ ﷺ: «يَدُ اللهِ معَ الجماعةِ» [الترمذي]، وفي الحديث الآخر: «إنَّ المؤمنَ للمؤمنِ كالبُنيانِ، يشدُّ بعضُه بعضًا» [متفق عليه]، فهذه النصوصُ تؤصِّلُ أنَّ القوَّةَ في الوحدةِ، والهلاكَ في الفرقةِ.
استفادةُ الأعداءِ مِن فُرْقتِنا
حينَ تنشغلُ الأمَّةُ بصراعاتٍ داخليَّةٍ، يفرحُ المتربصونَ، ويستغلُّونَ لحظاتِ الضعفِ لتفتيتِ الجبهةِ الداخليةِ، وبثِّ الفتنِ والشائعاتِ.
قال تعالى:
﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ [الأنفال: 46]، وقد بلغَ التحذيرُ ذروته في تحريمِ الخصومةِ بين المسلمين فوقَ ثلاثٍ، كما قال ﷺ: «وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أن يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ» [متفق عليه].
وهكذا، فالعدوّ لا يحتاج إلى سلاحٍ متطورٍ ما دام خصمه يقتل وحدته بيده.
فُرْقتُنا مَكْسَبٌ لِأعْدائِنا
كلما انقسمنا، ضعُفتْ كلمتُنا، وقلَّ تأثيرُنا، وازدادتْ فرصُ التدخلِ في شؤونِنا.
فالوحدةُ تصنعُ قوّةَ القرارِ، والفرقةُ تفتحُ أبوابَ الابتزازِ والضغوطِ، وقد نهانا الله تعالى عن التفرُّقِ كما في قوله: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾ [آل عمران: 105].
وعند اشتدادِ الخلافِ، يتسلَّلُ الأعداءُ تحتَ شعاراتٍ زائفةٍ مثل “حفظِ السلامِ” و”الدعمِ الإنسانيِّ”، بينما الهدفُ الحقيقيُّ هو تفكيكُ الأوطانِ، وتحقيقُ مصالحهم على أنقاضِ وحدتنا.
قال الشاعر:
وَمَا التَّفَرُّقُ إِلَّا دَاءٌ يُفَرِّقُنَا
وَلَا يُطْفِئُ النَّارَ إِلَّا جَمْعُ مَا تَبَدَّدَا
فَإِنْ بَغَتْنَا عُدَاةٌ مِنْ جَمِيعِ صِعَابٍ
فَالْفُرْقَةُ خَيْرُ مَتَاعٍ لِتِلْكَ الْأَعَادِي
مسؤوليَّتُنا: إطفاءُ نِيرانِ الفرقةِ
إخمادُ نيرانِ التَّفرُّقِ ليسَ مسؤوليَّةَ الحُكَّامِ وحدَهم، بل هو واجبُ كلِّ فردٍ في المجتمعِ.
يبدأُ بالوعيِ، ويمرُّ بالتسامحِ، وينتهي بالعملِ الفعليِّ لترسيخِ قِيمِ الأخُوَّةِ وقبولِ الآخَر.
وقد بيَّن النبيُّ ﷺ طريقَ النجاةِ بوضوحٍ، فعن عبدِ الله بن مسعودٍ – رضي الله عنه – قال:
«خطَّ رسولُ اللهِ ﷺ خطًّا، ثم قال: هذا سبيلُ اللهِ مُستقيمًا، ثم خطَّ خطوطًا عن يمينِه وشمالِه، ثم قال: هذه السُّبلُ، على كلِّ سبيلٍ منها شيطانٌ يدعو إليه، ثم قرأ: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ﴾ [الأنعام: 153]» [رواه أحمد].
فلنحذرْ أن نكونَ أدواتٍ تُؤَجِّجُ نارَ الفتنةِ بأيدينا، ولنجعلْ من وحدتِنا درعًا لا يُخترق، وصوتًا لا يُسكَت.
الخاتمة
الوحدةُ ليستْ ترفًا فكريًّا، ولا شعارًا سياسيًّا، بل ضرورةٌ شرعيَّةٌ، وركيزةٌ حضاريَّةٌ لحمايةِ الأوطانِ، وصونِ الأديانِ.
وأما الفرقةُ فهي سلاحٌ يقتلنا من الداخلِ، ويفتحُ الأبوابَ لمن لا يريدُ بنا خيرًا.
فهل نعي الرسالةَ؟ وهل نُدرك أنَّ طريقَ النجاةِ يبدأ بخطوةٍ نحوَ الجماعةِ، ووِحدةِ الصفِّ؟
فلنُطفئْ نيرانَ الفرقةِ قبلَ أن تحرقَ أحلامَنا، ولنجعلْ من الاتحادِ عنوانَ بقائِنا.
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف