وزارة الأوقاف تعلن رسميا عن زاد الأئمة والخطباء..لـ خطبة الجمعة القادمة : بداية جديدة وأمل جديد
بداية جديدة وأمل جديدبداية جديدة وأمل جديد ، بتاريخ 1 محرم 1447هـ ، الموافق 27 يونيو 2025م

زاد الأئمة : وزارة الأوقاف تعلن رسميا عن زاد الأئمة والخطباء.. الدليل الإرشادي لـ خطبة الجمعة القادمة حول : بداية جديدة وأمل جديد ، بتاريخ 1 محرم 1447هـ ، الموافق 27 يونيو 2025م.
ننشر زاد الأئمة والخطباء.. الدليل الإرشادي لخطب الجمعة القادمة : بداية جديدة وأمل جديد بصيغة pdf
ننشر زاد الأئمة والخطباء.. الدليل الإرشادي لخطب الجمعة القادمة : بداية جديدة وأمل جديد بصيغة pdf
زاد الأئمة والخطباء (6)
الدليل الإرشادي لخطب الجمعة
بداية جديدة وأمل جديد
1 محرم 1447هـ = 27 يونيو 2025م
بداية جديدة وأمل جديد
2 محرم 1447هـ = 27 يونيو 2025م
_ الخطبة الأولى: بداية جديدة وأمل جديد.
_ الهدف المراد توصيله: أهمية بث الأمل في النفوس مع بداية عام هجري جديد.
_ الخطبة الثانية: التحذير من خطورة المخدرات.
بداية جديدة وأمل جديد
الحمـد لله الـذي جعـل في الهجـرة نُورًا للسـالكين، وطريق التوبة والتغيير، والصلاة والسلام على سـيدنا محمـد البـدر المنير، وعلـى آله وصحبه أجمعيـن، أما بعد:
فإن الهجرة رسالة تتجدد في كل زمان، وتؤكد أن بعد العسر يسرًا، وأنه لا مستحيل مع الإيمان.
عام جديد بآمال جديدة
تفاءلـوا بالخيـرات تجدوهـا، واستبشـروا بـأنَّ القـادم أفضـل، وانطلقـوا بـروحٍ جديـدة، روح التحـدي واليقيـن، وتلـك سـمة المعصوم ﷺ، فنظرة سـريعة في سـيرته تبعـث الأمل في نفوس الحيـارى، رغـم المحـن والنكبـات، فكلمـا اسـتحكمت حلقاتهـا ازداد ﷺ تفـاؤلًا وتشـوقًا للنصـر والتمكيـن، وكان ﷺ يغضـب عنـد غيـاب ثقافـة التفـاؤل في وقـت اشـتداد الأزمـات؛ فعَـنْ سـيدنا أَبِـي هُرَيْـرَةَ أَنَّ النبـي ﷺ ، قَـالَ: «إِذَا قَـالَ الرَّجُـلُ: هَلَـكَ النَّـاسُ فَهُـوَ أَهْلَكُهُـمْ» [رواه مسلم.]
وعَـنْ سـيدنا خَبَّـابِ بـنِ الَأرَتِّ رضـي الله عنـه قَـالَ: شَـكَوْنَا إِلَـى رَسُـولِ الِله ﷺ، وَهُـوَ مُتَوَسِّـدٌ بُـرْدَةً لَـهُ فِـي ظِـلِّ الكَعْبَـةِ، قُلْنَـا لَـهُ: أَلَا تَسْـتَنْصِرُ لَنَـا، أَلَا تَدْعُـو الَله لَنَـا؟ قَـالَ: …« وَالِلهَّ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الَأمْـرَ، حَتَّـى يَسِـيرَ الرَّاكِـبُ مِـنْ صَنْعَـاءَ إِلَـى حَضْرَمَـوْتَ، لاَ يَخَـافُ إِلاَّ الَلهَّ، أَوِ الذِّئْـبَ عَلَـى غَنَمِـهِ، وَلَكِنَّكُـمْ تَسْـتَعْجِلُونَ» [رواه البخـاري.]
وعَـن سـيدنا ابْـن مَسْـعُود رضـي الله عنـه قَـالَ: «لَـو كَانَ الْعسـر فِـي جُحـر ضَـب لتَبعـه الْيُسْـر حَتَّـى يَسْـتَخْرِجهُ، لـن يغلـب عسـرٌ يسـرين.» [رَوَاهُ عبـد الـرَّزَّاق.]
وعَـنِ سـيدنا ابْـنِ عَبَّـاسٍ رضـي الله عنهمـا قَـالَ: كُنْتُ رَدِيـفَ رَسُـولِ الِله ﷺ، فَقَـالَ: «يَا غُلامُ …، وَاعْلَـمْ أنَّ فِـي الصَّبْـرِ عَلَـى مَـا تَكْـرَهُ خَيْـرًا كَثِيـرًا، وَأَنَّ النَّصْـرَ مَـعَ الصَّبْـرِ، وَأَنَّ الْفَـرَجَ مَـعَ الْكَـرْبِ، وَأَنَّ مَـعَ الْعُسْـرِ يُسْـرًا» [مسـند أحمد]
فثـق في الله تعالـى، وارفـع يديـك للسـماء وأنـت علـى أعتـاب عام هجـري جديد، وكن علـى يقين أنه لـن يخذلـك قـال تعالـى: ﴿لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (﴾ [الشـورى: ]12، وقال: ﴿وَلَِِّ خَزَائِنُ السَّـمَوَاتِ وَالَْرْضِ﴾ [المنافقون: .]7
وعَـنْ سـيدنا سَـلْمَانَ رضـي الله عنـه قَـالَ: قَـالَ رَسُـولُ الِله ﷺ: «إِنَّ رَبَّكُـمْ تَبَـارَكَ وَتَعَالَـى حَيِيٌّ كَرِيـمٌ، يَسْـتَحْيِي مِـنْ عَبْـدِهِ إِذَا رَفَـعَ يَدَيْـهِ إِلَيْـهِ، أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْـرًا» [رواه أبـو داود.]
بداية أمل للعاصين والمذنبين
كلنا أصحاب معصية وذنوب ونسـأل الله أن يسـرنا بسـره الجميل، فمهما ثقلت معاصيك وكثرت خطايـاك، نـاج ربـك ومـولاك، واعلم أن الله تعالى ينادي عبـاده بنداء الرحمة والمغفـرة: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمـر: .]53 يـا لهـا مـن آيـة عظيمـة تفتـح أبواب الأمـل علـى مصاريعهـا! مهما بلغـت الذنوب، ومهمـا تعثـرت الخطـى، فـإن العـودة إلى الله ممكنـة، والتوبة مقبولة، والمسـتقبل يمكن أن يكون مشـرقًا بـإذن الله لمـن صدق في توبتـه وعزيمته.
ورسـولنا الكريـم ﷺ، كان يعجبـه الفأل الحسـن، ويكره الطيرة (التشـاؤم.) فعـن أبي هريرة رضـي الله عنـه قـال: سـمعت رسـول الله ﷺ يقـول: لا طِيَرَةَ، وخَيْرُها الفَأْلُ. قالوا: وما الفَأْلُ؟ قالَ: الكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُها أحَدُكُمْ » [متفق عليه.] فلنسـتقبل عامنا الجديـد بكلمة صالحة، بنيـة صادقـة، بتفـاؤل يمـأ القلـوب، وبحسـن ظن بـرب الأرباب الـذي بيده مقاليد كل شـيء.
يقول الشاعر متفائاً:
ضاقتْ فلما استحكمتْ حلقاتها فُرِجـت وكنـت أظنهـا لا تفـرج
فلنجعـل مـن هـذا العـام بدايـة حقيقيـة للتغييـر نحـو الأفضـل، في عاقتنـا مـع الله، ومـع أنفسـنا، ومـع الآخريـن. لنجعلـه عامًـا مليئًـا بالطاعات والقربات، عامًا تسـوده المحبة والألفة، عامًـا نحقق فيه أهدافنا ونصلـح فيـه أحوالنا.
وعـن أَنَـسِ بـنِ مَالِـكٍ قَالَ: سَـمِعْتُ رَسُـولَ الِله ﷺ يَقُـولُ: قَالَ الُله تَبَـارَكَ وَتَعَالَى: «يَا ابْـنَ آدَمَ إِنَّكَ مَـا دَعَوْتَنِـي وَرَجَوْتَنِـي غَفَـرْتُ لَـكَ عَلَـى مَـا كَانَ فِيـكَ وَلاَ أُبَالِـي؛ يَـا ابْـنَ آدَمَ لَـوْ بَلَغَـتْ ذُنُوبُـكَ عَنَانَ السَّـمَاءِ ثُمَّ اسْـتَغْفَرْتَنِي غَفَـرْتُ لَـكَ وَلاَ أُبَالِـي؛ يَـا ابْـنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِـي بِقُرَابِ الَْأرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْـرِكُ بِي شَـيْئًا لََأتَيْتُـكَ بِقُرَابِهَـا مَغْفِرَةً.» [رواه أحمد والرمذي بسـند حسـن.]
لا تحزن إن الله معنا
قـال تعالـى: ﴿إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبـة: .]40
وعـن أبـي بَكْـرٍ، قَـالَ: «كُنْـتُ مَـعَ النَّبِـيِّ ﷺ فِـي الغَـارِ فَرَأَيْتُ آثَـارَ المُشْـرِكِينَ، قُلْتُ: يَا رَسُـولَ الِلهَّ، لَـوْ أَنَّ أَحَدَهُـمْ رَفَـعَ قَدَمَـهُ رَآنَـا، قَـالَ: «مَـا ظَنُّـكَ بِاثْنَيْـنِ الُلهَّ ثَالِثُهُمَـا» [متفق عليه.]
* قولـه: «لا تحـزن إن الله معنـا» كلمـات قليلـة، لكنها بحر مـن المعاني الإيمانية والـدروس العملية؛ دواء لـكل مهمـوم، وملجـأ لـكل خائف، وطـوق نجاة لكل تائـه، فمن كان الله معـه، فمن عليه؟
* ثبّـت قلبـك بذكـر الله في أوقـات الأزمـات؛ واجعـل «إن الله معنـا» وردًا يوميًـا تـردده عنـد القلـق والضيـق.
* درّب نفسـك علـى تذكُّـر الله قبـل أن تستسـلم للتوتـر أو الحـزن، وكـن سـبب طمأنينـة لأسـرتك وأولادك وطابـك.
* لا تركز على المشكلة فقط، بل ابحث عن الحكمة والفرصة.
* علّم أبناءك وأهلك أن «الله معنا» ليست مجرد عبارة بل يقين عملي: لا تسرق، لأن الله معك. لا تكذب، لأن الله معك/ لا تيأس، لأن الله معك.
* اجعلها شعارًا لك ولأبنائك، تذكيرًا دائمًا باليقين في أحلك اللحظات.
* في كل ضيـق جديـد.. راجـع لحظـة «الغـار:» فهل مشـكلتك اليـوم أصعب من أن تكـون مطاردًا في الصحـراء بـا نصيـر بشـري؟ إن نجا النبـي ﷺ بيقينـه، فليقينك نصيب مـن نجاتك.
لا تيْأسَنْ عندَ الـنُّـوَبْ *** منْ فرْجَةٍ تجلو الكُرَبْ
فلكَمْ سَمـومٍ هـبّ ثـ *** مّ جرَى نسيمً وانقَلَـبْ
وسَحابِ مكْـروهٍ تـنـ *** شّا فاضْمَحَلّ وما سكَبْ
ودُخانِ خطْبٍ خِيفَ منْ *** هُ فما استَبانَ لهُ لهَـبْ
ولَطالَما طلَعَ الأسـى *** وعلى تَفيئَتِـه غـرَبْ
فاصْبِرْ إذا ما نابَ روْ *** عٌ فالزّمانُ أبو العجَبْ
وترَجّ مـنْ رَوْحِ الإلـ *** ـهِ لَطائِفاً لا تُحْتَـسَـبْ
[مقامات الحريري]
الأمل لا بد أن يصحبه عمل واجتهاد
لقـد جـاءت الهجـرة لتلفـت أنظارنـا إلى شـيء من كمـال الجناب النبـوي، حيث يعلمنـا أن التخطيط الجيِّـد، وحُسْـن توظيـف الطاقـات المتاحـة، يـؤدي دَوْرَه في تحقيـق النجـاح والفلـاح؛ فالهجـرة لم تكن قـراراً اتخـذه النَّبـي ﷺ ونفـذه في الحال، بل كان قرارًا مدروسًـا، تم الإعـداد له ثمَّ جاءت مرحلة التنفيذ المناسـبة.
ولله در شوقي حيث يقول:
إِنَّمـا الصِحَّـةُ وَالـرِزقُ العَمَـل أَتقَنـوا الصَنعَـةَ حَتّـى في الجُعَـل
كُـن نَشـيطا عامِـاً جَـمَّ الَأمَـل تِلـكَ آثـارُ بَنـي مِصـرَ الُأوَل
وينبغـي أن يسـبق التخطيـط وضـوح الغايـة والهدف، وأن يقف المرء مع نفسـه وقفـة صادقة، يتعرف
علـى الغايـات السـامية التـي ينبغـي أن ينفـق فيهـا الحيـاة الغاليـة، ثـم لينظـر مـن أي الأبـواب يلـج إليها؟، ومـن يمكـن أن يتعـاون معه مـن أجل هدفه المنشـود؟!
ثـم تـأتي العزيمـة التـي تدفـع وتقـوي نحـو الأمـام قـال تعالى:﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾ [آل عمـران]159:، وقـال عبـد الله بـن الزُّبيـر رضـي الله عنهمـا : « من جاء يطلب ما عند الله فإن طالب الله لا يخيب، فصدقوا قولكم بفعلٍ؛ فإن مِلاك القول الفعل [رواه الطـراني في «المعجـم الكبير.]
ولا تـرك حياتـه تسـير بعشـوائية دون النظـر في عواقـب الأمـور، واسـتعن علـى ذلـك بكتمـان أمـرك حتـى يحقـق الله مطلبـك؛ فعَـنْ مُعَـاذِ بْـنِ جَبَـلٍ قَـالَ: قَـالَ رَسُـولُ الِله ﷺ: «اسْـتَعِينُوا عَلَـى قَضَـاءِ حَوَائِجِكُـمْ بِالْكِتْمَـانِ، فَـإِنَّ كُلَّ ذِي نِعْمَـةٍ مَحْسُـودٌ» [رواه الطـراني في الثاثـة.]
نهي القرآن عن الحزن
جَـاءَ الحُـزْنُ فِـي القُـرْآنِ الْكَرِيـمِ مَنْهِيًّا عَنْـهُ، وَمَنْفِيًّا، يَقُولُ رَبُّنـا سُـبْحَانَه: ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا ﴾ [آل عمـران: ]139 ، وَيَقُـولُ تَعَالَـى: ﴿وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ﴾ [الحجر: ]88 ، وَيَقـولُ جَلَّ جَاَلُهُ فِي نَفْـيِ الحُزْنِ عَنْ أَهْـلِ الِإيمَـانِ وَالِإصْـلاَِح: ﴿فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [الأنعـام: ]48، وَأَخْبَـرَ رَبُّنَـا سُـبْحَانَهُ أَنَّ أَهْـلَ الجَنَّـةِ يَحْمَدُونَـه عَلَى نِعْمَةِ إِذهَابِ الحَـزَنِ عَنْهُـمْ: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ۖ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ﴾ [فاطـر: .]34
اليأس والحزن من الشيطان
إن أَحَـبَّ شَـيْءٍ إِلَـى الشَّـيْطَانِ أَنْ يُحْـزِنَ الِإنْسَـانَ لِيَقْطَعَـهُ عَـنْ سَـيْرِهِ إِلَـى رَبِّـهِ سـبحانه، وَيَحُـولَ بَينَـهُ وَبَيْـنَ أَدَاءِ مَهَامـهِ وَالْقِيَـامِ بِرسـالَتِه الَّتِـي خَلقَـه الُله لَِأجْلِهَـا، قَـالَ تَعَالَـى: ﴿إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [المجادلـة: .]10
وقـد اسْـتَعَاذَ سَـيِّدُنَا النَّبِـيُّ ﷺ مِـنَ الحُـزْنِ حَيْـثُ قَـالَ: «اللَّهُـمَّ إِنِّـي أَعُـوذُ بِـكَ مِـنَ الهَـمِّ وَالحَـزَنِ.» [صحيـح البخـاري]
فكَيْـفَ يَحْـزَنُ المؤمِـنُ وَهُـوَ يُوقِـنُ أَنَّ مَا أَصَابَهُ لَـمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَهُ، وَأَنَّ مَـا أَخْطَأَهُ لَمْ يَكُـنْ لِيُصِيبَهُ، قَالَ نَبِيُّنَـا صَلَـوَاتُ رَبِّـي وَسَـاَمُهُ عَلَيْهِ: «عَجَبًا لأمْرِ الْــمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّـهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِأحَـدٍ إِلّاَ للْمُؤْمِن، إِنْ أَصَابَتْـهُ سَـرَّاءُ شَـكَرَ فَـكَانَ خَيْرًا لَـهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَـرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْرًا لَه.» [صحيح مسـلم]
وعَـنْ أَبِـي سَـعِيدٍ الْخُـدْرِيِّ قَـالَ: «دَخَـلَ رَسُـولُ الِلهَّ ﷺ ذَاتَ يَـوْمٍ الْمَسْـجِدَ فَـإِذَا هُـوَ بِرَجُلٍ مِنْ الَْأنْصَـارِ يُقَـالُ لَـهُ أَبُـو أُمَامَـةَ فَقَـالَ: يَـا أَبَـا أُمَامَـةَ مَـا لِـي أَرَاكَ جَالِسًـا فِـي الْمَسْـجِدِ فِـي غَيْـرِ وَقْـتِ الصَّـلَاةِ؟ قَـالَ: هُمُـومٌ لَزِمَتْنِـي، وَدُيُـونٌ يَـا رَسُـولَ الِلهَّ، قَالَ: ألَا أُعلِّمُكَ كلامًا إذا قُلْتَه أذهَبَ اللهُ همَّكَ، وقَضى عنكَ دَيْنَكَ؟ قُلْتُ بَلى يا رسولَ اللهِ، قال: قُلْ إذا أصبَحْتَ وإذا أمسَيْتَ: اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بكَ منَ الهَمِّ والحَزَنِ، وأعوذُ بكَ منَ العَجزِ والكَسَلِ، وأعوذُ بكَ منَ الجُبنِ والبُخلِ، وأعوذُ بكَ من غَلَبةِ الدَّيْنِ وقَهرِ الرجالِ ، قال: فقُلْتُهُنَّ، فأذهَبَ اللهُ هَمِّي، وقَضى عنِّي دَيْني. ». [رواه أبوداود.]
بـل إن الأمـل لـم ينقطـع عـن أهـل النـار رغـم عذابهـم ومـا حل بهـم فراهـم يأملـون في الخـروج منها
فقالـوا: ﴿رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ﴾ [المؤمنـون: ]107 فتم الـرد عليهم بقولـه تعالى: ﴿اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾، وتراهـم يأملون ثانيـة فقالـوا لخزنة جهنـم: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ﴾ [غافـر: ]49 فتـم الرد عليهـم بقوله تعالى: ﴿قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ﴾ [غافـر: ]50 وتراهـم يأملـون ثالثـة فقالـوا لأصحاب الجنـة: ﴿أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ ۚ﴾ [الأعـراف: ]50 فتـم الـرد عليهـم: ﴿إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ وتراهـم يأملـون رابعـة فنـادوا علـى مالـك خـازن النـار: ﴿وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ﴾ [الزخـرف: ]77 فتم الـرد عليهـم ﴿إِنَّكُم مَّاكِثُونَ﴾ فـلا بُـد مـن مقاومـة اليـأس مهمـا بلـغ الغـم طالمـا أن لنـا الله تكفـل بكشـف الضر عمـن علق آمالـه عليه.
لِمَاذَا لَا نحَْزَنُ.. لَِأنَّ الَله مَعَنَا
وهـي مَعِيَّـةُ نَصْـرٍ وَتَأْيِيدٍ، وَعِنَايَةٍ وَحِفْظٍ، وَمَحَبَّةٍ وَتَوْفِيقٍ، وَتَسـدِيدٍ وَإِلْهـامٍ، مَعِيَّةٌ هي تِرْيَاقُ المَهْمُومِ، وَسَـلْوَةُ المَحْـزُونِ، وَأُنْـسُ الحَائِـرِ، وَأَمَـانُ الخَائِـفِ، وَالعُـدَّةُ فِـي كُلِّ شِـدَّةٍ، وَالحِصْـنُ مِـنْ سِـهَامِ البَوَائِقِ وَالشُّـرُورِ وَالآفَـاتِ، (إِنَّ الَله مَعَنَـا) فِـي جَمِيـعِ أَحْوَالِنَـا، في السَّـرَّاءِ وَالضَّـرِّاءِ، فِـي الشَّـدَائِدِ وَالمِحَـنِ، فِـي الخُطُـوبِ وَالكُرُبَاتِ.
ومَـا أَجْمـلَ أن نُحَصِّـلَ أَسْـبَابَ المَعِيَّـةِ، وَنَطْـرُقَ أَبْوَابَهَـا، فَـالُله (عَـزَّ وَجَـلَّ) أَخْبَرَنَـا أَنَّهُ سُـبْحَانَهُ يَكُونُ مَـعَ عِبَـادِهِ المُؤمِنِيـنَ، المُتَّقِيـنَ، المُحْسِـنِينَ، الصَّابِرِيـنَ، الذَّاكِرِيـنَ، تَحُوطُهُـمْ عِنَايَتُـهُ، وَيَحُفُّهُـمْ بِنَصْـرِهِ وَتَأْيِيـدِهِ، يَأْخُـذُ بِأَيْدِيهِـمْ إِذَا كَبَـوْا، وَيُعِينُهُـم إِذَا احتَاجُـوا، وَيَلْطُـفُ بِهِـمْ إِذَا خَافُوا، يَقُولُ رَبُّنَـا (عَزَّ وَجَلَّ:) ﴿وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفـال: ]19 وَيَقُـولُ (جَـلَّ وَعَـاَ:) ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: ]194، وَيَقُـولُ تَعَالَـى: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ﴾ [النحـل: ]128، وَيَقُولُ سُـبْحَانَهُ: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَـعَ الصَّابِرِيـنَ﴾ [البقـرة: ]153 ، وَيَقُـولُ تعالـى فِـي الحَدِيـثِ القُدْسِـيِّ: (أَنَـا عِنْـدَ ظَنِّ عَبْـدِي بِي، وَأَنَـا مَعَـهُ إِذَا ذَكَرَنِـي.) [صحيـح البخاري]
إِيمَـانُ الِإنسَـانِ بِمَعِيَّـةِ الِله تعالـى وَالقِيَـامُ بِحَقِّ هَذِهِ المَعِيَّـةِ مِنَ الْتِـزَامِ الَأدَبِ- الَّذِي عَلَيْهِ مَدَارُ السَّـيْرِ إِلَـى الِله تَعَالَـى- يَبْعَـثُ الطُّمَأْنِينَـةَ وَالَأمَـانَ فِـي القَلْـبِ، وَالسَّـكِينَةَ فِـي النَّفْـسِ، فَـإِنَّ رَبَّ العَالَمِيـنَ لَطِيفٌ بِخَلْقِـهِ، قَرِيـبٌ مِمَّـنْ دَعَـاه، وَمَـنْ يَـأْوي إِلَـى رَبِّـهِ فَإِنَّمَـا يَـأْوِي إِلَـى مَلِـكِ المُلُـوكِ وَمُدَبِّـرِ الَأمْـرِ سُـبْحَانَهُ وَتَعَالَـى، فَـلاَ خَـوْفَ وَلَا حُـزْنَ وَلَا يَـأْسَ فِـي رِحَـابِ مَعِيَّـةِ الِله رَبِّ العَالَمِيـنَ، وَلِله دَرُّ القَائِـلِ:
وَالْـزَمْ لَهَـا حُسْـنَ الَأدَبْ فِـي كُلِّ حَـالٍ وَهـوَ رَبْ
أَعْـطِ المَعِيَّـةَ حَقَّهَـا وَاعْلـمْ بِأَنَّـكَ عَبْـدُهُ
نماذج لمن علقوا بالله آمالهم في أصعب اللحظات فجاءهم الفرج
وإليـك أمثلـة ممـن علقـوا آمالهـم بربهـم فتحققـت في أحلـك المواقـف، فمريـم عليها السـلام عندما أظلمـت الدنيـا في عينيهـا ولـم تجـد ملجئًـا مـن الله إلا إليـه قالـت: ﴿يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا﴾ مريـم :23 فـكان الغـوث في قولـه تعالـى:﴿فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا﴾ وإبراهيـم عليـه السـلام عندما ألقـي في النار تأمل في ربه فكانـت النجاة من عنـد الله: ﴿قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ﴾ [الأنبيـاء: ]69
ويونـس عليـه السـلام لمـا التقمـه الحـوت لجـأ إلـى الله واستمسـك بحبلـه كانـت الرحمـة والنجـاة: ﴿وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾الأنبيـاء 87، ]88
وكانـت عنايـة الله ورعايتـه لموسـى وهـارون عليهمـا السـلام حينمـا بعثـا لفرعـون قـال تعالـى: ﴿قَالَ لَا تَخَافَا ۖ إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ﴾ [طـه: ]46، ثـم تجلـت تلـك العنايـة في أحلـك الظـروف، وأشـد الأوقـات حينمـا تبعـه فرعـون وجنـده، فامتلـك الخـوف نفـوس بنـي إسـرائيل، واسـتحوذ علـى قلوبهـم، فـرد موسـى عليهـم ردًّا ينبـئ عـن قـوة إيمانـه، وثبـات يقينـه، وثقته التـي لا حدود لهـا في نصـر الله له رغم قلـة العـدد والعتـاد فقـال تعالـى: ﴿قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ [الشـعراء: .]62
يوم عاشوراء
ذلـك اليـوم الـذي أنجـى الله فيـه موسـى عليـه السـلام وقومـه؛ ولـذا ورد اسـتحباب صيامه؛ فعَـنِ ابْنِ عَبَّـاسٍ، أَنَّ النبـي ﷺ قَـدِمَ الْمَدِينَـةَ فَوَجَـدَ الْيَهُـودَ صِيَامًـا، يَوْمَ عَاشُـورَاءَ، فَقَـالَ لَهُمْ ﷺ: «مَـا هَـذَا الْيَـوْمُ الَّـذِي تَصُومُونَـهُ؟» فَقَالُـوا: هَذَا يَـوْمٌ عَظِيـمٌ، أَنْجَى الُلهَّ فِيهِ مُوسَـى وَقَوْمَـهُ، وَغَرَّقَ فِرْعَـوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَـهُ مُوسَـى شُـكْرًا، فَنَحْـنُ نَصُومُـهُ، فَقَـالَ ﷺ : «فَنَحْـنُ أَحَـقُّ وَأَوْلَـى بِمُوسَـى مِنْكُـمْ، فَصَامَـهُ ﷺ ، وَأَمَـرَ بِصِيَامِـهِ.» [متفـق عليـه.]
ومـن حديـث أبـي قتـادة رضـي الله عنـه أن رسـول الله ﷺ سُـئِل عـن صيـام يـوم عاشـوراء، فقـال: «أَحْتَسِـبُ عَلَـى الِلهَّ أَنْ يُكَفِّـرَ السَّـنَةَ الَّتِـي قَبْلَـهُ» [رواه مسـلم.]
قـال العامـة الدكتـور موسـى شـاهين لاشـين: «كان اليـوم العاشـر مـن شـهر المحـرم مـن أيـام الله التـي أفـاض الله فيهـا علـى أوليائـه مـن فيوضاتـه، فنجـى فيـه موسـى وقومـه مـن فرعـون وجنـوده، ومـن واجـب المؤمـن أن يشـكر الله علـى نعمائـه، وخيـر مـا يشـكر بـه الصـوم، لـذا صامـه موسـى عليه السـلام شـكراً لله، وصامـه اليهـود مـن بعـده، وصامته قريش، وصامه رسـول الله ﷺ بمكة، ثـم بالمدينة.
لقـد رأى اليهـود يصومونـه فسـألهم عـن سـر صومهـم لـه، فوجـده حسـنا، فأمـر أصحابـه بصيامـه وقـال لهـم: نحـن أحـق وأولـى بموسـى مـن اليهـود، فصومـوه، ولـم يكـن فـرض علـى المسـلمين صيـام قبـل، ولـم يمـض أشـهر علـى صيامهـم يـوم عاشـوراء حتـى فـرض الله عليهـم صـوم شـهر رمضـان، فقـال لهـم ﷺ : «يـوم عاشـوراء مـن أيـام الله المفضلـة، لـم يكتـب ولم يفـرض الله عليكم صيامه، فمن شـاء أن يصومـه تطوعـا فليصمـه، وأنـا صائـم.»وكان ﷺ يحـب موافقـة أهـل الكتـاب في الطاعـات التـي لـم يؤمـر فيهـا بشـيء، اسـتئلافا لقلوبهـم مـن جهـة، واعتمـاداً علـى أن عبادتهـم تسـتند إلـى الوحـي غالبـا مـن جهـة، حتـى فتـح الله مكة، وأتـم الله النعمة، وأكمـل دينه فأصبح رسـول الله H يحب مخالفـة أهـل الكتـاب، فقـال في عامـه الأخيـر: «لئن عشـت إلى العـام القابل لأصومن التاسـع والعاشـر» ولكنـه ﷺ لحـق بالرفيـق الأعلـى.» [فتـح المنعـم شـرح صحيـح مسـلم /4( ])588
الخطبة الثانية التحذير من خطورة المخدرات
الحمـد لله الـذي خلـق الإنسـان وكرمـه، ونهـاه عـن كل مـا يُفسـده ويدمـره، والصـلاة والسلـام علـى سـيدنا محمـد الـذي حذّرنـا مـن كل مـا يُذهـب العقـل ويفسـد الفطـرة، وعلـى آله وصحبـه أجمعيـن، أما بعد :
فـإن المخـدرات خطـر عظيـم علـى الديـن والدنيا، ومـن أعظم الوباء في هـذا العصر، التي تسـتهدف شـبابنا وعقـول أبنائنـا، وتُضعـف القيم، وتهدم البيـوت، وتُفكك الأسـر، وتُزهق الأرواح.
قـال الله تعالـى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائـدة: ]90
والمخـدرات اليـوم أشـد خطـرًا مـن الخمـر، لأنهـا: تُدمـن مـن أول مـرة، وتدمـر الجسـم والعقـل والديـن، ومـن أكبـر أبـواب الفسـاد في الأرض، وتدفـع للسـرقة والقتـل والانتحـار، وتـؤدي إلـى تضييـع الصـلاة والفرائـض وارتـكاب المحرمـات، وإلـى هتـك الأعـراض، وتدمـر العلاقـات الأسـرية، وتكثـر بسـببها الجرائـم والانحرافـات، وتـؤدي إلـى أضـرار نفسـية وعقليـة دائمـة.
قال النبي ﷺ : «كل مسكر خمر، وكل خمر حرام» [رواه مسلم.] وقال: «ما أسكر كثيره فقليله حرام» [رواه أبو داود والرمذي.]
فـكل مـادة تغيّـب العقـل، وتفسـد الإدراك، وتـؤدي إلـى الإدمـان، فهـي حـرام، وهـي مـن خطـوات الشـيطان.
ومـن تـورط في الإدمـان، فليعلـم أن: العـاج متـاح، والدولـة توفـره مجانًـا في مراكز رسـمية، وأن الله غفـور رحيـم، والتائـب يُبـدل الله سـيئاته حسـنات، وعلـى المجتمـع يجـب أن يحتويـه، لا أن ينبذه.
اليوم العالمي لمكافحة استخدام المخدرات
بموجـب القـرار 112/42 المـؤرخ 7 ديسـمبر 1987، قـررت الجمعيـة العامـة لأمـم المتحـدة الاحتفـال بيـوم 26 يونيـو يومًـا دوليًّـا لمكافحـة اسـتخدام المخـدرات والاتجـار غيـر المشـروع بهـا، من أجـل تعزيـز العمـل والتعـاون من أجل تحقيق هـدف إقامة مجتمع دولي خال من اسـتخدام المخدرات.
ويهـدف هـذا الاحتفـال العالمـي، الذي يدعمـه كلَّ عام الأفـراد والمجتمعات المحليـة والمنظمات المختلفـة في جميـع أنحـاء العالـم، إلـى زيـادة الوعـي بالمشـكلة الرئيسـية التـي تمثلهـا المخـدرات غيـر المشـروعة في المجتمـع.
ذكرى الهجرة ورسالة أمل لكل من وقع في الإدمان
كمـا أن الهجـرة كانـت انتقـالًا مـن الضيـق إلـى السـعة، ومـن الضعـف إلـى القـوة، فإننـا نقـول اليـوم: لـكل مـن وقـع في المخـدرات والإدمـان: تسـتطيع أن تهاجر مـن ذنبك، أن تبـدأ من جديـد، أن ترك الغار وتخـرج إلـى النـور، فهاجـر مـن معصيـة الإدمـان إلـى طاعـة التوبـة، فاللهـم تـب علـى المدمنيـن، وأنقـذ شـبابنا، وبـارك لنـا في عقولنـا وأهلينـا وأوطاننـا، واجعلنـا مـن المهاجريـن إليـك، تائبين منيبيـن طاهرين، آميـن يـا رب العالمين.
* مراجع للاستزادة:
– سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، محمد بن يوسف الصالحي. – محمد رسول الله ﷺ ، محمد الصادق عرجون.
– السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة، محمد محمد أبو شَهبة.
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف