مقالات وأراء

الدكتور محمد ليلة يكتب: بيان معز مسعود وظاهرة الدعاة الجدد

قرأت بيان معز مسعود الذي نشره على صفحته يدافع به عن زواجه من الممثلة ، وفي الحقيقة أن أموره الشخصية وحياته تخضع له وتتبعه، ولا علاقة لنا بها ولا بزوجته الجديدة لا من قريب ولا من بعيد، ولكن هنا عدة وقفات:
1- من الناس من يكون صريحا في مهاجمة الشريعة، فيرد الأحاديث والإجماعات بدون دليل، ويخضع الشريعة لهواه، فما يراه حقا فهو الشريعة، وما لا فلا. ومنهم من يستغل الحمية الدينية عند المسلمين الطيبين، فيسعى بها إلى مصالح حزبية أو شخصية أو قيادية، ومنهم من يتخذها موطنا للارتزاق، أو للحصول على الجاه والشهرة، وأخطر هؤلاء جميعا من يستغل حمية الناس لدينهم، فيقول ما لا يفعل، وفي جميع الأحوال ستكون النتيجة سخط الناس على شيوخ الدين ورجاله، وفقدانهم الثقة في كل من يتحدث في الشرع، ومن هنا ينتشر الإلحاد، وتعظم البلية.
2- قولك: ” غطاء الرأس هو التاج الذي يكتمل به الاحتشام، بالتالي فان تحقيق الاحتشام في الملبس هو أكثر من ٩٠ في المائة من “الحجاب”.
فهل اختيارك تم على أساس التسعين في المائة الذي ذكرته؟ وهل يعني هذا أن من يتزوج امراة فرطت في شيء من هذه التسعين تكون غير محتشمة ولا متحجبة؟ وماذ لو كانت المرأة تلبس الحجاب وتكشف شيئا من جسدها، فهل يكون تغطيته هو تاج الاحتشام؟ من كلامك تجيب على نفسك.
يا هذا، ليس في الحجاب تسعون ولا فيه نسب، بل هو أمر رباني يفعل جميعا، ولست نبيا حتى تقول بالتدرج، فإن سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يفعل ما يؤمر، وكان الإذن به في وقته بأمر ووحي، فهل يأتيك الوحي حتى تنزل كل شيء في وقته؟
والعجب من قولك: “من ينطلق من هذه النقطة مع أهله ويتدرج على هذا الطريق بحكمة خير ألف مرة ممن يجبر أهله ويقهر نفوسهن وينتج آلاف المحجبات اللواتي يخلعن الحجاب في السر أو يتمردن عليه وينفرن من الدين بسبب هذا الإجبار “: فهذا كلام عجيب، فمن قال بالإجبار؟ ومن ضمن لك أن المرأة ستقتنع وتلبس الحجاب؟ ومن أوقع في قلبك أنها لن تخلعه مرة أخرى؟ ومن ضمن لك قلبها حتى تتدرج معه؟
وأما قولك: ” أن الالتزام بغطاء الرأس ليس مقياسا مطلقا للحكم على مدى قرب المرأة أو بعدها من ربها”. فانا أوافقك على هذا الكلام، هو معصية كسائر المعاصي، وقد يكون في المرأة خير كثير وبركة، وانتظام في العبادات، ودعني أبسط الأمر لك:
أنت يا اخي، رجل لا يصلح لك ما يصلح لغيرك، فقد تصديت للدعوة، والحديث عن الله ورسوله، فإن قلتَ “أنني كررت كثيرا أنني لست داعية وإنما باحث متخصص حر”، فكيف تتحدث في الدين بهذه الصورة، ويكون لك برامجك الدعوية وأفكارك المنثورة؟ إنك بذلك تكون قد أفتيت؛ فوجب منعك.
يا أخي، إذا أردتَ أن تخطب امراة حاسرة الرأس- والحجاب فرض- وهي مع ذلك ممثلة مشهورة، فالأولى في مرحلة التعارف أن تخاطب قلبها من بعيد ومن قريب بهذه الفريضة بكل أدب وذوق، وأنك رجل ينظر إليك نظرة مختلفة، ولا يصلح لي ما يصلح لغيري، وأن الحجاب فرض، والتبرج معصية، وأن التمثيل له حدود وضوابط، ثم تتركها مع نفسها، فإن كان في قلبها خير، وتعرف أنها على معصية، وتريد من يأخذ بيدها إلى الصواب؛ فقد فعلت، وستتغير لله وليس لك، وتاخذ أجرا على أخذك بيدها، وإن كانت غير ذلك، فتغييرها صعب ولن تستطيعه، ويصير التدرج هنا لا قيمة له؛ لأنها لن تتغير.
يا رجل، استقم، ولا تكن وأمثالك من الدعاة الجدد معولا لهدم ما تبقى في عيون الناس من احترام للدعاة، ولا تسهم معهم في التلاعب بقلوب الناس ومشاعرهم، ولا تكن كبعضهم ممن يحرف أحكام الشريعة بدعوى الفكر والتفكير، فماذا يختلف هذا الفكر عمن يهاجم ويحرف النصوص؟
هو يفعلها صراحة، وغيره يفعلها خفية، ولا أظن بك إلا خيرا، وإني لك من الناصحين.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »