خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف pdf و word : كُنْ جميلًا ترَ الوجودَ جميلًا
كُنْ جميلًا ترَ الوجودَ جميلًا
خطبة الجمعة القادمة 21 نوفمبر 2025م لوزارة الأوقاف pdf و word : كُنْ جميلًا ترَ الوجودَ جميلًا ، بتاريخ 30 جمادي الأولي 1447 هـ ، الموافق 21 نوفمبر 2025م.
لتحميل الخطبة بخط أكبر مع الألوان: (4 صفحات)
لتحميل الخطبة بخط أصغر قليلاً أبيض وأسود: (3 صفحات)
وتؤكد الأوقاف علي الالتزام بـ خطبة الجمعة القادمة 21 نوفمبر 2025م لوزارة الأوقاف pdf : كُنْ جميلًا ترَ الوجودَ جميلًا :
كما تؤكد وزارة الأوقاف على جميع السادة الأئمة الالتزام بموضوع خطبة الجمعة القادمة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير.
وألا يزيد أداء الخطبة عن خمس عشرة دقيقة للخطبتين الأولى والثانية ، مع ثقتنا في سعة أفقهم العلمي والفكري ، وفهمهم المستنير للدين.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 21 نوفمبر 2025م لوزارة الأوقاف بعنوان : كُنْ جميلًا ترَ الوجودَ جميلًا :
الهدف المراد توصيله إلى جمهور المسجد: لتوعية بآداب وذوقيات الاختلاف ووجوب احترام الآخر، علما بأن الخطبة الثانية من موضوعات حملة “صحح مفاهيمك” تحت عنوان: (حرمة التعدي على الجار).
العناصر :
- الله سبحانه وتعالى جميل يحب الجمال.
- ربط الجمال بمواطن الصبر، والهجر، والصفح.
- الجمال يكمن في احتواء المخالفِ وتأديب النفس على الرفق.
- علاقة الجوارِ رابطة مقدسة تتجاوز حدود المصالح العابرة.
- احذروا كل الحذر من إيذاء جيرانكم.
الْأَدِلَّةُ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ:
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ سُورَةُ القلم: 4.
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ سُورَةُ البقرة 83.
الْأَدِلَّةُ مِنَ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ:
- حَدِيثٌ: «إنَّ اللهَ جميلٌ يُحبُّ الجمالَ».
- حَدِيثٌ: «ما زال جبريلُ يوصيني بالجارِ حتَّى ظننتُ أنه سيورِّثُه».
- حَدِيثٌ: «كُنَّ مُحْسِنًا، قَالَ: وَكَيْفَ أَعْلَمُ أَنِّي مُحْسِنٌ؟، فَقَالَ: ” تَسْأَلْ جِيرَانَكَ فَإِنْ قَالُوا: إِنَّكَ مُحْسِنٌ فَإِنَّكَ مُحْسِنٌ وَإِنْ قَالُوا: إِنَّكَ مُسِيءٌ فَأَنْتَ مُسِيءٌ».
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شَاءَ رَبُّنَا مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، هَدَى أَهلَ طَاعتِهِ إلى صِرَاطهِ المُسْتَقيمِ، وَعَلِمَ عَدَدَ أَنْفَاسِ مَخْلُوقَاتِهِ بِعِلْمِهِ القَديمِ، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا وَتَاجَ رُؤُوسِنَا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنَا وَبَهْجَةَ قُلُوبِنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:
فاللهُ سبحانه وتعالى جميلٌ يحبُّ الجمالَ، فكلُّ جمالٍ في الوجودِ من آثارِ صنعتِهِ وبديعِ خلقتِهِ، وليس الجمالُ في زينةِ الثيابِ أو بريقِ الذهبِ، بل الجمالُ الحقيقيُّ هو جمالُ الروحِ، وكمالُ السلوكِ، وارتفاعُ الهممِ، وتطهيرُ القلبِ، فمن كان صدرُهُ فضاءً رحبًا للخلقِ، وعلاقتُهُ بالأكوانِ من حولِهِ صفاءً عذبًا، رأى كلَّ ما حولَهُ منسجمًا مرتَّبًا، وصار الكونُ كلُّهُ بيتًا محبَّبًا، فالنفسُ الجميلةُ لا تبحثُ عن العيوبِ والزللِ، ولا تترصَّدُ الهفواتِ والعللَ، بل تبدأُ مسيرتَها بحسنِ الظنِّ، والتماسِ العذرِ، وتحقيقِ الرفقِ، فجمالُ المرءِ يبدأُ من ذوقِهِ وأدبِهِ ورقيِّهِ في التعاملِ مع الغيرِ في حالِ وفاقِهِ أو اختلافِهِ، فيصيرُ خُلُقًا يمشي على الأرضِ، ونورًا يتشكَّلُ في الأفعالِ، فيظهرُ جميلًا، ويرى الوجودَ من حولِهِ جميلًا.
أيها المكرمُ، هل تأملتَ يومًا سرَّ الجمالِ في البيانِ الإلهيِّ؟ هل وعيتَ أنَّ الوحيَ يربطُ الجمالَ بمواطنِ الصبرِ، والهجرِ، والصفحِ؟ ألا ترى في هذا ما يعلِّمُكَ أنَّ الجمالَ الحقيقيَّ لا يُختبرُ في لحظاتِ الرخاءِ والراحةِ، بل يُختبرُ في مواضعِ الضيقِ وحدَّةِ الانفعالِ وثورةِ المشاعرِ؟ هل تستوعبُ أنَّ مقامَكَ الروحيَّ هو أن تُهذِّبَ وترفعَ نفسَكَ فوق غوائلِ الغضبِ ودسائسِ النفسِ؟ أليس هذا الجمالُ مطلوبًا منك بجهدٍ زائدٍ، وتحملٍ أكبرَ، وصدقٍ في النيَّةِ، حتى ترتقيَ في معارجِ هذا البيانِ المشرفِ: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾.
أيها المكرمُ، إذا أردتَ أن ترى الوجودَ جميلًا، فعليكَ بالسعيِ الحثيثِ لمدِّ جسورِ الوصالِ والإحسانِ، وتجنبِ الانزواءِ في ركنِ الخصامِ، فالمودةُ تُزرعُ بالبذلِ والعطاءِ، وتُسقى بالزيارةِ والسؤالِ والدعاءِ، وتُحصدُ بالقلوبِ المتآلفةِ والنفوسِ المتراحمةِ على الدوامِ، فالجمالُ يتجلَّى في تعاونِكَ مع جارِكَ، ومواساةِ زميلِكَ، ومساعدةِ مَن يختلفُ معكَ في الرأيِ أو المنهجِ، حتى لا يتحول التباينُ إلى تجافٍ، ولا يصير الاختلافُ إلى بغضاءَ وخصامٍ، فكن أنت القائدَ إلى الألفةِ، والمبادرَ إلى الخيرِ، فتتحقق في حياتِكَ الغايةُ الساميةُ التي أرادَها الرحمنُ، وحينها تكونُ قد طبَّقتَ الجمالَ بالقولِ والجنانِ، مصداقًا لما جاء في محكمِ التنزيلِ من عظيمِ البرهانِ: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾.
أيها المكرمونَ، اعلموا أنَّ الجمالَ الأعظمَ يكمنُ في احتواءِ المخالفِ، وتأديبِ النفسِ على الرفقِ، والتجملِ بالصبرِ والحلمِ الواسعِ، وتركِ التسرعِ في الردِّ العاجلِ، فلا تُرهقوا الناسَ بحملِهم على قولِكم، ولا تُكلِّفوهم اتباعَ فعلِكم، بل قابلوا كلَّ مَن خالفكم بوجهٍ طليقٍ، فلتكن نصيحتُكم خفيفةً هادئةً تُقدَّم باللينِ، واعلموا أن احترامَ آراءِ الغيرِ واجبٌ دينيٌّ فلا تُقلِّلوا من شأنِ وجهةِ نظرِ المخالفِ، ولا تستعلوا بجمالِ حقِّكم أو بنورِ إيمانِكم، وإذا سنحتْ لكم الفرصةُ لتقديمِ هديةٍ ولو بسيطةٍ فافعلوا، فالمودةُ تُكتسبُ بإحسانِ التعاملِ وملاطفةِ الأحوالِ، واعلموا أن الإنصافَ هو جوهرُ الإيمانِ، فإن ظهر الحقُّ مع مخالفِكم فاقبلوه وأقِرُّوا به بشجاعةٍ، وإذا قبل منكم النصحَ فاشكروه ولا تمنوا عليه، وأمامَ ناظريكم تظهرُ أيقونةُ دولةِ التلاوةِ، حيث يظهرُ فيها التعاملُ الراقي، مع اختلافِ الأذواقِ والرؤى، لتروا الجمالَ حاضرًا في كلِّ مشهدٍ وفي كلِّ آيةٍ، فلا تملكوا إلا أن تقولوا: “إن اللهَ جميلٌ يحبُّ الجمالَ“، ويا خالقَ هذا الجمالِ سبحانكَ.
حفظَ اللهُ مصرَ وأهلَها من كلِّ مكروهٍ وسوءٍ.
الخطبة الثانية ضمن مبادرة وزارة الأوقاف صحح مفاهيمك
حرمة الاعتداء علي الجار
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على سيدِنا رسولِ اللهِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ، وأشهدُ أن سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، وبعدُ،
فعلاقةُ الجوارِ رابطةٌ مقدسةٌ تتجاوزُ حدودَ المصالحِ العابرةِ لتغدو معيارًا لصدقِ الإيمانِ وسلامةِ القلبِ، فالجارُ هو مرآتُكَ الصادقةُ، وميزانُ إحسانِكَ الخفيُّ، فالجوارُ الصالحُ سترٌ وأمانٌ، يدفنُ حسناتِكَ حياءً، ويسترُ سيئاتِكَ كرمًا، فلا يكتملُ الإيمانُ ولا يطمئنُّ القلبُ حتى يأمنَ جارُكَ شرَّكَ، فاجعل بيتَكَ حصنًا لكَ، ولا تجعلْ جدارَ جارِكَ بابًا لزلَّاتِكَ؛ فصونُ عرضِهِ ومالِهِ أوجبُ، والصبرُ على أذاهِ محبةٌ إلهيةٌ، ففي قدسيةِ هذا الجوارِ يكمنُ سرُّ المودةِ والسكينةِ، قال الجنابُ المعظمُ صلى اللهُ عليه وسلم: “مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ“.
أيها الكرامُ، احذروا كلَّ الحذرِ من إيذاءِ جيرانِكم، أو الاعتداءِ على خصوصيتِهم، تجنبوا إشاعةَ عيوبِهم أو كشفَ سترِهم، التزموا الهدوءَ والاحترامَ المتبادلَ، وبادروا بالسلامِ والابتسامةِ والمشاركةِ في مناسباتِهم، علِّموا أبناءَكم تعظيمَ حقِّ الجارِ وحفظَ الأمانةِ تجاهَهُم، اغرسوا في داخلِهم أن يكونوا صابرين محتسبين على أيِّ أذى قد يصدرُ من جيرانِهم، فاللهُ يحبُّ مَن يصبرُ على أذى جارِهِ، فلا يكفي أن نأمرَ أولادَنا بكفِّ الأذى، بل يجب أن نُحييَ فيهم ثقافةَ الإحسانِ والتفقدِ، وأن نرسخَ في نفوسِهم أن الجارَ أولى بالهديةِ وأحقُّ بالمعروفِ، كونوا المعلمَ الأولَ لحقِّ الجوارِ، واغرسوا في قلوبِ أبناءِكم أن في كلِّ ابتسامةٍ حسنةً، وفي كلِّ سلامٍ سكينةً، وفي كفِّ الأذى رحمةً، فاسألوا عن جيرانِكم عند غيابِهم، وكونوا عونًا لهم في قضاءِ حاجتِهم، وشاطروهم أفراحَهم وأتراحَهم، فهذا هو الطريقُ الأسهلُ إلى الجنةِ، فعن أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه، قال: جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم، فقال: يا رسولَ اللهِ، دلَّني على عملٍ إذا أنا عملتُ به دخلتُ الجنةَ، قال: كنْ محسنًا، قال: كيف أعلمُ أني محسنٌ؟ قال: «سلْ جيرانَكَ، فإن قالوا: إنكَ محسنٌ فأنتَ محسنٌ، وإن قالوا: إنكَ مسيءٌ فأنتَ مسيءٌ“.
حفظَ اللهُ مصرَ وأهلَها من كلِّ مكروهٍ وسوءٍ.
___________________________________
خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف علي صوت الدعاة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
و للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع
و للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف







