خطبة الجمعة القادمة
خطبة الجمعة القادمة 13 أغسطس 2021م : درس من الهجرة التخطيط واختيار الكفاءات ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ: 5 محرم 1443هـ – الموافق 13 أغسطس 2021م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 13 أغسطس 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : درس من الهجرة التخطيط واختيار الكفاءات.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 13 أغسطس 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : درس من الهجرة التخطيط واختيار الكفاءات ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 13 أغسطس 2021م ، للشيخ عبد الناصر بليح : درس من الهجرة التخطيط واختيار الكفاءات ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة ، للشيخ عبد الناصر بليح :درس من الهجرة التخطيط واختيار الكفاءات : كما يلي:
خطبة الجمعة القادمة “درس من الهجرة التخطيط واختيار الكفاءات “
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله أجمعين، ومن اهتدى بهديه وسار على دربه إلى يوم الدين أما بعد:
فيا عباد الله: “من المعلوم أن أي بيت يبنى لا بد له من أساس حتى يرتفع البنيان ويعلو فلا يتأثر بالتغيرات التي تطرأ عليه، وهكذا كانت الهجرة النبوية أساسًا لبناء الدولة الإسلامية، هذه الهجرة التي قادها وأسس بناءها رسول الله صلى الله عليه وسلم بوحي من الله تعالى، ومن أهم عوامل إنجاح الهجرة بعد معونة الله عز وجل هو الاختيار الصحيح للأفراد الذين سيقومون بحماية مشروع الهجرة، وهو ما نسميه “باختيار الكفاءات” وهو مدار حديثنا اليوم.. وأولها: “اختيار الداعية والفقيه”
عباد الله :”عندما خطط الرسول صلي الله عليه وسلم للهجرة وضع نصب عينيه اختيار الكفاءة من الأفراد ليكون أساساً للبناء وجزءً لا يتجزأ منه، كاختيار مصعب بن عمير أول داعية في الإسلام فقبل أن يهاجر الرسول صلي الله عليه وسلم أراد أن يهيئ مناخاً ملائماً لأولئك الذين سيهاجرون إلي يثرب وهؤلاء الذين يستقبلونهم بالبشر والترحاب..
فأرسل الرسول صلي الله عليه وسلم إلى يثرب مصعب بن عمير ليصلي بالناس ويدعوهم إلي الخير وكان مخططاً لمصعب أن يختار خير رفيق وهو الفقيه معاذ بن جبل أعلم الناس بالحلال والحرام وكانا الاثنان فتيان صغيران قد أسلما قبل الهجرة، حيث كان مصعب فتي قريش وواحداً ممن أختار الإسلام وتركوا الثراء والترف رغم أنه كان فاكهة المجالس في مكة..
أما معاذ بن جبل كان واحداً من وفد السبعين أنصارياً الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية..
ولنا هنا وقفة في اختيار الكفاءات الداعية والفقيه ينبغي اختيارهم علي أساس سليم فلا ينبغي لأحد أن يٌنصِب نفسه للفتوى، إذا لم يكن أهلاً لها كفء لمنصبها ومهنتها متمكناً في عمله، فقيهاً في دينه، فإنه والحالة هذه “يحرم الحلال، ويحل الحرام، ويسقط الواجبات، ويلزم الناس بما لم يلزمهم به الله، ويقر المبتدعات، ويبدع المشروعات، ويكفر أهل الإيمان، ويبرر كفر أهل الكفر، وهكذا، وهذا كله مرجعه إلى غياب الكفاءات المؤهلة لعمل الفتوى بالعلم والفقه وغير ذلك من المؤهلات والشروط. لذلك يحذر الحسن البصري من الكفاءات الزائفة التي تدعي الأهلية للعمل فيقول: “العامل على غير علم كالسالك على غير طريق، والعامل على غير علم يفسد أكثر مما يصلح”
عباد الله:” ولقد رأينا تشديد النبي صلى الله عليه وسلم على من ينصب نفسه لهذا العمل وهو غير كفء له أو غير حائز لمؤهلاته، حينما أنكر على من تسرع في الفتوى في عهده فأفتى بها رجلاً به جراحة، أصابته جنابة أن يغتسل، دون رعاية لما ألم به من جراح، فكان ذلك سبباً في موته. فقال صلي الله عليه وسلم: “قتلوه قتلهم الله! ألا سألوا إذ لم يعلموا، فإنما شفاء العي السؤال، إنما كان يكفيه أن يتيمم”(أبوداود). وهنا نلحظ كيف اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم فتواهم التي غاب عنها الكفاءة والأهلية قتلاً له، ودعا عليهم بقوله “قتلهم الله” ومعنى هذا أن تولي الأدعياء الوظائف مَفسدة تجلب الدمار على الأفراد والجماعات، ولهذا يقول ابن حزم: “لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها، وهم من غير أهلها، فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون، ويفسدون، ويظنون أنهم يصلحون”
“الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا”(الكهف/104).
عباد الله:” ويلحق بالفتوى مهنة “الداعية” فالكفاءة والأهلية المؤسسة على العلم مطلوبة له وإلا أضر بعمله ومهنته، ومن ثم كان قوله تعالى: “قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي”(يوسف /108). فكل ممتهن للدعوة يجب أن يكون عمله ودعوته على بصيرة ودراية، ومعنى هذا أن يكون على بينة من دعوته، ومعرفة مستبصرة بما يدعو إليه فيعلم إلام يدعو؟ ومن يدعو؟ وكيف يدعو؟ وإلا لم يكن كفء لعمله الدعوي.
عباد الله :” الرفيق قبل الطريق وربما يتطلب الأمر في اختيار الكفاءة ليضعه في دوره المناسب على أسس رصينة من الكفاءة والأمانة والقوة والشجاعة والإقدام، فأولهم الصديق رضي الله عنه، رفيق النبي وصاحبه في الهجرة أختاره الله لصحبته من بين كل الصحابة، قالت عائشة رضي الله عنها: “كان لا يخطئ رسول الله أن يأتي بيت أبي بكر أحد طرفي النهار، إما بُكرة وإما عشية، حتى إذا كان اليوم الذي أذن فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالهجرة والخروج ، أتانا رسول الله بالهاجرة-نصف النهار -فلما دخل تأخر أبو بكر عن سريره، فقال رسول الله له: “أخرِجْ عني مَنْ عندك فقال يا رسول الله وما ذاك فقال إنه قد أذن لي بالخروج والهجرة”، قالت: فقال أبو بكر: “الصحبة يا رسول الله؟ قال: الصحبة “قالت فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أحداً يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ”(السيرة النبوية لابن كثير:2/233، 234).فاختيار أبا بكر لأنه أقرب شخص للنبي وأحبه له يحمل قلباً رحيماً وطاعة للنبي صلى الله عليه وسلم في منشطه ومكرهه.. اختار الرفيق قبل الطريق واختار الصاحب لأن الصاحب ساحب يدل صاحبه علي الخير والهداية والرشاد أو غيره “ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا”(التوبة/40). وهكذا تختار الكفاءات..
عباد الله: “الخبرة دون النظر للديانة” وربما تقدم الكفاءة من أجل الخبرة دون النظر للديانة وهي الكفاءة المهنية في العمل ويُقصد بها العديد من المعارف والخبرات والمهارات المهنية التي تظهر على شكل سلوكيات وتصرفات وأنشطة مهنية في العمل؛ وذلك من أجل مجابهة ومجاراة التحديات التي تظهر أثناء العمل المهني، وإنجاز المهام المهنية التي لا تقع تحت عاتقه. لذلك وقع اختيار الرسول صلي الله عليه وسلم علي: عبد الله بن أريقط وهو رجل مشرك، لكن النبي انتفع منه واستأجره ليدله على الطريق، لماذا؟ لأنه كان خبيراً بطرق الصحراء، لم يقل إنه مشرك، إنما استأجره لأن مصلحة الدعوة متحققة في هذا وللمفسدة المنتفية في دفع الأذى عن المؤمنين والمهاجرين، فضلاً عن الاحترام الواضح من النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الاختصاص، وفعلاً سلك بهما طريقاً غير معهودة ليخفي أمرهما عمن يلحق بهما من كفار قريش.
عباد الله: “وكان مما أبتلي به بعض المجتمعات الآن تواري الكفاءات في المهن والأعمال، كثير من الكفاءات وهي في قمة عطائها وتألقها أُبعدت.. وكفاءات جُمِّدت.. وكفاءات أُهملت.. وكفاءات أُصيبت بالإحباط نتيجة التهميش والتجاهل، وذلك بسبب غطرسة المسؤول أو عنجهيته أو تسلط في السلطة أو الجهل في القرارات الإدارية التي تكون بعيدة عن مصلحة العمل من قبل هذا المسؤول، والعكس صحيح كم من مغمورين جهلاء فاشلين خونة.. قد نصبت بسبب الرشوة والمحسوبية والقرابة والأهل والعشيرة ..
عباد الله :”واختيار القوي الأمين من شروط اختيار الكفاءة القوة والأمانة وهو ما وقع عليه اختيار علي بن أبي طالب ، والرسول صلي الله عليه وسلم لم يولِّ أحداً من أقاربه أي منصب، إلا بمعيار الكفاءة ليس لأنه من أهله وعشيرته فلم يستعمل منهم سوى الأكفاء في كل شيء؛ حيث أمر على بن أبى طالب بالنوم في مكانه أثناء الهجرة ليؤدي الأمانات إلى أهلها “والرسول لم يعامل أهله وعشيرته من منطق أنهم أهل الثقة، ولم يعينهم في المناصب القيادية، بل كانت رؤيته أن يولى على كل عمل من أعمال المسلمين أصلح من يجده لهذا العمل، وكان لا يعطى الولاية لأى شخص يطلبها أبداً، دخل عليه قوم فسألوه الولاية، فقال: “إنَّا وَاللَّهِ لا نُوَلِّي علَى هذا العَمَلِ أَحَدًا سَأَلَهُ، وَلَا أَحَدًا حَرَصَ عليه . “(مسلم.
عباد الله أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم..
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد فيا عباد الله.. لا زلنا نواصل الحديث حول دروس الهجرة “التخطيط واختيار الكفاءات”
عباد الله:” الغلبة لمن يملك المعلومات: فمن الاختيارات التي أدت إلي نجاح الهجرة وكانت علي الكفاءة اختيار من لهم القدرة علي التخابر والتمويه فاختيار رجل المخابرات الأول: “عبد الله بن أبي بكر الذي كان يبات عندهما فينزل من عندهما قبيل الفجر فيصبح في قريش كأنه بائت، وقد اختير لهذه المهمة وهي أنه إن سمع أمراً به يعيه فيأتيهما بخبره ليلاً، وسبب اختياره أنه ذو أمانة وثقة وهو شاب: “مستطيع، لَقِنٌ، فاهمٌ لما سمعه، ثقة ذو فطنة وذكاء.. وهذا ما ينبغي أن يكون عليه رجل المخابرات..
عباد الله : التمويه والتخفي ومما كان له دور بالغ في الهجرة وتم اختياره علي الكفاءة والخبرة عامر بن فهيرة وهو مولى أبي بكر كان يرعى الغنم عند غار ثور ليمسح آثار الأقدام بعد أن يذهب عبدالله بن أبي بكر أو أسماء إليهما حتى لا يتعرف إليها المشركون، وكان يحلب للرسول ولأبي بكر اللبن، ويأتيهما بالأخبار.
عباد الله: “التموين والإمدادات ولنا أن نعرف أن للنساء دوراً عظيماً في نصرة الدعوة، فكانت أسماء بنت أبي بكر حاملة التموين من مكة إلى الغار وسط جنون المشركين بحثاً عن محمد صلى الله عليه وسلم ليقتلوه.
عباد الله: “ويلاحظ أن هذه الشخصيات مع قلة عددها والتي تم اختيارها على معيار الكفاءة.. إلا أنها تترابط كلها برباط العمل الواحد، تجمعهم صفة الأمانة المتحققة في كل واحد منهم لتحقيق الهدف المنشود وهو وصول الرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بسلام، لذلك قال عمر بن الخطاب: “إن الأمم لا تبنى بالكثرة الغثائية وإنما تبنى بسواعد الكفاءات الموهوبة والمخلصة من أبنائها الذين صدقوا ربهم وأوطانهم ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلاً. وكان دائماً عمر يقول: “أتمنى ملء مسجد رسول الله صلي الله عليه وسلم رجالاً أكفاء مثل أبى عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبى حذيفة فأستعمل هؤلاء الكفاءات في سبيل الله.. اللهم ولي علينا خيارنا ولا تولي علينا شرارنا يا رب العالمين.. عباد الله أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله وأقم الصلاة.
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف