خطبة الجمعة القادمة 14 نوفمبر 2025 : هلا شققت عن قلبه، للشيخ خالد القط
خطبة الجمعة القادمة 14 نوفمبر 2025 بعنوان : هلا شققت عن قلبه، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 23 جمادي الأولي 1447هـ ، الموافق 14 نوفمبر 2025م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 14 نوفمبر 2025 بصيغة word بعنوان : هلا شققت عن قلبه، بصيغة word للشيخ خالد القط
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 14 نوفمبر 2025 بصيغة pdf بعنوان : هلا شققت عن قلبه، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 14 نوفمبر 2025 بعنوان : هلا شققت عن قلبه ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
هلا شققت عن قلبه
بتاريخ 23 جمادي الأولي 1447هـ – 14 نوفمبر 2025م
الحمد لله رب العالمين، نحمده تعالى حمد الشاكرين، ونشكره شكر الحامدين.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز: ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)) سورة الإسراء (70)
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقدره العظيم.
أما بعد
أيها المسلمون، فقد خلق الله الإنسان وفضله وكرّمه على سائر مخلوقاته، وأعطاه الله من المزايا والعطايا، ما لم يعط غيره، قال تعالى ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)) سورة الإسراء (70)، أيها المسلمون، إن المتأمل للتشريع الإسلامي، سيقف مبهوراً أمام نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، التي تبرز قيمة ومكانة هذا الإنسان، الذى خلقه الله بيده، وأسجد له ملائكته، فإننا سنجد من عظمة التشريع الإسلامي أنه أعطى للإنسان حقوقاً في هذه الحياة بصفته إنساناً، وبصرف النظر، عن جنسه أو لونه أو لغته أو عقيدته.
وأول وأهم هذه الحقوق على الإطلاق، والتي اقرها ودعا إليها الإسلام، حق الإنسان في الحياة، فالله سبحانه وتعالى هو من وهب الإنسان نعمة الحياة، وهو فقط من له الحق في سلبها ممن يشاء، ولكن ليس من سلطة ولا حق أي مخلوق أن يزهق روح أي إنسان، ولذلك حرّم وجرّم الإسلام قتل النفس، وجعله من كبرى الكبائر والذنوب، قال تعالى: ((قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)) سورة الأنعام، (151)، وفى الصحيحين، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : ((سُئِلَ النبيُّ ﷺ عَنِ الكَبائِرِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، وشَهادَةُ الزُّورِ))، كما أجدني مشدوداً وبشدة، لذكر حديثه صلى الله عليه وسلم المخرج في الصحيحين، وهذا لفظ أبى داوود، من حديث أسامة بن زيد، قال : ((بعثَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ سريَّةً إلى الحُرقاتِ فنَذروا بنا فَهَربوا فأدرَكْنا رجلًا فلمَّا غشيناهُ قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ فضَربناهُ حتَّى قتلناهُ فذَكَرتُهُ للنَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ: من لَكَ بِ ( لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ يومَ القيامةِ فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنَّما قالَها مَخافةَ السِّلاحِ. قالَ: أفلا شقَقتَ عن قلبِهِ حتَّى تعلمَ مِن أجلِ ذلِكَ قالَها أم لا؟ مَن لَكَ بلا إلَهَ إلَّا اللَّهُ يومَ القيامةِ؟ فما زالَ يقولُها حتَّى وَدِدْتُ أنِّي لم أُسلِم إلَّا يومئذٍ)).
وهكذا فقد عصم الإسلام كل الدماء من القتل، وهي في نفس الوقت رسالة سلام وأمان وطمأنينة يبثها الإسلام للعالم أجمع، إنها رسالة ممزوجة بالتسامح وقبول الآخر.
أيها المسلمون، من الحقوق التي كفلها الله للإنسان، حقه في العقيدة، وهو حق أصيل منحه الله للإنسان، قال تعالى ((لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) سورة البقرة (256)، وقال تعالى ((وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا)) سورة الكهف ( 29)، وقال ((وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (100) سورة يونس.
من الحقوق العظيمة التي أقرها الإسلام وطبقها الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، الاعتراف بقيمة ومكانة وكرامة الإنسان، وأنه لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن ننتقص أو نقلل من قيمة أو كرامة أي إنسان، وأن التعدي والتجاوز في حق الإنسان أمر غير مقبول على الإطلاق، وهنا يذكر لنا التاريخ الإسلامي موقفاً ينبغي أن يكتب بماء الذهب، لما فيه من احترام قيمة ومكانة وكرامة الإنسان، فقد ذكروا، أنه حينما كان عمرو بن العاص رضي الله عنه، واليًّا على مصر في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، اشترك ابنٌ لعمرو بن العاص مع غلام من الأقباط في سباق للخيول، فضرب ابن الأمير الغلام القبطي اعتمادًا على سلطان أبيه، وأن الآخر لا يمكنه الانتقام منه؛ فقام والد الغلام القبطي المضروب بالسفر برفقة ابنه إلى المدينة المنورة، فلما أتى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، بَيَّن له ما وقع، فكتب أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص أن يحضر إلى المدينة المنورة برفقة ابنه هو كذلك، فلما حضر الجميع عند أمير المؤمنين عمر، ناول عمر الغلام القبطي سوطًا وأمره أن يقتص لنفسه من ابن عمرو بن العاص، فضربه حتى رأى أنه قد استوفى حقه وذهب ما في نفسه. ثم قال له أمير المؤمنين: لو ضربت عمراً بن العاص ما منعتك؛ لأن الغلام إنما ضربك لسلطان أبيه، ثم التفت إلى عمرو بن العاص قائلاً: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟
أيها المسلمون لقد احترم الإسلام قيمة ومكانة الإنسان، ولذلك أعطاه كثيراً من الحقوق، ولكن الوقت لا يتسع لسرد وذكر كل هذه الحقوق، فمن الحقوق التي أقرها الإسلام للرجل والمرأة على حد سواء، حق الإنسان في التملك، أو بمعنى أدق حق الإنسان في الملكية الخاصة، كذلك من الحقوق، التي وهبها الله للإنسان، حق الإنسان في إبداء الرأي والأفكار التي تبنى وتجمع الناس، وكذلك حق الإنسان في المشورة.
ولكنك تلاحظ هنا أن هذه الحقوق التي منحها الله للإنسان هى ترجمه حقيقية لروح الإسلام المبنية على التسامح والسهولة واليسر، والبعيدة كل البعد عن التشدد والغلو الذي نهى عنه ديننا الإسلامي العظيم.
الخطبة الثانية
“”””””
أيها المسلمون، إن الرشوة من الأمور الكفيلة بعرقلة تقدم ورقى أي أمة من الأمم، فإن تفشىيها وانتشارها يعد وباء خطير، ومرض جسيم، ولذلك حرّم وجرّم الإسلام الرشوة في نصوص كثيرة، في القرآن والسنة، قال تعالى ((وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)) سورة البقرة (188)،كما بيّن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن كل من يشارك في جريمة الرشوة، فهو ملعون، أي مطرود من رحمة الله تعالى، فعن عبدالله بن عمر قال: ((لَعَنَ رَسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرّاشِيَ والمُرْتشِيَ]، زادَ أبو بَكْرٍ البَزّارُ: “والرّائِشَ الَّذي يَمْشي بَيْنَ الرّاشي والمُرْتشي.
فكل من يبيع دينه وضميره ببضعة جنيهات، لابد وأن يحصد في النهاية مرارة ونتيجة استحلاله لنفسه، ما لا يحل له من المال، وفى النهاية ((وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)) سورة الشعراء (227).
اللهم احفظ مصر واهلها من كل سوء وشر بفضلك وكرمك يا أكرم الأكرمين
بقلم: الشيخ خالد القط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف







