أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 19 ديسمبر 2025 بعنوان : فَظَلِلْتُ أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً ، للشيخ خالد القط

خطبة الجمعة القادمة 19 ديسمبر 2025 بعنوان : فَظَلِلْتُ أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 28 جمادي الثانية 1447هـ ، الموافق 19 ديسمبر 2025م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 19 ديسمبر 2025 بصيغة word بعنوان : فَظَلِلْتُ أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً، بصيغة word للشيخ خالد القط

ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 19 ديسمبر 2025 بصيغة pdf بعنوان : فَظَلِلْتُ أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً، للشيخ خالد القط

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 19 ديسمبر 2025 بعنوان : فَظَلِلْتُ أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:

فَظَلِلْتُ أَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهَا ثَلَاثِينَ سَنَةً

بتاريخ 28 جمادي الثانية 1447هـ – 19 ديسمبر 2025م

الحمد للهِ ربِّ العالمينَ، نحمدهُ تعالى حمدَ الشاكرينَ، ونشكرهُ شكرَ الحامدينَ. وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهَ، وحدهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ يحيي ويميتُ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، القائلُ في كتابهِ العزيزِ: ((وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)) سورةُ آلِ عمرانَ 136.

وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، وصفيَّهُ من خلقهِ وحبيبَهُ، اللهمَّ صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعينَ، حقَّ قدرهِ ومقدرهِ العظيمِ.

أمّا بعدُ:

أيها المسلمونَ، فإنَّ المالَ هو عصبُ الحياةِ، وهو أحدُ الضرورياتِ التي جاءَ الإسلامُ بالدعوةِ للمحافظةِ عليها، إضافةً إلى أنهُ مقومٌ أساسيٌّ لبقاءِ وبناءِ أيِّ أمةٍ من الأممِ، سواءٌ كانَ هذا المالُ عامًا أو خاصًا، وإنْ كانَ المالُ العامُّ الذي هو محورُ حديثنا اليومَ، لهُ قدسيةٌ ومكانةٌ خاصةٌ، وذلك من حيثُ أنَّ الناسَ جميعًا شركاءُ فيهِ، وأنَّ الاعتداءَ عليهِ يعدُّ اعتداءً على حقوقِ الجميعِ، والإثمُ والذنبُ فيهِ كبيرٌ ومضاعفٌ.

ولذلك جاءتْ دعوةُ الإسلامِ بعدمِ التعدي والتجاوزِ في حقِّ أموالِ الناسِ سواءٌ كانتْ عامةً أو خاصةً، من ذلك قولُهُ تعالى في شأنِ المالِ العامِّ على سبيلِ المثالِ:

((وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ ۚ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)) سورةُ آلِ عمرانَ 161.

وقالَ تعالى أيضًا: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)) سورةُ النساءِ 29.

والأحاديثُ الثابتةُ في حرمةِ المالِ العامِّ أكثرُ من أنْ تُحصى. من ذلك ما أخرجهُ البخاريُّ من حديثِ خولةَ بنتِ حكيمٍ، أنهُ قالَ ﷺ: ((إنَّ رجالًا يتخوَّضونَ في مالِ اللهِ بغيرِ حقٍّ، فلهم النارُ يومَ القيامةِ)).

وأخرجَ الإمامُ أحمدُ بسندٍ صحيحٍ من حديثِ خولةَ بنتِ فيسٍ أنهُ قالَ ﷺ: ((إنَّ الدُّنيا حُلوةٌ خضِرةٌ، فمَن أخذَها بحقِّها بورِكَ لهُ فيها، ورُبَّ متخوِّضٍ في مالِ اللهِ ومالِ رسولِه لهُ النارُ يومَ القيامةِ)).

وأخرجَ الشيخانِ من حديثِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ أنهُ قالَ: (( خَرَجْنا مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إلى خَيْبَرَ، فَفَتَحَ اللَّهُ عليْنا فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا ولا ورِقًا، غَنِمْنا المَتاعَ والطَّعامَ والثِّيابَ، ثُمَّ انْطَلَقْنا إلى الوادِي، ومع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَبْدٌ له، وهَبَهُ له رَجُلٌ مِن جُذامٍ يُدْعَى رِفاعَةَ بنَ زَيْدٍ مِن بَنِي الضُّبَيْبِ، فَلَمَّا نَزَلْنا الوادِيَ، قامَ عبدُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَحُلُّ رَحْلَهُ، فَرُمِيَ بسَهْمٍ، فَكانَ فيه حَتْفُهُ، فَقُلْنا: هَنِيئًا له الشَّهادَةُ يا رَسولَ اللهِ، قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: كَلّا والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، إنَّ الشِّمْلَةَ لَتَلْتَهِبُ عليه نارًا أخَذَها مِنَ الغَنائِمِ يَومَ خَيْبَرَ لَمْ تُصِبْها المَقاسِمُ، قالَ: فَفَزِعَ النَّاسُ، فَجاءَ رَجُلٌ بشِراكٍ، أوْ شِراكَيْنِ فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أصَبْتُ يَومَ خَيْبَرَ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: شِراكٌ مِن نارٍ، أوْ شِراكانِ مِن نارٍ)).

أيُّها المسلمونَ، والمالُ العامُّ لهُ صورٌ متعدّدةٌ، وهي أموالٌ ينبغي المحافظةُ عليها من أيِّ اعتداءٍ، والمالُ العامُّ ليسَ نقودًا فقط كفواتيرِ الكهرباءِ والماءِ، أو الذينَ يتهرّبون من تسديدِ حقِّ الدولةِ مثلَ الضرائبِ على سبيلِ المثالِ، وإنّما الممتلكاتُ العامّةُ تُعَدُّ كذلك مالًا عامًّا، مثلَ نهرِ النيلِ، البحرِ المتوسّطِ أو الأحمرِ، دورِ العبادةِ والتعليمِ والعلاجِ وغيرها، الطرقِ والقطاراتِ والمركباتِ العامّةِ، كلُّ هذا وغيرُهُ، يُعَدُّ من المالِ العامِّ الذي ينبغي المحافظةُ عليهِ.

ولكنّنا أيُّها المسلمونَ وبكلِّ أسفٍ، هناكَ من يتجرّأُ على المالِ العامِّ، بل ويستعملُهُ استعمالًا خاصًّا، أقولُ لهؤلاءِ جميعًا، إنْ غابتْ عنكم ضمائرُكم، وغابتْ عنكم عيونُ البشرِ، فهناكَ عينٌ لا تغفلُ ولا تنامُ، هناكَ من لا يخفى عليه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ، من يعلمُ السِّرَّ وأخفى، من سيسألُكُم عن النقيرِ والقطميرِ، عن القليلِ والكثيرِ. وصدقَ اللهُ العظيمُ إذ يقولُ: ((وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ)) سورة الأنعام 94.

ولهذا أيُّها المسلمونَ، ينبغي علينا جميعًا المسارعةُ إلى التوبةِ والاستغفارِ إلى اللهِ، حتى يتوبَ علينا، خاصّةً هؤلاءِ الذينَ غابتْ ضمائرُهم، ثم ها هي تستيقظُ من سباتِها بكثرةِ الاستغفارِ، وعلينا أن نثقَ تمامًا أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يغفرُ الذنوبَ جميعًا طالما كان الإنسانُ مخلصًا في توبتِهِ للهِ تعالى، قال تعالى: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) سورة الزمر 53.

ولكنَّ الأمرَ يحتاجُ إلى توبةٍ صادقةٍ وندمٍ على ما مضى، أينَ نحنُ من أحدِ الصالحينَ، كما ذكرَ الفخرُ الرازيُّ وغيرُهُ في تفسيرِهِ في سورةِ الفاتحةِ لقولهِ تعالى: (الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ) ذكرَ قصةَ هذا الرجلِ الصالحِ، الذي قالَ: حَمِدْتُ اللهَ مَرَّةً، فَأَنَا أَسْتَغْفِرُ مِنْ ذَلِكَ الحَمْدِ مُنْذُ ثَلاَثِين سَنَةً، قالَ أبو بكرٍ الحربيُّ: سمعتُ السَّرِيَّ يقولُ: (حمدتُ اللهَ مرَّةً، فأنا أستغفرُ من ذلك الحمدِ منذ ثلاثين سنة). قيلَ: وكيفَ ذاكَ؟

قالَ: كانَ لي دكانٌ فيه متاعٌ، فاحترقَ السوقُ، فلقيني رجلٌ، فقالَ: أبشرْ، دكانُكَ سلمتْ.

فقلتُ: الحمدُ للهِ، ثمَّ فكرتُ، فرأيتُها خطيئةً! لأنه فرحَ لنجاةِ دكانِهِ، ولمْ يُبالِ بزملائِهِ الذينَ فقدوا أموالَهم، وكانَ ذلكَ في سوقِ بغدادَ، فانظروا عبادَ اللهِ، كيفَ كانَ هؤلاءِ العُبّادُ يحاسبونَ أنفسَهم، حتى على خواطرِ أنفسِهم)).

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

أيها المسلمونَ، الأسرةُ هيَ اللبنةُ الأولى في المجتمعِ، وصلاحُ المجتمعِ بلا شكٍّ قائمٌ على صلاحِ الأسرةِ وتماسكِ أعضائِها، وكم يعاني المجتمعُ في هذهِ الأيامِ من التفككِ الأسريِّ، وبنظرةٍ عميقةٍ على واقعِ الحياةِ اليومَ، فإننا نجدُ الأسرةَ تفتقدُ أهمَّ ركنينِ تُبنى عليهما لدوامِ الاستقرارِ والاستمرارِ، ألا وهما المودةُ والرحمةُ، قالَ تعالى: ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)) سورةُ الرومِ 21.

كما أنهُ ينبغي على الزوجِ أن يتحملَ المسؤوليةَ ويكونَ على قدرِها حتى يحافظَ على أولادِهِ وبيتِهِ، فقد أخرجَ الإمامُ مسلمٌ في صحيحِهِ من حديثِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ أنهُ قالَ صلى اللهُ عليهِ وسلم: ((لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ، أَوْ قالَ: غَيْرَهُ)).

وكذلكَ على الزوجةِ أن تتحلى بالصبرِ من أجلِ المحافظةِ على بيتِها وأولادِها، ولتضعْ أمامَها حديثَ سيدِنا رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلم، كما عند السيوطيِّ وغيره بسندٍ صحيحٍ من حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ أنهُ قالَ صلى اللهُ عليهِ وسلم: ((إذا صلَّتِ المرأَةُ خَمْسَها وصامَتْ شهرَها وحفظَتْ فرجَها وأطاعَتْ زوجَها دخلَتِ الجنةَ)).

إن الخاسرَ الأكبرَ من تفككِ الأسرةِ هم الأطفالُ، ولذلكَ ينبغي على كلِّ زوجينِ التأنّي كثيرًا قبلَ التفكيرِ في الانفصالِ، وأن يضعَ كلٌّ منهما أولادَهُ أمامَ عينيهِ.

حفظَ اللهُ مصرَ وأبناءَها من كلِّ شرٍّ وسوءٍ.

بقلم: الشيخ خالد القط

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: ahmed_dr.ahmed@yahoo.com رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى